شهد الشهود والشهادة: الحضور مع المشاهدة، و أن الشهادة تكون عن شهود. ويقال: أشهد بكذا،
دلالات كلمة أشهد أن محمد رسول الله

محمد صادق في الإثنين ٢٨ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

دلالات كلمة أشهد أن محمد رسول الله

خطبة كلمة شهد فى القرءآن   يناير25

 

مقدمة: ذكرالجذر الثلاثى اللغوى "شهد" فى القرءآن 160 مرة وإستُعملت فى 9 مُشتقات.   

من معانى كلمة شهد:         

شهد الشهود والشهادة: الحضور مع المشاهدة، و أن الشهادة تكون عن شهود. ويقال: أشهد بكذا، ولا يرضى من الشاهد أن يقول: أعلم، بل يحتاج أن يقول: أشهد.

القانون المدنى حدد شروط قبول شهادة أى شاهد بثلاث متطلبات حتى تُقبل شهادة هذا الشاهد، فإن إكتملت الشروط فتقبل الشهاة وفى معظم الأحيان يكون لها أثر فى مسار القضية المنظورة. وإذا لم تكتمل الشروط فتعتبر الشهادة ضعيفة يؤخذ بها أو لا يؤخذ بها لعدم إكتمال الشروط المطلوبة.هذا فى الحياة الدنيا فما يكون مصير شاهد لا تتوفر فيه هذه الدلالات يوم الوقوف فى المحكمة الربانية أمام الملك الواحد القهار والذى ليس لك عودة ولا يوجد من يدافع عنك وليس لك رجعة حتى تصحح شهادتك مع العلم أنه هناك شاهد عليك هو كتاب أعمالك الذى لا يأتيه الباطل لأنه بيد كتبة كرام بررة يعلمون ما تفعلون. فيجب علينا قبل فوات الآوان أن نصحح ما لدينا من علم بمعنى كلمة اشهد ومتطلبات الشهادة التى ستسأل عنها يوم التغابن يوم الحساب.

يقول الله سبحانه " { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } (سورة الأَنعام 38)

وقال ايضا " { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا .. } (سورة النبأ 29)

نرجع إلى كتاب الله الذى ما فرط فيه من شيئ نجد أن كلمة أشهد لها دلالات لكى تتحقق معنى الشهادة تطابق تماما ما جاء فى القانون المدنى البشرى من دلالات، ومن أكثر من قرنين من الزمان ذكر الله سبحانه شروط الشهادة المقبولة  بثلاث دلالات وهى المشاهدة بالسمع والبصر والحضور أو التواجد ، وأن القرءآن الكريم حدد هذه الدلالات بصورة غير مباشرة لا يستنبطها إلا المتدبر فى آيات القرءآن الكريملذلك يقول سبحانه:

{ قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) (سورة طه 46   : المشاهدة

الحضور: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) (سورة الحديد 4

من هنا نستطيع أن نقول أن الشهادة لها ثلاث شروط السمع والبصر و الحضور أوالتواجد .فحين أقول أشهد لا بد أن يتوفر شروط السمع والبصر وأيضا التواجد أوالحضور.

والآن نقوم بإستعراض بعض آيات من القرءآن الكريم لنرى كيف نفهم هذا المصطلح القرءآنى:

مثال أول :فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه"البقرة 185

 فهنا يشطرط أن يكون سمع ورأى دليل بداية الشهر وأيضا يجب أن يكون حيا يرزق وهو الحضور والتواجد".

  مثال ثانى: وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ 12:26

تدبر كلمتى وَشَهِدَ شَاهِدٌ  تعطى كل الدلالات لمعنى الشهادة وقبولها.

مثال ثالث:" قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ" 21:61

شرط الحضور أو التواجد يتمثل فى " فَأْتُوا بِهِ"  و شرط المشاهدة يتمثل فى "عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ" السمع والبصر.

 شهادة اللله : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ 3:18

لو طبقنا شروط ودلالات كلمة شهد نجد أنه تنطبق على الله سبحانه وتعالى لقوله "أَسْمَعُ وَأَرَى ومَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ "مع العلم أنه سبحانه هو الذى شهد وهو الحق المطلق. 

والآن ننتقل إلى كلمة " إعلم" التى جاءت فى سورة محمد آية 19 بخصوص الشهادة:

فَاعْلَمْأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُوَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ...... "  (سورة محمد 47:19

هنا قال " فَاعْلَمْ " ولم يقل " فآشهد " لماذا ؟

دلالات كلمة شهد تفيد العلم بالشيئ الذى تشاهده فهنا الله سبحانه فى موقف المكذبين والمنافقين فلا بد أن يكون العلم حاضر لإثبات وحدانية الله . ومجرد ملاحظة عددية، نجد أن رقم السورة 47 ورقم الآية 19 ، هذه ليست صدفة ولكن الإعجاز فى هذه الآية التى تثبت وحدانية الله سبحانه نجد: 47 رقم السورة + 19 رقم الآية = 66 وهو القيمة العددية لكلمة " الله ".

سؤال :

     كيف نفهم معنى "أشهد أن محمد رسول الله" وفق تعريف كلمة شهد ودلالاتها مما سبق؟ أو بمعنى آخر نحاول تطبيق متطلبات الشهادة الثلاثة على هذه المقولة.

اقول والله أعلم، مما سبق من شروط الشهادة المقبولة لا تنطبق على كل مسلم عامة، إنما تنطبق الشروط على من عايش ورأى وسمع وتواجد حيا أثناء حياة الرسول الكريم فمطلوب منهم أن يشهدوا بأن محمد رسول الله. أما بعد وفاته وبعد قرنين على الأقل من الزمان لا تنطبق هذه الشهادة الآن لعدم توافر الشروط ودلالات الشهادة الصحيحة المقبولة.

إذن ما هو الحل؟ نرجع إلى كتاب الله ونجد الحل الذى أمر به رب العباد. فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد الآتى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ ...."النساء 136

{آمَنَالرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ } (سورة البقرة 285)

مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } (سورة آل عمران 179)

{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ  } (سورة الأَعراف 158)

وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ  } (سورة المائدة 111)

الخلاصة: أن أؤمن بأن محمد رسول الله كما أؤمن بجميع الرسل والأنبياء عليهم جميعا افضل السلام ولا أقول أشهد ولكن أشهد فقط بأن لا إله إلا الله.

فى الختام أقول هذا تدبرى وفهمى الشخصى ولا ألزم به أحد ....والله أعلم.

صدق الله العظيم..

 

اجمالي القراءات 10471