ذعر في إسرائيل من تصريحات شرف عن كامب ديفيد

في الجمعة ١٦ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

ذعر في إسرائيل من تصريحات شرف عن كامب ديفيد

كتب أحمد حسن بكر ومحمد عطية (المصريون):   |  17-09-2011 01:23

أثارت تصريحات الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء في مقابلة مع قناة تلفزيونية تركية بأن معاهدة السلام مع إسرائيل ليست شيئا مقدسا ومفتوحة دائما للنقاش أو التغيير إذا كان ذلك يصب في مصلحة المنطقة ويعزز السلام، غصب إسرائيل التي ردت على الفور باستدعاء سفير مصر بتل أبيب ياسر رضا صباح الجمعة، للإعراب عن احتجاجها، وقامت بـ "تعنيفه وتوجيه الانتقادات له"، وفق ما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "الخارجية الاسرائيلة قامت باستدعاء ياسر رضا السفير المصري بتل أبيب وقام بتعنيفه وتوجيه الانتقادات له على تصريحات شرف مبلغة إياه بأن إسرائيل لن تقوم بأي حال من الأحوال بفتح اتفاقية السلام"، المبرمة بين الجانبين منذ عام 1979.
وأشارت إلى أن أن "الأمر يأتي على خلفية التوتر المستمر مع الجانب المصري وإجلاء الدبلوماسيين الاسرائيليين من القاهرة"، لافتة إلى أن المسئولين بالخارجية الإسرائيلية أعربوا للسفير المصري عن استيائهم من تصريحات المسئولوتن في مصر حول إعادة النظر في اتفاقية السلام وآخرها تصريحات رئيس الوزراء، مؤكدين له "الأمر غير مدرج على جدول أعمال إسرائيل".
وأضافت أن رافي باراك مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية تحدث مع السفير المصري لنصف ساعة، قائلاً: "بالنسبة لتل أبيب، لا توجد أي نية وبأي حال من الأحوال لفتح اتفاقية السلام ولا يمكن عمل ذلك من جانب واحد"، وإنه "في ضوء التصريحات المزعجة الأخيرة عن الاتفاقية وفي ضوء العلاقات المهمة بين القاهرة وتل أبيب، فنحن ننظر بقلق إلى تلك التصريحات ونبدي اعتراضنا عليها"، بحسب ما نقل عنه.
وأوضحت الصحيفة أنه وفقًا لاتفاقية السلام مع مصر فإن هناك بندًا يسمح لكل طرف بأن يطلب إعادة النظر في جزء من بنود الاتفاقية، وإنه منذ سقوط الرئيس المصري حسني مبارك تعالت في القاهرة الأصوات المطالبة بهذا البند من أجل إرسال قوات عسكرية إلى سيناء والتي وفقا للاتفاقية الأصلية لابد وأن تكون منزوعة السلاح.
وذكرت أن تل أبيب لا تحب سماع مثل تلك التصريحات من مصر. ونقلت عن المسئول بالخارجية الإسرائيلية للسفير المصري قوله إن "تل أبيب تعرب عن استيائها من التصريحات المتكررة والمعادة لمسئولين بارزين بمصر لتعديل اتفاقية السلام والتصريحات الأخيرة المعادية لإسرائيل".
وأشارت إلى أن "العلاقات بين الشعبين لابد وأن تظهر في التصريحات ويتم التعبير عنها وعلى القادة أن يظهروا المسئولية، التصريخات التي سمعناها مؤخرًا أدت إلى نتائج عسكية كانت قمتها محاولة المس بسفارة إسرائيل بالقاهرة".
وفي المقابلة مع التي بثت أيضا على التلفزيون الرسمي المصري الخميس ووصفت بأنها الأقوى حتى الآن من جانب الحكومة الجديدة منذ توليها السلطة بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في فبراير الماضي، قال رئيس الوزراء المصري إن "اتفاقية كامب ديفيد ليست شيئا مقدسا وبالتالي هي مطروحة دائما للنقاش بما يفيد المنطقة وقضية السلام العادل... ونغير إذا لزم الأمر".
وصرح مصدر مسئول في الخارجية المصري أن سفير مصر في إسرائيل التقى الجمعة مسئولي وزارة الخارجية الإسرائيلية بناءً على طلب منهم.
وأضاف المصدر أن المسئولين الإسرائيليين أعربوا عن القلق إزاء الأحداث التي وقعت في محيط سفارتهم في القاهرة يوم الجمعة الماضي وتداعياتها على العَلاقات بين مصر وإسرائيل.
وطالب مسئولو الخارجية الإسرائيلية بإيضاحات عما نسب إلى بعض المسئولين المصريين حول معاهدة السلام الموقعة بين البلدين، معربين عن أملهم في معاونة الجانب المصري لهم في استئناف عمل سفارتهم بالقاهرة بصورة طبيعية، بحسب المصدر.
وقال إن مصر تؤكد ما سبق أن أعلنته من احترامها لتعهداتها الدولية ومبادئ القانون الدولي والتزامها بمضمون الاتفاقيات التي وقعت عليها بما فيها اتفاقية فيينا للعَلاقات الدبلوماسية ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية طالما التزم الطرف الآخر بتعهداته نصًا وروحا.
واعتبرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية، أن تصريحات شرف بشأن معاهدة السلام أصابت إسرائيل بالذعر والغضب الشديد، خاصة أنها تأتي في وقت تعاني فيه إسرائيل من مشاكل خارجية كثيرة، على رأسها توتر العلاقات مع تركيا.
وأضافت إن تل أبيب تعاني من حالة هلع وذعر شديدين حاليا بعد تصريحات رئيس الوزراء المصري بشأن أن اتفاقات كامب ديفيد التاريخية التي يقوم عليها السلام بين البلدين "ليست شيئا مقدسا".
وقالت الصحيفة إن تصريحات شرف زادت من هموم إسرائيل التي تنتظرها معركة دبلوماسية شرسة في الأمم المتحدة حول إقامة الدولة الفلسطينية، وهو ما سوف يزيد من عزلة تل أبيب.
وجاءت تصريحات شرف في خضم التوتر الذي يشوب العلاقات بين مصر وإسرائيل منذ الإطاحة بنظام مبارك، وبعد أن استشهد ستة جنود مصريون عبر الحدود في 18 أغسطس الماضي بنيرات قوات إسرائيلية مصريين أثناء اشتباكها مع ما قالت إسرائيل إنهم مسلحون قتلوا ثمانية إسرائيليين في إيلات على الحدود مع مصر.
وإثر ذلك تظاهر المصريون أمام السفارة الإسرائيلية وبلغ الغضب ذروته مع إقامة جدار خرساني قبالة المبنى الذي يضم السفارة في مواجهة كوبري جامعة القاهرة، حيث حطم محتجون الجدار واقتحموا مبنى السفارة ليل الجمعة قبل الماضي، وتمكنوا من دخول شقة تابعة للسفارة وألقوا بمئات الأوراق الخاصة بالسفارة من الشقة إلى الشارع ليل الجمعة الماضية.
وبعد ساعات من اقتحام السفارة، غادر السفير الإسرائيلي يتسحاق ليفانون يرافقه 80 دبلوماسيا مع عائلاتهم عائدين إلى تل أبيب، ولاحقًا اوفدت إسرائيل مسئولين رفيعين إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المسئولين في مصر معربة عن أملها في عودة السفير إلى القاهرة قريبًا.
وفي هذا الإطار، تسلم النائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود الجمعة من القضاء العسكرى ملف التحقيقات التى أجرتها النيابة العسكرية بشأن وقائع افتحام الإسرائيلية والأحداث أمام مديرية أمن الجيزة مؤخرًا.
وسوف تقوم نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار هشام بدوى المحامي العام الأول للنيابة بدراسة ملف القضية واستكمال إجراءات التحقيق وإعداد القضية للتصرف خلال الأيام القادمة تمهيدا لإحالتها إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ.

اجمالي القراءات 4245