في "التوراة" و "الإنجيل" لا في القرآن! - (1): التجسيم والاستخفاف بالله - تعالى عما يصفون -

يحيى الإلياسي في الأحد ٢٥ - أغسطس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً


توجد الكثير من الأمور السيئة التي اشتهر بها الإسلام والمسلمون. مع أنها ليست من القرآن.
وهي على الحقيقة موجودة لدى اليهود والمسيحيين ليس في كتب فقهائهم ورواتهم وفي المجلدات الثانوية كالأحاديث والسيرة.
بل في الأسفار المقدسة ذاتها.
التي يُطلق عليها اختصاراً التوراة والإنجيل.


الأمثلة كثيرة. كنت قد نويت جعلها في مقال واحد ولكني لم أجد نفسي أقوى على ذلك. فرأيت الأجدى كتابة سلسلة من المقالات.
ولا شك أن بعض النصوص المقتبسة ستذكركم ببعض الأحاديث التي ينشرها شيوخ السوء بين المسلمين.


أبدأ بالجزء الأول: قضية التجسيم وتشبيه الله بخلقه. قصص كثيرة.
قد تجعلكم تترحّمون على قصة الشاب الأمرد!

--



الجزء الأول :التجسيم والاستخفاف بالله
1. في النص الأول نجد التجسيم "الرجل هو صورة الله" ونجد احتقار المرأة. علاقتها بالرجل كعلاقة الرجل بالله!
   [وهناك نصوص أخرى تحتقر المرأة سآتي بإذنه تعالى على ذكرها أو ذكر بعضها - لكثرتها]
   7 ولا يَجوزُ لِلرَّجُلِ أنْ يُغَطّيَ رأْسَهُ لأنَّهُ صُورَةُ اللهِ ويَعكِسُ مَجدَهُ، وأمَّا المرأةُ فتَعكِسُ مَجدَ الرَّجُلِ.
   http://www.albishara.net/bible_read/1/46/11/h?nav_show=1
   -----------------------------------------------------------------------------
2. ثم نأتي إلى أن الله يتمشى ويبحث عن آدم في الجنة:
   8 وسَمِعَ آدمُ وامرأتُه صوتَ الرّبِّ الإلهِ وهوَ يتمشَّى في الجَنَّةِ عِندَ المساءِ،
   فاخْتبأَا مِنْ وَجهِ الرّبِّ الإِلهِ  بَينَ شجَرِ الجَنَّةِ.
   9فنادَى الرّبُّ الإلهُ آدمَ وقالَ لَه: «أينَ أنتَ؟».
   https://www.bible.com/bible/67/GEN.3.%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%A9
   ألا يذكركم هذا النص بألعاب الأطفال؟
   -----------------------------------------------------------------------------
3. وكذلك لدينا الله عندهم يستريح من الخلق ويتنفس الصعداء!:
   17 ...لأنِّي أنا الرّبُّ الذي في سِتَّةِ أيّامِ صَنعَ السَّماواتِ والأرضَ وفي اليومِ السَّابعِ اَستراحَ وتنفَّسَ الصُّعَداءَ
   http://www.albishara.net/bible_read/1/2/31/h?nav_show=1
   -----------------------------------------------------------------------------
4. الله ينوّم آدم ليتمكن من أخذ ضلعه ليصنع منه حواء ويسدّ مكانه بلحم!:
   [أراكم تذكرون ما يشبه هذه القصة في كتب الأخبار والروايات]
   21 فأوقَعَ الرّبُّ الإلهُ آدمَ في نَومِ عميقٍ، وفيما هوَ نائِمٌ أخذَ إحدى أضلاعِهِ وسَدَ مكانَها بِلَحْمِ.
   22 وبنى الرّبُّ الإلهُ اَمْرأةً مِنَ الضِّلعِ التي أخذَها مِنْ آدمَ، فجاءَ بِها إلى آدمَ.
   http://www.albishara.net/bible_read/1/1/2/h?nav_show=1
   -----------------------------------------------------------------------------
5. وهنا الله في عملية "بازار" مع إبراهيم [أظنكم تذكرون ما يشبهها في الأحاديث!]
  في البداية يريد الله أن يهلك مدينة بكاملها. فيبدأ إبراهيم #بمعاتبة الله!
  يقول له: "حرام عليك أن تفعل مثل هذا الأمر"! ثم تبدأ عملية البازار:
  يقول إبراهيم له: لا تهلكها إن كان فيها 50 صالحاً!
  فيجيب الله: لا أهلكها إن كان ذلك [وكأن الله لا يعرف!].
  ثم يقول إبراهيم: فإن كانوا 45؟ فيقبل الله بالـ 45.
  ثم ينزل إبراهيم إلى: 40. فيرضى الله أيضاً. ثم 30 ثم 20 ثم 10..
  التفاصيل في هذا الإصحاح:
  http://www.albishara.net/bible_read/1/1/18/h
   -----------------------------------------------------------------------------
6. ومن بازار إبراهيم لله نأتي إلى مبارزة يعقوب له. الأمر عجيب جداً ولكن لدى اليهود والمسيحيين:
   يعقوب يصارع الله ويغلبه! أجَلْ: يعقوب يغلب اللهَ [فوق الهاء فتحة!]. ولكن الله يتمكن من ضرب
   يعقوب في وركه. لذلك تنتهي القصة السخيفة بقول مؤلفها السفيه:
   "33لذلك لا يأكلُ بَنو إسرائيل عرق النَّسا الذي في حُق الوِركِ إلى هذا اليوم"
   http://www.albishara.net/bible_read/1/1/32/h?nav_show=1
   ولشدة غرابة النص أذكر هنا تعليق الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس وهي أكثرها شروحاً:
   "المقصود في هذه الرواية الغامضة .. الصراع الجسدي، أي صراع مع الله، يبدو فيه يعقوب الغالب أولاً."
   تجد التعليق ص 118 هنا:  http://www.christianlib.com/4185.html/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%af%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d8%ac%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%b3%d9%88%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%ad%d9%85%d9%8a%d9%84
   -----------------------------------------------------------------------------
7. الله زوج إسرائيل:
   يشبهون الله بزوج لأمّة إسرائيل. ويشبّهون أمة إسرائيل بالزانية التي تخون زوجها أيْ الله. تعالى عما يصفون.
   لذلك نجد هذا الكلام وهم ينسبونه إلى الله. الذي يبدو كالزوج الأحمق المغتاظ من زوجه الزانية. يخاطب الله فيه بني إسرائيل:
   4 حاكِموا أمَّكُم، حاكِموها فما هيَ اَمرَأتي، ولا أنا رَجلُها، لِتُزيحَ زِناها عَنْ وجهِها، وفِسقَها مِنْ بَينِ ثَديَيها.
   http://www.albishara.net/bible_read/1/28/2/h?nav_show=1
   الكلام كما ترى جمع الحماقة والفحش!
   والمزيد من هذا القبح تجده هنا:
   https://twitter.com/yahiaih/status/1034801477179645957
   -----------------------------------------------------------------------------
8. وغني عن الذكر أن المسيحيين جعلوا الله يتجسد في المسيح ليصير بشراً ويُصلب كفَّارة عن خطايا البشر!
   -----------------------------------------------------------------------------

   

هذا ما تيسّر لي في الجزء الأول. والنصوص كلها إلا الأول مقدّسة لدى اليهود والمسيحيين - بكل طوائفهم. [ولكن هل يعرفونها؟]


لعلها فرصة ليتبين لنا أن تزوير الناس لدياناتهم هو أمر سائد.
ولعل ديانة معظم الناس هي تزوير الديانة!
 

[الجزء الثاني من السلسلة هنا: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=19886]

اجمالي القراءات 7332