أبناء الدنيا الذين لا يؤمنون بالآخرة إتخذوا الشيطان وليا من دون الله
مقدمة
1 ـ ( س ) عاش فى منافسة شرسة مع ( ص ). مات ( ص ) فجأة . طبقا للنفاق الإجتماعى تعين على ( س ) أن يحضر جنازة خصمه ( ص ) .
2 ـ وقف الشيخ على القبر يذكّر الحضور بالموت الذى لا مفر منه ، خطبة إعتاد الشيخ أن يقولها وهو يفكر فى حياته الدنيا ، والمستمعون غافلون لاهون بمشاغلهم الدنيوية . و( س ) ينظر الى الابن الأكبر للمتوفى ( ص ) على أنه خصمه القادم ويفكر يواجهه .
3 ـ انتهت مراسيم الدفن وعبارات النفاق المتداولة ، واشهرها ( البقية فى حياتك ) و ( خلف لك طول العمر ) وهى تعكس كفرا بالموت وتزعم أن من مات قد ترك بقية من حياته لمن يعيش بعده . مع إن الواقع ان من يعيش بعده سيموت حتما فى موعد (أجله ) المحدد سلفا مهما قيل له من هذه العبارات الكاذبة ، فالله جل وعلا لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها ( المنافقون 11 ) وإنه لكل اجل كتاب ( الرعد 38 ) ( آل عمران 145 ) وأن العدد التنازلى لموعد و ( اجل الموت ) يبدا بمجرد الولادة ( فاطر 11 ).
4 ـ انتهت الجنازة وعاد الناس كل منهم يقكر فى دنياه ، مع أنهم جميعا الى موت صائرون . وتتكرر الجنازات ويتكرر النسيان للموت ، مع إنه لو تعقل الانسان لأدرك أن كل أسلافه ماتوا من أبيه وجده حتى آدم ، فلماذا يتجاهل الموت . ولماذا يتصرف كما لو كان سيعيش خالدا دون موت ؟ ولماذا يتصرف كما لو أن الموت مصير الجميع دونه هو ؟ لو تعقل لعرف انه سيموت ولتغيرت مسيرة حياته طبقا لهذه المعرفة . لو عرف وعلم فعلا أنه سيموت سيكون تقيا ، يدرك أن حياته مؤقتة فى هذه الدنيا ، وهى مجرد مرحلة لحياة خالدة فى الجنة أو النار ، لأن الذى قدّر الموت والحياة لم يخلقنا عبثا بل لا بد من رجوعنا اليه ليحاسبنا على ما خوّله لنا فى هذه الحياة الدنيا . الخاسرون يوم القيامة سيقال لهم وهم فى النار يرجون الخروج منها : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ المؤمنون 115).
5 ـ ما الذى يجعل الانسان ينسى الموت الذى هو حتما صائر اليه ؟ ما الذى يجعل يعتقد إنه خالد فى هذه الدنيا برغم أن الموت يقطف ويتخطف حياة المحيطين به ؟ ما الذى يجعل الانسان سادرا فى الصراع من أجل دنيا زائلة لا يفيق منها إلا عندما يحل به الموت . قال جل وعلا :
5 / 1 : (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠﴾ المؤمنون )
5 / 2 : (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١٠﴾ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّـهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١١﴾ المنافقون ). من الذى يجعل الانسان مهووسا بالتملك فى هذا الأرض معتقدا خلوده فيها ؟ إنه ( شوشو ) أو ( الشيطان ). هذا موضوعنا .
أولا : الشيطان خدع آدم وزوجه بالملكية والخلود
1 ـ كان آدم وزوجه يعيشان فى جنة برزخية فيها نعيم لا يمكن لنا تصوره فى أرضنا هذه ودنيانا هذه . وصفها رب العزة لآدم فقال : ( فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾ طه ) الذى كان ينقص آدم وزوجه ملكية هذه الجنة وأن يكونا خالدين فيها بلا موت ، أتاهما الشيطان من هذه الناحية ( الملك والخلود ) قال جل وعلا : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ ﴿١٢٠﴾ طه ) خدعهما الشيطان فأكلا من الشجرة المحرمة على انها ستهبهما الخلود والملكية الدائمة . يقول جل وعلا : ( فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ﴿١٢١﴾ طه) .
2 ـ هبط آدم وحواء وذريتهما فى داخلهما ، وتسلط الشيطان على الذرية يقنعهم بالخلود فى هذه الأرض وبالملكية المطلقة لها. ولأنه لا سبيل لفرد واحد أن يتملك كل الأرض فإن الصراع شبّ ولا يزال يشبُّ بين أبناء آدم ، أى هبطوا لهذه الأرض وقد جعلهم الشيطان بعضهم لبعض لبعض عدو . قال جل وعلا :
2 / 1 : (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖوَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٣٦﴾ البقرة )
2 / 2 : ( قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٢٤﴾ الاعراف ).
ثانيا : أبناء الدنيا هم الذين يتخذون الشيطان وليا من دون الله جل وعلا
1 ـ أبناء الدنيا هم الذين لا يؤمنون بالآخرة ينكرونها بأقوالهم أو بأفعالهم ، أو يزعمون يوما للآخرة يدخلون به الجنة مهما أجرموا ، أى يجعلون ( اليوم الآخر ) تابعا لهذا اليوم الدنيوى . وعبّر عن هذا ذلك الرجل المفتون ببستانه أو جنته إذ قال لصاحبة المؤمن : ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَدًا﴿٣٥﴾ وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا ﴿٣٦﴾ الكهف) .
2 ـ الشيطان ليس له سلطان على المؤمنين باليوم الآخر المتوكلين على ربهم جل وعلا ، ولكنه له السلطان والتحكم على ( أبناء الدنيا ) الذين يتخذونه وليا من دون رب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا : ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٠﴾ النحل )
3 ـ ليس شرطا أن يوحى اليهم جميعا ، يكفى الشيطان أن يزرع فيهم نسيان الموت أى إنهم حالدون فى هذه الدنيا ويكفى أنه يؤجّج فيهم الصراع حول التملك فى هذه الأرض الفانية ، وبهذا يكون شريكا لهم فى الصراع وفى الأموال والأولاد وفى التفوذ وفى الجاه ، أو كما قال جل وعلا : ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ﴿٦٥﴾ الاسراء )
4 ـ والواقع المُعاش فى الماضى والحاضر وفى المستقبل أنه :
4 / 1 : من ناحية التملك ترى الصراع حول (الأرض) والثروة التابعة لها :
4 / 1 / 1 : يمتد من النزاع على الميراث بين الأبناء ويمتد النزاع ليصل الى نزاعات وحروب بين الدول المتجاورة على الحدود ثم حروب إقليمية وحروب عالمية تتفجر فيها الدماء أنهارا ، يقتلون انفسهم بالملايين وتظل الأرض باقية بعدهم يدفعهم الشيطان الى المزيد ، وتقول المقابر ( هل من مزيد ) .
4 / 1 / 2 : هنا لا يفترق الحاكم الديمقراطى عن الحاكم المستبد .
4 / 1 / 2 / 1 : الحاكم الديمقراطى يتصارع مع الخارج ليثبت للشعب الذى إنتخبه أنه الأقدر على ملء خزائن الدولة بأقصى ما يستطيع وبأى وسيلة شيطانية.
4 / 1 / 2 / 2 : المستبد يعتبر نفسه مالك الأرض التى يعيش عليها الشعب ، ويعتبر الشعب قطيعا مملوكا له بإعتباره الراعى والشعب هم الأنعام ( الرعية ) ، ويريد أن يزيد من رقعة ( الوطن ) لأنه المالك الوحيد للوطن وأرض الوطن. ولا يمانع أن يدخل فى حرب لتوسيع ملكيته ففى النهاية فالذى يموت ليس هو وليس أولاده ، بل أبناء الشعب الذى لا يملكون شيئا فى ( وطن ) و ( أرض ) المستبد.
4 / 1 / 2 / 3 : قد يكون فى هذا بؤسا غليظا ولكن البؤس الأغلظ أن ( الأمم المتحدة ) توافق ضمنيا على هذا إذ تعترف بالمستبد مالكل للوطن ومتحدثا باسم الشعب .!
4 / 2 : من ناحية الخلود وتجاهل حقيقة الموت : ترى هذا ماثلا بوضوح فى أحوال المستبد . قبل ان يصل الى كرسى السلطة كان خادما للسلطان ، ثم يغادر السلطان الكرسى بالموت أو القتل أو العزل فيعتلى هو السلطة مكانه ، وينسى أن السلطان السابق لم يكن خالدا فى السلطان ، فيتصرف السلطان الجديد كما لو سيكون مخلدا فى السلطة. ينسى أن السلطة لو دانت لسابقه ما وصلت اليه . هذا غسيل مخ شرير وبارع لا يقوم به إلا ( شوشو ) الشيطان . !
5 ـ ينجو من غسيل المخ هذا المؤمنون بالله جل وعلا واليوم الآخر . فهم:
5 / 1 : يؤمنون أن الخلد ليس فى هذه الدنيا بل فى الآخرة . وهو إما :
5 / 1 / 1 : خلود فى عذاب خالد ( ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ﴿يونس: ٥٢﴾ ( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴿السجدة: ١٤﴾ ( ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّـهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴿فصلت: ٢٨﴾
5 / 1 / 2 : خلود فى نعيم الجنة : ( قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا﴿الفرقان: ١٥﴾ .
5 / 2 : يؤمنون أنه لا خلود لبشر فى هذه الدنيا
5 / 2 / 1 : حتى الأنبياء . قال جل وعلا لخاتم النبيين : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴿الأنبياء: ٣٤﴾، وحين كان حيا يُرزق فى مكة قال له جل وعلا يصفه بالميّت ويؤكد موته : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ الزمر )
5 / 2 / 2 : وأنه لا مفرّ ولا مهرب من الموت .( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ) (٧٨﴾ النساء ) ( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ )﴿٨﴾ الجمعة). وحيث لا مهرب من الموت ولا خلود فى الدنيا فالمؤمنون يعملون الصالحات يبتغون بها وجه الله جل وعلا وحده.
5 / 3 : يؤمنون أن الله جل وعلا هو المالك الحقيقى للسماوات والأرض ومن فيهما وما فيهما ، وأنه جل وعلا إستخلف بنى آدم فى هذه الأرض وخلائف يخلف بعضهم بعضا حيث يستمر فيهم الموت ، ويستحيل على من مات أن يعود فى هذه الدنيا : ﴿الأنعام 165 ﴾﴿يونس: ١٤، ٧٣﴾﴿فاطر: ٣٩﴾( الانبياء 95 ).وفى النهاية فلن يرث الأرض ومن عليها سوى الرحمن جل وعلا : ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴿٤٠﴾ مريم)
5 / 4 : يؤمنون أن الوراثة الحقيقية
5 / 4 / 1 : ليست فى قطعة أرض فى هذه الأرض التى ستنتهى بالتدمير وليس فى مال يفارق صاحبه بالخسارة أويفارقه صاحبه بالموت وليس بالنفوذ والجاه الذى لا يدوم لأحد .
5 / 4 / 2 : الوراثة الحقيقية هى الخلود فى الجنة . قال جل وعلا : ( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴿٦٣﴾ مريم ) وسيقال لأصحاب ( مالكى الجنة ) : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴿٧٢﴾ الزخرف )
5 / 5 : يؤمنون أن النار ليس فيها ( أرض ) وليس فيها إستقرار ، فيها خلود فى العذاب وهم فيه فى حركة مستمرة ، يهبطون الى قاع الجحيم حيث يأكلون من شجرة الزقوم ثم تهطل عليهم أمواج من ماء النار ( الحميم ) ثم يصعدون الى أعلى الجحيم .
5 / 5 / 1 : قال جل وعلا عن شجرة الزقوم
5 / 5 / 1 / 1 : (إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ﴿٦٣﴾إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴿٦٤﴾ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴿٦٥﴾ فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴿٦٦﴾ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٦٧﴾ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴿٦٨﴾ الصافات )
5 / 5 / 1 / 2 : وعن طعامها يقول جل وعلا : ( إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ﴿٤٣﴾ طَعَامُ الْأَثِيمِ﴿٤٤﴾ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ﴿٤٥﴾ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴿٤٦﴾ الدخان ) وهم يطوفون بين الجحيم والحميم (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ﴿٤٤﴾ الرحمن ).
5 / 5 / 2 : يطوفون بثيابهم النيرانية والحميم فى جلودهم وبطونهم وعندما يصلون الى حواف جهنم يحاولون الفرار فتلحقهم ملائكة النار بمقامع من حديد ، قال جل وعلا : ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ﴿١٩﴾ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴿٢٠﴾ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ﴿٢١﴾ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴿٢٢﴾ الحج ).
5 / 5 / 3 : وفى كل تلك الحركة الدورية والمستمرة يجذب ماء النار ( الحميم ) لهيب النار الى وجوههم وظهورهم فينشغلون بكف هذا وذاك دون جدوى ، قال جل وعلا يحذّر مقدما : (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾ الانبياء )
5 / 6 : ليس فى الجحيم أرض للإستقرار . الإستقرار هو فى ( ارض الجنة ) . ومالكو الجنة يرثونها ويملكونها الى الأبد دون خروج منها . قال جل وعلا :
5 / 6 / 1 : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴿١٠٥﴾ الانبياء )
5 / 6 / 1 ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴿٧٤﴾ الزمر )
أخيرا
1 ـ لو آمن بنو آدم فعلا وصدقا بالموت ما كانت هناك مشاكل بينهم ولا نزاعات ولا حروب.
2 ـ إذا كانت نهايتنا الموت وما دامت حياتنا قصيرة ومؤقتة ، فلماذا لا نعيشها فى سلام وتسامح ؟. الإسلام الحقيقى مؤسس على السلام والرحمة والإيثار والإحسان .!
3 ـ إن من الحمق المؤلم ان تتصارع أجيال من بنى آدم على قطعة ( ذهب ) يقتتلون من أجلها ويموتون ثم يأتى من بعدهم يتقاتلون وهكذا .. تبقى هى مجرد قطعة ( ذهب ) .
4 ـ الحمار نفسه لا يفعل هذا . ولكن ( شوشو ) الشيطان يفعل هذا بالانسان فيجعله أسوأ حالا من الحمار.
أحسن الحديث :
( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖبَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٤٤﴾ الفرقان ) .
ودائما : صدق الله العظيم .!!