واحدة من أهم – معضلات – الفهم لدين الله العظيم لدى المسلمين هي اختزال الدين في شخص النبي محمد عليه السلام ! لذلك فعند المسلمين أو غالبيتهم أو الإسلام هو الدين الذي آتى به خاتم النبيين عليه و عليهم السلام ! و هذا خطا إستراتيجي ترتب عليه فهم خاطئ للإسلام و لو تدبر قول الحق جل و علا : ( إن الدين عند الله الإسلام ) فكل دين من الله جل و علا هو الإسلام و تسلسلت الوصايا التي أوصى به الأنبياء السابقين مؤكدين على أن الدين الذي أتوا به هو الإسلام فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام يوصي بنيه ( إسماعيل و إسحاق ) و حفيده ( يعقوب ) بأن لا يموتوا إلا و هم مسلمون : ( و وصى بها إبراهيم بنيه و يعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون ) و طبقا لهذه الوصية و قبل أن يموت الحفيد يعقوب و ليسلم الوصية لأبنائه و يتأكد من إيصالها لهم قال لهم و هو على فراش الموت : ما تعبدون من بعدي ؟ و ردوا عليه بالقول : نعبد إلهك و إله آبائك إبراهيم و إسماعيل اسحاق الها واحدا و نحن له مسلمون .
و حواريو عيسى عليهم السلام ردوا عليه – عليه السلام – جوابا لسؤاله : من أنصاري إلى الله ؟ هذا السؤال المباشر و الواضح جاء بعد إحساسه عليه السلام بالكفر منهم فكان جوابهم : نحن أنصار الله آمنا بالله و أشهد بأنا مسلمون .
حتى الجن منهم مسلمون و منهم القاسطون فقد قالوا : ( و إنا منا المسلمون و منا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ) .
مقال اليوم هو خطاب الحق جل و علا لبني آدم هذا الخطاب الذي تتجى فيها كل سبل السلامة ما أروعه من خطاب و ما أجلها من وصايا هذه الوصايا من الله جل و علا لبني آدم و نركز على ( بني آدم ) دلالة على عالمية هذه الوصايا لبني آدم فهي ليست مخصوصة لبعض بني آدم حاشا و كلا فالعادل الرحيم جل و علا خالق البشر جميعا من آدم عليه السلام إلى آخر بنيه قبل يوم الحساب فماذا يقول جل و علا لبني آدم ؟
( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سواتكم و ريشا و لباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ) نتأمل خطابه جل و علا في جزئية : و لباس التقوى ذلك خير فكل بني آدم من يتقي الله جل و علا فقد عمل بوصيته سبحانه فالتقوى لباس و قد تعرّى من لم يتق الله جل و علا و إن لبس اللباس و الريش .
يوصينا الله جل و علا نحن بني آدم بأن لا يفتننا الشيطان مذكرا إيانا بما فعله مع أبوينا من قبل حيث يقول سبحانه : (يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون ) نلاحظ أن الفيصل هنا هو ( الإيمان ) الإيمان لكل بني آدم فمن يؤمن من بني آدم فلن يكون للشيطان توليه عليه .
و عند كل مسجد أمرنا الله جل و علا أن نتزين لاحظ عند كل مسجد و الخطاب لكل بني آدم فالمسجد هنا ليس بالضرورة هذا البناء بل هو كل مكان في أرض الله الواسعة أتخذها أي من بني آدم ليسجد لله عز و جل يقول جل و علا : (يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ) الأمر لم يقتصر على التزين عند كل مسجد بل عدم الإسراف – لاحظ من الذي يسرف اليوم ؟ و نحن على مشارف رمضان ! لاحظ من الذي يتعامل مع بقايا الطعام ليعيد تجهيزيها و توزيعها على الجوعى – إبحث في اليوتيوب و تجد الجواب – و يا حسرة على من بين أيديهم هذه الوصايا و لم يعملوا بها كما لا نغفل أن الخطاب لبني آدم .
التقوى و الإصلاح هما الفيصل في دخول الجنة لكل بني آدم هذا قول الله جل و علا بعيدا عن إختزال الدين في شخص نبي ما نتدبر قول الله جل و علا : ( يا بني ادم اما ياتينكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
أخيرا عهد الله جل و علا لبني آدم بأن لا يعبدوا الشيطان و هذا العهد هو عهد الله إلى بني آدم هذا العهد هو الفطرة السليمة في كل قلب و عقل بني آدم – و الله أعلم عن كيفيه العهد – يقول جل و علا : (الم اعهد اليكم يا بني ادم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين ) .