حواري الصحافي الخيالي مع احد رموز الاذاعة الامازيغية المركزية الجزء الثاني؟
الى صلب الحوار الخيالي
السؤال 9 ما هو تقييمك لوضعية الامازيغية في الاعلام العمومي باعتبارك رئيس جمعية صوت الاعلام الامازيغي ؟
الجواب 9 اولا انني اسست جمعية صوت الاعلام الامازيغي سنة 1997 في الرباط بالتعاون مع حزب الحركة الوطنية الشعبية انذاك حيث كان هذا الحزب يساهم بشكل او باخر في اظهار الامازيغية كقضية ثقافية او لغوية قصد استغلال اصوات الامازيغيين الانتخابية سواء في المدن او في البوادي بمعنى انني كنت اتواصل مع هذا الحزب منذ سنة 1992 من اجل ادماج الامازيغية لغة و ثقافة في الاعلام العمومي وقتها أي التلفزة المغربية التي كانت تمثل المخزن التقليدي و القناة الثانية التي كانت تجمع بين الفرنكوفونية أي التغريب حسب تعبير الاسلاميين و التعريب عبر تشجيع قضايا العرب و بث المسلسلات المصرية الخ من هذا القبيل.
لقد كان سياق تاسيس جمعيتي صوت الاعلام الامازيغي صعب للغاية على مختلف المستويات و الاصعدة حيث كنت قد خرجت من جمعية الاستاذ اخياط رحمه الله بسبب عدة اختلافات جوهرية حول تسييس القضية الامازيغية في منتصف التسعينات.
و بعد ذلك اسست جمعيتي في يوم 30 دجنبر 1997 في الرباط باهداف اولية وقتها من قبيل تطوير الاذاعة الامازيغية و ادماج المكون الامازيغي في التلفزيون المغربي حيث من طبيعة الحال لقد ارسلت رسالة الى وزير الداخلية و الاعلام ادريس البصري حملت مطالب جمعيتي...
و فجاة بدون اية مقدمات اعتقلت في سجن عكاشة بالدار البيضاء لفترة شهريان بتهمة المساس بمقدسات الدولة و نشر العنصرية الخ من هذه الاتهامات المعروفة و تم حل جمعيتي بقرار رسمي من طرف البصري شخصيا ثم خرجت من السجن بسبب العفو الملكي في احد الاعياد الوطنية .....
و بعد وفاة الحسن الثاني في 23 يوليوز 1999 و تولي الملك محمد السادس الحكم قلت في نفسي هذا عهد جديد بالنسبة لبلادي الحبيبة المغرب و بالنسبة لهويتي الامازيغية فانطلقت في الاجراءات لاحياء جمعيتي حيث استغرقت هذه الاجراءات وقت طويل حتى استطعت تاسيسها مجددا في يوم فاتح مارس 2001 بالرباط ........
بخصوص سؤالكم حول تقييمي بشان وضعية الامازيغية في الاعلام العمومي فيمكن القول ان الامازيغية دخلت الى التلفزة المغربية و القناة الثانية اواخر سنة 2006 عبر البرامج الناطقة بالامازيغية تبث بعد الساعة الثانية زوالا و بالاضافة الى العديد من الملاحظات حول مضمون اغلب هذه البرامج السخيف حيث يظهر الامازيغيين في البوادي دائما كأن الامازيغيين لا يعيشون في المدن الكبرى الخ من هذه الملاحظات التي تجعلنا كجمعية صوت الاعلام الامازيغي نراسل الوزارة الوصية على الاعلام ببلادنا و نصدر التقارير في الانترنت.....
اما بخصوص القناة الامازيغية فانها مكسب كبير حيث كنا نحلم به منذ اوائل السبعينات الى سنة تاسيس قناة تامزيغت أي 2010 بحكم ان امازيغي المغرب كانوا يطالبون باعطاء لهويتهم الاصلية حقها الشرعي في التلفزيون المغربي فجاءت قناة تامزيغت لملء الفراغ الرهيب الذي كنا نعاني طيلة عقود عديدة من الزمان جراء تعظيم التلفزة المغربية و القناة الثانية للطرب الاندلسي خصوصا في مناسباتنا الدينية كاننا مجوس او كفار و كأن الامازيغية بشموليتها ليست هوية اسلامية اصيلة للمغرب ......
انني اعتقد ان وضعية الامازيغية في الاعلام العمومي حاليا تطرح العديد من علامات الاستفهام خصوصا بعد ترسيم الامازيغية حيث تعرفون ان هذا الترسيم لم يجد طريقه نحو التفعيل الى حد هذه الساعة و بالاضافة ان مبادئ دفاتر تحملات القطب العمومي الخاصة بالامازيغية لم تحترم على الاطلاق من قبيل البث على مدار 24 ساعة بالنسبة للاذاعة الامازيغية و قناة تامزيغت و هكذا هو تقييمي المتواضع لوضعية الامازيغية في الاعلام العمومي .....
السؤال 10 أي مستقبل للاعلام الجهوي ؟
الجواب 10 كنا نقول في اوائل السبعينات اننا لا نتوفر على أي نظام جهوي حقيقي بحكم ظروف الحكم الشمولي و اليوم نقول نفس الشيء أي لا نتوفر على أي نظام جهوي حقيقي بشهادة الجميع و بشهادة الاحداث مثل حراك الريف و حراك سوس حاليا.
ان من الصعب ان نكذب على الناس عبر القول اننا نتوفر على نظام جهوري حقيقي قادر على انتاج التنمية و على انتاج الثقافة المحلية و جعلها وطنية مثل الطرب الاندلسي الذي كان تراث جهوي لمدن فاس و الرباط و سلا الخ قبل ان يتحول الى تراث وطني مقدس بعد سنة 1956 بفعل سيطرة اهل فاس على السلطة............
باعتباري قد خرجت من الاذاعة الامازيغية منذ سنة 2011 لاجل التقاعد بعد سنوات طويلة من العطاء ارى ان الاعلام الجهوي بجهة سوس قد عرف تطورا نسبيا بالمقارنة مع ما كنا نعرفه في سنوات الرصاص حيث كانت اذاعة جهوية وحيدة الا و هي اذاعة اكادير الجهوية التي كانت تبث لساعات قليلة بمضمون يخدم سياسات المخزن تجاه الامازيغية لكن كانت هناك نقطة ضوء فريدة من نوعها الا و هي برنامج تاوسنا تامزيغت للاستاذ محمد اكوناض الذي انطلق سنة 1993 محاولا نشر الوعي باهمية الامازيغية .
اما الان فهناك اذاعة راديو بلوس الخاصة كتجربة تستحق منا الاحترام و التشجيع باعتبارها اذاعة القرب و الداعمة للفنون و التراث بجهة سوس لكننا بالمقابل نتمنى ان تتحول هذه الاذاعة الى قناة تلفزيونية خاصة مثل شدى تيفي لان ينبغي الاستثمار في تاسيس القنوات التلفزيونية الخاصة بالامازيغيين و خطابهم الحركي مادام السلطة ترفض انشاء القنوات التلفزيونية الجهوية مثل في الدول الديمقراطية او حتى في مصر التي تتوفر على جيش من هذه القنوات التلفزيونية المختلفة..
و هناك من سيقول ان السلطة قامت بتاسيس قناة العيون الجهوية حيث هذا صحيح لان السلطة كانت تريد حل مشكل الصحراء المغربية بتشجيع الثقافة الحسانية الخ و هذا شيء طبيعي للغاية لكنني اتساءل السؤال التالي اين هي تطبيق هذه السياسة الاعلامية الجهوية على كافة جهات المغرب 12 ؟
السؤال 10 ما رايك في السينما الامازيغية ؟
الجواب 10 في اوائل التسعينات ظهر اول فيلم امازيغي بالمغرب الا و هو فيلم تامغارت ؤورغ بحمولته الثقيلة حيث كنا في الاذاعة الامازيغية نشجع هذا في بعض البرامج القليلة للغاية.
لكننا كنا نسمع العديد من التعاليق من طرف زملاءنا في التلفزة المغربية لدرجة انني تشاجرت مع احدهم المنحدر من الرباط أي من العائلات الاندلسية بسبب هذا الفيلم حيث قال لي ماذا يريد هؤلاء البرابرة عبر فيلمهم هذا فان الثقافة المغربية هي جزء من الثقافة العربية الاسلامية .
ثم اضاف قائلا اننا لا نحتاج الى ظهير بريري جديد لنشر السيبة كما هو الحال بالنسبة لاجدادكم الجاهليين بالاسلام و اما اجدادنا الكرام فكانوا مثال للوطنية الصادقة فاسسوا الحركة الوطنية سنة 1930 لمحاربة الظهير البربري و اعادة اجدادكم الى دينهم الاسلامي و الى عروبتهم ....
و وقتها قد فقدت التحكم في اعصابي فوقع شجار عنيف بيننا داخل الاذاعة الامازيغية و تدخل المدير لنصرة ذلك الزميل على حسابي طبعا حيث قال لي هذا يكفي فاننا اذاعة محترمة و لها سمعتها في البلاد و لن اسمح لك بإثارة النعرات الجهوية او العنصرية هنا و الا فمصيرك سيكون الطرد من العمل نهائيا فاحترم زملاءك في التلفزة المغربية عموما و ذوي الدم الأزرق خصوصا..
و هكذا كانت الاجواء عندنا في الاذاعة الامازيغية عندما ظهر فيلم تامغارت ؤورغ سنة 1993 حسب ما اتذكره حيث كان الامازيغيين يشترون اشرطة هذا الفيلم بغية مشاهدته في البيوت عبر جهاز الفيديو و شخصيا شاهدته الف مرة مع عائلتي و مع اصدقائي في الحركة الثقافية الامازيغية بالرباط و الدار البيضاء و اكادير و تيزنيت الخ ..
انني اعتقد ان السينما الامازيغية انطلقت بدافع نضالي صرف بهدف اظهار هويتنا الاصلية بمختلف ابعادها الثقافية و الدينية لكن الان ينبغي على السينما الامازيغية ان تشتغل في موضوع تاريخ المغرب سواء قبل الاسلام و بعده لان السينما الناطقة بالدارجة التي احترمها قامت بمحاولات بعضها قد نجحت و بعضها الاخر قد فشلت لان المخزن لا يريد ان يتعرف المغاربة على تاريخهم الحقيقي الذي يمجد الامازيغيين و تقاليدهم و قوانينهم العرفية المتماشية
مع المقاصد الكبرى للشرع الاسلامي .............
السؤال 11 هل سافرت لاذاء مناسك الحج ؟
الجواب 11 طبعا سافرت الى هذه الديار المقدسة سنة 2012 مع زوجتي حيث مهما كان خلافنا مع النظام السعودي في الامور الجوهرية فيبقى الحج ركن من اركان ديننا الاسلامي لان أي مسلم مهما كانت توجهاته يشتاق لزيارة مكة المكرمة و المدينة المنورة حيث كان رسولنا الاكرم صلى الله و سلم ..............
السؤال 12 ما تعليقك على الوهابية في سطور ؟
الجواب 12 انها وحش يحطم كل شيء جميل في حياتنا حيث للاسف الشديد ان المغرب اصبح مستهدفا من طرف جماعات الوهابية منذ سنة 2003 الى الان حيث ان العيب ليس في السعودية او قطر وحدهما و انما العيب فينا كالدولة التي شجعت هذا الوحش منذ سبعينات القرن الماضي الى حدود الان عبر ترويض التربية الاسلامية بجعلها حاملة لقيم ليس من قيمنا الاصيلة مثل التعايش بين الديانات و مثل حب الفن الخ من هذه القيم الاصيلة بمعنى اننا فقدنا هويتنا الامازيغية الاسلامية منذ سنة 1956 و الان نأكل الثمار عبر انتشار التطرف و الالحاد في مجتمعنا في وقت واحد حيث اتساءل السؤال التالي الى اين نحن ذاهبون ؟؟
الكلمة الاخيرة
شكرا