تدبرا فى قوله جل وعلا : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ )( 28 / 4 ) : الجزء الأول :

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

تدبرا فى قوله جل وعلا : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ )( 28 / 4 ) : الجزء الأول :

مقدمة :

القرآن الكريم   مُيسّر  للفهم ، وفى نفس الوقت فيه مجالات للتعمق بالتدبر فى معانيه وموضوعاته . ونعطى مثالا لجزء من الآية الرابعة من سورة القصص . الآية تقول : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٤﴾ القصص) ، ومفهومها بسيط إن فرعون علا فى أرض مصر وجعل أهلها شيعا وكان يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستبقى نساءهم على الحياة وهو بذلك كان من المفسدين . معناها واضح بمنتهى البساطة والتيسير. ولكن التعمق فى جزء واحد من الآية يستلزم مقالا بحثيا ، نستشف منه ماهية سكان مصر وقتها ، أو من هم قوم فرعون ، ومن هم قوم موسى ، ومن هم المقهورون ( الشعب المصرى ).

أولا : التقسيم الاجمالى لسكان مصر وقتها :

1 ـ إنقسم سكان مصر الى نوعين : فرعون وقومه ، وأهل مصر . وفرعون (علا ) على أهل مصر ، وجعلهم طوائف ، وإستضعف طائفة منهم هم قوم موسى .

2 ـ بالتالى لدينا : قوم فرعون ، وقوم موسى المستضعفون وبقية أهل مصر المقهورون  الذين لم يتعرضوا لما تعرض له قوم موسى . ونتعرض لكل قسم بالتفصيل . ونفرد هذا الجزء لقوم فرعون .

3 ـ قال جل وعلا : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٤﴾ القصص). فرعون (علا ) فى أرض مصر . لم يعلُ عليهم بنفسه ولكن بقومه وآله وجنده ، وهم عماد قوته ، وهو بهذه القوة جعل أهل مصر شيعا ، فرقا مخنلفة ، وبهذه القوة إستضعف طائفة من أهل مصر ، وبجنده كان يذبح المواليد من أبنائهم .

ثانيا : آل فرعون هم جند فرعون هم قوم فرعون هم ملأ فرعون .

1 ـ فرعون موسى كان فى عصر الرعامسة .  يقول مؤرخو الحضارة المصرية القديمة أن الفرعون في عصر الرعامسة كان رأس الدولة وقائد الجيش الذي يقود الجنود ويتقدمهم في ساحة الوغى والذي يرأس المجالس الحربية. وكان العسكر الفرعونى هو المسيطر على الاقتصاد المصرى من زراعة وصناعة وتعدين وتشييد معمارى ، ويقوم بتسخير الشعب المصرى المقهور فى ذلك ، وقد قسموا مصر الى إقطاعات عسكرية موزعة على فرق الجيش وافراد الدولة الفرعونية العميقة، وهذه الدولة يملكها الفرعون ويقوم على إستثمارها جند فرعون أو ملأ فرعون أو آل فرعون أو قوم فرعون.

2 ـ وهذا ما جاء فى قوله جل وعلا : (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴿٥١﴾ الزخرف ) . وكان قومه أو جنده أو آله أو ملؤه يؤمنون بهذا . وكانوا يصدقون كل ما يقال ، قال جل وعلا عنهم : (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴿٥٤﴾ الزخرف ) . وقال جل وعلا عن نهايتهم جميعا (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٥٥﴾ وعن كونهم مثلا للكافرين بعدهم قال جل وعلا : ( فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ ﴿٥٦﴾ الزخرف ) . ونعطى تفصيلات قرآنية :

ثالثا : آل فرعون :

1 ـ وهذا يعنى أن فرعون وآله هم عنصر واحد ، فأل فرعون هم أسرته وعصبيته وقوته ، بإعتبار النظام العسكرى المسيطر على كل شىء ، من قصر الفرعون الى أقصى قرية أو مدينة فى مصر .

2 ـ  بداية (آل فرعون ) فى القصر الفرعونى على نهر النيل ، وهم الذين إلتقطوا الرضيع موسى فى تابوته من النيل . قال جل وعلا: ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ) ﴿٨﴾ القصص )

3 ـ و( آل فرعون ) هم الذين كانوا يذبحون أطفال بنى اسرائيل. قال جل وعلا :

3 / 1  : ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿٤٩﴾  البقرة )

3 / 2 : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿٦﴾ ابراهيم )

3 / 3 : ( وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿١٤١﴾ الاعراف ).

4 ـ وبالتالى فإن ذبح الأبناء وإستحياء النساء من بنى اسرائيل يأتى مرة منسوبا لآل فرعون ويأتى مرة أخرى منسوبا لفرعون الذى كان ( يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ). وهذا دليل الوحدة العضوية بين فرعون وآل فرعون . وأن آل فرعون يشملون كل من يتجسس على البيوت الاسرائيلية يتعرف على النساء الحوامل وينتظر مواعيد ميلاد الأطفال ، ومن منهم كان ذكرا يذبحونه ، ومن كان انثى يستبقونه .

5 ـ وموسى جاء رسولا الى فرعون والى آل فرعون أيضا وكذبوا فعوقبوا جميعا بالغرق ، قال جل وعلا :

5 / 1 :(وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ﴿٤١﴾ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ ﴿٤٢﴾ القمر )

5 / 2 :  ( وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿٥٠﴾ البقرة )

5 / 3 :/ 1 : ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿١١﴾ آل عمران )

5 / 3 / 2 : ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚكَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ ) ﴿٥٢﴾ الانفال )

5 / 3 / 3 ( كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ ۙوَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ ) ﴿٥٤﴾ الانفال )

6 ـ وقبل الغرق تعرض آل فرعون لابتلاءات ، قال جل وعلا :

6 / 1 : ( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٣٠﴾ الاعراف ).

6 / 2 :  والآيات التالية تشرح عنادهم ونكثهم ، وفى النهاية يقول جل وعلا عن غرق آل فرعون معه :﴿ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴿١٣٦﴾ الاعراف )

7 ـ وهناك رجل وحيد من ( آل فرعون )  كان يكتم إيمانه ويعظ قومه ( آل فرعون ) . قال جل وعلا :

7 / 1  : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾  غافر ).

7 / 2 : وتآمر عليه آل فرعون ، قال جل وعلا : (فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ )

7 / 3 :  وقال جل وعلا عن عذاب فرعون وآل فرعون فى البرزخ ثم يوم القيامة : ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾ غافر).

آل فرعون هم جند فرعون

1 ـ فى الدولة العسكرية كان آل فرعون هم جنود فرعون . ويأتى ذكر فرعون مرتبطا بالجنود وطبيعته العسكرية فى قوله جل وعلا : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ﴿١٧﴾ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ﴿١٨﴾ البروج ) .

2 ـ وقادة الجنود فى القصر الفرعونى ، وهم قادة آل فرعون ، قال جل فى إنتشال الطفل الرضيع موسى : ( فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗإِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴿٨﴾ القصص )، هنا هامان هو القائد الثانى للجيش الفرعونى فالجنود منسوبون لفرعون وهامان ، وأيضا فى قوله جل وعلا : ( وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿٦﴾ القصص ).

3 ـ وجنود فرعون منهم من يحمل السلاح ، ومنهم من يشرف على إقامة وتشييد القلاع والحصون ، الى درجة أن فرعون حين أراد إن يقيم صرحا عاليا يرى منه ( إله موسى ) ـ كما زعم ـ أصدر أمره للقائد العسكرى أن يفعل ذلك : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٣٨﴾ القصص ) . يقول جل وعلا بعدها عن إستكبار فرعون وجنوده ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴿٣٩﴾ القصص ) ثم يقول جل وعلا عن غرق جنود فرعون معه : ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿٤٠﴾ القصص ) ويقول جل وعلا عن فرعون وجنوده أنهم اصبحوا ائمة للكافرين الآتين بعدهم : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖوَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ ﴿٤١﴾ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً ۖوَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ﴿٤٢﴾ القصص ).

4 ـ أى إن فرعون كان يطارد موسى وقومه بجميع جنده وبكل آله ، وكلهم غرق معه . قال جل وعلا : ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾ يونس )

5 ـ وعن غرق جنود فرعون قال جل وعلا :

5 / 1 :  ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿٤٠الذاريات ).

5 / 2 : ( وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا ۖ إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ﴿٢٤﴾ الدخان )

آل فرعون هم جند فرعون هم قوم فرعون:

1 ـ فى سورة ( الدخان )

1 / 1 جاء التعبير عنهم أيضا بقوم فرعون :  ( وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ﴿١٧﴾ أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّـهِ ۖ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿١٨﴾ الدخان ) .

1 / 2 ـ وكما كان فرعون قد علا فى الأرض وزعم الالوهية والربوبية الكبرى فكذلك كان قومه . لذا قال لهم موسى : ( وَأَن لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٩﴾ الدخان ).

1 / 3 ـ وقال جل وعلا عن نهاية قوم فرعون :  ( إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ﴿٢٤﴾ الدخان )

1 / 4 : وقال عما تركوه من مزارع مصر وخيراتها ( كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٢٥﴾ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٢٦﴾ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ﴿٢٧﴾ كَذَٰلِكَ ۖوَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿٢٨﴾ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ﴿٢٩﴾ الدخان )

2 ـ ويأتى التعبير بقوم فرعون فى قوله جل وعلا : ( وَإِذْ نَادَىٰ رَبُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠﴾ قَوْمَ فِرْعَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ ﴿١١﴾ الشعراء ) .

3 ـ وعن غرق قوم فرعون قال جل وعلا :  (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴿٧٨﴾ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ ﴿٧٩﴾ طه ). أى إن فرعون هو السبب فى غرق قومه أو جنده ، إذ أضلهم وما هداهم .

آل فرعون هم جند فرعون هم قوم فرعون هم ملأ فرعون :

1 ـ يأتى تعبير ( الملأ ) ( ملأ فرعون ) فى قوله جل وعلا : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴿٩٦﴾ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴿٩٧﴾ هود ) ثم يأتى التعبير فى الآية التالية بالقوم : (  يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ﴿٩٨﴾ وَأُتْبِعُوا فِي هَـٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴿٩٩﴾ هود ) . أى جاء موسى الى فرعون وملئه ، ويوم القيامة سيكون إماما لقومه أو ملئه يدخل بهم النار.

2 ـ ويقول جل وعلا عن إرسال موسى الى ملأ فرعون :

2 / 1 : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٤٦﴾ فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ ﴿٤٧﴾ الزخرف )

2 / 2 : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ ﴿٧٥﴾ يونس )

2 / 3 : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴿١٠٣﴾ الاعراف )

3 ـ وبسبب  ( عُلُوُّهم ) وإعتقادهم أنهم آلهة بنى اسرائيل فقد تعجبوا فقد إستكبروا ، قال جل وعلا : (  ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٤٥﴾ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ ﴿٤٦﴾ فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ﴿٤٧﴾المؤمنون ). وهو نفس الوصف لفرعون ، قال عنه جل وعلا : (  إِنَّهُكَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ ﴿٣١﴾ الدخان ) ، وقد قالوا فى مواجهة موسى عليه السلام : ( وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ ﴿٦٤﴾ طه)

4 ـ أى إن ملأ فرعون هم قوم فرعون هم جند فرعون هم آل فرعون . هى ألفاظ مترادفات وبنفس الصفات . وبها تتميز عن قوم موسى والشعب المصرى المقهور .

ملاحظة : الجزء الثانى عن درجات الملأ الفرعونى وعلاقته بالشعب المصرى المقهور.

اجمالي القراءات 5746