المصريون (خدمة أمريكا إن أرابيك) : بتاريخ 21 - 3 - 2008
انتقدت منظمة أمريكية يمينية مقربة من دوائر المحافظين الجدد والمتعاطفين مع إسرائيل انتقدت قرار وزارة الخارجية الأمريكية تعليق القيود التي كان الكونجرس قد وضعها على المعونة العسكرية لمصر لأول مرة بسبب دخول الاسلحة إلى غزة واتهمت واشنطن انها خذلت نشطاء الديمقراطية في مصر بعدم اقتطاع جزء من المعونة.
وقالت منظمة "فريدم هاوس" أو بيت الحرية، وهي منظمة دأبت على انتقاد الدول العربية وإيران والترويج لإسرائيل على إنها الديمقراطية الناصعة الوحيدة في منطقة العالم العربي بغض النظر عن احتلاله للأراضي العربية، قالت ان إدارة الرئيس جورج بوش فشلت في التعاون مع دعاة الديمقراطية في مصر.
غير ان المنظمة أقرت في بيانها أن قرار الكونجرس ربط صرف 100 مليون دولار من المعونة العسكرية لمصر البالغة 1.3 بليون دولار سنويا جاء مشروطا بمقدار قيام مصر بالحد من تدفق الأسلحة المزعومة إلى الفلسطينيين في غزة وليس بمزاعم نقص الديمقراطية في مصر فقط.
حيث يمنع قانون المخصصات الخارجية الأمريكية لعام 2008 صرف 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر حتى تشهد وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس، ضمن أشياء أخرى، إن مصر قد اتخذت خطوات عملية من أجل كشف وتدمير شبكة الأنفاق من مصر إلى غزة".
غير أن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس قد وافقت على صرف المبلغ لمصر أثناء زياراتها الأخيرة مطلع الشهر لمصر وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، مما أغضب المدافعين عن إسرائيل في واشنطن.
حيث قالت الناشطة جينيفر وندسور، المديرة التنفيذية للفريدم هاوس والتي كانت قد استضافت عدد من نشطاء الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر العام الماضي، قالت في بيان صحفي وزع على الصحفيين في واشنطن وتلقت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه :"لقد فشلت الإدارة في اختبار هام لاجندتها للترويج للديمقراطية. في حين ننظر إلى حجم المساعدات الأمريكية التي تقدم لمصر، فان تلك الشروط تعتبر شروطا صغيرة ورمزية".
وذهبت وندسور للقول :"لقد ضيعت الإدارة فرصة ذهبية لإرسال رسالة تضامن مع نشطاء الديمقراطية في مصر وفي الشرق الأوسط".
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية قد عرضت على مصر تخصيص 23 مليون دولار من المعونة الأمريكية العسكرية السنوية لمصر من اجل شراء أجهزة عسكرية أمريكية متطورة لحماية حدود إسرائيل وسيناء.
وقالت وندسور أن الكونجرس والإدارة متفقان على ان مصر لم تقم بدورها في منع تهريب الأسلحة المزعومة وان الحكومة المصرية قمعت المعارضة على الرغم من ان الانتخابات المحلية في مصر ستعقد قريبا في شهر إبريل/نسيان.
وقال بيان الفريدم هاوس الذي تلقت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه :"لقد وجد القضاء المصري انتهاكات قوية وتزوير كبير في انتخابات الرئاسة في 2005... وما زال ناشط الديمقراطية البارز أيمن نور والذي كان ابرز عضو في المعارضة المصرية سابقا مازال في السجن بتهم تحركها دوافع سياسية على الرغم من عدة مشاكل صحية يعاني منها".
وكرر توماس او ميليا، نائب مدير الفريدم هاوس انتقاداته لوزارة الخارجية الأمريكية وللوزيرة رايس في البيان فقال :"كان يمكن ان يكون هناك موقف يفوز فيه الجميع. فالحكومة المصرية نفسها تقر بضرورة إصلاح كثير من القضايا مثل استقلال القضاء وانتهاكات الشرطة للمواطنين وبوجود شبكات التهريب لغزة. لكنها برفض اقتطاع جزء من المعونة تكون الإدارة قد ضيعت فرصة ذهبية لتحقيق انجازات في هذه الإصلاحات".
يذكر ان المنظمة اليمينية تصنف مصر على أنها "دولة غير حرة" في تقريرها الذي أصدرته هذا العام عن الحريات في العالم.
يذكر ان منظمة الفريدم هاوس هي نفسها تتلقى الكثير من التمويل من الحكومة الأمريكية وخصوصا من" National Endowment for Democracy (NED)" (الوقفية القومية للديمقراطية) ليقوم الفريدم هاوس بعد ذلك بدفع تلك الأموال لاحقا للعديد من الأفراد والمنظمات والهيئات القومية والمحلية الأخرى في دول العالم لتنفيذ أو الترويج لسياسات محافظة يمينية يدافع عنها بما يبعد شبهة تدخل الحكومة الأمريكية مباشرة.
ويميل التمويل من هذه المؤسسة الى دعم المشاريع التي تعكس وجهة نظر المحافظين الجدد وبعض ملامح الصهيونية. ومنها مشروع "ملاتي ريجنال اكستشنج بروجكت" الذي يجمع ويوزع مقالات من متعاطفين مع حركة المحافظين الجدد وتوزيعها ونشرها في العالم مجانا والعمل على ضمان تناقلها بين أوساط الإعلام الأجنبي.
وخلاصة التعاون بين التيارين – تحت مظلة الفريدم هاوس- هو برنامج "بيت الحرية للحريات الدينية في العالم". إذ يقف هذا المركز الفكري والبحثي وراء اشد التقارير انتقادا للدول العربية والإسلامية وخصوصا فيما يتعلق من مواقفها من إسرائيل واليهود وانتقادات الدول العربية لإسرائيل، وتصنيفه المستمر لها على أنها مواقف معادية للسامية. كما انه يصور وبإلحاح إسرائيل على أنها الديمقراطية الناصعة الوحيدة في المنطقة العربية التي تستحق الدعم الأمريكي المستمر