بحث كلمة "الماء" فى القرءآن الكريم
مقدمة:
الماء مصدر الحياة ، ومصدر حيوى وأساسى لكل كائن حي ، قال تعالى "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ"،
ست كلمات فى جملة قرءآنية قصيرة تحدد سر الحياة "الماء" بالإضافة إلى الهواء.كلمة "ماء" ذكرت فى القرءآن 63 مرة.
خلق الله الإنسان والدواب وجميع الكائنات الحية من الماء، وأخرجه من الأرض، وأنزله من السماء عذبًا فراتًا طهورًا بقدرٍ في دورة طبيعية تحفظ كميته ثابتة كلَّ عام، مع اختلاف تصريفه من بلد إلى آخر.
أساله الله في الأودية يشربه الناس والأنعام، ويُحيي به الأرض بعد موتها، وأجراه في البحار بحيث لا يطغى ماء بحر على ماء بحر آخر، وأوجد بينهما برزخًا وحاجزًا،"{ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (سورة النمل 61)
أنزله من السماء وأسكنه فى الأرض:
أنزله الله من السماء وأسكنه في الأرض وَفق سنن مقدرة وسيَّرَه على حالات ثلاث في ظروف الأرض الطبيعية؛ سائل، وبخار، وجمد، ويحفل القرءآن الكريم بالإشارات العلمية الكثيرة حول خصائص ووظائف، وطرق إنزال الماء وحفظه، وتأثيره في كافة مخلوقات الله الحية وغير الحية. وأدق تعريف للماء أنه سائل الحياة، وخلق الماء ليؤدي دوره في الحياة وَفْق سنن تُسيِّره فيما قُدِّر له، فسنن تجعله سُحبًا طائرة، وسنن تجعله قطرات متساقطة، وسنن تحوله أنهارًا جارية وعيونًا متفجرة، وسنن تدفعه في أغصان الشجر وأوراقه، وسنن تجعل الماء وسطًا كيماويًّا صالحا لأداء وظائف حيوية هامة، وسنن تحول الماء جزءًا من الدم الجاري في العروق. " هذا الجزء منقول من بحث د. حسنى الدسوقى".
والمتأمل في الآيات الكريمة التي جاءت على ذكر الماء نجد أن لفظة الماء قد وردت بمعناها الحقيقي، الذي يٌعد أحد العناصر الغذائية التي تتوقف عليها حياة الكائنات الحية، ففيه تخصيب الأرض، ويخضر النبات، وتتوالد الكائنات،... إلخ.. كما جاءت بمعناها المجازي في أربع آيات بدلالة واحدة أي النطفة التي يُخلق منها الإنسان: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا " (سورة الفرقان 54)
الماء خرج من الأرض:
يقول تعالى: ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ﴾ [النازعات: 30، 31
هنا يقرر القرءآن أن ماء الأرض خرج من الأرض بقدرة الله، والعلم الحديث يثبت ذلك، إن مصدر الماء على الأرض أتى من باطنها، وحينما خرج لأول مرة صاعدًا في السماء من المنبعثات البركانية، تحول إلى أمطارًا بعد أن برد سطحها، وتكوَّنت جبالها، فأحدثت هزات في الضغط أسَهم في إنزال المطر. والعجيب فى كتابة القرءآن الكريم أنه إستخدم أساليب متعددة حتى يمكن للمتدبر فى آياته أن يقف على المعنى العلمى بطريقة سهلة ومقنعة للعقل المتدبر، من هذه الأساليب "الترتيب والعقيب" وهو أسلوب يُعتبر الآن من الأساليب الأكاديمية فى أى بحث علمى فلنقرأ الأية الكريمة ونتدبر فى ترتيب الكلمات المعجز ، يقول سبحانه وتعالى فى سورة النازعات :
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ . النازعات: 27 - 33
ترتيب العليم الخبير فى مراحل الخلق خطوة بخطوة حتى نتيقن من أن هذا الكتاب الكريم من عند المولى الخالق سبحانه وتعالى فلا أحد يحاجج فى هذا الكتاب الكريم الذى أنزله بعلمه.
وظائف إستخدام الماء فى القرءآن الكريم حسب سنن الله ودلالته:
الماء نزل من السماء بقدر: دورة الماء فى الطبيعة:
من ضمن الأساليب المستخدمة فى القرءآن الكريم أنه يذكر كلمة أو جملة فى عدة آيات متفرقة وفى سور مختلفة، ويأتى أناس يقولون لماذا القرءآن يكرر بعض الكلمات أو الجمل فى عدة آيات مختلفة ويعتبروا هذا نقص وعيب فى كتابة القرءآن الكريم. نقول لهم ليس هذا تكرار بدون فائدة أو عبثا وحاشى لله أن يكون هذا. الله سبحانه فى كل مرة يذكر الجملة أوالكلمة وتبدو أنها تكرار ففى كل مرة ترد، يُضاف إليها معنى زائد ليكتمل المعنى فعلى المتدبر أن يأتى بكل الآيات التى وردت فيها الكلمة أو الحدث أو الجملة فيكتمل المعنى من كل جوانبه. يقول تعالى:
1- ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 18
2- ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 50
3- ﴿ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ﴾ [الزخرف: 11
ثلاث آيات محكمات، نعرف منها أن الماء نزل من السماء بقدر، وأنه مُصرَّف بين الناس بتقدير العزيز العليم.
فهذا ليس تكرار بِل زيادة فى المعنى.... أفلا تعقلون؟
مكونات الماء الطبيعية هى مكونات ثابتة لا تتغير ولكن بقدرة الله المطلقة وظَّف هذا الماء لأداء مهام مختلفة وهذا الأداء لم يُغير من طبيعة الماء الأصلية ولكن هى إستعمالات مختلفة تتحكم فيها سنن الله الكونية لكى تؤدى وظائف معينة من قِبل الله سبحانه وتعالى.
أولا: وظائف إستخدام الماء فى الحياة الدنيا: على سبيل المثال لا الحصر.
1- إستخدام الماء فى الوضوء:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "(سورة المائدة 6
2- سقاية الأنعام والناس:
{ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا(48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) } (سورة الفرقان 48 - 49)
3- إحياء الأرض بعد موتها:
وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ " (سورة النحل 65)
4- رجز الشيطان ومس الشيطان:
{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ } (سورة الأَنْفال 11)
{ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ(42) (سورة ص 41 - 42) كلمة شراب فى هذه الأية الكريمة تدل على أنه ماء عذب صالح للشرب.
5- الرزق:
اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32)
6- أنواع النبات:
{ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (سورة الأَنعام 99)
ثانيا: وظائف إستخدام الماء فى الحياة الآخرة:
ملحوظة: إستخدام الماء فى الآخرة هومن الغيبيات ولكن بما أن الله سبحانه وتعالى ذكر كلمة الماء المستخدم فى الأخرة لأغراض معينة لا أستطيع معرفة مهيتها فسوف أذكر بعض الآيات على سبيل المثال لا الحصر.
1- أصحاب الجنة:
{ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (سورة الواقعة 27 - 31)
{ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22) } (الإِنْسان 20 - 22)
{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (سورة محمد 15)
2- أصحاب النار:
{ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ(16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) } (سورة إِبراهيم 15 - 17)
{ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) } (سورة الكهف 29)
{ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) } (سورة النبأ 24 - 25)
مقارنة بين ماء اصحاب الجنة وماء أصحاب النار:
{ مَثَلُ الْجَنَّةِالَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (سورة محمد 15)
الختام:
اهتمت سور القرءآن الكريم اهتمامًا كبيرًا بالماء،فالماء أساس الحياة، فلا صناعة ولا زراعة ولا إعمار بدون توفر الماء.
وأما دلالته فتنوعت بين الدلالة على الخير والعطاء، كما في قوله تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } (سورة الشورى 28)، وبين الدلالة على الهلاك والعقاب كما في قوله تعالى: { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ } (سورة النمل 58)، فسبحان من جعل من الماء كل شيء حي، فسبحان من جعله عقاباً ودماراً وأيضا جعله خيرا وعطاءاً.
وصدق الله العظيم...