قراءة فى كتاب فضائل القدس

رضا البطاوى البطاوى في السبت ٢٠ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

فضائل القدس

المؤلف : ابن الجوزي

فى الباب الأول من الكتاب استعرض بن الجوزى معنى القدس والبلد المقصودة بها فقال :

"الباب الأول:

في فضل الأرض المقدسة قال الله تعالى: وإذ قال موسى لقومه يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم قال الزجاج المقدسة المطهرة وقيل للسطل القدس لأنه يتطهر منه وسمي بيت المقدس لأنه يتطهر فيه من الذنوب وقيل سماها مقدسة لأنها طهرت من الشرك وجعلت مسكناً للأنبياء والمؤمنين وفي المراد بالأرض المقدسة أربعة أقوال أحدها أنها أريحا قاله ابن عباس قال السدي أرض بين المقدس وقال الضحاك المراد بهذه الأرض ايلياء وبيت المقدس قال ابن قتيبة وقرأت في مناجاة موسى أنه قال اللهم انك اخترت من الأنعام الضانية ومن الطير الحمامة (ومن البيتة بيت) ايلياء ومن ايلياء بيت المقدس فهذا يدل على أن ايلياء الأرض التي فيها بيت المقدس وهو معرب قال الفرزدق:
وَبَيتان بَيتُ اللَهُ نَحنُ وُلاتُه  وَبَيتٌ بِأَعلى اِيلياءَ مُشرّفُ
وقال قتادة الأرض المقدسة الشام كلها"

الأرض المقدسة ليست سوى مكة فلا يوجد مكان مقدس سواها لأن المسجد المدخول يقصد بها مسجد واحد هو بيت لله كما قال تعالى

وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين"ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا"وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين"يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين"قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض فلا تأسى على القوم الفاسقين"إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ""وقضينا إلى بنى إسرائيل لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا"

والمقدسة تعنى المطهرة الطاهرة لأنها تطهر من يدخلها من الذنوب لأنه لا أحد يقدر فيها على ارتكاب الذنوب فيعمل الصالحات 

ثم فى البيت الثانى ذكر جبل بيت المقدس فقال :

"الباب الثاني

في ذكر الجبل الذي عليه بيت المقدس قال أبو هريرة الزيتون طور زيتا قال قتادة والزيتون جبل عليه بيت المقدس وقال ابو زرعة السيباني رفع عيسى من طور زيتاً أخبرنا أبو المعمر الأنصاري (أنبأنا) أبو الحسين محمد ابن محمد ابن الفرا أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب حدثنا عمر ابن الفضل حدثنا أبي حدثنا الوليد ابن حماد حدثنا ابراهيم ابن محمد حدثنا عمر ابن بكر عن ثور ابن يزيد عن خالد ابن معدان عن أبي هريرة قال أقسم ربنا عز وجل بأربعة أجبل فقال والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين قال التين طور زيتا"

والخطأ هو جود جبل الزيتون فالجبل هو جبل الطور الأيمن والطور الأيسر كما قال تعالى:

"ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا"

والخطأ أن الله أقسم بأربعة أجبل فقال" والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين"

فالتين نبات والزيتون نبات كما قال تعالى "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين"والبلد هى بلد وليست جبل

ثم ذكر بداية ما سماه ببيت المقدس فقال:

"الباب الثالث:

في وضع بيت المقدس وبداية أمره :

أنبأنا أبو المعمر المبارك ابن أحمد الأنصاري، أنبأنا أبو الحسين ابن الفرا، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد ابن عمر النصيبي، أنبأنا أبو بكر ابن أحمد ابن محمد الخطيب، حدثنا أبو حفص عمر ابن الفضل ابن المهاجر اللخمي، حدثني أبي، حدثنا الوليد ابن حماد، حدثنا اسحق ابن الحسين الطحان، حدثنا عبد الله ابن صالح، حدثني ابن لهيعة عن يزيد ابن أبي حبيب، أخبرني عطاء ابن أبي رباح عن عائشة زوج النبي (ص)، عن النبي (ص)، قال: إن مكة بلد عظمه الله وعظم حرمته، وحفها بالملائكة قبل أن يخلق شيئاً من الأرض يومئذ كلها بألف عام، ووصلها بالمدينة، ووصل المدينة ببيت المقدس، ثم خلق الأرض بعد ألف عام خلقاً واحداً "

 

الخطأ فى الرواية أن مكة والمدينة وبيت المقدس خلقت قبل  خلق الأرض بألف عام وهو جنون فكيف يتم خلق الثلاث وهى جزء من الأرض قبل خلق الأرض ؟

كما أن الملائكة لا  تنزل الأرض لعدم اطمئنانها  وهى تسكن السموات كما قال تعالى :

"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"

وقال "وكم من ملك فى السموات "

ثم ذكر الرواية التالية:

"حدثنا الوليد ابن حماد، حدثنا محمد بن النعمان، حدثنا سليمان التيمي عن أبي عمرو الشيباني، قال: (قال علي ابن أبي طالب: كانت الأرض ماءً، فبعث الله ريحاً، فمسحت الأرض مسحاً، فظهرت على الأرض زبدة، فقسمها أربع قطع، خلق من قطعة مكة، والثانية المدينة، والثالثة ببيت المقدس، والرابعة الكوفة)"

الخطأ أن خلق الأرض كان من أربع قطع وهو ما يناقض أنها خلقت من مكان واحد هو أم القرى ثم خلقت كل القرى حولها كما قال تعالى "ولتنذر أم القرى ومن حولها"

وأما الرواية التالية:0

" أنبأنا محمد ابن ناصر أنبأنا عبد الرحمن ابن أبي عبد الله ابن مندة، حدثنا أبي، أنبأنا أحمد ابن محمد ابن حكيم، حدثنا محمد ابن النعمان ابن بشير، حدثنا سليمان ابن عبد الرحمن، حدثنا محمد ابن حرب عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن شريح ابن عبيد، عن كعب، قال: بني سليمان ابن داود ببيت المقدس على أساس قديم، كما بنى ابراهيم الكعبة على أساس قديم قال المصنف رضي الله عنه: (قلت وسكن الجبارون الأرض المقدسة، فسلط عليهم يوشع، ثم سلط الكفار على بيت المقدس، فصيروه مزبلة، فأوحى الله تعالى إلى سليمان فبناه)

الخطأ أن إبراهيم بنى الكعبة وسليمان(ص) بيت المقدس على مزبلة وهو كلام يناقض القرآن فإبراهيم طهر البيت فمعنى رفع القواعد هو أنه كنس التراب الذى قعد أى مكث فى مكانه على الأرضية كما قال تعالى "وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"

والخطأ أن يوشع هو من دخل الأرض المقدسة وهو ما يناقض ان موسى(ص) وهارون (ص)هما من قاد القوم لدخول الأرض المقدسة بعد أربعين سنة

وأما الرواية التالية:

" أنبأنا أبو المعمر المبارك ابن أحمد الأنصاري، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن محمد الفراء، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز ابن أحمد ابن عمر النصيبي المقدسي، حدثنا أبو حفص عمر ابن الفضل ابن المهاجر اللخمي، حدثني أبي، حدثنا الوليد، حدثنا المسيب ابن واضح، حدثنا ابن المبارك عن عثمان ابن عطاء، عن أبيه، عن (سعيد ابن المسيب)، قال: أمر الله داود أن يبني مسجد بيت المقدس قال: يا رب وأين أبنيه؟ قال: حيث ترى الملك شاهراً سيفه، قال: فرآه في ذلك المكان قال: فأخذ داود فأسس قواعده ورفع حائطه، فلما ارتفع انهدم فقال داود: يا رب أمرتني أن أبني لك بيتاً، فلما ارتفع هدمته فقال: يا داود! إنما جعلتك خليفتي في خلقي، لم أخذته من صاحبه بغير ثمن؟ انه يبنيه رجل من ولدك فلما كان سليمان، ساوم صاحب الأرض عليها، فقال له: هي بقنطار فقال سليمان: قد استوجبتها فقال له صاحب الأرض: هي خير أو ذاك؟ قال: بل هي خير قال: فإنه قد بدا لي قال: أوليس قد أوجبتها؟ قال: بلى! ولكن البيعين بالخيار ما لم يتفرقا قال ابن المبارك: هذا أصل الخيار قال: فلم يزل يراده ويقول له مثل قوله الأول حتى استوجبها منه بسبعة قناطير فبناه سليمان حتى فرغ منه، وتغلقت أبوابه، فعالجها سليمان أن يفتحها، فلم تنفتح حتى قال في دعائه: بصلوات أبي داود ألا تفتحت الأبواب ففتحت الأبواب قال: فقرع له سليمان عشرة ألاف من قراء بني إسرائيل، خمسة آلاف بالليل، وخمسة آلاف بالنهار لا تأتي ساعة من ليل ولا نهار إلا والله عز وجل يعبد فيه "

هذه الرواية أمرت داود(ص) ببناء البيت ومع هذا بناه كاملا فهدمه وهو ما يناقض أن الله أخبر داود(ص) أنه لن يكمل بناء البيت فى الرواية التالية :

"قال الوليد: حدثنا عمر حدثنا ضمرة عن الشيباني، قال: (أوحى الله عز وجل إلى داود أنك لن تتم بناء بيت المقدس قال: أي رب، ولم؟ قال: لأنك غمرت يدك في الدم قال: أي رب، ولم يكن ذلك في طاعتك قال: بلى، وان كان"

وهنا سبب عدم بناء داود(ص) للبيت هو قتل داود(ًص) لأحدهم وهو ما يناقض أن كون السبب أن داود0ص) بنى بيت له قبل بيت الله وهو الرواية التالية:

"وفي رواية أن الله تعالى أوحى إلى داود: ابن لي بيتاً، فبني لنفسه بيتاً قبل ذلك، ثم بناه فسقط "

وأما الرواية الآتية :

 "قال عمر: وحدثني أبي، حدثنا زكريا ابن يحيى ابن يعقوب المقدسي، حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله البغدادي، حدثنا علي ابن عاصم، حدثنا الحريري عن عبد الله ابن شفيق العقيلي، عن كعب، قال: لما ولي سليمان، أوحى الله تعالى إليه أن ابن بيت المقدس، فبناه، فلما دخله خر ساجداً شكراً لله سبحانه وتعالى، فقال: يا رب من دخله من خائف فآمنه، أو من داع فاستجب له، أو من مستغفر فاغفر له، فذبح أربعة آلاف بقرة، وسبعة آلاف شاةٍ، وصنع طعاماً ودعا بني اسرائيل إليه "

هنا البناء بدا بمجرد تولى سليمان(ص) وهو يناقض الرواية التالية التى تقول انه بدأ البناء سنوات من توليه الحكم وهى:

"قال أبو بكر الخطيب المقدسي: وحدثنا عيسى بن عبيد الله، قال: أخبرني على ابن جعفر، قال: حدثنا محمد ابن ابراهيم ابن عيسى، حدثنا محمد ابن النعمان، حدثنا سليمان ابن عبد الرحمن، حدثنا أبو عبد الملك الجزري، قال: لما خلا من ملك سليمان سنين، بدأ في بناء بيت المقدس، فكان عدد من يعمل في بناء بيت المقدس ألف رجل عليهم قطع الخشب في كل شهر عشرة آلاف وكان عدة الذين يعملون في الحجارة عشرة آلاف وكان عدة الذين يقومون عليهم ثلاثمائة أمين وأولج فيه تابوت موسى وهارون، وصلى فيه ودعا ربه، فقال: يا رب! أمرتني ببناء هذا البيت الشريف، يا رب فليكن نداك عليه الليل والنهار، وكل من جاءك يبتغي منك الفضل والمغفرة والنصرة والتوبة والرزق فاستجب له من قريب أو بعيد، فاستجاب له ربه عز وجل وقال: قد استجب لك دعاءك قال: يا سليمان! قد غفرت لمن أتى هذا البيت لا يعنيه إلا الصلاة فيه"

والرواية التالية كسابقتها:

 "قال سليمان ابن عبد الرحمن وحدثنا الوليد ابن محمد، قال: سمعت عطاء الخراساني يقول: لما فرغ سليمان ابن داود من بناء بيت المقدس، أنبت الله عز وجل له شجرتين عند باب الرحمة، احداهما تنبت الذهب، والأخرى تنبت الفضة فكان في كل يوم ينزع من كل واحدة مائتي رطل ذهباً وفضة ففرش المسجد بلاطة ذهب وبلاطة فضة، فلما جاء بخت نصر، واحتمل منه ثمانين عجلة ذهباً وفضة فطرحه بروميه
قال علماء السير: كان بيت المقدس قد خرب حتى صار كالمزابل، فأمر الله تعالى سليمان ببنائه، وذلك لأربع سنين خلت من ملكه، فبناه في سبع سنين ومن هبط آدم إلى بناء سليمان بيت المقدس أربعة آلاف وأربع مئة وست وسبعون "

 

ونلاحظ أن وجود قاطعين للخشب وعاملين فى الحجارة عددهم 11 ألف إنسان وأن البناء استغرق سبع سنوات يناقض أن الله سخر له الجن يبنون له ما يريد كما قال تعالى:

 "فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص"

ونلاحظ الخبل فى الروايات فالمعروف أن بخت نصر كان فى العراق حسب الكتب ولا علاقة له بروميه سواء كانت روما إيطاليا أو روميه فى تركيا

ونلاحظ الجنون أن ما بين وجود آدم(ص) فى الأرض وبناء بيت المقدس لمزعوم 4476 سنة ولو راجعنا فى رواياتنا المعروفة لوجدتنا آدم(ص) عاش ألف سنة ونوح(ص) 950 سنة فى دعوة قومه وهو ما يعنى أنه عاش أكثر من ألف سنة 40 قبل المبعث وعدد غير معروف بعد هلاك قومه وبين سليمان (ص) وبين آدم(ص) قرون متطاولة فمثلا كان هود (ص) وصالح(ص)قرونا كثيرة وهم قبل إبراهيم(ص)كما قال تعالى "وعادا وثمودا وأصحاب الرس  وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك"

فكيف يكون بين الاثنين هذه الآلاف الأربع فقط وبينهم حوالى عشرين نبيا مذكورا فى القرآن غير الذين لم يذكرهم الله ؟

وأما الرواية التالية فتناقض كون البشر هم من بنوا البيت المزعوم بأمر سليمان(ص) لأن شياطين لجن هم من بنوه ولفظها هو:

"نبأنا يحيى ابن ثابت ابن بندار أنبأنا أبي، أنبأنا الحسين ابن الحسين ابن روما، أنبأنا محمد ابن جعفر الباقرجي، أنبأنا الحسن ابن علي القطان، أنبأنا اسماعيل ابن عيسى العطار، حدثنا أبو حذيفة اسحاق ابن بشر، أنبأنا أبو الياس عن وهب ابن منبه عن كعب، قال: (إن الله عز وجل أوحى إلى سليمان أن ابن بيت المقدس فجمع حكماء الأنس وعفاريت الجن وعظماء الشياطين، ثم فرق الشياطين، ثم فرق الشياطين، فجعل منهم فريقاً يبنون، ففريقاً يقطعون الصخر، وفريقاً يقطعون القنا والعمد من معادن الرخام، وفريقاً يغوصون في البحر فيخرجون منه الدر والمرجان، الدرة مثل بيضة النعام وبيضة الدجاج وأخذ في بناء المسجد، فلم يثبت البناء وكان عليه حير بناه داود فامر بهدمه، ثم حفر الأرض حتى بلغ الماء فقال: اسسوا على الماء فالقوا فيه الحجارة، فكان الماء يلفظ الحجارة، فاستشار في ذلك، فاشاروا عليه أن يتخذ قلالاً من نحاس، ثم يملأها حجارة، ثم يكتب عليها ما على خاتمه من ذكر التوحيد، ثم يلقيها في الماء، فيكون أساس البناء عليها ففعل، فثبت وبنى وعمل ببيت المقدس عملا لا يوصف، وزينه بالذهب والفضة والدر والياقوت وألوان الجوهر، في سمائه وأرضه وأبوابه وجدره، ثم جمع الناس وأخبرهم أنه مسجد لله تعالى، وأنه هو الذي أمر ببنائه، وان كل شيء فيه لله تعالى، وان من انتقصه شيئاً فقد خان الله، وأنه كان قد عهد إلى داود في ذلك ثم أوصى سليمان بذلك من بعده، ثم اتخذ طعاماً وجمع الناس"

هذه الرواية جنونية تؤسس لزخرفة المساجد والإسراف فى بناءها وهو ما يتعارض مع تفضيل الله لمسجد الفقراء مسجد التقوى على مسجد المنافقين الأغنياء مسجد الضرار فى قوله تعالى" "أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانه خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم"

مساجد الله لا إسراف فيها ولا يوضع فيها شىء من تلك الأشياء التى تصرف الناس عن الصلاة

وأما الرواية التالية:

" أنبأنا المبارك ابن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل، حدثنا أبي، حدثنا الوليد ابن يزيد، عن سعيد ابن عبد العزيز، عن عطية ابن قيس، عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص، فضرب ينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمه، وظاهره من قبله العذاب، قال: هو سور بيت المقدس الشرقي والله أعلم"

نلاحظ الجنون فالله يتكلم عن جهنم وهى العذاب كما قال تعالى "يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "ومع هذا يزعم القوم أنه مكان فى الأرض مع كون العذاب لموعود فى السماء كما قال تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون"

وأما الباب التالى فيتحدث عن عجائب بيت المقدس فيقول:

"سء

الباب الرابع:

في ذكر العجائب التي كانت فيه

أنبأنا المبارك ابن أحمد، أنبأنا أبو الحسين ابن الفراء، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل، حدثنا أبي، حدثنا محمد ابن العباس، حدثنا عمران ابن موسى، حدثنا البسام ابن داود، حدثنا أحمد ابن عن سلمة ابن أبي سلمة الأبرش، عن محمد ابن اسحق، عن أبي مالك ابن ثعلبة ابن أبي مالك القرظي، قال: سمعت إبراهيم ابن طلحة ابن عبيد الله يحدث عن أبيه، عن جده، يرفعه، قال: إن ذا القرنين كان من حمير وإنه قصد بيت المقدس، وقد خضعت له الملوك، فرأى في بيت المقدس العجائب التي صنعها الضحاك بن قيس في الزمان الأول إحدى تلك العجائب أنه صنع ناراً عظيمة اللهب، فمن لم يطع تلك الليلة أحرقته تلك النار والثانية من رمى بيت المقدس بنشابة رجعت النشابة عليه والثالثة وضع كلباً لمن خشب على باب بيت المقدس، فمن كان عنده شيء من السحر إذا مر بذلك الكلب نبح عليه، فإذا نبح عليه، نسي ما عنده من السحر والرابعة وضع باباً، فمن دخله إذا كان ظالماً ضغطه ذلك الباب حتى يعترف بظلمه والخامسة وضع عصا في محراب بيت المقدس، فلم يقدر أحد يمس تلك العصا إلا من كان من ولد الأنبياء، ومن كان سوى ذلك أحرقت يده والسادسة أنهم كانوا يحبسون أولاد الملوك عنده في محراب بيت المقدس، فمن كان من أهل المملكة إذا أصبح أصابوا يده مطلية بالدهن وجعل (سليمان ابن داود سلسلة معلقة من السماء إلى الأرض، ليبين المحق من المبطل، فالمحق ينالها، والمبطل لا ينالها، وان يهودياً استودع مائة دينار، فجحدها فجاءوا إلى السلسلة، وقد سبك اليهود الدنانير، فجعلها في عصا وناولها صاحب المال، وحلف لقد أعطيته دنانيره، وحلف الآخر أنه لم يأخذ فارتفعت السلسلة من ذلك اليوم) وجعل سليمان تحت الأرض مجلساً وبركة فيها ماء، فمن وقع في الماء وكان مبطلاً غرق، والله أعلم"

هذا كلام يدل على الخبل فبيت الله ليس فيه ألاعيب وكل ما فيه أن يقرر أى يرد ارتكاب ذنب فيه يهلك بعذاب أليم كما قال تعالى "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"

وتناول الباب الخامس تفسير المسجد الأقصى بكونه بيت المقدس فقال:

"الباب الخامس:

في ذكر فضل بيت المقدس قال الله عز وجل: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلاً مِن المَسجِد الحَرام): يعني مسجد مكة، (إلى المسجد الأقصى) وهو بيت المقدس، وقيل له الأقصى لبعد المسافة التي بين المسجدين، (الذي باركنا حوله) أي بأن أجرى حوله الأنهار وأنبت الثمار، وقيل لأنه مقر الأنبياء ومهبط الملائكة"

وبالقطع المسجد الأقصى لا يمكن أن يوجد فى الأرض لأن المسجد الحرام فى وسط الأرض ومن ثم فكل جوانب الأرض سيان بالنسبة له فلا يوجد أقصى واحد من تلك الجوانب وإنما عدد كبيرا جدا من الأماكن فى الشرق والغرب والجنوب والشمال من الكرة الأرضية  والمكان الأقصى هو فى السماء السابعة سدرة المنتهى كما قال تعالى"ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"فالأقصى هو المنتهى

وأما الرواية التالية:

طأنبأنا أبو المعمر، أنبأنا أبو الحسين ابن الفراء، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد النصيبي، أنبأنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمرو، حدثنا الوليد، حدثنا إبراهيم ابن محمد، حدثنا داود عن سعيد ابن عبد العزيز، عن عروة ابن رويم، عن عبد الله بن مالك الخثعمي، عن كعب قال: إن الله عز وجل ينظر إلى بيت المقدس كل يوم مرتين"

فهى تخريف فالله لا ينظر مكان ما لكون نظره ليس كنظر الناس كما قال تعالى "ليس مثله شىء"

وذكر فضل البيت فقال :

"الباب السادس:

في فضل زيارته

أنبأنا أبو المعمر، أنبأنا أبو الحسين ابن الفراء، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل حدثنا أبي حدثنا الوليد، حدثنا عبد الله ابن إبراهيم، عن حفص ابن عمرو، عن عبد الله ابن سريدة، عن مكحول، قال: (من زار بيت المقدس شوقاً إليه دخل الجنة، وزاره جميع الأنبياء، وغبطوه بمنزلته من الله عز وجل وغيما رفقة خرجوا يريدون بيت المقدس شيعتهم عشرة آلاف من الملائكة يستغفرون لهم ويصلون عليهم، ولهم مثل أعمالهم إذا انتهوا إلى بيت المقدس، ولهم بكل يوم يقيمون فيه صلاة سبعين ملكاً ومن دخل بيت المقدس طاهراً من الكبائى يلقاه بمائة رحمة، ما منها رحمة إلا ولو قسمت على جميع الخلائق لوسعتهم ومن صلى في بيت المقدس ركعتين يقرأ فيها فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكان له بكل شعرة على جسده حسنة ومن صلى في بيت المقدس أربع ركعات، مر على الصراط كالبرق، وأعطي أماناً من الفزع الأكبر يوم القيامة ومن صلى في بيت المقدس ست ركعات، أعطي مائة دعوة مجابة، أدناها براءة من النار، ووجبت له الجنة ومن صلى في بيت المقدس ثماني ركعات، كان رفيق إبراهيم خليل الرحمن ومن صلى في بيت المقدس عشر ركعات، كان رفيق داود وسليمان في الجنة ومن استغفر للمؤمنين والمؤمنات في بيت المقدس ثلاث مرات، كان له مثل حسناتهم، ودخل على كل مؤمن ومؤمنة من دعائه سبعون مفغرة، وغفر له ذنوبه كلها "

هذه الرواية تخالف قواعد الأجر التى وضعها الله فى كل الوحى المنزل وهى عشر حسنات للعمل غير المالى  كما قال تعالى "من جاء بالحسنة  حسنة أو فله عشر أمثالها" و700 حسنة أو 1400 حسنة كما قال تعالى"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"

فالأجور هنا مثل وكان له بكل شعرة على جسده حسنة ومن صلى في بيت المقدس أربع ركعات، مر على الصراط كالبرق، وأعطي أماناً من الفزع الأكبر يوم القيامة ومن صلى في بيت المقدس ست ركعات، أعطي مائة دعوة مجابة

وأما الرواية التالية:

 "قال الوليد: وحدثنا إبراهيم ابن محمد، حدثنا ضمرة عن الشيباني، سليمان ابن أداود لما رد الله ملكه مشى على رجليه من عسقلان إلى بيت المقدس في خرق عليه تواضعاً لله عز وجل وكذلك روينا أن النجاشي لما غلب قيصر مشى إلى بيت المقدس على قدميه شكراً لله "

والباب السابع يتكلم عن فضل الصلاة وهو :

"الباب السابع:

في فضل الصلاة فيه أنبأنا أبو المعمر ابن أحمد الأنصاري، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن محمد ابن الفراء، أنبأنا عبد العزيز أحمد ابن عمران، حدثنا أبو بكر محمد ابن الخطيب، حدثنا عيسى ابن عبد العزيز الوراق، أخبرني أبو الحسين علي ابن جعفر الرازي، حدثنا إبراهيم ابن محمد ابن عبد الصمد المقدسي، حدثني الحسن ابن الحسين العلاف، حدثنا علي ابن داود القنطري، حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس، قال: قال رسول الله (ص): من صلى ببيت المقدس خمس صلوات نافلة كل صلاة أربع ركعات يقرأ في الخمس صلوات عشرة آلاف مرة (قل هو الله أحد) فقد اشترى نفسه من الله تعالى ليس للنار عليه سلطان"

نلاحظ الجنون وهو قراءة سورة الإخلاص قل هو الله أحد 10000 مرة فى الصلوات الخمس ولو قلنا أن المرة تستغرق دقيقة فمعناه أن الإنسان يحتاج عشرة آلاف دقيقة فى اليوم ليوم1440 دقيقة فماذا تستنتجون من ذلك سوى أن هذا الكلام هو استغفال لنا واستهبال علينا؟

وأما الروايات :

 "حدثنا أبو العباس أحمد ابن عمر ابن يونس، حدثنا أبو محمد عبد الله ابن محمد ابن سالم المقدسي، حدثنا هشام ابن عماد الدمشقي، حدثنا أبو الخطاب، حدثنا زريق أبو عبد الله الألماني عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله (ص): (صلاة الرجل في بيته بصلاة واحدة، وصلاته في مسجد القبائل بست وعشرين، وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمسمائة صلاة، وصلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة، وصلاته في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة) قال أبو بكر الخطيب: وحدثنا عمر ابن الفضل، حدثنا أبي، حدثنا الوليد، حدثنا إبراهيم ابن محمد، حدثنا محمد ابن عبد الرحمن، حدثنا ثور ابن يزيد، عن مكحول، أن ميمونة سألت رسول الله (ص) عن بيت المقدس قال: نعم المسكين بيت المقدس، ومن صلى فيه صلاة بألف صلاة فيما سواه، قالت: فمن لم يطق ذلك، قال: فليهد له زيتاً "

الخطأ  تفاضل أجور الصلاة بسبب المكان وهو ما يخالف قواعد الأجور فيها للأجر فى القرآن وهو عشر حسنات للعمل غير المالى مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والعمل المالى ب700 أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "

وأما رواية :

"أنبأنا ناصر أنبأنا عبد الرحمن ابن أبي عبد الله ابن مندة، حدثنا أبي، حدثنا أحمد ابن محمد ابن إبراهيم، حدثنا محمد ابن النعمان ابن بشير، حدثنا سليمان، حدثنا أبو عبد الملك عن غالب عن مكحول: عن النبي (ص): قال: لا يسمع أهل السماء من كلام بني آدم شيئاً غير آذان مؤذن بيت المقدس"

يخالف هذا سماع الملائكة الرقباء كلام كل واحد كما قال تعالى "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"

وأما الباب التالى فيتكلم عن مضاعفة الحسنات والسيئات:

"الباب الثامن:

في ذكر مضاعفة الحسنات والسيئات فيه

أنبأنا المبارك ابن أحمد الأنصاري، أنبأنا محمد ابن محمد ابن الحسين القاضي، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد ابن عمر، أنبأنا محمد ابن أحمد ابن أبي بكر الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل، حدثنا أبو الحسين يعقوب ابن اسحق العسقلاني، حدثنا أبو عمير النحاس، حدثنا ضمرة عن الليث ابن سعد عن نافع قال: قال ابن عمر، ونحن في بيت المقدس: يا نافع أخرج بنا من هذا البيت فان السيئات تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات، قال عمر ابن الفضل: وحدثني أبي، حدثنا الوليد، حدثنا إبراهيم، حدثنا كثير ابن الوليد، حدثنا أبو هاشم إسماعيل ابن عياش قال: سمعت جرير بن عثمان وصفوان ابن عمرو يقولان: الحسنة في بيت المقدس والسيئة بألف"

الخطأ مضاعفة السيئات فى بيت المقدس وهو ما يخالف عدل الله  الذى قال"ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها "

والباب التاسع فى فضل السكن فى بيت المقدس:

"الباب التاسع:

في فضل السكني فيه أنبأنا أبو المعمر، أنبأنا أبو الحسين ابن الفراء، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد ابن عمر، أنبأنا أبو بكر محمد ابن محمد الخطيب المقدسي، حدثنا أبو العباس أحمد ابن عمر، أنبأنا عبد الله ابن محمد ابن مسلم، حدثنا هشام ابن عمار، حدثنا محمد ابن شعيب عن عثمان ابن عطاء، عن ابيه، عن زياد ابن أبي سودة، عن ابي عمران، عن ذي الأصابع أنه قال: أرأيت يا رسول الله أن ابتلينا بالبقاء بعدك، فأين تأمرنا؟ قال: عليك ببيت المقدس، لعل الله يرزقك ذرية تغدو غليه وتروح قال الخطيب المقدسي: وحدثنا نسيم ابن عبد الله المقتدري، حدثنا عبد العزيز ابن جعفر الخوارزمي، حدثنا أحمد ابن الفرج أبو عتبة، حدثنا ضمرة ابن زمعة، حدثني السيباني عن عمرو ابن عبد الله الحضرمي عن أبي أمامة الباهلي، أن رسول الله (ص) قال: لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم كذلك قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس قال الخطيب: وحدثنا عمر ابن الفضل ابن المهاجر، حدثنا ابي، حدثنا الوليد، حدثنا إبراهيم ابن محمد، حدثنا محمد ابن عبد الرحمن عن ابن جريج، عن عطاء قال: لا تقوم الساعة حتى يسوق الله خيار عباده إلى بيت المقدس وإلى الأرض المقدسة فيسكنهم إياها قال الوليد: وحدثنا محمد ابن النعمان حدثنا سليمان ابن عبد الرحمن، حدثنا أبو عبد الملك الجزري عن غالب ابن عبيد الله، عن مكحول عن كعب، قال: قال الله عز وجل لبيت المقدس: أنت جنتي، وقدسي وصفوتي من بلادي، من سكنك فبرحمة مني، ومن خرج منك فبسخط مني عليه قال: وحدثنا الجزري عن مقاتل ابن سليمان عن وهب ابن منبه: أهل بيت المقدس جيران الله عز وجل وحق على الله أن لا يعذب جيرانه"

بالقطع لا يوجد شىء اسمه السكن فى مكان يجعل له ثواب خاص أو خصائص  للساكن فيه لن هذا معناه تكدس المسلمين فى مكان أو اثنين وترك بقية الدولة للكفار يأخذونها دون قتال

وأما الباب العاشر فمخصص لشد الرحال لبيت المقدس :

"الباب العاشر:

في أنه أحد المساجد التي تشد الرحال إليها أخبرنا هبة الله ابن محمد ابن الحصين، أخبرنا أبو علي الحسن ابن علي ابن المذهب، أخبرنا أحمد ابن جعفر ابن حمدان، حدثنا عبد الله ابن أحمد ابن حنبل، حدثني أبي، حدثنا يحيى عن مجالد، حدثني أبو الوداك عن أبي سعيد، عن النبي (ص) أنه قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس"

بالقطع يخالف هذا أن السفر يكون للكعبة فقط كما قال تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"

والباب التالى يتحدث عن قبور الرسل(ص) فيها كما يزعمون ولفظه:

"الباب الحادي عشر:

في ذكر ما هناك من قبور الأنبياء ومحراب داود وعين سلوان

في الصحيح أنه لما احتضر موسى عليه السلام، قال: يا رب أدنني من الأرض المقدسة رمية حجر، وفي الأرض المقدسة إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام "

رواية للضحك علينا فلماذا يدنيه رمية حجر بدلا من أن يقول أدخلنى الأرض المقدسة ؟

وهو فى الأساس دخل الأرض المقدسة ومات فيها  وأما رواية:

"انبأنا المبارك ابن أحمد الأنصاري، أخبرنا أبو الحسين ابن الفراء، أنبأنا المبارك ابن أحمد الأنصاري، أخبرنا أبو الحسن ابن الفراء، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز ابن عمر النصيبي، أنبأنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، أنبأنا أبو حفص عمر ابن الفضل ابن مهاجر، حدثنا أبي، حدثنا الوليد ابن حماد، حدثنا هارون ابن سعيد، حدثنا بشر ابن بكر عن أم عبد الله، عن أبيها، أنه قال: من أتى بيت المقدس فليأت محراب داود، فليصل فيه وليسبح في عين سلوان فإنها من الجنة "

الخطأ كون عين سلوان من الجنة وهو ما يناقض كون الجنة الموعودة  فى السماء كما قال تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون" وأما رواية:

"قال أبو بكر الخطيب: وحدثنا عيسى ابن عبيد الله الوراق، أخبرني علي ابن جعفر الرازي ، حدثنا عبد الله ابن محمد ابن سلم، حدثنا عبد الرحمن إبراهيم، حدثنا أبو حفص عن سعيد ابن عبد العزيز، قال: كان في زمان بني إسرائيل في بيت المقدس عند عين سلوان عين، فكانت المرأة إذا قاذفت أتوا بها فشربت منها، فان كانت بريئة لم يضرها، وإن كانت نطفة ماتت فلما حبلت مريم حملوها، فشربت منها فلم تزدد إلا خيراً، فدعت الله أن لا يفضح بها امرأة مؤمنة، فغارت العين"

هذا يخالف أن حكم براءة المقذوفة كان واحد فى الوحى المنزل على الرسل(ص) وهو القسم خمس مرات كما جاء فى سورة النور على البراءة وكذب القاذف إن كان الزوج وأما عن كان غيره فالمطلوب هو أربعة شهود لاثبات جرمها كما جاء فى نفس السورة

وتناول الباب التالى تاريخ تخريب بيت المقدس فقال :

 " الباب الثاني عشر:

في ذكر ما جرى على بيت المقدس من النهب والخراب

قال الله عز وجل: وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب، أي في التوراة، أخبرناهم بذلك لتفسدن في الأرض مرتين، أي في أرض مصر، بالمعاصي ومخالفة التوراة وقتل الأنبياء، وفي المقتول من الأنبياء في الفساد الأول قولان، أحدهما زكريا قاله السدي عن أشياخه، والثاني شعيا فأما المقتول في الفساد الثاني فهو يحيى ابن زكريا، قال مقاتل: كان بين الفسادين مئتا سنة وعشر سنين، فأما سبب قتلهم زكريا فإنهم اتهموه بمرين، قالوا منه حملت، فهرب منهم، فانفتحت له شجرة، فدخل فيها وبقي من ردائه هدب، فجاءهم الشيطان، فدلهم عليه، فقطعوا الشجرة بالمنشار وهو فيها وأما السبب في قتلهم شعيا فهو أنه أرسل إليهم فنهاهم عن المعاصي، قال ابن اسحاق وشعيا وهو الذي قال لايلياء، وهي قرية بيت المقدس، واسمها أوري شلم، أبشري أوري شلم! أبشري أوري شلم! أبشري أوري شلم! يأتيك الآن راكب الحمار، يعني عيسى، ويأتيك بعده راكب البعير، يعني محمداً (ص) واقبل سنحاريب ملك بابل معه ستمائة ألف راية حتى نزل حول بيت المقدس، فقال شعياً: لسنحاريب ان الله تعالى قد أوحى إلي أن آمرك أن توصي وتستخلف فأقبل على القبلة فصلى وتضرع، وقال: زد في عمري، فأوحى الله إلى شعيا أن ربك قد رحمه، وقد أخر أجله خمس عشرة سنة، وأنجاه من عدوه، فأصبح جميع الأعداء موتى إلا خمسة من كتابه، وسنحاريب، وأحدهم بخت نصر، فتركوا في أعناقهم الجوامع، وطافوا بهم سبعين يوماً حول بيت المقدس ثم آل الأمر إلى أن قتل شعيا وثم صار ملك بيت المقدس والشام لاشناسب بن لهواسب، وعامله على ذلك كله بخت نصر وأما السبب في قتلهم يحيى ابن زكريا عليه السلام، فإن ملكهم أراد نكاح امرأة لا تحل له، وهويها، فنهاه يحيى، وقال السدي عن أشياخه: كانت بنت امرأته فحقدت أمها على يحيى، فقالت لابنتها تزيني له، فأن أرادك فقولي لا: إلا يرأس يحيى، ففعلت، فأمر به فجيئ برأسه والرأس يتكلم ويقول إنها لا تحل لك وما زال دم يحيى يغلي حتى قتل عليه من بني إسرائيل سبعون ألفاً، فسكن وقال ابن اسحق لما رجع بنو إسرائيل من بابل إلى بيت المقدس، ما زالوا يحدثون الأحداث ويكذبون الأنبياء إلى أن بعث زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام، فبعث الله عز وجل عليهم بعد عيسى ملكاً من ملوك بابل يقال له خردوس، فدخل بيت المقدس فوجد دماً يغلي، قالوا: دم قربان، قال: ويلكم اصدقوني قالوا: دم نبي منا قتلناه قال: فلهذا انتقم فيكم منكم، قال الله عز وجل: فاذا جاء وعد أولاهما، أي عقوبة أولى المرتين، بعثنا أي أرسلنا عليكم عباداً لنا وفيهم خمسة أقوال أحدها جالوت وجنوده أخبرنا عبد الوهاب ابن المبارك الحافظ، أنبأنا أبو الفضل ابن خيرون أنبأنا أبو علي ابن سادان، أنبأنا أحمد ابن كامل، حدثني محمد ابن سعد، حدثني أبي عن عمي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، بعثنا عليكم عباداً لنا جالوت فجاسوا خلال ديارهم، وضربوا عليهم الخراج والذل، فسألوا الله أن يبعث لهم ملكاً يقاتلون في سبيل الله، فبعث الله طالوت، فلما أفسدوا بعث الله عليهم في المرة الأخرى بخت نصر والثاني ان الذي بعث في المرة الأولى بخت نصر قال سعيد ابن المسيب، واختاره الفراء، والزجاج والثالث العمالقة وكانةا كفاراً قاله ابن الحسن والرابع سنحاريب قاله سعيد ابن جبير والخامس قوم من أهل فارس قاله مجاهد قال ابن زيد:

سلط عليهم سابور ذا الأكتاف من ملوك فارس (أولي بأس شديد)، أي ذوي عدد وقوة في القتال (فجاسوا خلال الديار) ينظرون هل بقي أحد لم يقتلوه، (وكان وعداً مفعولاً)، لا بد من كونه، (ثم رددنا لكم الكرة عليهم)، حين قتل داود جالوت وعاد ملكهم إليها، (وجعلناكم أكثر نفيراً) أي عدداً (إن أحسنتم) وقلنا لكم (فاذا جاء وعد الآخرة)، أي وعد عقوبة المرة الأخرة من إفسادكم، وهو قتل يحيى، وقصدهم عيسى، بعثناهم فسلط الله عليهم ملوك فارس والروم، فقتلوهم وسبوهم، وقتل بخت نصر، فإنه أخرب المساجد وسبى الذرية، وهم سبعون ألف غلام أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، أنبأنا أبو الفل ابن خيرون، أنبأنا أبو علي ابن شادان، أخبرنا أحمد ابن كامل، حدثني محمد ابن سعد، حدثني أبي، حدثنا عمي، عن ابيه، عن جده، عن ابن عباس، قال: بعث اللهم عليهم المرة الأخيرة بخت نصر، فخرب المساجد، (وتبر ما علوا تتبيرا، عسى ربكم أن يرحمكم فرحمهم بعد انتقامه منهم، وعمر بلادهم، وأعاد نعمتهم بعد سبعين سنة (وأن عدتم إلى المعصية عدنا إلى العقوبة) قال العلماء: ثم عادوا إلى المعصية فبعث اللهم عليهم ملوكاً من فارس والروم ثم كان آخر ذلك أن بعث الله سبحانه محمداً فتركهم في عذاب الجزية"

هذه الروايات التاريخية كلها كاذبة تخالف الوحى مثل :

الخطأ الأول ان يحيى(ص) قتل وهو ما يناقض كونه مات كما قال تعالى "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت"

الخطأ الثانى تأخير أجل سنحاريب وهو ا يناقض أن الموت لا يتقدم ولا يتأخر كما قال تعالى "فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "

والخطا المتكرر أن من أنهوا مرتى الفساد اليهودى كانوا كفارا كبخت نصر وسنحاريب وسواهم من عبدة الأصنام وهو ما يتعارض مع كونهم مؤمنين أى عباد لله كما قال تعالى "فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباد لنا أولى بأس شديد" ودخولهم المسجد كالمرة السابقة يعنى كونهم مسلمين ما قال تعالى" فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا"

ثم استعرض روايات لمار على القرية فقال:

 "فصل: واختلف العلماء في الذي مر على قرية، فقال الأكثرون هو عزير أخبرنا ابن الحصين، أنبأنا ابن غيلان، حدثنا أبو بكر الشافعي، حدثنا أبو يعقوب الحربي، حدثنا أبو حذيفة النهدي، حدثنا سفيان ثوري، عن أبي إسحاق، عن ناجيه ابن كعب، (أو كالذي مر على قرية)، قال، هو عزير وهذا مذهب علي ابن أبي طالب وابن عباس قال وهب ابن منبه: كان عزير من السبايا التي سباها بخت نصر من بيت المقدس، فرجع إلى الشام فبكى على فقد التوراة، فنبئ وكان بخت نصر لما دخل إلى بيت المقدس قد أحرق التوراة وساق بني إسرائيل إلى بابل، فتلاها عزير عليهم فافتتنوا به، وقالوا: هو ابن الله، ودفعها إلى تلميذ له ومات، وكان اسم التلميذ ميخائيل، فبدلها وزاد فيها ونقص منها ويدل على ذلك أن فيها أحاديث أسفار موسى، وما جرى له، وموته، ووصيته، وليس هذا من كلام الله عز وجل وأتى عزير على بيت المقدس بعدما خربه بخت نصر البالي، فقال: أنى تعمر هذه بعد خرابها فأماته الله مئة عام، فأول ما خلق منه رأسه، ثم ركبت فيه عيناه، فجعل ينظر إلى عظامه تتصل بعضها ببعض ومات وهو ابن أربعين سنة وابنه ابن عشرين فلما عاش أتى قومه فقال: أنا عزير، فقالوا: حدثنا أباؤنا أن عزيراً مات بأرض بابل فأملى التوراة عليهم "

هنا الرجل عزير وهو ما يناقض كونه ارميا فى القول التالى:

"وقيل ذلك الرحيل ارميا، روى عبد الصمد ابن معقل عن وهب ابن منبه، قال: أقام أرميا بأرض مصر، فأوحى الله تعالى إليه، ان الحق بأرض ايلياء فان هذه ليست لك بأرض مقام فركب حماره، حتى إذا كان ببعض الطريق، واخذ معه سلة من عنب وسقاء جديداً فيه ماء، فلما بدا له شخص بيت المقدس، وما حوله من القرى والمساجد، ونظر إلى خراب لا يوصف، قال: أنى يحيى هذه الله بعد موتها ثم ربط حماره وعلفه وسقاه فألقى الله عليه النوم، وأماته في نومه، فمرت عليه سبعون سنة، فأرسل الله ملكاً إلى ملك من ملوك فارس عظيم، فقال:

ان الله يأمرك أن تنفر بقومك، فتعمر بيت المقدس، وايلياء وأرضها، حتى تعود أعمر مما كانت فندب ثلاثة آلاف قهرمان ألف عامل، وما يصلحه من أداة العمل، فساروا إليها وهم ثلاثة آلاف عامل، فلما وقعوا في العمل رد الله عز وجل روح الحياة في عيني ارميا، وأخر جسده ميت، فنظر إلى ايلياء وما حولها من المدائن والمساجد والحروث تعمل وتعمر وتحدد حتى عادت أعمر ما كانت بعد ثلاثين سنة تمام المئة، فرد الله إليه الروح، فنودي من السماء كم لبثت يوماً، ثم نظر إلى بقية الشمس فقال: يوماً أو بعض يوم فنظر إلى طعامه وشرابه وكان معه تين وعنب، ولم يتغير، ونظر إلى حماره وقد تفرقت أوصاله فجمعه الله عز وجل "

فيما سبق المخرب فارسى هو بخت نصر وهو ما يخالف كونه طاطرى بن اسمانوس الرومى فى الرواية التالية:

"أنبأنا أبو المعمر، أخبرنا أبو الحسين الفراء، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد، أنبأنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عيسى ابن عبيد الله أخبرني علي ابن جعفر الرازي، حدثنا محمد ابن سليمان ابن مسكين، حدثنا إسحق ابن رزيق، حدثنا عثمان ابن عبد الرحمن القرشي، حدثنا يزيد ابن عمر عن منصور بن ربعي ابن حراش، عن حذيفة، ابن اليمان عن النبي (ص) قال: غزا طاطري بن اسمانوس بني إسرائيل فسباهم، وسبي حلي بيت المقدس، وأحرقها بالنيران، وحمل منها في البحر ألفاً وسبع مئة سفينة حلياً، حتى أورده رومية قال حذيفة فسمعت رسول الله (ص) يقول: ليخرجن المهدي ذلك حتى تؤديه إلى بيت المقدس "

وهو ما تؤيد الرواية التالية:

"أنبأنا محمد ابن ناصر، أنبأنا عبد الرحمن ابن منده، حدثنا أبي، حدثنا أحمد ابن محمد ابن إبراهيم ابن حكيم، حدثنا محمد ابن النعمان ابن بشير، حدثنا سليمان، حدثنا الوليد عن سعيد ابن عبد العزيز، قال: أخرجت الروم أهل رومية، مسجد بيت المقدس واتخذته مزبلة، حتى ان كانت المرأة لتبعث بخرق من دمها حتى تلقى في مسجد بيت المقدس فلما قرأ قيصر كتاب رسول الله (ص) يدعوه إلى الإسلام، فقرأه على بطارقة الروم ببيت المقدس فلما فرغ من قراءته قال: ويلكم ما ترون وقد خربتم هذا المسجد واتخذتموه مزبلة توبوا مما صنعتم وإلا قتلتم عليه كما قتلت بنو إسرائيل على دم يحيى ابن زكريا فاخذوا في كنسه، وهو يومئذ مزبلة، وقد حاذت محراب داود فما كنسوا إلا الثلث حتى قدم المسلمون وحضر عمر ابن الخطاب فتحها، وولي كنسها بنفسه ومن معه من المسلمين"

والخطأ فى الرواية قتل يحيى (ص) وهو م يناقض أنه مات كما قال تعالى "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت"

وتناول الباب التالى غزو موسى(ص) بيت المقدس فقال:

"الباب الثالث عشر:

في غزاة موسى أرض بيت المقدس قال علماء السير: أمر الله عز وجل موسى وقومه بالسير إلى أريحا وهي أرض بيت المقدس"

وهو كلام تخريف فأريحا بعيدة عن المدينة الحالية كما أن الكلام عنها هو بل طبقا للمعروف حاليا ومن العهدين من كون التيه كان فى سيناء الحالية ومن ثم لا يمكن الذهاب لأريحا دون المرور ببيت القدس لمعروفة حاليا

ثم أكمل الرواية هى:

" قال السدي: فساروا حتى إذا كانوا قريباً منها، بعث موسى اثني عشر نقيباً من جميع أسباط بني إسرائيل ليأتوا بخبر الجبارين، فلقيهم عوج فأخذ الاثني عشر فجعلهم في حجزته، وعلى رأسه حمل حطب، فانطلق بهم إلى امرأته، فقال: انظري إلى هؤلاء الذين يزعمون أنهم يريدون قتلنا، فطرحهم بين يديه، فقال: إلا أطحنهم برجلي؟ قالت: لا بل خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما أروا، فلما خرجوا قال بعضهم لبعض: يا قوم أنكم إن أخبرتم بني إسرائيل خبر القوم رجعوا عن نبي الله، ولكن اكتموا واخبروا نبي الله فانطلق عشرة منهم فاخبروا أهاليهم، وكتم رجلان فقال الناس: إن فيها قوماً جبارين، وأنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، والرجلان يوشع وكالب ابن يوفنا، فقال الله تعالى فإنها محرمة عليهم، فضرب عليهم التيه، فكان موسى لما نزل بأرض كنعان من أرض الشام وفيهم بلعام قالوا له ادع عليه! قال ويلكم: كيف ادعو على نبي الله فالزموه فدعا عليهم فتاهوا"

حكاية كون الجبارين هم العمالقة وتخريف فلا يوجد شىء اسمه العمالقة بتلك الطريقة التى يحمل فيه رجل واحد 12 رجل فوق رأسه كما يحمل شعره فلا يوجد عمالقة كعوج بن عنق وغيره وإنما كلمة لجبار تطلق على الكافر المتطرف فى ظلمه كما سمى الفرعونى موسى 0..(ص)"إن تريد إلا أن تكون جبارا فى الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين "

 

الباب الرابع عشر:

في فتح يوشع بيت المقدس

قال أهل السير: أمر الله عز وجل يوشع ابن نون المسير إلى أريحا لحرب من فيها من الجبارين، وهي التي امتنع بنو إسرائيل عن دخولها فماتوا في التيه، ومات موسى وهرون في التيه، ومات الكل سوى يوشع وكالب، إنما دخل يوشع بأبنائهم، فدخلوا عليهم فقتلوهم، فكانت العصابة من بني إسرائيل تجتمع على عنق الرجل حتى يقطعوها وكان القتال يوم الجمعة، فخافوا من دخول السبت، فقال يوشع: اللهم احبس الشمس فوقفت بينها وبين الغروب قيد رمح، فثبتت مقدار ساعة حتى افتتحها، وقتل أعداءه، وهدم أريحا ومدائن الملوك أخبرنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب"

" أنبأنا أحمد ابن جعفر، حدثنا عبد الله ابن أحمد، حدثني أبي، حدثنا اسيود ابن عامر، حدثنا أبو بكر ابن هشام عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص): إن الشمس لم تحبس على بشر إلا يوشع ابن نون ليالي سار إلى بيت المقدس وقال وهب ابن منبه: كان يسرج في بيت المقدس ألف قنديل، وكان يخرج زيت من طور سينا مثل عنق البعير حتى يصب في القنديل ولا يمس بالأيدي وكانت تنحدر نار من السماء بيضاء فيسرج بها، وكان على السراج ابنا هارون، فأوحى الله تعالى إليهما أن لا تسرجا بناء الدنيا، فأبطأت النار عنهما عشية، فعمدا إلى نار من نار الدنيا فأسرجا بها، فانحدرت النار فأحرقتهما، فخرج الصريخ إلى موسى، فخرج إلى الموضع الذي كان يناجي فيه ربه، فقال: أي رب! ابنا هرون أخي قد علمت منزلتهما مني ومكاني، فانحدرت النار فأحرقتهما فقال له: يا موسى هكذا أفعل بأوليائي إذا عصوني فكيف بأعدائي"

الخطأ الشائع هو أن موسى(ص) وهارون (ص)ماتا فى التيه وهو ما يناقض أنهما دخلا الأرض المقدسة

كما أن وقوف الشمس لا يمكن حدوثه دون ان يراه الناس فى كل مكان ولكن هذه الحادثة لا ذكر لها عند احد سوى العهد القديم ون نقلوا عنه ومن ثم فلا  وجود لتلك الحادثة ولا لدخول القوم بقيادة يوشع الذى لا ذكر لها فى القرآن

وذكر الباب التالى:

"الباب الخامس عشر:

في ذكر صلاة رسول الله (ص) إلى بيت المقدس قال الزهري: لم يبعث الله عز وجل منذ خلق آدم إلى الدنيا نبياً إلا جعل قبلته صخرة بيت المقدس، وقد صلى إليها نبينا (ص) أخبرنا عبد الأول، أنبأنا ابن المظفر، أنبأنا ابن اعين، أنبأنا الفربري، حدثنا البخاري، حدثن عبد الله ابن رجاء عن إسرائيل، عن أبي اسحق، عن البراء، قال (ص) إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يحب أن يتوجه إلى الكعبة أخرجاه في الصحيحين وقال ابن ع باس: قال رسول الله (ص) لجبريل عليه السلام: وددت أن ربي عز وجل صرفني عن قبلة اليهود إلى قبلة آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب"

الخطأ أن القبلة كانت الصخرة مع أن المعروف عند الناس ان القبلة كانت المسجد الأقصى والصخرة المزعومة حاليا ليست مسجدا

وفى الباب التالى ذكر الرجل حادثة الإسراء فقال:

 "الباب السادس عشر:

في ذكرى مسرى رسول الله (ص) إلى بيت المقدس وما جرى له هناك وذكر صلاته إليه أخبرنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا أحمد ابن جعفر، أنبأنا عوف عن زرارة ابن أوفى، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): لما كان ليلة أسرى بي، فأصبحت بمكة، قطعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي فقعد رسول الله (ص) معتزلاً حزيناً، فمر به أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ قال: نعم؟؟؟؟! قال: وما هو؟ قال: اني أسري بي في الليلة قال: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: نعم! قال: فلم يره أنه - مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه قال - قومك اتحدثهم بما حدثتني؟ فقال: نعم! فقال: ها - كعب ابن لوي، حتى انفضت إليه المجالس، وجاءوا - إليهما فقال: حدث قومك ما حدثتني فقال رسول الله (ص): اني أسري بي في الليلة قالوا: إلى أين؟ قالوا إلى بيت المقدس قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: نعم - بين مصفق ومن بين واضع يديه على رأسه متعجباً للكذب زعم - وهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ وفي القوم من قد سافر - البلد ورأى المسجد فقال رسول الله (ص) أنعت حتى التبس علي بعض النعت فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل، فنعته وأنا أنظر إليه، قال القوم أما النعت فوالله لقد أصاب"

هنا المسجد وضع دون دار عقيل وهو ا يناقض وضعه عند الحجر فى الرواية التالية:

"أخبرنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا أحمد ابن جعفر، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، قال ابن شهاب، قال أبو سلمة، سمعت ابن عبد الله يحدث أنه سمع رسول الله (ص) قال: لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس، فقمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم من آياته وأنا أنظر إليه "

أنبأنا محمد ابن ناصر الحافظ، حدثنا أبو بكر أحمد ابن علي ابن العلبي الزاهد، أنبأنا أبو يعلي ابن الفراء، أنبأنا موسى ابن عيسى ابن عبد الله السراج، أنبأنا البغوي، حدثنا محمد ابن حميد، حدثنا أبو نميلة، حدثنا الزبير ابن جنادة عن ابن بريدة عن أبيه، عن النبي (ص): لما انتهى به جبريل إلى بيت المقدس، فنزل عن البراق فأراد أن يشده، فقال جبريل بإصبعه، فثقب الحجارة فشده"

هنا ذكر ربط البراق وهو ما لم يذكره فى الرواية التالية:

" أنبأنا أبو المعمر، أنبأنا أبو الحسين القاضي، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل، حدثنا أبي حدثنا الوليد ابن حماد، حدثنا عبد الرحمن ابن محمد ابن منصور ابن ثابت، حدثنا أبي عن أبي طاهر أحمد ابن محمد، عن كعب، أن النبي (ص) ليلة أسرى به وقف البراق في الموقف الذي كان يقف فيه الأنبياء قبل، قال: ثم دخل جبريل أمامه، فأذن جبريل ونزلت الملائكة من السماء، وحشر الله له المرسلين، ثم أقام الصلاة وصلى النبي (ص) بالملائكة والمرسلين، ثم تقدم فوضع له مرقاة من ذهب، ومرقاة من فضة، وهو المعراج وهي القبة الدنيا التي عن يمين الصخرة ومن أتى القبة قاصداً، وله حاجة من حوائج الدنيا والآخرة، فصلى ركعتين أو أربع ركعات، تبين له سرعة اجابته"

هنا على يمين الصخرة قبة وهو ا يناقض أنهما قبر ومحرب فى الرواية التالية:

"وقال الوليد ابن مسلم: حدثني بعض أشياخنا أن رسول الله (ص) لما ظهر على بيت المقدس ليلة أسري به، إذا عن يمين المسجد وعن يساره نوران ساطعان، فقال: يا جبريل ما هذان النوران، فقال الذي عن يمينك محراب أخيك داود، والذي عن يسارك قبر أختك مريم"

وفى الروايات السابقة صلى الرجل بالرسل(ص) وهو ما يناقض مروره على قبور بعضهم فى الروايات التالية:

" أنبأنا المبارك ابن أحمد، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن محمد، أنبأنا أبو محمد عبد العزيز ابن أحمد ابن عمر النصيبي، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن صالح ابن عمر المقرئ، حدثنا عيسى ابن عبد الله، حدثنا علي ابن جعفر الرازي، حدثنا العباس ابن أحمد ابن عبد الله الرازي، حدثنا العباس ابن أحمد ابن عبد الله، حدثنا عبد الله ابن عمر المقدسي، حدثنا بكر ابن زياد الباهلي عن عبد الله ابن المبارك، عن سعد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة ابن أوفى، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): لما أسري بي إلى بيت المقدس، مر بي جبريل على قبر إبراهيم فقال انزل فصل هاهنا ركعتين هاهنا قبر أبيك إبراهيم ثم مر بي ببيت لحم، فقال انزل صلى هاهنا ركعتين هاهنا ولد أخوك عيسى ثم أتى بي إلى الصخرة فقال من هاهنا عرج ربك إلى السماء"

ثم ذكر الرجل روية لا علاقة لها بالمسجد فقال:

" قال ابو بكر المقرئ، حدثنا أبو القسم البغوي، حدثنا أبو نصر السمار حدثنا سعيد ابن عبد العزيز، عن زياد ابن أبي سودة، أن عبادة ابن الصامت قام على سور بيت المقدس فبكى، فقال بعضهم: ما يبكيك؟ فقال: من هاهنا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم "

ثم ذكر فتح بيت المقدس فقال:

"الباب السابع عشر:

في فتح عمر بيت المقدس

في سنة خمس عشرة من الهجرة أمر عمر ابن الخطاب عمرو ابن العاص لمناجزة صاحب ايلياء، فنزل على الروم وهم في حصونهم وعليهم الارطبون وكان أدهى الروم وأبعدهم غوراً، وكان قد وضع بالرملة جنداً عظيماً وبايلياء جنداً عظيماً، وأقام عمرو على أجنادين لا يقدر من الأرطبون على شيء، ثم أقبلوا على أجنادين فانهزم أرطبون، فأوى إلى إيلياء، وكتب إليه الأرطبون: لا تتعب فإنما صاحب الفتح رجل اسمه على ثلاثة أحرف فعلم أنه عمر، فكتب إليه عمرو يعلمه بأن الفتح يذخر له، فنادى في الناس وخرج حتى نزل الجابية، فقال له يهودي: والله لا ترجع حتى تفتح إيلياء، فصالحوه على الجزية وفتحوها له فانتهى إلى بيت المقدس، ودخل المسجد، ومضى إلى محراب داود، فقرأ سجدة داود وسجد فلما قدم عمر بيت المقدس كتب لأهل بيت المقدس: إني قد أمنتكم على دمائكم وأموالكم وذراريكم وصلاتكم وبيعكم ولا تكلفوا فوق طاقتكم ومن أراد منكم أن يلحق لامنه فله الأمان وأن عليكم الخراج كما على مدائن فلسطين شهد عبد الرحمن ابن عوف وعلي ابن أبي طالب وخالد ابن الوليد ومعاوية وكتب"

يخالف هذا المعروف تاريخيا ان عمر دخل البلد بعد فتحها وليسس بلها بسبب حروب الامراء خاصة خالد

ثم ذكر رواية تقول:

" أنبأنا أبو المعمر، حدثنا أبو الحسين ابن الفراء، حدثنا عبد العزيز ابن أحمد، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر، حدثنا أبي، حدثنا رشد ابن سعد، عن عقيل، عن الزهري، عن قبيصة ابن ذويب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص): تقبل رايات سود من قبل خراسان، ولا يردها أحد حتى تنصب بايلياء "

وهو كلام عن غيب لا يعلمه النبى(ص) الذى طلب الله منه ن ينفى العلم الغيب قال ""قل لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب"

ثم ذكر احتلال من يسمون الصليبين لبلدة وطرد صلاد الدين لهم كما هو معروف فى التاريخ فقال:

"القاضي ابو سعد الهروي قاضي دمشق في الديوان ببغداد، وأورد كلاماً أبكى الحاضرين فندب من الديوان من يمضي إلى المعسكر، ويعرفهم حال هذه المصيبة، فندب لذلك أعيان العلماء مثل ابن عقيل وغيره، فتعللوا واعتذروا، ووقع التقاعد، وقال أبو المظفر الأبيوردي قصيدة يصف فيها الحال:
وَكَيفَ تَنامُ العَينُ مِلءَ جُفونِها  عَلى هَفواتٍ أَيقَظَت كُل نائِمِ
وأَخوانَكُم بِالشامِ يُضحى مَقيلَهُم  ظُهورَ المَذاكي أَو بُطون القَشاعِمِ
يَسومَهُم الرومِ الهَوانِ وَأَنتُم  تَجُرّونَ ذ؟َيلَ الخَفضِ فِعلَ المَسالِمِ
وَتِلكَ حُروبُ مَن يَغب عَن غِمارِها  لَيسلَمَ يَقرعُ بَعدَها سَن نادِمِ
يَكادُ لَهُنّ المُستَجنِّ بِطيبةٍ  يُنادي بِأَعلى الصَوتِ يا آلَ هاشِمٍ
أَرى أُمَتي لا يَشرُعونَ إِلى العِدى  رِماحُهُم وَالدينُ واهي الدَعائِمِ
وَيَجتَنِبونَ النار خَوفاً مِنَ الرَدى  وَلا يَحسَبونَ العارَ ضَربَةَ لازِمِ
أَتَرضى صَناديدُ الأَعاريبِ بِالأَذى  وَيُغضي عَلى ذُلّ كَماةَ الأَعاجِمِ
فَلَيتَهُم إِذ لَم يَذودوا حِميّةً  عَن الدينِ ضَنوا غِيرَةً بِالمَحارِمِ
وَاِن زَهَدوا في الأَجرِ إِذ حُمِيَ الوَغى  فَهلا أَتوهُ رَغبَةً في المَغانِمِ
وما زالت بيت المقدس مع الكفار إلى سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فقصده صلاح الدين النائب هناك عن أمير المؤمنين الناصر لدين الله بعد أن ملك ما حوله، فوصل الخبر إلينا في سابع وعشرين من رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة أن يوسف ابن أيوب الملقب بصلاح الدين فتح بيت المقدس وخطب فيه بنفسه وصلى فيه"

ثم ذكر بابا لا أهمية له وهو ذكر من سكن لبلد فقال:

"الباب التاسع عشر:

في ذكر من نزله من الأكابر وأقام به ومن توفي به

نزله أبو ذر وأكثر الصلاة فيه وصلى فيه عمر أنبأنا أبو المعمر، أنبأنا القاضي أبو الحسين ابن الفراء، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل، حدثنا أبي، حدثنا الوليد، حدثنا إبراهيم ابن محمد، حدثنا عبد الله ابن صالح، حدثنا معاوية ابن صالح، عن أزهر ابن سعيد، عن كعب، قال: اليوم في بيت المقدس كالف يوم، والشهر كألف شهر، والسنة فيه كألف سنة ومن مات فيه فكأنما مات في سماء الدنيا، ومن مات حوله فكأنما مات فيه قال إبراهيم ابن محمد: حدثنا محمد ابن عبد الرحمن، عن ثور ابن يزيد، عن خالد ابن معدان، قال: سمعت كعباً يقول: مقبور بيت المقدس لا يعذب أنبأنا ابن ناصر، أنبأنا عبد الرحمن ابن منده، حدثنا أبي، حدثنا أحمد ابن محمد ابن إبراهيم، حدثنا محمد ابن النعمان، حدثنا سليمان حدثنا أبو عبد الملك، عن مقاتل، عن وهب ابن منبه، قال: أهل بيت المقدس جيران الله، وحق على الله أن لا يعذب جيرانه، ومن دفن في بيت المقدس نجا من فتنة القبر وضيقه ومات ببيت المقدس عبادة ابن الصامت، وشداد ابن اوس، وأبو أبي ابن أم حرام، وأبو ريحانة واسمه شمعون، وذو الأصابع، وأبو محمد النجاري هؤلاء من أهل بيت المقدس ماتوا به والذي أعقب منهم عبادة وشداد وسلامة ابن قيصر فيروز الديلمي والذين لم يعقبوا منهم أبو ريحانة وذو الأصابع أبو محمد النجاري"

والخطأ المشترك هو أن من يموت بالبلدة لا يعذب وهو خطا فكفار مكة ككفار البلدة  المذكورة يدخلون النار فدخول النار أو دخول لجنة بالعمل وليس بسكن بلاد معينة كما قال تعالى" فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون"

وذكر الرجل وجود لملائكة فى لمكان فقال:

"الباب العشرون:

في ذكر من ينتابه من الملائكة والعباد أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا أبو محمد القاسم ابن مزاحم إمام بيت المقدس، حدثنا محمد ابن الحسن العسقلاني، حدثنا محمد ابن عمرو ابن الجراح الغنوي، حدثنا شهاب ابن خراش الحوسي، عن سعيد ابن سنان، عن أبي الزاهرية، قال: (أتيت بيت المقدس أريد الصلاة، فدخلت المسجد، وغفلت عن سدنة المسجد حتى أطفئت القناديل، وانقطعت الرجل، وغلقت الأبواب، فبينما أنا كذلك إذ سمعت حفيفاً له جناحان قد أقبل وهو يقول سبحان الدائم القائم، سبحان القائم الدائم، سبحان الحي القيوم، سبحان الملك القدوس، سبحان رب الملائكة والروح، سبحان الله، ونحمده، سبحان العلي الأعلى، سبحانه وتعالى ثم أقبل حفيف بعد حفيف يتجاوبون بها، حتى امتلأ المسجد فإذا بعضهم قريب مني، فقال: آدمي؟ قلت: نعم! قال: لا روع عليك، هذه الملائكة قلت: سألتك بالذي قوامكم على ما أرى! من الأول؟ قال: جبريل قلت: ثم الذي يتلوه؟ قال: ميكائيل قلت: من يتلوهم بعد ذلك؟ قال: الملائكة قلت: فسألتك بالذي قوامكم لما أرى ما لقائلها من الثواب؟ قال: من قالها مرة كل يوم لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة أو ير له

أخبرنا أبو بكر ابن حبيب أنبأنا علي ابن صادق، أنبأنا أبو عبد الله ابن باكويه، قال سمعت عبد العزيز ابن اللبان المقرئ يقول: سمعت عبد العزيز ابن الحسين ابن سليمان يقول: سمعت (محمد ابن أحمد الصوفي يقول، أنبأنا استاذي أبو عبد الله ابن أبي شيبة كنت ببيت المقدس، وكنت أحب أن أبيت في المسجد، وما كنت أترك، فلما كان في بعض الأيام بصرت في الرواق بحصر قائمة، فلما أن صليت العتمة وراء الامام، أتيت الحصر فاختبأت وراءها، وانصرف الناس والقوام، ثم خرجت إلى الصخرة، فلما سمعت فلق الأبواب وقعت عيني على المحراب، وقد انشق ودخل منه رجل، ثم رجل، إلى أن تم سبعة واصطف القوم، فلم أزل واقفاً شاخصاً زائل العقل إلى أن انفجر الصبح، فخرج القوم على الطريق الذي دخلوه) قال ابن باكويه، وحدثنا أحمد ابن هرون الفارسي، حدثنا الحسن ابن محمد ابن أحمد المقرئ، حدثنا أحمد ابن محمد الأنصاري، قال سمعت محمد ابن احمد النيسابوري، قال سمعت ذا النون، يقول: (بينا أنا في بعض جبال بيت المقدس سمعت صوتاً يقول ذهبت الآلام عن أبدان الخدام، وولهت بالطاعة عن الشراب والطعام، والفت قلوبهم طول المقام، بين يدي الملك العلام، فتبعت الصوت، فإذا أمرد مصفر الوجه يميل مثل الغصن إذا حركته الريح، عليه شملة قد اتزر بها، وأخرى قد اتشح بها، فلما رآني توارى عني بالشجر فقلت: ليس الجفاء من أخلاق المؤمنين، فلكمني وأوصني، فخر ساجداً وجعل يقول: هذا مقام من لاذ بك واستجار بمعرفتك والف بمحبتك، فيا إله القلوب (وما تحويه من جلال عظمتك)، احمني عن القاطعين لي عنك، قال: فغاب عني فلم أره) قال سعيد الأفريقي رأيت جارية ببيت المقدس عليها درع شعر وخمار صوف، وهي تقول: ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله، وأوحش خلوة من لم تكن أنيسه فقلت: يا جارية ما قطع الخلق عن الله؟ فقالت: حب الدنيا، إن لله عباداً سقاهم من حبه شربة فولهت قلوبهم فلم يحبوا مع الله غيره"

والخطأ المشترك هو وجود الملائكة فى الأرض فى المكان وهو ما يناقض كونهم فى لسماء لا ينزلون الأرض لعدم اطمئنانهم فيها كما قال تعالى:

"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"

وتناول الباب التالى موضوع لحشر وبيت المقدس فقال:

"الباب الحادي والعشرون:

في أن الحشر من هناك أنبأنا أبو المعالي ابن سهل الاسافراييني، أنبأنا أبو القاسم علي ابن أبي العلا المصيصي، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن ابن عثمان ابن معروف حدثنا أبو الحسين أحمد ابن سليمان ابن أيوب الأسدي، حدثنا خالد ابن روح، حدثنا إبراهيم، حدثنا الوليد ابن مسلم، حدثنا سعيد ابن بشر عن قتادة، عن عبد الله ابن الصامت، عن أبي ذر، قال: قلت يا رسول الله اخبرنا عن بيت المقدس، فقال: أرض المحشر والمنشر، أموه فصلوا فيه! فليأتين على بيت المقدس ولبسطة قوس أو مسحة قوس في بيت المقدس أو من حيث يرى بيت المقدس خير من كذا وكذا أنبأنا أبو المعمر، أنبأنا أبو الحسين القاضي، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل، حدثنا أبي حدثنا الوليد ابن حماد، حدثنا محمد ابن النعمان، حدثنا سليمان ابن الأعرج، عن كعب، قال: العرض والحساب ببيت المقدس قال الوليد، وحدثنا أدريس ابن سليمان، حدثنا شهاب ابن خراش، عن قتادة في قوله تعالى (يَومَ يُنادي المُنادي من مَكانٍ قَريب)، قال من صخرة بيت المقدس قال الوليد، وحدثنا عبد الله ابن محمد العرياني، حدثنا الوليد ابن مسلم، حدثنا عبد الرحمن ابن يزيد، عن جابر عن أبيه في قوله (واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب) قال يقف إسرافيل على صخرة بيت المقدس فينفخ في الصور، فيقول: أيتها العظام النخرة، والجلود الممزقة، والأشعار المتقطعة، إن الله يأمرك أن تجتمعي للحساب) أنبأنا ابن ناصر، أنبأنا عبد الرحمن ابن منده، حدثنا أبي، حدثنا أحمد ابن محمد ابن إبراهيم، حدثنا محمد ابن النعمان ابن بشير، حدثنا سليمان، حدثنا أبو عبد الملك عن غالب، عن نافع، عن ابن عمر، في قوله تعالى (فَضَرَبَ بَينَهُم بِسورٍ لَهُ بابُ باطِنِهِ فيهِ الرَحمَةُ وَظاهِرَهُ مِن قَبلِهِ العَذاب) قال هو حائط بيت المقدس الشرقي الذي من ورائه واد يقال له وادي جهنم ومن دونه باب يقال له باب الرحمة"

الخطأ المشترك بين الروايات هو كون بيت المقدس ارض المحشر والمنشر وهو ما يخالف أن المحشر يكون فى الأرض كلها وليس فى جزء منها لأن القبور فى كل مكان كما قال تعالى" يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير"

ثم ذكر المؤلف فضيلة الصخرة فقال:

"الباب الثاني والعشرون:

في فضيلة الصخرة

أنبأنا محمد ابن ناصر، أنبأنا عبد الرحمن ابن منده، حدثنا أبي، حدثنا أحمد ابن محمد ابن إبراهيم ابن حكيم، حدثنا محمد ابن النعمان ابن بشير، حدثنا سليمان عن غالب، عن مكحول، عن كعب، عن أنس ابن مالك، أن الجن لتحن شوقاً إلى بيت المقدس وصخرة بيت المقدس من جند الفردوس وهي الأرض قال سليمان: وحدثنا الوليد ابن مسلم، عن عبد الرحمن ابن يزيد عن جابر عن حبيب ابن مسلم، عن أبي إدريس الخولاني، قال: يجعل الله عز وجل يوم القيامة صخرة بيت المقدس مرجانة بيضاء كعرض السماء والأرض، ثم ينصب عليها عرشه، ثم يقضي بين عباده، يصيرون منها إلى الجنة وإلى النار)"

الخطأ نصب العرش على صخرة بيت المقدس يوم القيامة وهو ما يخالف أن الملائكة تحمل العرش كما قال تعالى "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"

وأما رواية:

" أنبأنا أبو المعمر الأنصاري، أنبأنا أبو الحسن الفراء، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد، حدثنا ابو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم ابن محمد، حدثنا آدم، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع ابن أنس، عن أبي العالية في قوله تعالى إلى الأرض التي باركنا فيها قال: من بركتها أن كل ماء عذب يخرج من أصل صخرة بيت المقدس "

"قال الوليد، حدثنا محمد ابن النعمان، حدثنا سليمان ابن عبد الرحمن، حدثنا أبو عبد الملك الجزري، عن غالب ابن عبيد الله، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي (ص) قال: الأنهار كلها والسحاب والبحار والرياح من تحت صخرة بيت المقدس "

الخطأ المشترك بين الروايتين أن كل ماء عذب يخرج من أصل صخرة بيت المقدس  وهو ما يناقض كون أصل الماء السماء أى السحاب كما قال تعالى "ونزلنا من السماء ماء مباركا"

وأما رواية:

"قال ابن عباس: صخرة بيت المقدس من صخور الجنة قال المفسرون في قوله واستمع يوم ينادي المنادي، استمع حديث يوم ينادي المنادي، وهو إسرافيل، يقف على صخرة بيت المقدس، فينادي: أيها الناس هلموا إلى الحساب، إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء، وهذه هي النفخة الأخيرة، والمكان القريب صخرة بيت المقدس قال كعب ومقاتل: هي أقرب إلى السماء بثمانية عشر ميلاً قال الزجاج: ويقال أن تلك الصخرة في وسط الأرض"

والخطأ هنا كون الصخرة من الجنة وهو ما يخالف كون الجنة الموعودة فى السماء كما قال تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون"  وقال "عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"

وفى الباب التالى ذكر فضل الصلاة إلى جانبي الصخرة فقال:

"الباب الثالث والعشرون:

في فضل الصلاة إلى جانبي الصخرة أنبأنا أبو المعمر الأنصاري، أنبأنا أبو الحسين ابن الفراء، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد ابن عمر النصيبي، أنبأنا أبو بكر محمد ابن أحمد ابن محمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل، حدثني أبي، حدثنا الوليد، حدثنا محمد ابن النعمان، حدثنا سليمان ابن عبد الرحمن، حدثنا أبو عبد الملك الجزري، عن غالب ابن عبيد الله، عن مكحول، عن كعب، (قال: من أتى بيت المقدس فصلى عن يمين الصخرة وشمالها، ودعا عند موضع السلسلة، وتصدق بما قل وكثر، استجيب دعاؤه، وكشف الله حزنه، وخرج من ذنوبه مثل يوم ولدته أمه، إن سأل الله الشهادة أعطاه إياها)"

والخطأ وجود أجر للصلاة غير قاعدة الأجر التى قالها لله فى قوله "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"

الباب الرابع والعشرون:

في ذكر الصخرة التي قام عليها سليمان لما فرغ أنبأنا أبو المعمر الأنصاري، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن محمد، أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد ابن عمر، حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل ابن المهاجر، حدثني أبي، حدثنا الوليد، حدثنا عبيد الله ابن عبيد ابن عمران الطبراني، حدثنا منصور ابن أبي مزاحم، حدثنا معاوية ابن عبيد الله الأشعري، عن عاصم ابن رجاء ابن حيوة، عن أبيه، أن كعباً قدم إيلياء مرةً فرشى من أحبار يهود بضعة عشر ديناراً، على أن دله على الصخرة التي قام عليها سليمان ابن داود التي قام عليها حين فرغ من بناء المسجد، وهي مما يلي ناحية الأسباط، فقال كعب: قام سليمان ابن داود على هذه الصخرة، ثم استقبل القدس كله ودعا الله عز وجل بثلاث، فأراه الله عز وجل تعجيل إجابته في دعوتين، وأرجو أن يستجيب في الآخرة فقال: اللهم هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب، فأعطاه الله عز وجل ذلك، وقال: اللهم هب لي ملكاً وحكماً يوافق حكمك ففعل الله عز وجل ذلك به، ثم قال: اللهم لا يأت هذا المسجد أحد يريد الصلاة فيه إلا أخرجته من خطيئته كيوم ولدته أمه"

وهذه الرواية ناقض رواية فى الباب الثالث تقول أن الله استجاب للدعوة الثالثة فى الدنيا وهى :

"لما خلا من ملك سليمان سنين، بدأ في بناء بيت المقدس، فكان عدد من يعمل في بناء بيت المقدس ألف رجل عليهم قطع الخشب في كل شهر عشرة آلاف وكان عدة الذين يعملون في الحجارة عشرة آلاف وكان عدة الذين يقومون عليهم ثلاثمائة أمين وأولج فيه تابوت موسى وهارون، وصلى فيه ودعا ربه، فقال: يا رب! أمرتني ببناء هذا البيت الشريف، يا رب فليكن نداك عليه الليل والنهار، وكل من جاءك يبتغي منك الفضل والمغفرة والنصرة والتوبة والرزق فاستجب له من قريب أو بعيد، فاستجاب له ربه عز وجل وقال: قد استجب لك دعاءك قال: يا سليمان! قد غفرت لمن أتى هذا البيت لا يعنيه إلا الصلاة فيه"
وذكر الرجل جنونا فى الباب التالى وهو أن الله نزل الأرض وصعد للسماء فقال :

"الباب الخامس والعشرون:

في أن الله تعالى عرج من هناك إلى السماء

قد ذكرنا عن النبي (ص) أن جبريل أتى به الصخرة وقال: من ها هنا عرج ربك إلى السماء أنبأنا أبو المعمر الأنصاري، أخبرنا أبو الحسين ابن الفراء أنبأنا عبد العزيز ابن أحمد، حدثنا أبن بكر محمد ابن أحمد الخطيب، حدثنا عمر ابن الفضل ابن مهاجر، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الله إبن إبراهيم، عن إبراهيم بن أعين، عن رديح ابن عطية ابن النعمان، عن عبد الله ابن بشر الحمصي، عن كعب الأحبار، قال: (يقول الله عز وجل لبيت المقدس أنت عرشي الأدنى منك ارتفعت إلى السماء ومنك بسطت الأرض ومن تحتك جعلت كل ماء عذب يطلع في رؤوس الجبال) قال الوليد: أنبأنا إبراهيم ابن محمد، حدثنا داود، عن صدقة ابن يزيد، عن ثور ابن يزيد، عن عبد الله ابن بشر عن كعب، قال: إن في التوراة أنه يقول لصخرة بيت المقدس أنت عرشي الأدني، ومنك ارتفعت إلى السماء، ومن تحتك بسطت الأرض كلها، وكل ماء يسيل من ذروة الجبال من تحتك واعلم أن الحديث المرفوع قد سبق باوزاق ورداته بكر ابن زياد قال أبو حاتم ابن حيان الحافظ: هذا حديث لا يشك عوام أهل الحديث أنه موضوع وكان بكر ابن زياد يضع الحديث على الثقات وأما الحديث بعده عن كعب فيرويه إبراهيم ابن أعين قال أبو حاتم الرازي: هو منكر الحديث لم يروه عن عبد الله ابن بشر"

ولخطا المشترك بين الروايات هو أن الله حل فى المكان وتحرك فيه وهو ما يعنى كونه جسم متحرك وهو ما يناقض انه ليس كالخلق فى وجود جسم وحركة وفى هذا قال تعالى "ليس كمثله شىء"

اجمالي القراءات 3902