بعد اقتحام الجيش.. رمضان سوريا مخضب بالدماء
كتب - هاني ضوَّه :
عاش أهالي العديد من المدن السورية وعلى رأسها مدينة حماة ودير الزور ودرعا منذ فجر الأحد أجواءاً من الرعب والخوف بعد اقتحام دبابات الجيش السوري لمدنهم، وقذفها المنازل والمواطنين، مما أسفر عن مقتل 45 مدنياً حتى في مدينة حماة منذ فجر الأحد وحتى الآن، بالإضافة إلى 13 شخصاً لقوا مصرعهم في مدينة "دير الزور" المجاورة، وما يزيد عن 3 أشخاص في مدينة درعا، في حين أصيب العشرات وذلك قبل يوم من شهر رمضان الذي توعد السوريون أن يخرجوا فيه يومياً للتظاهر.
وهاجمت الدبابات السورية مدينة حماة فجر الأحد من أربع جهات وأطلقت نيران كثيفة بأسلحتها الآلية بشكل عشوائي وأزالت حواجز وضعها السكان لمنع القوات من التقدم.. في حين تسلق القناصة اسطح شركة الكهرباء الحكومية والسجن الرئيسي في المدينة، وقاموا بقطع الكهرباء في الضواحي الشرقية من حماة.. فيما غطى الدخان الأسود الكثيف سماء المدنية نتيجة للقصف العنيف من قبل قوات الجيش.
وقالت مصادر حقوقية سورية إن الجيش السوري أطلق النار على أشخاص بالقرب من حواجز أقامها الأهالين ولم يستطع أحد الاقتراب منهم لإنقاذهم حتى لا يتعرضوا لوابل من الرصاص.
ودوت أصوات إطلاق النار لساعات في أرجاء المدينة، وارتفعت في بعض نواحيها سحب دخان أسود كثيف، قال السكان إنه ناجم عن القصف.
وأضاف شهود عيان: "مكبرات المساجد تبث التكبيرات منذ الصباح.. وجميع من في الشارع يرددون شعارات" الشعب والجيش يد واحدة"
ونقل شهود أن سكان المنطقة دخلوا في حوار مع القوات الحكومية، وقف على إثرها المحتجون فوق الدبابات وهم يهللون "سوريا توحدت."
ومن جانبه أكد سمير نشار رئيس الأمانة العامة لاعلان دمشق المعارض أن نظام الرئيس بشار الأسد حسم موقفه باختيار الحل الدموى بدلا من السياسى.
وقال نشار ـ فى تصريح لقناة "الجزيرة" الأحد ـ "لا توجد صورة دقيقة عن الأوضاع فى مدينة حماة نظرا لتعقد الموقف وذلك بعدما اقتحامها الجيش السورى حيث تدور اشتباكات بين بعض القوى العسكرية المنشقة والقوى الموالية للنظام".
وأضاف نشار أن سوريا تعيش احتقانا أمنيا وسياسيا نظرا لاقتحام القوات العسكرية إلى معظم المدن السورية وذلك خلافا عن وظيفتها الوطنية وهى حماية المدنيين.
3 قتلى في ''دير الزور''
مدينة دير الزور هي الأخرى لم تسلم من اقتحام الجيش السوري، حيث لقي 3 أشخاص على الأقل مصرعهم، السبت، خلال القصف الذي قامت به القوات السورية بالدبابات والأسلحة الثقيلة.
وقال شهود عيان،إن الضحايا قضوا نحبهم عندما ألقت قوات الأمن السورية بقنابل يدوية على المساكن وفتحت نيران أسلحتها على المحتجين.
وذكرا بأن الدبابات قصفت منارات مسجدين بالمدينة، وقال أحدهما: "لا يمكننا التحرك في المنطقة فكل الضواحي محاصرة.. لا يريدون وضع نهاية لذلك حتى النيل منا جميعاً."
اقتحامات دير الزور تأتي غداة حملات مداهمة واسعة قامت بها قوات من الجيش والامن في حي القدم في دمشق فجر أمس اعتقلوا خلالها اكثر من 500 شخص.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية ان "قوات عسكرية كبيرة قوامها 60 آلية تضم دبابات ومدرعات وناقلات جنود وشاحنات تقل جنوداً بلباسهم الميداني وصلت الى دير الزور (شرق) وتمركز بعضها في محيط المدينة وفي منطقة الجورة" بالقرب من مقر المحافظ. وافاد الناشط نقلاً عن اهالي المدينة "ان عناصر من القافلة اطلقت النار بعيد وصولها الى مقر المحافظ لبث الخوف في نفوس الاهالي".
وأضاف ان "اصوات التكبير علت في المدينة تحذيراً من تنفيذ عملية عسكرية كبيرة في هذه المدينة" التي شهدت الجمعة جنازة ثلاثة قتلى شارك فيها نحو 300 الف شخص. واشار الى ان "الاهالي بادروا الى اقامة سواتر ترابية وحواجز لمنع الجيش من التوغل في المدينة".
ويأتى تصعيد الجيش السورى ضد المحتجين فى المدن السورية الكبرى في محاولة من الرئيس بشار الأسد قمع الاحتجاجات المستمرة منذ أربعة أشهر ضد حكمه.
جدير بالذكر أن مدينة حماة قد شهدت مذبحة عام 1982 عندما أرسل الرئيس الراحل حافظ الأسد قواته لسحق انتفاضة كان يقودها إسلاميون مما أدى إلى سقوط ما يصل إلى 30 ألف قتيل.