حواري الصحفي الخيالي مع اقدم اطار بوزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية؟

مهدي مالك في الإثنين ١٣ - مايو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

   

  

حواري الصحفي الخيالي مع اقدم اطار بوزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية؟

مقدمة  متواضعة                                           

قد وصلنا الان الى مرحلة من حرية التعبير و الراي طبعا مع احترامي للثوابت الكبرى للمغرب من قبيل الملكية و الاسلام و الوحدة الوطنية ....

غير ان الاسلام قد تحول منذ الاستقلال الشكلي كما يسميه البعض الى دين يقدس العروبة و القراءة السلفية لهذا الدين العالمي و الى دين يحتقر الخصوصيات الوطنية مثل  الامازيغية بشموليتها كانها لم تكن في يوم من الايام هوية اسلامية بمفهومها العلماني المغربي كما شرحته مطولا في كتابي و في العديد من مقالاتي المنشورة في موقع اهل القران  بالولايات المتحدة الامريكية أي تم فصل الفصل التام بين الامازيغية و الاسلام خلال هذه العقود الماضية بغية خدمة مشروع التعريب الشمولي الذي اعتمد عليه المخزن و حركته الوطنية كما تسمى ..............

قد حاولت طيلة سنوات من الكتابة و النشر ابراز ان الامازيغية بشموليتها ليست عدوة للدين الاسلامي الحقيقي الذي دعا الى مكارم الاخلاق و الى المساواة بين المسلمين   بغض النظر الى  لغاتهم و ألوانهم كما يقول الله تعالى في كتابه العزيز.........

 غير ان الاعراب قد قاموا بتشويه هذه الرسالة العالمية منذ وفاة الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم الى الان حسب اعتقادي المتواضع أي ان الاعراب رجعوا الى جاهليتهم الاولى فجعلوها من صميم الاسلام الحقيقي من قبيل غزو اراضي الغير تحت ذريعة نشر الاسلام و سبي النساء أي اغتصابهم بلغة عصرنا الحالي الخ من هذه التقاليد الجاهلية العربية لكنها اصبحت من صريح الاسلام احب من احب و كره من كره......

ان كل هذا الارهاب و هذا التطرف سببه او اسبابه راجعة الى التاويل  السلفي للدين الاسلامي بجعله دين يقدس الماضي و العروبة بشموليتها حيث هنا لا اقصد انني اعادي العرب كجنس من بين الاجناس الاخرى او انني اعادي  العربية كلغة التي اكتب بها الان  ....

انني لست ضد وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية باعتبارنا نعيش في بلد اسلامي يحكمه الملك بصفته امير المؤمنين حسب الوثيقة الدستورية الحالية............

 لكنني  بالمقابل لاحظت طيلة سنوات من الكتابة و النشر ان هذه الوزارة تعادي الامازيغية بشموليتها بصريح العبارة منذ الاستقلال الى الان بالرغم من المكاسب المحققة لصالح الامازيغية منذ خطاب اجدير الى محطة ترسيمها في دستور 2011 و بالرغم من ان الملك هو قرر هذه القرارات التاريخية لصالح هوية المغرب الاصلية الى حد اليوم  ...................

لكن هذه الوزارة لم تفعل أي شيء ذا قيمة جوهرية لفائدة الامازيغية منذ سنة 1956 الى الان بكل الصراحة و الموضوعية باعتبارها داعمة لايديولوجية الظهير البربري المسيرة لحقلنا الديني الرسمي حاليا حسب رايي المتواضع و داعمة للوهابية و اخواتها منذ سبعينات القرن الماضي الى الان من مجموعة من المؤشرات الدالة على ذلك من قبيل رفض تحديث الخطاب الديني و التمسك بمنهج السلف الصالح الخ من هذه المؤشرات الدالة .....

هناك طرح اخر يتمثل في وجود اسلام امازيغي لكنه تعرض للتغييب و الطمس من طرف المخزن عقود من الزمان لصالح اظهار ان اهل فاس على الخصوص   يمثلون الاسلام الرسمي بالمغرب و يمثلون التراث الاسلامي الاصيل عبر الطرب الاندلسي بينما ان الامازيغيين لا يمثلون الاسلام الرسمي و لا يمثلون التراث الاسلامي الاصيل على الاطلاق باعتبارهم دعاة الفوضى و الجاهلية علما ان الامازيغيين قد كتبوا صفحات خالدة من المقاومة المغربية الحقيقية في منطقة الريف الجريح حتى الان و منطقة الاطلس الكبير  و منطقة الاطلس المتوسط الخ من مناطق الامازيغيين الذين كانوا في الصفوف الاولى لمقاومة الاستعمار المسيحي....................

و بينما ما تسمى بالحركة الوطنية ظهرت في سنة 1930 لمعارضة ترسيم العرف الامازيغي عبر ظهير 16 ماي 1930 الوطني كما اسميه شخصيا باعتباره لم يدعو اطلاقا الى تنصير الامازيغيين الخ من اكاذيب الحركة الوطنية بل دعا الى تنظيم المحاكم العرفية أي الى تنظيم شيء اصيل عندنا باعتبارنا مجتمع امازيغي مسلم.......

انني ساحاول من خلال هذا الحوار الخيالي مع اقدم اطار بوزارة الاوقاف و الشؤون العروبية كما اسميها ابراز ان هذه الوزارة تحتقر الامازيغية بشموليتها و تحاول اخفاء الحقائق التاريخية و الاجتماعية للامازيغيين ...........................

 

الى صلب الحوار الخيالي                          

يشرفني مع حلول شهر رمضان المبارك ان اجري هذا الحوار الصحفي مع الاستاذ محمد السوسي بصفته اقدم اطار في وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية منذ سنة 1956 الى سنة 1990 ثم هجر الى الولايات المتحدة الامريكية للعمل من اجل تصحيح صورة الاسلام في الغرب المسيحي و عمل ايضا كمناضل امازيغي هناك و الاستاذ محمد السوسي له كتب حول الاسلام الامازيغي و تدبير الشان الديني بالمغرب و يعيش بين المغرب و امريكا .

سيدور هذا الحوار الصحفي مع  ضيفنا الكريم حول تجربته كاطار في هذه الوزارة الغنية و اراءه المختلفة .....

السؤال 1 من هو الاستاذ محمد السوسي ؟                                              

الجواب 1 انني ابن  مدينة تنغير بالجنوب الشرقي حيث ولدت سنة 1930 في اسرة المقاومة و العلم الشرعي حيث حافظت القران كاملا في سن 14 عام ثم اصطحبني جدي الفقيه الى جامع القرويين بفاس قصد دراسة العلوم الشرعية بهدف ان اصبح فقيها او عالما يشرف عائلتنا الكبيرة بتنغير ...

و عندما كنت في جامع القرويين بفاس سنة 1945 كان الفقهاء هناك يطلقون الاتهامات تجاه الامازيغيين بالكفر و العمالة للفرنسيين الخ من اكاذيب اهل فاس انذاك بمعنى انني كنت صغير يبلغ من العمر 15 سنة أي عشت في هذا المناخ المعادي لكل ما هو امازيغي و المشجع للعروبة و للسلفية الدينية .............

قد كنت اسمع انذاك ان معظم الاسر الفاسية ترسل ابناءها الذكور الى المدارس العليا بفرنسا بينما نحن كابناء الهوامش الامازيغية ندرس خرافات السلف الصالح لنصبح اغنام في يد المخزن بعد سنة 1956 بغية ان لا نقول شيئا او ان لا نطالب بحقوقنا السياسية او الثقافية انذاك .......

بعد جامع القرويين اتجهت في دجنبر 1956 صوب مقر وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية بعد عودة المغفور له الملك محمد الخامس الى ارض الوطن حاملا معه مشعل الاستقلال و الحرية كما يقال لنا انذاك...

 فتم تعييني اطار في هذه الوزارة حيث بدات مساري الاسود في الدفاع عن العروبة و عن اسلام المخزن حيث ان عملي كان يهدف الى تحرير قرارات الوزارة و زيارة المساجد لمراقبة أئمتها و خطب الجمعة الخ من هذه المهام الحساسة منذ ذلك الوقت الى الان لان السلطة تستغل الدين لاغراضها الخاصة  و تيارات الاسلام السياسي تستغل الدين لاغراضها الخاصة كذلك...

السؤال 2 كيف وجدت حقلنا الديني الرسمي وقتها ؟                                   

الجواب 2 ليس هناك أي فرق بين الامس و اليوم في هذا الموضوع على الاطلاق حيث عندما استقل المغرب اتجهنا نحو احضان المشرق دينيا و سياسيا حتى اصبحنا شعب اخر غير الشعب المغربي المتميز باسلامه المعتدل و المتسامح مع الغير حيث كان اجدادي في مدينة تنغير يعيشون مع اليهود الامازيغيين في سلام و في وئام ..

غير ان منذ الاستقلال قام المخزن بصياغة هوية اسلامية جديدة للمغاربة تعتمد على العروبة و الاسلام المخزني و على تقديس اهل فاس و تراثهم و تحقير الامازيغيين و تراثهم تحت ذريعة ان تراثهم هو تراث جاهلي يدعو الى السيبة و الى معاداة الاسلام عبر خرافة الظهير البربري التي اصبحت بعد سنة 1956  حقيقة مطلقة لا يجوز مجرد التشكيك فيها في السر و بالاحرى في العلن انذاك امام رموز الحركة الوطنية من قبيل المرحوم علال الفاسي و المرحوم المكي الناصري بمعنى انني كنت وقتها مجرد عبد مطيع للوزارة أي كنت اسافر عبر ربوع المغرب لمراقبة المساجد و أئمتها في كل فصول السنة و كنت احضر كذلك في  الدروس الحسنية الرمضانية بجانب وزير الاوقاف و الشؤون الاسلامية بغية تحرير التقارير حولها..........

السؤال 3 متى ادركت ان ما يسمى بالظهير البربري هو مجرد اكذوبة سياسية ؟

الجواب 3 منذ بداية عملي بالوزارة أي في دجنبر 1956 حيث ظلت اسمع دون ان اتكلم طيلة فترة طويلة باعتباري اخاف فقدان هذا العمل الضامن للعيش الكريم في العاصمة الادارية الرباط مع الامتيازات العديدة من قبيل السيارة و السكن في الفيلا الكبيرة الخ لكن عقلي هو غير راضي على هذا الصمت على الاطلاق و كذا قلبي .................

و عندما ازور المناطق الامازيغية في العقود الماضية اجدها لم تستفيد من ثمار هذا الاستقلال نهائيا و عندما اتحدث مع ائمة مساجدها يقولون لي ان مناطقنا تعاني من الحيف و من الاقصاء بسبب المخزن خصوصا في منطقة الريف و منطقة الجنوب الشرقي الذي انتمي اليه..

و لن انسى ابدا ما قاله لي احد الفقهاء بمنطقة الريف سنة 1959 حيث قال بالحرف اننا اصبحنا لا نتوفر على الشرف او على الكرامة بعد احداث سنة 1958 و سنة 1959 حيث اصبحت نساءنا و بناتنا عرضة للاغتصاب من طرف جنود المخزن فبالله علبك اي اسلام هذا الذي يستحل اعراضنا في عز النهار ؟

السؤال 4  هل حاولت الاتصال باحدى الجمعيات الامازيغية وقتها ؟              

الجواب 4 صراحة لا لانني لم اكن اعرف بوجودها اصلا ببلادنا الا بعد مغادرتي لوزارة الاوقاف و الشؤون العروبية كما تسميها سنة 1990 و لانني لم ابحث عن احد يرشدني اليها بحكم عملي الكثير و سفري الكثير عبر ربوع الوطن و خارجه ابتداء من سنة 1977 لتاطير الجالية المغربية دينيا لكن وفق ما يريده المخزن ترسيخه أي العروبة و اسلامه.......................

السؤال 5 ما الذي جعلك تفكر في الهجرة الى امريكا سنة 1990 ؟                

الجواب 5 انني قد قررت اولا تقديم الاستقالة من الوزارة سنة 1989 للكثير من الاسباب الموضوعية من قبيل لم اعد ارغب في لعب دور المدافع عن اسلام المخزن و عن طربه الاندلسي باعتباري امازيغي مسلم ..

و بالاضافة الى ان المذهب الوهابي قد دخل المغرب منذ سبعينات القرن الماضي بمباركة من المخزن نفسه لمواجهة المد اليساري  أي انني لا اريد ان اصبح عبد مطيع لشيوخ  الوهابية سواء في السعودية او في المغرب لان الوهابية هي خراب الاوطان و المشاريع الديمقراطية في عالمنا الاسلامي بشهادة الواقع المعاش الان .............

فهجرت الى الولايات المتحدة الامريكية في مارس 1990 حيث استقرت في العاصمة الامريكية عند ابن عمي الاستاذ ماسين السوسي الذي هو كاتب و باحث اسلامي معاصر أي لا يؤمن الا بالقران الكريم و له كتب و دراسات متميزة حول الاسلام و العلمانية اذ يقول لي حين كنت في المغرب تعالى  الى امريكا لتعمل معي ككاتب بالعربية في مجلة التنوير الاسلامي .........

السؤال 6 هل تاتي الى المغرب ؟                                                                    

الجواب 6 بالطبع انني ازور المغرب في كل سنة ثلاث مرات مثل شهر رمضان و عيد الاضحى و فصل الصيف بغية التواصل مع اصدقائي القدماء في الوزارة و بهدف معرفة اخبار البلاد في بدايات عقد التسعينات غير انني توقف على زيارة المغرب لظروف قاهرة ساشرح لك  .....

  السؤال 7 عندما كنت في وزارة الاوقاف ما الذي يجعلك تشعر بالاهانة و ألام ؟

الجواب 7 لقد عملت في هذه الوزارة مدة تكفي للاجابة على سؤالك المهم حيث ان توجهات الوزارة لم تتغير بخصوص المسالة الامازيعية على الاطلاق و كنت اسمع تصريحات تحتقر الامازيغيين و الامازيغية على طول الخط و كنت احاول ان اظهر بمظهر امازيغي خاضع لتعاليم مسؤولي الوزارة غير انني اشعر بالاهانة عندما اصبح لوحدي في منزلي الفاخر ................

انني استحضر واقعة وقعت في دوار نواحي اقليم تنغير سنة 1980 حيث خاطب امام مسجد  الدوار خطبة عيد الاضحى بالامازيغية فمباشرة اتصل المندوب هناك بالوزارة بالرباط قصد اعمال الاجراءات الضرورية ضد هذا الامام فأرسلني  الوزير الى هناك مع الامن الوطني قصد اعتقال  هذا الامام العاصي لاوامر المخزن حيث شعرت بالحزن الشديد تجاه هذه الواقعة .

و قال لي احد مسؤولي الوزارة و هو من مدينة فاس للاشارة حيث يقول ان المغرب هو بلد عربي منذ ما سماه بالفتح الاسلامي و ان العربية هي  لغة القران الكريم و لغة اهل الجنة بينما ان البربرية كما سماها هي لهجة حقيرة تتحدث بها أناس في الجبال و هم بعيدين عن الاسلام و قيمه الاصيلة و نحن كاهل فاس نملك الاسلام الصحيح وفق منهج السلف الصالح ..............

السؤال 8 ما رايك في حقلنا الديني الرسمي  الان ؟                                    

الجواب 8 يا الاخ مالك ان الجواب على هذا السؤال لا يحتاج الى الكثير من العناء فدار لقمان مازالت على حالها أي الوزارة مازالت تدافع  عن العروبة و مازالت تحتقر الامازيغية بشموليتها الان من مجموعة من المؤشرات الدالة على ذلك من قبيل عدم كتابة حروف تيفيناغ على واجهات الوزارة و من قبيل استمرار خطباء الجمعة في احتقار الامازيغية بشموليتها من خلال خطبهم و دروسهم و من قبيل تخلف نخبتنا الدينية الرسمية عن الامازيغية باعتبارها صلب هويتنا الوطنية كما قال الملك محمد السادس في خطاب 9 مارس 2011 و باعتبارها اصبحت لغة رسمية في الدستور مع وقف التنفيذ بحكم مجموعة من الاسباب مثل ان المخزن حاليا لا يريد باي حال من الاحوال تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية الان و تيارات الاسلام السياسي كذلك .........................

و بعيدا عن موضوع الامازيغية فان حقلنا الديني الرسمي اصبح متجاوزا بكل الصراحة باعتباره مازال يعيش على اوهام و خرافات السلف الصالح كما يسمى عندنا علما ان الاسلام لا يستحق هذا التخلف حيث انني اعيش في امريكا و اتواصل مع المسيحيين و اليهود الخ حيث يقولون لي ان دينكم الاسلامي اصبح رمزا للتطرف و الارهاب  في العالم الغربي ...

و خلاصة القول ان حقلنا الديني الرسمي يحتاج الى الكثير من الاشياء ليكون في مستوى التحديات المطروحة على ديننا الاسلام من قبيل تحديث خطابه و اعادة قراءة القران الكريم قراءة معاصرة .....................

السؤال 9 ما رايك في التنوير الاسلامي ببلادنا ؟                                        

الجواب 9 يستحيل ان نمشي في مسار ناجح للتنوير الاسلامي كما تسميه مع تخلف نخبتنا الدينية و مع وجود تيارات الاسلام السياسي التي اصبحت لها نفوذ مخيف داخل الدولة و المجتمع كأن المغرب يمشي على خطى السعودية دينيا حيث عندما كنت في المغرب الصيف الماضي اصبحت اسمع و ارى انتشار التقاليد الدخيلة من قبيل اللباس الافغاني للنساء و فتاوى شتى مما يعني ان اغلبية المجتمع المغربي هي مناصرة لهذه التيارات لكنها بالمقابل تعارض التنوير و رموزه المعروفة ببلادنا حاليا لان المخزن فتح الابواب امام الغزو الوهابي منذ سبعينات القرن الماضي بهدف مسخ هويتنا الامازيغية الاسلامية كما تسميها في مقالاتك المنشورة في موقع اهل القران .....................

اننا في الماضي لا نتوفر اية حرية في التعبير عن اراءنا البسيطة حول الامازيغية او حول اسلام المخزن ............

السؤال 10 متى اهتمت بالاسلام الامازيغي بالضبط ؟                                 

الجواب 10 هذه قصة طويلة بدات منذ اعتقال الامام الذي خاطب خطبته بالامازيغية حيث حكم ب 20 سنة بتهمة احياء الظهير البربري و بتهمة تهديد الامن الروحي للمغاربة حيث شعرت انذاك أي في سنة 1980 بحزن عميق في قلبي فطلبت العطلة الاستثنائية من الوزارة تحت ذريعة ان زوجتي مريضة..

 و قبلت الوزارة طلبي و سافرت الى دوار الامام المعتقل في اقليم تنغير بهدف تحقيق سري حول الموضوع مع ساكنة هذا الدوار الذين قالوا لي ان امامهم لم  يفعل أي شيء حتى يستحق عليه هذه العقوبة الثقيلة حيث نحن امازيغيين مسلمين نرغب في سماع خطب الجمعة و العيدين بلغتنا الاصلية...

اننا اناس فقراء بهذا الدوار لا نتوفر على الطرق او لا على التيار الكهربائي الخ من هذه الضروريات علما ان اباءنا و امهاتنا قاوموا الاستعمار الفرنسي بالسلاح و بالشعر الامازيغي نعم بالشعر الامازيغي الذي يحمل معاني الوطنية الخالصة و التشبث بالدين الاسلامي أي ان لغتنا الاصيلة ليست ضد الدين الاسلامي كما تقول وزارتكم الموقرة  ...

و بعد سماع هذا الكلام البليغ قررت ايصاله للوزارة باية طريقة كانت حيث رجعت الى الرباط بعد قضاء العطلة الاستثائية مع عائلتي الكبيرة في دوارنا المتواجد في اقليم تنغير كذلك..

 ثم ذهبت الى العمل بالوزارة و تحدثت مع اصدقائي هناك فنصحوني بعدم التكلم مع الوزير حول هذا الموضوع لانه سيطردك من  الوزارة و ربما سيقرر سجنك الخ من هذه المخاطر وقتها أي في  عز سنوات الرصاص ....

و بعد هجرتي الى امريكا سنة 1990 فكرت في كتابة كتاب بالعربية حول الاسلام الامازيغي بتعاون مع ابن عمي ماسين الذي يملك مجلة  التنوير الاسلامي و هكذا كتبت كتابي و طبعته في امريكا سنة 1992 ثم قمت بالزيارة الى المغرب في شهر رمضان ذات السنة حيث طبعا ذهبت الى مقر الوزارة لارى الوزير وقتها بدون ذكر اسمه طبعا حيث كان الغرض من هذا اللقاء هو تسليمه كتابي.

و فعلا تم هذا اللقاء بيننا لكنه مر في اجواء الشجار و الصراخ حيث قال الوزير لي ان كتابك يستحق ان يرمى في النار باعتباره يريد اعادة احياء الظهير البربري الاستعماري و باعتباره يريد القضاء على الاسلام و مبادئه....

 و قلت له بشكل مباشر تقصد اسلامكم المخزني الذي يقدس العروبة كنعرة جاهلية قبل الاسلام لكنها اصبحت في العهد الاموي هي الاسلام الحقيقي أي الهجوم على اراضي الغير و استحلال الدماء و الاعراض و فرض التعريب بكل ابعاده السياسية و الهوياتية علينا باسم الاسلام.

و بعد ذلك اللقاء بايام قليلة تم اعتقالي بتهمة اهانة وزير الاوقاف و الشؤون الاسلامية حيث قضيت في السجن 3 سنوات بالتمام و الكمال مع التعذيب اليومي حتى اصبحت مريضا نفسيا الخ .......

و بعد خروجي من ذلك السجن الرهيب رجعت الى امريكا مع زوجتي و اولادي الثلاث سنة 1996 حيث لم ازور المغرب الا سنة 2004 عندما سمعت  من قناة الجزيرة القطرية خبر مفاده خروج ترجمة معاني القران الكريم الى الامازيغية حيث كم فرحت غاية الفرح بهذا الانجاز العظيم ....

 فقررت زيارة بلادي المغرب في عهد الملك محمد السادس حيث ان الحق يقال انني وجدت التغييرات في مغرب صيف 2004 بالمقارنة مع سنوات العهد السابق لكنني وجدت نفس الجمود و احتقار الامازيغية بشموليتها  لدى وزارة الاوقاف و الشؤون العروبية كما تسميها حيث حضرت في احدى محاضرات الوزارة في مدينة فاس حول الهوية المغربية بدعوة من احد الاصدقاء حيث لاحظت تغييب الامازيغية بشكل تام مع استحضار خرافة الظهير البربري أي هذه قصتي مع الاسلام الامازيغي باختصار شديد .....

 كلمتك الاخيرة                             

شكرا الاخ مالك                                          

تحرير المهدي مالك                                               

 

 

 

اجمالي القراءات 4026