ثقافة الفقر : (1 ) عبادة المال

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٠ - مايو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

ثقافة الفقر : (1 ) عبادة المال

أولا :

1 ـ شاهدت فيلما أمريكيا بطولة النجم ( بن أفليك ) والممثل ( اوسكار إيزاك )، رأيت فيه أبعادا فلسفية عن عبادة المال التى لا تغنى شيئا عن صاحبها .

2 ـ جاءت إخبارية عن لورد مخدرات فى المكسيك أنه يكدس ملايينه فى بيت بالمدينة ، جاءت حملة بوليسية أمريكية للهجوم على البيت ففوجئت بأن أتباع المهرب قد إستعدوا لهم ، وانتهت الحملة بسقوط أفراد العصابة دون زعيمهم.

3 ـ علم قائد القوة ( أوسكار إيزاك ) من عميلة له فى العصابة أن المهرب قام بتهريب ملايينه فى قصر بناه فى الغابة . سكتت السلطات الأمريكية عن الموضوع ، ولكن قائد القوة نجح فى إقناع زملاء له من المحاربين القدامى بالهجوم على قصر لورد المخدرات لسرقة امواله ، وتزعم الفريق ( بن أفليك ) ، وبمساعدة عميلتهم فى القصر تم وضع الخطة .

4 ـ أول منظر للقصر كان فيه إعدام لمجموعة من الناس . نفهم بعد ذلك أنهم الذين أخفوا الملايين داخل القصر ، وقتلهم لورد المخدرات حتى لا يفشوا السّر . نجحت القوة فى اقتحام القصر وقتل الحراس ولورد المخدرات ، ولكن لم يعثروا على الملايين . لفت نظرهم حقائب فارغة كثيرة . إهتدوا الى أن الأموال مخبأة داخل جدران المنزل ، حطموها فهالهم أنها كلها معبأة بالمال ، وان القصر كله مقام على رزم الدورات والتى تصل الى عدة مئات الملايين من الدولارات .

5 ـ قاموا بتحميل سيارتين كبيرتين ، وأحرقوا القصر بما فيه من بقية الملايين . قاموا بتحميل طائرة ضخمة بحقائب المال كل حقيبة تضم عدة ملايين ، ولم تكف الطائرة فألحقوا بها شبكة ممتلئة بحقائب أخرى . وفى الطريق أخذت الطائرة تتمايل بسبب ثقل حمولتها فأسقطوا الشبكة الملحقة بعشرات الحقائب . ودخلت الطائرة فى منطقة جبلية ولا بد أن ترتفع فسقطت الطائرة ، ونجحوا فى النجاة وفى إنقاذ معظم الحقائب ، وجاء موقعهم وسط منطقة نائية قرب قرية يقوم أهلها بزراعة المخدرات ، وحدث صدام قتلوا فيه أحد المزارعين ، وتم ترضية زعيم القرية بالأموال ، واشتروا منه بغالا ، وحمّلوها بحقائب الدولارات . وساروا بين الجبال فسقط بعض البغال فى هودة، وفى الليل أصابهم البرد الشديد فإضطروا الى التدفئة بحرق مئات الرزم من الدولارات . وكان يتابعهم ابن المزارع لينتقم ، وقتلوه بعد أن قتل زعيمهم ( بن أفليك ) . واصروا على حمل جثته ضمن الحقائب التى كانوا يجرونها فى الطرق الجبلية . وبلغ بهم التعب مداه فإضطروا الى إلقاء معظم الحقائب فى وهدة جبلية ، وساروا بالباقى ومعه جثة زعيمهم . ونجحوا فى الاتصال بقارب ليحملهم ، ودخلوا فى مواجهة أخرى مع أهل قرية ، أضاعوا فيها حقائب أخرى . وفى النهاية وصلوا الى مدينة ، واتفقوا مع شركة لتحويل أموالهم وكان ما تبقى أقل من مليون بعد أن كان معهم ما يقرب من مائة مليون . وفى النهاية إتفقوا على التبرع بأنصبتهم الى بنت الزعيم المقتول والذى كان يمر بضائقة مالية قبل أن يقودهم فى هذه المغامرة، فخرجوا من معاناتهم بلا شىء .

6 : المستفاد من القصة :

6 / 1 : هذا المهرب إستكثر من المال ، يسعى من أجله فسادا ، يقتل ويسمم الناس ، لم يكن بإستطاعته تهريب هذا المال أو غسيله فى مشروعات . إكتفى بكنزه ، أقام معبدا لإلهه ( المال ) ولم يغن عنه إلاهه شيئا .

6 / 2 : هذا المهرب لم يشبع من المال . هو محتاج الى الإستزادة منه . هذا الإحتياج يعنى أنه ( مفتقر ) الى المزيد من المال . الفقير هو المحتاج الى شىء والغنى هو المستغنى عن هذا الشىء . لذا تجد من هو غنى قنوع راض مع قلة ماله ، وتجد فقيرا بليونيرا لا يكلُّ من جمع المال والصراع من أجله لأنه فقير الى المزيد من المال لا يشبع منه ، بل يفقد متعة الحياة بسبب نهمه الى المزيد من المال. يصيبه الصراع من أجل المال بأمراض القلب والمعدة والضغط ينام بمنوم ويصحو بمهدىء .!! وهو ساه عن هذا حتى عن أولاده بسبب ( جهاده ) فى سبيل إلاهه . ثم قد يفقد حياته جهادا فى سبيل إلاهه الوهمى، ويكون مثل أبى لهب الذى قال عنه رب العزة جل وعلا : (مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴿٢﴾ )

6 / 3 : الملايين التى حملها أولئك المحاربون لم تغن عنهم شيئا ، أفادتهم فقط فى التدفئة من البرد كمجرد أوراق . وهى أيضا كانت مجرد أوراق داخل جدران قصر المهرب .

6 / 4 : وحتى لو نجح المهرب فى إيداعها فى بنك فستظل مجرد أرقام ، لن يستفيد منها سوى ما يملأ معدته وما يسع نومته . ولو مات فسيترك مجرد أرقام .

6 / 5 : ورقة العملة ( دولار ، دينار ، جنيه ..إلخ ) هى مجرد ورقة مالية ، بمجرد أن تستفيد منها تذهب لغيرك ومن غيرك تنتقل لغيره. أنت تعطى الجنيه لتشترى خبزا ، وينتقل منك الجنيه الى البائع ، ويعطيه البائع الى غيره ، وهكذا يظل الجنيه يتنقل عبر ملايين الأشخاص . حين تستفيد بالجنيه يتبخر من يدك .!

ثانيا :  الخليقة العباسى المستعصم آخر خليفة عباسى فى بغداد

1 ـ هناك وجه شبه بين مهرب المخدرات وهذا الخليفة. كلاهما كان عابدا مخلصا للمال.

2 ـ إشتهر هذا الخايفة بالبخل الشديد حتى انه رفض الإنفاق على جيشه وقت تهديد المغول بإقتحام بغداد . يقول الهمذاني فى كتابه : "جامع التواريخ" ان هولاكو بعد ان اقتحم بغداد دخل قصر الخلافة وأشار باحضار الخليفة المستعصم فلما جىء به اليه قال له هولاكو متندرا: "أنت مضيف ونحن الضيوف فهيا احضر ما يليق بنا" فأحضر الخليفة المستعصم بالله وهو يرتعد من الخوف صناديق المجوهرات والنفائس ، فلم يلتفت اليها هولاكو، ومنحها للحاضرين وقال للخليفة: "إن الأموال التى تملكها على وجه الأرض ظاهرة ، وهى ملك لعبيدنا ، لكن اذكر ما تملكة من الدفائن ما هى وأين توجد ؟". فاعترف الخليفة بوجود حوض مملوء بالذهب فى ساحة القصر، فحفروا الأرض حتى وجدوه ، وكان مليئا بسبائك من الذهب الاحمر تزن الواحدة مائة مثقال" . واستحق الخليفة المستعصم بالله احتقار هولاكو السفاح الدموى ، اذ تعجب هولاكو كيف يكون للخليفة كل هذه الكنور ثم يبخل على الجنود بأرزاقهم وهو فى أشد الحاجة لهم ؟!! وأمر هولاكو جنوده بقتل الخليفة المستعصم رفسا بالأقدام لأنه عندهم أحقر من أن يقتلوه بالسيف كما يقتلون الرجال.وعن ثروة المستعصم يقول الهمذاني : "وقصاري القول أن كل ما كان الخلفاء العباسيون قد جمعوه خلال خمسة قرون ، وضعه المغول بعضه على بعض فكان كجبل على جبل".أى إن المال السحت الذى سلبه الخلفاء العباسيون ظلما وعدوانا ـ وكان يسمونه عدة الخلافة ـ قد ورثه المغول أكواما وأطنانا من الذهب والجواهر. وبسبب ذلك الكم الهائل من الكنور الذهبيةالتى ورثها هولاكو من الخليفة العباسي ، فإنه صهرها جميعا فى سبائك وأقام لها قلعة محكمة فى أذربيجان.

ثالثا : والخليفة الفاطمى المستنصر

1 ـ نقل المقريزى تاريخه فى : (اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء ). وهو الخليفة الفاطمى الثامن . تولى الحكم ـ طفلا ــ وقت إستقرار الدولة الفاطمية حين بلغت اقصى إتساع لها كدولة ودعوة ، وفاضت خزائنها بالأموال والذهب والجواهر. كان المستنصر الفاطمى أطول الخلفاء فى السلطة ، لذا شهد الخليفة المستنصر الفاطمى عصر القوة ثم بداية عصر السقوط . كانت الدولة الفاطمية فى بداية عهده تمتد من المحيط الأطلنطى الى نهر الفرات فأصبحت فى نفس عصر المستنصر تقتصر على مصر . وبعد أن كانت خزائنه متخمة بالكنوز أصبح الخليفة المستنصر نفسه فى الشدة العظمى يعانى الجوع . لم يغن عنه الذهب والمجوهرات والنفائس شيئا فى الشدة المستنصرية . بل ونهب جنوده الأتراك خزائنه مثلما فعل هولاكو بالخليفة العباسى فيما بعد .

2 ـ فى عام 460 هجرية  سأل زعيم الجنود الأتراك من المستنصر الزيادة فى المرتبات فلم يكن لديه سيولة مالية بسبب فقدانه السيطرة على الأقاليم .  لذا قام الأتراك بسلب كنوز الفاطميين التى ورثها المستنصر ، وباعوها بأبخس الأثمان ليأخذوا مرتباتهم  . قال المقريزى : ( وأخرج من الذخائر مالا شوهد فيما بعده من الدول مثله نفاسةً وغرابة وجلالةً وكثرة وحسنا وملاحة وجودة وسناء قيمة وعلو ثمن . ونقل منه التجار إلى الأمصار شيئا كثيراً سوى ما أحرق بالنار بعد ما امتلأت قياسر مصر وأسواقها من الأمتعة المخرجة من القصر المبيعة على الناس) .   وما سلبه الفاطميون وما جمعوه من أموال السُّحت وملأوا به خزائنهم ما لبث أن نهبه قواد المستنصر الأتراك . وقد كتب المقريزى صفحات يسجل فيها المنهوبات من قصر الخليفة المستنصر من الجواهر والدرر والذهب والفضة والنفائس من الأثاث والسلاح والفراش الغالى الثمن والكتب والأقلام والتحف ، وكلها لا تُقدّر بمال ، وبيعت يثمن بخس ، تداولها زعماء الأتراك والتجار ، وتكدست به أسواق القاهرة وغير القاهرة .  

3 ـ ونأخذ بعض الأمثلة لما أخرجوه من كنوز الفاطميين  : يقول المقريزى : (  ..وأخرج من القصر صندوق كيل منه سبعة أمداد زمرد ، ذكر الجوهري أن قيمتها على الأقل ثلثمائة ألف دينار‏.... فقال بعضهم لمن أحضر من الجوهريين‏:‏ كم قيمة هذا ؟  فقالوا : إنما تعرف قيمة الشيء إذا كان مثله موجوداً ومثل هذا لا قيمة له‏... ) وبيع بخمسمائة دينار ( وأخرج عقد جوهر قيمته على الأقل ثمانون ألف دينار فكتب بألفي دينار ..  وأخرج ما أنفذه الصليحي من نفيس الدر وكيل فجاء سبع ويبات‏. وأخرج ألفان ومائتا خاتم ما بين ذهب وفضة بفصوص من بين سائر أنواع الجواهر مما كان للخلفاء شوهد منها ثلاثة خواتيم من ذهب أحدها فصه زمرد واثنان ياقوت غشيم صاف ورماني كان شراء الفصوص اثني عشر ألف دينار‏....) وقال أحدهم ممن كان يستخرج الكنوز : (  أخرج من الخزائن على يدي أكثر من مائة ألف قطعة ) وطولب المستنصر بالمزيد فأعطاهم ( خريطة فيها نحو من ويبة ، فأحضر أرباب الخبرة من الجوهريين ليقوّموه ، فذكروا أنه لا قيمة له ولا يشتري مثله إلا الملوك ، فقومت بعشرين ألف دينار.. ). وفرقوها على الأتراك. ( وأخرج في يوم من خزائن من القصر عدة صناديق فوجد في أحدها أمثال كيزان الفقاع من صافي البللور المنقوش والمجرود شيء كثير وإذا جميعها مملوءة من ذلك وغيره‏.)‏ ( وخرج من القصر خردادي وباطية من بللور في غاية النقاء وحسن الصنعة مكتوب عليهما اسم العزيز ، تسع الباطية سبعة أرطال ماء ويسع الخردادي تسعة أرطال ، دفع فيهما ابن عمار بطرابلس ثمانمائة دينار ) ( وبيع في مدة خمسة عشر شهراً ....ــ سوى ما نهب وسرق مما خرج من القصر ــ ما تحصل من ثمنه ثلاثون ألف ألف دينار ،على أنه بيع بأقل القيم وأنزر الأثمان . وقبض الجند والأتراك جميعها من غير أن يستحق أحد منهم درهماً واحداً منها‏.)‏ ( وأخرج من الحصر السامانية المطرزة بالذهب والفضة وغير المطرزة مما هي مجومة ومطيرة وطفيلة ومصورة بسائر الصور ما لا يحصى كثرة‏. وأخرج من صواني الذهب المجراة بالميناء وغير المجراة المنقوشة بسائر أنواع النقوش المملوء جميعها جواهر من سائر أنواعه شيء كثير جدا ونيف وعشرون ألف قطعة طميم من سائر الأمتعة‏.)‏( ووجد غلف خيزران مبطنة بالحرير محلاة بالذهب خالية من الأواني كانت تسعة عشر ألف غلاف ... ووجد ستور حريرية منسوجة بالذهب تقارب الألف مختلفة الألوان والأطوال... ووجد في خزانة عدة صناديق كثيرة مملوءة سكاكين مذهبة ومفضضة بنسب مختلفة من سائر الجواهر‏.) ‏( وأخرجت حصير من ذهب زنتها ثمانية عشر رطلاً ... وأخرج ثمان وعشرون صينية ميناءً مجرى بالذهب لها كعوب تعلو بها عن الأرض ... قومت كل صينية بثلاثة آلاف دينار فأخذها كلها ناصر الدولة ابن حمدان‏ ( قائد الجنود الأتراك ) . ( ووجد عدة صناديق مملوءة مرايا حديد صيني وغيره من الزجاج الميناء ما لا يحصى كثرة وجميعها محلاة بالذهب المشبك والفضة ومنها ما هو مكلل بالجوهر. ) ( وأخرج من خزائن الفضة ما ينيف على ألف ألف درهم كلها آلات مصوغة مجراة بالذهب فيها ما يبلغ زنة القطعة منها خمسة آلاف درهم مما هو غريب الصنعة فبيع جميعه عشرون درهما بدينار وكانت قيمته خمسة دراهم بدينار‏. وأخرج غير ذلك عشاريات موكبية وأعمدة الخيام وقصب المظال ومنجوقات وأعلام وقناديل وصناديق وبوقات وزواريق وقمطرات وسروج ولجم ومناطق العماريات وغير ذلك ما يجاوز ألف ألف فضة بيعت كما بيع غيرها‏. وأخرج من الشطرنج والنرد المعمولة من أنواع الجواهر والأحجار ومن الذهب والفضة والعاج والأبنوس برقاع الحرير المذهب وغيره ما لا يحد كثرةً ونفاسةً ومن دسوت الفصاد مثل ذلك ومن خرق المنجوقات والمطارد والمظال والأعلام ما لا يمكن وصفه لكثرته مما هو مخمل وحرير ساذج ومذهب فقطع جميع ذلك وبيع‏. ) ( وأخرج من خزائن الطريف ستة وثلاثون ألف قطعة ما بين بللور وغيره‏.‏.) وأيضا عطور فاخرة مصنوعة على شكل تماثيل ، أو بتعبير المقريزى  ( وأخرج من تماثيل العنبر اثنان وعشرون ألف قطعة أقل تمثال منها وزنه اثنا عشر منا وأكبره يتجاوز ذلك بكثير ، ومن تماثيل الكافور ما لا يحد كثرة منها ثمانمائة بطيخة كافور) ومن الفرش قال المقريزى : ( وأخرج من خزائن الفرش أربعة آلاف رزمة خسروانية مذهبة في كل رزمة فرش مجلس ببسطه وتعاليقه وسائر آلاته‏. وأخرج من خزائن الكسوات من التخوت والأسفاط والصناديق المملوءة بفاخر الملابس المستعملة بتنيس ودمياط وبرقة وصقلية وسائر أقطار الأرض ما لا يحد كثرةً ولا يعرف له قيمة‏.)‏ وطالبوا المستنصر بالمزيد عام 461  ( .. فذكر أنه لم يبق عنده شيء إلا ملابسه وقال فابعث من يقوم ذلك ويقبضه فأخرج إليهما ثمانمائة بذلة من ثيابه بجميع آلاتها كاملة قومت وحملت إليه في حادي عشر صفر‏.‏). أى أرغموه على بيع ملابسه .!!

رابعا : ومجوهرات أسرة محمد على

ملأت عشرات الصناديق ، وصادرها عبد الناصر ، وبلا رقيب بيع بعضها فى مزاد علنى عام 1953 ، ثم فى عام 1956 . والباقى أودعوه فى صناديق فى المتحف المصرى ، تحت مسئولية موظفة فى وزارة الثقافة ، لا تستطيع منع أولى النفوذ من الدخول والخروج . وتبعثرت المجوهرات ، وتناساها الناس ، ففى مصر : ( كل شىء فيها يُنسى بعد حين ).!!

أخيرا :

1 ـ إن جعلت المال غايتك فقد إتخذته إلاها . المؤمن العاقل يجعل المال وسيلة  لا غاية . وهو يعلم إن الله جل وعلا حرّم كنز المال ( التوبة 34 : 35 ) .

2 ـ لا بد أن تترك المال أو أن يتركك المال . يتركك المال عندما تخسره . وأنت تترك المال حين تموت .

3 ـ الموت هو الفيصل فى موضوع المال . الموت ( صفر ) أو ( عدم ). إن قمت بحق المال ، إكتسبته من حلال وأنفقته فى حلال ، وأخرجت منه حق الله جل وعلا ، ثم عند الموت تركت جنيها واحد فالنتيجة هى واحد على صفر ، يعنى اللانهائية . إن تركت بليون جنيه من السُّحت فالنتيجة عند موتك : بليون فى صفر = صفر .

4 ـ عبادة المال هى أبرز ثقافة الفقر ، وهى التى يقع فيها الأثرياء المجاهدون فى جمع المال ، وهم على مستوى الدولة . وأبرزهم على مستوى العالم ( مافيا المخدرات العادية ، وما فيا المخدرات الدينية : الكهنوت ، ومافيا البترول وصناعة السلاح ) .

5 ـ الفقراء هم ضحايا أولئك البليونيرات الذين يحتكرون الثرة والسلطة ، تراهم من حيث العدد واحد فى المائة من عدد السكان ولكن يحتكرون 99 % من الثروة . وتتضاءل الطبقة الوسطى وهى عقل المجتمع وصمام الأمان فيه . ويتحول معظم الشعب الى مستضعفين فى وطنهم الذى لم يعد وطنهم . ويبقى الحل فى ثورة جياع أو إضمحلال معظم الشعب .

6 ـ هذه هى جناية ثقافة الفقر فيما يخص عبادة المال.!

اجمالي القراءات 5174