قارنت تقارير غربية بين الخطابات التي القاها رئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل خلال الحرب العالمية الثانية وخطابات الرئيس معمر القذافي أثناء الثورة الليبية. معتبرة أن القذافي يعاني من "الأنا" المتضخمة وانه
تشرشل كان يلعب على وتر الاندماد الجماعي | القذافي مصاب بالنرجسية |
شخصية نرجسية تسعى إلى تفخيم الذات في كل الخطابات التي يلقيها أمام الشعب الليبي.
ووفقاً لصحيفة الـ "لوس أنجلوس تايمز فانه "في آذار/ مارس، بعد أيام قليلة من قصف طائرات الناتوعلى مراكز القذافي في ليبيا، القى الزعيم الليبي خطاباً الى الأمة التي حكمها لمدة أكثر من أربعة عقود، ساعياً لحشد العدد الأكبر من المناصرين".
واشارت الصحيفة إلى أن القذافي حاول أن يشجع الليبيين على محاربة الثوار، لكنه يعاني من مشكلة لا يمكن التغلب عليها: النرجسية. واضافت: "في نهاية المطاف، كل خطابات القذافي تظهر تضخيم الذات وقد كُتب معظمها في صيغة المفرد: أقول لكم، أنا لست خائفاً، وأنا المتحدي...أنا لا أخاف العواصف ولا أخشى الطائرات التي تجلب الدمار".
في المقابل، قارنت الصحيفة خطاب القذافي بالكلمة التي ألقاها تشرشل في 18 يونيو عام 1940، وتوجه فيها إلى المواطنين قائلاً: "لنعد أنفسنا للقيام بواجباتنا، ونتحمل كل شيء من أجل بقاء الإمبراطورية البريطانية والكومنولث".
ورأت الصحيفة أنه "فيما وضع ونستون تشرشل نفسه بشكل مباشر مع الناس، واستخدم مصطلحات مثل "نحن"، اعتمد القذافي على خطابات تضعه في مستوى أعلى من الشعب الليبي، بل كأنه هو ليبيا بحد ذاته، وتحديداً عندما قال: "ليبيا هي بلدي. انا بنيتها وأنا أدمرها".
واضافت الـ "واشنطن بوست": "على الرغم من سقوط حصن القذافي وسيطرة الثوار على العاصمة طرابلس، لا يزال القذافي مصمماً على خوض المعركة حتى النهاية. ففي 21 آب/ أغسطس، تعهد القذافي من مخبئه بأنه لن يستسلم".
واشارت الصحيفة إلى أنه حين يتعهد القذافي أن يقاتل حتى "آخر قطرة من دمي" كما قال، فإنه يعني ذلك حرفياً، مضيفة أن القذافي لن ينتحر أو يلجأ إلى المنفى.
وعلى عكس تشرشل الذي جعل نفسه في خطاباته واحداً من الشعب، يعمد القذافي إلى الاسترسال في تضخيم الذات ويجعل خطبه أكثر حدة، وفي كل يوم يفقد المزيد من الأتباع، الأمر الذي يرجح أنه سيجد نفسه مع عدد قليل من المؤيدين في نهاية المطاف.
فر العديد من كبار المسؤولين في حكومة القذافي حتى اليوم، منهم عبد السلام جلود، الذي رافق القذافي منذ بداية حكمه، ثم انشق عنه قائلاً إن "القذافي واهم لأنه يعتقد انه يمكن أن يختبئ في ليبيا، وأنه سيعود لجمع مؤيديه عندما تغادر طائرات حلف شمال الأطلسي".
وختمت الصحيفة: "القذافي غارقاً في الوهم حتى هذه النقطة، مع أن الهزيمة تلوح في الأفق. والسؤال الوحيد الآن هو كيف سيحافظ القذافي على مؤيديه وهو يستمر بتضخيم الأنا وتمجيد الذات؟".