مرحباً رمضان ... شهر البخاري والغفران

موسى إبراهيم في الأحد ٢١ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

يقول الله تعالى: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)) ص.

ويقول تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ (106)) يوسف.

بدأ شيوخ الضلال والفتنة على شاشات الشيطان ومواقع الإفك والإفتراء على الله تعالى، حديثهم عن فضائل شهر رمضان ... لا مرحباً شيطان  

يعتقد المؤمن المشرك الذي لا يكتفي بالقرآن الكريم كتاباً أنّه ليس مشركاً وأنه مُخلصٌ الدين لله تعالى وأنه يعمل الصالحات وأنه سيدخل الجنة، ويعتقد أن رمضان هو شهر "الرحمة والغفران" ويعتقد أنه فقط في هذا الشهر عليه أن يتصدق وينتهي عن أذى الناس وهو صائم، وأن يصبر ويقول إذا أزعجه أحد: "اللهم إني صائم"، وأن عليه أن يختم القرآن وأن يُغنّيه وأن يطرب بسماع العفاسي في الصباح بدلاً من الأغاني الفاسقة الفاجرة لفيروز،  فهو في شهر التكفير عن المعاصي والذنوب وأن الملائكة الحفظة مستيقظة في رمضان وتسجل أعماله.

ويعتقد طبعاً أنه من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وما صار وما سوف يصير وما لن يصير وما ربما يصير، طبعاً ليس مهماً نوع الذنب. حتى لو كان الذنب تفجير مجمع تجاريّ وقتل 35 بريئاً يا "رسول الله" البخاريّ؟ نعم، وسوف يدخل الجنة من باب الريان الذي لا يدخله إلاّ الصائمون.

وطبعاً عليه في هذا الشهر العظيم الجليل أن يقوم الليل ويقرأ القرآن الكريم وبعضاً من سير الأولين ورياض الصالحين وأن لا ينسى كتاب البخاري العظيم، وأن لا ينسى تجويد القرآن الكريم، الذي يحتاج إلى تحسين، بلحن كبار المُجَوّدين، لأن القرآن شفيعه يوم القيامة كما هو الصيام، يقول رسولهم محمد البخاري والذي صحّحه مساعد رسولهم الشيخ الألباني: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب، إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه؛ فيشفعان". فعلى المؤمن أن يخشع في الأحاديث وأن يتدبرها كلمةً كلمة وفي السياق مع غيرها من الأحاديث، وأن يفهم كيف أن غناء القرآن يكون يوم القيامة شفيعه عند الرحمن. وعلى المؤمن أن لا ينسى أن كل أعمال ابن آدم له إلاّ الصّيام فهو لله والله يجزي به .... وذلك مذكورٌ في الصحيحان.

فشهر رمضان هو أفضل الشهور عند الله تعالى من بين ال 12 شهر في السنة ويجب على المسلم التّقي المؤمن الورع الذي يخاف الله والبخاري أن يستغل شهر الطاعات العظيم وأن يستغل كل يوم فيه في العبادة وأن يتجنب الكفر والفجور والبخل والكذب، لأنّ أمامه 11 شهراً آخرين يستطيع أن يفعل فيهم كل ذلك، إلا الستة البيض من شوال، والخمسة السود من ذو القعدة وعاشوراء وتاسوعاء ووقفة عرفة التي يغفر فيها الله كل الذنوب ولو كانت كزبد البحر، ما تقدم منها وما تأخر وما خرج وما صعد وما دخل وما نزل.

وعليه أن لا يخاف إذا لم يتعبّد في أول 20 يوم من رمضان فهناك العشر الأواخر، ولكن عليه أن يجتهد أكثر في هذه الأيام وأن يشدّ مئزره ويُيقظ أهله ويُحيي ليله كما كان يقول البخاري خاتم النبيين الذي نزل عليه صحيحه: أن محمداً الذي سبقه، والذي نزل عليه القرآن الذي نسخته الأحاديث، كان يفعل ذلك.

وإذا كان لا يتصدّق في ال 11 شهراً والعشرين يوماً الماضية، عليه الإكثار من الصّدقة في العشر الأواخر، فَيُستحبّ ذلك، فقد ثَبَتَ في الكتب عن البخاري أنه ثَبَتَ عن محمد عليه السلام الذي أُنزل عليه القرآن الذي نسخته الأحاديث، أنّه كان أجود الناس في الخير وكان أجود ما يكون  في رمضان.    

ولكن عليه أن يتحرّى نباح الكلاب في تلك العشر اللّيالي، في الأيام الفردية والأولية فقط، التي لا تقبل القسمة على نفسها ولاعلى غيرها، وإذا لم يسمع صوت الكلاب في إحدى الليالي فتلك إذا ليلة القدر. وإذا لم يستطع التعبّد في العشر الأواخر، فعليه أن يستغلّ ليلة القدر التي يُقبَل فيها الدعاء وتُفتّح فيها أبواب السماء، ويَغفِر الله لعباده كل الأخطاء ..... التي حصلت ولم تصحل والتي لن تحصل.

 أما إذا فاتته ليلة القدر فلا بأس، لأن البخاري في كتابه صحيح البخاري أكّد أن النبي الشفيع المُشفّع أرحم الراحمين، الذي نزل عليه القرآن الكريم الذي نسخته روايات السلف السابقين، أنّه سوف يُغفر لكل المسلمين، الذين يقولون لا إله إلا الله رب المسلمين، وأن محمد هو رسول الله الذي سبق خاتم النبيين، نبي العرب والمسلمين، البخاري العظيم.

وهكذا نجح الشيطان الرجيم عندما وعد ربّ العالمين بأن يُضلّ الناس أجمعين، إلا عباد الله منهم المخلصين، وذلك بخلق غلافٍ إيماني للدين، ظاهره عمل الخير والعبادة بتفضيل شهرٍ في السنة و10 أيام في الشهر ويوم في العشرة أيام، وباطنه ترك الدين والإشراك برب العالمين والإيمان بكتب الأحاديث وغيرها من كتب الدجّالين، وأن يُشعرهم أنهم يعملون الصالحات ويصومون ويُصلّون ويُزكّون، فلو لم يأمرهم الشيطان بذلك لكان من السهل عليهم أن يكتشفوه ثم يجعلوه من المرجومين،  وبذلك كذب على المسلمين الضّالين الذين اتّبعوا خطواته بهجر القرآن الكريم في باقي أيام السنة، واتّبعوا شيوخهم المجرمين، فأصبحوا مُبرمجين وبلا وعيٍ أن الصّيام في رمضان فقط هو الذي ينهى عن الفحشاء والمنكر وأن أخيَر الصدقات تكون في رمضان، وأن أفضل التسبيح والإستغفار في ليلة القدر وأن الله تعالى يقبل منهم ذلك في تلك الأيام وأنه سوف يغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وما سوف يقترفونه في الأيام القادمة. وبذلك كذّبوا القرآن العظيم وإنتظروا شهر رمضان الكريم، كافرين ومُنكرين الساعة التي قد تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون، مؤمنين في عقلهم الباطني أنهم لن يموتوا قبل شهر رمضان ليؤدّوا الطاعة لرب العالمين. 

أقنعهم الشيطان الرجيم باستخدام الدين نفسه من خلال الصدقة والصلاة والصيام، أن يبخلوا وأن لا يصوموا وأن لا يقيموا الصلاة وأن لا يؤتوا الزكاة، إلاّ في شهر رمضان شفيع الإحدى العشر شهراً، والأفظع من ذلك كلّه أنه جعلهم يحسبون أنهم مهتدون وأن الله رب العالمين هو فقط رب المسلمين، وأن الجنّة التي وعد الله تعالى بها المُصلحين المؤمنين هي فقط للمسلمين المشركين.  يقول رب العالمين: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (37)) الزخرف.

ويوم القيامة سوف يُصعقون أنّهم هم أولائك المشركون بما كانوا يفترون هم والأقدمون على الله تعالى الكذب وهم يعلمون، يقول جل وعلا: (ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)) الأنعام.    

وتراهم يُصلّون ولكن لا يُقيمون الصلاة ويصومون على سنّة البخاري ولا يتّقون، ويتصدّقون بما بقي من طعام زائد للفقراء المساكين بعد أن ملؤوا البطون، مُصدّقين أن الله رب العالمين يقبل صدقهتم وأنها كما أمرهم القرآن الكريم، أمّا الحلويات بعد الإفطار فلا تَفسُدُ إذا ما زاد منها، ويمكن أكلها في اليوم التالي فلا داعي أن نُطعم منها المسكين. ثم يُصلّون التروايح لأن إلاههم  فرضها عليهم، عمر، خليفة المسلمين.

ويقول شيخنا الذي يُطلّ علينا عبر شاشة الإخوان المسلمين، شاشة الشيطان الرجيم:

بسم اللاّهي والحمد للاّهي والصلاة والسلام على محمد رسول اللاّهي، أمّا بعد: أهمية تهيئة النفس لرمضان، تلك الفريضة التي فرضها الله على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، تلك فريضة مهمة جداً وعلى الإنسان الذي لم يكن يقرأ القرآن أن يختمه في رمضان وأن يتخلّى قبل أن يتحلّى، فيتخلّى عن المنكر والمعاصي، وأن يغتنم فرصة رمضان في العبادة والتقرب إلى الرحمن وأن يقرأ كتاباً من السنّة ليتفقه في التجويد وقواعد الغنّة.

نقول للشيخ الكريم أنّه من المُضلّين الضالّين وأنّه من أعوان الشيطان الرجيم وأن صيامه وقيامه في الليل على سنة "سيد المرسلين"، يُحبطه الله تعالى لأنه من المشركين، كما قال رب العالمين لمحمدٍ نفسه: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)) الزمر ..... صدق الله العظيم    

اجمالي القراءات 5438