التوسل فى القرآن
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا مقال عن التوسل فى القرآن
معنى التوسل :
التوسل عند الناس هو طلب شىء من الغير بإلحاح والمطلوب قد يكون محللا وقد يكون محرم
أركان التوسل :
للتوسل عدة أركان هى :
المتوسل إليه وهو المطلوب منه تنفيذ المطلوب
المتوسل وهو طالب الشىء
المطلوب من المتوسل إليه
كيفية التوسل
ألفاظ تطلق على التوسل :
بعض الدعاء والاستغاثة والشفاعة والاستصراخ والاستنصار والاستجارة
الآيات التى ذكر فيه التوسل :
قال تعالى :
"يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا فى سبيله لعلكم تفلحون"نادى الله الذين أمنوا وهم الذين صدقوا حكم الله طالبا منهم أن يتقوه أى يخافوا ناره فيطيعوا حكمه مصداق لقوله تعالى بسورة البقرة"فاتقوا النار"وفسر هذا بأن يبتغوا إليه الوسيلة والمراد أن يعملوا لجنته المطلوب منهم وهو طاعة حكم الله وفسر هذا بأن يجاهدوا فى سبيله أى يعملوا على نصر دينه بطاعتهم له والسبب حتى يفلحوا أى يفوزوا بجنة الله وهى رحمته مصداق لقوله تعالى بسورة آل عمران"وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون"فأطيعوا تعنى اتقوا تعنى ابتغوا تعنى جاهدوا وتفلحون تعنى ترحمون
وقال تعالى :
"قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته " طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للكفار ادعوا الذين زعمتم من دونه والمراد اطلبوا من الذين عبدتم من غيره فلا يملكون كشف الضر عنكم أى فلا يقدرون على إزالة الأذى عنكم أى تحويلا والمراد فلا يقدرون على تبديل أى تغيير الأذى وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تقدر على النفع أو الضرر وبين الله لنا أن أولئك وهم الآلهة المزعومة يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب والمراد يطلبون من خالقهم القربى وقد فسر الله ذلك بأنهم يرجون أى يريدون نفع الله وهو جنته أى تجارة لن تبور مصداق لقوله بسورة فاطر"يرجون تجارة لن تبور"
وقال تعالى :
"ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه فوكزه فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين "وضح الله أن موسى (ص)دخل المدينة على حين غفلة من أهلها والمراد ولج البلدة فى وقت غيبة سكانها لسبب ما إما النوم أو تجمعهم فى معبد أو محفل وهذا يعنى أنه دخل البلدة فوجد فيها رجلين يقتتلان والمراد فلقى ذكرين يتشاجران كل واحد منهما يريد قتل الآخر وهذان الرجلان أحدهما من شيعته أى من قوم موسى (ص)والآخر من عدوه أى باغضه أى كارهه وهم قوم فرعون فاستغاثه الذى من شيعته والمراد فاستنجد به الذى من جماعته على الذى من عدوه وهو كارهه فاستجاب موسى (ص)له فوكزه والمراد فضرب الذى من قوم فرعون فقضى عليه أى فأنهى عليه أى قتله فلما فكر موسى (ص)فى الأمر وجد نفسه قد ارتكب ذنبا فقال :هذا من عمل الشيطان والمراد هذا من فعل الشهوة أى الهوى الضال فى إنها عدو مضل مبين أى إنها كارهة لنفعى كافرة عظيمة
وقال تعالى:
"وأصبح فى المدينة خائفا يترقب فإذا الذى استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوى مبين "المعنى وأقام فى البلدة قلقا ينتظر فإذا الذى استغاثه البارحة يستنصره قال له موسى (ص)إنك لكافر عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)أصبح فى المدينة خائفا يترقب والمراد بقى فى البلدة قلقا ينتظر مجىء جند فرعون لقتله فإذا الذى استنصره بالأمس والمراد فإذا الرجل الذى استنجد به البارحة يستصرخه أى يناديه لنجدته اليوم أيضا فقال له موسى (ص)إنك لغوى مبين أى كافر عظيم الكفر والسبب فى اتهامه له بالكفر هو تكراره شجاره مع القوم
وقال تعالى:
"وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما"وضح الله لنبيه(ص)أنهم ما أرسل من رسول إلا ليطاع بإذن الله والمراد ما بعث فى قوم من نبى إلا لكى يتبع فى أمر الله وهو حكمه ،ووضح له أن القوم لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم والمراد حين أساءوا لحق أنفسهم بذنوبهم جاءوه أى أتوا عنده فاستغفروا الله أى طلبوا العفو من الله عن ذنوبهم أى تابوا لله واستغفر لهم الرسول(ص)والمراد وطلب النبى(ص)لهم من الله العفو عن ذنوبهم لوجدوا الله توابا رحيما والمراد لعلموا أن غافر الذنب نافع لمن يطلب منه العفو
وقال تعالى:
"قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين قال سوف استغفر لكم ربى إنه هو الغفور الرحيم "وضح الله أن الأولاد لما عرفوا الحقيقة قالوا للأب :يا أبانا أى يا والدنا استغفر لنا ذنوبنا والمراد اطلب لنا العفو من الله عن سيئاتنا إنا كنا خاطئين أى مذنبين أى كافرين وهذا اعتراف منهم بالكفر سابقا فقال لهم الأب سوف استغفر لكم ربى والمراد سوف أستعفى لكم إلهى وهذا يعنى أنه سوف يطلب من الله أن يمحو ذنوبهم إنه هو الغفور الرحيم أى العفو النافع للمستغفرين
وقال تعالى:
"ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا أنها قربة لهم سيدخلهم الله فى رحمته "وضح الله للمؤمنين أن من الأعراب وهم البدو من يؤمن بالله والمراد من يصدق بحكم الرب واليوم الآخر وهو يوم البعث ويتخذ ما ينفق قربات عند الله والمراد ويعتبر الذى يدفع من مال حسنات لدى الرب فى كتابه المنشر وصلوات وهى دعوات الرسول (ص)لهم وهى استغفاراته لهم هى قربة لهم أى هى مستجابة عند الله لهم لأنهم مؤمنون يستحقون الغفران،سيدخلهم الله فى رحمته والمراد سيسكنهم الرب فى جنته مصداق لقوله بسورة الحج"إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات"إن الله غفور رحيم والمراد إن الرب نافع مفيد لمن يستغفره.
وقال تعالى:
"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم " طلب الله من نبيه (ص)أن يأخذ من أموالهم المعترفين صدقة والمراد أن يقبل من أملاكهم نفقة مالية والسبب تطهرهم وفسرها بأنها تزكيهم بها أى تقبلهم بها إخوان للمسلمين ويطلب منه أن يصل عليهم والمراد أن يستغفر لهم الله والسبب أن صلاته سكن لهم أى أن دعوته راحة لهم والمراد رحمة لهم تطمئن بها قلوبهم على قبولهم فى زمرة المسلمين والله سميع عليم أى والرب خبير محيط بكل شىء
وقال تعالى:
"والذى قال لوالديه أف لكما أتعداننى أن أخرج وقد خلت القرون من قبلى وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين "وضح الله أن الخاسر هو الذى قال لوالديه وهم أمه وأبيه :أف لكما والمراد العذاب لكما ،أتعداننى أن أخرج والمراد هل تخبراننى أن أعود للحياة من بعد الموت وقد خلت القرون من قبلى والمراد وقد مضت الأمم من قبلى أى ولم تعد الجماعات التى ماتت قبلى إلى الحياة ؟وهذا يعنى أنه مكذب بالبعث الذى أخبره الأبوان به ،ويبين له أن الأبوين استغاثا أى استنصرا أى استنجدا بالله لإقناع الإبن فقالا له :ويلك أى العذاب لك أنت إن كذبت ،آمن أى صدق بالبعث ،إن وعد الله حق والمراد إن عهد وهو قول الله صدق والمراد إن البعث واقع فى المستقبل فكان رده هو قوله :ما هذا إلا أساطير الأولين والمراد ما البعث سوى أكاذيب السابقين وهذا يعنى إصراره على التكذيب
وقال تعالى:
"والذين أمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شىء حتى يهاجروا وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق "وضح الله للمؤمنين أن الذين أمنوا ولم يهاجروا والمراد وأما الذين صدقوا حكم الله ولم ينتقلوا للمدينة وهى دولة الإسلام ما لكم من ولايتهم من شىء والمراد ليس لكم من حكمهم من حكم وهذا يعنى أن الله لم يبيح للمؤمنين فى دولة المسلمين أن يكون لهم سلطة على المؤمنين فى دول الكفر حتى يهاجروا أى حتى ينتقلوا لدولة المسلمين فساعتها يكون لهم سلطة عليهم وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر والمراد وإن طالبوكم بالتأييد ليحافظوا على إسلامهم فعليكم التأييد وهو حرب من يريد إجبارهم على ترك دينهم ويستثنى من الحرب القوم الذى بينهم وبين المسلمين ميثاق والمراد الشعب الذى بينه وبين المسلمين عهد سلام
وقال تعالى:
"من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه يعلم "وضح الله لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه والمراد لا أحد يتكلم لديه إلا بعد أمر الله له بالكلام مصداق لقوله بسورة النبأ"يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا"
وقال تعالى:
"من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها "وضح الله لنا أن من يشفع شفاعة حسنة والمراد من يفعل فعلا صالحا يكن له نصيب منه والمراد يصبح له ثواب له عليه من الله ومن يشفع شفاعة سيئة أى من يفعل فعلا فاسدا يكن له كفل منه أى يصبح له عقاب على فعله والشفاعة بمعنى المناصرة ممنوعة فى الإسلام حيث قال بسورة النساء"ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم"
وقال تعالى
"ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء ولقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون "وضح الله أن الله يقول على لسان الملائكة للظالمين :ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة والمراد ولقد أتيتمونا وحدانا كما أبدعناكم أسبق مرة وهذا يعنى أن كل واحد يأتى فردا وحيدا كما خلقه بمفرده فى الدنيا،وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم والمراد وخلفتم الذى أعطيناكم خلف أنفسكم وهذا يعنى أنهم تركوا ما أعطاهم الله من مال وولد وغيره خلفهم فى الدنيا،وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء والمراد ولا نعلم معكم أربابكم الذين قلتم أنهم فيكم مقاسمين لى وهذا يعنى أنهم يأتون ليس معهم آلهتهم المزعومة الذين زعموا أنهم يملكونهم بالإشتراك مع الله ،ولقد تقطع بينكم والمراد ولقد فصل بينكم وهذا يعنى وجود فاصل بين الكفار والأرباب المزعومة فى البرزخ والقيامة ،وضل عنكم ما كنتم تزعمون والمراد وتبرأ منكم الذين كنتم تقولون بربوبيتهم أى وكفر بكم الذين أى كذبكم الذين كنتم تقولون أنهم آلهة مصداق لقوله بسورة مريم"واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا"
وقال تعالى:
"هل ينظرون تأويله إلا يوم يأتى تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذى كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون"وضح الله لنا أن الكفار ينظرون تأويله والمراد يتربصون تحقق خبر الساعة الذى جاء فى القرآن وفى يوم يأتى تأويله والمراد فى يوم يتحقق وقوع الساعة يقول الذين نسوه من قبل والمراد الذين كذبوا به من قبل :قد جاءت رسل ربنا بالحق والمراد قد أتت مبعوثى إلهنا بالعدل وهذا إقرار منهم بصحة الوحى بعد فوات الآوان وقالوا "فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا والمراد هل لنا من أنصار فينقذونا من النار أو نرد فنعمل غير الذى كنا نعمل والمراد أو نعود للدنيا فنصنع غير الذى كنا نصنع وهو الكفر يريدون عمل الإيمان مصداق لقولهم بسورة المؤمنون"قال رب ارجعون لعلى أعمل صالحا"،ووضح لنا أنهم قد خسروا أنفسهم أى أهلكوا أنفسهم مصداق لقوله بسورة الأنعام"إن يهلكون إلا أنفسهم"وهذا يعنى أنهم يدخلون أنفسهم العذاب ويبين لنا أنهم قد ضل عنهم ما كانوا يفترون والمراد تبرىء منهم الذى كانوا يزعمون عبادتهم وانقلبوا عليهم ضدا
وقال تعالى:
"ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبؤن الله بالذى لا يعلم فى السموات والأرض "وضح الله أن الكفار يعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم والمراد يدعون من غير الله عباد أمثالهم وهم لا يضرونهم أى لا يؤذونهم بشىء ولا ينفعونهم والمراد لا يرزقونهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله والمراد هؤلاء أنصارنا لدى الله وهذا يعنى أنهم يعتقدون أن الآلهة المزعومة تنصرهم عند الله فى الآخرة ،وطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم أتنبئون الله أى هل تخبرون الله بالذى لا يعلم أى لا يعرف فى السموات ولا فى الأرض ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الآلهة المزعومة ليس لها وجود حقيقى وإلا عرفها الله لأنه يعرف كل شىء فى السموات والأرض،ووضح لنا أن سبحانه أى الطاعة لحكم الله قد تعالى عما يشركون أى علا على الذين يعبدون والمراد أنه أحسن من الذى يطيعون
وقال تعالى:
"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون "وضح الله أن الكفار قالوا اتخذ الرحمن ولدا والمراد أنجب الله ابنا ويقصدون بهذا أن لله أولاد وينفى الله هذا بقوله سبحانه أى الطاعة لحكم الله وحده لأن لا أحد معه ،ويبين الله له أن الملائكة الذين زعموا أنهم أولاد الله هم عباد مكرمون أى خلق مقربون أى معظمون وهم لا يسبقونه بالقول أى لا يعملون بحكمهم قبل حكمه وفسر هذا بأنهم يعملون بأمره والمراد أنهم يطيعون حكم الله ،ويبين له أنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم والمراد يعرف الذى فى أنفسهم أى ما يعلنون وما خلفهم وهو ما يخفون ،ووضح له أنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى والمراد لا يتكلمون إلا لمن قبل الله وهو المسلم والمراد لا تتحدث الملائكة أمام الله إلا من أذن له منهم أن يدافع عن المسلم الذى قبل الله إسلامه مصداق لقوله تعالى بسورة النبأ"لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن "وهم من خشيته مشفقون والمراد وهم من عذاب الله خائفون
وقال تعالى:
"ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ولم يكن لهم من شركاءهم شفعاء وكانوا بشركاءهم كافرين"وضح الله أن يوم تقوم الساعة والمراد يوم تقع القيامة يبلس المجرمون أى يخسر المبطلون وهذا يعنى أنهم يعذبون ولم يكن لهم من شركاءهم شفعاء والمراد ولم يكن لهم من آلهتهم المزعومة ناصرين ينقذونهم من العذاب وكانوا بشركاءهم كافرين والمراد وكانوا بآلهتهم مكذبين وهذا يعنى أن الكفار ينفون عبادتهم للشركاء
وقال تعالى:
"أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا " سأل الله أم اتخذوا من دون الله شفعاء أى هل عبدوا من سوى الله آلهة والمراد أنصار ينصرونهم وهذه عبادة الكفار لغير الله وطلب الله من رسوله (ص)أن يسأل الكفار :أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون والمراد حتى لو كان الشفعاء لا يحكمون بحكم فى شىء ولا يعلمون بعبادتكم وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تتحكم فى شىء لأنها لم تخلق شىء وهى ميتة أو فى عالم الغيب فهى لا تعقل أى لا تعلم بعبادة الكفار لها وطلب منه أن يقول لهم قل لله الشفاعة جميعا أى "القوة لله جميعا"كما قال بسورة البقرة والمراد لله الحكم أى الملك كله
وقال تعالى:
"وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون "وضح الله لنبيه (ص)وكل مسلم أن إن أحد من المشركين استجاره والمراد إن أحد من الكافرين استنجد به أى طلب منه النصر فعليه أن يجيره والمراد فعليه أن ينجده أى يأمنه على نفسه من أذى من يخافه ومدة التأمين هى حتى يسمع كلام الله والمراد حتى يعرف حكم الله وهو الإسلام ثم أبلغه مأمنه والمراد ثم أوصله مكان سكنه ،ذلك وهو حكم الإجارة سببه أنهم قوم لا يعلمون أى ناس لا يفهمون
التوسل فى أذهان القوم:
التوسل فى أذهان الكثير من الناس يتعلق بوجود وسيط بينهم وبين الله يستطيع أن يجعل الله يرضى عنهم ويحقق لهم طلباتهم وهو نفس اعتقاد كفار عهد النبى (ص)الذى قصه الله علينا فقال :
"والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"
عامة الناس وعامة الفقهاء حصروا مسائل التوسل فى التالى:
-الدعاء الطلبى وهو طلب طلبات من الله بواسطة جاه فلان أو مكانة علان عنده
مثل إنزال المطر أو إنجاب طفل أو الشفاء من مرض أو النجاة من خطر ما ...........
-الذبح وهو ذبح شىء لفلان أو علان من الخلق حتى يتوسط بينهم وبين الله لتحقيق ما يطلبون
- النذر وهو التعهد بعمل ما لفلان أو علان من الخلق إذا حقق الله عن طريق جاه فلان أو علان طلب ما مثل الصوم أو إقامة ضريح أو ذبح شىء من بهيمة الأنعام
-الشفاعة ويقصدون بها مناصرة الآخرين لإدخالهم الجنة من جانب فلان أو علان من الخلق حتى ولو كانوا كفارا أى عصاة لله
أنواع التوسل:
التوسل يقسم عدة تقسيمات حسب قواعد معينة فمثلا حسب المتوسل إليه ينقسم إلى التالى:
1- توسل إلى الله
2- توسل إلى الخلق
وفى كل من النوعين حلال وحرام فالتوسل إلى الله بطاعة حكمه هو الحلال والتوسل إلى الله بفلان أو علان هو الحرام والتوسل إلى الخلق منه المباح مثل استنصار المؤمنين خارج الدولة الإسلامية بالمسلمين داخلها لإنقاذهم من الكفار ومنه المحرم مثل استنصار المسلمين بالكفار
ومثلا حسب زمن المطلوب هناك نوعين:
الأول التوسل الدنيوى
الثانى التوسل الأخروى
وكل منهما منه الحلال والحرام فالتوسل الدنيوى المباح هو طاعة حكم الله والتوسل المحرم مثل التوسل بفلان لإنجاب طفل والتوسل الأخروى المباح منه نصر المؤمن للمؤمن بالشفاعة فالشفاعة هى تحصيل حاصل فهى لا تغير حكم الله لأن كل المؤمنين فى الجنة سواء شفع أى شهد لهم الرسل أو الملائكة أو لم يشهدوا والمحرم منه شفاعة المؤمن للكافر عند الله لأنه طلب محرم لأن الحكم فى كل الكفار دخول النار
وينقسم حسب المتوسل منه إلى نوعين:
الأول توسل من مسلم
الثانى توسل من كافر
وكل منهم منه الحلال والحرام فتوسل المسلم حلاله طاعة حكم الله وحرامه جعل وسيط بين المسلم وبين الله فساعتها يتحول المسلم لكافر حتى يتوب من هذا الذنب
وتوسل الكافر منه المباح منه طلب الأمان من المسلمين وهو ما يسمى بالاستجارة ومنه الحرام كطلب إعانته على مسلم أو على شر
ومثلا هناك توسل حسب الشخص وينقسم لنوعين:
التوسل بميت وهو حرام كله فالميت لا يقدر على فعل شىء كما قال تعالى:
"والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون"؟
التوسل بحى وبعضه مباح مثل المدين الذى يتوسط بصديق الدائن حتى يمهله مهلة أخرى وبعضه حرام مثل من يتوسط عند القاضى لأكل مال إنسان دون وجه حق
التوسل بالنبى(ص) في أحاديث أهل السنة:
قال جلال الدين السيوطيفي الدر المنثور في التفسير بالمأثورعند تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}: «أخرج الطبرانيفي المعجم الصغيروالحاكموأبو نعيموالبيهقيكلاهما في الدلائل وابن عساكرعن عمر بن الخطابقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما أذنب آدمالذنب الذي أذنبه، رفع رأسه إلى السماء فقال: أسألك بحق محمدإلا غفرت لي؟ فأوحى الله إليه: ومن محمد؟ فقال: تبارك اسمك. لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدراً ممن جعلت اسمه مع اسمك. فأوحى الله إليه: يا آدم انه آخر النبيين من ذريتك، ولولا هو ما خلقتك
والخطأ الأول هو أن استغفار أدم (ص)كان قوله "يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لى "ويخالف هذا أن استغفار أدم (ص)كان قوله هو وزوجه كما بسورة الأعراف "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين "والخطأ الأخر أن سبب خلق أدم (ص)هو محمد(ص)ويخالف هذا أن الله خلق أدم(ص)ومن ثم الناس لسبب هو ابتلاء الناس أيهم أحسن عملا وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أحسن عملا
حديث فاطمة بنت أسد:
عن أنس بن مالك، قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي، دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس عند رأسها، فقال: "رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسونني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة، ثم أمر أن تغسل ثلاثا وثلاثا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور، سكبه عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فألبسها إياه، وكفنت فوقه، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد، وأبا أيوب الأنصاري، وعمر بن الخطاب، وغلاما أسود يحفروا، فحفروا قبرها، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاضطجع فيه، وقال: "الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقنها حجتها، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيك والأنبياءالذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين"، ثم كبر عليها أربعا، ثم أدخلوها القبر، هو والعباس، وأبو بكر الصديقرضي الله عنهم
الخطأ الأول القول رحمك الله يا أمي، كنت أمي بعد أمي، تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسونني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة"
فالرسول(ص) نفسه وهو صغير كان ضالا فكيف تكون زوجة عمه مؤمنة فى تلك الأيام تريد وجه الله والجنة والدين لم يكن نزل عليه بعد؟
الخطأ الأخر إلباس المرأة قميص الرجل وهى لا تحتاجه فهذا نوع من الإسراف أى التبذير المنهى عنه كما قال تعالى"ولا تبذر تبذيرا" وهو ما فطن له الناس فى قولهم الحى أبقى من الميت
حديث الأعمى:
عن عثمان بن حنيفأن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني قال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك قال: فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في فعاد وقد أبصر - وفي رواية - قال ابن حنيف: فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضر. رواه الإمام أحمدوالطبرانيوالحاكموالترمذيوابن ماجةوابن خزيمة. قال أبو إسحاق السبيعيهذا حديث صحيح. وقال الإمام الترمذيهذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو الخطمي وعثمان بن حنيف هو أخو سهل بن حنيفوقال الحاكم النيسابوريفي المستدرك: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاهأي لم يخرجه البخاريومسلمفي صحيحيهما.
والخطأ هو أن الدعاء يشفى العمى وهو يخالف أن الله أمر بالتداوى كما أنه وصف بعض الأدوية كعسل النحل فقال بسورة النحل "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس "فهل وصفها لنتركها أو لنستعملها أليس هذا عجيبا ؟ثم إذا كان الدعاء يشفى فلماذا شرع الله العلاج ولماذا خلق الأدوية؟
حديث عام الفتق:
روى الدارميفي مسنده المعروف بسنن الدارميعن أبي الجوزاء قال: قحط أهل المدينة قحطاً شديداً فشكوا إلى عائشةرضي الله عنها: فقال انظروا إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق
الخطأ أن فتح كوة فى قبر النبى(ص) كان سبب فى المطر بلا دعاء لله وهو ما يخالف ضرورة دعاء الله وهو حديث معناه أن الحجر يفيد والميت يفيد وهو ما لا يقره الإسلام فالضار والنافع هو الله والميت غير قادر على شىء من نفع أو ضرر
حديث اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك:
عن أبي سعيد الخدريقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة فقال: (اللهم إني أسألك بحق السائلين وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إلا وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل عز وجل عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته)".» رواه الإمام أحمد، وابن أبي شيبة، وابن ماجة، وابن السنيفي كتاب عمل اليوم والليلةوهذا حديث حسنحسَّنه: أمير المؤمنين في الحديث شيخ الإسلامابن حجر العسقلانيفي كتاب نتائج الأفكار. والحافظ زين الدين العراقيفي المغني عن حمل الأسفار. والحافظ شرف الدين الدمياطيفي المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح. والحافظ أبو الحسن المقدسيكما في الترغيب والترهيب. والحافظ جلال الدين السيوطيفي تحفة الأبرار بنكت الأذكار
الخطأ الأول هو أن للسائلين حق على الله والحق أن السائلين ليس لهم كلهم حق على الله وإنما المسلم هو الذى له حق على الله لأنهيطيعه أى لأنه يفى لله فيفى الله له ثم ما هو حق السائل ؟هل هو إجابة السؤال ومن المعلوم أن الإجابة قد تحدث أو لا تحدث بدليل نهى المسلمين عن بعض الأسئلة بدليل قوله تعالى بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم "أم ماذا؟والخطأالثانى هو استغفار سبعون ألف ملك للقائل ومن المعروف أن الملائكة ليس لها عدد معروف وكلها تستغفر للمؤمنين كلهم وليس للقائل فقط بدليل قوله تعالى بسورة غافر "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين أمنوا "ومن ثم يعتبر ذلك تعارض مع نص الآية
قصة الإمام مالكمع أبي جعفر المنصور:
وفيها أنه سأل مالكاً فقال: يا أيا عبد الله أأستقبل القبلة وأدعو أم استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدمعليه السلام إلى يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به
الخطأ الاستشفاع بميت والأموات أساسا لا يشعرون بشىء فكيف يشفعون وفى عدم شعورهم قال تعالى :
"والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون"؟
كما أن النبى(ص) نفسه وهو حى لم يكن يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وفى هذا قال تعالى :"قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء" فكيف سيملك نفع للناس وهو جثة هامدة فى الأرض؟
حديث استسقاء بلال بن الحارثبعد وفاة الرسول:
روى البيهقيوابن أبي شيبة: أن الناس أصابهم قحط في خلافة عمر- رضي الله عنه - فجاء بلال بن الحارث - رضي الله عنه - وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال يا رسول الله: استسق لأمتك فإنهم هلكوا فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام وأخبره أنهم سيسقون
الخطأ الاستشفاع بميت والأموات أساسا لا يشعرون بشىء فكيف يشفعون وفى عدم شعورهم قال تعالى :
"والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون"؟
كما أن النبى(ص) نفسه وهو حى لم يكن يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وفى هذا قال تعالى :"قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء" فكيف سيملك نفع للناس وهو جثة هامدة فى الأرض؟
حديث استسقاء عمر بن الخطابفي عام الرمادةبالعباس بن عبد المطلب:
روى البخاريفي صحيحه: «عن أنس بن مالكأن عمر بن الخطاب رضي الله عنهكان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقونوفى رواية 000إن أهل بيت من مزينة 000فأتى عمر 000فقال اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك 0000فإنك تقول وقولك الحق "وإما الجدار فكان لغلامين يتيمين فى المدينة "فحفظتهما لصلاح أبائهما فاحفظ اللهم نبيك فى عمه فقد دكونا أى توسلنا به إليك مستشفعين 000"
والخطأ الأول التوسل لله بالعباس والنبى (ص)وهو يوافق أن الكفار هم من يجعلون واسطة بينهم أى زلفى أو وسيلة بينهم وبين الله مصداق لقولهم بسورة الزمر "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى "ومن ثم فهو فعل كفرى لا يفعله الخليفة والمسلمون والخطأالأخر الاستشهاد على وجود الشفاعة وهى الوسيلة بأن الله حفظ الغلامين لصلاح أبائهم ولو كان استشهادا صحيحا لقبل الله توسل إبراهيم (ص)وهو استغفاره لأبيه ولقبل توسل نوح(ص)لابنه حتى لا يدخل النار
حديث العتق:
روى في الجوهر المنظمأن أعرابياً وقف على القبر الشريف وقال: «اللهم إن هذا حبيبك وأنا عبدك والشيطان عدوك، فإن غفرت لي سرّ حبيبك وفاز عبدك وغضب عدوك، وإن لم تغفر لي غضب حبيبك ورضي عدوك وهلك عبدك، وأنت أكرم من أن تغضب حبيبك وترضي عدوك وتهلك عبدك، اللهم إن العرب الكرام إذا مات فيهم سيد أعتقوا على قبره، وإن هذا سيد العالمين فأعتقني على قبره، قال الأصمعي فقلت: يا أخا العرب إن الله قد غفر لك وأعتقك بحسن هذا السؤال
الخطأ الاستشفاع بميت والأموات أساسا لا يشعرون بشىء فكيف يشفعون وفى عدم شعورهم قال تعالى :
"والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون"؟
كما أن النبى(ص) نفسه وهو حى لم يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وفى هذا قال تعالى :"قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء" فكيف سيملك نفع للناس وهو جثة هامدة فى الأرض؟
حديث السؤال بمحمد والأنبياء:
يروى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده أن أبا بكر الصديقأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أتعلم القرآنويتفلت مني فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قل«اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وبموسى نبيك وعيسى روحك وكلمتك وبتوراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وفرقان محمد بكل وحي أوحيته وقضاء قضيته
الخطأ الاستشفاع بميت والأموات أساسا لا يشعرون بشىء فكيف يشفعون وفى عدم شعورهم قال تعالى :
"والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون"؟
ونلاحظ أن الحديث ليس فيه دعاء أى طلب فالكلام استشفاع برسل وبكتب دون طلب
حديث دعاء حفظ القرآن
: ذكره موسى بن عبد الرحمن الصنعاني صاحب التفسير بإسناده عن ابن عباسمرفوعاً أنه قال: «من سَرَّه، أن يوعيه الله عز وجل حفظ القرآن، وحفظ أصناف العلم، فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف، أو في صحفة قوارير بعسل، وزعفران، وماء مطر، ويشربه على الريق، وليصم ثلاثة أيام، وليكن إفطاره عليه، فإنه يحفظها إن شاء الله عز وجل، ويدعو به في أدبار صلواته المكتوبة: "اللهم إني أسألك بأنك مسئول ، لم يسأل مثلك، ولا يسأل، أسألك بحق محمد رسولك ونبيك، وإبراهيمخليلك وصفيك، وموسىكليمك ونجيك، وعيسىكلمتك وروحك...» وذكر تمام الدعاء
السؤال للمجنون الذى ألف الحديث كيف يمكن كتابة كل هذا بالعسل فى إناء ؟وكيف الكتابة بماء المطر؟
وكيف يكون صائما ويشرب على الريق ومعنى العبارة الشرب صباحا وهو وقت النهار ثم يفطر الصائم عليه فكيف يكون صائما وقد شربه على الريق صباحا؟
حديث استفتاح اليهودعلى المشركينبمحمد - صلى الله عليه وسلم -:
يروي عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن سعيد بن جبيرعن ابن عباسقال: كانت يهود خيبرتقاتل غطفانفكلما التقوا هزمت يهود فعاذت بهذا الدعاء: اللهم إنا نسألك بحق محمد النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم فكانوا إذا دعوا بهذا الدعاء هزموا غطفان فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - كفروا به فأنزل الله تعالى: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا
نلاحظ الجنون وهو الاستنصار بمخلوق غير موجود فى ذلك الوقت ؟
عن أنس بن مالكعن أبيه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال أنا فاعل قال قلت يا رسول الله فأين أطلبك قال اطلبني أول ما تطلبني على الصراطقال قلت فإن لم ألقك على الصراط قال فاطلبني عند الميزان قلت فإن لم ألقك عند الميزان قال فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن.» قال الترمذيهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
الخطأ الأول وجود حوض واحد للنبى (ص)وهو يخالف أن لكل مسلم حوضان أى عينان مصداق لقوله تعالى بسورة الرحمن "فيهما عينان تجريان والخطأ الأخر وجود الصراط كوسيلة لدخول الجنة أو النار ويخالف هذا دخول المسلمين الجنة من أبوابها مصداق لقوله بسورة الزمر "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين "والكفار يدخلون النار من أبوابها مصداق لقوله "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها "
روى ابن السنيفي كتاب عمل اليوم والليلة، والضياء المقدسيفي الأحاديث المختارة، والنوويفي الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرارأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أن يقول العبد بعد ركعتي الفجرثلاثاً: «اللهم رب جبريل، وإسرافيل، وميكائيل، ومحمدالنبي صلى الله عليه وسلم، أعوذ بك من النار
ليس فى الحديث توسل بأحد فالله رب جبريل، وإسرافيل، وميكائيل، ومحمدالنبي صلى الله عليه وسلمفعلا
روى البخاريوالطبراني:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامةوليس في وجهه مزعة لحم". وقال: "إن الشمسيوم القيامة تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوابآدم، فيقول: لست بصاحب ذلك، ثم موسى، فيقول كذلك، ثم محمدصلى الله عليه وسلم، فيشفع، فيقضى بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، فيومئذ يبعثه اللهمقاما محمودا، يحمده أهل الجمع كلهم
والخطأ هو أن السائل يأتى ليس فى وجهه مزعة لحم يوم القيامة ويخالف هذا أن الإنسان يعيد الله خلقه كما هو فى الدنيا لا يزيد ولا ينقص حتى أن أصابعه وهى بنانه تعود كما هى وفى هذا قال تعالى بسورة القيامة "أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه"
والخطأ وجود حلقة للجنة فهناك أبواب متعددة للجنة ومن ثم فلو كانت هناك حلقة فلن تكون واحدة وإنما لكل باب منهم حلقة ؟
التوسل بالنبي والأئمة في أحاديث الشيعة
يعتقد الشيعة بأن التوسل بالنبي والأئمة باب من أبواب التوجه لله سبحانه، وقد يكون لأجل كون الشخص محبوباً لديه سبحانه وتعالى والمتوسل به، لا يؤثر في المسائل على نحو الاستقلال
اللهم إني أتوسل إليك بهم وأتقرب إليك وأتوجه إليك اللهمَّ اغفر لي بهم وتجاوز عن سيئاتي بهم وارحمنا بهم وأشفعني بهم اللهمَّ أني أسئلك بهم حسن العافية
الخطأ الاستشفاع بأموات والأموات أساسا لا يشعرون بشىء فكيف يشفعون وفى عدم شعورهم قال تعالى :
"والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون"؟
كما أن النبى(ص) نفسه وهو حى لم يكن يملك لنفسه ضرا ولا نفعا وفى هذا قال تعالى :"قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء" فكيف سيملك نفع للناس وهو جثة هامدة فى الأرض؟