الحور العين والحياة الأبدية :

المهدى زين العابدين في الأحد ٢٨ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

معنى الحور العين ولمن تكون؟
أقرب تفسير للعقل والمنطق هو كالتالي
وهو اجتهاد مني والله أعلم  :
قال الله تعالى (وزوجناهم بحور عين ) وليس وزوجناهم حورا عينا ..يقال تزوج سعد مريم وليس تزوج سعد بمريم لأن المزاوجة مع حرف الباء تفيد الممازجة التامة مثل : خلطت الماء باللبن أي مزجته به حتى صار شيئا واحدا 
الفقهاء تصوروا أن الحياة في الجنة مثل ما عاشوا عليه من نكاح للنساء فتخيلوا الحور العين على شكل نساء تفتض بكارتهن بالجنس عن طريق الاعضاء التناسلية في حين أن الاجهزة التناسلية إنما ينتهي دورها الذي هو ءالة التوالد البشري بانتهاء الدنيا ..وبالتالي فلا حاجة لهذه الأجهزة في الجنة . 
طبعا الكلام لن يعجب الشيوخ الذين كثيرا ما سال لعابهم  وقاموا تراويح رمضان كاملة من أجل أن يحظوا ب 70 من الحور العين وليس من أجل العبادة الخالصة لوجه الله (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون)..وقد يتسائل السائل إذا ما معنى :
وعندهم قاصرات الطرف عين
أبكارا عربا أترابا ﻷصحاب اليمين
 حور مقصورات في الخيام
لم يطمثهن قبلهم إنس ولاجان ؟
وقبل تفسير هذه المعاني أوجه السؤال للشيوخ أين ذكر اختصاص الرجل وحده بهاته الحور العين في الآيات السابقة ؟
نقول أن جسد الانسان المادي  الذي عاش به على الأرض وبطش به واستمتع وعصى لن يلج  به أبواب  الجنة بعد بعثه للحساب .
فالنفس فقط هي المسؤولة  وهي المأمورة بالزكاة (قد أفلح من زكاها )
وهي الأمارة بالسوء(وماأبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) 
وهي النفس المطمئنة التي ستدخل   الجنة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي  إلى ربك راضية مرضية  فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
فالجسد المادي الذي بعث للحساب بالنسبة للذين استحقوا  دخول الجنة سوف يصير ترابا في أرض المحشر وستدخل النفس اامطمئنة التي كانت بداخله وحدها إلى جنة الفردوس أما الكافر فعندما يرى هذا المشهد ويوقن بالعذاب الأبدي فسيتحسر ويتمنى لو كان ترابا( ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ) .
بعد أن تدخل النفس المطمئنة إلى الجنة التي سبقتها أنفس المجاهدين حيث قال الله تعالى عنهم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فهم قد دخلوا الجنة وانتهى الأمر لأن الزمن عند الميت يساوي صفر .
قلنا أن النفس المطمئنة سوف تزوج بأجساد غير أجسادها التي كانت فيها بالدنيا وهي أجساد موجودة بانتظارها في خيام الجنة لم يدخلها من قبلهم لا إنس ولاجان أجساد خلقت خصيصا لتلك الانفس (وفيها ما تشتهيه  الانفس وتلذ الاعين )
تلك الأجساد هي الحور العين وهي للرجال والنساء  على السواء وليس هناك ذكور وإناث 
فالنفس البشرية التي كانت لرجل في الدنيا له جينات (كروموزومات الذكورة) ستزوج بجسد من الحور العين له جينات (كروموزومات أنثوية) 
والنفس البشرية لأنثى التي كانت تحمل جينات أنثوية ستزوج بجسد من الحور العين له جينات ذكورية .
وليس أعضاء جنسية ..
وهكذا سيتم هذا التمازج بين نفس بشرية  وجسد حورائي (حور عين ) 
وسيحس كل من الرجل والمرأة بالمتعة والأحاسيس  الراقية دون حاجة الرجل إلى المرأة التي عاشرها في الدنيا ولا هي أصبحت في حاجة ماسة إليه فكل منها في غنى عن الآ خر ولكل منهما الآن جسد مزوج به والكل مرتاح من الحياة المتعبة..
الناس سوف يبعثون بأجسادهم (وإذا النفوس زوجت) أي زوجت هنا بأجسادها البشرية لتحاسب لكن هذه الاجسام المادية سوف تعود ترابا ..وليس الحيوانات  من يصير ترابا بعد محاسبتها لأن الحيوانات لن تبعث يوم القيامة لتحاسب فهي مرفوع عنها التكليف وما ذكر في كتب التراث من أنه سوف يقتص من الشاة القرناء التي قامت بنطح شاة بغير قرون فهذا تخريف محض لأن معنى قوله تعالى (وإذا الوحوش حشرت ) لا يفيد البعث  وإنما  يفيد الحشر في مكان من أأهوال قيام الساعة ودمار الكون  حيث تكور الشمس وتنكدر النجوم وتسير الجبال وتعطل العشار وتحشر الوحوش وتسجر البحار  وكل هذه الأ حداث مذكورة في بداية سورة التكوير مقصود بها وقت قيام الساعة أ ما الآيات التي تشير للبعث فتبدأ من (وإذا النفوس زوجت ) هنا البعث من القبور (وإذا الموءودة سئلت  بأي ذنب قتلت) محاسبة من قتلها   (وإذا الصحف نشرت) 
صحف الأعمال (وإذا السماء كشطت ) تم طيها فلن يرى الذي بعث يوم القيامة تلك السماء الزرقاء اللون التي يحس معها بالطمئينة والهدوء لأن هذا اليوم يوم الفزع الأ كبر.(وإذا الجحيم سعرت ) ازدادت لهيبا وسعرا (وإذا الجنة أزلفت ) قربت وتهيأت للمتقين والأبرار .
 (متكئين فيها على الأرائك ) (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)  (يلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق ) (يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين ) (ونودوا أن تلكم الجنة أرثتموها بما كنتم تعملون) (ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا) 

 

(وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
اجمالي القراءات 6419