جدل واسع حول الطهارة عند تشغيل القرآن بالأجهزة الإلكترونية

في الثلاثاء ٠٦ - سبتمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

انقسمت آراء علماء سعوديين بين وجوب وعدم وجوب الطهارة عند مس الأجهزة الإلكترونية التي يظهر على شاشتها القرآن الكريم.

ورأى الداعية محمد المنجد أن لمس التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية أثناء وجود صوت أو صورة القرآن الكريم، جائز للمتطهرين فقط.

وتابع، في رسالة وضعها على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “الذي خلصنا إليه بعد مباحثة مع الشيخ عبد الرحمن البراك قبل قليل؛ أن القرآن إذا ظهر على الشاشة صار للجهاز حكم المصحف (الطهارة للمس)؛ فإذا اختفى زال الحكم”، حسب صحيفة “الحياة” اللندنية 6 سبتمبر/أيلول.

لكن الداعية الشيخ سعيد بن مسفر عارض رأي المنجد، وقال: “هذا كلام غير صحيح وغير دقيق؛ لأن القرآن في الأجهزة ليس مكتوبًا، بل هو في ذاكرة الجهاز. والذاكرة كهربائية. والقرآن فيها يشبه القرآن في صدر المسلم الذي إذا كان على جنابة يجوز الاستماع له؛ لأنه في ذاكرته، وهو مثل ذاكرة الرجل”.

واعتبر أن هذه الأجهزة تكون بحكم المصحف إذا شُغِّل ملف القرآن فيها وقت دخول الحمام بالجهاز مثلاً، لافتًا إلى أن المقصود بقوله تعالى (لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) هو المصحف المكتوب فقط، لا أجهزة الاتصالات.

وأكد عضو هيئة كبار العلماء قيس المبارك أن “الجوالات والأجهزة التي لها ذاكرة يمكن بها عرض سور القرآن الكريم، لا يجري عليها حكم المصحف من حيث حملها ومسها؛ فالذاكرة أشبه بمكتبة مليئة بالكتب والبرامج وغيرها. وحملها جائز، وهو مما عمَّت به البلوى، ولا يُمكن التحرز منه”، مضيفًا أن تحريم حمل هذه الأجهزة يوقع الناس في حرج.

وذكر الشيخ خالد المصلح أن لأهل العلم المعاصرين في هذه المسألة قولين؛ فمنهم من رأى أن هذه الأجهزة الحاسوبية وشبهها لا يثبت لها حكم المصحف في وجوب الطهارة عند لمسها، سواء وفت ظهور القرآن على شاشتها أو لا؛ لأن ما فيها من القرآن محفوظ بصيغة رقميــة، وما يظهر على شاشاتها يشبه انعكاس صورة القرآن في المرآة.

وهناك من رأى أن هذه الأجهزة الحاسوبية وشبهها، لها حكم المصحف في وجوب الطهارة لمسها وقت ظهور القرآن على الشاشة؛ فلا يمسها إلا طاهر.

ورجَّح المصلح القول الأول؛ “فلا تجب الطهارة للمس هذه الأجهزة مطلقًا؛ لأنها ليست مصاحف”.

اجمالي القراءات 4524