في برنامج بكل وضوح من تقديم الأخ رشيد حمامي في قناة الكرمة و الذي استضاف فيه الدكتور أحمد صبحي منصور عطفا على الضجة الإعلامية الكبيرة التي أثارها الدكتور أحمد في برنامج ( عصير الكتب ) للإعلامي بلال فضل في قناة العربي و التي تم منعها و تقديم الاعتذار لشريحة – كبيرة جدا – من المشاهدين لقناة العربي بدعوى اتهام الدكتور أحمد للخلفاء الراشدين بالجوسسه لقريش أقول :
نشكر الأخ رشيد حمامي على إيمانه و وقوفه مع المفكر – أي مفكر – ذي مبادئ و أثبت الأخ رشيد بهذه الاستضافة و رقي حواره أنه إنسان مثقف و راق في الحوار و زاد من إعجابي به شفافيته في القول : احترم الشخص ذو المبادئ رغم الاختلاف الفكري و العقدي الهائل بين الدكتور أحمد و ما يؤمن به و بين الأخ رشيد و ما يؤمن به و يدعو له .
أنا ممتن جدا للأخ رشيد على هذا اللقاء رغم المكاسب الكبيرة التي سيجنيها هو شخصيا و القناة التي يعمل فيها و هذا استقلال ذكي – و أتمنى أن يكون برئ – للموقف الذي أثبت بلا شك أن – المحمديين – لا يقبلوا الحوار و يستخدمون أسلوب التسلط و الإقصاء من فكر و رأي مخالف !! هم لا يتحملون نقد الشخصيات التاريخية – المقدسة – لديهم و يعتبرنها ذوات لا يسمح بنقدها أو الاقتراب منها بالنقد !! يا ترى لماذا كل هذا الخوف ؟ الدكتور أحمد أجاب في الحوار على تساؤل كهذا في معرض الحديث عن البخاري مستشهدا بأحمد عمر هاشم و الاجابة واضحة و هي : الخوف على أنفسهم و مصالحهم الشخصية و سقوط أسطورة و أساطير الشخصيات التي تربوا على تقديسها .
شكرا للأخ رشيد حمامي على شجاعته و حسن إدارته للقاء بدون مقاطعات و لا أسئلة خبيثة تخرج عن سياق السؤال و لقد أنم رشيد عن ذكاء حاد في جعل الدكتور أحمد يسترسل في مواضيع جعلت أو تجعل من الباحث الحقيقي التوقف و التأمل في الكثير من المواضيع .. ما قاله الدكتور أحمد – حفظه الله – هو أقل من 1 % من ما كتبه و يكتبه و سيكتبه – أمده الله بالصحة و العافية - لذا أكرر شكري للأخ رشيد حمامي على ثقافته العالية و مناصرته لأصحاب المبادئ و هو – رشيد – صاحب مبدأ و حري بنا احترامه كشخص لذا ندعو له بالتوفيق و السعادة الزوجية بكل صدق و حب و أمانة .
إن للدين يوم هو يوم الدين و للدين مالك وحيد هو مالك يوم الدين – الله جل و علا – هذا ما نؤمن به لأننا نؤمن بالقرآن الكريم و نجتهد في البحث و التدبر فيه و تضل آراؤنا و أقوالنا وجهات نظر تعبر عن ما فهمناه من خلال تدبرنا لا نقول أننا نملك الحقيقية و لا نقول أننا على صواب 100 % و لكننا نوحد الله جل و علا و لا نشرك معه أحدا بنسبة 100 % و نؤمن باليوم الآخر بنسبة 100 % و نجتهد في عمل الصالحات .
و في سبيل اجتهاداتنا التي لا تتوقف أقلام أهل القرآن عنها : الدكتور أحمد .. محمد صادق .. نهاد حداد .. عثمان محمد .. أسامة قفيشة .. إبراهيم دادي و الكثير ممن كانوا معنا و تركونا – نسأل الله لهم الصحة و العافية – و منهم من رحل عن الدنيا و ندعو له بالرحمة و المغفرة : الدكتور عبد الرحمن حواش .. رضا عبد الرحمن و منهم من جاءوا ضيوفا كراما في بيت الدكتور أحمد .
و هذه الأقلام في طريق بحثها تصادف المتاعب و المصاعب و هذا شئ بديهي و لأننا نؤمن بأن القرآن الكريم تفصيل لكل شئ و تبيانا لكل شئ فنحن نؤمن بذلك و علينا الاجتهاد و قد قال الحق جل و علا : ( ولقد صرفنا للناس في هذا القران من كل مثل فابى اكثر الناس الا كفورا ) و لتأكيد ذلك قال جل و علا : (ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل وكان الانسان اكثر شيء جدلا ) و تأمل معي عزيزي القارئ قول الحق جل و علا : (ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل ولئن جئتهم باية ليقولن الذين كفروا ان انتم الا مبطلون ) و تأمل معي سيدي القارئ قول الحق جل و علا : (ولقد ضربنا للناس في هذا القران من كل مثل لعلهم يتذكرون ) . سنرى الآن ردود أفعال – المحمديين – و ربما المتعصبين من المسيحيين حيث سينتقد المحمديون الدكتور أحمد ليس فيما قاله !! بل سيوجهون سهامهم إلى القناة المسيحية و إلى شخص رشيد حمامي !! و لن يلتفتوا إلى جوهر اللقاء و ما قاله الدكتور أحمد لأنهم : تجد الجواب في الآيات التي استشهدت بها أعلاه .
نحن نؤمن بالمسيح عليه السلام نبيا و رسولا و نؤمن بالإنجيل كتابا مقدسا كما و نؤمن بموسى عليه و التوراة و نؤمن بداود عليه السلام و سليمان و بكتاب الزبور كما و نؤمن بكل الأنبياء عليهم السلام و الكتب التي أنزلها الله جل و علا عليهم و حيث أن القرآن الكريم هو الكتاب المهيمن و لم تمسه يد التزوير أو التحريف حيث يقول جل و علا : (وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) فإن عيسى عليه السلام مثله عند الله عز و جل كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون حيث قال الله جل و علا : (ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) لذا نختلف مع فكر رشيد جملة و تفصيلا فيما أختار لنفسه من عقيدة و هو حر و نحن أحرار و نختلف و لكن ليس لنا أن نفرض رأينا عليه – أو عليهم – و لا نجبرهم على ترك ما يعتقدون أو ما يؤمنون به فهذا شأنهم و لكن يبقى الود الحقيقي و السلام الحقيقي منا لهم دون نفاق و لا توريه لذا نتمنى للأخ رشيد التوفيق و السعادة الزوجية .
الله جل و علا هو – فقط – الذي سيحكم فيما الجميع مختلفون فيه .. تحية للأخ رشيد حمامي .. شكرا من القلب لصاحب الابتسامة الجميلة الدكتور أحمد ... وحشتنا هذه الابتسامة يا معلم .