ما الذي يحبه الله جل و علا و ما الذي لا يحبه ؟
الله جل و علا يحب المحسنين : (إن الله يحب المحسنين ) ، سبحانه جل و علا يحب التوابين و المتطهرين : (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ، سبحانه جل و علا يحب المتقين : (فان الله يحب المتقين ) ، يحب الصابرين : (والله يحب الصابرين ) ، يحب المتوكلين عليه : (ان الله يحب المتوكلين ) ، جل و علا يحب من يحكم أن يحكم بالقسط لذا فهو يحب المقسطين : (ان الله يحب المقسطين ) ، جل و علا يحب المطهرين : (والله يحب المطهرين ) ، و من يقاتل في سبيله جل و علا فإنه يحب من يقاتل في سبيله كأنهم بنيان مرصوص يقول جل و علا : (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص ) .
و عليه فإن : المحسن و التواب و المتقي و الصابر و المتوكل عليه و المقسط و المتطهر و الذي يقاتل في الله و في سبيله و مع من يقاتل بذات الهدف كالبنيان المرصوص فكل هؤلاء يحبهم الله جل و علا .
في المقابل فإن الله جل و علا لا يحب :
المعتدين : ( ان الله لا يحب المعتدين ) ، لا يحب المفسدين الذين يسعون في الأرض للفساد : (والله لا يحب الفساد ) ، لا يحب الكفار الأثيم و هي صفة من صفات المرابي يقول جل و علا : (يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار اثيم ) ، لا يحب الكافرين الذين لا يطيعون الله جل و علا و لا رسوله : (فان الله لا يحب الكافرين ) ، و لا يحب الظالمين : (والله لا يحب الظالمين ) ، و في وصية راقية يوصي جل و علا بالإحسان لعدة مئات من المجتمع بدءا من الوالدين و انتهاء بما – ملكت – الأيمان مرورا بـ : ذي القربى و اليتامى و المساكين و الجار الجنب و الصاحب بالجنب و ابن السبيل و عكس الإحسان لهذه الشريحة الكبيرة من المجتمع تجد من يختال و يتفاخر عليهم لذا فهو جل و علا لا يحب المختال الفخور : (إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) ، لا يحب جل و علا الخيانة و الإثم يقول جل و علا : (ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما ) ، لا يحب جل و علا المجاهرة بالسوء و هذه قاعدة و لها استثناء و هم الذين ظلموا – بضم الظاء – يقول جل و علا : (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما ) ، الله جل و علا لا يحب المسرفين : ( انه لا يحب المسرفين ) ، جل و علا لا يحب المستكبرين : (انه لا يحب المستكبرين ) ، الفرح المصحوب بالعلو و الإستكبار و إظهار الغنى الفاحش هذا الفرح عكس الفرح المقرون بشكر الله جل و علا على نعمه لذا قال قوم قارون له : (لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين ) .
الحب مفهوم كبير و واسع جدا و تعلمنا من الدكتور أحمد – حفظه الله جل و علا – أسلوب بلاغي به نفهم مصطلحات القرءان الكريم هذا الأسلوب هو أسلوب المشاكلة و الله جل و علا في قرءانه الكريم يصف نفسه بصفات و يسمي نفسه بأسماء و بهذه الصفات و تلك المسميات تدرك عظمة الخالق جل و علا و يبقى كلامه جل و علا بـأنه : ( ليس كمثله شيء ) فكل شئ له مثل – بكسر الميم – إلا الله جل و علا فهو ليس شئ – تعالى ربنا جل و علا – و بالتالي فليس كمثله شئ .
الله جل و علا يتحدث عن سمات و صفات و ليس أشخاص فالشخص بشر غير معصوم من الوقع في الخطأ و هذا الخطأ نسبي قد يكون ذات الشخص سليم و طيب و مسالم لكنه يرتكب أخطاء هذه الأخطاء قد تكون كبائر وجب عليه التوبة و الإستغفار و عدم الإصرار عليها و قد تكون صغائر و من لا يخلو من الصغائر – اللم – حتى المتقين و الصفوة من البشر الذين سيدخلون الجنة يرتكبون هذه الألمام يقول جل و علا : ( الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة هو اعلم بكم اذ انشاكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ) .