الحج أشهر معلومات ! أم أيام معدودات ؟
سؤال سوف يصدم شيوخ الأزهر وشيوخ السلفية وشيوخ الكراسي العلمية في العالم العربي !..
من المغرب شمالا إلى أرض الأندلس غربا ومن أرض الحجاز شرقا إلى أدغال إفريقيا جنوبا، وسيبحثون عن إجابة تخرجهم من الحرج الذي وقع على عمائمهم كالصاعقة وسينطلقون إلى ضريح البخاري
يستنجدون به ويطلبون المدد
وسيشحنون كل رؤوس الفتنة النووية من المشايخ القابعين في غواصات الجهل ليعلنوا حالة إستفار شديد لأن علمهم الذي بني على شفا جرف هار،يوشك أن تتداعى أنقاضه تحت ضربات حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد .
يقول الله تعالى في محكم كتابه:
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ).
إذن الحج أشهر معلومات يؤدي فيها الحاج مناسك ويتم ذلك في أيام معدودات خلال أي شهر من أشهر الحج أقلها يومان للمتعجل..
( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنْ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .
* فما هي هذه الأشهر؟
من المعلوم أن موسم الحج يبدأ بشهر ذي الحجة ، والقرآن يؤكد أن الأشهر الحرم أربعة:( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ إثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ). والآية التالية يبيّن فيها رب العزّة جل وعلا كيف حرّف العرب في الأشهر الحرم فقال: ( إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
*وقدتم التحريف في الأشهر الحرم بعد نزول القرآن ، فقد جعلوا شهر "رجب " أحد الأشهر الحرم ، وهو شهر منفصل عن بقية الأشهر التى إعتمدوها أشهرا حرما بالمخالفة لشرع الله جلّ وعلا.
يروي البخارى حديث ابن عمر : " أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشرة أيام من ذى الحجة".
وقال ابن عباس: " ومن السنة أن لا يحرم بالحج إلا فى أشهر الحج " ( رواه البخاري ) .
وعند الشافعي هي شوال وذو القعدة وذو الحجة.
ويقول ابن كثير عن إختلاف المذاهب فى وقت الحج : " بعضهم يرى بصحة الإحرام بالحج فى جميع شهور السنة ، وهذا مذهب مالك وأبو حنيفة .
* ومن خلال سورة التوبة نتعرف على الأشهر الحرم الحقيقية في الاسلام :
فالرسول حج حجة الوداع في شهر ذي الحجة الحرام سنة 10 هجرية وفيه نزل إعلان البراءة من كل المشركين المعتدين ناكثى العهود . وأذيع ذلك الإعلان يوم الحج الأكبر ( بداية موسم الحج ) .
وأعطى المشركين مهلة أربعة أشهر هي الأشهر الحرم ليدخلوا في الإسلام أو السلام السلوكى بالكف عن الاعتداء وحفظ المواثيق . يقول الله سبحانه وتعالى : ( بَرَاءَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ). إذن هو إعلان بمهلة أربعة أشهر فمتى تبدأ هذه المهلة ؟
يقول جلّ وعلا : ( وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ)
إذن تبدأ المهلة من يوم الحج الأكبر في شهر ذي الحجة !
وإسمه الحج الأكبر لأنه إفتتاح موسم الحج ،ويستمر موسم الحج طيلة الأشهر الأربع التالية . والمفهوم أن يسري ويستمر ويتتابع مفعول الأذان أو الإنذار في الشهور التالية لتكون الأشهر الحرم هي:( ذو الحجة ، محرم ، صفر ، ربيع أول ) فليس معقولاً ان ينذرهم الله بأشهر سابقة هي شوال وذو القعدة.! ثم يقول الله تعالى : (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ) !
والإنسلاخ فى اللسان العربى وفى اللسان القرآنى يفيد التتابع، أي أن الأشهر الأربعة الحرم تأتي متتابعة متلاحقة .
يقول الله تعالى في سورة يس : ( وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ )، فالله سبحانه وتعالى يسلخ النهار عن الليل فيحل الظلام ،والنهار ينسلخ بالتتابع ومرة واحدة ،ولا تبقى أجزاء من النهار تأتي بعد الظلام. إذن كيف يكون رجب من الأشهر الحرم ؟وكيف يكون شوال وذو القعدة منهما ؟
*ذلك يعني بوضوح ان للمسلم أن يؤدي مناسك الحج في أي وقت، خلال الأشهر الحرم الأربعة التي تبدأ : ( بذي الحجة فالمحرم فصفر فربيع الأول) .
وله أن يتعجل في يومين أو يتأخر بعدها بيومين إذا اتقى الله .
وهذا تيسير من الله عز وجل على المسلمين.
ولكن الذي حدث أن الناس حصروا الحج في بداية ذي الحجة إلى يوم الحج الأكبر . أي أقتصروا في الحج على موسم الافتتاح وحده ، ونسوا الباقي ، وتناسوا قوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ).
وترتب عليه في عصرنا الراهن أن أصبح الحج عذاباً حين يتكدس الملايين في وقت واحد في مكان واحد ، ظنا منهم أن النبي عليه السلام والصحابة لما حجوا في الأيام الأولى من شهور الحج أن ذلك يمنع الحج في باقي الأيام من الأشهر الأربع !
ونسوا وقتها أن الناس الذين حجوا حينها لم يكونوا بهذه الملايين كما في عصرنا اليوم .
*هنا يبدو الفارق بين التيسير والتسهيل والتخفيف فى الدين الإلهى عكس الدين الأرضى الذى يقوم دائما على التعسير والحظر والتعقيد والتزمت والتطرف ..
يقول جل وعلا عن رفع الحرج : ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْل) سورة الحج. ويقول عز من قائل :( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً ) سورة النساء.
ويقول سبحانه: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ)
سورة البقرة .
سبحانك ربي ما أرحمك !
*مناسك الحج :
يبدأ موسم الحج بالحج الأكبر ، أي أول شهر ذى الحجة ، ويستمر طيلة الأشهر الأربعة ( ذو الحجة ، محرم ، صفر ، ربيع أول ) فيمكن لأي مؤمن أن يؤدى الحج خلال هذه الأشهر .
* أركان الحج أربعة وهي الواجبة:
1- النية بالإحرام
2- الطواف سبعا بالبيت
3- السعي بين الصفا والمروة
4-الوقوف بعرفة
وحج مبرور إن شاء الله.
*أما المبيت بمزدلفة أوالمبيت بمنى
فليس بواجب ولا علاقة له بالحج
ولا حتى رمي الشيطان بتلك الجمرات ، فما أدى ذلك إلا لزهق أرواح الأبرياء من تدافع الحجاج
لرجم نصب وضعوه لإبليس.
*من المستحبات :
تقديم الهدي والوقوف عليه حتى يصل إلى المحتاج وليس بدفع قيمته وأخذ صك دون التحقق من الجهة المستفادة منه ، وأنصح كل حاج بأن يشتري الهدي بعد عودته لأهله ويطعم منه البائس الفقير .
* لبس الإحرام :
لابأس للحاج بلبس مخيط أو محيط يستره تحت لباس الإحرام فهذا أفضل من بقائه عاريا .
*كيف نحج بسلام ؟
الدول العربية اليوم تحصر الحج في أسبوع وهو مخالف للشريعة
كما تفرض أموالا خيالية على الحاج مع عمل قرعة غير مباركة قد لا تتحقق أبدا وإن تحققت قد يفقد الحاج حياته بسبب الزحام عند رمي الجمرات المزعوم .
* الحل الأمثل :
ترك من يريد أن يضحي بحياته في أسبوع الزحام الأول من الشهر الأول من شهور الحج الأربع ، ثم الحصول بعدها على تأشيرة زيارة (عمرة) لتأدية مناسك الحج خلال الأشهر الأربعة الحرم ، خصوصا أن مناسك العمرة هي مناسك الحج مع زيادة الوقوف بعرفة قليلا .
وهكذا يكون الإنسان قد حج بيت الله الحرام بلا مشقة ولا عذاب
ولا ضياع أموال بغير حق ..
ولا ضياع أعمار ظلما وعدوانا.
* المشعر الحرام :
هي الأرض المجاورة لعرفات .
يقول الله تعالى :
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
صدق الله العظيم