نقد حكاية جوستين لدى ساد

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ٠٢ - يناير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد حكاية جوستين لدى ساد

نبدأ بطرح سؤال :

هل دى ساد مفترى أم مفترى عليه؟

كلمة المفترى المعنى الرئيسى لها هو الكذب ولكن استعمالها هنا فى الجزء الأول من السؤال هو بالمعنى العامى عند الناس وهو التجبر والطغيان ومن ثم يكون معنى السؤال :

 هل دى ساد طاغية أم مكذوب عليه ؟

دى ساد اشتهر فى عالمنا بأنه رجل شاذ فاجر رواياته كما يقولون تدعو للفجور والشذوذ الجنسى

السؤال :

 هل دى ساد كما يروى التاريخ ؟

من خلال قراءتى لرواية جوستين وهى من أشهر الروايات التى يقال عنها فاجرة فاحشة فالرجل ليس داعيا للفاحشة ولا هو يدعو لها بل أنه كما فى المقدمة يقول :

"علينا أن نحترز إذن من سفسطات خطرة لفلسفات زائفة فكم يؤدى إبراز أمثلة من الفضيلة الممتحنة مهداة إلى تلك الروح الفاسدة التى لا تزال تتقيد بقليل من مبادىء الخير إلى أن نأخذ بيدها حتى تعود إلى درب الفضيلة فيتضح لها العفاف مشرقا وتوقيره مشبعا لأنه الأساس وبيت الرجاء"ص21

وهو يعتذر عما سببه للقراء من آلام بسبب ما يرويه على ألسنة شخصياته لأنه كما يقول يذكر ذلك لمصلحتهم الممثلة فى الابتعاد عن ارتكاب تلك الآلام وهو قوله :

" هى مشاعر وجهت عملى وباعتبار بواعثها أرجو عفو القارىء على ما وضعته من فلسفات زائفة بأفمام شخوصى وما جلبته من مواقف مؤلمة لصالحه وأما ناظريه "ص22

ودى ساد لا يتورع عن وصف الخطأ بأنه خطأ وانحراف وجرم وهى عادة من يكتب للدعوة للفضيلة وليس للرذيلة لأنه لن يقول فى تلك الساعة على الرذيلة رذيلة وإنما سيجملها ويزينها كما تفعل النفوس التى يسيطر عليها الشيطان وفيها قال تعالى :

"فمن زين له سوء عمله فرآه حسنا"

والرجل يعلن أن هدفه من الحكاية هو نشر الفضيلة وأنها المنتصرة مهما طال عمر الرذيلة فى أخر الحكاية فيقول:

"عزيزى القارىء يفعمنى الأمل أن تستدر دموعك هذه الحكاية التراجيدية الفظة من بلايا الفضيلة لكن عساى أن أنال العفو من جوستين التعسة البائسة عما جلبته عليها من مصائر مفزعة وقد تجنى أنت من هذه الحكاية على الأقل الثمار نفسها التى جنتها مدام دى لورزنج كلى رجاء أن تقتنع معها أن السعادة الحقة فى حضن الفضيلة وإن كان الله قد سمح بأن تضطهد الفضيلة فى الأرض فليس لنا أن تستفهم عن مقصده فعطاياه مؤجلة على حياة أخرى لكن لا يصح كما سطر فى الكتاب المقدس أن الله يطهر الخيرين فقط كما أن الفضيلة من عطاياه "ص196

والرجل يعلنها صريحة مدوية أنه غير راض عن الأعمال الرذيلة لمعظم شخصيات الحكاية وأنه لا يفعل مثلهم فى قوله:

"ملاحظة مسطر هذا الكتاب عجوز أنيس أنيق مخلص للبيت والمدفأة يحيا فى كنف عائلة سعيدة وينفر مما يفعله معظم شخوص هذه الرواية ولا أراه يتماثل معهم قط فى كلماتهم ومسكهم "ص196

والرجل يصف جوليت بأنها منحرفة لأنها ستمتهن الغواية وهى الدعارة فيقول:

 " فأنى لمثل جوليت وقد تمنت أن تصبح سيدة بمقام رفيع مزاملة فتاة ستعيقها نزعاتها البسيطة الفاضلة؟ وأنى لمثل جوستين المخاطرة بشرفها فى رفقة مخلوقة منحرفة على وشك امتهان الغواية العامة"ص25

والرجل يصف رباط الزوجية بكونه مقدس فى سرده ولو كان رجلا فاجرا ما تحدث عن الزوجية على الإطلاق ولكنه كان سيزين الزنى  وهو ما لم يفعله وإنما قال :

" كما ظلت تصب السخرية على معتقد جوستين الزاعم بأن رباط الزوجية المقدس هو الحرى بسعادة الفتاة الشابة؟ص24

وهو يصف سفيرنو بأنه كالحيوان المفترس عند شهوته فى قوله:

"لم يعد سفيرنو قادرا على كبح جماح نفسه وكحيوان يستعد لافتراس ضحيته"ص91

كما أنه يصف الشهوة بالمجنونة فى قوله:

"ثم انطلق بشهوة مجنونة يجلدها بكل ما أوتى من قوة ص91

كما يصف حياة الخلاعة بالحياة المستهترة فيقول:

"ولم تكن الكونتيسة بريساك تجهل طابع حياة ابن أخيها المستهترة وتفعل ما تستطيع لتعيده إلى درب الفضيلة ص57

 وهذه الأوصاف ليست أوصاف إنسان يزين الشرور فلو كان يزينها ما أطلق عليها أوصاف الحيوانات والجنون والاستهتار

من هذه النصوص وغيرها فى الحكاية يتبين أن هناك شىء خاطىء فدى ساد ليس كما هو مشهور عنه فاجر ويدعو للشذوذ الجنسى وإنما ما أشيع عنه واتهم به سببه أن رواياته أو حكاياته كلها سب وتشهير بأكثرية الطبقة الغنية وهى الطبقة الفاجرة التى تمتهن كل الموبقات الزنى والاغتصاب والشذوذ والقتل والسرقة والنهب

من أمثلة ما كتبه ضدهم :

قول أحد الأغنياء الذين طلبت جوستين مساعدتهم:

 " بأى حق إذن تتوقعين من الأغنياء مساعدتك إن لم تسهرى على خدمتهم ؟

بأى طريقة تتوقع منى خدمتهم ؟ فلا اتمنى ما هو أفضل من أداء صحيح" ص28

 فالرجل الغنى يطلب الزنى مقابل المساعدة  وعندما لم يحصل على ما طلب أراد أخذه بالقوة وهو قول دى ساد :

" أكثر ما أملت فيه جوستين استعطاف رجل يجد بحزنها حافزا أكبرا لعاطفته وقرر الرأسمالى مشتعلا بمرارة صرخاتها أن تمضى الأمور حالا إلى مستقرها نهض فى حالة ضاع فيها عقله ولن تكون أى مقاومة غير مهماز لهذيانه فأرقدها وهو يحضنها بوحشية يشيح يديها بعيدا وكانتا تعيقانه وبالتناوب آذاها أشبع غروره لاطفها ضغطها عضها مزيج غريب من اللذات ولو كان السيد ديبور شغفا لدنس عفتها بالتأكيد لكنها مدينة بحريتها لاندفاع الرجل فعلى الرغم من التأجيل والصعوبة الناجمة عن ارتباك مشاريعه استعجله هياج رغبته على نحو غير متوقع فانطفأت فجأة قوة عاطفته كانت دهشته عظيمة وخيبة أمله عنيفة حتى أنه لام جوستين على ضعفه فآذاها بغطرسة أكبر "ص32

ويصف أحدهم فيقول :

"ولم تكن الكونتيسة بريساك تجهل طابع حياة ابن أخيها المستهترة وتفعل ما تستطيع لتعيده إلى درب الفضيلة لكنها تفعله بكثير من الصرامة وكى يغيظها منح نفسه كليا لملذاته بانغماس كبير"ص57

وهذا الرجل تآمر على قتل عمته كى يرث مالها ولما رفضت جوستين قتلها ربطها فى الشجرة وأخافها بالكلاب  وهو قول دى ساد:

" ربطاها فى الشجرة بحبل لف حول ساقيها لكن تركا ذراعيها حرين لمقاومة الكلاب  سر الكونت بتعبير الفزع على وجهها فسار حولها يقرصها قال فطور رائع سهل الهضم لكلابى  صرخ فى تابعه كله جاهز أطلق سراحها

 فك الكونت قيود الكلاب ثم هشها إليها فهجمت على جوستين فى هياج مسعور مزمجر حاولت دون طائل كبح غمارها لكنه لم يكن ليزيد عضاتها إلا سعارا فجأة صرخ الكونت فيها من باعث باطنى لديه بأن تكف فورا وإلا لكانت مزقت جوستين إربا  قال يكفى سلسلوا الكلاب ودعوا الساقطة تلاقى حتفها ثم قام بفكها وهو يقول متزلفا كما ترين تريز فالفضيلة رفاهية غالية ألا تظنين أن ألفى دولار كانت تساوى أكثر مما كسا جسمك من عضات؟ غمر الألم الذى شعرت به جوستين كلماته فسقطت عند قدم الشجرة فاقدة الوعى ص68

وهو يبين على لسان شخصيته الغنية أن المجتمع فاسد وهو يدمر الفضيلة فيقول :

"رد على كلماتها الورعة لا تتخيلى يا تريز أن العطف الذى أظهرته معك لأنى أقدر الفضيلة على الرذيلة  لا تتخيليه قط  تخدعين نفسك ففى مجتمع فاسد لا تجدى الفضيلة نفعا لكن مجتمعنا ليس كذلك وكى نضعف من يتبعونها يستلزم الأمر إما أن نتميز بالفضيلة أو ندمرها كليا"ص73

ويبين دى ساد أن محارب الرذيلة من الأغنياء واقع فى الرذيلة وأن خطابه عن الأخلاق سيقوده لتولى منصب رفيع كمنصب رئيس الدولة وهو قوله:

" قام السيد هكتر دى كورفليه بعمل تحقيق مفصل عن ممارسات القضاة ووسائلهم المحتالة عديمة الضمير وكذلك المسئولين الأصغر وأثارت فضائحه وكفاءته خميرة من السخط الأخلاقى فتحت الأمة عينيها دهشة من وجود هذه الأحوال ولو أنها موجودة منذ عهد سحيق فأنشأوا جلبة عظيمة لتبنى حملة تنظيف للبلد وألقى فى المجلس التشريعى خطابا كان قمة الإنجاز فى مهنته خطابا سيخلده إلى أخر الذرية التى ستعتبره عينة من ألمع خطباء العالم خطابا كان يجمع قوته الدافعة كليا كلما تقدم ثم يصل ذراه عند الخاتمة حيث يقول يا أصحابى إن ينوع الجريمة كالرعد نيران خداعة تزين الجو لحظة لكن لتندفع على جحيم الموت فهى تبهر التعساء فقط  خطاب جلب الفزع حقا وبدا محتما أن السيد دى كورفيليه قد يصبح تالى رئيس للجمهورية الجديدة لكن هذه القمة التى رقى إليها راحت فى الأسابيع التالية  فقد ذاع هذا الطقس الأخلاقى الذى التف به كالعدوى إلى خليلته جوليت فأخبرته عن عزمها هجره حيث يعيشان الخطيئة ولا تجمع بينهما رابطة الزواج القدسية ترافع ضدها قال إن الوقت لم يتأخر ليعوضها فات"ص191

الحكاية لا يمكن أن يؤلفها رجل فاجر فالفاجر هو من يزين الفواحش ولكن الرجل فى الرواية يفند ويضعف المذاهب الفاسدة

الحكاية منذ بدايتها تعلن الصراع بين الفضيلة والرذيلة من خلال الأختين جوستين التى تتمسك بالفضيلة وجوليت التى تسير فى طريق الرذيلة لتجنى الغنى وهو قول دى ساد:

""أختان لا تشبه حداهما الأخرى الكبرى جوليت لم تبلغ السادسة عشرة لكنها حكيمة مقتدرة وبارعة كامرأة فى الثلاثين علاوة على ذلك أنها زاهية جموح وعابثة جريئة أعارها قوامها المكتنز اللدن وعيناها السوداوان جاذبية تلفت إليها الانتباه فورا فهى مثال المغناج الكاملة أما أختها الصغرى جوستين من جانب أخر فمخلوقة شابة ساذجة ومتواضعة هيابة وبينما كانت جوليت مستهترة لعوبا وغير مبدئية فالأخرى جوستين جادة كئيبة ومفرطة بعواطف مستقيمة لينة ولأن جوستين لم تنضج بعد فقد أودت بها بساطتها إلى كثير من الفخاخ والشراك تنحدران من عائلة عريقة ذات ثروة ونفوذ وكان والدهما مصرفيا بارزا فى باريس فتلقتا تربيتهما فى أحد الأديرة المشهورة فى الريف ونالتا أفضل المعلمين والرفاق والكتب والكثسر من وسائل الراحة التى يشتهى منها القليللكن قبل مرور زمان طويل ضاع كل ما لدى الفتاتين بصورة لا ترد فقد ارتمى والدهما فى فقر مدقع بعد إفلاس حاد مفاجىء  وغلبه اليأس فانتحر ومن بعده ماتت زوجته "ص23

من العبارات القليلة التى  وقع فيها دى ساد فى الفاحشة وصف جوليت بأنها حكيمة مقتدرة فمرتكب الفواحش لا يوصف بالحكمة

الحكاية هى رواية أفكار فالرجل يحارب بالفكر من خلال شخصية جوستين وأحيانا شخصيات ثانوية كالكونتيسة الأخطاء وتبرير الخطايا ومن أمثلة هذا ما يلى :

-إجراء التجارب العلمية دون أى قيود فشخصية رودن الطبيب العالم الذى يريد تشريح ابنته الحية وتبين النصوص التالية وجهة نظره السقيمة:

"رد رودن طبعا غباء أن يعيق تقدم العلوم محض اعتبارات عائلية هل سمح العظماء يوما لنفسهم بالتعرض لمثل هذه الروابط"ص78

"قال رودن لماذا ألأنها ابنتى سبب معقول ماذا تتوقع لها من مكان فى قلبى ؟ المرء رب عليه أن يسترد وديعته لم يكن حق التخلص من الأبناء موضع نقاش بين قدماء الشعوب فى الأرض" ص79

" للمرء أن يجد فى نفسه صفاقة كافية برؤية الأذى فيه إنه ليس غير مسألة تخص معتقداتى حيث أرى الأمر كله جد بسيط إن فنونى مفيدة للبشر وقتل ابنتى ضرورة لفنونى حين تقدم هذه الخدمة العظيمة لا تعود شرا بل هى أفضل يا صديقى وأذكى وأجدى من أى انفعال وحرمان المرء من ذلك هو ما سيكون جريمة"ص81

ورودن خطط مع صاحبه لعملية التشريح  وهى خطيئة وارتكب فى حق ابنته جريمة الاغتصاب والضرب مرارا وتكرارا وقد نجحت جوستين فى بث الفضيلة فى الفتاة وهو قوله:

"بهذه الكلمات المثيرة للعواطف وغيرها كثير كأمر طبيعى أينعت بذرة المسيحية الطيبة داخل روزالى وهى الراهبة المبتدئة بعد فى مثل هذه الأمور لكن فى ظل مخاطر وضعها الحالى لم يكن لدى روزالى غير وسائل محدودة لتضع هذه المبادىء الرائعة موضع التنفيذ فهى مجبرة على طاعة والدها تستجيب لكل نزواته فليس لها أن تفعل غير إبداء الشعور بالقرف والاشمئزاز مع رجل مثل رودن فالأمر جد خطير قلقت جوستين كثيرا وكان خوفها متصلا من آذاه المتمادى الذى يقع فى أى وقت على صديقتها الصغيرة خاصة وأنها اقتنعت أخيرا بالفرار قامتا بوضع خطة محددة لهذا المشروع المنطوى على مخاطرة وحددتا وقتا بعد يومين لتنفيذها لكن روزالى اختفت فى اليوم التالى فجأة لم تكتشف جوستين أين ولا ماذا حصل لها  استفسرت من رودن والخادمتين لكنهم أبدوا غموضا قائلين إنها خرجت لتمضية أسابيع بمنزل ابنة عم بعيدة ثم استفسرت جوستين من رودن عن سبب رحيلها المفاجىء ولم حجبه عنها قال إنه ود ألا تمر بهذا المشهد المؤلم لكنها سترى صديقتها قريبا من جديد لم تطمئن جوستين بهذه الردود المراوغة ولم تقنع نفسها بتصديق الحكاية"ص77

ورودن يعترف بأنه سيغتصب جوستين وهو يعترف بأن ما يفعله خطيئة فى القول التالى:

"سحبت جوستين ورزالى للدور العلوى بحجرة رودن وربطت روزالى بأعمدة السرير ثم دار الرجلين مسعورين فى هياج نحو جوستين فحملاها أذى كثيرا هددوا بتشريح جثتها حية أشبعاها ضربا بيديهما صاح رومبو دعها لى فرمت جوستين بنفسها على قدميه تعرض عليه حياتها أى شىء وهى تترجى منهما الحفاظ على شرفها, لم تعودى خادمة فما الفرق مذنبة دون تهمة سنفعل معك ما فعلناه من قبل ولن تأكلك الخطيئة فى ضميرك فالقوة ستغصب كل شىء منك ودفعها نحو الكنبة وهو يمازحها لا لن نضيع جهودنا مع هذه المومس تذكر أننا نحتاجها للعمليات المفترضة على روزالى لن نتأخر كثيرا سنعاقب هذه العاهرة بطريقة أخرى وبينما يقول هذا وضع سيخا من الحديد بالنار سنعاقبها بطريقة أخرى لنسمها بالنار مما قد يتسبب فى شنقها أو موتها جوعا ريثما كان رومبو يمسكها ثبت رودن الحديد المحمر وهو ما يوصم به المجرمون عادة فى ظهر كتفها"ص82

هنا يتناول دى ساد قضية التجارب العلمية التى يجب وضع ضوابط أخلاقية لها ولا تترك لمجرد أهواء البشر

-إعادة توزيع الثروة وهو يناقش تلك القضية من خلال السراق وقطاع الطرق فيقول من خلال السراق:حداحد السراقكا

 

"قال لها يوما عزيزتى تريز السرقة إحدى وسائل اللص فى إعادة أس توازن الثروة يمكن للفقير أن يحسن وضعيته بسرقة الأغنياء لأن الأغنياء يستزيدون ثروتهم من نهب الفقراء قانون طبيعى كما أنه يا عزيزتى لا يعاقب سوى من يحرز القليل من السرقات وهناك بلدان ينال فيها الشرف بالسرقة كالنوايا الطيبة ويكافىء اللص على برهان شجاعته ونبله لن يمسكك أحد ولو حدث فسأعمل على  إخراجك من الورطة بكل سهولة"ص36

فالسارق وجهة نظره فى السرقة أنها تعيد توازن الثروة بين الأغنياء والفقراء حيث أن الأغنياء يسرقون حقوق الفقراء

وتشرح مجرمة أخرى هى مدام ديبو وجهة نظرها فى نفس الموضوع:
" قالت مدام ديبو هراء إن عدل الله ثوابه عقابه كله كلام فارغ ألا ترين أن ضراوة الأغنياء تجبر الفقراء على العصيان فلماذا لا يفتحون محافظهم لسد حاجاتنا لو تحكمت الإنسانية فى قلوبهم فستتحكم عندئذ فينا الفضيلة لا يقوى أغلالنا سوى محنتنا صبرنا إيماننا ذلنا لقد خلقنا جميعا أحرارا متساوين بالفطرة لكن لو خرجت المصادفة من النظام وهو قانون الطبيعة الأول فلن يتبقى لنا غير تصحيح قدرتها بقوتنا وأعدادنا لأننا فقراء يا تريز فهل علينا السباحة فى المذلة هل علينا إرواء عطشنا بالحقد هل علينا رد جوعنا بالحجارة هل كان تجعلينا نحجم عن الجريمة والقتل وهو ما يفتح بوابات الحياة أمامنا وطالما تستبد بنا هذه الطبقة فسنظل منحطين فى العوز والدموع  لا لا يا تريز فربك إما مستغن أو عاجز هل تفهمين يا طفلتى حين يضعنا ربك فى موقف يستلزم الشر ويمنحنا فى الوقت نفسه القدرة على الصلاح فهو دليل على أن ربك يكسب من واحد كما يكسب من الأخر"ص39

وكان رد جوستين :

" مدام لا أزال أفضل أشواك الفضيلة على منن الخطيئة المتألقة شكرا للرب أن مبادىء ديانتى لن تتخلى عنى وأنها جعلت حياتى مؤلمة فى هذه الدنيا فسأكافىء عليها فى عالم أخر بعده ومثل هذه الأفكار تعزينى تسرى عن أحزانى وتقوى روحى وقت الشدة  "ص39

-قضية الوصول للغنى من خلال البخل وهو ما يبينه قوله عن السيد هيرين وزوجته فى الفقرة التالية:

"فقال السيد هيرين حساء حساء ماذا اسمع انظرى ودار لزوجته ترين الرفاهية تلك التعسة ماتت من الجوع مدة عام وتريد حساء نادرا ما يكون عندنا حتى بأيام الآحاد فنحن نعمل كالعبيد بمطبخ سفينة يا عزيزتى سنعطيك ثلاث شرائح خبز يوميا وزجاجة أحيانا من ماء النهر النظيف ولو اقتصدت ورضينا عن خدماتك فستنفحك زوجتى بنهاية العام ثوبها القديم أما أما فسأنفحك بضعة فرنكات فوق البيعة "ًص34

فالبخل ينتج الغنى من خلال نهب حقوق النفس والأخرين

-قضية القوة فهو يبين وجهة نظر الأقوياء وهم غالبا الأغنياء أن الحق معهم ومن ثم فكلامهم حق حتى لو قال الضعيف أنه باطل وهو قوله فى الفقرة التالية:

"سألت لكم لم يتوجب على فعل أيهما ؟

إن الحق مع الأقوياء وأنت ضعيفة كما أنه من السخف أن ترفعى سعر مثل هذه التفاهة كم تكون الفتاة ساذجة حين تظن العفة تعتمد على فضلة لحم لا أكثر ولا أقل من نوايا الطبيعة أن تنجز المخلوقات الحية جميعا ما يوكل إليها ولأن المرأة مسوغة لمتعة الرجل فمن الجرم بمخطط الأشياء أن تقاوم فعفتك هذه يا عزيزتى تنأى عن خدمة الطبيعة تميل إلى أن تعيقها فدعى عنك هذا كله يا فتاتى العزيزة فكلى رغبة فى إسعادك ولن أنتهز فرصة ضعف فاسرق منك ما تقدرينه غاليا للمرأة أكثر من هبة تقدمها للرجل وسأسعد بأهونها هل تحتاجين يا تريز لتقولى المزيد؟ فردت جوستين آه يا سيدى لا أفهم الأمر برمته ولو كان ما أفكر فيه هو الجنون بعينه لأى امرأة إنه إيذاء للطبيعة بفحش ويد السماء تثأر له فى الدنيا"ص43

والقوى  يعتبر أن أى شىء يفعله  ليس جريمة لأن الحق معه فى الفقرة التالية:

"وماذا يهم رحمها الخلاق لو كان الأمر لحما اليوم وغدا دودا هل لأحد بالقول إن قتل حيوان بقدمين يكلف الطبيعة أكثر مما تكلفه دود صغيرة ؟ لو أثبت لى أن قوانين الطبيعة تقلقها هذه التحولات العنصرية فسأومن أن القتل جريمة لكن أبحاثى تبين لى أن كل ما ينمو على سطح هذا الكوكب متساو فى نظر الطبيعة "ص62

وعلاقة الرجل مع المرأة هى علاقة القوى مع الضعيف يفعل به ما يشاء وهو قول الفقرة الآتية:

" فالأصل أن يتمتع الرجل على حساب المرأة ناهلا من كل شىء بغض النظر عن المرأة وما دامت الأنانية أول قوانين الطبيعة فعلينا أن نغترف منها بلذات العواطف مع المرأة لا يجب أن تعنى الرجل غير بهجته وخارجها لا علاقة بينهما على الإطلاق فالمرأة شىء مجرد جبل على خدمته "ص101

والفقرة التالية تقول أن الطبيعة خلقت الضعفاء حتى يأخذ الأقوياء حقوقهم فى قولها:

"قال أريدك أن تعرفى يا تريز أن الحضارة التى تطيح بمبادىء الطبيعة لا تزال تترك للأخيرة بعض الحقوق على أى حال بداية خلقت الطبيعة كما تعرفين كائنات قوية وأخرى ضعيفة على قصد أن يذعن الضعفاء لٌلأقوياء لكن الإنسان ببراعته وذكائه شتت مواقع الأفراد فلم تعد القوة الجسمانية هى المنوط بها تحديد المراتب بل المال فصار الأقوى هو الأغنى والأفقر أضعف وكما ترين طالما تأسست أسباب الهيمنة فلا تبالى الطبيعة إن كان ما يطحن الضعفاء أو الفقراء صاحب ثروة أو صاحب قوة أما فيما يخص شعور الامتنان الذى تدعين أنى أدين ل كبه فليس من مقصد الطبيعة أن يضيع من يتلقى خدمة حقوقه على الأخر الذى استسلم لما يطوق عنقه من لذة هل ترين هذه العواطف بين الحيوانات لا ينبغى قط على الروح الأنفة الرفيعة أن تسمح لنفسها بالانحناء إلى فضل منة"ص145

والقوى يعتبر أن ما يسعده ليس جريمة حتى ولو كان يؤذى الأخرين فى الفقرة التالية:

"طبعا فالهواء الممنوحة من الطبيعة تعمل لصالحها تستنفد إبداعها بالهلاك وأنا أنفذ مخططها تريز أهى جريمة أن نسهر على خدمة الطبيعة وهل يملك المرء قدرة ارتكاب جرائم حين يفضل سعادته على سعادة الأخرين يطيح ويهلك كل ما يلقاه أمامه فهل ينفذ شيئا غير خدمة الطبيعة التى تثيره إلهاماتها الأولى الحقيقية فى إسعاد نفسه مهما كان الثمن إن حب المرء لجاره وهم خيالى ندين به للمسيحية لا للطبيعة وقد كان معظم مريدى الأديان الأول ضعفاء  مطعونين مضطهدين فى مسيس الحاجة للتسامح فأجبرهم ضعفهم على نشدان الإنسانية وهو ما يعنى أن خلاصهم مؤسس على علاقة خرافية بين المرء وأخيه وبقاءهما معلق بنجاح هذه العلاقة لكن الفيلسوف لا يعترف بهذه العلاقة فهو لا يهتم بغير نفسه يعول على نفسه فى كل شىء ويفوز بمنطق قوته لديه مسرب لأعراف الإنسانية الرائعة وفضله أحيانا من واقع الدهاء ص103

ومن الردود على سفسطات القوة قول جوستين فى الفقرة الآتية:

"صاحت جوستين آه سيدتى ألا تحسين إدانة السماء مسطرة فى كلماتك فمبادئك على ما يرام لأن رجل قوى لا يخشى شيئا لكن الخارجين على القانون فى خطر لازب علينا إدراك معنى الكون الذى يسن حسامه المعلق فوق رءوسنا كيف تتوقعين ممن يعاند هوانا المشترك بألا يهلكنا ؟ أليس المجتمع متحدا ضده وأنى له بقتال الجميع؟ المجتمع مصون بتبادل المصالح المشتركة لكن بدلا من أن يقدم بطلك المصالح نراه يقدم الجرائم وسيتحد البشر لتدميره بأى ثمن حتى بيننا سيدتى كيف تتوقعين جهدا مجمعا وأنت تنصحينهم جميعا باتباع كل هواه هل سترين أحدا منا خاطئا حين يقتل رفيقه من أجل حفنة مال هل تحتاج الفضيلة منى إلى برهان أقوى غير لإثبات ضرورة بقائنا معا ص45

-التخلص من الضعفاء هى وجهة نظر بعض الأقوياء وهو قول الفقرة التالية:

"طبعا تلك كانت العادة فى كثير من البلدان كانت ذائعة بين أهالى اليونان وبين أهالى الصين حيث كانوا يعدمون الأطفال الضعفاء والعاجزين فلم نسمح لمثل هذه المخلوقات بالحياة فاليتامى وأولاد الزنا والمقعدون يغمرون الدولة بسلعة عندها الكثير منها لكن لندع هذا الكلام يا طفلتى فيبدو أنك لا تستوعيبنه لماذا تشتكين من قدرك بينما يعتمد الأمر عليك فى توسل العلاج له فتأوهت جوستين بأى ثمن يا ربى

الثمن الذى تدعى الفضيلة أنه لا قيمة لشىء أخر أكثر مما يعول عليه غرورك ذلك كل ما بمقدورى فعله لك فوافقى عليه أو اخرجى ونهض فدفع الباب عنيفا وهو يضيف أكره الشحاذين "ص30

-قضية السعادة فى الجريمة فالمجرمون سواء سموا أنفسهم أغنياء أو أقوياء يرون السعادة فى الجريمة وهى إيذاء الأخر غالبا ومن تلك الفقرات الدالة على القضية:

"سألت لكم لم يتوجب على فعل أيهما ؟

إن الحق مع الأقوياء وأنت ضعيفة كما أنه من السخف أن ترفعى سعر مثل هذه التفاهة كم تكون الفتاة ساذجة حين تظن العفة تعتمد على فضلة لحم لا أكثر ولا أقل من نوايا الطبيعة أن تنجز المخلوقات الحية جميعا ما يوكل إليها ولأن المرأة مسوغة لمتعة الرجل فمن الجرم بمخطط الأشياء أن تقاوم فعفتك هذه يا عزيزتى تنأى عن خدمة الطبيعة تميل إلى أن تعيقها فدعى عنك هذا كله يا فتاتى العزيزة فكلى رغبة فى إسعادك ولن أنتهز فرصة ضعف فاسرق منك ما تقدرينه غاليا للمرأة أكثر من هبة تقدمها للرجل وسأسعد بأهونها هل تحتاجين يا تريز لتقولى المزيد؟ص43

وكان الرد على ذلك هو :

" فردت جوستين آه يا سيدى لا افهم الأمر برمته ولو كان ما أفكر فيه هو الجنون بعينه لأى امرأة إنه إيذاء للطبيعة بفحش ويد السماء تثأر له فى الدنيا"ص43

والفقرة التالية تبين أن السرور هو فى ارتكاب الجرائم ومنها الزنى بالمحارم فى قولها:

"أن القوانين والعقائد والعهود تتفق على تجميد ملذاته ومن يسلم نفسه إليه سيرتعب من كونه تعسا وهكذا ترين أن القوانين التى تجرم غشيان المحارم لا تجلب غير التعاسة لكن فى مجتمع مؤسس على الشر حيث لا يجرم غشيان المحارم فكل من لا يرغب فيه لن يجلب على نفسه التعاسة ومن يرغب فيه سيجلب على نفسه السعادة وهكذا نجد ان المجتمع المتسامح مع هذه الفعلة أكثر مواءمة للبشر من ذلك المنكر لها والشىء نفسه مع كل فعل مجرم خطأ ومن هذه الوجهة حيث كل الأفعال ممنوعة نجلب على الكثيرين التعاسة لكن لو تسامحنا معهم فلن يوجد من يستثير شكاية لأن من يود فعل ما يجلب عليه السعادة سيسلم نفسه غليه فى سلام ويظل الأخرون فى لا مبالاة دون ألم أو يعوضون ما يتلقونه من خطايا بحزمة خطايا أخرى يسمح لهم فيها بدورهم بلذة ارتكابها وهكذا ترين أنه فى مجتمع مبنى على مبادىء الخير أنه لا أحد سعيد بل كثير تعساء فلا تدعى من يتبعون الفضيلة يفرطون مزدهين بأنفسهم فى عبادتها لأن دستور مجتمعاتنا يجبرنا عليها وهى مجرد مسألة تتعلق بالظروف والمواثيق إن من يعشق الفضيلة حقا لهو غريب فليست الفضيلة من هذه الزاوية أجمل"ص75

والجريمة فى رأى القوى تجلب الخير لفاعلها فى الفقرة القائلة:

"صرخت مدام ديبو أخيرا تريز أنت حرة كالطائر لك أن تفعلى ما يخطر على بالك لكن اسمعينى تخلى عما تسمينه الفضيلة فلن توصلك كما ترين لأى شىء ستوصلك النوايا الشريفة للحضيض أما الجريمة فستنقذك منه ما نفع الخير بهذا العالم فهو لا يستحق أن نضحى بأنفسنا من أجله أنت شابة وجميلة بإمكانى أن أجعلك غنية خلال سنتين لو أردت النجاح فى الدنيا"ص38

والقوى يعتبر كبح جماح الشهوات يسبب الجنون له فى قول الفقرة القائلة:

"ألف قبلة كل منها أشد عاطفة من غيرها التقلب بين ذراعى عاشق فما فى فم منتشيين بكيان واحد شكوانا الوحيدة لو نهمل مرة نحب عشاقنا أن يكونوا أقوى من هرقل لا تتخيلى يا تريز أننا كالرجال الآخرين فمنشأنا مختلف إننا حقا نساء فلا توجد لذة تعرفينها ونجهلها وهكذا ترين أن حبنا المفتون يجعل تقويم أهوائنا مستحيلا فهو يحيلنا مجانين لو كبحت ملذاتنا"ص57

كما أنه يبين أن الفضيلة فاسدة لأن أصلها فاسد فى قول الفقرة الآتية:

"قال تريز كل فضيلة ولدت من مبدأ فاسد لو تطلبت القوانين المتحكمة بالطبيعة النابعة من أفعالها وردود أفعالها جوهرا أوليا ضروريا فماذا سيصبح بعدها حال هذا المهيمن  ما الفضيلة إن لم تحل دون طغيان القوى على الضعيف أو الغنى على الفقير أو المستبد على المستبد به مفعمة بإرادة القوة تسبك أصوات الفضيلة سلاسل فتوثق بها البشر والبشر مخدرين ببؤسهم يؤمنون تلقائيا بما يقال لهم هل تستطيع الفضيلة من تلقاء تلك البواعث نيل احترامنا وهل هناك حقيقة واحدة لا تحمل سمت البهتان والأكاذيب فماذا نجد فيها ألغاز تسبب على الرعدة عقائد تزدرى الطبيعة ومراسم تستلهم  النفور والهزء"ص58

والقوى يجد متعته فى زيادة العوائق ضد ارتكابه الجريمة كما قول أحدهم:

"هناك آلاف منا يا تريز لا يجب عليك تخيل أن جمال المرأة هو ما يثير الروح فالجريمة التى أتورط فيها حقا تستحوذ على بصورة جذابة وكلما كانت الجريمة أفدح أثارتنى أكثر إن الرجل الذى يتمتع بفتاة يغويها أو امرأة يسلبها من زوجها يسر أكثر بكثير من الزوج الذى يتمته بزوجته فقط وكلما تقدست الروابط التى تعيقها زادت المتعة حين يذوق المرء ذلك كله يود لو حفته العوائق لتزيد الآلام فيلقى مشقة أكبر فيما يعلوها وحين تفلفل الجريمة المتعة تنفصل عن هذه المتعة تصبح لذة فى حد ذاتها نعم الجريمة وحدها متعة وإلا فكيف يمكن أن تعيرنا مذاقا إن لم تكن هى المذاق أعرف أن هذه النظريات تقودنا لبعيد لكنى سأبرهن عليها قبل مرور وقت طويل ص151

والقوى يتحدث عن أنه لن يترك بهجته من الجريمة أبدا فى قول الفقرة التالية:

"والآن يا تريز لأن ألوثان تتكلم بالهراء نفسه من صور خشبية فهل يجب على الحكيم التخلى عن بهجته فى الدنيا هل يجب عليه ككلب الخرافة خسران عظمته بسبب صورة؟ لا لا يوجد رب الطبيعة كافية بحد ذاتها ليست فى حاجة إلى خالق فالرب كما ترين يستلزم الخلق ضمنا حيث لم يكن هناك شىء أو حين كان كله فوضى لو ساءت إحدى الحالتين الآن فلماذا سمح لها ربك بالوجود وإن تميزت فلماذا قام بتغييرها لو صار كل شىء على ما يرام ألآن فماذا يتبقى لربك ان يفعله لو كان غير ذى جدوى فهل هو فاعل لو تحركت الطبيعة من تلقاء نفسها فما نفع المحرك لاحظى أنها مسببات متناقضة يدمر أحدها الأخر عليك بالاعتراف أن هذه الروح نابعة من الجهل والخوف وهو هراء مطلق لا يستأهل الإيمان ولا اختيار لحظة من شخص ذكى غنه تطرف غبى كاره للعقل مقزز للقلب وعليه بالعودة للظلام حيث نبع"ص47

وبعض الأقوياء يرون السعادة فى ارتكاب الكل أفعالا شريرة متشابهة فى قولهم:

"قالت مدام ديبو وهى تعانقها صديقتى العزيزة يؤسفنى سماع هذا كنت أريد أن أراك من زمن طويل لكن الحال سيمر بخير قريبا لدى ما هو الكثير لكل منا انظرى وأبانت عن يديها حيث يغطيها ماس براق هذا كله من كد عملى تأكدت يا تريز فلو ظللت فاضلة مثلك لحبست فى سجن أو شنقت  فردت جوستين مدام لو كان ما نلته بالجريمة فلم يدوم إن عناية الله تعاقب على الشر فى النهاية

مخطئة يا تريز لا تظنى أن عناية الله تناصر الفضيلة دائما فلا تدعى الحظ الذى تدورين فى فلكه الآن قليلا يقودك للصراط المستقيم الأمر سواء عند الله إن كان بولس شريرا أو بطرس خيرا فالطبيعة فى حاجة إلى كليهما وأكثر ما لا تبالى به فى العالم هو الجريمة لا الفضيلة اسمعى يا تريز ومالت إليها أقرب أنت ذكية يا طفلتى وأود إقناعك حقا ليست المسألة خيارا بين فضيلة ورذيلة فهو ما لن يجعل المرء سعيدا وكلاهما ببساطة طرق لتواصل المرء مع نفسه

لكن ما قد يجعل الأمر سعيدا هو التصرف كالأخرين وحسب الحكم النهائى ومن لا يتبع السرقة فهو أيضا مخطىء فى عالم فاضل كليا أوصيك بالفضيلة فهى وحدها عندئذ ما يكافىء كما تعتمد السعادة كليا عليها لكن فى عالم فاسد كليا كعالمنا فالرذيلة هى الحل الوحيد ومن لا يسقط فى براثنها مع الباقى فلن تعود له فرصة سيدوس عليه الجميع فهو الضعيف العاجز المسحوق "ص163

وبالطبع إذا ارتكب الكل الشرور فسيفنون بعضهم البعض أو أن قوة كل منهم فى الشر ستمنع الأخر من أن يؤذيه وفى تلك الحال سيعودون للخير دون إرادتهم

والقوى بين أن تكرار الجريمة كثيرا ينسى الندم على الجريمة ويجعل النفس سعيدة وهو قول الفقرة التالية:

"قالت جوستين على فرض أنى تكيفت مع نظرياتك فكيف أتكيف مع ضميرى ألن أعانى الندم كل دقيقة تقريبا بدءا من اليوم ؟

الندم على ماذا يا تريز الندم مجرد وهم يجلد فحسب الروح الرعديدة جدا حتى لتعجز عن إخماد صوته أو خنقه سألت جوستين وهل يخمد صوت الندم

طبعا لا شىء أسهل منه يا تريز فالناس تتوب عما لا تعتاد فعله لو ندمت على أى مما تفعلين فافعليه مرة ومرة وعندئذ ترين بسهولة كيف ينسى ضميرك وأى وسيلة تقول إن الندم يبرهن على الجريمة لهى دليل بسيط على أنه يبدى الوهن فى الروح يغويها بيسر يندم الناس على أتفه الخطايا والجريمة هى أكثر الأشياء خلوا من المعنى فى العالم مع ضرورتها أحيانا كل ما عليك فعله هو إقناع نفسك بها يا تريز دعينا نحلل ما يدعوه البشر عموما جريمة وسترين أنه لصالحك أليست الجريمة انتهاكا للقوانين والعادات المحلية لكن ما يدعى جريمة فى فرنسا ليس هو ما يبعد مائتى ميل من هنا فهل هناك أى فعل يعتبر جريمة عالمية لدى كل أمة على الكوكب "ص166

والقوى يبين أن لو كانت هناك جريمة ما اختلفت البلدان فى تحليل وتحريم الفعل الواحد وهو قول الفقرة التالية:

" أسألك الآن يا تريز لم تقلقين إذن من سعيك لاقتراف جريمة فى فرنسا وهى حقا فضيلة فى الصين ولماذا تربكين نفسك بفعل طيب النوايا مما قد يعرضك للشنق فى سيام ألا ترين أن الندم لا ينبع من الفعل ذاته بل لكونه محظورا ؟ لو تعرفت على عادات الأمم وأخلاقها فستتفقين معى أن الندم هو الثمرة الوحيدة للجهل والتحيز ستعلمين أنه لا يوجد شر أصيل فى أى شىء ومن الغباء أن تتولى ولا تفعلى ما هو مفيد ومقبول عندك إننى فى الخامسة والأربعين وقد ارتكبت جريمتى الأولى  فى الرابعة عشرة ولم يضايقنى ضميرى فى أى وقت وحين لم يكن أى شىء يتم على صورة مرضية ألوم نفسى على ارتباكى"ص167

وبالطبع هو افتراء فهناك اتفاق على جرائم بين الأمم كالقتل والسرقة والخيانة  ومن الردود على تلك السفسطات الرد الاتى:

"ردت جوستين بعنف آه سيدى لو كان الإنسان معتدل الفكر أفلا ينشد تلك السعادة الخالدة التى تؤكدها الفضيلة ولو ضمنت لصالح النقاش أن الجريمة تهبك السعادة لحظيا أفلن ينتقم الرب منك فى عالم أخر لا تصدق ما عداه  ثم واصلت دامعة الجنة عزاء كاف للمبتلين ليس لك أن تحرمنا منه لو قمنا باعتزال الناس هنا فسينتقم الرب منا "ص46

وأيضا:

"وكان ضميرها يدحض ببساطة مغالطات مدام ديبو فأعلنت جوستين أنها لن تسمح لنفسها قط أن تفسد أو يتذبذب إيمانها ومبادئها "ص40

-قضية اللذة فالبشر مختلفون فيما يسرون به فبعض منهم متعته فى جلد الأخر كما فى الفقرة التالية:

"لم يعد سفيرنو قادرا على كبح جماح نفسه وكحيوان يستعد لافتراس ضحيته قال نافد الصبر هيا ليصل كل إلى بغيته  طرحوها أرضا جوستين البائسة الصغيرة وهى تطلق صرخات فظيعة فلم تخبر مثل هذه المعاناة طيلة حياتها ثم جاء كليمن بملء ذراعيه قضبانا وومض غريب فى عينيه يتهته دون سياق أنا من سينتقم لك يا أخى الراهب سأؤدب البهيمة لمقاومتها إياك وأدار جوستين نجو إحدى ركبتيه حاول مفتتحا جلدها خفيفا  ثم انطلق بشهوة مجنونة يجلدها بكل ما أوتى من قوة لم تستطع قطعة من الفتاة البائسة الفرار من ضراوته ومن بعد أخذ كل الرباعى دوره من جديد " ص91

وأيضا فى الفقرة التالية:

"قاد تلميذته للخروج من الحجرة ثم عاد توا مع ولد صغير حوالى الخامسة عشرة يعنفه بقسوة آه وغد صغير تستهزىء بى وراء ظهرى سأعلمك كيف فجلد تسعة أطفال واحدا بعد الأخر قالت جوستين لروزالى يا إلهى كيف يتهتك امرؤ بمثل هذه اللذة كيف يلاقى المتعة فى عذاب الآخرين؟ص72

وأيضا بالجلد بجلد ثور كما فى قول الفقرة القائلة:

"كن يتعرين غالبا لا من الحرارة فقط بل الأفدح ليكن بوضعية أفضل عند تلقت نوبات الجلد بسياط قضيب الثور الذى يجلبه سيدهن أحيانا للرقود عليه فى الطقس البارد يزودن ببنطلون وصدرية محبوكة على الجلد لينكشف لحمهن أمام ضربات رجل لذته فى جلدهن"ص150

وبعض منهم لذته فى لكم الأخر فى المناطق المختلفة:

لم يكن لدى الرجل مزاج للتأجيل فنهض بضرب جوستين بوحشية ليرغمها على الطاعة أسندها على ركبتيه وأجبرها أن تميل على بروزه ضاربا إياها عنيفا بهاوية صاعقة من يده المفتوحة أهوت بها لكماته الأولى لكن احدهما مسكها من الكتفين لتظل ثابتة أمام اللكمات فلم تستطع تفاديها ازرق لونها ثم اسود من أثر اللكمات فانفجر قائلا لو كنت مكانها لسلمت نفسى بدلا من كسر عظامى هكذا  أقسى وأقسى وضربها اللص الثانى براحتيه المفتوحتين على خديها فمها أذنيها ثدييها حتى استحال لون جلدها أحمر بنفسجيا ص41

وبعض أخر يجد لذته فى الاغتصاب كما فى الفقرة التالية:

" حين استعادت مشاعرها وجدت نفسها مخدرة تحت شجرة يجللها الدم والعار مذهولة عاجزة وقد فقدت شرفها فمنت الموت قالت الوحش ماذا فعلت لأستحق هذه المعاملة الشريرة لقد وهبته حياته ورددت عليه ماله لكنه بالمقابل سلبنى الشىء الذى أعتبره أعز وأثمن ما عندى آه أيها الرجال لحظة أن تصيخوا إلى عواطفكم تزمجر منكم ذئاب برارى روسيا فى ازدراء وبعينين مفعمتين بالدمع دارت غريزيا وقلبها منها نحو السماء إلى البارىء العظيم المستقر هناك فسقطت على ركبتيها تدعوه يا قادر يا خفى أراك فى هذه اللحظة الفظيعة "ص

والبعض يجد لذته فى ربط وتعليق الضحية وشدها من أطرافها كما فى الفقرة التالية:

" قال الكونت بريساك لنربط يديها وقدميها على هذه الشجرات على هيئة مربع

خارج هذه الدائرة كانتا ربطتا عنقيهما وبضعة مناديل حبلا يكفى لتقييدها بأقصى طريقة مؤلمة وبهبوطها على الأرض أوشكت بطنها أن تنفجر بأية لحظة لكن وضعيتها وآلامها ظلتا مصدر سعادة للرجلين فحضن احدهما ألآخر متسليين بمرآها ص53

وبعضهم يجد اللذة فى القتل وقطع الأعضاء كما فى الفقرة التالية:

كما فعل جيل دو ريه أزرق اللحية المشهور كان هؤلاء الكهنة يلقون متعة مفرطة بالقتل والبتر عادة التمتع لديهم فقط بالمعاناة والعربدة بالتعذيب والتمزيق فهم يفتشون فى القتل عن طريقة لبلوغ التعبير الكامل المثالى لهذيان حواسهم المجنونة "ص94

وبعض منهم يجد لذته فى رؤية دم ضحيته كما فى الفقرات التالية:

"أسندت على ركبتيها جنب كرسى عال وسط الحجرة ثم ثبت ذراعاها بوشاحين أسودين موصولين بالسقف اقترب المركيز بمبضع فى يده عيناه رطبتان لاهث الأنفاس فربط ذراعيها وشرع ينخسها بحركات سريعة كالطير بدأ دمها ينبجس وكان على وقع المنظر ينخر باللذة مضى ليجلس مقابل جوستين بعيد ستة أقدام نض عنه ما يلبسه من رداء خفيف ولم ينح عينيه المحترقتين لحظة عن الدم الذى ينقط فى وعائين أبيضين تحت ذراعيها "ص117

" من قسر لا يقاوم اندفعت ثانية على ركبتيه ترجو منه الشفقة لكنه جرجرها من شعرها على الأرض الموجعة ثلاث مرات أو أربع حول السجن ثم دق رأسها فى الحائط بضراوة وقال وهو يكز على أسنانه سأشق شرايينك كلها سأتريث قليلا لنيل المزيد من رعبك فارتقبى سأريك كيف تجدى معك فضيلتك"ص130

" قال أظن عندك فكرة عما سأفعله معك ستقاسين كثيرا سيدفق دمك بمسامك جلدك كلها سأنزفك ثلاث مرات يوميا لأرى على متى تحتملين الحياة أشتاق على هذه التجربة من زمان فشكرا لأنك وهبتنى الفرصة"ص131

والبعض الأخر يجد لذته فى تسخير الأخر للعمل المتعب ثم قتله عند الكبر فى قول الفقرة:

"بمجرد دخولهما أرشدها على غار عميق أسفل الفناء حيث تقوم أربع نسوة مصفدات بتدوير عجلة قال انظرى إلى هذا جيدا هؤلاء رفيقاتك وتلك وظيفتك يفترض بك العمل عشر ساعات يوميا لتدوير هذه العجلة فتشبعينا مثل هاتيك النسوة ويسمح لك بالخبز الأسود وصحن فاصولياء كل نهار أما حريتك فإنسى لا فرصة أمامك بعد أن تكبرى وتتهرئى سيلقى بك فى الجرف بعمق البئر مع حوالى ستين أخريات مثلك ينتظرنك داخله ونجلب أخرى محلك "ص142

وأيضا قوله:

قال ستنتفخين فيه فهو مصنوع لمثلك لو خليتك تموتين معه بهدوء لكانت ميتة رائعة لكن عندى لك ما هو أفضل لا يزيد عن نصفه ومريح جدا فتعالى يا مومس ناشدى ربك ترجيه المجىء لينقذك إن كان لديه حقا القوة أن يفعلها"ص146

وشخصية جوستين بين دى ساد عدم تخليها عن الفضيلة من خلال الأحداث فهى تطلب العون لتعيش فى الفضيلة كما فى الفقرة التالية:

"وبينما كان يتكلم رفع ذقنها طفيفا فمنحها قبلة ظنت أنها خبيرة بالقياس لدبلوماسى فصدته بالغريزة وقالت لا أطلب منك شيئا لا إحسانا ولا مأوى خدم أريد نصحك فقط وهو ما أحتاجه فى شبابى وسوء محنتى ولا تتمن على بيعهما بثمن بخس ص27

وهى تفضل الموت على فقد عفتها فى الفقرة التالية:

" ألقت بنفسها على ركبتيه تبكى آه ارحمنى كن كريما معى وأعنى دون أن تأخذ ما أراه أغلى من حياتى نفسها نعم أفضل الموت ألف مرة عن التضحية بعفتى سيدى سيدى لا تجبرنى أرجوك ص31

كما أن ضربات الحوادث لم تمنعها من التوجه للرب لكشف الغم عنها كما فى الفقرة :

"تملأ روحى بالفرح السماوى آه يا مرشدى وحارسى أتوق على ربوبيتك وأنشد رأفتك فانظر إلى بلوتى وأساى يا قدير تعرف أنى بريئة وقد غرر بى بينما كانت أمانى فعل الخير حسب وصاياك فعاقبه يا ربى  تظل الصلاة أحلى سلوان للتعساء فنهضت ملؤها الشجاعة تجمع ملابسها فتختفى وراء شجيرات كثيفة نامية لكنها جد ضعيفة منهكة فلم تستطع السير أبعد لذلك رقدت محلها تحكم عينيها فى سأم وتروح فى نوم عميق " ص54

وكما فى القول التالى:

""ومن أحزانها سقطت جوستين عند قدمى شجرة فأرسلت للواعجها منفذا ضغطت جسمها الدامى على الأرض وهى تغسل العشب بدمعها  ثم تبكى يا إلهى إنه قضاؤك المبرم أن يصبح البرىء فريسة للجناة هكذا إذن فاجعلنى أكابد مثلما كابدت أنت يا ربنا لأستحق الجزاء الذى وعدت به المستذلين أنت فرحة بليتى وبهاء محنتى يا من أنت إلهنا"ص69

 وهى تصنع الخير وهى فى مصيبتها كما فى الفقرة :

" أخذت جوستين على عاتقها أحيانا حرية تأنيبه بشكل لطيف على إفراطه وهو ما يتلف صحته كثيرا كان ينصت إليها بسماحة وينتهى الأمر بتبليغها أنه لا يقوم أحد نفسه من الرذيلة مثله "ص56

وأنقذت رجلا تسبب فى تعاستها فيما بعد أملا فى الخير وهو ما جاء بالفقرة الآتية:

" سارت قدما ببطء حزينة مستغرقة فقطعت حوالى ربع ميل خارج فيين وعندئذ رأت فى الوادى جانب الطريق الأيمن رجلين يسحقان آخر تحت حوافر فرسيهما ثم يعدوان بأقصى سرعة فيخلفانه وراءهما ميتا على ما يبدو  أثر فيها كثيرا مثل هذا المشهد صدمها أن هناك من يستثير الشفقة أكثر منها فهى على الأقل لديها ما تبقى من صحة وقوة  وسيطر الحنو فورا على مشاعرها فلم تستطع التغلب على باعث النهوض إلى هذا الرجل ونجدته"ص138

وتعيش حياة الفضيلة سعيدة كلما سمحت لها الظروف كما فى الفقرة:

انقضت خمس سرعة بسرعة كانت سنوات سعيدة على جوستين حيث ظلت تراعى الكونتيسة والكونتيسه امرأة فاضلة ورعة قد يحيط خيرها جوستين للأبد الأشهر التسعة كل سنة اللتان تقضيانها فى باريس سعيدة للغاية أما الأشهر الثلاثة الأخرى فى قصر الكونت بريساك الريفى فيفسدها ظل ملذاته ومزاحه المفرط"ص61

ونتيجة سذاجتها لم تعرف جريمة زنا الرجال ببعضهم كما فى القول الآتى:

"قالت أيستحق الأمر أن نولد فى هذه الحياة وساحت دموعها دافقة ولم تكد تمسحها حتى سمعت صخبا قربها ورأت رجلين خلفها عند شجيرة تخفيها قال أحدهما تعال يا عزيزى نحن فى مأمن هنا لن تعيقنا الآن عمتى البغيضة فى غمرة ملذاتنا الأثيرة كانت جوستين فى منتهى الفضول فلم يحد بصرها عما يفعلانه أمام عينيها مشهد وجدته غريبا فلم تستطع تبين مغزاه كان من منح نفسه للمهمة فى الرابعة والعشرين بمظهر أرستقراطى ويبدو الأخر أحد مواليه ص52

وهى لم تفرط فى الفضيلة رغم حبها للكونت الفاسد كما فى الفقرة التالية:

"على الرغم من آرائه العنيدة ظلت جوستين متيمة بغرام الكونت وكلما حاولت قتل عاطفته تزدهر بروحها وهل من شاف للحب والشر ؟ كل علة وجدتها لمعارضته كانت تزيد من شعلة لهيبها وكلما رأت سببا لبغضه زاده فتنة"ص60

وإيمانها كان أن الله سيجازيها خيرا على تمسكها بالفضيلة وهو قول الفقرة :

""لم تعتقد أنها ستلقى صعوبة تذكر فى العثور على عمل فهى بصحة جيدة وتملك قواما رائعا يمتدحه الناس وهو ما كان يثير أساها بدت فضيلتها هى عقبتها الوحيدة لكن عزاءها الأكبر من جانب أخر حيث تؤمن بأن السماء ستثيبها أخيرا لن تخذلها عواطف الدين فى أى وقت كما تحتقر مغالطات الملحدين الفارغة من أعماقها وتظن أنها ناتج حماسة لا اقتناعا جازما يستلزم منها دحضها من ضميرها وقلبها"ص84

وبعد أن تم إنقاذها على يد أختها وعشيقها قررت أختها أن تتوب عن طريق الرذيلة بعد أن رأت أن أختها متمسكة بالفضيلة رغم كل ما حدث لها من مآسى ومصائب وهو قول الفقرة:

" بعد أن كانت نوت الانسحاب إلى الدير منذ اجتمع شملها مع جوستين أحالها الندم على حياتها السابقة إلى بائسة وحينما طالعت بالصحيفة تلك الفقرات المطبوعة من خطاب السيد دى كوفيليه قررت ألا تضيع دقيقة واحدة من وقتها لدخول الدير والتكفير عما ارتكبته من مخاز فيما سلف من حياتها  كانت حياتها مخزية حقا فبعد تركها جوستين سنين انطلقت تسوح فى العالم رأسا بموارد لا تزيد عما لدى أختها الصغيرة لكن بعد وقت قصير نسبيا أصبحت امرأة ذات لقب تملك دخلا بقدر بمئات الآلاف جواهر فخمة مجموعة قصور بضواحى الريف والبلدة كما تملك حاليا قلب وجيب وزير الدولة ذى النفوذ والسلطان الهائلين من قد يصبح قريبا المواطن الأول فى البلاد ص192

السؤال هل نحاسب دى ساد حسب مقياس الإسلام أم حسب مقياس الدين النصرانى الذى دان به فى التاريخ ؟

الرجل فى حكايته يدافع عن ديانته وقد نجح فى ذلك إلا فى مواضع نادرة والشىء الوحيد الذى خالف فيه الإسلام هو التحدث عن الرب باعتباره المسيح فى بعض المواضع وليس الله مثل:

-"هكذا إذن فاجعلنى أكابد مثلما كابدت أنت يا ربنا لأستحق الجزاء الذى وعدت به المستذلين أنت فرحة بليتى وبهاء محنتى يا من أنت إلهنا"ص69

فهنا الرب يكابد والمراد يسوع الذى فى اعتقادهم ضرب وصلب وتألم

-"فردت جوستين آه يا سيدى لا أفهم الأمر برمته ولو كان ما أفكر فيه هو الجنون بعينه لأى امرأة إنه إيذاء للطبيعة بفحش ويد السماء تثأر له فى الدنيا"ص43

-"صاحت جوستين آه سيدتى ألا تحسين إدانة السماء مسطرة فى كلماتك فمبادئك على ما يرام ص45

الخطأ هنا هو كون الرب هو السماء أو فى السماء فالله ليس موجودا فى مكان كما قال تعالى :

"ليس كمثله شىء"

اجمالي القراءات 4585