القاموس القرآنى : ( إتّخذ ـ يتخذ ) ( 1 )
أولا : الإتّخاذ فى غير الدين
1 ـ فى قصة موسى عليه السلام . قال جل وعلا :
1 / 1: ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ﴿٦٠﴾ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ﴿٦١﴾ الكهف) ( قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا﴿٦٣(الكهف ). الحوت ( إتخذ سبيله فى البحر )
1 / 2 : ( فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿الكهف: ٧٧﴾. سأل موسى العبد الصالح أن ( يتخذ أجرا ).
2 ـ فى قصة مريم عليها السلام.قال جل وعلا:( فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿مريم: ١٧﴾.مريم إعتزلت قومها و(إتخذت من دونهم حجابا )
3 ـ عن النحل قال جل وعلا : ( وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ﴿النحل: ٦٨﴾. النحل ( يتخذ بيوتا ) .
ثانيا : الإتخاذ الدينى فى الاسلام
1 ـ الله جل وعلا
1 / 1 : يتخذ من المؤمنين شهداء ليشهدوا على أقوامهم يوم الحساب . أولئك هم الدعاة الى الحق . قال جل وعلا : ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿١٤٠﴾ آل عمران )
1 / 2 : كافأ رب العزة جل وعلا ابراهيم عليه السلام ف ( إتخذه خليلا ) . قال جل وعلا : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴿النساء: ١٢٥﴾
2 ـ المؤمن :
2 / 1 : يتخذ ربه جل وعلا وحده وكيلا يتوكل ويعتمد عليه . ( رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴿المزمل: ٩﴾
2 / 2 : يتخذ الى ربه سبيلا : أى التقوى . قال جل وعلا :
2 / 2 / 1 :(إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿المزمل: ١٩﴾( الانسان 29 )
2 / 2/ 2 : (ذَٰلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآبًا ﴿النبإ: ٣٩﴾
2 / 2 / 3 : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿٥٧﴾ الفرقان ).
2 / 3 : وبالتقوى يستحق أن يكون له عند ربه جل وعلا عهد بأن تشفع له أعماله لأنه قام بعهد الله جل وعلا وأوامره ، أو بالتعبير القرآنى : ( لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا ﴿مريم: ٨٧﴾،
2 / 4 : وهو ينفق فى سبيل الله جل وعلا ما يقربه من الله جل وعلا ، أو بالتعبير القرآنى عن بعض الأعراب المؤمنين : (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّـهِ )﴿٩٩﴾التوبة ).
2 / 5 : لا يتخذ المؤمن :
2 / 5 / 1 : مخلوقا مقدسا مؤلها مع الله جل وعلا :
2 / 5 / 1 / 1 : لا يتخذ وليا مع الله جل وعلا ، أى يكتفى بربه جل وعلا وليا : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿الأنعام: ١٤﴾
2 / 5 / 1 / 2 : لا يتخذ زوجة أو ولدا ينسبه لرب العزة جل وعلا. قال الجن المؤمنون : ( وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿الجن: ٣﴾
2 / 5 / 1 / 3 : قال فتية أهل الكهف عن قومهم المشركين :( هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿الكهف: ١٥﴾
2 / 5 / 1 / 4 : وقالها الرجل المؤمن فى قصة القرية التى أرسل الله جل وعلا ثلاثة من الرسل . ( أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ﴿يس: ٢٣﴾
2 / 5 / 2 : لا يتخذ المؤمن اولياء من الكافرين : ( الموالاة تكون فى الحرب : مع هذا ضد ذاك )
2 / 5/ 2 / 1 : فى حالة محاربة الكافرين المؤمنين المسالمين فالمؤمن إذا كان يعيش مع الكافرين المعتدين لا يواليهم فى إعتدائهم على المؤمنين المسالمين ، وعندما يخاف من الإضطهاد يجوز له أن يتقيهم أى يظهر لهم الولاء ولكن يظل قلبه متمسكا بالحق ، وهذه هى التقية فى الاسلام ، ليست فى التآمر كما يفعل الشيعة وليست فى التلون والنفاق كما يفعل المشركون أصحاب الوجوه المتلونة طلبا للجاه والسلطان ، ولكن التقية هى للمؤمنين المضطهدين للنجاة من ظلم المشؤكين المستكبرين المعتدين . قال جل وعلا : ( لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّـهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّـهِ الْمَصِيرُ ﴿٢٨﴾ آل عمران )
2 / 5 / 2 / 2 . لا يتخذ المؤمنون وليجة أى بطانة من المنافقين معادية لله جل وعلا : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّـهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾ التوبة )
2 / 6 : وهم عند تأدية مناسك الحج يتخذون من مقام ابراهيم مصلى ، أى يؤدون الصلاة حيث وقف ابراهيم امام البيت يدعو الى الحج . ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى )﴿البقرة: ١٢٥﴾
ثالثا : الله جل وعلا لم يتخذ معه وليا ولا شريكا ولم يتخذ له ولدا
1 ـ فى نفى إتخاذه جل وعلا ولدا أو شريكا فى حكمه قال رب العزة :
1 / 1 :( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖوَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴿١١١﴾ الاسراء )
1 / 2 : ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴿١﴾الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴿٢﴾ الفرقان )
2 ـ المسيحيون زعموا المسيح إبنا لله جل وعلا . ورد رب العزة عليهم فقال :
2 / 1 : ( قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿يونس: ٦٨﴾. فالله جل وعلا هو الغنى غير المحتاج لاتخاذ معين له ، وهو جل وعلا مالك السماوات والأرض ، وما عداه جل وعلا فهو ملك له ومن خلقه ، ثم أنه ليس للكافرين حُجّة تثبت هذا الإفك ، وهم يفترون على الله جل وعلا ما لا يعلمون. يتكلمون نيابة عن الله جل وعلا إعتداءا وجهلا .
2 / 2 : ( وقَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ ) ﴿البقرة: ١١٦﴾ . هو جل وعلا وحده مالك السماوات والأرض ، وكل مخلوقات الله جل تحت هيمنته فما من دابة إلا هو جل وعلاآخذ بناصيتها ، بيده حياتها وموتها ، وله أسلم من فى السماوات والأرض طوعا وكرها . وجميعهم اليه وحده راجعون . فكيف يتخذ معه شريكا ؟
2 / 3 : ( مَا اتَّخَذَ اللَّـهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿المؤمنون: ٩١﴾. هنا دليل عقلى ينفى وجود إلاه معه ، لأنه لو كان معه شركاء ولها مخلوقات لتنافست تلك الآلهة مع بعضها بما يسبب دمار العالم .
2 / 3 : وقال جل وعلا بأسلوب الاستنكار والتهديد لمن زعم أنه إتخذ ولدا :
2 / 3 / 1 : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿٩٢﴾ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿٩٤﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿95)مريم)
2 / 3 / 2 :( وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّـهُ وَلَدًا ﴿ ٤﴾ مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚإِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿٥﴾ الكهف )
2 / 4 : ( ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚقَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤﴾آل عمران )ثم تأكيد حقيقة أنه جل وعلا ما إتخذ ولدا : (مَا كَانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٣٥﴾ آل عمران )
2 / 5 : ويوم القيامة سيسائل رب العزة المسيح عما زعموه ، وسينكر المسيح أقوالهم وسيتبرأ منها ومنهم : ( وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿ ١١٦﴾مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚوَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾المائدة )
2 / 6 : وأمر الله جل وعلا النبى محمدا وكل دُعاة الحق أن يعظوا أهل الكتاب بالتمسك بأنه لا إله إلا الله ، وأنه جل وعلا لا شريك له فى مُلكه ، وألا يتخذ بعضهم بعضا اربابا من دون الله ، أى لا يكون عندهم كهنوت يجعل نفسه واسطة بين الناس ورب الناس . قال جل وعلا : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) ﴿٦٤﴾ آل عمران )
3 ـ ولم يتعظ اليهود والنصارى . لم يكتفوا بتأليه المسيح وغيره بل زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه . وهى مقولة كافرة رد الله جل وعلا عليها فقال : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّـهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖوَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨﴾ المائدة )
5 ـ أوضح جل وعلا قصة المسيح ، ثم قال : ( ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ﴿٥٨﴾آل عمران ) ثم قال جل وعلا عن طبيعة عيسى :( إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾ وأن هذا هو الحق :( الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾ آل عمران ) ثم الدعوة الى المباهلة لو إستمروا على زعمهم : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾ آل عمران ). وبرغم كل ما جاء فى القرآن الكريم عن نفى أنه جل وعلا إتخذ ولدا ، ورغم أن معظم المحمديين يحفظون سورة (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾) إلا إنهم زعموا :
5 / 1 : أن محمدا مخلوق من النور الالهى ، أى هى نفس عقيدة المسيحيين فى نسبة الولد لرب العزة جل وعلا مع تحوير لفظى . أئمة المحمديين إفتروا حديثا يقول : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) ، وزعموا أن محمدا أول من خلق الله ، زعموا : ( كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ، وكنت نبيا ولآدم لا ماء ولا طين ).
5 / 2 : أن ( النور المحمدى ) إنتقل من محمد الى الأولياء ولا يزال يتنقل . وتلك ما يسمونه بالحقيقة المحمدية . وهى نفس مقولة (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّـهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖوَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨﴾ المائدة )
5 / 3 :وكما يقول المسيحيون أن ( الروح ) هى جزء الاهى داخل الانسان فإن المحمديين يؤمنون بهذا الإفك ، وأبو حامد الغزالى فى كتابه ( إحياء علوم الدين ) وفى كتاب ( مشكاة الأنوار ) زعم أن ( الروح ) فى القرآن الكريم هو جزء إلاهى داخل الانسان . هذا مع ( الروح ) فى القرآن الكريم يعنى ( جبريل ) ، ولنا مقال منشور بهذا الصدد .
5 / 4 : كفر (المحمديون ) بعقيدة ( لا إله إلا الله ) وصنعوا إلاها أسموه (محمدا ) تتناقض صفاته مع صفات محمد خاتم النبيين عليه وعليهم السلام . بل تطرفوا فى تأليه هذا الإله المزعوم أكثر من تأليه ( المسيحيين ) لالههم المزعوم (المسيح ).!