قصة قصيرة :

الحاج حسن سوبيا راجل بسيط لا يعرف القراءة والكتابة ، وعنده عربية تروسيكل بيبيع عليها عرقسوس وسوبيا على شط بحر إسكندرية ،وعنده  3 بنات و4 اولاد ،ولد وبنت إتجوزوا والباقى لسه منهم من حصل على دبوم تجارة وزراعة ومنهم  اللى لسه فى التعليم الإبتدائى ، والدنيا ماشية معاه يوم حلو ويوم مُر واللى جاية اقل من اللى رايح وأهى ماشية .  وفى يوم من الأيام قاعد على القهوة مع جاره وصاحبه من ايام الطفولة الحاج محمود عجوة ،وبيشتكى له عن المعيشة الصعبة وأن بنته جالها عريس ومش عارف حيجهزها منين .

 فرد الحاج محمود عجوة وقال له إسمع يا حسن ، انا طالع كندا الشهر الجاى  ـ كل سنة بأروح المعرض الدولى هناك فى تورنتو  بشوية موبيليا بنعرضهم وربنا بيكرمنا فيهم وبنعمل لنا عقد ولا إتنين  نصدر لهم كم أوضة كده طول السنة  ، فإيه رأيك أخدك معايا  شهرين كعامل من العمال آكل شارب نايم على حسابى  اسبوعين قبل المعرض وشهر المعرض واسبوعين بعده بنلم حاجتنا وعقودنا وأوراقنا ونرجع ،وحتاخد لك فيهم 10 – 15 الف جنيه ينفعوك فى جواز البت ؟؟؟

فرد عليه حسن سوبيا وقال له ، إيدى على كتفك يا محمود ،وده جميل عمرى ما حانسهولك ابدا .

فرد محمود وقال له جميل إيه يا راجل إحنا إخوات ، وبنتك زى بنتى . المهم تروح بكرة تطلع جواز سفر وتجيبهولى على طول علشان الحق اجيبلك الفيزا عليه .

 حسن سوبيا حاضر. وفى يومين طلع الباسبور مستعجل ، وفى إسبوع جابوا الفيزا ، وأسبوع بعده وسافر حسن سوبيا مع محمود عجوة ووصلوا لتورنتو كندا .

ولما وصل حسن سوبيا لتورنتو .ونزل فى الفندق ،ومشى فى الشوارع ،وراح على البحيرة ، وطلع البرج ، وراح المعرض لتجهيز مكان عرض الموبيليا وشاف الجو العام من هدوء فى الشوارع رغم الزحمة ، وأدب الناس مع بعض ، وكل واحد فى حاله ، وأن ظابط الشرطة موجود ومش موجود فى نفس الوقت يعنى لخدمة الناس ومش للكماين والتنكيد والغطرسة عليهم ، وادب وجمال الحياة والمعاملات بين الناس ، وأن المعاملات فى المعرض فى البيع والشراء وعقد الصفقات تتم بسرعة وبهدوء وسلاسة ومن غير سرقة ولا رشاوى ولا فتح عينك ولاغيره . الراجل حصلت له حالة من الإنبهار والذهول ومخه إتشقلب  وحلف بالطلاق ما هو راجع وما هو سايب البلد دى (كندا ) حتى لو شنقوه ، وقال انا فى مصر طالعة روح أهلى ومش مكفى عائلتى ومتبهدل مع الناس ومع البوليس  ومع المخبرين وأمناء الشرطة والبلدية على الشط ومع الكل كليلة ، لا انا خلينى هنا حتى لو حأشتغل عامل فى شركة نظافة .وأقسم الرزق اللى ربنا يبعتهولى بينى وبين عيالى فى مصر .

 وتانى يوم  راح على محل ملابس جارهم فى المعرض صاحبه مصرى مقيم فى كندا ،وقال له إسمع يا استاذ مكرم  انا عايز منك خدمة ،

 إتفضل يا حاج حسن –خير ؟؟

انا عايز أقعد فى البد دى على طول ومش عارف اعمل إيه ؟؟

مكرم  - يعنى  إيه عايز تقعد على طول  ، انت جاى بفيزا مؤقتة ومش من حقك تقعد على طول ؟؟

حسن سوبيا  – انا عارف  ، لكن انا عايزك تقولى اعمل إيه علشان اقعد على طول ؟؟

مكرم – مفيش غير إنك تقدم على لجوء ، وده لازم يكون له سبب وسبب قوى ومُقنع علشان يوافقوا .

حسن زى إيه ؟؟

مكرم – طيب خلينا آخر النهار بعد المعرض نتقابل فى القهوة وأشرح لك الموضوع .

حسن سوبيا –حاضر وشكرا وربنا يخليك يا استاذ مكرم .

 وفى المغرب  إتقابلوا فى القهوة . وبدأ مكرم .وقال له  إسمع يا حاج حسن . الحياة هنا شكلها حلو لكنها صعبة جدا جدا وما يغركش المظهر بتاعها فلازم تفكر كتير قوى قوى  قبل ما تقرر انت عايز تقعد ولا عايز ترجع .

حسن سوبيا – يا عم مكرم انا حلفت بالطلاق ما انا راجع حتى لو شنقونى هنا .  مكرم – ههههههههه  للدرجة دى ؟؟

طيب يا سيدى .. إسمع بقى  لازم تقدم على لجوء ولازم يكون فى سبب قوى .

حسن زى إيه ؟؟

مكرم . لجوء سياسى . يعنى فى مشكلة بينك وبين  الدولة .وده غير متوفر لأنك رجل عادى وكمان  لا بتقرأ ولا بتكتب وما لكش فى السياسة ،يعنى مش حينفع ..     

  أو لجوء دينى . يعنى تقول لهم إنك عايز تستنصر يعنى تسيب الإسلام وتبقى مسيحى  وخايف على نفسك لو ده حصل يقتلوك . فرد حسن . وقال اعوذ بالله لا طبعا .

أو أنك تقول إن ما لكش فى الجواز والستات  ،بس ده مش حينفع علشان انت راجل متجوز من 30 سنة وعندك اولاد ومراتك معك . يعنى الموضوع فشنك  ههههههه ...

 فرد حسن سوبيا وقال له . بص يا استاذ مكرم . انت تتم جميلك وتدلنى على المكان اللى بيقدموا فيه على اللجوء وانا حأتصرف . فقال له حاضر بعد المعرض ما يخلص حاجى وأخدك وأوديك على هناك .. وبالفعل . راح معاه وملأ الإستمارة له وقدم له الطلب ، وتحددت له جلسة إستماع مع القاضى ،والمحكمة إنتدبت له محامى عربى ومُترجم عربى ، وبدأ القاضى يسأله ، انت عايز تقيم فى كندا ليه ،وأسئلة أخرى  وهو كل اللى على لسانه . على الطلاق ما انا ماشى من البلد دى حتى لو شنقتونى . والمحامى والمُترجم يضحكوا ومش عارفين يترجموا للقاضى من الإحراج ، والآخر ترجموا له والقاضى يضحك ،وفى الآخر وافق على إعطاءه حق اللجوء والإقامة نظرا لإصراره وعُمره ومن باب الرحمة  التى  تتمتع بها كندا ..

و قالوا له من حقك انك تجيب زوجتك وأولادك اللى تحت ال21 سنة  ويعيشوا معك هنا . وإشتغل الحاج حسن سوبيا فى شركة نظافة صاحبها عربى وبدأ يلقط له كلمة إنجبيزى من هنا على كلمة من هناك وعاش وسلك نفسه ولما بيحتاج مقابلة فى البنك ولا فى أى مكان بياخد واحد عربى معاه يترجم له وأهى ماشية .  وبعد سنتين جاب اولاده وزوجته .وكل ما يروح يتأجر شقة يقولوا له لا العدد كتيرعلى الشقة ولازم تاخد بيت ، وينصحوه انه يبعد بعيد عن تورنتو ويروح يعيش فى مدينة ريفية علشان يقدر يلاقى بيت بإيجار معقول يقدرعليه وتكون تكاليف الحياة ارخص شوية وخاصة ان اولاده صغيرين وفى سن المدارس ومش حيقدروا يشتغلوا دلوقتى ، والخدمات هنا زى هناك ، فرفض وحلف بالطلاق إنه لازم ياخد لهم احسن بيت ، ويفرشه احسن فرش ويجيب لهم أحسن وأغلى عربية وأحسن ملابس . فنصحوه اصحابه فى السكن وقالوا له يا عم حسن الحياة مش كده ولازم تهدى شوية ،وتفكر فى مصلحة ولادك ،وفى تعليمهم الأول ويخلصوا على خير ، وبعدين هم يطلعوا السلم وحده وحده ويشقوا طريقهم بمعرفتهم ، فقال ابدا علىّ الطلاق ما يحصل لازم اشترى احسن بيت وأغلى بيت وافرشه اغلى فرش . قالوا له انت حُر . فراح على مكتب عقارات عربى ، وقال لهم انا عايز اشترى بيت واسع وكبير ويكون أحسن بيت وتفرشوه لىّ أحسن فرش . فردوا عليه . ده حيبقى غالى قوى قوى وانت دخلك لا يسمح بكده وحيترفض  تمويله من البنك . فقال لهم ، امال انا جاى لكم انتوا ليه ،ما هو علشان تساعدونى .فبعد هات وخُد وشد وجذب قالوا له .البنك رفض تمويل شراء البيت  لكن فى حل .  فى شركة حتشتريلك البيت وتموله لكن بفائده اكتر من البنك . يعنى البنك بياخد 3% سنويا ،لكن الشركة حتاخد 20% ، ولازم انت وأولادك  اللى فوق ال18 سنة وزوجتك يمضوا  معك على عقود الشركة والبيت والقسط على 40 سنة وبفائدة ثابتة والبيت حيكون  بتاع الشركة لمدة 40سنة  لغاية لما تسددوا تمنه  وبعدين تنقلوا ملكيته لكم ،فوافق وتمت إجراءات البيع والشراء ، وفرشوا له البيت كمان ،وإشتروا له سيارة مرسيدس آخر موديل . وأصبح مدين هو وأولاده ب 6 مليون دولار . بعد ما كان عايش عادى ومش مديون لأى حد  بأى دولار . اصبح مديون بملايين الدولاارات وقضى على حاضره وحاضر أولاده ومستقبلهم  ومستقبل  أحفاده وقطم ظهورهم وأدخلهم فى فقر مّدقع ، وطلع ولاده من المدارس علشان يشتغلوا علشان يقدروا يسددوا القسط ، وجعل حياتهم كلها بؤس فى بؤس  وشقاء ونكد وخلافات وصراعات وخناقات على  اتفه شىء و على أى شىء .

 فهل هذا شخص سوى وعقله سليم  ، وهل يؤتمن على نفسه أو على اولاده وعلى مستقبلهم  ؟؟؟

اعتقد لا وألف لا .

 فهذا ما فعله (السيسى ) بالضبط فى زيادة ديون مصر حتى وصلت من 16 مليار دولار فى 2013 إلى ما يقرب من  ال 200 ملياردولار الآن . ومن نصف تريليون جنيه دبن محلى داخلى  إلى ما يقرب  4 تريليون جنيه  بمشاريع ومؤتمرات  الفشخرة والفنكوش وبناء السجون والرأى الواحد ،وعدم الإستماع لنصائح الحكماء والخبراء . وآخر سفاهاته هو بناءه لأكبر مسجد وكنيسة وفندق فى الشرق الأوسط  بالعاصمة الإدارية الخاوية على عروشها من السكان ،وأقرب منطقة سكنية منها تبعد عنها 60 كم ، وبإجمالى ديون مستقبلية لتكلفة بناء المدينة  سيبلغ 100 مليار دولار على الأقل !!!!!!!!!!!!!!..

 ومصر طبقا لكل الأرقام المحلية والدولية دولة تحت خط الفقر بمراحل وأصبح 80% من سكانها يعيشون تحت معدلات خطوط الفقر ، وتحتاج إلى ترميم كل منشئاتها التعليمية والصحية والخدمية ، وعندها فقر رهيب فى الإنتاج الزراعى . وإعترف السيسى نفسه فى أكثر من مرة وقال (( إحنا دولة فقيرة قوى )) . طيب يا أيها الفقير قوى  الا يجب عليك أن تستمع لنصائح الخبراء وتستخدم مواردك المحدودة فى الحفاظ على ما هو بين يديك أولا ثم تبدا فى التنمية درجة درجة ،وبالأهم فالمهم ، أم تستنزف كل ثروات الدولة ومواردها ومدخراتها  على مشروعات وهمية لا طائل منها ، وتُدخل البلاد فى ديون داخلية وخارجية ستقضى على الجيل الحالى و10 أجيال قادمة على الأقل وستجعل كل دخلهم  يستخدم فى سداد ديون أجدادهم  فقط ؟؟؟؟ 

  اعتقد أن (السيسى ) والحاج ( حسن سوبيا ) لا يختلفان فى تخلفهما  العقلى ،وجهلهما وسفههما   ،ويستحقان الحجرعليهما فورا لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه ، وإلا فالدمار والخراب  وكسر ظهر الأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد قادم لا محالة ..

مصلين مسجد العاصمة الإدارية الجديدة  فى صلاة الجمعة . عساكر الجيش والأمن العسكرى بالأمر لأنه لايوجد سكان هناك وكما قلت أقرب حى سكنى منه على بعد 60 كم .