توجد ديانة قديمة اسمها (الزورفان) Zurvanism
منشقة عن الزرادشتية القديمة، وأهم معتقداتها (الزمن اللانهائي) أي لا وجود لخالق عندهم، وانشقاقها عن الزرادشتية بسبب قول الزرادشتيين أن "أهورا مازدا" رب النور والخير خلق "أهريمان" رب الظلام والشر..فاعترض الزورفانيون وقالوا أن كلاهما توأم متساوي القوة..وأبناء لقوة عليا تدعى "زورفان" هي أصل الوجود.
نشط الزورفانيون خلال العصر الهلليني، ويحتمل أن قولهم بلانهائية الزمن هو لاحتكاكهم مع الفلسفة اليونانية الهللينية بعد غزو الإسكندر بلاد فارس، لكن ظلوا في إيران مضطهدين ومعارضين لا يمثلون رؤية السلطة والدين والمجموع
لكن مع بداية العصر الساساني في القرن الثالث الميلادي سادت رؤيتهم تعاليم الزرادشتيين، وأصبحت شعوب ما وراء النهرين تساوي بين قوتي النور والظلمة، لاحظ أن فلاسفة إيران الإسلاميين هم أول من قالوا بلانهائية الزمن المشهور وقتها بعقيدة (قدم الكون) كالفارابي وابن سينا وأبو بكر الرازي، فهؤلاء لم يأتوا بعقيدة جديدة..ولكنها الدين المشاع في بلاد فارس وقتها..حتى مع دخول الإسلام بلاد فارس مزجوا بين تعاليمه وبين تعاليم الزورفان الزرادشتيين في السابق..
يوجد تطور لاحق للزورفان هو العقيدة "المزدكية" التي أسسها مزدك المنشق عن المانويين، فتساوي النور والظلمة عنده هو أصل الوجود..بمعنى أن تفاعل متساويين هو أصل نشوء وبقاء الحياه، وهو قول سياسي بالمناسبة ساوى فيه بين البشر جميعهم ، مما دفع بعض المعاصرين لوصف المزدكية أنها (أول دين اشتراكي) في التاريخ، ومُلهِمة جدا لفلسفة اليسار، ويقال أن يسار الثورة الإيرانية سنة 79 اتهم بعضهم بالمزدكية.
بحلول القرن السابع الميلادي وبعثة الرسول في مكة كانت بلاد فارس زورفانية مزدكية معا..أي أنها زرادشتية صحيح لكنها زرادشتية متطورة عن التي كانت سائدة في العصر الإخميني والهلليني، والتطورات التي لاحقتها سمحت بتفسير جديد للإسلام بعد دخوله في تقديري هو السائد في العصر العباسي الأول المشهور في التاريخ بعصر الموالي والفرس، وهو الذي شهد أول حركة فكرية روائية صنعت تراث المسلمين، ومن وجهة نظري لا يمكن فهم أفكار المذاهب المسلمة التي صيغت في هذا الزمان (فكريا ومنهجيا) دون فهم المزدكية والزورفانية معا.
ورأيي أن مبادرة علماء الفرس بفهم الإسلام عقليا قبل أي شعب آخر هو لطبيعة المزدكية بالأساس، فمصر كانوا أقباطا والعراقيين كلدان والشام سريان، وجميعهم مسيحيين محافظين وملزمين باعتقاد الكنائس، أما مزدكية فارس فكانوا مهتمين أكثر بالتواصل الاجتماعي والسعادة التي نتجت باتحاد النور والظلمة لإيجاد الكون، أي أن الكون عندهم سعادة بالأساس، والإنسان السعيد هو الأكثر قدرة على التفكير بشجاعة وحرية دون اعتبار لعامل الخوف..
كذلك فعلماء الفرس كانوا أقل اهتماما بالشكليات الدينية، ونظروا للدين على أنه طاقة عقل وتأمل وإصلاح اجتماعي – نفس المنهج المزدكي – وباعتبارهم حركة إصلاحية فارسية فهم كانوا ثوار على الظلم الطبقي وفساد رجال الدين كأي حركة إصلاحية في التاريخ..
الزورفانية انتهت لأسباب لا أعلمها..لكن المزدكية - ورغم أن أتباعها اندثروا ولم يبق منهم سوى قليل من الزرادشتيين - لكن أفكارهم ما زالت باقية ملهِمة ، ورأيي أن الصحابي "سلمان الفارسي" كان متأثرا بهم ، يحكي علي الوردي في كتابه "وعّاظ السلاطين" أن سلمان كان نصيرا للفقراء ليس فقط لفقرهم ولكن لأنه يعتقد أن الغنى الفاحش كالفقر الفاحش، كلاهما يؤديان لضياع الدين، وهي وجهة نظر مزدكية تعني أن تحسين حياة الناس الاقتصادية هي شرط ممارستهم للدين والفكر.
منشقة عن الزرادشتية القديمة، وأهم معتقداتها (الزمن اللانهائي) أي لا وجود لخالق عندهم، وانشقاقها عن الزرادشتية بسبب قول الزرادشتيين أن "أهورا مازدا" رب النور والخير خلق "أهريمان" رب الظلام والشر..فاعترض الزورفانيون وقالوا أن كلاهما توأم متساوي القوة..وأبناء لقوة عليا تدعى "زورفان" هي أصل الوجود.
نشط الزورفانيون خلال العصر الهلليني، ويحتمل أن قولهم بلانهائية الزمن هو لاحتكاكهم مع الفلسفة اليونانية الهللينية بعد غزو الإسكندر بلاد فارس، لكن ظلوا في إيران مضطهدين ومعارضين لا يمثلون رؤية السلطة والدين والمجموع
لكن مع بداية العصر الساساني في القرن الثالث الميلادي سادت رؤيتهم تعاليم الزرادشتيين، وأصبحت شعوب ما وراء النهرين تساوي بين قوتي النور والظلمة، لاحظ أن فلاسفة إيران الإسلاميين هم أول من قالوا بلانهائية الزمن المشهور وقتها بعقيدة (قدم الكون) كالفارابي وابن سينا وأبو بكر الرازي، فهؤلاء لم يأتوا بعقيدة جديدة..ولكنها الدين المشاع في بلاد فارس وقتها..حتى مع دخول الإسلام بلاد فارس مزجوا بين تعاليمه وبين تعاليم الزورفان الزرادشتيين في السابق..
يوجد تطور لاحق للزورفان هو العقيدة "المزدكية" التي أسسها مزدك المنشق عن المانويين، فتساوي النور والظلمة عنده هو أصل الوجود..بمعنى أن تفاعل متساويين هو أصل نشوء وبقاء الحياه، وهو قول سياسي بالمناسبة ساوى فيه بين البشر جميعهم ، مما دفع بعض المعاصرين لوصف المزدكية أنها (أول دين اشتراكي) في التاريخ، ومُلهِمة جدا لفلسفة اليسار، ويقال أن يسار الثورة الإيرانية سنة 79 اتهم بعضهم بالمزدكية.
بحلول القرن السابع الميلادي وبعثة الرسول في مكة كانت بلاد فارس زورفانية مزدكية معا..أي أنها زرادشتية صحيح لكنها زرادشتية متطورة عن التي كانت سائدة في العصر الإخميني والهلليني، والتطورات التي لاحقتها سمحت بتفسير جديد للإسلام بعد دخوله في تقديري هو السائد في العصر العباسي الأول المشهور في التاريخ بعصر الموالي والفرس، وهو الذي شهد أول حركة فكرية روائية صنعت تراث المسلمين، ومن وجهة نظري لا يمكن فهم أفكار المذاهب المسلمة التي صيغت في هذا الزمان (فكريا ومنهجيا) دون فهم المزدكية والزورفانية معا.
ورأيي أن مبادرة علماء الفرس بفهم الإسلام عقليا قبل أي شعب آخر هو لطبيعة المزدكية بالأساس، فمصر كانوا أقباطا والعراقيين كلدان والشام سريان، وجميعهم مسيحيين محافظين وملزمين باعتقاد الكنائس، أما مزدكية فارس فكانوا مهتمين أكثر بالتواصل الاجتماعي والسعادة التي نتجت باتحاد النور والظلمة لإيجاد الكون، أي أن الكون عندهم سعادة بالأساس، والإنسان السعيد هو الأكثر قدرة على التفكير بشجاعة وحرية دون اعتبار لعامل الخوف..
كذلك فعلماء الفرس كانوا أقل اهتماما بالشكليات الدينية، ونظروا للدين على أنه طاقة عقل وتأمل وإصلاح اجتماعي – نفس المنهج المزدكي – وباعتبارهم حركة إصلاحية فارسية فهم كانوا ثوار على الظلم الطبقي وفساد رجال الدين كأي حركة إصلاحية في التاريخ..
الزورفانية انتهت لأسباب لا أعلمها..لكن المزدكية - ورغم أن أتباعها اندثروا ولم يبق منهم سوى قليل من الزرادشتيين - لكن أفكارهم ما زالت باقية ملهِمة ، ورأيي أن الصحابي "سلمان الفارسي" كان متأثرا بهم ، يحكي علي الوردي في كتابه "وعّاظ السلاطين" أن سلمان كان نصيرا للفقراء ليس فقط لفقرهم ولكن لأنه يعتقد أن الغنى الفاحش كالفقر الفاحش، كلاهما يؤديان لضياع الدين، وهي وجهة نظر مزدكية تعني أن تحسين حياة الناس الاقتصادية هي شرط ممارستهم للدين والفكر.