شن الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث باسم "الدعوة السلفية"، هجوما حادا على الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء ونائبه الدكتور على السلمي، ردًا على البيان مجلس الوزراء الذى هاجم فيه الإسلاميين، على خلفية الشعارات التي رفعوها في مليونية "الإرادة الشعبية" يوم الجمعة 29 يوليو الماضي.
وشبه الشحات بيان مجلس الوزراء بخطابات العقيد الليبي معمر القذافي، وقال إنه "تم كتابته بلغة تنافس لغة "القذافي" استعلاءً، وهوجائية، وسيرالية، وحاول أن يرد على "جمعة الهوية الإسلامية"، والتي بعثت رسالة تؤكد على أن : "الهوية المصرية إسلامية". فرد عليها صاحبنا فقال: "إن هويتنا مصرية"! فى حين أن المعلوم أن الهوية تمثل اختيارًا ثقافيًا محددًا، وليس جغرافيًا".
وكان الشحات في بيان له تحت عنوان " امسك.. "عدو الهوية الإسلامية مختبئ في مجلس الوزراء" أثار انتقادات واسعة بين الإسلاميين بسبب اللهجة غير المعهودة في البيانات الحكومية منذ الثورة، ومثل أول صدام علني بين الطرفين، بسبب اللغة التي صيغ بها واعتبرها المنتقدون تعكس استعلائية كاتبه.
واعتبر الشحات أن اللهجة التي صيغ بها البيان دليلاً على تصاعد العداء الحكومي تجاه الهوية الإسلامية، مضيفًا: "إننا وجدنا خصمًا محددًا للهوية الإسلامية، وعرفنا عنوانه على وجه الدقة.. وهو: "مقر مجلس الوزراء" الذى سخر فى بيانه من الشعارات التى رفعت يوم "29/7"، واعتبرها خطرًا داهمًا"
وعبر المتحدث عن استغرابه مما أثاره البيان حول رفع "العلم السعودي" من قبل متظاهرين خلال مليونية "الإرادة الشعبية"، باعتباره نوعًا من "التلكيك"، وأن الأمر لا يعدو قيام بعض الأفراد بشراء العلم الذي يحمل شعار التوحيد وليس هناك دوافع أخرى، في الوقت الذي لم يعلق فيه المجلس على التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني.
واستدرك قائلاً: "أما شراء أفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة للافتات جاهزة مِن محلات كُتبت عليها كلمة الشهادة على خلفية خضراء، وهوما جعل البعض يقول أنه عَلَم السعودية قهذا نوع مِن "التلكيك" نتوقعه من نشرة الأخبار في قناة "ساويرس" مثلاً لا مِن "بيان مجلس الوزراء"؛ إلا إذا كانت المسافة بين الاثنين قد تلاشت أو كادت!, رغم أن "مجلس الوزراء" المكرم لم يعلق على مَن نادى بالتدخل الأجنبي الأمريكي، بل الإسرائيلي! وأظن أن هذا أكبر مِن حمل شخص لعلم بلد شقيقة -"حتى هذه اللحظة وبمقتضى الدستور الحالي".
ولم يعف الشحات رئيس الوزراء من المسئولية عن البيان حتى وإن لم يكن قد اطلع عليه بحسب ما تردد، قائلاً: "هناك من قال أن البيان صدر دون علم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وهو ما يعد مصيبة أعظم لو أن نائب رئيس مجلس الوزراء أصدره من دون علم رئيسه".
ورأى أنه في هذه الحالة "سيكون الدكتور شرف استنسخ جمال مبارك آخر في أيام معدودة، ويكون عندنا رئيس مجلس وزراء معلن، وآخر متخف تحت لقب النائب؛ إلا أنه أكثر نفوذًا مِن الأصلي! في إشارة إلى الدكتور علي السلمي الذي عين الشهر الماضي نائبًا لرئيس الوزراء خلفًا للدكتور يحيى الجمل.
وأضاف: أما إذا كان كاتب البيان شخص ثالث غير رئيس مجلس الوزراء ونائبه "فعار.. لا ندري: هل يكفي لغسله استقالتهما واعتزالهما الحياة السياسة أبد الدهر أم لا بد فيه مِن أن يلحقا بـ"مبارك"، و"نجليه" في ذات القفص الذهبي؟!