ولاية الفقيه خروج على الإسلام
ولاية الفقيه خروج على الإسلام

في الإثنين ١٢ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

ولاية الفقيه خروج على الإسلام

الرئيس الإيراني السابق "بني صدر" يرفض دور "جلبي إيران"

 ضربة عسكرية قريبا

ولاية الفقيه خروج على الإسلام

"ا" قال الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر في حوار خاص أدلى به لـ"العربية.نت" إنه يرجّح ضربة عسكرية أمريكية لبلاده قريبا، مشددا أنها لن تكون من أجل تغيير نظام الحكم الذي رأى أنه " لن يتمكن الايرانيون من تغييره إلا إذا غيرت واشنطن وتل أبيب سياستهما تجاهه". إلا أنه، وبالمقابل، رفض مبدأ تغيير النظام الإيراني من الخارج ونفى وجود أي علاقات له بالولايات المتحدة ، مما ينفي فرضيات أن يكون "بني صدر" وهو أبرز معارض إيراني بالخارج أحد الذين تعول عليهم واشنطن للتغيير في طهران كما عولت على السياسي أحمد الجلبي في العراق ، كما تكهن معارضون ايرانيون. وتحدث بني صدر عن قضايا إيرانية ساخنة كنظام ولاية الفقيه الذي اعتبره "خروجا على الإسلام"، ومصادر تمويل البرنامج النووي الإيراني وأشياء أخرى. جاء حديث بني صدر لـ"العربية.نت"، والمعروف عنه ندرة إدلائه بأحاديث لوسائل الإعلام، بالتزامن مع احتفالات إيرانية بالذكرى الـ 28 لقيام الثورة الإسلامية التي قادها الخميني عام 1979. ويعتبر "بني صدر" أول رئيس منتخب للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الثورة عام 1979. ونتيجة لتوجهاته الليبرالية التي تعارضت مع توجهات الطبقة الدينية من قادة الثورة، أخفق على مدى 17 شهرا تولى فيها منصب رئيس الجمهورية في التعايش معهم. وبعد ذلك اتهم بالخيانة وتعطيل المجهود الحربي، وأصدر مرشد الثورة آية الله الخميني قرارا بعزله في 27 أيار /مايو 1981، فهرب إلى منفاه الاختياري في فرنسا في نهاية تموز /يوليو 1981. وولد بني صدر عام 1933 وشارك في الحركات الطلابية ضد نظام الشاه في الستينيات واعتقل مرتين وأصيب بجروح خلال الاحتجاجات الطلابية عام 1963 وبعد ذلك هرب إلى فرنسا ولم يرجع إلا عام 1979 برفقة الخميني. وابنته الثانية كانت الزوجة الثانية لـ"مسعود رجوي" زعيم منظمة مجاهدي خلق، والتي انفصلت عن زوجها بعد انفصاله السياسي عن والدها. ضربة عسكرية قريبا وفي حديثه لـ"العربية.نت"، قال أبو الحسن بني صدر إن "إمكانية توجيه أمريكا ضربة عسكرية لبلاده قريبا موجودة ومهمة لأن القوات الأمريكية بالعراق في وضع سئ، والولايات المتحدة تحتاج الآن أن تهاجم إيران لتغطية وضعها الكارثي في العراق والقول إن هجومهم هو بداعي التدخل الإيراني بالعراق". وأضاف "أيضا الحكومة الإيرانية التي تعاني من أزمات عديدة تحتاج لتعزيز وضعها من خلال تلقي ضربة عسكرية لكي تستمر وتعزز وضعها الداخلي ومصداقيتها". إلا أنه استبعد أن تكون الضربة الأمريكية بهدف تغيير النظام الإيراني، معتقدا أنه "إذا كان الهجوم جويا فإن هذا سوف يقوي النظام الإيراني وأما تغيير النظام فيحتاج لهجوم بري وهذا غير ممكن". ويقول إن "مستقبل بلاده مرتبط بتوقف الولايات المتحدة وإسرائيل عن سياستها الجارية الآن، وفي حال أوقفوا هذه السياسة سيغير الإيرانيون النظام ويدخلون مرحلة ساسية أخرى". ولاية الفقيه خروج على الإسلام و"بني صدر"، الذي كان أحد ابرز قادة الثورة الإيرانية وانتخب أول رئيس بعدها، يتمسك بمعارضته للنظام الحالي قائلا إنه نظام حكم يعمل ضد مبادئ الثورة. ويوضح: هذا النظام كليا ضد الثورة وقيمها، أهداف الثورة كانت الحرية والآن لا توجد حريات، وكان من أهدافها الاستقلال والآن إيران كليا معتمدة على السياسات الروسية والصينية والأمريكية وحتى تستمر تحتاج إليهم جميعا، ومن مبادئ الثورة التنمية والتطوير، والآن لدينا مستوى عال من الفساد في الإدارة والمجتمع ولا يوجد تطور أبدا. ولهذا الحكومة الآن هي ضد مبادئ الثورة الإيرانية. وقال إن "مبدأ ولاية الفقيه ضد الإسلام وضد ما جاء في القرآن الكريم، ولا علاقة له بالإسلام وإنما مستمد من الفلسفة اليونانية والاغريقية وفلسفة أرسطو وليس من الإسلام والرسول". ويستطرد معبرا عن بعض آرائه "أعتقد أيضا أن الحجاب ليس مستمدا من القرآن وإنما هو عرف وتقليد والنساء أحرار لتختار وترتدي الحجاب أو تبقى بلا حجاب". "مافيا عسكرية وصناعية" وعن التيارات الموجودة حاليا داخل النظام الإيراني، يقول: هناك مافيا عسكرية وصناعية داخل النظام وهي أهم تيار موجود الآن داخل النظام، ويتبع لهم الحرس الثوري وميليشا الباسيج المؤلفة من الشباب الإيراني، ولديهم دخل النفط. ومقابل هذه المافيا هناك تيارات أخرى، مثل التيار المحافظ وأهم شخص فيه هاشمي رفسنجاني، وهناك تيار إصلاحي بقيادة محمد خاتمي ومهدي كروبي. ولكنهم جميعا ليسوا أقوياء داخل المجتمع الإيراني ويفقدون مصداقيتهم، ولهذا أقول إن النظام الإيرانية لديه أزمات داخلية وخارجية. ووصف بني صدر وضع الاقتصاد الإيراني بـ"السئ جدا"، مشيرا إلى أن "حكومة نجاد استهلكت القطع الأجنبي" وبسبب سياستها الخارجية وأزمتها النووية انقطع الاستثمار في بلاده" على حد قوله. وأضاف أن "النفط والغاز هما مصدر تمويل البرامج النووية وهي مكلف جدا". رفض التغيير العسكري ورغم انتقاده الشديد لنظام الحكم في بلاده، يرفض بني صدر إسقاط النظام عن طريق عمل عسكري خارجي كما يرفض توجيه أي ضربة عسكرية لبلاده . واستطرد "الآن هناك بديل ديمقراطي للنظام فالتيارات المختلفة في المعارضة الديمقراطية تجد مصداقية أكثر اليوم لأن النظام وجماعات معارضة يسارية متطرفة مثل مجاهدي خلق فقدوا المصداقية، إيران لديها بديل ديمقراطي إذا عمل الشعب داخل إيران دون تدخل دول خارجية في إيران". ونفى وجود اتصالات بينه وبين التيار الاصلاحي في النظام الإيراني، معللا ذلك بقوله "باعتبار أن الاصلاحيين يعملون داخل إطار هذا النظام ووفق الدستور الحالي، وأنا ضد هذا النظام كليا، لذلك لا توجد اتصالات مباشرة ومنظمة معهم ولكن هناك تبادل لمعلومات وافكار". ونفى وجود اتصالات له مع واشنطن، وقال "كأول رئيس منتخب في إيران ليس لدي الآن أي علاقة مع الحكومة الأمريكية أو الحكومات الأوروبية، ولدي صلات مع المجتمع المدني داخل إيران فقط". وقال إن "حزب الله في لبنان يمكنه أن يحل مشاكله مع اللبنانيين دون تدخل ايراني ويمكن له أن يقاوم اسرائيل ولديه القدرة على ذلك بدون مساعدة أو تدخل إيراني في لبنان". ويشرف بني صدر على إصدار صحيفة إيرانية في باريس منذ 27 سنة وتسمى "انقلاب اسلامي"، وألف كتبا عديدة في منفاه عن النظام الدميقراطي، والإسلام والتنمية وحقوق المرأة ولدي اتصالات مع تيارات المعارضة داخل وخارج إيران.

اجمالي القراءات 6241