«العين عليها حارس»، هكذا نردد، والحمد لله أن الدولة بمبادرة نور حياة انضمت إلى قائمة الحراس لهذا العضو الغالى، وتعتبر المياه البيضاء على رأس قائمة الأمراض التى أولتها الدولة اهتمامها فى تلك المبادرة، حاورت د. حازم ياسين، أستاذ طب العيون بجامعة القاهرة، حول هذا الموضوع:
سألته: متى يجب إزالة المياه البيضاء؟
أجاب د. حازم: فى الماضى كان طبيب العيون يطلب من مريض المياه البيضاء أن يؤجل إزالتها حتى تنضج، وعلى حسب التعبير الشائع «تستوى»، وذلك عندما كانت تتم إزالتها بالجراحة. ولكننى أؤكد وبشدة أن المياه البيضاء يجب أن تُزال مبكراً جداً، وبمجرد أن يشعر المريض بأعراض المياه البيضاء، حيث إن الوقت الذى تستغرقه الموجات الصوتية لإزالة العدسة ذات المياه البيضاء المبكرة أقصر بكثير من الوقت الذى تستغرقه عملية إزالة العدسة ذات المياه البيضاء الناضجة، مما يطيل من فترة النقاهة وعدم تحسن النظر مباشرة، وذلك لحدوث بعض الارتشاح فى قرنية العين، عندما يطول استخدام الموجات فوق الصوتية عن دقيقة إلى دقيقة ونصف.
لذا أكرر وأنصح بشدة مرات ومرات بإزالة المياه البيضاء مبكراً. والواقع أننى قابلت فى حياتى المهنية أشخاصاً كثيرين ممن انتظروا على إزالة المياه البيضاء لفترات طويلة لاعتقادهم الخاطئ بوجود قطرات توقف نمو المياه البيضاء وتعالجه، فيؤجلون وقت إجراء العملية حتى يحين الوقت الذى يأخذون قراراً بإجرائها ويجدون أنها أسهل مما كانوا يتصورون، لذا فإننى أطلب من مريض المياه البيضاء الذى لم يُجر العملية بعدُ أن يتناقش مع مريض آخر أجراها حديثاً ليعرف منه كيف أجراها وبماذا شعر أثناء وبعد العملية.
هل تعود المياه البيضاء مرة أخرى؟
- هذا هو السؤال الملح والشائع جداً بين المرضى، إذ إن ما يؤكده الواقع أنه لا يمكن أن تعود المياه البيضاء مرة أخرى بعد إزالتها، لأن نواة العدسة وأنسجتها وأليافها المصابة بالعتامة قد أزيلت ويتم تنقيتها ويتبقى من العدسة المحفظة الشبيهة بقشرة حبة الترمس، كما أن الجزء الأمامى من المحفظة، أو ما يطلق عليه الحفاظ الأمامى للعدسة، يُزال جزء دائرى منه قطره من 5-6 مللم، ولا يتبقى من المحفظة إلا الجزء الطرفى من الحفاظ الأمامى، وأيضاً الحفاظ الخلفى بكامله.. علماً بأن العدسة اللينة المزروعة داخل المحفظة تفصل الحفاظ الأمامى عن الخلفى ثم تزحف بعض الخلايا وتواصل نموها على الحفاظ الخلفى، ما يؤدى إلى بعض التعتيم الذى يؤثر على حدّة الإبصار، ما يدعو المريض إلى الاعتقاد خطأ بأن المياه البيضاء قد ارتجعت. ولكن هذا ليس بصحيح، لأن النسبة التى تحدث فيها عتامة الحفاظ الخلفى ضئيلة مقارنة بحالات المياه البيضاء المزالة والتى لا تحدث بها تلك العتامات.
وثانياً، وهو الأهم، فإن علاج تلك الحالة من تعتيم الحفاظ الخلفى يتم عن طريق فتحة بشعاع يسمى «ياج ليزر YAG Laser» فى أقل من دقيقة واحدة دون الحاجة لغرفة عمليات، أو حتى إلى استخدام أى مخدر.
ومن خلال ممارستى لجراحة العيون سمعت الكثير من المصطلحات المبتكرة، سواء من المرضى أو الأطباء لوصف هذه الحالة المعروفة بتعتم الحفاظ الخلفى للعدسة البلورية، فما بين قائل بأنها مسح بالليزر، إلى آخر يقول إنها تلميع السطح الخلفى للعدسة بالليزر أو عمل شباك بالحفاظ الخلفى.. إلخ.
وفى بعض الأحيان إذا احتاج المريض لهذا الإجراء، فإنه قد يعانى من رؤية «الذبابة الطائرة»، وتفسير ذلك أن بعض أجزاء الحفاظ الخلفى للعدسة تتناثر فى الجسم الزجاجى وعند تحركها يتحرك ظلها على الشبكة فتعطى المريض هذا الإحساس الذى يزول بعد فترة عندما تُمتص هذه الأجزاء.
ملاحظة: أدوية البروستاتا تؤثر بشدة على نتيجة عملية المياه البيضاء بسبب عدم اتساع الحدقة، وبروز القزحية خارج العين، وتحرك القزحية لأعلى، وأسفل كموج البحر.