باتت إتفاقية برشلونة الإسباني مع مؤسسة قطر لرعاية النادي الكاتالوني في السنوات الخمس المقبلة في خطر بعد الإتهامات الموجهة للمؤسسة القطرية بتعاونها مع الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إضافة لتمويلها لحركة حماس الفلسطينيّة.
قبل أيام من إجتماع أعضاء برشلونة المفوضين للبت في إتفاقية برشلونة مع مؤسسة قطر، تعالت الأصوات المطالبة بضرورة إلغاء الإتفاقية مع المؤسسة القطرية القاضية برعاية النادي الكاتالوني في السنوات الخمس المقبلة معتبرين أن المسؤولين قط فرطوا بمبادئ النادي من أجل تحقيق ربح مالي.
وترجع هذه الأصوات معارضتها لإستمرار الإتفاقية بسبب تعاون المؤسسة القطرية مع الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والقريب من جماعات إسلاميّة وفقاً لوكالة الأنباء الإسبانيّة.
كما تمول مؤسسة قطر حركة حماس الفلسطينية والمسيطرة على قطاع غزة ويعتبر الشيخ القرضاوي -الممنوع من دخول الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا- من أبرز مموليها ويدعو بشكل مستمر لقتل اليهود إضافة لأفكاره الحادة ضد المثليين والنساء.
ولم يستطع رئيس النادي الكاتالوني ساندرو روسيل من إنكار التهم الموجهة لمؤسسة قطر كما يتهم معارضو الإتفاقية إدارة النادي بعدم الشفافية والموضوعية في تناول وضع عقد الرعاية.
وسيكون يوم 24 من الشهر الجاري حاسماً في القضية المثارة على الساحة الرياضيّة لمعرفة إستمرارية الإتفاقية من عدمها بعد تصويت المساهمين وأعضاء النادي خلال إجتماع الجمعية العمومية يوم السبت المقبل.
وقال ساندرو روسيل في تصريحات صحفية:" إذا ما قوبل حق رعاية "مؤسسة قطر" برفض المساهمين وأعضاء النادي، حينها ستبدأ عملية البحث عن رعاة آخرين، مع الوضع في الاعتبار أن قيمة العروض قد تكون أقل مادياً".
وناشد روسيل أعضاء النادي ومن يحق لهم التصويت بدعم الإتفاقية مع مؤسسة قطر قائلاً:" أنا شخصياً سأصوت لصالح مؤسسة قطر. هذا الدخل مهم جداً للنادي. لو لم يذهب المال إلى برشلونة فلربما تم استثماره في مكان آخر. لنأمل ألا يكون في أكبر منافسينا ريال مدريد".
تأتي هذه التصريحات مناقضة تماماً لما ذكره نائب رئيس برشلونة للشؤون الإقتصادية خافيير فاوس أن عقد الرعاية الخاص بمؤسسة قطر سيستمر مع الفريق حتى لو رفض الأعضاء المفوضين إستمرار الإتفاقيّة.
إتفاقية برشلونة ومؤسسة قطر
ووقعت مؤسسة قطر عقد شراكة مع الفريق الكاتالوني يمتد حتى عام 2016 في أكبر صفقة رعاية قميص لناد لكرة القدم في العالم بأسره.
وإتفقت إدارة برشلونة برئاسة ساندرو روسيل مع مسؤولي المؤسسة القطرية على عقد يمتد لخمس سنوات بقيمة إجمالية تصل إلى 166 مليون يورو.
وبهذه الإتفاقية، سيحصل برشلونة على 33 مليون يورو سنويّاً ليصبح بذلك النادي الأكثر كسباً للمال في العالم من الشركة الراعية لقميصه.
ويتقدم النادي الكاتالوني بذلك على غريمه ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي اللذين يتحصلان على 23 مليون يورو في السنة الواحدة .
وستكون هذه المرة الأولى في تاريخ النادي الكاتالوني التي يضع فيها برشلونة إعلاناً على قميص فريقه مقابل مبلغ مالي لينتقل بذلك شعار "يونيسيف" إلى ظهر القميص الخاص بأسماء اللاعبين وأرقامهم.
وإنتهى عقد الشراكة الحالي بين برشلونة والـ"يونيسيف" التابعة للأمم المتحدة والتي تعنى بحماية الأطفال في حزيران/يونيو 2011 وقرر الطرفان تمديده حتى 2012.
ووضع برشلونة شعار "يونيسيف" على صدر قميص لاعبيه عام 2006 ولا يتقاضى مبلغاً ماليّاً بل إنه يدفع لهذه المؤسسة مليوني يورو سنويّاً.
ويرفع برشلونة شعار "أكثر من مجرد نادٍ" ويمتاز بفلسفة خاصة وهو الأمر الذي ساعد في إبرام الإتفاقية مع المؤسسة القطرية التي لا تبغي الربح في نشاطها عكس باقي الأندية.
وتأسست مؤسسة قطر العام 1995 بمبادرة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتولى زوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئاسة مجلس إدارتها.
وتقوم الشيخة موزة بقيادة المؤسسة وتوجيهها نحو تحقيق أهدافها وبرامجها الخاصة في نواحي التعليم والعلوم وتطوير المجتمع.