أخى الشيخ سعد هنيئا لك شجاعتك فى إظهار الحق. لقد اخترت لنفسك طريق الفوز فى الدنيا والاخرة ان شاء الله تعالى. وادعو الله تعالى أن يجعلك وايانا ضمن الأشهاد على أقوامهم يوم القيامة. وهذا لايكون الا لمن ارتبط بالدعوة الى الحق وعانى فى سبيلها ولاقى العنت ممن يصدون عن سبيل الله تعالى و يبغونها عوجا. يصبح بجهاده السلمى معروفا لديهم ومشهورا وموصوما بشتى الصفات السيئة. بالنسبة لك فقد وصلت الى المرحلة التى تتخذ فيها موقفا من الصلاة مع القوم الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا. غيرنا لا يرى بأسا فى الصلاة معهم ، وبالتالى فله ما يرى طالما هو مستريح لما يسمع من اللهو و اللعب فى بيوت الله وتحت شعار الصلاة.
بالنسبة لنا فالصلاة والآذان والمساجد هى لذكر الله تعالى وحده فلا يصح أن يوضع مع (الله أكبر) اسم بشرـ ولا أن يوضع مع (لا اله الا الله) أو كما يقولون عنها شهادة التوحيد اسم بشر لتكون مثناة ، فشهادة الاسلام واحدة هى ( لا اله الا الله ) ومن قال بها و شهد بها فقد آمن بكل الأنبياء وكل الرسل بدون تفريق بين الرسل.
هم أحرار فيما يفعلون ، ونحن أيضا أحرار فيما نؤمن وفيما نرفض. والصلاة بالذات هى أهم ما نحرص عليه من عمل صالح ولذلك لا بد من الحرص عليها صحيحة فى كيفيتها وفى أوقاتها الخمس وفى الخشوع أثناء أدائها وفى اقامتها تقوى فى القلب وفى الجوارح بعد اداء الصلاة.
من هنا فلا يصح لمؤمن حقيقى الايمان أن يشارك فى صلاة جمعة يسمع في خطبتها افتراء على الله تعالى بالكذب أو تكذيبا لاياته بالأحاديث وبالتأويل. ولقد حرم الله تعالى الجلوس مع من يخوض فى آيات الله ، وألزم المؤمنين بالخروج من تلك الأماكن وإلا كانوا مثل أولئك الخائضين (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) ( النساء 140 ) كما جعل الله تعالى مسئولية الانسان تشمل ما يسمعه ، أى مجرد السمع ( الاسراء 36 ) فكيف إذا ذهب ليسمع الخوض فى آيات الله تعالى و التكذيب بدينه و الجهر بما يسىء الى القرآن و الكذب على الله تعالى ورسوله الكريم ؟؟ واذا كان المؤمن مأمورا باجتناب اللغو و الاعراض عنه والمرور به مرور الكرام فهل يصح أن نذهب بأرجلنا الى ما هو أشنع من اللغو وهو الخوض فى آيات الله واتخاذ آياته هزوا و لعبا ؟ ( الكهف 56 ن 106 )
وليكن معلوما أن الله تعالى قد ذكر لنا فى القصص القرآنى كيف استعمل المشركون مساجد الله تعالى فى الاضلال ( الجن 19 ـ ) ( الكهف 21 )والتآمر والاحتراف الدينى ( التوبة17 ـ ، 107 ـ ) وكيف طردوا منها المؤمنين ( البقرة 114 ) وبينما جاءت كل تلك الاشارات السلبية تحت مصطلح (المسجد ) وإساءة استخدامه بأيدى الملأ والمتحكمين الظالمين فان الله تعالى أشار فى القصص القرآنى الى اضطرار المؤمنين تحت الاضطهاد الى الصلاة فى بيوتهم خوفا ( يونس 87 ) كما قال عن المساجد الحقيقية أنها بيوت وليست مساجد ( النور 36 )
وليكن معلوما أيضا أن السعى لصلاة الجمعة هو سعى لها حين تكون ذكرا لله تعالى ـ فى خطبتها وأذانها وفى الصلاة. وليس كما يحدث الان اذ تتحول الى مهرجان يخدم الدين الأرضى وأتباعه و نظام الحكم القائم أو الطامحين لنظام حكم دينى سياسى آخر . ان الله تعالى يقول يخاطبنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّه