البنوك تصرف 250 دينار لكل مواطن ..والمحال التجارية تفتح أبوابها.. وحل أزمة الوقود والكهرباء
يحتفل الليبيون اليوم الأربعاء بعيد الفطر بينما كان العالم العربي قد احتفل به أمس، عيد ليس كأي عيد، أول عيد بدون القذافي منذ 42 عاماً، العيد عندهم عيدين، فمظاهر الاحتفال بها بدأت بسيارات تجوب الشوارع وطلقات الرصاص لا تنتهي في سماء طرابلس، الاحتفالات يوميا بعد العشاء بالساحة الخضراء وهي أشبه بميدان التحرير في مصر، شباب يغنون النشيد الوطني، ويتبادلون السخرية علي القذافي ويهتفون الله أكبر علي اصوات الموسيقي والأغاني، أغاني الثورة التي باتت في كل مكان، يغنون .. تحية للروح الخفاقة تحية للمدني ورفاقة.. تحية لثورة فبراير تحية للوطن وعشاقه !
ومع العيد بدأت الحياة تعود تدريجياً في العاصمة طرابلس، المدينة التى عاشت أسبوعاً مضي بدون مياة ولا كهرباء ولا وقود، حتي السكان التزموا بيوتهم، لكن أمس الثلاثاء كان مختلفاً، نزل المواطنون إلى الشوارع، وفتحت المصارف ( البنوك) أبوابها، والزحام زاد على المحال التجارية رغم ارتفاع الأسعار فكيلو اللحمة ارتفع سعره من 12 دينار إلى 25 دينار في وقت قياسي، وحركة السيارات في الشوارع باتت طبيعية.
كانت النقطة الأهم أمس هي عودة الشرطة في زيهم الأبيض المعتاد قبل الأحداث يقودون سيارات مديرية أمن طرابلس، لينضموا إلى الثوار، وزير الداخلية الجديد أحمد الظراط عقد مؤتمرا صحفياً ظهر الثلاثاء، أعلن فيه عن بدء تشكيل الغرفة الأمنية العليا، حيث تبدأ أعمالها خلال 24 ساعة باشراف وزارة الداخلية للتنسيق بين الثوار والأجهزة الأمنية، وبين ثوار العاصمة طرابلس والقادمين من المدن الأخري، وتم الاتفاق علي أن يتولي الثوار حماية المنشأت العامة والشخصيات الهامة والمقبوض عليهم من فلول القذافي أو الطابور الخامس كما يسميهم الثوار .
أما بخصوص المشكلة الكبيرة الخاصة بالسلاح المنتشر في كل مكان بشوارع وبيوت طرابلس، فأكد الظراط إن هناك خطة من المجلس الانتقالي لاستيعاب كل من يحملون السلاح ليكونوا نواة في جيش التحرير الوطني أو الأجهزة الأمنية الأخري، وفي نفس الوقت عقد مصطفي عبدالجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي مؤتمراً صحفياً في بني غازي أعطي فيه مهلة حتي السبت المقبل إلى المدن التي لا تزال غير خاضة للثوار للاستسلام وإلا سيتم اقتحامها عسكرياً من الثوار بالقوة.
عثمان محمد الريشي – المتحدث باسم وزاتي المالية والنفط في المجلس الانتقالي، قال للتحرير إن ناقلة نفط تحمل 30 ألف طن من الوقود قد وصلت العاصمة طرابلس، وتم توزيعها علي 52 محطة وقود وتوفرت لها الحماية الأمنية ليتم التوزيع مجانا على المواطنين في غير أوقات الذروة حتي لا يحدث ارتباك بمحطات الوقود نتيجة تدافع المواطنين الذين حرموا من البنزين لمدة طويلة، حيث بدأ التوزيع في المحطات الموجودة على اطراف العاصمة أولا ثم المحطات بوسط طرابلس، وهي نفس المحطات التي شهدت مشاجرات عنيفة وصلت إلى القتل قبل دخول الثوار إلى طرابلس.
كان لافتاً أمس في العاصمة الليبية هو الزحام الشديد علي البنوك، حيث قرر المجلس الانتقالي صرف 250 دينار بحد أقصي لكل مواطن لديه حساب في البنك حتي لو كان لا يمتلك رصيداً، فكانت هناك طوابير من الرجال والنساء في كل المصارف بشوارع طرابلس، محمد الريشي أضاف أيضاً إن اجمالي المبالغ التي صرفتها البنوك وصلت إلى 250 مليون دينار ليبي في عاصمة يبلغ تعدادها 2 مليون مواطن، كما أكد إن هناك مفاوضات في مرحلتها الأخيرة مع بريطانيا لجلب العملة الليبية المطبوعة هناك، وهي الأرصدة التي جمدتها انجلترا وتبلغ قيمتها مليار و100 مليون جنيه ليبي، لا يتبقي من تلك المفاوضات سوي الاتفاق علي آلية تسليم الأموال.
الأزمة الحقيقية هي أن القذافي كان يضع صورته علي النقود، لكن الريشي أكد أن تغييرالعملة وتصميمها سيتم في وقت لاحق حتي يستقر الوضع الأمني، تتبقي مشكلة أساسية وهي مشكلة المياه، فالعاصمة حتي الآن بلا مياه، بعد أن تم حل مشكلة الوقود والكهرباء، لكن "الريشي" وهو ليبي من أم مصرية، أكد أنه بدأت السيطرة علي المشكلة خاصة وان طرابلس تحصل علي المياه من الصحراء علي بعد 600 كيلو متر، مشيراً إلى إن المشكلة قد تنتهي في غضون 48 ساعة بعد أن تعرضت محطات المياه لأعمال تخريبية من كتائب القذافي، اجبرت الثوار علي استيراد مياه من مالطة وتونس وتركيا !