دعوة لتصحيح صورة الإسلام
مقدمة: حديثنا اليوم موجه إلى المسلمين عامة والمقيمين فى دول أجنبية خاصة. والسؤال هو:
هل تديننا اليوم مؤشر قوة أم نقطة ضعف؟
للإجابة على هذا السؤال نعود إلى القرءآن الكريم نجد الإجابة واضحة لمن ألقى السمع وهو شهيد.
أبدأ بأمر من الله لرسوله ليقول: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة آل عمران 31
ماذا تعنى " فإتبعونى " ؟ لفهم هذه الكلمة نعود مرة أخرى إلى القرءآن الكريم فنجد الإجابة:
{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) } (سورة المدثر 1 - 2)
قُمْ فَأَنْذِرْ... ثم يوضح الله سبحانه هذا الإنذار بقوله تعالى:
{ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } (سورة يس 11)
كيف نفذ الرسول هذا الأمر؟
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (سورة يوسف 108)
الآن يتضح المعنى المقصود فى قوله: "{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي" وهو"أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي".
فهل نحن طبقنا هذه الدعوة فى حياتنا حتى نقول نحن متبعون الله ورسوله ( القرءآن)؟
هذه الدعوة إلى الله هى جزء من الجهاد فى سبيل الله تعالى، الذى قال ربه لتوضيح نوعية هذا الجهاد الذى هو أكبر وسائل الجهاد فقال:
{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " سورة الأَنعام 19)
وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) } (سورة الفرقان 51 - 52)
وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا: هذا هو أسمى أنواع الجهاد وهو الجهاد بالقرءآن الكريم ووصفه بالجهاد الكبير .
نعود إلى السؤال الذى بدأنا به وهو "هل تديننا اليوم مؤشر قوة أم نقطة ضعف؟"
نلاحظ أن هذا السؤال ليس عن الدين لأن الدين دين الله الذى فطر الناس عليها ولكن السؤال عن طريقة تنفيذ هذا الدين وهى طريقة تديننا اليوم هى السبب الرئيسى الذى أعطى الفرصة لهؤلاء الذين يمارون بالدين إما عن قصد أو عن جهل بتعاليم القرءآن الكريم.
نحن المسلمون المقيمين فى دول أجنبية غير دول المنشأ، نسمع من وقت إلى آخر بعمليات قتل وهتك وإرهاب وكل هذا تحت شعار الإسلام وشعار الله أكبر... ماذا فعلنا لتصحيح المفاهيم لهؤلاء الذين يرمون الإسلام بأفظع التهم والكثير منهم يصدق ما تعرضه وسائل الإعلام عن أن الإسلام ليس دين سلام ورحمة. ماذا قدمنا كمسلمين فى هذه الدول لتصحيح هذا التيار الذى يحاصر الإسلام والمسلمين؟
نحن فى سبات عميق إلا القلة القليلة التى بدأت تتحرك لتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة والمحزنة. لم يقم المسلمين فى هذه الدول الغربية بالجهد الكافى للتصدى لهذا التيار الذى يأتى من كل جانب.
صدق الله العظيم...