كتبت على الفيس بوك خاطرة عن مواصفات رئيس مصر القادم اقول فيها ((ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺮﺑﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻛﻔﺎﻳﺔ ﺑﻘﻲ ﺭﺅﺳﺎء ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ﻗﺮﻓﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺧﺮﺑﻮﺍ ﻣﺼﺮ ﻭﺭﺟﻌﻮﻫﺎ 600 ﺳﻨﺔ ﻭﺭﺍء ﻣﻉ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ))
فجاءت عليها كالعادة تعقيبات (مع وضد) ومنها هذا التعقيب ((فما راءى سيادتكم في قول الله سبحانه وتعالى يهب الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء )---علما انه بلغة حكم مصر ملك كما ابلغنا الله في كتابه الكريم قول فرعون الم يكن لى ملك مصر....
وأرد عليه بالآتى :
-أولا استاذ ..... حضرتك ذكرت الآية القرءانية خطئا وتصويبها هو (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير ).
ثانيا – الحُكم فى الأصل هو حُكم المجتمع وهو من يختار رئيسه أو وزيره وهكذا وهو من يحق له محاسبته وعزله ومحاكمته إذا سلك سبيل الطغيان والفساد . ولنعلم جميعا أن المولى جل جلاله لم يختار لنا إلا رسله عليهم السلام الذين ارسلهم برسالاته وكُتبه لتُذكرنا بلإإله إلا الله والإيمان باليوم الآخر وعمل الصالحات ،اما معاملاتنا المدنية فهى متروكة لنا بناءا على الشورى فيما بيننا .
ثالثا – الآية القرءانية تتحدث عن نوع من الابتلاء والاختبار فى نعمة من نعم الله على الإنسان .((واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم )) ((كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون )) ((كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون ))
رابعا – فى الآية القرءانية نفسها كما أن هناك عطاء الله بالمُلك لأحد من الناس فهناك أيضا سلب ونزع لهذا المُلك منه عندما لا يتق الله فيه ويراعيه حق رعايته .
خامسا – هناك ضوابط للمعاملات بين الناس وبين الحاكم وبينهم وبين بعضهم البعض فى الحياة الدنيا الدنيا مبنية على 1- الشورى (وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين ) ((والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون )) .
2- إقامة العدل فى شئون حياة الناس ومعاملاتهم ( قد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط )) ((يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين )) .
3- التوعية من الفساد و مقاومتة وتبيان اضراره ونتائجه على المجتمع ((الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون)) وهذا الخسران هو خسارتهم فى الدنيا والآخرة معا . ((ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمت الله قريب من المحسنين )) ((ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين )) وعن الحكام أو اصحاب السلطان الفاسدين يقول القرءان محذرا منهم (( واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد))
.. 4 – المطالبة المستمرة بالإصلاح وأنه فريضة إسلامية ومجتمعية لحفظ الحقوق فى الحياة وإقامة العدل فيها .((ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين )) ((الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم )) ((لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس )) ((وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون )) ((يؤمنون بالله واليوم الاخر ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين )) .
5— وجوب وجود سلطة للمجتمع لمراقبة إنفاق الأموال حتى لو أعتقد أحدهم ظاهريا أنها أمواله هو وأن هذا مرتبط بالرشد فى التصرفات والمعاملات (( فان انستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم)) أما لو ثبت عكس هذا فيكون الحكم على صاحب المال وصاحب الملك هو -- ((ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا )) .
سادسا . هل عاقبة الفساد ستُصيب الفاسدين فقط ؟؟؟ لالالا ((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب )).
سابعا – وليتذكر الطاغية المستبد الفاسد الذى ظن انه عزيز بماله وملكه وسلطانه وسلطته أنه سيُقال له فى جهنم ((خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ ثمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ذق انك انت العزيز الكريم )).
ثامنا – هل يتعظ فرعون اليوم بما قاله القرءان العظيم عن فرعون الماضى وطغيانه (( وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ فاكثروا فيها الفساد فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ)).
- تاسعا . وبالتالى فإن قول الله جل جلاله (( .قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير )) ليس صكا على بياض بأن يعتقد فلان بن فلان بأه أصبح له الحق فى أن يطغى على الناس ويستبد بهم ويسلب ويسرق أموالهم ويُبددها يمينا ويسارا كيف يشاء على اهوائه ورغباته وملذاته . لالالا
اللهم بلغت اللهم فأشهد .