الصلاة الشيطانية للخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله ( 1 )

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٨ - أكتوبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الصلاة الشيطانية للخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله  ( 1 )

مقدمة

1 ـ إستولى جوهر الصقلى على مصر بسهولة واسس مدينة القاهرة والجامع الأزهر عام 358  هجرية 972 ميلادية  ، وإستمرت الدولة الفاطمية حتى أسقطها صلاح الدين الأيوبى بسهولة أيضا عام  567 هجرية / 1171 ميلادية .

2 ـ فيما يخص موضوعنا عن الصلاة الشيطانية للخلفاء الفاسقين الفاطميين نكتفى بالتركيز على ( الحاكم بأمر الله ). لا نراه مجنونا كما يتهمه المؤرخون ، ولكن نراه خليفة فاطميا صريحا لا يؤمن بالتقية الشيعية ، بل يمارس ما يراه حقا له ، كخليفة شيعى له أن يقتل من يشاء وأن يصدر من التشريعات ما يهوى حتى لو إستغرب الناس ، ثم هو الذى كشف المستور ، وهو تأليه الامام الشيعى فأعلن الألوهية . فى كل هذا أظهر خفايا دينه الشيعى وهتك أستاره . ساعدته ظروفه على هذا ، إذ تشرّب الحاكم هذا من بيئته الفاطمية ، وتولى الحكم صغيرا ، وتحت رعاية أخته الكبرى ست الملك . ثم تمرد عليها وإنطلق يتصرف  بلا تقية يطبق شريعته بهواه يقتل ويصدر التشريعات المضحكة ، وأحسّت أخته ست الملك بالخطر فقتلته غيلة.

3 ـ ونبدأ ببعض التفصيلات :

أولا :

الحاكم بأمر اللهوأخته ست الملك

1 ـ حكم الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله مصر والشام وأجزاء من العراق مع الحجاز وشمال أفريقيا في المدة ما بين (386ـ 411) هـ الموافق (996 ـ 1020م) . كان الحاكم في الحادية عشرة من عمره حين تولى الخلافة في يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من رمضان سنة 386هـ . وقع الحاكم تحت سيطرة ابن عمار ، ولم تتحمل ست الملك ذلك الوضع فتآمرت مع أخيها الصغير ( الحاكم ) على عزل ابن عمار . وكانت ست الملك تشارك أخاها سعادته ظناً منها أن خادمهم برجوان سيكون أفضل من ابن عمار .وأهدت ست الملك أخاها الخليفة ثلاثين فرساً مرصعة بالذهب والبللور وعشرين بغلة وخمسين خادماً ومائة تخت ثياب وتاجاً مرصعاً وأدوات ثمينة وتحفة فنية عبارة عن بستان من فضة مليء بالأشجار ، وذلك ابتهاجاً بالنصر.ولكن أفراح الحاكم وأخته لم تطل ، إذ ما لبث أن استبد برجوان الخادم بالأمر بعد أن كون لنفسه حرساً خاصاً وعقد صلحاً مع خصومه السابقين ومنهم ابن عمار في مقابل اعترافهم بسلطانه، وبعد أن تمكن له الأمر أصبح برجوان الخادم السابق يستخفّ بالخليفة ويسيء معاملته وينهب الأموال حتى بلغت ثروته أكثر من مائتي مليون دينار وخمسين أردباً من الدراهم والفضة واثني عشر صندوقاً من الجواهر بالإضافة إلى الممتلكات العينية . وفي غمرة فساده وطغيانه نسي برجوان أن الخليفة الصبي أصبح شاباً وأن أخته ست الملك معه تخطط له ، وفي النهاية نجح التخطيط فاستدعى الخليفة خادمه برجوان وقتله. ولا تزال إحدى حارات القاهرة تحمل اسم برجوان.

2 ـ بعد التخلص من برجوان إنفرد الحاكم بالأمر ، وبالتالى بدأت الجفوة بينه وبين أخته. ولسنا فى مجال التفصيل ، فقد كتبنا فى هذا فى مقالا بعنوان ( لغز الحاكم بأمر الله وست الملك ) فى ( دراسات تاريخية ). إنتهى الصراع بأن خططت ست الملك لإغتيال أخيها وبعد قتله عينت إبنه الظاهر خليفة.  وتمت البيعة للخليفة الظاهر الفاطمي إبن الخليفة الحاكم في يوم الأضحى سنة 411هــ ، وكان عمره وقتها ست عشرة سنة وثلاثة أشهر ، وعمته ( ست الملك ) هي التي ألبسته تاج الخلافة المرصع بالجواهر وجعلت على رأسه مظلة مرصعة وأركبته فرساً رائعاً بمركب ذهب مرصع بالجواهر ، وأخرجت بين يديه الوزير وكبار الدولة ، فلما تقدم الموكب هتف الوزير في الناس : يا عبيد الدولة مولاتنا ست الملك تقول لكم هذا مولاكم أمير المؤمنين فسلموا عليه ، فارتمى ابن دوَّاس بين يديه يقبل الأرض وتتابع بعده القواد والزعماء يعطونه العهد والميثاق ، وهمس أحد الغلمان قائلاً : لا أبايع حتى أعرف خبر مولاي الحاكم ، فأخذوه لوقته وغرقوه في النيل ، فارتعب الجميع ، وتم الأمر لست الملك والخليفة الصغير الذي ليس له من الأمر شيء..

ثانيا : أخذ الحالكم عن أسلافه الصلاة الشيطانية

1 ـ ونعنى بها كما سبق ـ تادية الصلاة وسيلة للظلم وسفك الدماء والسلب والنهب والفساد والاستبداد. وأهم مظهر لهذا هو المسجد ، وتأدية الصلاة . وقد كان المسجد والخطبة فيه تعنى الاعتراف بالخليفة . لذا قيل عن الحاكم (خُطب له على منابر مصر والشام وإفريقية‏.‏). أنشأ جوهر الصقلى القاهرة والجامع الأزهر ليكون القاعدة الدينية للخلافة الفاطمية. وجاء الحاكم فزاد أو زايد على جده بإنشاء ( جامع الحاكم ) و ( جامع راشدة ) .

2 ـ كان المؤرخون يذكرون خطبة الخليفة الفاطمى كأحد أنشطته السياسية الرسمية ،ونتعرف على رسوم وطقوس الصلاة والخطبة للخليفة الفاطمى فى صلاة الجمعة والعيدين مما كتبه المقريزى فى تاريخه :( إتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء ) :

2 / 1 : عن الخليفة المعز لدين الله الفاطمى ثالث الخلفاء الفاطميين وأول الخلفاء الفاطميين فى مصر قال المقريزى : ( وفي يوم عيد الفطر ركب المعز وصلى بالناس على رسمه وخطب‏.‏) (على رسمه :أى طبقا للنظم الرسمية للدولة ) .وتكرر هذا : ( وصلى المعز صلاة العيد وخطب على الرسم الذي تقدم ذكره وانصرف إلى القصر فأطعم على الناس‏.‏)

2 / 2 وعن ابنه الخليفة العزيز بالله قال :  ( عام 378  وفي يوم الجمعة عشرة شهر رمضان ركب العزيز إلى جامع القاهرة بالمظلة فخطب وصلى‏.) أى كان يسير بمظلة  ( شمسية ) فوقه ، ضمن شعائر الصلاة والخطبة . وجامع القاهرة هو الجامع الأزهر .

3 ـ وذكر المؤرخ ابن زولاق أنه صلى الجمعة خلف الخليفة المعز لدين الله الفاطمى ، قال : (‏ أنا سبحت خلفه في كل ركعة وفي كل سجدة نيفاً وثلاثين تسبيحة ، وكان القاضي النعمان بن محمد يبلغ عنه التكبير . وقرأ في الثانية بأم الكتاب وسورة والضحى ، ثم كبر أيضاً بعد القراءة ، وهي صلاة جده علي بن أبي طالب ، وأطال أيضاً في الثانية الركوع والسجود . وأنا سبحت خلفه نيفا وثلاثين تسبيحة في كل ركعة وفي كل سجدة ، وجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كل،  فلما فرغ من الصلاة صعد المنبر وسلم على الناس يمينا وشمالا ، ثم نشر البندين اللذين كانا على المنبر فخطب وراءهما ، وكان في أعلى درجة من المنبر وسادة ديباج مثقل فجلس عليها بين الخطبتين ، واستفتح الخطبة ببسم الله الرحمن الرحيم‏.‏ وكان معه على المنبر جوهر وعمار بن جعفر وشفيع صاحب المظلة ثم قال‏:‏ الله أكبر الله أكبر استفتح بذلك وخطب وأبلغ وأبكى الناس وكانت خطبته بخضوع وخشوع‏.‏ فلما فرغ من خطبته انصرف في عساكره وخلفه أولاده الأربعة بالجواشن والخوذ على الخيل بأحسن زي وساروا بين يديه بالفيلين‏.‏) . هنا طقوس فى الخطبة وهو على المنبر ، وهناك القائم بالمظلة أو الشمسية ، واسمه شفيع . وموكب فى دخوله الجامع الأزهر وموكب فى رجوعه القصر ( قصر الذهب ) . ومع أن الحاكم تولى الخلافة صبيا فقد كان يحرص على الصلاة والخطبة بنفسه ، كما سيأتى .

ثالثا :

جذور زعمه الألوهية فى تاريخ اسلافه .

1 ـ المعز الفاطمي هو الذي مدحه الشاعر ابن هانيء الاندلسي بقصيدة أولها

ما شئت لا ما شاءت الأقدار                فاحكم فأنت الواحد القــهار

ويقول فيه :

وإذا تمثل راكبا في موكب                  عاينت تحت ركابه جبريلا

هذا ما ذكره السيوطى فى تأريخه للقاهرة فى الجزء الأول من كتابه ( حُسن المحاضرة )

وهو ما قاله دُعاة تأليه الحاكم . تقول الرواية  : (  وكان دعاته إذا ركب يقولون‏:‏ السلام عليك يا واحد يا أحد ، " ويغلونفيه الغلُو المفرط‏.‏)

2 ـ  وكان على رأس الدعاة لتأليه الحاكم بأمر الله حمزة والدرزي وخوتكين. وقد ثار الكثيرون على دعوة تأليه الحاكم فقتلوا خوتكين وبعض أتباعه, فهرب الدرزي وحمزة إلى بلاد الشام حيث نشرا هذه العقائد بين قبائل كلب وأوجدا فرقة الدروز في سورية ولبنان وشمال فلسطين  .

2 / 1 :  تقول الروايات عن الحاكم : (  وكان له سعي في إظهار كلمته فبعث دعاته إلى خراسان ، وأقامفيها مذهب الشيعة واستجاب له عالم . وكان أبو عبد الله أنوشتكين النجري الدرزي أولرجل تكلم بدعوته ، وأمر برفع ما جاء به الشرع ، وسير مذهبه إلى بلاد الشام والساحل ، ولهممذهب في كتمان السر لا يطلعون عليه من ليس منهم‏.‏ وكان الدرزي يبيح البنات والأمهات والأخوات‏.‏ فقام الناس عليه بمصر وقتلوه ، فقتل الحاكم به سبعين رجلا‏.‏ وأنفذ الدرزي إلى الحجر الأسود برجل ضربه وكسره ، وادعى الربوبية‏.‏وقدم رجل يقال له يحيى اللباد ويعرف بالزوزني الأخرم فساعده على ذلكونشط جماعة على الخروج عن الشريعة‏.‏وركب  يوما ..  في خمسين رجلا من أصحابه إلى مصر ، ودخل الجامعبدابته ، وأصحابه كذلك ، فسلم إلى القاضي رقعة فيها‏:‏ باسم الحاكم الرحمن الرحيم ، فأنكرالقاضي ذلك ، وثار الناس بهم وقتلوهم وشاع هذا في الناس فلعنوه‏.‏)

2 / 2 : وتقول رواية أخرى عن الحاكم : ( خرج يوما وعليه قباء أطلس وفي وسطه سيف فخلع القباءوقال‏:‏ هذا الظاهر قد خلعته ثم جرد السيف وقال‏:‏ هذا الباطن قد سللته‏.‏). فى دين التشيع يوجد ظاهر و باطن. الظاهر هو التمسك الظاهرى بالاسلام أو على حد قولهم ( ظاهر الشرع )، اما الباطن فهو تأليه الأئمة والعقائد الشيعية. والحاكم فى هذه الرواية ينكر الظاهر ويعلن الباطن المستور.

2 / 3 : وتقول رواية أخرى عنه : ( ..فأمر الرعية إذا ذكره الخطيب على المنبر أن يقوموا على أقدامهم صفوفا إعظاما لذكره .. فكان يفعل ذلك في سائر ممالكه حتى في الحرمين الشريفين .. ثم زاد ظلم الحاكم وعن له أن يدعي الربوبية فصار قوم من الجمال إذا رأوه يقولون: يا واحد يا أحد يا محي يا مميت).

أى إن الحاكم لا يأتى بجديد .

ما قاله ابن هانيء الاندلسي فى جده المعز لدين الله :

ما شئت لا ما شاءت الأقدار                فاحكم فأنت الواحد القــهار

قاله الحاكم عن نفسه وأمر الناس بقوله.

الفارق هو فى ( الظاهر المنافق ) والباطن المستور. والحاكم أعلن ما كان يستره أسلافه من الخلفاء الفاطميين الفاسقين.  

3 ـ  حتى رد الفعل المستنكر من المصريين كان واحدا ، وبما هو معروف عنهم من سخرية ظريفة يواجهون بها ما لا يحبون.

3 / 1 : فى مواجهة زعم المعز الفاطمى ثم إبنه العزيز علم الغيب صعد العزيز المنبر ليخطب كالعادة فوجد فيها ( بطاقة ) أى ورقة مكتوبا فيها :   

بالظلم و  الجور قد  رضينا       وليس بالكفر والحماقة

أن كنت قد أعطيت علم غيب         فقل لنا كاتب البطاقة  

3 / 2 : وكانت السخرية بالحكم أدهى وأمر وعلى رءوس الأشهاد فى موضوع علم الغيب بالذات ، وقد أتعبوه  بسخريتهم وتندرهم به في أوراق كانت تكتب له في صورة قصص أى شكاوى  ، يقول السيوطى : ( حتى عملوا صورة امرأة من ورق بخفها وإزارها في يدها قصة (أي عريضة شكوى ) فيها من الشتم شيء كثير ، فلما رآها ظنها امرأة فذهب من ناحيتها ، وأخذ القصة من يدها ، فلما رأي ما فيها غضب وأمر بقتلها ، فلما تحققها من ورق أزداد غضبا إلى غضبه ، وأمر العبيد من السودان أن يحرقوا مصر وينهبوا ما فيها من الأموال والحريم ، ففعلوا وقاتلهم أهل مصر قتالا عظيما ثلاثة أيام  ).!.

رابعا :

الحاكم أفرط فى سفك الدماء تعبيرا عن حق الإمام الشيعى فى قتل من يشاء

1 ـ  تحبّب جده المعز وابوه العزيز الى المصريين والأقباط ليستعينوا بهم ضد العرب والسنيين فى مصر من أتباع العباسيين . لذا دخل المصريون أفواجا فى الدين الشيعى ، فرأى الحاكم أن الوقت قد حان ليطبق التشريع الشيعى علنا وصراحة ، فأفرط فى سفك الدماء ، فلم يسلم منه القادة أو غيرهم . ونرى أن إفراطه فى سفك الدماء لا ينفصل عن لقبه ( الحاكم بأمر الله ) ولا عن دينه الشيعى الذى يؤله الأئمة ، وان لهم حق قتل من يشاءون بلا تبرير وبلا سبب .

2 ـ قالوا عن الحاكم : ( وكانالحاكم شديد السطوة عظيم الهيبة جريئا على سفك الدماء‏.‏.. ) ( وكان مهاباً عند أهل مملكته... ) (ووقف رجل للحاكم فصاح عليه فمات لوقته‏.‏)

3 ـ إفراطه فى عموم القتل للجميع جاءت به الروايات ، ومنها : ( وعمّ بالقتل بين وزير وكاتب وقاض وطبيب وشاعر ونحوي ومغن ومختاروصاحب ستر وحمامي وطباخ وابن عم وصاحب حرب وصاحب خبر ويهودي ونصراني ، وقطع حتى أيديالجواري في قصره‏.‏وكان في مدته القتل والغيلة حتى على الوزراء وأعيان الدولة يخرجعليهم من يقتلهم ويجرحهم‏.‏ وخطفت العمائم جهاراً بالنهار وكان لعبيد الشراء في مدته مصائبوخطوب في الناس‏.‏وكان المقتول ربما جُرّ في الأسواق  .!‏.‏)

4 ـ وكان يمارس القتل بنفسه وبلا سبب، تطبيقا لحقّه الشرعى فى دينه الشيعى .

4 / 1 :  تقول الرواية عنه : ( وقتل الحاكم ركابيا له بحربة في يده على باب جامع عمرو بن العاص وشقبطنه بيده‏.‏)

4 / 2 : وتأتى رواية أخرى بالتفصيل : ( وفي يوم استدعى الحاكم أحد الركابية السودان المصطنعة ليحضر إلىحانوت ابن الأزرق الشواء ، فوقفه بين اثنين ، ورماه برمح ثم أضجعه ، واستدعى سكينا فذبحهبيده ، ثم استدعى شاطورا ففرق بين رأسه وجسده ، ثم استدعى ماء فغسل يده بأشنان ثمركب‏.‏وحمل المقتول إلى الشرطة فأقام ليلة ثم دفن بالصحراء‏.‏ثم بعث المؤتمن بعد ثلاثة أيام فنبشه وغسله وأنفذ إليه أكفانا كفنبها ثم أمر قاضي القضاة بالصلاة عليه وأمر ألا يتخلف أحد فحضر الشهود وأهل السوقوصلى عليه قاضي القضاة ودفن بالقرافة وواراه قاضي القضاة وجعل التراب تحت خده وأمرببناء قبره وتبيضه في وقته ففعل ذلك‏.‏) أى قتله بيده ومثّل بجثته ثم أقام له حفل تكريم بعدها..هتلر لو قرأ هذا كان سيغنى لأم كلثوم ( يا ظالمنى .! )

5 ـ وارتبط سفكه للدماء بكرمه وجوده ، تقول الروايات :

5 / 1 : ( وكان جوادا بالمال سفاكا للدماء قتل عددا كثيرا من أماثل دولتهوغيرهم صبرا وكانت سيرته من أعجب السير‏.‏..)

5 / 2 :( كان الحاكم أجود الخلفاء بماله وبه تفشت حاله فيماسفكه من الدماء التي لا يحصيها إلا الله‏.‏) .  5 / 3 : ( وفي السنة التي قتل فيها الحاكم أشاع أنه يريد أن ينزل فيأول رمضان إلى الجامع ومعه الطعام فمن أبى الأكل قتله‏.‏)

6 ـ والدين الشيعى أعطى للإمام الشيعى حق التشريع . وقد طبق هذا الخليفة الحاكم فى أوامره ونواهيه الغريبة فى التحريم ، مثل تحريم الملوخية وسمك القراميط ، وسنعرض لها لاحقا ، ولكن منها ما كان مضحكا الى درجة البكاء.  منها أن كان يمارس ( الحسبة ) بنفسه راكبا حمار يطوف به الأسواق ليتحرى عن الموازين والمكاييل والغش والأسعار . ولم تخطر هذه العقوبة العلنية التى شرعها الحاكم على بال هتلر نفسه. روى السيوطى : (.. وكان يعمل الحسبة بنفسه يدور في الأسواق على حمار له ، وكان لا يركب إلا حمارا ، فمن وجده قد غش في معيشته أمر عبدا أسود معه يقال له مسعود أن يفعل به الفاحشة العظمي .. ) من حق الشيعة أن يحمدوا الله جل وعلا أنهم لم يعيشوا عصر الحاكم بأمر الله . 

7 ـ والمصريون المشهورون بالصبر والسخرية إتسع لهم الوقت للسخرية من الحاكم. يروى السيوطى :

 7 / 1 :( وتتبع من يبيع العنب واشتد الأمر فيه بحيث لم يستطع أحد بيعه فاتفقأن شيخا حمل خمرا له على حمار وهرب ، فصدفه الحاكم عند قائلة النهار على جسر ضيق فقالله‏:‏ من أين أقبلت ؟  قال " من أرض الله الضيقة‏.‏" فقال‏:‏ " يا شيخ أرض الله ضيقة؟ "  فقال‏:‏ "  لو لم تكن ضيقة ما جمعتنيوإياك على هذا الجسر‏.‏" . فضحك منه وتركه‏.‏ )

7 / 2 : ( وكان أمر ألا يُكشف مُغطّى ، فسكر رجل ونام في قارعة الطريق وغطى نفسهبمنديل ، فصار الناس يمرون به ولا يقدر أحد أن يكشف عنه‏.‏فمر به الحاكم وهو كذلك فوقف عليه وقال له‏:‏ " ما أنت ؟ " فقال‏:‏ " أنامغطى وقد أمر أمير المؤمنين ألا يكشف مغطى‏.‏" ، فضحك وطرح عنده مالا وقال‏:‏ استعن بهذا على ستر أمرك‏.‏).

اجمالي القراءات 6047