نقد كتاب كشف الستارة عن صلاة الإستخارة

رضا البطاوى البطاوى في الإثنين ١١ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب كشف الستارة عن صلاة الإستخارة

الكتاب تأليف  أبي عمرو عبدالله بن محمد الحمادي

وقد بدا الرجل بتعريف الاستخارة فقال :

"الاستخارة لغة: " طلب الخيرة في الشيء. وخار الله لك؛ أي أعطاك ما هو خير لك، واستخار الله: طلب منه الخيرة والاختيار: الاصطفاء وكذلك التخير، ويقال: استخر الله يخر لك"

والاستخارة في الاصطلاح الشرعي: طلب الاختيار؛ أي طلب صرف الهمة لما هو المختار عند الله والأولى، بالصلاة والدعاء الوارد في الاستخارة "

الاستخارة بهذا التعريف هى حكم مناقض للقرآن فى قوله تعالى :

"ما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"

ومن ثم لا يوجد اختيار فى أحكام الوحى

ومن ثم فالاستخارة هى اتهام للقرآن بأنه ليس كلام الله لأن الاستخارة حكم خارج عليه

الاستخارة فى التعريف المفترض هى :

طلب الاختيار فيما يوجد فيه حكمين أو أكثر من أحكام الله مثل القتل فيه حكم القتل المماثل وفيه العفو عن القاتل ومثل طلاق غير المدخول بها ففيه حكمين الأول التنازل عن نصف المهر والثانى التنازل عن كل المهر 

وهذه الاستخارة لا تعنى الطلب المباشر من الله وإنما عن طريق التفكير والمشورة من الناس

وأما الاستخارة الأخرى مثل:

اختيار زوجة أو اختيار زوج أو اختيار مشروع من بين عدة مشروعات  من الله فهو كلام فارغ  فالوحى الإلهى انتهى فكيف يظهر اختيار الله للمستخير ؟

انتهى الوحى كما قال تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم"

هل يظهر الخيار فى حلم هل الخيار يظهر فى يقظة هل الخيار يظهر فى ورقة مكتوبة أو يظهر على طريقة حادى بادى ..........؟

الاستخارة بهذه الطريقة هى دعوة لعدم التفكير وانتظار إشارة ليس لها وجود  إلا خبط عشواء

الزوج أو الزوجة يجب أن يختار بالتفكير فى المعاملة واستشارة الناس والمشروعات تختار بالتفكير واستشارة الخبراء وكذلك أى موضوع فيه خيارات متعددة

كيفية الاستخارة

بين المؤلف أن الاستخارة طريقتها :

" دعاء معين ورد في السنة يقوله المسلم ويدعو به أو يأتي به بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة، إذا عزم على فعل شيء ما من زواج أو تجارة أو سفر أو نحو ذلك، فيطلب من الله سبحانه وتعالى أن يختار له الخير ويعينه عليه، وييسره له، ويطلب منه سبحانه أن يصرفه عما يريد إذا كان فيه شر له"

بالقطع لا يوجد شىء فى القرآن اسمه صلاة الركعات ولا السجودات وإنما الصلاة هى قول أى قرآن يقال بصوت لا هو سرى ولا هو علنى كما قال تعالى:

"ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"

ولذا نهى الله عن شرب الخمر قبلها لمعرفة ما يقول المصلى فقال :

"لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون"

وقال المؤلف فى فوائد الاستخارة:

المطلب الثاني

في أهمية الاستخارة في حياة المسلم وتوصية العلماء بها
إن الإنسان مخلوق ضعيف، بحاجة إلى إعانة الله تعالى في أموره كلها؛ وذلك لأنه لا يعلم الغيب، فلا يدري أين موطن الخير والشر فيما يستقبله من حوادث ووقائع؟
لذا كان من حكمة الله سبحانه ورحمته بعباده أن شرع لهم هذا الدعاء، لكي يتوسلوا بربهم ويستغيثوا به في توجيه السير نحو الخير والنفع.
وإن العبد المسلم على يقين لا يخالطه شك أن تدابير الأمور وصرفها بيد الله سبحانه وتعالى وأنه يقدر ويقضي بما شاء، في خلقه."

المغالطة فى الكلام هى أن الإنسان مخلوق ضعيف، بحاجة إلى إعانة الله تعالى في أموره كلها عن طريق الاستخارة وهو ما يناقض أنها فى بعض الأمور وهو قوله :

" إذا عزم على فعل شيء ما من زواج أو تجارة أو سفر أو نحو ذلك"كما تناقض قوله:

" كما أنها لا تكون في الواجبات وصنائع المعروف، مما هو معروف خيره ونفعه"

والغريب أن الاستخارة فى تلك الأمور تعود بالناس لأيام الجاهلية حيث التفاؤل والتشاؤم بالإشارات المزعومة كرؤية بومة أو طير معين أو تحرك شىء يمينا أو يسارا لأنه لا يوجد وحى فى تلك الأمور ومن ثم فالناس يوكلون نفوسهم للتفاهات كأيام الجاهلية بينما المفترض هو التفكير والاستشارة إذا كان التفكير لم يفض لقرار حاسم

الأدلة على الاستخارة كما بينها المؤلف هى:

"ومن الأدلة على ذلك قصة زينب رضي الله عنها في زواجها من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد استخارت ربها في ذلك فعن أنس رضي الله عنه قال: (( لما انقضت عدة زينب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد: ( فاذكرها علي). قال زيد: فانطلقت فقلت: يا زينب أبشري أرسلني إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرك فقالت: ما أنا صانعة شيئاً حتى استأمر ربي، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن. وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بغير أمر))  أخرجه مسلم في كتاب النكاح، باب: زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب برقم (3488)، والنسائي واللفظ له (6/387) برقم (3251).
بالقطع الرواية تناقض القصة فى القرآن فالقرآن نزل يأمر رسوله(ص) وطليقة زيد بالزواج وهو قوله تعالى :

"وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه "

وقام المؤلف بذكر نص دعاء الاستخارة فقال:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: (إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ)أخرجه أحمد في مسنده (11/520) (4642) والبخاري في عدة مواضع من صحيحه، فقد أخرجه في كتاب التهجد باب: ما جاء في التطوع مثنى مثنى، برقم (1162) ، الفتح (3/61 – 62) وأخرجه أيضاً في الدعوات، باب: الدعاء عند الاستخارة، برقم (6382)، الفتح (11/218، 219وأخرجه أيضاً في كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: ? قُلْ هُوَ الْقَادِرُ ? (الأنعام: من الآية65) برقم (7390)، الفتح (13/464).
وأخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الصلاة، باب: في الاستخارة، برقم (1583) (2/91وأخرجه الترمذي في سننه، في أبواب الوتر، ما جاء في صلاة الاستخارة، برقم (480) (2/345).وأخرجه النسائي في سننه، في كتاب النكاح، باب: كيفية الاستخارة، برقم (3253) (3/3389). وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/411) (2082)، وابن حبان في صحيحه (3/169) (887).
بالقطع الحديث فيه عبارة تكذب القرآن وهى " وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ" فالرسول (ص)يعلم أن الله لم يقض للمسلم أو للكافر بالخير وحده  فى الدنيا وإنما قضى لهم بالخير والشر معا كاختبار فقال :

"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"

كما نلاحظ تناقض فى العبارة :

" إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ" بين الأمر بالركوع" فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ" وبين قوله " من غير الفريضة "فالأمر لا يكون إلا فى فريضة

في بيان مسائل حول صلاة الاستخارة

تحت هذا العنوان تناول المؤلف عدة مسائل وهى:

الأول الاستخارة واجب أم سنة؟

فقال المؤلف :

 "من حديث جابر السابق المراد بهذه المسألة: بيان الحكم الشرعي للاستخارة، فهل هي واجبة أم سنة؟
لا خلاف بين العلماء أن صلاة الاستخارة سنة وليست بواجبة، ومعنى ذلك أن من عزم على فعل أمر ما كسفر أو زواج أو تجارة يسن له أن يصلي الاستخارة قبل أن يفعل ولا يجب عليه، ولكن لا يترك هذه السنة لأن فيها خيراً كثيراً، والله يعلم الغيب والعبد لا يعلمه. فالحاصل أنها سنة مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " فليركع ركعتين" ومع ذلك حكم العلماء أنها سنة.
قال العلامة زين الدين العراقي الشافعي – رحمه الله - : ( ولم أر من قال بوجوب الاستخارة) انظر شرح ما سبق في: فتح الباري (11/220 – 223)، نيل الأوطار (3/88 – 90). عون المعبود (4/277)، شرح الطيبي على المشكاة (4/1245)، مرقاة المفاتيح (3/401 – 406)، عارضة الأحوذي (2/262 – 265)، تحفة الأحوذي (2/482 – 484)، العلم الهيب في شرح الكلم الطيب (ص 232 – 334) فتح الباري (11/221 – 222)

اختيار القوم لكونها سنة وليست فرض يتناقض مع الأمر فى الرواية" فليركع ركعتين"

وتناول المؤلف المسألة الثانية: فيم تكون الاستخارة؟ فقال:

"تكون الاستخارة في الأمور المباحة كالزواج والتجارة المباحة وغيرها. وكذلك تكون الاستخارة في المندوبات إذا حصل للمرء بينها تعارض، كأن يحتار الرجل بين أمرين فيختار الأصلح منهما والأقرب نفعاً ثم يستخير الله فيه. ولا تكون الاستخارة في ترك المحرمات والمكروهات، فلا يستخير أحد هل يسر أو لا؟
كما أنها لا تكون في الواجبات وصنائع المعروف، مما هو معروف خيره ونفعه، فلا يستخير أحد هل يصلي الظهر و لا؟ لأن ذلك واجب عليه، فهي إذن في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب والخير والنفع فيها، أما الواجبات وصنائع المعروف كالعبادات فلا حاجة للاستخارة فيها.
وقد يستخير الإنسان في شيء يتعلق بالعبادة، وذلك مثل السفر للحج، فيستخير الله هل يسافر هذه السنة؛ وذلك لاحتمال عدو أو فتنة؟ واختيار الرفقة هل يرافق فلاناً أم لا(1).؟
الكلام متناقض فالرجل جعلها فى غير المعروف حكمه كالحج فقال " كما أنها لا تكون في الواجبات وصنائع المعروف، مما هو معروف خيره ونفعه"ومع هذا قال أنها تكون فى السفر للحج فقال " وذلك مثل السفر للحج"

المسألة الرابعة: متى تشرع صلاة الاستخارة؟  أو متى يبدأ وقتها؟

المراد بهذه المسألة: تحديد الوقت الذي تشرع في الاستخارة.
يبدأ وقت الاستخارة عند العزم على فعل شيء من الأشياء، والإقدام على أمر من الأمور المباحة.

ويدل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق من رواية جابر رضي الله عنه حيث جاء فيه: ( إذا هم ) ؛ أي: إذا قصد وعزم.
وقيل: إذا ورد على قلبه الخاطر للفعل أو فعل الشيء فإنه يستخير فيظهر له ببركة الدعاء والصلاة ما هو خير له.
ولكن الاستخارة عند العزم على الأمر والتصميم على فعله وقبل الشروع أرجح؛ لأن الخواطر التي ترد على القلب كثيرة، فلو استخار في كل ما بدا له وخطر على قلبه لضاعت عليه أوقاته"

طالما العبادة ليس لها أصل فى وحى الله فلا وقت لها بداية أو نهاية أو غير هذا والدليل هو اختلاف القوم فى الوقت عند العزم أو بعده أو قبله

وأما ركعات الاستخارة فقال فيها المؤلف:

المسألة الخامسة: هل لابد من تخصيص ركعتين لصلاة الاستخارة أم تحصل مع النوافل؟

المراد بهذه المسألة: هل إتيان دعاء الاستخارة دبر النوافل وذلك كالرواتب مثلاً؛ كأن يصلي المرء راتبة الظهر، وهي: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها أو راتبة المغرب وهي ركعتان بعد صلاة المغرب، فلو صلى المسلم راتبة المغرب واستخار بعدها، فهل ذلك كاف ومجزئ أم لابد من أن يصلي ركعتين خاصتين لكي يستخير بعدهما؟
الصحيح الراجح في هذه المسألة – والله أعلم – أنه إن صلى نافلة من النوافل مع نية الاستخارة أجزأه ذلك بإذن الله تعالى، ولكن عليه أن يعقد العزم والنية على أنه يريد بهذه الصلاة النافلة والاستخارة معاص، قبل الشروع في النافلة.

بالقطع لا أصل للمسألة فى وحى الله فلا توجد فى المصحف صلاة ركعات

وتناول الرجل مسألة الدعاء فى الصلاة أم بعد الصلاة فقال:

المسألة السادسة: من عزم على الاستخارة بعد الانتهاء من صلاة النافلة، وأراد أن يأتي بدعاء الاستخارة بعد الصلاة فهل يستخير أم يعيد الصلاة؟

والمسألة كسابقاتها لا أصل لها

ثم تناول مسائل أخرى وهى :

المسألة السابعة: أين يقال دعاء الاستخارة قبل السلام أم بعده؟

المسألة الثامنة: هل هناك آيات أو سور معينة مخصوصة لصلاة الاستخارة؟

المسألة التاسعة: هل تجوز قراءة دعاء الاستخارة من كتاب أم لابد من حفظ هذا الدعاء؟
المسألة العاشرة: هل تجزئ صلاة الاستخارة بعد الفريضة؟
المسألة الثانية عشرة: ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة؟
المسألة الثالثة عشرة: هل يصح الفصل بين الصلاة ودعاء الاستخارة؟
المسألة الرابعة عشرة: ما حكم تكرار صلاة الاستخارة؟

المسألة الخامسة عشرة: من لم يتمكن من الصلاة فهل يجوز له أن يقتصر على دعاء الاستخارة فقط دون أن يصلي ركعتين قبله؟
المسألة السادسة عشرة: ما الحكمة من تقديم صلاة ركعتين على دعاء الاستخارة؟
كل هذه المسائل لا أصل لها فى الوحى لأن أصل المسألة مخالف للقرآن

اجمالي القراءات 8942