نقد كتاب كيف تكون حياتك بدون الدين والله الخرافى؟

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ١٤ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نقد كتاب كيف تكون حياتك بدون الدين والله الخرافى؟تأليف كريستوفر كرزيمنسكى

قال كريستوفر:

"الله:الآلهة لا تحمل نفس المعنى أو الصفات عبر كامل منظومات الأدیان، وصفاتهم الشخصیة كثیراً ما تتنوع من شخص إلى آخر بعض الأدیان لها إله واحد توحیدي التوحیدیة، وأخرى تعتقد بآلهة عدیدین في وقت واحد التعددیة، وآخرون یستعملون الكلمة كوصف لشيء غیر كائن كالحب والطبیعة والكون هناك أشكال متعددة لما تعنیه كلمة "إله" للناس، لكن أكثر الصیغ غرابةً وعدم اعتیادیة دراستها غیر ضروریة تقبل الأغلبیة الكاسحة من المؤمنین الدینیین ثلاثة صفات أساسیة لإله:
الله هو كائن خالد والذي هو كليّ القدرة ومحسن عادة، یُدعَى أن الآلهة كذلك كلیة المعرفة، لكن یصعب وصف امرئ بأنه كلي القدرة إن كانت هناك أشیاء لا یعرفها، مما سیعیق قدرته على أن یكون كلي القدرة بحق بعبارة أخرى، فإن صفة كلیة المعرفة متضمنة بوضوح بصفة كلیة القدرة ولا تحتاج أن یشار إلیها على نحو مستقل ص12
الخطأ هنا هو أن المؤمنين يوافقون على أن الله هو كائن خالد والذي هو كليّ القدرة ومحسن عادة
من افترضوا تلك الفرضيات لم يفهموا شيئا فالله كلى القدرة لا حدود لقوته مقولة تتعارض مع الله كلى الاحسان فالقدرة بلا حدود تعنى القدرة على الخير والشر ومع هذا قيل أنه كلى الاحسان
إذا الفرضيات غير مستقيمة فهى متناقضة ولا تصلح للبناء عليها سواء اعتمدها المؤمنون بالله أو اعتمدها منكرو الله للتخلص من مقولة الألوهية
الفهم الخاطىء الأخر يتمثل فى نفس النقطتين :
الأولى الله كلى القدرة لا حدود للقوة الإلهية فالأديان المختلفة تتحد وتختلف فى هذه النقطة ففى الإسلام حدد الله قدرته بما وضعه لنفسه من أحكام مثل ليس له صاحبة ولا ولد وليس له شريك ومثل أنه واحد احد لا ينقسم ومن أقوال القرآن فى هذا :
"وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا"
" كتب على نفسه الرحمة "
"كتب الله لأغلبن أنا ورسلى"
" قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ"
ومن ثم فالله كما قال عن نفسه " فعال لما يريد" فقدرته أى فعله معتمدة على إرادته التى قررت الأحكام التى كتبها على نفسه وكلمات قدرته وإرادته ونفسه تستعمل هنا للتوضيح فقط لأن الله واحد فكل هذا واحد فيه وفى اليهودية نجد القدرة ليست مطلقة لأنها معتمدة على نفس الأمر وكذلك فى النصرانية
الثانية كلى الاحسان أى الخيرية أى كلى الرحمة وبالقطع فى الأديان المختلفة ليس الله رحيم فقط ولكنه جبار ومنتقم كما ورد فى نصوص الأديان المختلفة لأَنَّ الرَّبَّ مُنْتَقِمٌ لِهذِهِ كُلِّهَا كَمَا قُلْنَا لَكُمْ قَبْلاً وَشَهِدْنَا رسالة تسالونيكى الثانية
17لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ هُوَ إِلهُ الآلِهَةِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، الإِلهُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ الْمَهِيبُ الَّذِي لاَ يَأْخُذُ بِالْوُجُوهِ وَلاَ يَقْبَلُ رَشْوَةً سفر التثنية
48الإِلهُ الْمُنْتَقِمُ لِي، وَالْمُخْضِعُ شُعُوبًا تَحْتِي، 49وَالَّذِي يُخْرِجُنِي مِنْ بَيْنِ أَعْدَائِي مزمور 19
ومن ثم فالفرضية خاطئة حسب الأديان والمفترض وضع بدلا منها هو الله كلى العدل فالعدل يشمل الثواب والعقاب والخير والشر
قال كريستوفر:
"یقوم الإیمان بدور كبیر في الاعتقاد الدیني للأسف، فإنه أیضًا أكثر مصطلحاته مرونة، عرضة لإساءات الفهم الدقیقة عن معناه "الإیمان" یمكن أن یعني "الاعتقاد بوجود الله وخیریته" عندما یكون السؤال عما إذا كان یوجد إله، و"الثقة بان إلهًا سیتدخل" عندما یكون السؤال عما إذا كان المرء سینجو من محنة عصیبة، أو حتى عبارة مختصرة لجملة "دین المرء" رغم استعماله المربك المتعدد، فإن مفهوم الإیمان كما یتطلبه الاعتقاد الدیني له أهمیة هائلة ص13
هنا صال الرجل وجال فى تعريف الإيمان فى الأديان واعتبر تعريفاته فى الديانة مربكة مطاطة ومن ثم عرفه هو فقال:
"الإیمان: قبول الحقیقة المفترضة لتأكیدٍ في غیاب كلٍّ من الأدلة من الملاحظة والمنطق السلیم للبرهنة علیه على نحو عقلاني ص13
الرجل هنا جعل الإيمان قائم فى كل الأديان على غياب الأدلة والمنطق للبرهنة عليه وهو ما ينافى الإيمان فى الإسلام فهو قائم على البرهنة فمثلا نجد أدلة على كون الله خالق واحد كما فى قوله تعالى " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا" وقوله تعالى" ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض" ونجد أنه افترض افتراضات لبداية وهو خلق الكون فقال ""أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون"فبين كونها كلها خاطئة فالخلق لا يكون من غير شىء أى عدم فلا يمكن أن ينتج من العدم إلا العدم والناس لا يمكن أن يكونوا هم الخالقون لأنفسهم وغيرهم لكونهم مخلوقين
قال كريستوفر:
"ما فوق الطبیعة الفیزیائیة الغیبي مملكة توجد فرضيا فوق الطبيعة الفيزيائية ولا یمكن الإحساس بها بحواس الجسد الخمسة إن التعریف مسهب لأنه لو كان شيء یوجد فوق الطبیعة، فإنه لا یمكن بطبیعته الشعور به بالحواس الخمس رغم ذلك، فإن انعدام الفائدة التام لحواس الإنسان عندما یتعلق الأمر بتأكید ما فوق الطبیعي قد تُضُمِنَ بوضوح كما سیُرى في مناقشة مفهوم ما فوق الطبیعي في التعریف لأنه أكثر أهمیة من مجرد تركه متضمَّنًا ضمن الفصل التالي ص15
الرجل جعل الطبيعى هو ما يحس بالحواس الخمسة وهو كلام يتعارض مع كون الحواس ليس إحساسها سليما دوما فمثلا النظر يرى السراب ماء ومثلا اللسان يختلف من شخص لأخر فى ذوق الشىء الواحد فالبعض يعتبر طعم ما حلو مقبول بينما يعتبره أخر مرفوض غير مستساغ وهو معنى قوله تعالى"ونفضل بعضها على بعض فى الأكل"
كما أن ما يعتبره العلم طبيعى كالمغناطيسية والكهربية لا يمكن الاحساس بها وهى تسرى أى تتحرك بأى حاسة ولكن يحس بها عن طريق آثارها كحركة الشىء بالمغناطيس وكإنارة المصباح بالكهرباء وهو نفس ما يقال مثلا عن الله فهو لا يحس بالحواس الخمسة ولكننا نحس آثاره فى الخلق ومن ينكر وجود الله عليه أن ينكر الكهربية والمغناطيسية وأثارهما فإما أن ينكر الكل أو يصدق الكل
قال كريستوفر:
"الروح: المقر الخالد المفترَض لوعي الشخص السبب الأساسي لما یجعل مفهوم الروح ذا علاقة بالشخص هو أنها كما یعتقدون نتیجة جانبیة للموت الفیزیائي الجسدي إن جسد الشخص الفیزیائي سوف یموت، لكنْ یُفترَض أن الروح ستنجو من ذلك الحدث وستحفظ شخصیة الشخص وذكریاته وعواطفه ص16
الروح يقصد بها النفس وليس مقر وعى الشخص فكل شخص له نفس وعى أو لم يعى
سواء كان الرجل ينكر الروح كوجود غير طبيعى حيث كتب عنها أو كتب المترجم بين قوسين "الروح المزعوم وجودها" فى نفس الصفحة16 فإن وجودها يقينى رغم أنها لا تحس بالحواس الخمسة لأن دليل وجودها أنها كلام الإنسان الداخلى الذى أحيانا يخرج ككلام صوتى فلو لم تكن موجودة ما سطر المؤلف هذا الكلام
قال كريستوفر:
الدین: نظام اعتقاديّ والذي ١-یستخدم الاعتقاد والممارسات الدینیة ٢-والطقوس و ٣-اللقاءات للمناجاة مع أو التعبد لإلهٍ أو آلهة ص16
تعريف الدين هو نفس تعريف أى حكم أى دستور أى مجموعة أحكام يعتنقها الفرد سواء سماها دين أو مذهب أو غير ذلك فحتى العلمانية والإلحاد هما دينان أيضا لأن أى دين هو من يحلل أفعال ويحرم أفعال والتعريف ليس سليما فالطقوس هى الممارسات وليست شيئا مختلفا وكذلك لقاءات المناجاة هى ممارسات
قال كريستوفر:
"الطقس الشعیرة هو فعل رمزيّ بحسب التقلید الدیني، كمثال: الصلاة واللقاءات أو الاجتماعات هي اجتماع المؤمنین المتدینین معًا في مجموعة لأجل الأغراض المذكورة في التعریف معظم الناس الذین یعتقدون بإله لدیهم دین، ولیس معنى ذلك أن تلك هي الوسیلة الوحیدة لممارسة الشخص لاعتقاده في إله أو آلهة بالتأكید،في الفصل العاشر هناك أنظمة اعتقاد أقل تكلفة وإرهاقًا ص17
تعريف الطقس بأنه الشعیرة هو فعل رمزيّ بحسب التقلید الدیني كالصلاة خاطىء فالطقوس هى الأفعال المطلوبة فى الدين وهى تنفذ حسبما أراد المشرع فى الدين وهى تشمل كل فعل فى أى دين ما دام فى ذلك الدين نص يطالب بفعلها
قال كريستوفر:
"الفرضیة العلمیة: تفسیر مقترَح لظاهرة طبیعیة، والتي تستخدم مصطلحات معرَّفة جیدًا على نحوٍ كافٍ وهي قابلة للاختبار واختبار الدحض كلیهما ص18
الرجل هنا يبين أن الفرضية قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة وهى تنقلب لنظرية علمية عندما تتكرر الإثباتات فيها وهو ما عرفها بقوله:
"النظریة العلمیة: تفسیر مقبول علميا لظاهرة طبيعية مثبت على نحو جید بالنتائج الاختباریة والملاحظات المتكررة النظرية العلمية ليست تخمينا تأمليا إنها أعلى مستوى من الیقین على العلم تقدیمه عندما تصل فرضیة علمیة إلى مستوى كبیر من الاختبار والتأیید، فإنها تصبح نظریة علمیة، وعند تلك النقطة تكون دقة توقعاتها ومتانة قوتها التفسیریة قد صار كلاهما مقبولین ص19
نلاحظ التناقض وهو كون النظرية أعلى مستوى من اليقين وهو ما يناقض كونها تفسير مقبول والتفسير المقبول لا يعنى اليقين وقد نقض كرمه بكون النظرية ليست يقينية لأنها عرضة للتعديل والمراجعة فى قوله:
"بالتأكید، فإن النظریات العلمیة عرضة دومًا للمراجعة أو التعدیل بناء على تقدیم نتائج أو معلومات معاكسة، لكن تأكیدها یقوم على أفضل الأدلة المتاحة ویتضمن تفسيرا للسببیة في الطبیعة یتمیز بأدلة مؤیدة على نحو كاسح وقوة منطقیة على نحو مأساوي، فإن الكثیر من المؤمنین المتدینین یرفضون نظریة التطور العلمیة لیس على أساس لا شيء غیر رؤیتهم كلمة "نظریة" ویمضون إلى صرف النظر عما تثبته باعتباره واهیًا وغیر مثبَت ظنا منهم أن النظریات العلمیة لا تتمتع بالضرورة بأجواء الإجماع التامّ في مجالاتها الكثیر من الدراسات تحاول تقویض طرائق الاختبارات السابقة وتحدي افتراضاتها، بصرف النظر عن درجة الإجماع العلمي على الأمر تصبح الفرضیة العلمیة نظریة علمیة عندما یكون تفسیرها لظاهرة طبیعیة أعلى بكثیر من التساؤل المعقول بأحدث التقنیات العلمیة بحیث تعتبر الغالبیة العظمى من المجتمع العلمي أن الظاهرة قد فُسِّرت بدقة بهاص19
كريستوفر فى هذا التعريف يبين أن هناك اجماع علمى على صحة نظرية التطور وهو كلام لا يتفق مع المنهج العلمى فالاجماع ليس دليلا على الصحة بل الأدلة الواقعية هى الدليل على الصحة كما يطالبنا بواقعية الله والروح وغيرهم ولو كان الرجل قرأ كتاب أصل الأنواع هو وغيره من المتخلفين أمثاله لعلموا أن دارون نفسه نسفها فى الكتاب وننقل هنا من الكتاب بعض أقوال دارون فى عدم صحة النظرية وان التقدم العلمى لن يثبتها أبدا مهما طال الزمان :
يعترف دارون بجهله وجهل علماء الأحياء بنشأة الأنواع فيقول
"ويجب ألا يشعر أحد بالدهشة من القدر الكثير الذى ما زال غير مفهوم فيما يتعلق بنشأة الأنواع والضروب الحية إذا ما سمح بالتالى جهلنا الشديد فيما يتعلق بالعلاقات المشتركة التى بين الكثير من الكائنات التى تعيش حولنا فمن منا يستطيع أن يفسر لماذا يرعى أحد الأنواع على نطاق واسع ومع ذلك فأعداده كبيرة ولماذا ينحصر رعى نوع أخر متقارب فى نطاق ضيق ولكننا نجده نادر الوجود"ص59
ويعلن جهله هو والآخرين بقوانين الوراثة فى الأنواع فيقول :
"القوانين التى تتحكم فى الوراثة هى فى معظمها مجهولة ولا يوجد أحد يستطيع أن يفسر لماذا فى بعض الأحيان يجرى توارث نفس الخاصية فى أفراد مختلفين ص70
ويعترف دارون أنه هو وغيره لا يعرفون حقا حتى هل الأنواع الداجنة من الحيوانات كان لها أصل واحد أو أكثر فيقول:
"عند محاولة تقدير كمية الفروق فى التركيب بين الأعراق الداجنة القريبة من بعضها سرعان ما نجد أنفسنا فى دائرة من الشك وذلك لعدم معرفتنا إذا ما كانت قد نشأت من واحد أو أكثر من الأنواع الأبوية ص74
ويكرر نفس الاعتراف مقرا باستحالة معرفة هل نشأت الأنواع الداجنة من نوع واحد أو أكثر فيقول:
"أما فيما يخص معظم حيواناتنا ونباتاتنا المدجنة منذ القدم فإنه من المستحيل أن نصل إلى قرار محدد فيما لو كانت نشأتها نابعة من نوع واحد أم من العديد من ص75 الأنواع الوحشية ص76
ويعترف أن الجهل بنشأة حيواناتنا الداجنة سيكون شيئا مبهما إلى الأبد فيقول:
"من المحتمل أن تظل نشأة حيواناتنا الداجنة شيئا مبهما إلى الأبد ص76
ويقر أنه هو وغيره من علماء الأحياء جهلة بالسبب وراء كل تمايز معين فيقول :
لقد تكلمت هنا فى بعض الأحيان كما لو كانت التمايزات على شيوعها وتنوعها فى الكائنات العضوية تحت تأثير التدجين وإلى درجة أقل فى تلك الكائنات الموجودة تحت تأثير الطبيعة نتيجة للمصادفة وهذا بالطبع تعبير خاطىء تماما ولكنه يفيد فى الاعتراف صراحة بجهلنا بالسبب وراء كل تمايز معين ص230
ويقر صراحة لأن جهله هو وعلماء الأحياء جهل عميق جدا بقوانين التمايز كما أنه لا يوجد دليل كافى فى الموضوع قائلا:
"إن جهلنا بقوانين التمايز جهل عميق جدا فنحن لا نستطيع أن ندعى ولا حتى فى حالة واحدة من مائة حالة إمكاننا أن نحدد سبب وراء تمايز هذا أو ذاك الجزء ولكن عندما يكون لدينا الوسائل لإقامة مقارنة فإنه يظهر أن نفس القوانين قد أدت تأثيرها فى إنتاج الاختلافات الصغرى بين الضروب التابعة لنفس النوع والاختلافات الكبرى بين الأنواع التابعة لنفس الطبقة والظروف المتغيرة تحدث عامة مجرد قابلية متقلبة للتمايز ولكنها فى بعض الأحيان تسبب تأثيرات مباشرة ونهائية وهى التى قد تصبح واضحة بشدة على مدى الزمن بالرغم من أنه ليس لدينا دليل كاف على هذا الموضوع والسلوك فى إحداثه لتغيرات فى البنية والاستخدام فى تقوية الأعضاء وعدم الاستخدام فى إضعاف وإنقاص الأعضاء أشياء تبدو فى كثير من الحالات أنها قد كانت قوية فى تأثيراتها والأجزاء المتماثلة تميل إلى أن تتمايز بنفس الشكل والجزاء المتماثلة تميل إلى الترابط والتعديلات التى تحدث فى الأجزاء الصلبة والجزاء الخارجية تؤثر فى بعض الأحيان على الجزاء الأكثر ليونة وعلى الجزاء الداخلية "ص272
ويكرر الإقرار بالجهل الفظيع لديه ولدى علماء الأحياء فى سبب التمايز والاختلاف بين الأنواع فيقول:
"نحن فى حالة جهل فظيع عن السبب وراء كل تمايز بسيط أو اختلاف فردى ونحن نشعر بذلك فى الحال عندما نقلب الفكر فى الاختلافات الموجودة بين السلالات الخاصة بحيواناتنا المدجنة الموجودة فى البلاد المختلفة وبالأخص فى البلاد الأقل تحضرا التى لم يحدث بها إلا القليل من الانتقاء المنهجى مختلفة ص320
ويقر دارون بجهله بتاريخ الأنواع الماضى ومن ثم لا يمكن أن يجيب إجابات منطقية عن التساؤلات المعترضة على نظريته فيقول :
وكثيرا ما ثارت بعض التساؤلات عن التالى إذا كان الانتقاء الطبيعى بهذه الكفاءة فلماذا لم تكتسب بعض الأنواع هذا التركيب أو ذلك والذى كان من الواضح أنه سوف يكسبهم مميزات تفضيلية ولكنه من غير المنطقى أن نتوقع إجابة محددة لمثل هذه التساؤلات عندما نضع فى الاعتبار جهلنا بالتاريخ الماضى لكل نوع من الأنواع وللظروف التى تحدد فى وقتنا الحالى أعدادها ومآلفها ص391
ويعترف دارون نحن لا نرى شيئا من هذه التغييرات البطيئة أثناء قيامها ومن ثم فدليل رؤية التطور غير موجود وفى ذلك قال :
"وقد يقال على سبيل المجاز إن الانتقاء الطبيعى دائم التنقيب كل يوم وكل ساعة فى جميع أرجاء العالم بحثا عن أكثر التمايزات بساطة لافظا ما هو ردىء منها ومحتفظا ومدخرا لكل ما هو جيد عاملا بصمت وتمهل كلما وعندما تلوح له الفرصة على إدخال التحسينات على كل كائن عضوى فيما يتعلق بظروف حياته العضوية وغير العضوية ونحن لا نرى شيئا من هذه التغييرات البطيئة أثناء قيامها إلى أن تترك يد الزمان علامات مرور العصور ويبدو أن ذلك هو نتيجة لعدم كمال نظرتنا إلى العصور الجيولوجية البالغة القدم فإننا لا نرى سوى أن الأشكال الحية مختلفة حاليا عما كانت عليه فى الماضى ص165
ويقر أن تقدير العلماء فى الاختلاف بين الأنواع هو تقدير عن طريق الجهل وليس العلم فيقول:
"وعند النظر إلى العديد من النقاط الصغيرة للاختلاف بين الأنواع التى قد تبدو غير مهمة إطلاقا إلى الحد الذى يسمح لنا به جهلنا بالتقدير فإننا يجب ألا ننسى أن المناخ والغذاء وخلافه قد أحدثا بدون شك بعض التأثير المباشر ومن الضرورى أيضا أن نضع نصب أعيينا أنه طبقا لقانون العلاقة المتبادلة فغالبا ما سوف ينتج عن ذلك شىء ذو طبيعة أبعد ما تكون عن التوقع ص167
ويقر دارون أن ما يقوله هو مجرد افتراضات واحتمالات وليس حقائق فيقول:
"كنه يجب أن على أن أعلق هنا على أننى لا أفترض أن العملية تظل ماضية على الإطلاق بهذا الشكل المنتظم كما هو موضح بالرسم البيانى مع أنه قد تم ايقاعها عليه بشكل غير منتظم بعض الشىء ولا أنها تظل مستمرة فالاحتمال الأكبر جدا أن كل شكل قد يظل بدون تغيير لفترات طويلة ثم بعد ذلك يمر فى مرحلة تعديل مرة أخرى وأنا لا أفترض أنه من المؤكد الاحتفاظ بأكثر الضروب تنوعا فإنه كثيرا ما يبقى شكل متوسط لمدة طويلة ومن الممكن أن ينتج أو لا ينتج أكثر من سليل معدل واحد وذلك لأن الانتقاء الطبيعى سوف يعمل بناء على الطبيعة الخاصة بالأماكن التى قد تكون إما غير محتلة أو ليست محتلة بشكل كامل بكائنات أخرى وهذا سوف يعتمد على علاقات معقدة بشكل لا نهائى ص207
قال كريستوفر:
"الاعتقاد الدیني یصف عدمًا من الغموض، مما قد یجعله یبدو منیعًا ضد هجومٍ عقلانيّ مقصود في الواقع، فإن الموضع الذي یضع الدین فیه تفسیراته للخبرة البشریة آمن من التحري عنه لأنه یُحدَّد خارج الفهم البشري رغم ذلك، فالاعتقاد الدیني كان یجب أنه سیترك بعض الفراغ في مملكة البناء المعرفي كانت مع الواقع الموضوعي البشري لو لم یكن أكثر من مجموعة من النقاشات الخیالیة لیس له أي صلة ص22
كريستوفر يعتقد أن البناء الدينى خيالى وهو كلام ليس صحيحا فكل الأديان تتعامل مع الواقع من خلال وضعها الأحكام للتعامل بين البشر وبين المخلوقات فى بيئتهم وأما الجزء فى الأديان الذى يسمى غيبيا فليس كله خارج الواقع فمثلا البعث يتكرر أمامنا ومع هذا لم يلحظه واحد منهم لأنه لا يفكر النباتات تموت بالحصاد ومع هذا فإن ثمارها الميتة تعود للحياة بوضعها فى الماء والطين مرة أخرى ومثلا ما يسمى الروح وهى النفس مثبتة يوميا أكثر من أى شىء فالكلام الذى يتردد داخل الإنسان هو الروح فهل يستطيع كريستوفر أو اى احد ان ينكر نفسه ؟
بعض الأمور الأخرى كالله والملائكة والجن وسيلة إثباتها هى نفسها وسائل إثبات بعض الظواهر الطبيعية التى لا يمكن أن ترى أو تلمس أو تسمع أو تشم أو تتذوق مثل المغناطيسية والكهربية ونقل الصوت والصورة عبر الموجات والأشعة فهى ظواهر لا يمكن ملاحظاتها عن طريق الحواس الخمسة ولكن وسيلة إثباتها هى آثارها كتحريك الأثقال وإنارة المصابيح وتشغيل الآلات وظهور الصور والأصوات عبر التلفاز أو المذياع أو الهاتف وهكذا فالله موجود لوجود المخلوقات
قال كريستوفر:
"لكن أین توجد روح الشخص؟ حتى الآن، فإن عددًا لا یُحصى من الجراحین وعلماء التشریح قد فتحوا جسد الإنسان، ولا أحد قد وجد الروح قطْ، أي أنه لا سبب تشریحي للاعتقاد بأنها توجد نفس السؤال ینطبق على الآلهة أین هذا الكائن أو هذه الكائنات؟ للهرب من تقیید الأدلة التجریبیة فیما یتعلق بهذا، فإن الفكر الدیني یقرر بأن هناك مملكة أخرى للوجود والتي لا یقدر البشر أن یشعروا بها، أيْ: مملكة ما فوق الطبیعي، والتي هي مكان ادعاء الاعتقاد الدیني، ویجب أن یُقنِع أتباعه بقبول فكرة وجوده في الواقع الموضوعي لكي یكون لباقي تفسیره صلة به ص23
الغريب أن كريستوفر يتساءل عن الروح ومكانها وهو سؤال أبله فالروح مكانها أنت وأنا وغيرنا من الناس الأحياء إنه الكلام الذى يتردد فى داخلنا الكلام الذى كتبته والكلام الذى تتكلمه والذى يدور فى داخلك هو الروح التى تبحث عنها وهى أنت
كريستوفر يتساءل عن مملكة فوق الطبيعى فى الأديان وهو كلام خاطىء فلا يوجد شىء فوق طبيعى غير الإله الواحد الأحد ومعظم الآلهة فى الأديان الشركية طبقا لنصوصها موجودة داخل الكون وهى هنا لا تعنينا لأنها ليس لها وجود حقيقى وأما الإسلام فكل الغيبيات كالملائكة والجن والبعث والحساب فموجودون داخل الكون وليس خارجه
الغريب أن كريستوفر يؤمن بأمور لا يمكن إثباتها علميا بالحواس الخمسة مثل النجوم الراديوية والثقوب السوداء ومثل تطور الكائنات من خلال لإيمانه بنظرية التطور
الأسئلة التى تطرح نفسها هل يمكن إدراك تلك الأمور عن طريق الحواس أو حتى الأدوات التجريبية ؟
هل يمكن الرجوع بالزمن للوراء لإثبات نظرية التطور؟
هل يمكن السفر لرؤية تلك النجوم والثقوب ؟
والمطلوب ممن يعلن أن تلك الأشياء موجودة واقعيا إما أن تنكر وجودها هى والغيبيات وإما أن تصدق بوجود الكل فهذا هو المنهج العلمى القائم على الحواس
قال كريستوفر:
"سر وصفة الاعتقاد الدیني للاحتفاظ بالقوة التي یحدثها هو ١-القیام بوعدٍ و ٢-إقناع الناس أن السؤال عن الدلیل على صحة ذلك الوعد غیر مقبول سواء أخلاقيا أو أي شيء آخر حالما أقنع دعاة دینٍ أتباعهم بقبول ، سواءً أخلاق هذین الافتراضین، فإن المحترفین لدیهم شیك على بیاض باستحضار وادعاء أي شيء یریدون من مملكة ما وفق الطبیعة المزعومة، ولن یحاول أتباعه إزعاج أنفسهم بالسؤال عن أساس أي معرفة مزعومة مقدمة لهم ولو فعلوا فیمكنهم توقع أن یُذَكَّروا بشروط اتفاقهم الأوليّ، وخاصةً البند الذي یقول بأن الإیمان سیكون مطلوبًا
للعضویة ص26
كريستوفر يساوى بين كل الأديان فى إقناع الناس أن السؤال عن الدلیل على صحة ذلك الوعد غیر مقبول سواء أخلاقيا أو أي شيء آخر وهو كلام ليس صحيحا فى الإسلام لأنه يقول" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
وبالطبع هناك أديان أخرى تتبنى مشروعية السؤال وهى قليلة أو نادرة ولكن هنا أتكلم عن دين الله الذى أعرفه
قال كريستوفر:
"المخ البشري هو الجهاز الذي یخلق أفكار الشخص عن الواقع الموضوعي، لكنه لا یمكنه خلق أفكار أو آراء ذات علاقة بموضوع بدون بیانات، والتي یجب أن تُجمَع من خلال حواس الجسد الخمس: اللمس والشم والتذوق والنظر والسمع لسوء حظ البشریة، فإن تفسیر العقل للبیانات التي یحصل علیها من الحواس یتعرض للخطأ في بعض الأحیان، مما یمكن أن یسبب أوهامًا للإدراك كما سیُرى في الافتراض الثاني للتفكیر القائم على العقلانیة، فإن البشر قد اختلقوا العدید من الوسائل المنهجیة للتحقق من دقة تفسیر العقل للبیانات التي یستقبلها ص28
الرجل هنا يقول أن المخ البشري هو الجهاز الذي یخلق أفكار الشخص عن الواقع الموضوعي والسؤال لصاحب المنهج العلمى أو الواقع الموضوعى بأى وسيلة عرفت أن المخ هو خالق الأفكار ؟ هل رأيت المخ وهو يعمل الأفكار هل سمعته هل شممته هل تذوقته هل لمسته ؟ بالقطع هذا كلام فارغ لا علاقة له بالمنهج العلمى ولا يمكن اثباته عن طريق الحواس الخمسة ولا حتى عن طريق الأدوات والآلات التجريبية
الخطأ الأخر هنا هو أن المخ وهو يقصد العقل لا یمكنه خلق أفكار أو آراء ذات علاقة بموضوع بدون بیانات، والتي یجب أن تُجمَع من خلال حواس الجسد الخمس وهو قول خاطىء يدل على الخطأ فيه أن الروايات خاصة ما يسمونه روايات الخيال العلمى لا علاقة لها بأى حاسة كما أن الأحلام التى تحدث والمخ نائم لا علاقة لها بأى حاسة لكون الحواس نائمة
العقل - وهو ليس المخ بالتأكيد لأنه أمخاخ البعض تمرض وبعضهم يفقد أجزاء من المخ ومع ذلك تعمل الأفكار رغم ذلك – يعمل مع أو بدون الحواس الخمسة ولكى نبهت كريستوفر وأمثاله نقول كيف وصل العلم للنجوم الراديوية والثقوب السوداء وغيرها من الظواهر الطبيعية التى التى لا علاقة لها بأى حاسة من الحواس الخمسة؟
قال كريستوفر:
"الافتراض الثاني العلوم والریاضیات والمنطق هي حاليا أكثر الوسائل موثوقیة وقابلیة للاعتماد لتفسیر الواقع الموضوعي وتوقع أحداثه ص29
الرجل جعل العلوم والریاضیات والمنطق هي حاليا أكثر الوسائل موثوقیة وقابلیة للاعتماد لتفسیر الواقع الموضوعي وتوقع أحداثه ومع هذا لم يأخذ الرجل لا بالعلوم ولا بالرياضيات ولا بالمنطق فمثلا علم العدد او الحساب يقول أن أول الأعداد واحد ومن ثم قياسا عليه فلابد أن يبدأ الكون بواحد يخلق منه ما بعده وعلم الهندسة يقول أن أى شكل يبدا بنقطة أى أنه هناك أول لكل شىء ومع هذا ينكر الرجل أولية الخالق سواء سماه هو الطبيعة أو سميناه الله وعلم كعلم الحركة أو الميكانيكا يفترض أن لكل شىء متحرك شىء يحركه اى فاعل للحركة ومع هذا ينكر الرجل أن يكون للكون محرك اى خالق
قال كريستوفر:
"وسیلة التجربة والخطأ الخاصة بالمنهج العلمي تحاكي كیفیة تعلم العلم البشري على نحو طبیعي كمثال، تأمل طفلًا على وشك لمس موقد ساخن في لحظته مضرب المثل یرى الطفل موقدًا ساخنًا، فیتغلب علیه الفضول ثم یلمسه لقد كان یجمع المعلومات عن العالم من خلال التجربة والخطأ، مستخدمًا حواس الجسد كأدواته لجمع البیانات لقد شعر الطفل بشيء ما بصدد الموقد فأراد تعلمه ما هذا الشيء مثلًا فصاغ تجربة لاختباره لمسه فحصل على نتائجه أحرق یده من ذلك الحین فصاعدًا، لقد تعلم أنه عندما یرى الموقد مجددًا في ظروف مشابهة، فإنه لو لمسه سیحرق نفسه مع تدقیق أساسي مضاف، فهذه هي وسیلة التحقیق التي یوظفها العلم لتقدیم تفاسیر الظواهر المعقدة في الواقع الموضوعي ص30
الخطأ فى الكلام هو أن الطفل شعر بشيء ما بصدد الموقد فأراد تعلمه ما هذا الشيء مثلًا فصاغ تجربة لاختباره لمسه فحصل على نتائجه بالقطع الطفل لا يفعل تجربة للتعلم وإنما هو يريد الحصول على الشىء ظنا منه أنه يسعده فهو لا يجرب بنفسه وإنما المسألة كلها رغبة فى السعادة ولكنها تأتى له بالتعاسة
والخطأ هو أن التجربة تعلم من أحسها أى جربها وهو كلام ليس صحيحا تماما فالطفل رغم حرقه قد يكرر التجربة ظنا منه أنها ستأتيه هذه المرة بالسعادة وكثير من البشر يكررون نفس التجارب ويفشون كثيرا فى تجنب آلامها فالتجربة والخطأ ليست دوما ذات مصداقية فهناك تجارب قد تتكرر عشرات ومئات وآلاف المرات ومع هذا توجد تجارب أخرى تثبت حقيقة مناقضة تتكرر عشرات ومئات وآلاف المرات والتجربتين تثبتان الشىء ونقبضه والمثال الأشهر عندى والذى جربته هو المثلث قائم الزاوية فى نظرية فيثاغورس فرسم عدة آلاف من المثلثات قائمة الزاوية مختلفة الطوال تثبت صحة ما قاله فيثاغورس وتثبت عكسه
قال كريستوفر:
"التنویع أو التشكیل هو بالضبط الاستراتیجیة التي تستعملها المجتمعات العلمیة عندما یقومون بالمراجعات العدیدة التناظریة كل عالم في مجاله یقر بأن الرأي الذاتي لأي باحث عن تجربة عرضة للخلل والعیوب في خطر استثنائي قائم على احتمالیة أخطائه وإساءة فهمه برفض قبول النتائج كمؤكدة إلى أن یتفحص باقي المجتمع العلمي منهجیة التجربة وصیاغة الفرضیة، تزوید العلم لنا بالمراجعة المتعددة تجعل السیاسة المقررة أن المخاطرة الاستثنائیة غیر مقبولة بدون تقدیم باحثین منافسین لتقدیم منظور إضافي بعبارة أخرى فالعلم ینوع سندات منظوراته لنتیجة مقترَحة عبر أكبر كم ممكن من الناس والثقافات والخلفیات المختلفة لكي یتجنب عامل الخطأ فیما یشابه تجنب خطر سوق الأسهم، أى الوصول إلى أقل مستوى ممكن من الذاتیة البشریة ص31
الخطأ هنا هو أن تفحص باقي المجتمع العلمي منهجیة التجربة وصیاغة الفرضیة يجعل نتيجة التجربة مؤكدة وكما قلنا سابقا فإن تكرر التجارب آلاف المرات من ناس مختلفة لا يعنى كونها صحيحة كما فى نظرية فيثاغورس تماما والمثال الأشهر فى التربية عند المعلمين هو أن الضرب يأتى مع الطلاب بفوائد تجعلهم يتعلمون ومع هذا فآلاف التجارب مع تلاميذ آخرين تجعل الضرب غير مفيد حيث أن هناك طلاب لا يتعلمون مهما عاقبهم المعلمون والمثال الأشهر فى التجارب العلمية هو الأدوية فآلاف التجارب أثبتت أن الدواء له مفعول أكيد فى العلاج وبعد فترة معينة أصبحت الأدوية نفسها لا تفيد فى العلاج وهذا هو حال بعض المضادات الحيوية
قال كريستوفر:
"ثانیًا، إن القیام بتجربة في مجال علمي صحیح یتطلب الاستعمال الصحیح والصارم للمنهج العلمي فأحیانًا سیشیر المؤمنون المتدینون إلى مقال أو تجربة تدعي تفسیر الباحث لنتائج التجربة یمثل إجماعًا علم أنها دلیل مؤكد على وجهة النظر الخَلْقِیّة ثم یقفزون مباشرةً إلى العنوان الرئیسي بدون قراءة الوسائل المنهجیة والفرضیة ورد فعل المجتمع العلمي المراجعات المتعددة والإجماع العلمي لیسا سمتین أنیقتین للعلم، بل هما السِمَتان الرئیسیتان لعملیة مراقبة الجودة التي یستعملها لتقدیم معلومات موثوقة یُعوَّل علیها إلى حد أن تجربة لا تحقق اعترافًا كهذا، فإن نتائجها لا تكتسب مظهر الموثوقیة المخادع لمجرد كونها محاولة علمیة ص32
الرجل هنا يجعل مراقبة الجودة هى محك نجاح التجربة عن طريق المراجعات المتعددة والاجماع العلمى وهو كلام يكذبه التاريخ العلمى المزعوم لأوربا فمثلا رفضت المجتمعات العلمية والمراجعات المتعددة نظرية جاليليو وكوبر نيكوس فى عصرهما مع أن العصور التالية أثبتت أنها نظريات صحيحة – وبالقطع أنا شخصيا أقول أنها نظريات كاذبة ليس عليها دليل علمى – ومثلا رفضت المجتمعات العلمية نظرية دارون فى البداية وعادت فأقر الكثير منها بصحة النظرية رغم كونها نظرية غير صحيحة وبالعودة لما يسمى النظريات نجد الكثير من علماء القوم يثبتونها بتجارب ومع هذا تلغى النظرية الجديدة النظرية القديمة والكل يزعم أن لديه اثباتات
قال كريستوفر:
"الافتراض الثالث
الفرضیة هي باطل وخطأٌ مفترَضٌ حتى تثبت صحتها وفق تجریب علمي صارم دقیق قابل للإثبات المستقل وتكرار القیام به ص33
الفرضية قد تثبت بإثبات مستقل متكرر ومع هذا تنفى بإثبات مستقل متكرر فمثلا سنفرض أن س قادر على حمل ثقل معين ويقوم س بحمل الثقل الكثير من المرات وبعد فترة يصبح س غير قادر على حمل هذا الثقل مهما كرر التجربة ومثلا ص تم علاجه بنفس الدواء عدة مرات ونجح الدواء فى العلاج وبعد فترة ص تناول الدواء نفسه عند مرضه بنفس المرض عدة مرات ومع هذا لم يتم الشفاء رغم أن المرض لم يتغير ولم يتغير المريض والمرض نفسه
قال كريستوفر:
"إن تركنا جانبًا طبیعة رداءة وتشوش تعریف كلمة إله فیما یتعلق بتضمینها في فرضیة علمیة، فتفكر في التأكید التالي: "هنالك إلهٌ له وجود في الواقع الموضوعي والذي قد خلق البشر وكل شيء في الكون" یعمل الافتراض الثالث للتفكیر القائم على العقلانیة على افتراض بطلان ذلك الادعاء في غیاب أي أدلة إضافیة بعبارة أخرى، فإنه یطلب دلیلًا معقولًا كما لو أنه یقول: "اثبت لي"، بینما الإیمان، تقنیة اكتساب المعرفة الخاصة بالاعتقاد الدیني كأنه یقول بلسان حاله صدقني" ص35
الخطأ هو أن تعريف كلمة إله مشوش وردىء والسؤال عل الرداءة والتشويش من الإله ان من المعرف نفسه ككريستوفر
رداءة التعريف والتشويش هى من المعرف نفسه وليس من الاسم المعرف أو صاحبه
والخطأ الأخر هو أن الرجل يناقض نفسه فيما يسميه العلم فإن كان الله لا يمكن تضمينه فى فرضية علمية فكيف أن نفسر أن الرجل يؤمن بنظريات بداية الكون كالانفجار العظيم ؟ أليس سخيفا أن يؤمن الرجل بالبيضة الكونية التى لم يشاهدها هو وغيره ولا عاصروها ؟أليس سخيفا أن يؤمن بالنظرية رغم كونه لم يشارك فى التجربة ؟أليس من التناقض فى المنهج أن يقول فى الله اثبت لى ولا يقول فى الانفجار العظيم المزعوم اثبت لى ويؤمن دون أن يكون لديه حواس أو وجود وهذا هو قوله:
في العصر الحاليّ، یتفق علماء الفضاء والفیزیائیون أن الكون بدأ كمفردة ضئیلة شدیدة الكثافة والتي انفجرت وأرسلت كل المادة التي بداخلها على شكل جزئیات تتسارع في حركتها هذا الانفجار هو ما یشار إلیه باسم الانفجار العظیم، وإن استعمال مصطلح "مفردة" هو مجرد طریقة أكثر لباقة لقول جملة "شيء لم یسبق له نظیر في المعرفة الحالیة للإنسان وفقًا لتلاقي النتائج الخاصة بالعدید من الوسائل العلمیة التي تقوم على التقدیر الاستقرائي لجوانب معینة من الكون الحالي بالعودة في الزمن، لقد حدث الانفجار العظیم منذ حوالي ٥ملیار سنة ماضیة، رغم أن لا أحد یعرف بعدُ كیف تُسُبِّبَ به أو كیف ولَّد ذلك الكم الهائل من الطاقة والمادة في الواقع، یدعي العلم فقط أن لدیه معرفة معقولة عما حدث في لحیظة ما بعد الانفجار العظیم، وبالتالي تظل المفردة نفسها لغزا رغم ذلك، فبعد الانفجار العظیم عملت قوانین الكون على الطاقة-المادة المُطلَقة حدیثًا،وبدأت المادة تتجمع مع بعضها في تكتلات على نحو غیر متساوٍ بسبب تأثیرات الجاذبیة فیما بینها، مما أدى في النهایة إلى تشكل النجوم والكواكب، بما في ذلك منظومة البشر الشمسیة والشمس والأرض ص131
قال كريستوفر:
"هكذا، فإن الصدامات التي لا تلین بین العلم والدین ینبغي أن تكون الآن قابلة للفهم لكون مجموعتي افتراضاتهما اللتین یعمل كل واحد منهما بأحدها تتنافر وتأبى الأخرى تمامًا، فإن عداوتهما كمؤسستین حتمیة لا یمكن تجنبها لتوضیح الموقف، فإن النقاش بین الإیمان والإلحاد هو نقاش بین الاعتقاد الدیني والتفكیر القائم على العقلانیة،في الواقع الموضوعي وما هو خیالي والذي هو نفسه نقاش عن ماهیة أفضل وسیلة لفهم ومعرفة ما یوجد حق هذا هو كل ما یُناقَش في الجزء الأول من هذا الكتاب: القیام بتحدید یعتمَد علیه لما هو حقیقي فیما یتعلق بوجود الإله أو الآلهة، فإن الإیمان هو استنتاج من یوظفون الاعتقاد الدیني، والإلحاد العقلانیة هو الاستنتاج وفقًا للأدلة الحالیة المتوفرة الخاص بمن اختاروا التفكیر القائم على العقلانیة ص36
الرجل يؤكد حتمية عداوة العلم والدين وهى مسألة ليست مرتبطة إلا بأديان الغرب التى اعتنقها هو وغيره وهى المسيحية واليهودية وهى ليست مرتبطة بنصوص الدينين ولكنها مرتبطة بمن نفذوا أو جعلوا أنفسهم أوصياء على الدينين فهم من جعلوا أنفسهم أوصياء على العلم الدنيوى يفتون بصحته أو ببطلانه بناء على هوى أنفسهم أو تصورهم وتفسيرهم لبعض النصوص
فى الإسلام العلم هو الدين نفسه ولا يمكن أن تكون هناك عداوة فى تلك الحالة فالإسلام اقر ما يسمونه المنهج العلمى وهو الأسس الموصلة للحق وهو
إن الأسس الموصلة للعلم الحقيقى فى الإسلام هى:
-تكرار النظر والمراد التفكير فى الموضوع الواحد عدة مرات للتأكد من صحة المعلومة وهو أساس مأخوذ من قوله تعالى بسورة الملك :
"الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير" .
-عدم الركون إلى الظن وهو الاعتقادات الناتجة لأسباب شهوانية وفى اتباع الكفار للظن قال تعالى بسورة النجم:
"إن يتبعون إلا الظن".
- المشاورة فى الأمر وهى الاشتراك فى اتخاذ قرار فى موضوع ما فيه حق الاختيار للمسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى:
"وأمرهم شورى بينهم ".
- سؤال العلماء فى حالة عدم العلم بالشىء وفى هذا قال تعالى بسورة النحل:
"فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
- النظر فى خلق الله والمراد التفكير فى مخلوقات السموات والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة يونس:"قل انظروا ماذا فى السموات والأرض".
- عدم التفكير فى الغيبيات كعلم الساعة ومكان الموت وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت ".
-عرض الموضوعات على الوحى الإلهى فإن وافق فليس هناك اختيار للمسلم وإن رفض فليس هناك اختيار للمسلم فى رفضه وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب:
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" .
قال كريستوفر:
الإلحاد المتیقن الموقف ٢ هو الإلحاد المتیقن والذي هو نادر أن یوجد في الواقع فحیث أن الإلحاد هو الاستنتاج المنطقي وفقًا للأدلة المتاحة الحالیة لمن یوظفون التفكیر القائم على العقلانیة، فإن تقنیات اكتساب المعرفة التي أدت إلى استنتاجه عن سؤال وجود إله هي العلم والریاضیات والمنطق فرغم أن هذه الأدوات قویة للغایة في تقدیم الحقائق وأنماط السببیة للواقع الموضوعي، فإنها لا یمكنها إنتاج یقین كامل ص38
يقر الرجل أنه لا يوجد إلحاد متيقن من عدم وجود إله لأن العلم والرياضيات والمنطق لا یمكنها إنتاج یقین فى الموضوع وهذا يعنى أنه يبقى جانب من نفسه مؤمن بوجود الله ويكرر الرجل كلامه عن أن الإلحاد المتيقن علميا ليس له وجود فى المنهج العلمى فيقول:
"بالتالي، فإن موقف الإلحاد المتیقن یمثل مزاوجة خاطئة مشوشة ومتناقضة ذات بین تقنیات اكتساب المعرفة یستطیع المرء "معرفة" أشیاء كثیرة عن الواقع الموضوعي والمستوى الناتج من الیقین لاستنتاج كل منهما عمل فإن اكتساب موقف یقینيّ فیما یتعلق بنتائجه غیر صحیح على نفس هذا بناءً على البحث العلمي، لكن نظر على النحو، فإن الإلحاد المتیقن موقفٌ غیر متسق داخليا ص38
ويعود كريستوفر فيقر بأنه لا يقين للملحدين فى أى مستوى من مستويات الأحاد العلمى فيقول فى الفقرة التالية:
"الموقفان ١ و ٤ لهما اتساق داخلي فیما یتعلق بتقنیاتهما لاكتساب المعرفة ومستویي الیقین المصاحبین لكلٍّ منهما، وهما یمثلان المعسكرین الرئیسیین في النقاش عن وجود إله بناءً على الوسائل المنهجیة للعلوم والریاضیات والمنطق، فإن الإلحاد اللاأدري أو غیر المتیقن یقر على نحو صحیح بأن الیقین الكامل بالمثل فإن الإیمان المتیقن یتمسك بموقفه الفلسفي عن الیقین في نظام استنتاجه لیس أمانة ولیس ضرورة یستخدم الإیمان كتقنیته لاكتساب المعرفة بصرف النظر عن أي تقییم لمعقولیة افتراضات كلٍّ منهما، فإن معنى ذلك أن موقفهما من الیقین ینبع من تقنیات اكتساب الإلحاد اللاأدري والإیمان المتیقن متسقان داخل المعرفة الخاصة بكلٍّ منهما كما فُصِّلَتْ في افتراضات كلٍّ منهما ص40
ويكرر الرجل نفسه كلامه عن عدم وجود يقين تام علميا فى إنكار وجود الله فيقول:
"الإلحاد اللاأدري، هو موقف استنتاجه عن الواقع الموضوعي یتوافق مع مستوى الیقین فیه فیما یتعلق بالأدوات المستخدمة للتوصل إلى ذلك الاستنتاج وكما نوقش من قبل، فإن تقنیات اكتساب المعرفة الخاصة بالتفكیر القائم على العقلانیة تقدم مستوى عالیًا من الموثوقیة والقدرة على التوقع، لكنها لا یمكنها تقدیم الیقین یمكن أن تقارب نتائجها الیقین، لكنها لا تقدم ضمانات مطلقة ص40
ويكرر الرجل نفس المقولة
" فإن الإلحاد اللا أدري یعترف بأنه لا یمكنه معرفة أن الإله أو الآلهة لا توجد إلى درجة الیقین ص41
هذه الاعترافات التى تعنى أنه لا يوجد يقين عند أى ملحد علمى بأن الله غير موجود حاربها مترجم الكتاب وأدخل نفسه فى الكتاب ناقدا صاحبه والغريب أنه لا يفصل تعليقاته عن الترجمة بل يدسها داخل الكتاب نفسه ومعظم إن لم يكن تعليقاته تتعلق بالإسلام وحده دون سائر الأديان فهو ناقم عليه وحده غالبا دون بقية الأديان
قال كريستوفر:
كمثال، جملة: كوكب الأرض مستدیر، والتي هي لیست جملة متعلقة بالواقع الموضوعي فوق الشك المعقول فنظریا، لیس لدى الناس أي ضمانات بأن عیونهم وحواس جمع البیانات الأخرى لم تفشل منهجیا في ملاحظة طبیعة شكل الأرض الحقیقیة رغم ذلك فعملیا قد لاحظ البشر كوكب الأرض من الفضاء، وأرسلوا أقمارا صناعیة في مدارات حوله، وخططوا مسارات طیران على سطحه تراعي في حسبانها انحناءه، ولدیهم كم مذهل للغایة من الأدلة على أنه مستدیر بالفعل، بحیث أن الاحتمال النظري لكون ذلك الاستنتاج نتاج خطإٍ صغیرٌ للغایة على نحوٍ لا نهائي فیما یتعلق بمنحنى الحل المختص بالواقع الموضوعي عن هذه المسألة، فإن البشریة قد تقدمت إلى حد بعید على طوله بحیث أنها أقرب ما یمكن من المنحنى البیاني للیقین ص43
هنا يستشهد الرجل على صحة ما وصل إليه من أنه لا يوجد يقين كامل فى مسألة عدم وجود الله بأنه كروية الأرض فى العلم أمر ليس يقينى تماما لأن هناك احتمال صغير فى وجود خطأ فى مقولة كروية أى استدارة الأرض
قال كريستوفر:
"البشر لا یمكنهم معرفة الواقع الموضوعي إلى درجة الیقین، لكن ذلك لا یعني أنهم لا یعرفون أي شيء لقد أنتجت تقنیات التفكیر القائم على العقلانیة بركاتٍ ونعمًا للبشریة في شكل سیارات وكباري وكمبیوترات وأدویة،بدون حاجة إلى وضع استنتاجاتهم في وهم وسراب الیقین المطلق الیقین المطلق هو فكرة مثالیة نموذجیة من صنع الإنسان، أي أنها توجد فقط في مملكة الأفكار المجردة كنظرة مختلسة مستبقة للجدلیات الأخیرة المقدمة في الجزء الأول، فإن الآلهة بكمالهم والیقین المطلق هم على الأرجح لیسا سوى سكان لنفس الحقل المملكة ص44
ينكر الرجل وجود اليقين المطلق فى المعرفة حتى فيما يسميه الواقع الموضوعى أى الطبيعيات وهو يساوى بين من يؤمن باليقين المطلق فى مسألة وجود الله من عدمه وبين من يؤمن باليقين المطلق فى المسائل العلمية ومن هذا يتبين الرجل مؤمن بمبدأ اللايقين الذى ينسب لهاينز نبرج
قال كريستوفر
"بلیز باسكال عالم طبیعیات وریاضیات فرنس Blaise Pascal كان
عمل تجربة فكریة قائمة على الاحتمالیة تُعرف الآن برهان باسكال یؤكد الرهان أن الإله غیر معلوم وبالتالي كما یُفترَض وجود غیر قابل للمعرفة، سواء یوجد أم لا، وأن العقل البشري بطبیعته أداة غیر كفؤة لتقریر50 ، فإن الرهان یمضي إلى نقاش / المسألة وبعد أن یحدد احتمالیة متساویة لوجود الله وعدمه، أي 50: 50فإن الرهان یجادل بأن المرء لو عبد الإله المكسب المحتمل من القرار بعبادة الإله أو عدم فعل ذلك جوهر الذهاب إلى الجنة لو أن الله یوجد أو خسارة محدودة الموت مع عدم وجود فهو إما سیحقق مكسبًا لا نهائيا إله لیكافأ إیمانه أما لو اختار المرء رغم ذلك عدم عبادة الإله، فإن ینتظر الحصول إما على مكسب محدود الموت بدون وجود إله لیعاقب عدم إیمانه أو خسارة لا نهائیة الذهاب إلى الجحیم لو أن الله یوجد وبافتراض المكاسب المتاحة والاحتمالات المصاحبة لها، فإن التفكیر یستنتج بأن المرء ینبغي أن یختار الإیمان بالإله وعبادته بالتالي، فإن رهان باسكال لیس برهانًا على وجود إله، بل هو إستراتیجیة مقامرة نظریة عن كیف ینبغي أن یختار المرء التصرف، بافتراض أن المرء لا یمكنه أبدًا ما إذا كان یوجد إله في الحقیقة ص50
يتحدث الرجل عما أسماه برهان باسكال وهو رهان يجعل نسبة وجود الله إلى عدم وجوده النصف ما سموه بالبرهان وسماه هو بالرهان هو تطبيق لنظرية الاحتمال مع ترجيح احتمال وجود الله لأن الاحتمال نتائجه فى النهاية مكسب أو خسارة قليلة بينما الاحتمال الثانى نتيجته خسارة عظمى أو لا يوجد مكسب فالعملية هى مقارنة بين نتاءج الاحتمالين
قال كريستوفر:
أولًا، فإن كامل القوة الدافعة للجدلیة الكونیة تكمن في الحاجة المنطقیة لتجنب ارتدادًا ورجوعًا لا نهائيا لتسلسلات السببیة، وفي حلها للمشكلة المقدم بقانون السببیة في مقابل الكون، إن الجدلیة ببساطة تنتهك قانون
الارتداد لا نهائيا باستحضار وجود كائن السببیة بدون مبرر تصنع الجدلیة الكونیة مراوغة وتفادیًا تعریف ینتهك هو نفسه قانون السببیة، مفترضةً كائنًا هو إما سبب نفسه أو لا یتطلب سببًا على الإطلاق بعبارة أخرى،لا ینتهك القاعدة المنطقیة التي كانت سبب كل المشكلة في المقام الأول فالجدلیة تقدم حل كان كل ما یُستلزَم لسد الثغرة المنطقیة المتعلقة بسبب الكون هو لحظة تحكمیة للتسبب الذاتي، فیمكن أن یُجادَل بأن الكون قد سبَّب نفسه أو أن المادة والكون أزلیان مثل هذا التفسیر سیكون ذا قوة مساویة، وأكثر اقتصادًا في فرضیته، وبالتالي أكثر تفوقًا أي أنه لو كان التسبب الذاتي هو ما نتناوله، فإنه مفضَّلٌ منطق نتخلص من الوسیط السمسار ما هو جدیر بالملاحظة بخصوص الجدلیة الكونیة هو الطریقة المتواضعة التي تحصل بها على كیكتها مرادها وتأكلها بها أیضًا بالنسبة لجدلیة تحتوي على خطأ صارخ وقح مثل هذا، فإنه على نحوٍ ما یولِّد جاذبیة حدسیة هامةص54
الرجل هنا يعتبر فرضية وجود الله كحل لمشكلة السببية خطأ صارخ واضح ويضع فرضيتان هو أن الكون خلق نفسه أو الكون أزلى هما حل أصلح من افتراض وجود الله والرجل من حيث لا يدرى قدم نفس الحل وهو وجود خالق أى سبب من خلال فرضية الكون سبب أى خلق نفسه فيكون الله هو الكون طبقا لتلك الفرضية
كما أن إيمان كريستوفر بنظرية الانفجار العظيم حيث بدأ الكون بعد أن لم يكن له وجود يتعارض مع الفرضية الأخرى وهى كون الكون أزلى وفى إيمانه بها قال :
"في العصر الحاليّ، یتفق علماء الفضاء والفیزیائیون أن الكون بدأ كمفردة ضئیلة شدیدة الكثافة والتي انفجرت وأرسلت كل المادة التي بداخلها على شكل جزئیات تتسارع في حركتها هذا الانفجار هو ما یشار إلیه باسم الانفجار العظیم، وإن استعمال مصطلح "مفردة" هو مجرد طریقة أكثر لباقة لقول جملة "شيء لم یسبق له نظیر في المعرفة الحالیة للإنسان" وفقًا لتلاقي النتائج الخاصة بالعدید من الوسائل العلمیة التي تقوم على التقدیر الاستقرائي لجوانب معینة من الكون الحالي بالعودة في الزمن، لقد حدث الانفجار العظیم منذ حوالي ٥ ملیار سنة ماضیة، رغم أن لا أحد یعرف بعدُ كیف تُسُبِّبَ به أو كیف ولَّد ذلك الكم الهائل من الطاقة والمادة في الواقع، یدعي العلم فقط أن لدیه معرفة معقولة عما حدث في لحیظة ما بعد الانفجار العظیم، وبالتالي تظل المفردة نفسها لغزا رغم ذلك، فبعد الانفجار العظیم عملت قوانین الكون على الطاقة-المادة المُطلَقة حدیثًا، وبدأت المادة تتجمع مع بعضها في تكتلات على نحو غیر متساوٍ بسبب تأثیرات الجاذبیة فیما بینها، مما أدى في النهایة إلى تشكل النجوم والكواكب، بما في ذلك منظومة البشر الشمسیة والشمس والأرض ص131
وعليه فالرجل هنا رسب فى التدليل على كلامه فى قانون السببية والمشكلة فيمن يرفض قانون السببية هو أنه لا يطبق المنهج العلمى فكل الملحدون يرفضون وجود مبنى بدون صانع ووجود سفينة بلا صانع لها ووجود آلة بدون مخترع وهكذا فى الدنيا ورغم هذا يرفضون وجود صانع للكون وهذا تناقض فى المنهج فإما أن نصدق الكل أو ننكر الكل حسب المنهج العلمى ومع هذا الرفض الغير مقبول يصدقون ما يسمونه القوانين العلمية مثل الجسم الساكن يبقى ساكناً، والجسم المتحرّك يبقى متحركاً، ما لم تؤثر عليه قوى ما
قانون المؤثر هذا أى سبب الحركة أو السكون يعنى أنه لابد من وجود محرك للكون فى بدايته أى خالق له
وحتى يكون كلامنا علميا حسب المنهج العلمى نريد إجراء تجربة عندنا تعتبر مستحيلا كونيا وهى أن نحضر العدم حتى نرى هل يخلق وجودا أم لا؟
العدم لا ينتج عنه سوى العدم
التجربة بالقطع القريبة من هذا هو ما يسمونه الفراغ فنحضر حيزا مثلا زجاجيا نفرغه من كل عناصر الحياة ونراقبه سنوات لنعلم هل ينتج فيه شىء؟ بالقطع مهما أفرغناه فهو سيكون جزء من الوجود وهو المكان ولكنه لن ينتج أى شىء داخله
قال كريستوفر:
"باعتبار الذاتیة المحضة للجدلیة، فإن حضور أهواء التأكید لا ریب فیه كمثال، قد یشیر شخص یعتقد بالجدلیة الغائیة إلى أن عین الإنسان وحدها معقدة وكفؤة للغایة في التعامل مع البیانات بحیث أنها ما كانت لتوجد لولا وجود وكلیة قدرة إله بالتأكید، فإنهم یتجاهلون ببساطة العیوب المعروفة في تصمیم العین، كمثالٍ: النقطة العمیاء الموجودة في عیون كل الفقاریات مما یؤدي أحیانًا إلى الانفصال الشبكي وبالتالي العمى إن وجود ذلك العیب وحده هو جدلیة لصالح انعدام التصمیم ذي الغرض والمثالي للعین البشریة، لكن بما أنه لا یناسب مفهومهم مسبق التصور، فإنهم ینبذونه هذا مثال لأهواء التصدیق والإثبات ص56
الرجل هنا يعتبر أن ما يسمى عيوب الخلق مثل النقطة العمياء فى عيون الفقاريات دليل على انعدام التصميم ذى الغرض وهى مقولة خاطئة فما يسمى عيوب فى الخلق ليست عيوبا وإنما هى تقديرات من الله لغرض قد نفهمه أو لا نفهمه فلو خلق الله الأنواع كلها ليس فيها نقص بدرجة ما فى الأعضاء لكان شكل الحياة مختلف حيث أنها كانت لن تأكل ولن تشرب ولا تجوع ولا تظمىء فالنقص الذى يسمونه عيبا هو من اجل أن تسير الحياة فيستطيع الحيوان المفترس أن يفترس من هو ناقص عنه فى السرعة ومثلا أشكال الأسنان اختلفت فى الأشكال لكى تلاءم طعام النوع ويستطيع الحيوان النباتى أن يأكل أنواع معينة من النباتات بينما نوع أخر يأكل نباتات أخرى وهكذا
النقص وهو العيب حتى فى النوع الإنسانى هو ابتلاء فالمعاقون ابتلاء لأسرهم ولو كانت عيون الناس وأسماعهم وغير ذلك من الأعضاء واحدة ما قدر أحد منهم على مهاجمة الأخر وقتله أو جرحه أو سرقته أو غير ذلك مما يجرى فى حياة البشر
إذا التصميم ذو غرض ولكنه قد لا يفهمه البعض
قال كريستوفر:
"ما هو الأكثر احتمالًا؟: أن كوكب الأرض قد صُنِع لمساندة البشر، أم أن البشر قد تطوروا من شكل آخر من أشكال الحیاة على الكوكب لیتلاءموا مع الفرص التي كانت تقدمها الأرض؟ العلم یقول بالأخیر ولدیه كم هائل
من الأدلة لما یؤكده بینما الأدیان تقول بالأول وتقدم تأكیدات ومزاعم عاریة مموهة كمحاولات منطقیة عندما تُستعمَل للجدال لصالح نظام العالم فیما صلته بالبشر، فإن الجدلیة الغائیة هي رؤیة للكون متركزة على الذات على نحو جدیر بالملاحظة والتي تؤكد أن كل شيء یوجد فقط لأجل البشریة بینما لا تنظر أبدًا إلى مسألة عدم توفر الضرورة المنطقیة لموقفها"ص57
الخطأ أن العلم يقول أن البشر قد تطوروا من شكل آخر من أشكال الحیاة على الكوكب لیتلاءموا مع الفرص التي كانت تقدمها الأرض وهى مقولة تتنافى مع المنهج العلمى وتتطلب مستحيلا وهى العودة للماضى فلكى نقول كلمة كهذه فى العلم لابد أن نكون قد عشنا فى الماضى أو يكون لدينا جثث بعدد هائل نجد فيها اختلافا عن جثث عصرنا فى الأعضاء وهو ما اعترف دارون عشرات المرات فى كتابه أصل الأنواع باستحالة الوصول له لأن السجل التاريخى ليس للإنسان فقط وإنما لكل الأنواع ناقص نقصا رهيبا ومن تلك الأقوال:
"وأخيرا فالبنظر على مجموع الزمن وليس لأى زمن واحد وإذا كانت نظريتى صحيحة فإنه من المحتم انه كانت هناك أعداد لا حصر لها من الضروب المتوسطة تربط فيما بينه جميع الأنواع التابعة لنفس المجموعة ولكن عملية الانتقاء الطبيعى تميل بشكل ثابت كما سبق التنويه عن ذلك فى أحوال كثيرة إلى إبادة الأشكال الأبوية والحلقات الوسيطة وبالتالى فإن الدليل على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط بين البقايا الأحفورية التى نجدها محفوظة كما سوف نحاول أن نظهره فى باب قادم فى شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد ص283
ويكرر دارون اعترافه بنقص السجل وتقطعه وهو ما يمثل دحضا لنظريته وحتى النظريات الأخرى فيقول:
"ولكن من ناحية أخرى فإنه توجد مجموعة واحدة من الحقائق ألا وهى أن الظهور المفاجىء لأشكال حية جديدة وغير معتادة فى تراكيبنا الجيولوجية هو تأييد من أول نظرة للمعتقد بالتكوين الفجائى ولكن قيمة هذا الدليل فى أنه يعتمد كليا على حد الكمال الذى وصل إليه السجل الجيولوجى فيما يتعلق بعهود سحيقة من تاريخ العالم وإذا كان هذا السجل بمثل هذا التقطع الذى يؤكده بقوة العديد من علماء الجيولوجيا فلا يوجد شىء غريب فى ظهور أشكال جديدة من الكائنات الحية تبدو وكأنها قد تكونت فجأة ص391
ويعترف دارون بأن أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية هو النقص البالغ فى السجل فيقول:
"ومع ذلك فإن السبب الأساسى لعدم وجود حلقات متوسطة لا حصر لها فى كل مكان فى جميع أنحاء الطبيعة يعتمد على عملية الانتقاء الطبيعى بذاتها والتى من خلالها تأخذ الضروب الجديدة بشكل مستمر الأماكن الخاصة وتحل محل أشكالها الحية الأبوية ولكن يجب أن يكون عدد الضروب المتوسطة التى قد سبق أن تواجدت عددا هائلا بالفعل بنفس المعدل الواسع النطاق بالضبط الذى تجرى عليه هذه العملية الخاصة بالإبادة فلماذا إذن لا يكون كل تركيب جيولوجى وكل طبقة فيه مليئة بمثل هذه الحلقات المتوسطة إن علم طبقات الأرض بالتأكيد لا يفصح عن أى شىء على شاكلة تلك السلسلة العضوية الدقيقة التدريج وربما كان هو أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية وأنا أعتقد أن التفسير لذلك يقع فى النقص البالغ فى السجل الجيولوجى ص494
إذا مقولة التطور ليست علمية لأنها لا تتبع المنهج العلمى بالمعاصرة وهى المشاهدة ولا بوجود الجثث المبرهنة على التغير
قال كريستوفر:
"التفنید: أولًا، لنلاحظ أن الجدلیة الكونیة تستغل الفجوة في المعرفة العلمیة على وجه خصوصي فیما یتعلق بسبب وجود الكون لكي تضع الضرورة المنطقیة لإله أو آلهة، بینما تستغل جدلیة إله الفراغات أو الفجوات أي فجوة في المعرفة العلمیة لتحاول القیام بنفس الحیلة بسبب التشابهات بین الجدلیتین، فإن الدحض المقدم للأسبق ینطبق على نحو مماثل هنا، تحدیدًا: التذرع الاستثنائي بوجودٍ یخالف قانون السببیة لا یقوم بأي شيءص57للبرهنة على الضرورة المنطقیة لذلك الوجود الكیان في تفسیر سلسلة غیر معروفة للسببیة تعاقب الأسباب والنتائج ص58
نلاحظ هنا أن الرجل يعترف بوجود فجوات فى العلم وأن أهل الأديان يستغلونها لتثبيت مقولة الإله وهو بدلا من أن يعالج الفجوات العلمية حتى لا يستغلها أحد ينفى فقط مقولة الله
المنهج العلمى الذى يقر بوجود ما يجهله عليه أن يتوقف عند الجهل لا أن ينفى وجود الله لأن المجهول قد يكون من بينه الله
الرجل هنا يقول أن مقولة الإله تدحض قانون السببية لأن الإله ليس هناك خلفه سبب أى قبله سبب خلقه وهى الأمر المعروف عند العامة فى القول المشهور "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللهُ الخلقَ ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله"
ما جهله الرجل هو أن العدم لا يمكن أن ينتج وجود وإنما العدم ينتج عدم وهو ما صاغه العلم فى مقولة " المادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم" وبالطبع التجربة مستحيلة لعدم وجود العدم فى الكون ولكن هناك تجارب قد تدلنا عليها مثل تجربة عزل ذكر عن أنثى من أى نوع ولننظر هل يمكن أن يخلق الفرد سواء ذكر أو أنثى شىء بدون وجود اتصال من أى نوع بينهما
قال كريستوفر :
"لكون الوضع الحالي للأدلة التجریبیة والقائمة على الملاحظة على وجود إله في الجزء التالي، لكن سببًا منطقیا أبدًا هو أن الكلمة "إله" لا تمتلك فقط مستوىً معقولًا من الدقة على نحوٍ كافٍ لكي تُثبَت وجوده لا یُثبَت إیجاب بعبارة أخرى، لا أحد یعرف على نحو معقول عما یبحث ص59وقال "رغم أن افتقاد التعریف في كلمة إله یقطع كل الطرق على السندات الاستدلالیة للأدیان، فإنه یساهم في هذا المثال بصنع حفرة لا قاع لها من تحیزات التصدیق لأتباعها ص65 وقال "بالنسبة لمسألة الأدلة الإمبریقیة على وجود إله أو آلهة، فإن أي أحدٍ یبحث عن إلهٍ سیكون له وقت عصیب في محاولة إنجاز المهمة لأن افتقاد تعریفٍ دقیق صارم لا یقدم سبیلًا معقولًا لمعرفة إذا ما ومتى یجد المرء إلهًا نفس المشكلة كانت ستحدث في محاولة استخدام البحث العلمي لتحدید مكان ما فوق الطبیعة، لكن ذلك لأجل حقیقة كون تعریف ما فوق الطبیعي یعمل على تعجیز ومنع المنهج العلمي كوسیلة مفیدة للتحري من البدایة على أیة حال، فإن الإله أو الآلهة لیسوا بدون تعریف على نحو كامل، ولو أن شخصًا یبحث عن إله من خلال البحث الإمبریقي القائم على التجارب والملاحظات، فإن البحث عن وعيٍ لدیه المقدرة على كسر قوانین الطبیعة وفق شروط تجریبیة تحكمیة عقلانیة یبدو كنقطة بدایة مقبولة إن التعدیل أو المساومة بهذه القاعدة الافتراضیة یتجاهل جوانب تعریفیة أساسیة لمفهوم إلهٍ، لكن لو أن الأدیان لا یمكنها إنشاء دلیل یكفي للحد الأدنى، فمن ثم فإنها ستفشل أیضًا في أي اختبار یشمل صفات أخرى وحیث أنه لیس هناك وعي في الطبیعة یمكن أن یشیر المرءُ إلیه على أن له القدرة على انتهاك قانون السببیة في الطبیعة، فلیس هناك دلیل إمبریقيّ كافٍ للبرهنة على الوجود الحقیقي لإلهٍ ص81
هنا يقول الرجل أنه لا يوجد تعريف حقيقى لكلمة الإله حتى يمكن البحث عنها وهو ما يناقض أنه فى أول الكتاب عرفه تعريفا دقيقا بناء على اجماع أهل الأديان فقال :
" تقبل الأغلبیة الكاسحة من المؤمنین الدینیین ثلاثة صفات أساسیة للإله:
الله هو كائن خالد والذي هو كليّ القدرة ومحسن عادة، یُدعَى أن الآلهة كذلك كلیة المعرفة، لكن یصعب وصف امرئ بأنه كلي القدرة إن كانت هناك أشیاء لا یعرفها، مما سیعیق قدرته على أن یكون كلي القدرة بحق بعبارة أخرى، فإن صفة كلیة المعرفة متضمنة بوضوح بصفة كلیة القدرة ولا تحتاج أن یشار إلیها على نحو مستقل ص12
والبحث عن الإله وهو المخترع أمر غريب فالبشر لا يبحثون مثلا عن مخترع الملعقة أو التلفاز ولا الغسالة ولا الثلاجة ولا شىء لأن المهم عندهم هو استخدام الاختراع والاستفادة منه وعندما نبحث عن الخالق الإله فلن نجد سوى اسم كما لو بحث البشر عن مخترع آلة فلن يجدوا سوى اسم
بدلا من البحث عن الخالق أى المخترع فيجب أن نستفيد مما خلق وهو ما يفعله البشر من بداية الخلق وحتى نهايته
لننظر إلى أى اختراع يستعمله البشر فهم يستخدمونه حتى يفسد فإن فسد الاختراع لجئوا إلى كتاب التصنيع أى ما يسمونه الكتالوج حتى يصلحوه والأمر كذلك فى اختراع الله للإنسان فعندما يفسد يتم اللجوء لكتاب الدين الذى وضعه الله لكى يصلحوا الفساد
السؤال لماذا يفرق القوم هنا بين الأمرين فنقبل من البشر ما لا نقبله من الله ؟
بالقطع هنا نحن نستعمل المنطق البشرى والتعبير عن الله هو تعبير تمثيلى للتفهيم
قال كريستوفر :
" بالنسبة لمسألة الأدلة المباشرة التي تقدمها الأدیان إن تأكیداتها ومزاعمها تنشأ من زعم وحي إلهيٍّ من خلال رسول، مما یؤدي عادةً إلى كتابة كتاب مقدس أو مصدر نصي لدینٍ لأجل الأغراض الاستدلالیة، فإن جملة "وحي إلهيّ" هي طریقة خیالیة لقول جملة "شهادة شاهد عیان"، وهناك العدید من الأسباب لكونها مشبوهة مشكوكًا بها في هذا السیاق ص60
يؤكد الرجل أن الوحى الإلهى مزعوم وهي طریقة خیالیة لقول جملة شهادة شاهد عیان وهو كلام خاطىء فلو اعتبرنا الوحى الإلهى كذب فيجب أن نعتبر أحلامنا كلها كذب وبالقطع لا يمكن أن ينكر كريستوفر أو غيره الأحلام فهى أمور تأتى من مصدر مجهول وهى تأتى بأمور عجيبة غالبا
السؤال من ينكر الوحى عليه أن ينكر الأحلام فهى أمور تأتى من مصدر مجهول كما يأتى الوحى عند الرجل وأصحابه من مصدر مجهول فلماذا يكذبون الوحى ولا يكذبون الأحلام فينكرون وجودها؟
قال كريستوفر:
"كم عدد المرات التي شهد الناس فیها ظاهرة إلقاء شيء ورؤیته ینجذب إلى الأرض بفعل عملیة الجاذبیة؟ لماذا لا یُنتهَك هذا القانون أبدًا لأجل معجزة؟ ماذا عن ظاهرة كون الجسد البشري لا یستطیع استخلاص الأوكْسِجِين في الماء، أيْ: أنه لا یقدر أن یتنفس تحت الماء؟ الكثیر من الناس هلكوا نتیجةً لهذه القوانین الطبیعیة یشهدون بالحاجة إلى حدوث مثل تلك المعجزات، إلا أن الإمداد بالمزاعم لا یبدو أنه احتوى أيا منها "ص64
الرجل هنا يتحدث عن المعجزات التى هى انتهاك لقوانين الطبيعة وأن قوانين الطبيعة لا يمكن أن تتغير وما نساه الرجل العلمى هو أن بداية الكون كانت معجزة حيث لم يكن هناك قوانين ثم نشأت القوانين بعد أن لم تكن موجودة فنسيت المعجزة وبقيت القوانين
نسى رجل العلم إيمانه بنظرية التطور حيث تتغير قوانين الطبيعة فبدلا من رجل أو يد أصبحت هناك أجنحة وزعانف مثلا أليس هذا مخالف للقوانين الطبيعية السابقة حسب النظرية ؟
إذا المعجزات حدثت فى بداية الانفجار الكبير وحدثت فى نظرية التطور ومن ثم فلا يحق للرجل أن ينكرها وإلا عليه أن ينكر بداية الانفجار العظيم ونظرية التطور؟
المعجزات ليست انتهاك لقوانين الطبيعة وإنما هى عودة لما حدث فى بداية الخلق حيث أن مادة الخلق الواحدة تحولت لأشكال متنوعة فمثلا معجزة عصا موسى(ص) حولت المادة الصلبة لمخلوق لين ومثلا الناقة حسب الروايات تحولت من مادة صلبة هى الصخرة إلى مادة لينة
قال كريستوفر :
"فیما یتعلق بتقییم أي دلیل مقدَّم لتأیید وجود إله، فإنه لهامٌّ أن نتذكر السؤال الدقیق الذي نحن بصدده: هل یوجد إله حالیا؟ یتضمن تعریف كلمة إله أنه لو كان إلهٌ قد وُجد على الإطلاق، فمن ثم فهو یوجد الآن لأنه خالد، لكن الأدیان لا تحاول أبدًا بالضرورة إثبات شيء كهذا عوضًا عن ذلك فإن المتحدثین باسمها ونصوصها تقوم بمكر بوضع ذلك العنصر كلي الأهمیة ضمن تعلیب مصطلحاتها في محاولة لتمریره وتهریبه من التفحص المنطقي المعتاد ص66
مشكلة تعريف الله هى عند الرجل وليس عند الغير فالتعريف واضح ولكى نريحه نقول للتبسيط أن الله هو مخترع الخلق ولو حاولنا تقريب الأمر فنقول أنه كأى مخترع مر عليه الزمان هو فى دنيانا اسم فمثلا هل يستطيع أن يقيم الأدلة العلمية على وجود مخترع الملعقة أو الصحن الذى نأكل فيه لن يستطيع إثباته وجوده عن طريق الحواس الخمسة ولن يستطيع أن يثبت وجوده فى الماضى بأى طريقة علمية لكن اختراعه الباقى هو الدليل على أنه كان موجودا
قال كريستوفر :
"ولو أن هناك تعریفًا دقیقًا على نحو معقول لمصطلح إلهٍ ودلیلًا مرافقًا على وجوده الحالي، لكان الإلحاد سیكون استنتاجًا غیر مطروق بالفعل الإلحاد لیس الاستنتاج الثابت غیر المتغیر للتفكیر القائم على العقلانیة فیما یتعلق بوجود إله أو آلهة، بل هو الاستنتاج الذي یصل إلیه وفقَ الأدلة الحالیّة ككل الاستنتاجات العملیة، فإن بزوغ دلیل مقنع عند لحظة متأخرة والذي یبرهن على أن استنتاجًا سابقًا كان خطأ سیؤدي إلى تغیرٍ في الموقف ص67
الرجل هنا يعترف أن الإلحاد وهو إنكار الإله ليس استنتاجا ثابتا بل يمكن أن يتغير لصالح إثبات الإله عند وجود الدليل على وجود الإله وهذا يعنى أن الرجل اختار اللأدرية بمعنى أنه متحير لا يعرف هل الإله موجود أم لا وهذا يعيدنا إلى إنكاره ما سماه رهان باسكال فهو هنا لا يكذبه كليا وإنما هو يعمل به بطريقة أخرى
قال كريستوفر:
على أي حال، فإن الجدلیة ٣ هي أفضل اختیار للأدیان لأنها تظل مناسبة للافتراض الدیني الأساسي الخاص بالإیمان، أي أنها تنبذ المعرفة البشریة باعتبارها تافهة وغیر ذات صلة بتأكیدها بزعمها أن الناس لا یمكنهم إدراك أي شيء عن الطبیعة الحقیقیة للعالم أو ما یحدث في الحقیقة، فإن الإیمان یقدم رسالة للناس بأنهم لا ینبغي أن یزعجوا أنفسهم أو یحاولوا بالتأكید، فإن استعمال الإیمان بهذه الطریقة سیطرح الشخص في موقف عجزٍ كامل ومذلٍّ، لكن على الأقل یتوافق ویتحالف منطقيا مع جوهر افتراضَيْ الاعتقاد الدیني ص69
الخطأ هنا أن الرجل يظن أن كل الأديان تنبذ المعرفة البشرية وهو كلام يتناقض مع الإسلام الداعى للمعرفة البشرية كما قال المؤمنون لقارون "ولا تنس نصيبك من الدنيا" وكما قال المؤمنون"وآتنا فى الدنيا حسنة"
الفقرة عن حرب الأديان للمعرفة البشرية مأخوذة من الدين النصرانى
قال كريستوفر:
"كمثالٍ على المشكلة التي تواجهها الأدیان في هذه المسألة، تفكر في حالة طفلٍ رضیعٍ یموت بسبب سوء التغذیة لم یكن لدیه أي وقت في العالم لیشكِّل أفكارا أخلاقیة من أي نوع، ولم یكن لدیه قط القدرة على أن یتصرف بوحشیة اتجاه شخص آخر إنه بريء لا یمكن لومه على شيء باختصارص70
المثال الذى ضربه الرجل يدل على الجهل فهو يظن أن ما ينزل بالبرىء كالطفل الرضيع من ضرر عقاب له وهو لا يدرى أن الأمر ليس له علاقة بالرضيع فالغرض هو اختبار صبر والديه أو القائمين على تربيته كما قال تعالى"ونبلوكم بالشر والخير فتنة" كما أن الرضيع لا يفهم معنى الألم والعقاب لأنه يولد صفحة بيضاء بلا أى علم ومن ثم فإحساسه بالألم ليس موجودا لكونه لا يعلم ماهية الألم والسعادة وغير ذلك وفى هذا قال تعالى " "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
قال كريستوفر:
"لو أن إلهًا صنع الإنسانَ ویعرف كل شيء عنه، فمن ثم أيُّ معلوماتٍ یمكن احتمالًا أن یحصل علیها من وضع الناس خلال اختبار كهذا؟ عند هذه النقطة الحاسمة تستمتع الأدیان بأن تضع على نحوٍ إستِراتیجي مصطلحها ، المرتجَل "الإرادة الحرة"، والذي یُقصَد به أن یُضمَّن معناه أن إلهًا قد تنازل قصديا عن التحكم فیما یفعله الناس لكن بفضل المرونة المعتادة في المعنى التي یتصف بها هذا المصطلح، فإنهم أیضًا یستخدمونه لتضمینه أن إلهًا لا یعلم ما سیُقدِم شخصٌ على فعله لو أن ذلك صحیحٌ، فمن ثم فإنه لیس إلهًا بحكم التعریف، حیث أن افتقاده لكلیة العلم یتضمن ما هو أقل من كلیة القدرة لو أنه لیس كليَّ العلم، فهو لیس كليَّ القدرة، ولو أنه لیس كليَّ القدرة فلماذا ننشغل بالصلاة والتعبد إلیه ص71
الرجل يصنع مشكلة من غير مشكلة فهو يستغرب علم الله المسبق بأن فلان وعلان سيطيعونه وعلان وفلان سيكفرون به ومع هذا يضعهم فى الاختبار وقبل أن يصنع الرجل مشكلته هنا كان عليه أن يتساءل هل يجوز أن يعاقب المرء على الفعل قبل أن يفعله أو يثاب على الفعل قبل ان يفعله؟
فى كل دول العالم الملحدة وغير الملحدة لا يجوز عقاب أحد على جريمة لم تحدث بعد
والسؤال كيف يطلب الرجل من الله أن يعاقب أو يثيب على شىء لم يقع كما يريد الرجل؟
تلك هى المسألة العدل فإن فعل الله ما يقوله كريستوفر سيكون ظالما ساعتها وسيقول ذلك كريستوفر وغيره على إله يعاقب على جريمة لم تقع ويثيب على حسنة لم تحدث
قال كريستوفر:
"هناك مشكلتان في هذا الجزء من الاعتقاد الدیني فلو أن إلهًا خلق الإنسان وعدالته الأبدیة تنتظر مخلوقاته البشریة لتقییم مقدار أخلاقهم، فلماذا یكون الناس مسئولین عن العیوب التي وضعها إلهٌ في شخصیاتهم وسماتهم؟ ثانیًا، ما هي العدالة بالضبط في مجازاة الجرائم المحدودة للإنسان بعقوبات لا نهائیة أبدیة فیما بعد الحیاة؟ص71وكرر الرجل نفس المعنى فقال :
"إن المعنى الضمني لذلك المفهوم لا یمكنه حمایة إله مزعومٍ من اللوم على معرفته بالضبط ما سیقدم الأشخاص على فعله خلال حیواتهم على أیة حال خشیة مماثلة ذات علاقة هي في السؤال عما إذا یمكن أن یُلام إلهٌ لأجل الأخطاء التي یرتكبها الناس فلو أنه منطق یحتفظ ولیده كل صفاته المفترَضة الأساسیة، فإن الإجابة هي بوضوح نعم، وبما أن إلهًا مفترَضًا لا یمكنه إنكار مسؤولیته الكلیة عن طبیعة وأفعال أي شخص محدَّد، فأيُّ نوعٍ من العدل هو أن یُكافَأ أو یعاقَب ذلك الشخص لأجل طبیعته وأفعاله إلى كل الأبدیة أبد الآبدین؟ لو أن لإلهٍ وجودٌ، فإن الشخص هو ما صنعه إلهٌ لیكونه لا توجد كمیة إرادة حرة كافیة في العالم لإضعاف تلك العلاقة السببیة والارتباط المفترَض على نحوٍ كافٍ بحیث تضْمَن نوع العدالة الأبدیة اللانهائیة التي تدعیها الأدیان یمكن للمرء أن یتنازل للأدیان عن كل الزیادة غیر الضروریة لحریة الإرادة في العالم مقابل جعل الإله أو الآلهة یوقفون معاناة الإنسان، لكن ذلك یظل رغم ذلك لا یحمیه أو یحمیهم من الانزعاج المنطقي لكونه خلق الإنسان بحیث یكون قادرا على الوحشیة والعدوان من البدایةص72وقال " أما عن السؤال الثاني، وهو ما العدل في معاقبة أو مكافأة الناس لأجل التصرفات التي قاموا بها خلال حیواتهم المحدودة عندما تكون فترات تلك الأحكام أبدیة؟ أین التناسب بین الجریمة والعقاب في نظامٍ مثلَ هذا؟ فقط حسٌّ ضالٌّ عن العدالة سیثني على فضائل مثل هذا النهج للأحكام، وهو یصیر كریهًا على نحوٍ خاص عندما یضاف إلیه النقاش السابق أعلاه فیما یتعلق بمسؤولیة الإله أو الآلهة عن سلوكیات الناس بعبارة أخرى، فإن نظام العدل الأبدي الخاص بالاعتقاد الدیني هو كابوس حقیقي، ممتلئ بإساءة غیر مناسبة خاصة بألوهیة مزعومة إن العزاء الذي یوجد في مفاهیمه هو أن رعبه مرتبط مباشرة بمخالفته للعقل ص72
الخطأ الأول هو عقاب الناس عن العیوب التي وضعها إلهٌ في شخصیاتهم وهو فهم خاطىء للمسألة فالله لم يضع فيهم عيوبا وإنما أعطاهم الحرية فى فعل الخير وفعل الشر كما قال "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
الخطأ الثانى مجازاة الجرائم المحدودة للإنسان بعقوبات لا نهائیة أبدیة فیما بعد الحیاة وهو كلام يدل على فهم خاطىء للمسألة فالعقد بين الله والناس كأى عقد بين الناس فالعقد شريعة المتعاقدين ومن ثم فما يقرره المتعاقدون عليهم أن يلتزموا به
ونجد الرجل ينظر للمسالة من زاوية واحدة وهى العقاب ولا ينظر من زاوية الثواب وهى ثوابات لا نهائية على أفعال محدودة فلماذا ينتقد العقاب ولا ينتقد الثواب ؟
إذا المسألة عادلة ولكن الرجل يراها من جانب واحد وليس من الجانبين حيث العدل التام
كما أن الرجل لا يعرف كم الفرص التى يعطيها الله لكل لإنسان لا يعرف كم النعم التى يعطيها لهم ........ومن ثم فالجاهل بما يحدث لكل واحد من الفرص والنعم عليه ألا يتكلم لأن كلامه يكون بناء عن جهل وليس بناء على علم علمه وليس العمر مقياسا لكم الفرص والنعم فالله لأنه عادل فلابد أنه أعطى كما عادلا للكل من الفرص والنعم بناء على قوله تعالى " وأن الله ليس بظلام للعبيد"
كما أن هناك قواعد عادلة وضعها الله حتى لا يظلم أحد فمثلا لا يعاقب أحد إلا بناء على وصول الرسول والمراد وصول رسالة الله واضحة للفرد كما قال "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" ومثلا الأطفال ليسوا بمحاسبين لكونهم غير عقلاء فهم سفهاء ووضع أمور كثيرة لتكون العدالة تامة ليس فيها مثقال ذرة من ظلم
قال كريستوفر:
لقد أنشأ المهندسون قنوات مترو أنفاق تحت الكم الضخم من الماء، وأنشئوا ناطحات سحاب قادرة على تحمل قوة الأعاصیر، وصمموا صواریخ ومركبات فضائیة مكنت الإنسان من تجاوز جاذبیة كوكب الأرض نفسه وأنتجت الأبحاث الطبیة مضادات حیویة للسیطرة على وترویض أمراضٍ قضت على الكثیر من الناس في الأجیال القدیمة قدیمًا، بینما تصنع مناعات بالأمصال والتطعیمات لإبادة أمراض أخرى تمامًا طوّر الجراحون تقنیاتٍ لتصحیح حالات القصور في أجهزة الجسد العدیدة وصولًا إلى درجة المقدرة على زرع أعضاء هامة كل هذه المجالات تنبع وتنشأ من التفكیر القائم على العقلانیة لیزید كلا من جودة وكم حیوات الناس في الحقیقة، فإن إنسانًا عاش منذ مئة سنة ماضیة فقط كان سیكون في حیرة واندهاش لإدراكه كم یمكن أن یصبح العالم غیر متعرف علیه من جانبه في مثل هذه الفترة القصیرة من الزمن لقد وُجِد البحث العلمي منذ حوالي ثلاثمئة سنة، إلا أن البشریة أنجزت خلال ذلك الوقت في مجال التحكم بالطبیعة بالتلاعب بها أو تثبیتها لتلائم احتیاجاتهم أكثرَ مما أنجزته خلال كامل الوجود البشري السابق على عصر العلم إن وسائلها المنهجیة لیست خدعة سحریة، إنها تستوعب وتبلور وتعرِّف الطبیعة بالالتزام بالافتراض المنطقي للسببیة في العالم الفیزیائي في الحقیقة، فإن تقنیات اكتساب المعرفة الخاصة بالفكر القائم على العقلانیة تعمل على نحو جید على اكتشاف العلاقات السببیة السابقة وتعیین الأنماط في الطبیعةص74
نلاحظ فى الفقرة كلاما غير علمى هو :
الأول أن ما وصل له علم العصر زاد كم حيوات الناس
الثانى أن البشرية فى 300 سنة أنجزت أكثرَ مما أنجزته خلال كامل الوجود البشري السابق على عصر العلم
فأين الأدلة العلمية على قصر حياة الناس فى العصور القديمة ؟
بالطبع لا يوجد دليل تقبله الحواس الخمسة وإن كان الطريق يحكى أن العمار قديما كانت تعد بالقرون وليس بالعقود كما هو الحال حاليا
أين الأدلة العلمية على تخلف الناس فى العصور القديمة ؟
لا يوجد ما تقبله الحواس الخمس بل هناك مما تقبله الحواس الخمسة ما يناقض مقولة الرجل وهو أهرامات الجيزة والمعابد الهائلة كما أن هناك رسوم لحواسيب وطائرات وغيرها موجودة فى الآثار القديمة
قال كريستوفر :
"رغم ذلك، ففیما یتعلق بالسؤال الحالي المطروح، فإن التقنیات الحسابیة لخبراء التأمین تبرهن على كم یمكن أن تكون الطبیعة قابلة للتنبؤ بها، حتى فیما یتعلق بالموت البشري، والذي كثیرا ما یظن المتدینون أنه اختصاص للإله أو الآلهة فلو أن الإله أو الآلهة یدْعًون البشر على نحوٍ روتینيٍّ إلى الحكم الأبديّ، فلماذا لا یبدو أن دعواته أو دعواتهم لا تنحرف قياسيا عن مجموعة توقعات خبراء التأمین؟ من منظور الطبیعة وقانون السببیة ص75الخاص بها، فلا شيء ممیز أو فرید بصدد موت البشر إنه قابل للتنبؤ به بنفس درجة القابلیة مع أي سبب ونتیجة آخرین في الطبیعة لو قُدِّمَت المعلومات الكافیة، وحقیقة افتقاد المعلومات حال أي نوعٍ لا یصنع سببًا مبرّرا لتقدیم مفهوم تحكميّ اعتباطيّ مثل إلهٍ ص76
الرجل هنا يخرف فما علاقة توقعات خبراء التأمين بموت العملاء بموت البشر كلهم بل والأنواع كلها
إن من يتعامل معهم خبراء التأمين لا يتجاوزون واحد بالمائة من البشرية إن لم يكن أقل من ذلك بكثير والسؤال
هل فى المنهج العلمى مقبول أن تقاس البشرية على العينة كلها ؟
بالقطع لا لأن العينة مخادعة قد تنطبق وقد لا تنطبق على الكل
كما أن هناك سؤال يطرح نفسه كم مرة صدقت توقعات الخبراء عدة آلاف من عدة ملايين أم ماذا أى انها فى النهاية لا تمثل شيئا ذا بال من العينة نفسها
زد على هذا أن هناك فارق بين توقع الخبراء وبين الموت الإلهى فالموت الإلهى معروف بالثانية والدقيقة فى يوم كذا بسبب كذا فى مكان كذا وأما توقع خبراء التامين فلا يزيد عن كونه تخمين سيعيش المأمن عليه فترة كذا سنة أو كذا شهر فقط ولكن دون حديث عن التوقيت السليم والسبب والمكان
قال كريستوفر :
"لو أن الإله أو الآلهة والبشر یمثلون سببًا ونتیجةً في اتجاهٍ ما، فإنه لذو دلالة أن أحد الاثنین فقط لدیه دلیل موثوق على وجوده حقا إن تأكیدات ومزاعم الاعتقاد الدیني أن إلهًا خلق الإنسان والكون یوجد حاليا وأنه یهتم بالقرارات الأخلاقیة للبشر، لیس له أي أساس سواء في الدلیل القائم على الملاحظة أو الضرورة المنطقیة بالتالي، فإن الاتجاه العقلاني للعلاقة السببیة هو أن البشر هم في الحقیقة خالقو الآلهة بعبارة أخرى، فإن الآلهة مثالٌ على القدرة الإبداعیة الخلاقة للعقل البشريّ منقلبًا على نفسه بالضرر على نحوٍ مروِّع باستحضار فكرةٍ تخیف العواطف وبحیث یكون لدى التفكیر صعوبة معیقة بسبب غموضها ص76
الرجل يقول هنا أن الله اختراع بشرى غامض باقتدار فالله ليس موجودا إلا فى نفوس بعض البشر ومن ثم فلا وحى من الإله وصل للناس والرجل هنا يتناسى أن الأطفال يولدون بلا أى علم فلو أنا حبسنا أطفالا رضع وأطعمناهم وغذيناهم ولم نعلمهم شيئا فلو يعرفوا شيئا لا عن الله ولا عن الكون ولا غيرهم وهكذا المخلوق الأول لن يعلم شىء ما دام لم يعلمه أحد ومن ثم فلابد فى كل الأحوال من معلم أول هو الله يعلم الإنسان الأول وينقل الأول علمه لأولاده وهكذا
قال كريستوفر:
أما عن مسألة الضرورة المنطقیة لإلهٍ، فإن قانون السببیة في الكون الفیزیائيّ هو الافتراض المركزي الرئیسي لهذا الشأن بینما لم یتوصل البحث العلمي بعدُ إلى معرفة ما سبب وجود الكون، فلیس هناك ضرورة منطقیة للبرهنة على أن السبب كان له وعي، أو لو كان كذلك أنه لا یزال یوجد الیوم ما سِوَى السبب الأول الغیر معروف، فإن تسلسلات علاقات السببیة الأسباب والنتائج في الطبیعة قد تم عزلها وفهمها بدرجة قویة ولا یبدو أنها تُنتهَك أبدًا، سواءً بالصدفة العشوائیة أو الفعل المقصود من كائن واعٍ كونُ بعض تسلسلات السببیة في الطبیعة لم تُفسَّر بعد، فعلى نحوٍ مماثل لا یوجد سبب إیجابي إثباتي لإدخال إلهٍ في تلك المواقع الفجوات في المعرفة لتفسیر العملیة المتواصلة للكون ففعل ذلك لا یقدم تفسیرا للظواهر، وكذلك فإنه یعمل على خیانة التناقض مع مفهوم الإله بالتضمین بأنه یختار تجنب التلاعب والتدخل في تسلسلات السببیة التي قد عینَّتها البشریة بدون تقدیم حجة منطقیة لذلك الامتناع لا یوجد منطقیا حاجة لوجود إلهٍ في العالم الطبیعي لتفسیر سواءً علاقاته السببیة أو عمله ص82
الرجل هنا يقر بوجود فجوات علمية ويقر بأن البحث العلمى لم یتوصل بعدُ إلى معرفة ما سبب وجود الكون ومع هذا يستبعد تماما فرضية وجود إله واع وراء خلق الكون لسد الفراغات ولتفسير السبب بلا توضيح للسبب وبالقطع الباحث العلمى لا يستبعد أى فرض قبل أن يبحث عنه ويستقصى الأمر ولكن الرجل هنا يستبعد دون أن يبحث ويستقصى ودون أن يذكر أسبابه
وهو بهذا الكلام يناقض نفسه عندما يتحدث عن مشكلة الظلم الحادث فى الدنيا والآخرة كما زعم فى مجال العقاب الأبدى على أفعال محدودة فليس هناك لمشكلة الظلم سوى وجود إله عادل يسوى المشكلة
قال كريستوفر :
"لو أن إلهًا یوجد، لكان قدَّمَ توجیهًا أوضحَ بخصوص السلوك الإنساني المقبول ولكان سیعمل على ضمان أن وجوده فوق الشك المنطقي الآلهة لهم سمتا الخیریة وكلیة القدرة بحكم تعریفهم، مما یعني أنهم باستنتاج بدیهيّ لدیهم القدرة على فعل أي شيء، وأن هذه الأفعال ستكون لأفضل ما في مصلحة الجنس البشري خلال مجرى التاریخ، الكثیر من العناء یا، والعذاب قد تحمله البشر بسبب الخلاف الدیني وحده، والذي نشأ من الخلافات الداخلیة والخارجیة ص84
لا أدرى من أين جاء الرجل بسمة الخيرية فى الإله فالإله أو حتى الآلهة المزعومة كلها لديها عقاب وثواب وإن كان العقاب والثواب يختلف من دين لأخر فالله عادل لديه الخير والشر يختبر بهما ويعاقب ويثيب بهما ومثلا فى الإسلام هو الرحمن الرحيم وهو المنتقم الضار ذو العقاب ومن ثم فالخيرية التامة ليست موجودة وإنما الموجود هو العدل التام
قال كريستوفر :
فمن غیر العادل السماح ببدء اللعبة في ظل وجود الخلاف العقلاني حول القواعد إن عدد الأدیان والطوائف التي قد عرفها الجنس البشري مع قوانینها الأخلاقیة المصاحبة لها یرینا الخلاف المثار حول ما یریده إلهٌ من الناس لو كان یوجد حق هناك ظلم كبیر في ترك الأمر لمقامرات البشر حینما تكون مصائرهم الأبدیة هي ما على المحك، وقراره بعدم توضیح كل من وجوده حاليا وأي سلوك سیؤدي إلى اكتساب ناجح لتأییده یمثل تناقضًا في مفهوم خیریته سریة أو غموض القوانین الشرائع یتعارض مع الحس البشري بالعدالة، وهذا الصدع یصیر أسوأ للغایة مع التهدید بعذاب وعناء أبدي في حال كون الشخص غیر محقٍّ في اختیاره باختصار، فإن افتراض كائن قادر على تقدیم هذا المستوى من التوضیح للبشریة لكنه یرفض هذه الدعوة سیكون غیر محسن خیريّ وغیر مستحق للعبادة بسبب ذلك حتى لو كان المرء سیستنتج أن كائنًا كهذا یستحق العبادة لمجرد قوته غیر المحدودة، فلن یكون المرء قادرا على القیام بأي شيء غیر من التخمین الاعتباطيّ لما یكونه السلوك الأخلاقي المفضَّل له وهو ما سیكون إستراتیجیة ضئیلة احتمالیة النجاح ص85
الرجل هنا يثير مشكلة ليست مشكلة من الله وإنما هى مشكلة بشرية اخترعها البشر وهى أن البشر اخترعوا الكثير من الأديان مع وجود دين الله الحق وهذه الأديان مختلفة متناقضة فى العديد من الأحكام
دين الله ليس فيه تناقض فى الأحكام وإنما التناقض هو بسبب اختراع البشر لأديان متناقضة فالسبب ليس الله فى المشكلة وإنما السبب البشر الذين اخترعوا الأديان والرجل يجعل هذا التناقض محير لٌلإنسان فى أى الأحكام يتبعها خاصة أن الكثير من مخترعى الأديان نسبوها إلى الله
ما لا يعرفه الرجل فى دين الله الحق هو أن الله لا يحاسب الإنسان على الأخطاء التى لم يقصدها الإنسان لجهله أو لضرورة قاهرة وهو قوله تعالى "ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم"
قال كريستوفر :
"لو أن إلهًا یوجد، فإن عبادة واعتقاد المرء لن یكونا ضروریین لأنه كان الإله سیعطي الأولویة لمسؤولیة المرء نحو السلوك الأخلاقي اتجاه رفاقه البشر ص85
الرجل يفرق بين الاعتقاد والسلوك الأخلاقى وهو أمر غير مقبول عند الله إلا فى حالتى الجهل والقهر فلابد أن يتفقا ما دام الإنسان يعيش فى علم وفى سلام وهو قوله تعالى "ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم"
قال كريستوفر :
-وجود إلهٍ ما مثارٌ للجدل إلى حدٍّ كبیر لأن اقتراح أن وعي البشر ینجو ویبقى بعد موت الجسد لم یُبَرْهَنْ سواءً بالأدلة الإمبریقیة أو الضرورة المنطقیة علیه عقليا ص87
ينكر الرجل هنا خلود النفس وهو بقاء الإنسان حيا بعد الموت دون جسده الدنيوى ويقول أنه لا يوجد برهان من أى نوع على هذا
بالقطع يوجد دليل على البعث بعد الموت وهو أمر يحدث كثيرا ومع هذا لا يلتفت له أحد إلا نادرا وهو أن النبات وثماره تموت بالحصاد والجفاف ومع هذا تعود الحياة لثمار النبات التى ماتت بدفنها فى الماء والتراب وما دامت الحياة تعود للنبات بعد الموت فما المانع من عودة الحياة للنفس الإنسانية بعد موتها؟
والضرورة المنطقية التى ينفى الرجل وجودها فى المسألة موجودة وهى أنه لا يوجد علاج لمشكلة الظلم بين الناس إلا فى وجود قاض عادل يعاقب الظلمة بعد الموت فهذا الضرورة المنطقية وإلا استمرت مشكلة الظلم دون حل باستمرار
قال كريستوفر :
"في الوضع الحاليّ للطب الحدیث، لا یزال لدى البشریة الكثیر لتعَلُّمِه عن كیفیة معالجة الأمراض وتصحیح حالات قصور أجهزة الجسد رغم ذلك، فإن ما لا یظهر عندما یزور المرء طبیب قلب أو أمراض باطنة أو
عظام هو الروح، وهو ما لیس بصدفة لأنها_من الناحیة التشریحیة-لا توجد هذا یعني أنه لا توجد مطلقًا أي أدلة إمبریقیة على وجود الروح، لیس فقط في البشر بل وفي أي حیوان آخر على الكوكب یجد المؤمنون الدینیون على الأرجح هذه النقطة واضحة وغیر مستحقة للالتفات لأن الروح بنیة فوق طبیعیةص87 وقال أيضا:
بعبارة أخرى، فإن الشك الشدید في وجود الروح في الواقع الموضوعي لا یعني أن الآلهة كذلك لا یوجدون، بل بالأحرى أن وجودهم یصیر نقطة جدال على نحو وثیق عندما یكون مسرح الأبدیة لم یعد ضمن الحُسبان ص88
كريستوفر هنا ينكر وجود الروح أى النفس لعدم وجودها جسمانيا وهو بهذا ينكر وجوده روحك هى الكلام الذى يتردد داخلك كلامك الذى كتبته هنا فهل هذا الكلام كان قبل خروجه على لسانك ويدك شيئا تعرفه الحواس الخمسة ؟
الرجل ينكر نفسه الشىء الوحيد الذى يتوقف عند توقف الجسم هو الكلام الداخلى
السؤال للرجل وأمثاله ماذا يحدث عندما تذبح دجاج أو بقرة أو خروف أو غير ذلك ؟
الجسد موجود بعد الذبح وهو القتل ولكن أين علامات الحياة فى تلك الأجساد لا حركة ولا صوت ؟
الحياة أى الروح اى النفس سحبت من الجسد ومع هذا بقى الجسد ثابت لا يتحرك أليس هذا دليلا على أن فى تلك الحيوانات شىء مختلف عن الجسم هو الذى تركها ورحل إن كنتم تنكرون ذلك فيجب أن ننكر وجودكم ولا نكلمكم لأنكم لا وجود لكم فأنتم مجرد أجساد لا روح فيها
قال كريستوفر:
لقد استعرضنا ثلاثة تفنیدات مستقلة للاعتقاد الدیني، كلٌّ منها یستهدف نقاط ضعف مختلفة یجب أن یُشار إلى أن إنشاءنا لثلاث جدلیات ضد الاعتقاد الدیني لا یُقَصد به بأي نحوٍ الإشارة الضمنیة إلى أن هذه قائمة شاملة جامعة مانعة إن جدلیاتٍ واعتباراتٍ أخرى تركز على هذه الجوانب وجوانب غیرها للاعتقاد الدیني ممكنة بالتأكید لقد قُصِد من الجدلیات التي قد غطیناها أن تقدم تنوعًا: جدلیة الأسس تهاجم الاعتقاد الدیني في افتراضاته وأرضیته النظریة، والجدلیة العملیة تكافح الاعتقاد الدیني من منظورٍ عملي بدون الانشغال بالخوض في طبیعته النظریة،ص91
هنا الرجل يظن أنه فند الاعتقاد فى الله والروح والدين وهو لم يقدم أدلة على ضعف الثلاث فكل ما فعله هو أنه جعل نفسه لا تدرى هل ما يقوله صحيح أم لا فهو يقدم رجل ويؤخر رجل لأنه لا يعرف
قال كريستوفر:
"ترك الاعتقاد الدیني یسبب شعورا مدهشًا بالراحة عندما یكون الشخص قد حقق مستوى مقبولًا من الیقین الفكريّ فیما یتعلق باستنتاجاته في الاعتقاد الدیني تُمزَّق النفس إلى الجسد الفیزیائي والروح، أحدهما یحوز حق الدخول إلى ممالك مجهولة في الواقع، فإن الوجود نفسه یتم تقسیمه إلى الفیزیائي والغیبي السحري، ویقبل المرء عجزا كاملًا في محاولة فهم الأخیر إن نتیجة جانبیة لاتباع والمشاركة في الاعتقاد الدیني هي أحلام الیقظة فكر وانتظار السحر المعجزات لتأتي لتعمل على التأثیر على الحالم بعبارة أخرى، فإن تقسیم نفس المرء والتوقعات على غرار هذه الفقرة یمیل إلى جعل الشخص یَقْنَعُ بالجلوس والانتظار، متوقعًا دومًا أنه على نحوٍ ما وفي مكانٍ ما ستجده وتأتي إلیه أهدافه عند نبذ الاعتقاد الدیني، فإن كل هذه الأماكن والنسخ الغیبیة للنفس تتجمع وتتحد،ویشعر العقل بقوةِ كونِه أصبح حاضرا وواعیًا بأعلى درجة إنه شعورٌ ممدٌّ بالقوة والإثارة بالتزود بالقوة والوضوح والذي لا یتوقعه معظم الناس فرغم كل شيء، فإن الأدیان تؤدي مهمتها جیدًا فیما یتعلق بجعل الحیاة بدونها تبدو مروعة وخالیة، لكن حالما یتحدى المرء على نحو حاسم ذلك الزعم في أن یُثبَت، فإن جیشان الشعور بتجمع وتوحد الذات الذي یفیض ویجري داخل الشخص حقا لا یُنسَى ص94
فى هذه الفقرة يظن الرجل أنه تخلص من الاعتقاد الدينى وهو واهم لأنه جعل نصف كتابه يتحدث عن أخلاق الملحد المطلوبة وكيفية الوصول لها تحت عناوين مثل إعادة بناء الهوية ومكان الشخص فى الكون ومكان الشخص فى المجتمع ومكان الشخص بالنسبة للنفس فشرع لنفسه حلالا وحراما مثقل حرمة إيذاء الغير ومن ثم فالرجل عاد للاعتقاد الدينى الذى عبارة عن الحلال والحرام عند الشخص
الرجل أيضا زعم أنه تخلصه من الاعتقاد الدينى جعله مستريحا مطمئنا وهو كلام يناقض انشغاله بإعادة بناء الهوية ومعرفة الصواب من الخطأ فى السلوك فلو كان مستريحا بالفعل ما شرع حراما وحلالا كعدم ايذاء الغير واستثنى من يريد أذيته من عدم الإيذاء
الراحة تعنى ألا تنشغل بمعرفة الصواب من الخطأ وإنما تكون كالآلة تنفذ على الفور لمعرفتها بالبرمجة الصواب من الخطأ
قال كريستوفر:
إحدى النتائج الطبیعیة الحتمیة لخبرة الشعور باتحاد وتجمع النفس هي تقدیر المرء المتزاید للوقت، خاصة الوقت الذي لدیه لیعیشه فبحرق السفن الوهمیة الخاصة بهروبه المستقبلي من الموت إلى الخلود، فإن المرء یشعر بأنه ملزَم بالفعل في الحاضر لاكتشاف العالم وعلاج العلل والمحن وجوانب الظلم التي قد یدركها عَیْشُ ص107اللحظةِ لیس تعبیرا عن اللامبالاة بأي شيء قد یحدث في المستقبل، بالأحرى فإنه یعبر عن قبول الحاضر أبدًا، باعتباره الموقع الزمني الوحید الذي سیوجد فیه أي أحد على الإطلاق إن الغد لا یأتي حقا أبدا وحتى اللحظة التي مرت للتو قد مضت ولن تعود العیش في اللحظة یدل على الاعتراف بهذا التقسیم للزمن ص108
الرجل هنا ينكر الخلود أى المستقبل فلا يوجد عنده مستقبل أى غد فهو يعيش اللحظة الآنية ومع هذا يقول أنه يعيش لاكتشاف العالم وعلاج العلل والمحن وجوانب الظلم فالعلاج يحتاج لاجراءات مستقبلية أى خطوات زمنية لا يمكن أن تتم فى اللحظة التى يعيشها صاحبنا فكيف لا يكون هناك مستقبل وهو عندما يصنع تجربة تحتاج لفترة زمنية لا يمكن أن تكفيها اللحظة التى يبدأ فيها وإنما تحتاج للغد وما بعد الغد مثلا تجربة إنبات حبة الفول أو غيرها من الحبوب تحتاج ليومين أو ثلاث حتى تنبت
الرجل هنا ينكر التخطيط تماما لأى شىء بانكاره وجود المستقبل
ونلاحظ أن مبدأ الرجل عيش اللحظة يتعارض مع إرادته علاج العلل والمحن وجوانب الظلم فعيش اللحظة يعنى البحث عن السعادة فى تلك اللحظة والعلاج يبعد الإنسان عن عيش اللحظة فيجعله يعيش الألم والوجع ولا يسعد
قال كريستوفر:
إن الأسئلة بخصوص الانفجار العظیم وحدود الكون محیرة مثیرة للدوار لأن مقیاسها یعتبر العقل البشري مقارنة به قزمًا تمامًا في تاریخهم القصیر، فإن البشریة قد حازوا مؤخراً فقط القدرة على مد حواسهم على نحو مقصود إلى ما هو خارج كوكب الأرض والكثير جدا من التقدم في المعرفة البشریة فیما یتعلق بالانفجار العظیم قد حدث في آخر خمسین سنة على نحو غیر مفاجئ، فإن التقدم حاد الارتفاع في المعرفة فیما یتعلق بنشأة الكون تتوافق مع تطور وتحسن الأدوات ذوات القوة والحساسیة، وخاصة تكنولوجي تقنیة الكمبیوتر إن سرعة معالجة الكمبیوترات للبیانات قد أتاحت ملاحظات وحسابات كانت سابقًا مستحیلة، سواءً بسبب السرعة المتطلبة للملاحظة التي ستحدث ستكون أسرع للغایة من قدرة العین البشریة لتقیسها وتلاحظها بدقة أو بسبب أن كم البیانات التي سیحتاج المرء إلى تحلیلها في التجربة ستكون أضخم بكثیر من أن تُجمَع في كم معقول واقعي من الوقت ی ص132
فى هذه الفقرة ينقض الرجل مقولة الاثبات عن طريق الحواس الخمسة فى قوله:
"ما فوق الطبیعة الفیزیائیة الغیبي مملكة توجد فرضيا فوق الطبيعة الفيزيائية ولا یمكن الإحساس بها بحواس الجسد الخمسة إن التعریف مسهب لأنه لو كان شيء یوجد فوق الطبیعة، فإنه لا یمكن بطبیعته الشعور به بالحواس الخمس رغم ذلك، فإن انعدام الفائدة التام لحواس الإنسان عندما یتعلق الأمر بتأكید ما فوق الطبیعي قد تُضُمِنَ بوضوح كما سیُرى في مناقشة مفهوم ما فوق الطبیعي في التعریف لأنه أكثر أهمیة من مجرد تركه متضمَّنًا ضمن الفصل التالي ص15حيث يعطى للحاسوب الاثبات نظرا لعجز العين البشرية
قال كريستوفر:
"بعبارة أخرى، ستستمر نظریة الانفجار العظیم في تحسینها وصیاغتها خلال السنوات القادمة أما حال أحدث ما وصلت إلیه المعرفة العلمیة مع وجود علامة استفهام كبیرة في مركزها، والتي یعجز التصور عن تفسیرها بسبب كلٍّ من مسافتها الزمنیة واستعصائها على الملاحظة لقد اقتُرِحَتْ الكثیر من الأفكار لمحاولة صیاغة البیانات المتاحة في إطار یفسر لیس فقط المُفرَدة بل وكذلك ما وُجِد قبلها وخارجها یُحتمَل أن هناك حدا لما یمكن للعلم فهمه في هذا الخصوص إن لا یستطع اختراع وسیلة لمد حواس الإنسان على نحوٍ ما خارج الكون نفسه، وهي فكرة تبدو هي نفسها غیر مفهومة رغم ذلك، فإن اتجاه البشریة الحاليّ الخاص بزیادة سرعة معالجة الكمبیوترات للبیانات على نحوٍ هائل وحساسیة الآلات والأدوات العلمیة یمكنه تقویة احتمالات الحصول على تفسیرات مقبولة بالفعل في المستقبل على تلك الأسئلة التي تبدو مستحیلة الإجابة الآن فرغم كل شيء،فلا أحد كان یمكنه تصور أن العلماء سیتمكنون من تحدید ومعرفة كل ما لدیهم حاليا عن المسألة بقدر ما وصل إلیه العلم فیها الآن ص132و133
يكرر الرجل نفس الخطأ وهو الاعتماد على غير الحواس الخمسة فى إثبات وجود الشىء وهو تناقض فى المنهج فالحواسيب لا يمكنها أن تثبت شىء وهى على الأرض خارج الأرض
قال كريستوفر:
"لتفسیر كیفیة بدایة الحیاة على الأرض، على نحو عن هذه المسألة لا توجد نظریة علمیة واحدة مفضلة حصر رئیسي لأن هناك طرق عدیدة معروفة كوسائل عملیة یمكن بها نشوء المواد العضویة من مواد غیر عضویة إحدى هذه السیناریوهات هو ما یُعرَف بالحساء البدائي، والذي یصف أرضًا عتیقة بدائیة، غیر معروفة للإنسان، أمكن فیها لمكونات الغلاف الجوي والماء مع الشحنات الكهربیة للبرق إنتاج أحماضٍ أَمَیْنِیَّة، وحدةُ بناءٍ للحیاة العثور مؤخرا ًعلى جزیئات عضویة معقدة في النیازك والغبار الكوني قد كشف بأن مثل تلك المواد لیست بهذه الندرة في الكون كما كان قد اعتُقِدَ قدیمًا ما بین احتمالیة تكونها من تفاعلات كیمیائیة أرضیة عدیدة أو احتمالیة قدومها في أشیاء فضائیة، فإن تفسیر كیفیة إمكان نشوء الجزیئات العضویة في ومن مواد غیر عضویة لیس صعبًا على نحو مدهش ص133
يعترف هنا الرجل بوجود بداية للحياة فى الكون وهو ما يناقض كلامه عن الأولية التى تكون فكرة مقبولة لرفض فكرة الإله وهو قوله: "فالجدلیة تقدم حل كان كل ما یُستلزَم لسد الثغرة المنطقیة المتعلقة بسبب الكون هو لحظة تحكمیة للتسبب الذاتي، فیمكن أن یُجادَل بأن الكون قد سبَّب نفسه أو أن المادة والكون أزلیان مثل هذا التفسیر سیكون ذا قوة مساویة، وأكثر اقتصادًا في فرضیته، وبالتالي أكثر تفوقًا أي أنه لو كان التسبب الذاتي هو ما نتناوله، فإنه مفضَّلٌ منطق نتخلص من الوسیط السمسار"ص 54
ويكرر الرجل اعترافه بوجود بداية للكون فى قوله:
عند تلك المرحلة آنذاك، جاء الكون ثم الحیاة الأولیة البدائیة كلاهما إلى الوجود إذن، كیف جاء البشر إلى هنا؟ الإجابة هي نظریة التطور العلمیة، والتي هي تفسیر مؤید تمامًا وللغایة بالأدلة لتفسیر تنوع أشكال الحیاة، بما في ذلك نشأة وأصل الإنسان فبناءً على مقارنة سجلات المتحجرات وتسلسلات الحمض النووي منزوع والتركیبات التشریحیة، یؤكد علماء الأحیاء في العصر الحدیث أن أشكال الحیاة المعقدة DNA الأُكْسُجِين المتنوعة الموجودة على الكوكب الیوم قد تطورت في الحقیقة من خلایا بدائیة بسیطة، والتي وُجدت منذ حوالَيْ3.5 إلى ٤ ملیارات سنة ماضیة على نحوٍ واضحٍ، فإن هذه الكائنات الأولى كانت أبسط أشكال الحیاة، لكن كونها طورت القدرة على التكاثر والانقسام الخلويّ أدت آخر الأمر إلى التنوع الجدیر بالملاحظة لأشكال الحیاة الموجودة على الكوكب الیوم وكما مع استقلال كلٍّ من نظریة الانفجار العظیم ونظریة النشوء الذاتي، فما إذا كانت هذه الخلایا الأولى قد تشكلت بالنشوء الذاتي غیر ذي صلة بفهم التطور، لم تُصمَّم وتُصَغ نظریة التطور أن تتطور إلى مثل هذا التنوع الكثیر لتفسیر وجود الحیاة، بل هي تفسیر لكیف أمكن للحیاة الموجودة فعليا للغایة ص135
نلاحظ الجنون الذى يتعارض مع المنهج العلمى فالرجل يتكلم عما حدث للكون فى البدايات من تطورات ويتكلم عن شىء حدث منذ ثلاثة ونصف مليار سنة إلى أربعة مليار يعنى أشياء لا يمكن أن تثبتها الحواس الخمسة ولا حتى الآلات التى اخترعها الإنسان
الرجل ينكر الله لأن الحواس الخمسة لا تدركه ويثبت وجود بدايات الكون وتطوراتها رغم أن الحواس الخمسة لا تدركه أليس هذا تناقض فى المنهج فإما تصدق الكل او تنكر الكل؟
قال كريستوفر:
"لا یستطیع كهنة ومنتفعو وأتباع الأدیان أبدًا أن یعترفوا بأن تقنیات اكتساب المعرفة الخاصة بالتفكیر القائم على العقلانیة قد فسرت وتعرفت على نحو صحیح على سلسلة من السببیة بمثل هذه الأهمیة والاتساع في الطبیعة على أن سببها التطور فبفعلهم ذلك سیعترفون بأن صلتها بالعصر الحدیث متضائلة نظرا لكون الألغاز غیر المحلولة الخاصة بهویة ونشأة الإنسان في الكون قد فسرها بوضوح صافٍ منافسهم العلم عوضًا عن ذلك، فإن الأدیان یجب أن ترفض اللعب المنصف بأن تؤكد بأن نظریة التطور لم تُثبَت كیقینٍ وفي النفس الوقت تدعي أن وجود إلهٍ لم یُدحَض بیقینٍ یفضح هذا الإجراء المتعذر الدفاع عنه المتسم بازدواجیة المعاییر بعدم اتساقٍ ووقاحةٍ الحالة المیؤوس منها للاعتقاد الدیني في العصر الحدیث ص137
الرجل يزعم أن الألغاز غیر المحلولة الخاصة بهویة ونشأة الإنسان في الكون قد فسرها بوضوح صافٍ العلم وهو كلام جنونى فالعلم المزعوم فى كل مجال فيه مدارس يحارب بعضها بعضا فى كل العلوم بحيث أن كل مدرسة تنقض ما تقوله الأخرى فنظرية تنقض أخرى
الرجل يعتبر نظرية التطور يقين مع أن الحواس الخمسة لا تثبتها ومع أن صاحبها نسفها واعتبرها كأن لم تكن فى الٌوال التالية:
"وأخيرا فالبنظر على مجموع الزمن وليس لأى زمن واحد وإذا كانت نظريتى صحيحة فإنه من المحتم انه كانت هناك أعداد لا حصر لها من الضروب المتوسطة تربط فيما بينه جميع الأنواع التابعة لنفس المجموعة ولكن عملية الانتقاء الطبيعى تميل بشكل ثابت كما سبق التنويه عن ذلك فى أحوال كثيرة إلى إبادة الأشكال الأبوية والحلقات الوسيطة وبالتالى فإن الدليل على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط بين البقايا الأحفورية التى نجدها محفوظة كما سوف نحاول أن نظهره فى باب قادم فى شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد ص283
دارون الصادق هنا يقر بأن السجل الجيولوجى أو الأحفورى سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد ويكرر دارون اعترافه بنقص السجل وتقطعه وهو ما يمثل دحضا لنظريته وحتى النظريات الأخرى فيقول:
"ولكن من ناحية أخرى فإنه توجد مجموعة واحدة من الحقائق ألا وهى أن الظهور المفاجىء لأشكال حية جديدة وغير معتادة فى تراكيبنا الجيولوجية هو تأييد من أول نظرة للمعتقد بالتكوين الفجائى ولكن قيمة هذا الدليل فى أنه يعتمد كليا على حد الكمال الذى وصل إليه السجل الجيولوجى فيما يتعلق بعهود سحيقة من تاريخ العالم وإذا كان هذا السجل بمثل هذا التقطع الذى يؤكده بقوة العديد من علماء الجيولوجيا فلا يوجد شىء غريب فى ظهور أشكال جديدة من الكائنات الحية تبدو وكأنها قد تكونت فجأة ص391
ويعترف دارون بأن أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية هو النقص البالغ فى السجل فيقول:
"ومع ذلك فإن السبب الأساسى لعدم وجود حلقات متوسطة لا حصر لها فى كل مكان فى جميع أنحاء الطبيعة يعتمد على عملية الانتقاء الطبيعى بذاتها والتى من خلالها تأخذ الضروب الجديدة بشكل مستمر الأماكن الخاصة وتحل محل أشكالها الحية الأبوية ولكن يجب أن يكون عدد الضروب المتوسطة التى قد سبق أن تواجدت عددا هائلا بالفعل بنفس المعدل الواسع النطاق بالضبط الذى تجرى عليه هذه العملية الخاصة بالإبادة فلماذا إذن لا يكون كل تركيب جيولوجى وكل طبقة فيه مليئة بمثل هذه الحلقات المتوسطة إن علم طبقات الأرض بالتأكيد لا يفصح عن أى شىء على شاكلة تلك السلسلة العضوية الدقيقة التدريج وربما كان هو أكثر اعتراض واضح وخطير من الممكن أن يوضع فى مجال المجادلة ضد النظرية وأنا أعتقد أن التفسير لذلك يقع فى النقص البالغ فى السجل الجيولوجى ص494
قال كريستوفر:
"إن كانت نشأة وأصل الإنسان غیر استثنائیة ولا إلهیة مقارنةً بأشكال الحیاة الأخرى، فمن ثَمَّ لماذا یتعب الناس أنفسهم بالذهاب إلى بیوت الصلاة والتعبد؟ لقد أجابت الأدیان على سؤال لماذا لا تتعبد الحیوانات الأخرى لإلهٍ بالتعلیق بأنها بدون أرواح وغیر استثنائیة وأنها إلى حد كبیر دیكور في مسرح حیوات الناس من ناحیة أخرى، فإن التضمینات الأكثر توسعًا للتطور هو أن الحیوانات الأخرى لیس لدیها آلهة أو أدیان لأنها تفتقد القدرة على تخیل وتصور المفهوم، ولیس لأنها أشیاء مهمَلة في الوجود في عیني إلهٍ كما ینبغي أن یكون قد صار واضحًا من تكرارنا له، فإن الملاحظات الاعتیادیة للواقع الموضوعي المشرعنة والمنظمة في الاعتقاد الدیني تسقط فریسة لنفس الخطأین على نحوٍ متكرر: إنشاء جدلیات على أساس الجهل بتفسیر الأشیاء وإعطاء الأولویة للشكل على الجوهر ولا سیما خطورة خطأ الملاحظة الاعتیادیة للأنماط في الواقع الموضوعي وافتراض أن العین المجردة لن تفشل أبدًا في تقدیم تفسیرات صحیحة ص137و138
الخطأ الأول اعتبار الذهاب لبيوت الصلاة هو التعبد وتعب بلا طائل وهذا المفهوم يصح فى بعض الأديان كالنصرانية التى تعتبر الكنيسة هى أساس الدين ولكنه لا يصح فى الإسلام فالعبادة هى تنفيذ كل الأحكام فى كل مجالات الحياة
ونلاحظ السخرية من كون الحيوانات لا تتعبد لإله وهو الخطأ الثانى وهو مخالفة للمنهج العلمى فالرجل هو وأمثاله لا يعرفون لغة الحيوانات وهم لا يعايشونهم ليل نهار ليعرفوا كل شىء عنها ومع هذا يقرر أن الحيوانات لا تعبد إله هل رأيت هل سمعت هل شممت هل تذوقت هل لمست بالقطع لم يروا ولم يسمعوا ولم يشموا ولم يتذوقوا ولم يلمسوا ومع هذا يتكلم وكأن الأمر حقيقة وهو ما عابه على من سماهم المؤمنون
قال كريستوفر:
إذن، فالكون والحیاة والجنس البشري كلهم قد جاؤوا إلى الوجود فما هي نهایة القصة؟ في العصر الحاليّ، لا یقوم التفكیر القائم على العقلانیة بأي تنبؤ عن نهایة قصة الجنس البشري لقد قام العلم بالتنبؤات عن أحداث أكبر تتضمن هلاك البشریة، مثل نفاد وقود شمس منظومتنا الشمسیة وتحولها إلى سوبرنوڤا، مما سیدمر الكوكب لقد افتُرِضَ كذلك أن الشمس ستصیر أسخن قبل أن تبدأ في التحول إلى سوبرنوڤا مما سيدمر الكوكب محولة المیاه إلى سلعة منقرضة منعدمة على كوكب الأرض ومنهیة الحیاة البشریة هنا ، أما بالنسبة لنهایة الكون نفسه فإن الكثیر من النماذج قد افتُرِضَتْ، لكن لیس هناك إجماع موثوق بعدُ عن المسألة أما بالنسبة لكل هؤلاء الكوارث التي ستقضي على الجنس البشري، فإن الخلاصة والنتیجة النهائیة لیست أقل من ملیار سنة تفصلنا عن ذلك، ومعظم السیناریوهات تتجاوز هذا الإطار الزمني بكثیر ص138
نلاحظ فى الفقرة التناقض بين قول الرجل " لا یقوم التفكیر القائم على العقلانیة بأي تنبؤ عن نهایة قصة الجنس البشري" فهنا لا يوجد توقعات عن هلاك البشر ومع هذا يقول أنه قام بتوقع هلاك البشرية فقال" لقد قام العلم بالتنبؤات عن أحداث أكبر تتضمن هلاك البشریة"
والخطأ أيضا أن الرجل يتكلم عن توقعات أن الهلاك سيتم بعد مليار سنة أو أكثر وهو أمر غير علمى ولا يمت للعلم بصلة فهذا التوقع خارج ما تنقله الحواس الخمس من معلومات للعقل حيث لا رؤية ولا سمع ولا لمس ولا ذوق ولا شم
قال كريستوفر:
بعبارة أخرى، تساوي الأدیان عادةً بین إفناء البشریة والحصول على العدل التام الحقیقيّ أما من منظور التفكیر القائم على العقلانیة واستنتاجه المرافق الخاص بالإلحاد الواقعیة، العقلانیة، فإن منظورا یربط إفناء البشریة مع بركاتٍ مطمئنة یبرهن على فِیتشِیة مزعجة ومقابریة مشؤومة وإنه لَسببٌ رئیسيٌّ لكون الملحدین لا یرتاحون للاعتقاد الدیني إن شخصًا یتوقع إیجاد فردوسٍ عند الموت یمكن أن یقترب على نحو خطیر من تمني لو أن هذه الحیاة قد انتهت، وبدون حمل الأمتعة البالیة المرافقة للاعتقاد الدیني، فإن المنخرطین في التفكیر القائم على العقلانیة لا یفهمون مثل هذه التولیفة من الحوافز ص139
الرجل هنا يتكلم عن الملحدين وكأنهم كلهم سعداء فى حياتهم ويعيشون كلهم فى سعادة مع أن منهم من لا يجد قوت يومه ومنهم من فى سجون الحكام ويتعرض للتعذيب وبالطبع الملحد فى العديد من الحالات كالعذاب يتمنى التخلص من حياته كما أن الكثير منهم من فرط سعادتهم ينتحرون وبالقطع القطيع الملحد كأى قطيع أخر فيه وفيه وما يجرى فى أى قطيع يجرى عليهم فهم ليسوا استثناء
قال كريستوفر:
"إنه لهامٌّ أن نفهم أن نظریات الانفجار العظیم والنشوء الذاتي والتطور هي نماذج مستقلة كلٌّ من هذه الأفكار جزءٌ مختلف من صورة مركَّبة أكبر، وبینما تتعاون معًا في قصةٍ عن الكون والبشر والكائنات الحیة، فإن كلا منها تقوم على نحو مستقل على محتویاتها وسماتها وفرضیاتها وكما وُضِّحَ، فإن نظریة التطور لا تفسِّر نشأة الحیاة، بل هي تفترض تسلِّم كمسلَّمة وجود الحیاة، وتصف كیف تصیر الحیاة متنوعة في أشكالها وأنواعها والنشوء الذاتيّ لا یفسر نشأة الكون، بل هو یفسر كیف أمكن أن تبدأ الحیاة في كونٍ وُجِد من قبلُ یا تقدم الفیزیاء معظم طریقة الفهم للانفجار العظیم، بینما الكیمیاء هل الأساس الرئیسي لنظریة النشوء فعلیا، فإنها تمثل تفسیرَ العلمِ الحاليَّ لحقیقة الإنسان الذاتي، وقد فسر البیولوجي علمُ الأحیاءِ التطورَ بجمعها سويا والكائنات وعالمهم وكیف جاؤوا إلى الوجود إن القصة لیست مثالیة ولا مكتملة، لكن الذكاء الذي تعلم به البشر تمكین حواسه على نحو فعّال عبر هوة سحیقة مذهلة من الزمن بتتبع أنماط السببیة في الطبیعة رجوعًا إلى الخلف لا یمثل ما هو أقل من معجزة للتفكیر والذكاء ص139و140
ما زال الرجل يتحدث عن أمور وهى بدايات الحياة وتطورها وكيفية استمرارها لا يمكن أن تدركها الحواس الخمس وهى أمور ينفيها المنهج العلمى لعدم المعاصرة والمشاهدة كأنها حقائق وهو يعترف بذلك غير متحرج فيقول " إن القصة لیست مثالیة ولا مكتملة" ومع أن القصة وهى ليست قصة بل تخيل ليست تامى وليست خالية من العيوب فإنه يقبلها ولا يقبل الاعتقاد الذى يسميه الدينى مع انه كما يقول به عيوب وخلل وهذا الكلام منه هو تناقض منهجى فإما أن تقبل الاثنين أو ترفض الاثنين
قال كريستوفر:
"عش حیاةً صالحةً لو أن هناك آلهة وهم عادلون، فلن یهتموا بمدى التكرس الذي كنت علیه، بل سیرحبون بك بناءً على القیم التي عشت وفقًا لها أما لو كان هناك آلهة لكنهم غیر عادلون فلا ینبغي أن تعبدهم أما لو لم یكن هناك آلهة فسوف تمضي، لكنك ستكون قد عشتَ حیاةً نبیلة والتي ستعیش في ذكریات محبیك ماركُس أُورِلْیَس امبراطور یوناني عادل ملحد رواقي مشهور بكتابه التأملات بعدما أسسنا إطارا مفاهيميا جدیدًا للواقع الموضوعي ومكان الشخص في المدى الواسع، فإن الخطوة التالیة هي تقریب الصورة إلى مجال الاهتمام التالي ذي العلاقة، أيْ: مكان الشخص فیما یتعلق بالمجتمع، والذي سنفهمه بالنقاشات والبحوث عن مفهومي الأخلاق والعدل عبر تاریخ الإنسانیة، استهلك الفلاسفة محیطاتٍ من الحبر على موضوع الأخلاق، ولا یزال النقاش والبحث یتطور في العصر الحاليّ في الواقع، لن یوجد نهایة له أبدًا طالما وُجِدَ البشرُ بغض النظر عن ذلك، فإن تناولًا ومعالجة شاملة لكل الآراء الفلسفیة حول الأخلاق غیر ضروریة لتقدیم وجهات نظر عملیة محتاج إلیها لبناء هویة الشخص إن أطروحة مكان الشخص فیما یتعلق بالمجتمع المقدمة هنا بالارتباط مع الأخلاق ستشبه عملیة إنشاء نظام تشریعي قانوني حیث أن المفاهیم ذوات آلیة مشابهة لأسباب مشابهة بصیاغة معیار أخلاقي واستعراض آلیات تعزیزه وتحدید كیفیة تقییم ما إذا كان شخصٌ قد نفّذه واحترمه، فإن مكان الشخص في المجتمع سیصبح واضحًا من منظورٍ تشریعي وتنفیذي وقضائي ورغم أنني سأستعمل قالب النظام القانوني كنموذج تنظیميّ للنقاش، فتذكر أن ما هو قانوني لیس دائما أخلاقيا والعكس صحيح إن القانون والأخلاق العلمانیین متشابهان، لكنهما لیسا متطابقان ص140
نلاحظ هنا أن الرجل يتحدث عن ضرورة وجود قيم يعيش بها المرء وهو قوله" بل سیرحبون بك بناءً على القیم التي عشت وفقًا لها"ومع هذا ينكر وجود قيم متفق عليها فيقول مناقضا نفسه " استهلك الفلاسفة محیطاتٍ من الحبر على موضوع الأخلاق، ولا یزال النقاش والبحث یتطور في العصر الحاليّ في الواقع، لن یوجد نهایة له أبدًا طالما وُجِدَ البشرُ"
والرجل فى الفقرة يقوم بما قام به مخترعو الأديان وهو عملیة إنشاء نظام تشریعي قانوني وهو ما يعيدنا لنقطة الصفر من جديد وهو أن الإلحاد ليس سوى دين أخر يقنن الحلال والحرام وهو ما أمر به فى بداية الفقرة"عش حياة صالحة" وهو يناقض ما طالب به فى الفقرة التالية وهو العيش بلا قواعد أى أحكام:
"مع هجر الاعتقاد الدیني، لا یحتاج المرء إلى العیش بقواعد مطلقة، والتي هي ترقیة كبیرة على إنسانیته ص141
قال كريستوفر:
"عامل الآخرین كما سترید أنتَ أن تُعامَل، ولا تعامل الآخرین بما لن ترید أن تُعامَل به" یُعرَف على نحوٍ أشهرَ بالقاعدة الذهبیة، لقد أعید تسمیتها هنا لأنها لیست في الحقیقة قاعدةً، بل هو معیارٌ المعیار الذهبيّ له الجاذبیة المزدوجة لكونه یقدم مدى واسع من قابلیة التطبیق والاستعمال على حالات لا حصر لها من الأخلاق المتوقفة على المواقف، بینما في نفس الوقت ینشئ قیمًا أخلاقیة ذات قابلیة للاستعمال وملاءمة عامة إن فاعلیتها الواضحة البسیطة تنشأ من ربط مصلحة المرء الشخصیة مع مصلحة الآخرین كأساسٍ لاتخاذ القرار الأخلاقي باستعمال التقمص العاطفي الشعور بالآخرین عن طریق نفسه ومشقاته وآلامه ومسراته فإن المعیار یبني كامل أساسه على مصلحة الشخص الأنانیة ثم یطهر تلك الأنانیة بتحویلها إلى تقمص عاطفي لیوجَّه نحو الآخرین خارجیا، وهي وسیلة ذكیة لتهذیب الجوانب الأقسى من الطبیعة البشریة كلما رأى المرءُ نفسَه في الآخرین أو رأى الآخرین كامتدادٍ له كان أرجح أن یمارس اتخاذ قرارات أخلاقیة إیجابیة فیما یتعلق بهم ص142
الرجل يبدو أنه وجد ضالته الأخلاقية وهى المعيار الذهبى وهو قوله عامل الآخرین كما سترید أنتَ أن تُعامَل، ولا تعامل الآخرین بما لن ترید أن تُعامَل به" وبالقطع المقولة ليست معيارا وليست صحيحة فمثلا أنا قد أريد أن يعاملنى الذكور والإناث بأن يتركوا لى أجسامهم أفعل بها ما يحلو لى من شهوة ومع هذا فبعض الأخرين قد لا يرغبون فى ذلك ومثلا قد أريد شتم الأخرين كنوع من الضحك ومع هذا قد لا يرغب الكثيرون فى ذلك لأنهم يرونه نوع من عدم الاحترام
إذا ليست تلك قاعدة ذهبية بل هى تخلق الكثير من المتاعب لعدم وجود اتفاق بين الناس على ما يريدون وما يرغبون وهو ما سبق أن اعترف به الرجل فى قوله " استهلك الفلاسفة محیطاتٍ من الحبر على موضوع الأخلاق، ولا یزال النقاش والبحث یتطور في العصر الحاليّ في الواقع، لن یوجد نهایة له أبدًا طالما وُجِدَ البشرُ"ص140
ويعود الرجل فى الفقرة التالية فيبين أن المعيار الذهبى يجر للتناقض فى القيم الأخلاقية من خلال ذكره لما يلى:
أما عن مسألة إنشاء قیم أخلاقیة محددة عن طریق المعیار الذهبيّ، فتفكر في بعض الأمثلة بالنسبة لي، فإنه یشجع على السلوك الخیري الإحساني والحمایة الشائعة للضعفاء إن فكر المرء في الأوقات التي كان فیها یعاني نقصًا في الموارد والأصدقاء، فإنه یقدر بعمق وشدة ویحب من وقفوا معه وساعدوه على استعادة تماسكهم إن الشخص الراغب في المساعدة والتعاطف معه، ومن خلال المعیار الذهبي وتضمینه الفلسفي فإنه الشخص یُظهِر ذلك المستوى من الاحترام والتعاطف للآخرین في فعلٍ یستحق الثناء والمدیح، متأصِّلًا فيه ونابعًا من التقمص العاطفي الخاص بالمرء لأجل مأزق الآخر على النقیض وبحریة الاختیار، یمكن للمرء عوضًا عن ذلك أن یستغل على نحوٍ انتهازيٍّ أفضل أفعال وعواطف رفیقه الإنسان عندما یكون هو في أضعف مواقفه وأكثرها قابلیة للانجراح، وإن للمعیار الذهبي احتقار معتاد لاتخاذ قرارات مثل تلك ما كان المرءُ لیرید أن یُستغَل إلى أقصى حدٍّ، وإن إدانة مثل تلك النزوات والحوافز هو قرار سهل من منظور أخلاقيٍّ، لا یوجد ما یستحق الاحترام فیمن يهجرون ویتخلون عن أو یستغلون رفاقهم البشر عندما یحتاجونهم إلى أقصى حد أو یكونون بدون ملجإٍ للدفاع عن أنفسهم ص143
قال كريستوفر:
قیمةٌ أخرى یتضمنها المعیار الأخلاقي هي ترك الناس في شؤونهم طالما أن سلوكیاتهم لا تؤدي إلى أذى الآخرین بعبارة أخرى، فإن تجلي المعیار في هذه القیمة یتضمن ضمان والتسلیم بخصوصیة الآخرین من خلال لا مبالاة عامة بالسلوكیات التي لا تخصهم الآخرین الناظرین لأفعالهم مؤیَّد مواتٍ فباعتبار كل شيء، یوجد شيءٌ ما في حیاة كل أحدٍ سیكون مضایقًا لأحدٍ آخر لكن كون الشخص متضایقًا مستاءً لا یعطیه الحق الأخلاقيّ في التدخل في أو الاعتراض على سلوكه الشخص الآخر أما بالنسبة للكلمة المستعمل على نحو معتاد، وهي "الاستیاء" أو الشعور بالإهانة أو المضایقة، فهي مسألة ذوق شخصيّ، تُوظَّف عندما تُعارَض أحاسیس المرء بما لا یوافقها ویناقضها، وإن اعتباطیتها وتحكمیتها لا نهائیة ص143
الرجل هنا يطالب كل واحد بعدم التدخل أو الاعتراض على سلوك الأخرين وهو أمر خاطىء فمعنى هذا أن نترك مثلا الرضيع يلعب فى برازه يأكله او يلوث به الأرض أو غيرها ومثلا نترك من يريد الانتحار ينتحر لأنه لا يؤذينا نحن بل يؤذى نفسه ومثلا نترك الأعمى يسير على غير هدى فيصطدم بشىء يجرحه أو يميته أو نترك المجنون يخبط رأسه فى الجدار أو نترك من يريد التحرش يتحرش ما دام التحرش بعيدا عنا
عدم التدخل أو الاعتراض على سلوك الأخرين ما داموا لا يؤذوننا ليس معيارا أخلاقيا صحيحا فهو يجلب المشاكل للكل فينبغى أن يكون هناك أحكام تحدد متى نتدخل ومتى لا نتدخل
قال كريستوفر:
كمثال أخیر، فإن المعیار الذهبي هو مصدر إحساس البشر بالنفاق فالقیم والأحكام التي یعتبرها الشخص مناسبة للتطبیق على قرارات الآخرین ینبغي أن تنطبق على نحو مساوٍ مماثل على الشخص الذي یوظفها، وإن لم یتم ذلك فیجب أن یكون هناك سبب منطقي قويّ للاختلاف والتباین وبالتالي، فإن المعیار الذهبي یتضمن بالضرورة إحساسًا ومفهومًا للمساواة والتعامل المنصف بین كل البشر أما إن یرغب شخصٌ من الآخرین توفیق سلوكیاتهم مع معیار أعلى مما سیطبقه على نفسه، فإن نفاقه یكون واضحًا حینذاك، لا یحتاج الناس إلى تفكیر واعٍ نشط للشعور بأن مثل ذلك التفضیل للذات منفِّر كریه وعلامة على شخصیة انتهازیة ذات نسیج وبنیة أخلاقیة مشكوك فیها أما فیما یتعلق بالاحتكار الذي تدعیه الأدیان لموضوع الأخلاق، فإن ألعن جانبٍ لادعائها هو أن مراعاة والتزام الشخص الدیني بالمعیار الذهبيّ كثیرا ما یعمل كفعل لا إرادي تلقائي یعلم الشخص عندما یسيء إلى أحدٍ بغض النظر عن اعترافه الحقیقيّ بهذه الحقیقة، وأن لا یؤمن بأن هناك إلهًا یراقب لا یؤدي إلى أي اختلافٍ بأي حالٍ لشعوره بلا أخلاقیة أو أخلاقیة القرار والفعل لأن المعیار الذهبي وقیمه لا تتأصل في ولا تنبع من التهدیدات الدینیة المنسوبة لإله أو قانون غیبيّ في حال البودیة بمعظم مذاهبه بل على النقیض، ص144
الرجل يدعى أن الأديان تحتكر موضوع الأخلاق بقوله" أما فیما یتعلق بالاحتكار الذي تدعیه الأدیان لموضوع الأخلاق، فإن ألعن جانبٍ لادعائها"وهو بهذا رجل مناقض لنفسه حيث يدعى هنا أن المعيار الذهبى هو المعيار المناسب للأخلاق ولو كان هو لا يدعى الاحتكار ما جعل المعيار ذهبيا ولقال بوجود معايير متعددة متنوعة كلها صحيحة
ورغم ما قاله عن المعيار الذهبى فإنه يعتبره غير مثالى فاشل فى الفقرة التالية:
"وبالرغم من كل القیمة والفائدة الهائلتین اللتین یقدمهما المعیار الذهبي فإنه مع ذلك غیر مثاليّ، فهو یفشل عندما یجد شخصٌ ما نفسَه في موقفِ ضرورةٍ حیث یكون هو أو غیره في خطر شخصي كبیر في مثل تلك اللحظات، فسیجد أن المعیار لا یسمح أخلاق بالأفعال التي قد یشعر بأن علیه القیام بها إن القرارات الأخلاقیة هي توظیفٌ لمستوى وحدود الفرصة للسلوك المحترم اللائق التي یقدمها العالَم لشخصٍ ما،ولذلك فإن الأخلاق یمكن أن تكون رفاهیةً أحیانًا إن الرجل المتضور جوعًا وفي مسغبةٍ لن یمیل إلى مراعاة أحاسیس شخص أغنى؛ إنه یحتاج ببساطة لأكل ما یقدر على الحصول علیه، حتى لو كان علیه سرقته لا یمكن أن یُتوقَّع أخلاقيا من شخصٍ أن یمتنع عن الحاجات الأساسیة لبقائه حيا لكي یحترم معیارا أخلاقیا سیقتله للالتزام به هذا لا یعني أن الشخص الذي تصرف لحمایة حیاته الخاصة به في مواقف كهذه لم یقم بقرار غیر أخلاقي لأنه قد فعل رغم ذلك، فإن لا أخلاقیته في تلك اللحظة معذورة ومُقالة على نحو ممكن بسبب الضرورة التي وجد نفسه فیها، وخصوصًا لو اعتُبِر غیر ملومٍ في كونه في تلك الضرورة في المقام الأول ص145
فى الفقرة السابقة تحدث الرجل عن أن ضرورة الجوع تبيح السرقة وفى الفقرة التالية أباح للأب الذى لا يجد مالا لشراء الدواء لابنه أن يسرق الصيدلية ليعالج ولده وهو قوله:
تصور شخصًا مُعدَمًا فقيرا لا یملك ما یكفي لتزوید طفله السقیم بأدویة مهمة. عند إدراكه بأن الطفل في ألم رهیب لا یلین والذي سیصیر أسوأ إن لا یمكنه تدبر الأدویة الضروریة، فإنه یدخل صیدلیةً مع مسدس ویسرق من العاملین الأدویة التي یحتاجها ابنه ولا شيء أكثر بینما تشكل قراراته انتهاكًا للمعیار الذهبيّ، فسیجدها كثیرون على الأرجح معذورة لقد أدرك بعقلانیة الخطر الكبیر على طفله وكان غیر قادر ماليا على شراء الشيء الذي سیخففه، ولذا فقد اتخذ خطواتٍ لإنجاز ضرورته الأخلاقیة مع تقلیل الإضرار بالآخرین إلى أدنى حدٍّ وعلى نحو هام لأجل الأغراض الأخلاقیة، فهو لم یسمح لإغراء المكسب المحتمَل لخرقه الأخلاقي بأن یجعله خرقه یمتد على نحوٍ مواتٍ إلى ما هو أبعد مما حفَّزه في الأول، تحدیدً: تدبیر الأدویة الهامة الضروریة أما إن قاده اتخاذه لذلك القرار إلى الشعور فجأةً بأنه مخوَّل بسرقة أشیاء أخرى من الصیدلیة والتي لم تحفّز ضرورته واضطراره الأخلاقي، فإن تلك القرارات لن یكون لدیها أعذار مقبولة ساریة وستخضع للتطبیق العاديّ للمعیار الذهبيّ في مواقف كهذه، فإن القواعد الأخلاقیة المطلقة الخاصة بالأدیان لدیها مشاكل كبیرة في العثور على تطبیق معقول لأن قیمتین مهمتین قد صارتا في صدام مباشر أحدهما مع الأخرى هناك قیمة تقول بأن الأب ینبغي أن یوفر ما یحتاجه طفله ویحمیه، لكن هناك قیمة أخرى تأمر بعدم سرقة شخصٍ ما من الآخرین لأجل الأغراض العملیة، فإن الشخص في هذا الموقف سیقوم بعمل قراره بناءً على اختیار أقل الشرین، كما وُصِف في السیناریو الافتراضي، ویعمل التعاطف الاجتماعيّ عى تقلیل العواقب الأخلاقیة الخاصة بالخرق الذي حدث رغم ذلك ص146
الرجل هنا يتحدث عن حالات الاضطرار وأنها تبيح للناس ارتكاب بعض الذنوب للحفاظ على حياتهم أو حياة غيرهم دون أن يعاقبوا على على تلك الذنوب لأن الله يغفرها بدون طلب من مرتكبها والرجل لم يأت بشىء جديد فهذا أمر معروف فى الكثير من الأديان ففى الإسلام أبيح الكل من الحيوانات الميتة ومن الخنازير والدم التى هى محرمة ومن الآيات الخاصة بالاضطرار فى الأكل عند الجوع المهلك :
"إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم "
"فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم"
"قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم"
وهذه حالة خاصة ولكن الله وضع حكم عام وهو أن الأخطاء غير المتعمدة بسبب الجهل او الاضطرار مغفورة فقال :
"وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما"
ومن ثم فكل الذنوب الاضطرارية وكل الذنوب التى ترتكب دون علم مغفورة دون أن يطلب من فاعلها الاستغفار
وحتى فى النصرانية ضرب يسوع مثلا على وجوب مخالفة الحكم بالعمل فى السبت لاحياء نفس فقال فى سفر لوقا:
" وَفِي السَّبْتِ الثَّانِي بَعْدَ الأَوَّلِ اجْتَازَ بَيْنَ الزُّرُوعِ. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ.
2 فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: «لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السُّبُوتِ؟»
3 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هذَا الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ، حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ؟
4 كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَخَذَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ، وَأَعْطَى الَّذِينَ مَعَهُ أَيْضًا، الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ»
5 وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضًا».
6 وَفِي سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ الْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ الْيُمْنَى يَابِسَةٌ،
7 وَكَانَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُرَاقِبُونَهُ هَلْ يَشْفِي فِي السَّبْتِ، لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ شِكَايَةً.
8 أَمَّا هُوَ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: «قُمْ وَقِفْ فِي الْوَسْطِ». فَقَامَ وَوَقَفَ.
9 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَسْأَلُكُمْ شَيْئًا: هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلاَكُهَا؟».
10 ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَفَعَلَ هكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى.
وفى سفر متى ورد التالى:
ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى مَجْمَعِهِمْ،
10 وَإِذَا إِنْسَانٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ، فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «هَلْ يَحِلُّ الإِبْرَاءُ فِي السُّبُوتِ؟» لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ.
11 فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِنْ سَقَطَ هذَا فِي السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ، أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟
12 فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذًا يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ!»
13 ثُمَّ قَالَ لِلإِنْسَانِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا. فَعَادَتْ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى."
قال كريستوفر:
"الأخلاق هي المفهوم الذي یقیس به الناسُ وجودَ العدلِ في التفاعلات الإنسانیة، وخصوصًا في المجموعات مثل المجتمعات لا یمكن أن یوجد عدلٌ بدون وجود أوزان لوضعها في موازینه، وإن الأحكام بالأخلاقیة أو اللاأخلاقیة هن یتوقفن على هؤلاء الأوزان فقط الأخلاق هي المفهوم الذي یستعمله المرءُ للحكم على مدى استحقاقیة قرارات شخص آخر للمدیح أو الإدانة فیما یتعلق به وبالأطراف ذوي الصلة بالموقف، وإن قیمها تتغیر بتغیر الأفراد وظروفهم والمجتمع إن الاعتقاد بالفكرة الخیالیة القائلة بأن القیم الأخلاقیة جامدة ولیست في الحقیقة أكثر القرارات خیریة أو دنسًا وشرا عمومًا فكرة مخادعة كاذبة بل ووحشیة حقا عندما یكون لها تأثير اقناع شخص ص147 ما بالتوقف عن الشفقة والرحمة لأنه یرفض أن یأخذ في اعتباره أي اعتبارات خاصة بالمواقف. الأخلاق تتحسن وتتدهور، وعندما تفعل هذا أو ذاك فإن هذا بسبب كون التعاطف والتقمص العاطفي العام لمجتمعٍ ما یتقلَّب على نحوٍ مماثل ص148
الخطأ أن القيم تتغیر بتغیر الأفراد وظروفهم والمجتمع والحق القيم لا تتغير على مر الزمان فهى واحدة فالمفروض أنها تنتقل من الآباء للذرية وتظل تنتقل بهذه الطريقة وتغيرها يناقض المعيار الذهبى والمساندات له فى حالات الاضطرار
لو تغيرت القيم فماذا تكون البشرية الملحدة قد فعلت إلا أنها ورثت الأديان الأخرى فى اختلافها ومن ثم عدنا لنقطة الصفر من جديد ومن ثم فالإلحاد وهو دين فعل ما فعلته الأديان عندما اختلفت وهو ما عابه الرجل من قبل على الأديان
قال كريستوفر:
إن قیمة محددة أخرى یتضمنها المعیار الذهبي والتي تستحق دراستها قبل تحویل الانتباه عن مصطلحات المعیار الأخلاقي إلى آلیات تعزیزه، ألا وهي المغفرة لا یمكن أن یتصرف الناس دائمًا على نحوٍ سلیم، وفي بعض الأحیان تكون هذه الأخطاء فاضحة فظیعة كل شخص له جانب من تاریخ حیاته والذي یندم على كیفیة معاملته فیه شخصًا ما، وهو أمر لا یمكن تجنبه البشر یمكن أن یكونوا أحیانًا أنانیین ولا مبالین على نحو بشع بمشاعر الآخرین رغم ذلك، فإن المعیار الأخلاقي یراعي ویحسب حساب قیمة الصفح والمغفرة، وإن من یخطئون ویسیئون إلى الآخرین ثم یعتذرون بإخلاص بمحاولة تصحیح الضرر الذي قد فعلوه یستحقون الغفران ربما لن یحمي منح مثل ذلك الغفرانُ الشخصَ أحیانًا من السجن البدني أو عذابات ضمیره الشخصي، لكن في حال الإظهار الصحیح الملائم لتأنیب الضمیر الصادق، یمكنه وینبغي أن یتلقى التعاطف والشفقة من الشخص الذي قد أساء هو إلیه بقیامه بالقرار والفعل یعني ممن یحتاجه منه أكثر من أي أحد فباعتبار كل شيء،سیرغب أي شخصٍ في حال ارتكابه لخطإ وإساءة مثل هذه المغفرة له ص148
الرجل هنا يستدعى من الأديان قيمة أخرى أخلاقية وهى الاعتذار من المخطىء وطلبه الغفران ممن أساء إليه وهو بهذا يعود للدين فهذه القيمة ليست اختراعا إنسانيا وإنما اختراع دينى وبذلك فالرجل يلف ويدور لعمل أخلاق وفى النهاية يأخذ القيم من الشىء الذى سبق أن رفضه وهو الأديان
قال كريستوفر:
فإن الضمیر هو الحارس النهائي لهویة المرء، وإن سیطرته تقدم تأثيرا مضاعِفًا للاهتمام بإرضاء الآخرین أما باستخدام ورقة رابحة وسیلة هیمنة عبارة عن إلهٍ للهیمنة على كل آلیات التعزیز الأخلاقي الأخرى والدوائر ذات الصلة الخاصة بالانتماء الإنساني، فإن الاعتقاد الدیني لا یقوم سوى بتقویض كل هذه الطبقات من الحمایةص155
الرجل هنا يتحدث عن الضمير وهو شىء لا يمكن إدراكه بالحواس الخمس شىء خفى ومع هذا يؤمن به وينكر الروح والله والغيبيات وكلها اشياء خفية مثلها مثل الضمير فإما أن ينكر وجوده ووجودهم وإما يصدق بوجود الكل
قال كريستوفر:
"مفترضین هذا التسلسل من الأحداث، فإن المعیار أعلاه سیقترح أن أفعال أَنْجِلا كانت غیر أخلاقیة حیث أنها لم تؤَّدِ في الحقیقة إلى نتائج إیجابیة نهائیة في الواقع، بل أدت أفعال أنجلا إلى ضرر إضافي رهیب لسامي ما كان لیحدث لولا تدخلها إلا أن الاقتراح بأن أفعال أنجلا لا تستحق الإطراء یتعارض مع ویسيء إلى الأحاسیس البشریة فإن أفعالها تبلغ حد البطولة في مخاطرتها بنفسها لإنقاذ سامي بالتالي، ما هو المتناقض المتنافر بین المحاولة الأولى لتحدید معیارٍ للعدل الأخلاقي وشعور المرء الغریزيّ بالعدالة والإنصاف في تقییم مسؤولیة الشخص؟ تنشأ المشكلة من استعمال المعیار للنتائج الفعلیة الناتجة عن قرار أنجلا بدلًا مما قد قصدت فعلَه عندما یقوم شخص باتخاذ قرار ؟ أَمَا یقصد الشخصُ فعلَه أم ما یحدث وینتج فعل ما الذي یجعل فعلًا أخلاقيا قیام بفعل فإنه لن یكون لدیه معرفة تامة بالظروف التي سیفعل ویتصرف فیها وفي سیاق السیناریو الافتراضي السابق، أنجلا لم یمكنها أن تعرف ما إذا كانت السیارة لن تنفجر أو أن إنقاذ سامي سیسبب مثل هذا إن حقائق الأمور التي لم یمكنه معرفتها في وقت قیامه بقراره الضرر الهائل إن اعتبار المرء مسؤولًا أخلاقيا وفعله یبدو غیر عادل وحتى لو كان یعرف، فإن الشخص لیس متحكمًا في كل جانب مما یحدث عندماص156
یتصرف. فلماذا سیُعتبَر جانب لاحق من الحَدَث، حدث كون سامي كان عالقًا في السیارة، على أنه عامل في تقریر ما إذا كانت قد قامــــت بقرار أخلاقي في اللحظة التي هرعت فیها لإنقاذه؟! ففي الوقت الذي قامت فیه
بقرارها لم تكن تعلم سوى أنه كان في خطر، وقد شعرت بأنها كانت تخاطر بنفسها لصالحه بالركض إلیه.القرار الأخلاقي هو القرار الذي یُقْصَد به التسبب في نتائج إیجابیة نهائیة، قیاسًا مع مع اعتبار كل نتائجه الفعلیة الآن، تفكر في سیناریو آخر یمر عليٌّ برجل مشرَّد بلا منزل، یُدعى زیدًا، كلَّ یومٍ في طریق سیره إلى عمله وفي أحد الأیام الباردة على نحو استثنائي یرى عليٌّ أن زیدًا لا یبدو بخیر ویسأله علي إن كان یمكن أن یشتري له إفطارا ساخنًا لتهدئة البرد والقشعریرة، فیوافق زیدٌ وشرع زیدٌ بامتنانٍ یرتشف القهوة ویجرش ویتمطَّق یحدث أصواتًا أثناء تناوله الطعام إفطاره بعد شرب عدة أكواب من القهوة لتدفئته، أمسك زیدٌ بصدره ثم مال ساقطًا على الطاولة لاحقًا، قرر الأطباء أن الزمن الذي قضاه زید في الشارع خلال السنوات قد كان له ضرر وضریبة على جسده وأنه عانى من ضغط دم عالٍ غیر معالَج من بین عدة اعتلالات مزمنة أخرى بشربه عدة أكواب من القهوة سریعًا متتالیًا فإن ضغط دمه ارتفع إلى درجة تعرضه لأزمة قلبیة شدیدة حادة فمات عندما حُكِم علیه بالمعیار الحالي یبدو ظاهریًا أخلاقيا وخیّرِاً ، فإن سلوكَ عليٍّ لم یتلقى حكمًا إیجاب بینما وفقًا لصیغته الحالیة، یتطلب معیار العدل الأخلاقي أنه ینبغي أن یُؤخَذ في الحسبان كل النتائج الناتجة عن قرار عليٍّ بالتصرف عند تقییم أخلاقیة سلوكه، لكن أینبغي أن یكون هذا جزءً من التقییم الأخلاقي؟ لإضافة منظورص157 آخر للظلم الاعتباطي التحكمیة الخاص بالمعیار فیما یتعلق بتقییم مسؤولیة المرء الشخصیة، تصور أن زیدًا لم يمت فى المطعم وغادر بل بدلًا من ذلك شكر علیا وحالما خرج من المطعم تعثر زیدٌ في صدعٍ في الرصیف ، ما كان زید سیمشي في ذلك الاتجاه في ذلك الوقت فسقط عنه إلى الشارع حیث قتلته سیارةٌ قادمة فلولا قرار عليٍّ بأخذه معه للأكل، وزلَّة زید التي أدت إلى موته الآن تؤخَذ في الاعتبار عند تقییم سلوك عليٍّ بالمصطلحات واللغة القانونیة، سیقول المرء أن قرار علي بأخذ زید للأكل كان سببًا من الناحیة الواقعیة الفعلیة لموته في كلا الحالتین، لكن لم یكن السبب المباشر الأدنى إن سبب كون فعل عليٍّ لن یكون سببًا مباشرا لموت زید هو لأجل مفهوم إمكانیة التوقع ص158
و قال كريستوفر:
"إن أول محاولتین لصیاغة المعیار كانت إحداهما قائمة على النتیجة والأخرى مركزة على الخارج، والآن أصبح قائمًا على الدافع ومركزا في الداخل فبعد إضافة مفهومي القصد وقابلیة التوقع فهذه لیست مفاجأة، لكنه یلفت الانتباه إلى نقطة هامة بصدد الأحكام الأخلاقیة: النتائج الواقعیة لاتخاذ المرء لقرارٍ ما لیست ذات علاقة إلى حدٍّ كبیر الأخلاق هي مقیاس لمدى استحقاقیة الثناء أو الذم الخاصة برغبات وقرارات الفرد المتخَذة فیما یتعلق بالآخرین، ولیس بالضرورة البراعة التي ینفذها بها في العالم الخارجيّ ص158 و قال كريستوفر:
تخیل أن سلیمًا هو أبٌ یخطط لعبةً لأطفاله یُسمِّیها البحث عن الكنز لبدء اللعبة، أعطى سلیمٌ أطفالَه الصغار إشارة ودلالة تقودهم إلى موضع سیجدون به دلالة أخرى، والذي یقودهم بدوره إلى موقع آخر حتى یعثرون آخر الأمر على الكنز إن أطفاله یحبون لعب هذه اللعبة وهي تأخذ من سلیم وقتًا طویلًا لتصمیمها ولافتقاده أماكن تحت صخرة في وسط شارع طریق سریع بقرب منزلهم وبینما ذهب التخبئة، وضع سلیمٌ دلالة مفتاحًا إرشاد أطفاله للعثور على ذلك المفتاح الإرشاديّ، تسابقوا في حماسٍ وإثارة عابرین الشارع بدون أن ینظروا، مما تسبب في جعل سائق یحید لیتجنبَ صدمهم فتعرض السائق لحادثٍ أدى إلى إصابته بجرح خطِر ومع على العموم فإن سلیمًا أبٌ صالح لتكریسه الكثیر من الوقت لشغل أطفاله بالعمل سويا في نشاطٍ ممتع ذلك فبتخبئة مفتاح إرشادي في منطقة كثیرة حركة سیر السیارات كهذه، فإن سلیمًا قد قام بقرار وحكم رديء للغایة ولم یراعِ أو فشل في فهم بعض الأخطار المتوقعة على نحو معقول لكلٍّ من أطفاله وسائقي السیارات وأفسده بفشله في مراعاة المعقولیة الموضوعیة بعبارة أخرى، فإنه قد اتخذ قراراً أخلاقيا ذاتيا داخليا فإذن سیكون المعیار الأخلاقي كالتالي
القرار الأخلاقيّ هو القرار العقلاني والمقصود به في الحقیقة التسبب في نتائج إیجابیة نهائیة، مع مراعاة نتائج القرار المتوقعة في الحقیقة وكذلك أي نتائج أخرى ینبغي توقعها على نحو معقول عما إذا یكون فعلٌ أخلاق في العموم، لا یحتاج الناس تفكراً نظريا لكي یكون لدیهم حس بدیهيّ سلیم تقریبًا رغم ذلك، فإن الشمولیة والمفاهیم المطلقة التي تروِّج لها الأدیان تبسیطیة للغایة ومحرومة من أي دقة فیما یتعلق بتقییم قرارات المرء الأخلاقیة والتي تترك الناس الدینیین للقیام بالكثیر من العمل المتطلَّب عندما یتعلق الأمر بمراعاة ظروف الموقف الأخلاقي اتخاذ وجهة نظر إطلاقیة شمولیة عن الأخلاق یعني عدم إعطاء تعقید أبدًاص160
فى الفقرات الطويلة السابقة يحاول الرجل الوصول لحل لمشكلة الأفعال المقصود منها الخير والتى تؤدى لشر وهى مشكلة محلولة فى قوله تعالى " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما " فمن قصد خيرا وتحول فعله الذى قصد منه الخير إلى أذى للغير مغفور لا عقاب عليه فالله يعاقب على النية وليس على الفعل
و قال كريستوفر:
وفیما یتعلق بالقرارات المتخذة المستحقة المدیحَ، فإن الأسرة والأصدقاء والمجتمع قادرون ومُمكَّنون من تقدیم مكافآت لا یستطیع القانون العلماني المدني ببساطة تقدیمها وبقدر ما یكون نبذ الجماعة كریهًا عندما تكون هذه المجموعات معنیة، فإن المدیح والحب النابع منها مرغوب فیه بشدة، وسواءً أكان تجنب العار أو الحصول على الاحترام منهم هو ما یحفِّز اتخاذ الفرد للقرار الأخلاقي، فإن القوة والسلطان الذي لها الجماعات على الشخص هائل ص163
الرجل يقول أن مدح الجماعة يحفز الفرد على اتخاذ القرار الأخلاقى أكثر من القانون وهو كلام ليس صحيح دوما فإن بعض البشر لا يهمهم المدح ولا المكانة التى تعطيها الجماعة له فهو يعمل الخير رحمة للبشر أو رغبة فى ثواب الله أو حتى الآلهة المزعومة وهو ما جعله أعلى المستويات الأخلاقية فى قوله:
"یُفترَض أن أعلى مستوى من الأخلاقیات هو الذي یولِّد اتخاذ القرارات الأخلاقیة بدون توقع الشخص ملاحظة أي أحد لها حیث أن السلوك قد تولَّد بدون أي قدرات رقابیة لأيٍّ من آلیات الإلزام الأخلاقي الأخرى سواء على المكافأة أو المعاقبة كمثال، فإن التبرعات الخیریة كثیرا ما تعطي المتبرعَ معاملة ضریبیة تفضیلیة طالما أنه یُظهر الأدلة أن قد تبرع وأسهم هكذا أما بالنسبة إلى الشخص الذي یعطي الإحسانَ بدون التعریف باسمه بحیث لا یمكن لشخص أو هیئة اكتشاف من تبرع، فإن المكافأة الوحیدة ستكون داخلیة ذاتیة للأسف، فهذه طبیعة الأخلاق والعدالة؛ إن بعض القرارات الأفعال المتخَذة التي تستحق أعلى مستوى من المكافأة لا تُلاحَظ بطریقة بحیث تتجنب الإطراء الخارجيّ من آلیات الإلزام والتعزیز الأخلاقي الأخرى أبدًا لأنها قد قیم بها قصدص164
و قال كريستوفر:
تقریبًا كل شخص في العالم یشترك في مجتمعٍ والذي لا یهتم فیه بمعرفة أو لا یقدر على معرفة كل فردٍ فیه ما یجعل الناس راغبین في الترابط سويا إن التوقع الضمنيّ أن وخز الضمیر الأخلاقيّ الخاص بكل فردٍ متشابهٌ بدرجة كبیرة وأن المجتمع نفسه یحتوي آلیة ستعطي النتیجة للخروقات الأخلاقیة في شكل العدل المتناسب مع الفعل وبینما تشجع الأدیان على ثقة واطمئنان الناس الذین تتحدث إلیهم، فإنها تعمل_سواءً قصدیا أو غير ذلك على تیسیر تخریب البنیوات الاجتماعیة الأساسیة كذلك بحیث یعمل الاعتقاد الدیني نظاميا منهجيا على إفساد الأخلاق وإخضاع العدل، ومن ثمَّ تدین مؤسَّساته للمجتمع وأفراده بدَیْنٍ یفوق القدرة على حسابه ص164
الرجل هنا يقول أن الأديان هى من تفسد الأخلاق وتفسد المجتمعات وهو كلام جنونى فالفاسدون هم من يفسدون وليس الأديان الأديان مجرد نصوص ورقية أو شفهية الفاسدون هم البشر واتهام الأديان بدلا من الأشخاص هو خرق للمنهج العلمى فمن يرتكب الخروقات هم الأشخاص
دين الملحدين لو شئنا اتهمناه بنفس التهمة ولكننا نتهم الملحدين بالخروقات الأخلاقية خاصة القتل والنفى والتعذيب الذى طال حوالى سبعين مليونا فى الاتحاد السوفيتى الملحد والدول التى كانت تدور فى فلكه ومن قتل الملايين فى الثورة الثقافية الصينية وما بعدها
قال كريستوفر :
فإن دوافع مثل هؤلاء الحیوانات هي استعمالات صحیحة لأداة الاستفهام "لماذا" كاستعلام عن الدوافع الواعیة لأفعالهم لكنْ لماذا تنمو شجرة؟ إن العلم لدیه إجابة دقیقة عن كیفیة نمو الشجرة بالضبط، لكن لا أحد یعرف لماذا إن الشجرة لیس لدیها عضو تفكیر أو حالة عامة من الوعي تمكنها من تكوین دوافع إن شخصًا ما یسأل هذا السؤال هو في الواقع یستعلم عن سبب عمل الطبیعة على النحو الذي هو علیه أو سبب وجودها على الإطلاق ص166
نلاحظ فى الفقرة هنا كريستوفر يناقض نفسه عندما يقر بجهل العلم فى لماذا تنمو الشجرة أو بالأخرى سبب عمل الطبيعة
الاقرار بالجهل يعنى أن كل كلامه عن الأخلاق هو كلام فارغ لا أساس له لأن الأخلاق تبحث عن السبب ما الذى يمنعنى من اذى الأخر ما الذى يمنعنى من قطع شجرة ما الذى يمنعنى من ترك حيوان أو إنسان يتألم ............
ما دمنا لا نبحث عن السبب أيا كان فى أى موضوع فنحن لا يجب أن يكون لدينا أخلاق لأنه لا يجوز السؤال عن سبب عمل الطبيعة فينا أو فى غيرنا
و قال كريستوفر :
"فباعتبار أن الطبیعة نفسها لیس لدیها بنیة عقلیة مدرِكة أو مصدر للتفكیر الواعي، فإن السؤال عن سبب وجود الكون یفترض أن هناك وعیًا وراء تسبب في تكونه والذي له دافع أو غرضه من تكوینه أو خلقه بهذه الطریقة، فإن الانزعاج العاطفي الخاص بالسؤال ینشأ عن خطأ فكريٍّ، والذي أشرنا إلیه هنا باسم افتراض الوعي ص166ويكرر المقولة فى قوله:
في الاعتقاد الدیني، فإن عزو وعي للطبیعة بدیهي، مما یجعل افتراض الدافع أو الغرضة في الطبيعة متسقا طبيعيا أما في التفكیر القائم على العقلانیة فإن وعیًا مثل هذا هو بدون تأیید دلیليّ أو ضرورة الطبیعة منطقیة، وبالتالي لا یوجد أي سبب لافتراض أن هناك أي سبب أو معنى وراء وجود الطبیعة والكون ص166
يهدم الرجل كتابه وإلحاده بالقول أن الطبيعة لیس لدیها بنیة عقلیة مدرِكة أو مصدر للتفكیر الواعي فما دامت الطبيعى مجنونة فلماذا نراها تصمم المخلوقات بطريقة واعية فلماذا لا تشرق الشمس من الغرب ولا يسبق الليل النهار ؟ فلماذا لا نجد أنف الإنسان فى قفاه أو نجد البحر مكان النهر ؟ولماذا لا نجد نسب مكونات الهواء لا تتغير فى الكون ؟...............
لو عاد الرجل لعلم الرياضيات خاصة نظرية الاحتمالات لعرف أن شىء كوجه الإنسان فيه مئات الترتيبات والتركيبات سيستغرق آلاف المليارات من السنوات لينتج بالصدفة تركيب او اثنين او ثلاثة أو حتى عشرة هذا ترتيب فى شىء واحد هو الوجه وهو جزء من جسم الإنسان فما بالنا بآلاف الآلاف من الأنواع الموجودة فى الكون كم تستغرق من مليارات السنوات كى تنجح بعض الصدف فى بعض الترتيبات
السؤال الأهم هو كيف ينتج مخلوق ليس لديه وعى مخلوق يعى هو الإنسان ؟
هل ينتج الجنون عقل ؟
والسؤال الأخر
لماذا تختص الطبيعى المجنونة غير الواعية هذا المخلوق التافه فى رأى الرجل بالوعى فالمجنون لا يفرق بين هذا وذاك وإنما يعطى كله بضربة واحدة "
قال كريستوفر :
فإن امتلاك معنى في الحیاة لیس حقا لكل فرد، بل هو أعظم رفاهیة یمكن أن یكتسبها شخصٌ ، وحیث أنه كذلك ، فإن غلو وإعزاز كسبه یتضمن بالضرورة صعوبة اكتسابه، وللمرة الأخیر أقول: أن المرء یجب أن یهیم ویخوض في التعقید الاستبطاني والعاطفي لكي یحصل علیه بحیث أن من یفشل في العثور على معنى في حیاته یكن على الأغلب قد بحث في المكان الخاطئ المعنى شيء نادرا ما یعثر المرء علیه بالصدفة في العالم الخارجي حالما یبحث المرء في نفسه ویفهمها فإن المعنى یأتي من تلقاء ذاته ص169
هنا يبين الرجل أن البحث يعطى الإنسان معنى المرء معنى فى الحياة وهو ما يناقض قوله أن لافائدة من البحث عن معنى الحياة أى الكون فى قوله:
" في الاعتقاد الدیني، فإن عزو وعي للطبیعة بدیهي، مما یجعل افتراض الدافع أو الغرضة في الطبيعة متسقا طبيعيا أما في التفكیر القائم على العقلانیة فإن وعیًا مثل هذا هو بدون تأیید دلیليّ أو ضرورة الطبیعة منطقیة، وبالتالي لا یوجد أي سبب لافتراض أن هناك أي سبب أو معنى وراء وجود الطبیعة والكون ص166
قال كريستوفر:
"للتفكیر هدفان متنافسان متعارضان: تقدیم تفسیرات سلیمة للبیانات وتقلیل حجم وجهد عمله إلى الحد الأدنى بالتضحیة بالاكتمال والكمال لأجل الفاعلیة، فإن العقل یخسر بالضرورة بعض آلیاته للتحكم بالجودة، ویمكن أن تحدث أنماط فاضحة من الإغفال حقا فإن العقل لیس بمقدار الكفاءة في عملیته الإدراكیة التي قد یحب الناس أن یظنوا أنه علیها، والطرق التي یمكن أن یفشل فیها أحیانًا جدیرة بالملاحظة رغم ذلك، فبأن یصبح المرء معتادًا عارفًا على نحوٍ وثیق بهذه الأخطاء یمكن أن یتعلم أن یوازنها بإعمال التفكیر بنشاط وفاعلیة للانتباه أكثر لكي یمنع الغریزة والحس البدیهي الخاطئ بسهولة ویسر في البیئات والمواقف التي یُرجَّح حدوثها فیهاص175 وقال أيضا:
الجزء الجدیر بالملاحظة من الظاهرة هو أن العقل لیس مقیدًا بالقدر الذي قد یظنه المرء في عمل الانحیاز لآرائه في الواقع، فإنه قادر على نبذ حقائق مبرهن علیها جیدًا ، إن كانت هذه التكتیكات تمثل أفضل سبیلٍ لجعل سلوك أو تغییر موقف الشخص كل موقف الشخص ذات منطق في ضوء مجمل الظروف المحیطة ص176 وقال كريستوفر أيضا:
ومثل الأخطاء الإدراكیة الأخرى المناقَشة حتى الآن، فإن التفكیر الجمعي یعمل على تحریف إدراك الأفراد في المجموعة بسبب أن عقل كلٍّ منهم یصیر أكثر اهتمامًا بجمع المعلومات الغیر لفظیة من الأعضاء الآخرین والخضوع للرأي المنسجم للمجموعة أكثر وبدلًا من محاولة حل المشاكل بفاعلیة ص181
ينفى الرجل فى الفقرات أن يكون العقل كفء تماما ويبين أن فى أحيان كثيرة فاشل حيث ينبذ الحقائق المبرهن عليها وهذا الكلام معناه أن العقلانية التى صدعنا بها فى الكتاب نتائجها ليست يقينية وليست صحيحة مئة فى المئة ومن ثم فحكمه بعدم وجود الله هو حكم خاطىء لأن عقله وعقول أمثاله يجوز عليها الخطأ ألا يجوز أن يكون عدم وجود الله من بين الأقوال الفاشلة ؟
قال كريستوفر :
تصور شخصًا آخر یؤكد أن العالم قد صُمِّم على نحوٍ واعٍ قصديّ وأن الكفاءة المعقدة لجسد الإنسان تبرهن على تلك الحقیقة جدلیة كهذه تستعمل تحیز التصدیق والإثبات لكونها تتجاهل العیوب الكثیرة الخاصة بالجسد البشري، وخصوصًا الوصول إلى مستوى مثالیة الكمال منذ أیام كنت في عیادة العیون بمستشفى ورأیت من الحالات كم هي خطیرة عیوب تصمیم عین الإنسان والثدییات كمثال ونتائجها مأساویة من انفصال شبكي ومیاه بیضاء وزرقاء وفقدان بصر، هذا مثال لفرع طبي واحد، ولو لم یكن جسد الإنسان نتاج تطور غیر مثاليّ لما كان للطب وجود وكل تلك المراجع الضخمة الحافلة بمئات وآلاف الأمراض والبلایا
ص177
الفقرة تقول أن ما يسمونه العيوب وهى الأمراض دليل على عدم وجود الله حيث أن الله خلقه لا يوجد به عيوب وهو كلام لا ندرى من أين استقاه ؟
العيوب وهو الشرور أى الأضرار مقصودة كما أن الخيرات مقصودة فكل منهم هو اختبار للبشر وفى هذا قال تعالى "ونبلوكم بالخير والشر فتنة"
لو عدنا لفقرة قوله أن الطبيعة لا واعية أى ليس لديها عقل فهذا معناه أنها ستنتج كم هائل من العيوب بحيث لن يكون الكون صالح للحياة كما صالح للحياة
والسؤال كيف يتفوق مخلوق الطبيعة الإنسان على الطبيعة نفسها كيف ينقد المخلوق الطبيعة التى خلقته حسب زعمه ؟
قال كريستوفر :
أما غیر المؤمنین فهم مسألة مختلفة إن جدلیات الملحدین والمتشككین الآخرین على نحو مماثل تهدد بمهاجمة وتقویض أسس الاعتقاد الدیني، وكشف أفكاره أكثر عدم قبولٍ رغم ذلك، فإن الأدیان ذكیة في هذا الصدد لا تُحرِّم الأدیان على أعضائها التفاعل على نحو مطلق مع غیر المؤمنین؛ عوضًا عن ذلك فإنها تحرِّم ضمنيا علیهم التفكیر في جدلیاتهم فمعظم الأدیان بهذه الطریقة، تحقق الأدیان مجموعة مرغوبًا فیها من النتائج ص188 وقال:
لا تقدم أي وسیلة للمجموعة المنخرطة في الاعتقاد الدیني للتحقق من صحة ما یعتقد به أي عضو معیَّن، وافتقاد مثل هذا المعیار هو سبب كون الأدیان تتشظى بسهولة إلى طوائف وفرق ومذاهب بدون وسیلة مقنعة للتأكد من موثوقیة وقابلیة الاعتماد على المعلومات المقدَّمة، فإن المجموعات المستعملة للاعتقاد الدیني لدیها مشكلة عدم إمكانیة إثبات أو دحض رأي أي أحد على نحو عقلاني على الإطلاق، وإن یكن هناك قائد ذي حضورٍ وكارِزميّ على نحو فرید أو مجموعة فرعیة ممیَّزة ضمن وداخل الدین، فقد ینشقون عن المجموعة لیشكلوا واحدة جدیدة من خلال محض قوة الرغبةص199
فى الفقرات السابقة نجد أن الرجل يقول أن الأديان لا تقدم وسائل لمعتنقيها للتأكد من صحتها وهو كلامه خاطىء على عمومه فالإسلام يقدم وسائل التأكد من صحته لمعتنقيه مثل وجوب سؤال العلماء فى قوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" ومثل التثبت من صحة الأقوال من خلال إعادة النظر فى الأمر عدة مرات كما قال تعالى " الذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير"وأيضا من خلال طلب البرهان كما قال تعالى " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"
قال كريستوفر"
الحقیقة أن الإله بوضوحٍ هو فكرة وبالرغم من كل قدرة العقل البشريّ المبدعة، فإنه یفتقد على نحوٍ مأساوي مرجعیة موضوعیة لیحدد على نحو حاسم أي الأماكن والكائنات التي یتصورها هي انعكاس سلیم للواقع ص208
يقر الرجل هنا بأن العقل لا يقدر على التحديد السليم لكل ما يتصوره ومن ثم فهو يقر بأن فكرة الله لا يمكن أن يصل لها العقل وحده دون أن يكون هناك معين له ويعود الرجل فينقض مقولته عن محدودية العقل حيث يقول أن العقلانية سليمة حكمت على فكرة الإله بالوهم فى قوله:
"إن نفس المبادئ والتفكیر العقلانيّ الذي قد مكَّن البشر من إدراك الطبیعة الحقیقیة لكوكبهم على أنه كرويٌّ قد كشفت على نحو مماثل أن هذه الكائناتِ أوهامٌ للإدراك ص210
وقال كريستوفر :
عندما تكون حقائق معیَّنة عن الكون مخبئة عن البشر، فكثیرا ما یكون ذلك لافتقاده المنظور الضروريّ لفهمها إنه لمفهومٌ تمامًا سبب كون البشر اعتقدوا قدیمًا أن الأرض لا تتحرك أبدًا وأنها مسطَّحة وأن الشمس تدور حولها أو بالأحرى تتحرك فوقها، وهو التصور البدائي للكتاب المقدس والإسلام وأقدم نسخ التصورات الیونانیة وأكثرها بدائیة إن الإدراك الاعتیادي غیر المصقول ولا المدقَّق سیؤدّي إلى مثل هذه الاستنتاجات رغم ذلك، فإن حواس الإنسان قد خدعته في تلك الملاحظات لأنها لم یُتحقّق من صحتها بمنهجٍ تحلیليٍّ صارم دقیق إن الآلهة والشیاطین والملائكة والأرواح مفاهیمُ ارتقت إلى التسیُّد في نفس الزمن من التاریخ البشريّ القدیم، وإن نفس المبادئ والتفكیر العقلانيّ الذي قد مكَّن البشر من إدراك الطبیعة الحقیقیة لكوكبهم على أنه كرويٌّ قد كشفت على نحو مماثل أن هذه الكائناتِ أوهامٌ للإدراك ص210
هنا الرجل صاحب المنهج العلمى تخلى عن المنهج العلمى تماما فهو يجعل دورات الشمس فوق الأرض وهم وخطأ ارتكبته البشرية هكذا بلا دليل سوى قولة جاليليو والمنهج العلمى يتطلب تجربة مستحيلة وهى صعود إنسان ما فوق الاثنين ليعرف من يدور حول من وهى تجربة لم يجريها أحد ولن يقدر على إجراءها أحد من البشر
كما ان الرجل يريد من البشر أن يكذبوا ما يصدق به وهو الحواس الخمس التى يرى البشر كلهم يوميا أن الشمس تدور فوق الأرض فماذا بعد هذا الجنون وهو ترك المنهج العلمى وترك تصديق حاسة العين ؟
قال كريستوفر:
في النهایة، فإن الحیاة لعبة غریبة، الهدف منها لیس الفوز بل اللعب ببساطة لذا، فالعب جیدًا كن متعطشًا ونهِمًا للحیاة اعثر على الناس والأمور التي تُحْیِي شغفَك حرِّر نفسك من عبء الكراهیة المُجدِب كن مستعدا لكلٍّ من النجاح والفشل على نحو مذهل تمتع بفرصة الانتصار على الخوف اكتسب جوائز الانضباط الفكريّ والعاطفيّ أَحِبَّ وعِزَّ من وقفوا إلى جواركَ في أحلك أزماتك أخبر الناس أنك تحبهم عندما تشعر بذلك قرِّرْ أن تكون جزءً من هذا العالم وتذكر دائمًا: من یدرك أن كلا من أفراحه وأتراحه ستنتهي دائمًا، فإن السلام النفسيّ سیأتیه بالتأكید ص212
الرجل الملحد الذى ينكر الله ومن ثم ينكر كل قانون حيث الطبيعة مجنونة لا واعية يطالبنا أن نعيش حياة سليمة بلا كراهية وبانضباط فكرى وعاطفى فكيف تتفق تلك الحياة مع طبيعة بلا وعى ومن ثم مخلوقات لابد ان تكون لا واعية أى مجنونة
والحمد لله رب العالمين

اجمالي القراءات 4926