السلامة النفسية
السلامة النفسية

أسامة قفيشة في الأحد ١٨ - أغسطس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 السلامة النفسية

من الصعب علينا أن ندرك ماهية السعادة و الراحة النفسية و هدوء النفس و كيفية الوصول لهذا الهدف , حيث أن هذا الأمر يتناسب تناسباً طردياً أو عكسياً مع الأفعال و الأقوال و التفكير ,

فالسعادة و الراحة النفسية و هدوء النفس و ما ينتج عن ذلك من أمن و أمان و اطمئنان و سكينة , كل هذا يتناسب تناسباً طردياً مع الفعل الصالح و القول الصالح و الفكر الايجابي الصالح , فكلما زاد الفعل و القول و الفكر الصالح زاد معه الشعور النفسي بالسعادة و الراحة و الهدوء ,

و في المقابل كلما قل الفعل و القول و الفكر الصالح قل معه هذا الشعور ,

كما أن الشقاء و التعاسة النفسية و التوتر و ما ينتج عنه من عدم استقرار و خوف و قلق و عنف , فهذا مرتبط بالفعل و القول و الفكر أيضاً , و يتناسب معه تناسباً طردياً و تناسباً عكسياً .

لا يقتصر ارتداد و انعكاس الفعل و القول و التفكير على الفرد بعينة , بل يتعدى الأمر ذلك ليشمل المجتمع و المحيط , هذا في الحياة الدنيا , حيث يقول جل وعلا في ذلك ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ) من الآية 7 الإسراء ,

و يقول أيضاً ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) 15 الجاثية ,

و يقول ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ) 46 فصلت .

أما في حياة الآخرة فينحصر مردود و أثر الفعل و القول و التفكير على صاحبه فقط ( فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 54 يس ,

و يقول ( وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ) 123 البقرة .

عدم إدراكنا لهذا الأثر و التقليل من أهميته يدفعنا للتفكير بطرقٍ مادية توصلنا للراحة و السلامة النفسية , على الرغم أن العلاج يكمن في داخلنا و بأيدينا و في متناول كل واحدٍ منا , فمهما حاولنا الهرب فمصيرنا الفشل , فالخالق جل وعلا قد بيّن لنا سبيل هذا الأمر , و وضح لنا سبيل النجاة و دروب الخير و السعادة و الراحة في الدنيا و الآخرة حيث قال ( قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ) 104 الأنعام .

 

و كل عامٍ و أنتم بخير و سعادة و هدوء و اطمئنان ما دمتم إلى الله أقرب .  

اجمالي القراءات 4581