سبحانه جل و علا تكاد لا تخلو صفحة من كتابه العزيز إلا و فيها ذكر لأهمية هذا الكتاب و آياته و ما أجمل التدبر فيه و ما أجمل البحث و الغوص في آياته فالحمد لله على نعمة القرآن و كفى .
الحق جل و علا يخاطب الذين آمنوا بأن يتقوه حق تقاته و أن لا يموتوا إلا و هم مسلمون و ذلك بالاعتصام بحبله جل و علا و عدم التفرق فهل عملوا بهذا الأمر ؟ هل اعتصموا بحبل الله جل و علا و لم يتفرقوا ؟ ما هو حبل الله جل و علا ؟ أليس هو قرآنه الكريم فهل اكتفوا به حبلا متينا ؟ أم تفرقوا ؟ و يذكرهم بنعمته عليهم بعد إن كانوا أعداء فألف بين قلوبهم فأصبحوا بهذا التآلف إخوانا و كانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم منها ثم يقول جل و علا : ( كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) آيات تكاد تراها و تلمسها ، ثم ينهى الحق جل و علا عن الفرقة و الخلاف ( من بعد ما جاءهم البينات ) و هذه البينات آيات الله جل و علا المبينات و يختم الآية جل و علا بـ ( و أولئك لهم عذاب عظيم ) .
و معرض مقالنا هذا تتبع آيات ( الله يريد ) و بعد ذكر تلك الأوامر و النواهي يقول جل و علا : ( و ما الله يريد ظلما للعالمين ) . الرجاء تتبع الآيات في سورة البقرة من ( 102 – 108 ) .
الله جل و علا هو المبيّن و هو الهادي و هو التواب و هو الذي يريد أن يخفف علينا ) و يريد أن يتوب علينا عكس الذين يريدون منا أن نتبع الشهوات و أن نميل ميلا عظيما جاء ذلك في معرض الحديث عن : من لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات و فيه فصّل جل و علا و بدقة بحيث لا يمكن أن يكون لهذا الموضوع نقص أو غموض . الرجاء تتبع الآيات في سورة النساء ( 24 – 28 )
الله جل و علا يريد الآخرة لنا و لا يريد لنا هذه الدنيا فالمستقبل الحقيقي – كما قال الدكتور أحمد هو الآخرة و ليس هذه الأولى الفانية – لذا في معرض الحديث عن الأسرى يقول جل و علا : ( ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم ) .
الله جل و علا عادل بل هو الأعدل سبحانه جل و علا و لا يريد ظلما للعباد يقول جل و علا : (
مثل داب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ) .