ماذا جعل تلك الآلاف المؤلفة من أولئك المنتمين إلى الإسلام، ماذا جعلهم يهربون ويفرون فرارا من بلدانهم إلى الجهة الغربية ؟ إلى البلدان الأوروبية والأمريكية وغيرها ؟
الغزاة الحقيقيــون

يحي فوزي نشاشبي في الأربعاء ٢٠ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

                                                                  بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                          ***** 

                                                                   الغزاة  الحقيقيون

                                                                      ******* 

كان ذلك  عنوانا  لتعليقة صدر  للمدير  العام  ومدير  النشر  لدى  يومية " الأخبار " المغربية، بتاريخ الإثنين 18 مارس 2019، تنديدا واستنكارا لتلك المجزرة  التي  ذهب ضحيتها عشرات من المصلين بمسدين اثنين بـ : "نيوزيلاندا" يوم الجمعة 15 مارس 2019.

ومن بين ما جاء بالتعليق : ذلك المدى الذي بلغه التحريض ضد المسلمين في الغرب خلال السنين الأخيرة ، حيث أن هذا التخويف بلغ درجة أن صيحة " الله أكبر "  التي يرددها المسلمون في صلواتهم كل يوم أصبحت مرادفا لإعلان حرب وبمجرد ما تسمع يتم ربطها مباشرة بشخص ينوي  تفجير  نفسه وسط  جموع غفيرة.

ومن بين ما جاء في المقال الهادف الذي تفضل به المدير العام ومدير النشر الفقرة التالية :

( إنهم – أي المسلمين – ببساطة شديدة يهود التاريخ المعاصر الذين يلصق بهم اليمين النازي المتطرف، المسنود بقوى داخل الحكومات والأجهزة الأمنية كل مشاكل بلدانهم الإقتصادية والإجتماعية والديموغرافية.).

وأما آخر فقرة لمقال السيد المدير العام بيومية "الأخبار" المغربية فهي :

( ولو أن المجرم كان مسلما وهاجم كنيسة  أو معبدا يهوديا وقتل مصلين داخله لكانت كل القنوات العالمية وكل المسؤولين والرؤساء  يدينون الإرهاب الإسلامي، فقد أصبح واضحا اليوم أن الإرهاب يجب أن يظل ملتصقا بالإسلام والمسلمين دون غيرهم  من معتنقي الديانات السماوية ).

وعليـــه

فإن المرء – لاسيما المسلم – عندما يقرأ مثل هذه المقالات، وما أكثرها، ألا تطل من رأسه تساؤلات؟ كلها إلحاح، بل وهي تتزاحم بقوة، مفادها: ألم يأن للمسلمين المؤمنين حق الإيمان، أولئك المخلصين الذين سلمت قلوبهم وتطهرت من الأدران السلبية التراثية؟ ذلك التراث الذي ما زال محفوظا بين دفتي عشرات الأسفار والمجلدات الموصوفة بالصحاح؟ تلك التي يحتفظ بها ويحافظ عليها داخل تلك المؤسسات التي تصف نفسها بالشريفة؟

نعم ألم يأن للمسلمين المخلصن الجادين أن يتحملوا المسؤولية الكاملة ويجاهدوا في سبيل إنصاف دين الله؟ ذلك الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى للعالمين، ذلك الدين المفعم بالحب والحرية والإنسانية، ويهبوا  للدفاع عنه وبكل استماتة في سبيل أن يسترد قيمته وشخصيته وتألقه، وموقفه الذي لم يكن يوما إلا في حالة دفاع  ليس إلا ودائما وأبدا ؟

نعم ألم يأن للمسلمين المخلصين أن يواجهوا تلك المظاهر السلبية الهدامة الهمجية وتلك الإفتراءات والأكاذيب على الله؟ وما أكثرها، وما على الجادين إلا  أن يفتحوا (الصحاح) ويتأكدوا، ونسوق في ما يلي أمثلة، وما أكثرها :

 
 

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وحسابهم على الله .  (صحيح البخاري)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوهَا وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا وَذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ قَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ سَأَلَ مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ يَا أَبَا حَمْزَةَ مَا يُحَرِّمُ دَمَ الْعَبْدِ وَمَالَهُ فَقَالَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَصَلَّى صَلَاتَنَا وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَهُوَ الْمُسْلِمُ لَهُ مَا لِلْمُسْلِمِ وَعَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُسْلِمِ. صحيح البخاري - (ج 2 / ص 151) المكتبة الشاملة.

....فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَابَعَهُ بَعْدُ عُمَرُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ أَبُو بَكْرٍ إِلَى مَشُورَةٍ إِذْ كَانَ عِنْدَهُ حُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِينَ فَرَّقُوا بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَأَرَادُوا تَبْدِيلَ الدِّينِ وَأَحْكَامِهِ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَشُورَةِ عُمَرَ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. صحيح البخاري - (ج 22 / ص 357) المكتبة الشاملة. 6411 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ أُتِيَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ صحيح البخاري -

بَاب مَا قِيلَ فِي الرِّمَاحِ وَيُذْكَرُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي. صحيح البخاري - (ج 10 / ص 53) المكتبة الشاملة.

رقم الحديث: 4970
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي ، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي ، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " .

 

وما ظواهر (البلادينيات) و (الداعشيات) عنا  ببعيدة.

وأما عن السكوت المطبق من طرف المسلمين المعنيين أولا وأخيرا فإنه وإلى إشعار آخر لا يخدم إلا أولئك المتعصبين من الديانات الأخرى. وهنا يترك الباب مفتوحا لمن كانت له ذرة من إيمان وإخلاص وجدية لنصرة الله، فما عليه إلا أن يكلف نفسه ويطلع  على ما تزخر بهم كتب الصحاح من افتراءات وأكاذيب على الله وعلى عبده ورسوله، تلك الإفتراءات التي ما زالت إلى يومنا هذا عبارة عن مبررات وهدايا مهداة على طبق من ذهب إلى أولئك الغافلين الضالين الجاهلين المغرضين المتربصين بدين الله، سواء من الذين يطلقونها مدوية(الله أكبر) ويسلبون حياتهم ومعهم العشرات، أو أولئك الآخرين المحملين كل هذه الويلات على عاتق الدين الإسلامي. وحشر نفسه تساؤل آخر قد يكون جال وصال عبر أذهان الكثيرين من المنصفين ، ألا وهو : ماذا جعل تلك الآلاف المؤلفة من أولئك المنتمين إلى الإسلام، ماذا جعلهم يهربون ويفرون فرارا من بلدانهم إلى الجهة الغربية ؟ إلى البلدان الأوروبية والأمريكية وغيرها ؟ ألا يكون السبب الأول والأخر هو الهروب والفرار من كابوس وإرهاب ؟ وهذا التسؤل يكفي وحده لتسليط الأضواء على مختلف الزوايا، لأولي الألباب ؟

( ألم يأن للذيم آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرا منهم فاسقون ) –سورة الحديد – 16. 

                                                                                   ***********

اجمالي القراءات 5241