يبدو أن الحوار القادم في المملكة العربية السعودية سيكون حول تغيير العلم الوطني ذي اللون الأخضر والذي يحمل بخط عربي بديع كلمة التوحيد لا إله الا الله محمد رسول الله، الطلقة الأولي في هذا الحوار كانت من عضو مجلس الشوري السعودي عبد الله بن صالح العثيمين الذي صرح عبر أكثر من صحيفة سعودية بأن احترام العلم من احترام الدولة، وقد تشرف هذا العلم بأن حمل كلمة التوحيد، وهو كذلك العلم الوحيد الذي لا ينكس لموت أحد، وعليه ومن باب أولي فلا يجب أن يوجد هذ العلم في أماكن تتنافي مع قدسيته وجلال الكلمة التي يحملها مثل المسابقات الغنائية التي اعتبرها العثيمين هابطة مثل مسابقة ستار أكاديمي.
وحتي تخرج المملكة من هذا المأزق الحرج فقد اقترح اقتراحا محددا وهو أن يصمم علم خاص بالسعودية يسمح بوجوده وحده في المسابقات الرياضية والفنية التي تشارك فيها المملكة ويمكن أن يحمل أهم معالم المملكة ويرمز لوحدة الوطن وأن يصبح العلم الذي يحمل شعار التوحيد رمزا للمملكة في المناسبات السياسية والقومية التي لا تتنافي مع قدسية الشعار، وخاصة أنه تمت الاساءة الي الشعار في مناسبات رياضية عديدة مثل دورة الخليج الأخيرة ومونديال كأس العالم الأخير، ويبدو أن العثيمين يقصد بالاساءة اقدام فتيات سعوديات متبرجات من وجهة نظره علي أن تحيط أنفسهن بالعلم السعودي وهناك صورة شهيرة لسيدة سعودية أكتافها عارية وترتدي العلم السعودي بالكامل.
هذه الدعوة التي يتبناها العثيمين وهو أحد مفتي السعودية المشهورين والذين لهم كلمة مسموعة هناك وخاصة في الأوساط الدينية وجدت من يقف وراءها ويتبناها خاصة أنه لا يدعو بشكل كامل الي إلغاء العلم واستبداله بعلم آخر، ويمكن أن يقود الحوار حول فكرته أن يتم تصميم علم آخر للمملكة ويصدر قرار ملكي بإلزام الذين يشاركون في المسابقات الرياضية والفنية برفعه والتلويح به ومن يخالف ذلك يخضع للعقوبة والعقوبات في السعودية دائما مشددة ، لكن الموافقة علي تغيير العلم بهذه الطريقة سيشق المملكة إلي نصفين دولة دينية علمها يحمل شعاراً دينياً له قدسيته ودولة مدنية يكون كل همها أن تشارك في الاحتفالات الرياضية والفنية وعلمها مدني ولا توجد أدني مشكلة أن يوجد في أماكن يعتبرها العلماء متدنية وهابطة ولا مانع من أن تتم مرمغة هذا العلم في الأرض والتراب وهذا ليس مهما بالطبع مادامت كلمة التوحيد رفعت منه.
هذا الاقتراح الذي قدمه العثيمين يؤكد أن هناك تحولا هائلا في التفكير السعودي ويبدو أن لهجة التشدد أصبحت أكثر لينا فمنذ سنوات لو كانت إهانة علم التوحيد تمت بهذا الشكل لما تردد علماء السعودية في اصدار فتوي تحرم رفع العلم السعودي في المسابقات الرياضية والفنية ولكانت هذه الفتوي مشددة ولكن يبدو أن هناك أشياء كثيرة في السعودية تغيرت وانتظروا قريبا سعودية بعلمين لا علم واحد.. ولله في خلقه شئون!.