ماذا اعني بالاتجاه الامازيغي الاسلامي بالضبط ؟

مهدي مالك في الجمعة ١٩ - أكتوبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

ماذا اعني بالاتجاه الامازيغي الاسلامي بالضبط ؟

مقدمة مطولة                                    

ان الحركة الامازيغية هي امتداد طبيعي لقيم الشعب المغربي الوطنية و الدينية أي الاسلام الامازيغي كما نسميه الان لان السلطة السياسية ابان الاستقلال الشكلي بنيت هويتها الدينية على اساس العروبة و التاويل السلفي للاسلام تطبيقا لسياسة ما يسمى بالحركة الوطنية منذ سنة 1930 حيث انها اخترعت ايديولوجية الظهير البربري لعزل الامازيغيين و هويتهم عن الاسلام رسميا منذ سنة 1956 الى حدود الان من اجل تقديس العروبة و الطرب الاندلسي بما يحمله من المعاني و الابعاد كحقيقة لا غبار عليها بالنسبة لي .....

ان التاريخ الاسلامي للمغرب انطلق حسب رواية المخزن الرسمية منذ ما يسمى بالفتح الاسلامي من طرف جيوش المسلمين الفاتحين كما يقولون أي المخزن التقليدي و نخبته الدينية و الاسلاميين ذوي النزعة السلفية الخ..

ان اول دولة اسلامية بالمغرب حسب رواية المخزن الرسمية هي دولة الادارسة باعتبارها دولة عربية اسسها ادريس الاول سليل الدوحة النبوية الشريفة كما يعرف الجميع عبر المقررات الدراسية و وسائل الاعلام حيث اتذكر عندما كنت صغيرا في سنة 1993 أنتجت التلفزة المغربية مسلسل ادريس الاول بمناسبة شهر رمضان لتلك السنة .

و في سنة 2008  نظم المخزن التقليدي احتفالا كبيرا بمناسبة مرور 12 قرن على تاسيس مدينة فاس العتيقة لكن هناك العديد من الاسئلة الجوهرية يجب ان تطرح الان بجراة كبيرة من قبيل لماذا تم تحديد بداية نشاة الدولة الاسلامية في بالمغرب بدولة الادارسة العربية بالذات ؟ و لماذا تم تهميش دولنا الامازيغية الاسلامية كالدولة البرغواطية و الدولة المرابطية و الدولة الموحدية الخ من هذه الدول و الامارات بعد اسلام الامازيغيين....

انني اعتقد ان المغرب ظل لعهود طويلة الى اليوم يحاول ان يكون عبد مطيع للشرق العربي في مختلف مناحي الحياة السياسية و الدينية و الثقافية دون ان يتساءل يوما عن عمق حضارته الامازيغية الاسلامية او عن متى اسلم سكانه الأصليين او عن ماهية المراحل التي قطعها هؤلاء السكان الاصليين مع هذا الدين الجديد ....

 فان مغرب فجر الاستقلال كما يسمى قد سن سياسات عنصرية تتجلى في جعل تاريخنا الوطني تاريخ يحقر اسهامات الامازيغيين الحضارية قبل الاسلام و بعده بينما يمجد هذا التاريخ الرسمي اسهامات الاعراب اذا كانت موجودة بالفعل منذ ما يسمى بالفتح الاسلامي حيث حاول المخزن التقليدي ربط العروبة بالاسلام بشكل دائم و تغييب اسهامات الامازيغيين الضخمة في بناء الحضارة الاسلامية بشمال افريقيا و جنوب  الصحراء الافريقية و الاندلس حيث لا اقول ان اجدادنا كانوا ملائكة بل كانوا بشر قد فعلوا اخطاء الخ........

ان تصوري المتواضع للتاريخ الاسلامي يقوم على ان هذا التاريخ هو ذو  تاويلات متعددة و مختلفة الى حد التعارض و التنافر بحكم ان  كل مذهب او اتجاه يريد فرض قراءته الخصوصية لتاريخ الاسلام قصد بناء شرعيته الدينية كما يريدها هو..

 فمثلا ان جل تيارات الاسلام السياسي ذات المرجعية السلفية ترى ان تاريخ الاسلام هو مشرق على طول الخط ليس فيه ما يشين او يطعن في الاسلام كدين جاء اصلا رحمة للعالمين و جاء اصلا لمحاربة الجاهلية و العرقية و الفواحش في جريرة العرب

..

لكن التيار القراني الذي انتمي اليه فكريا يرى ان التاريخ الاسلامي هو اسود على طول الخط منذ وفاة الرسول الاكرم الى الان حيث انني اتفق مع هذا الطرح لان الاعراب عادوا الى جاهليتهم مع تاسيس الدولة الاموية على الاقل بحكم ان هذه الدولة حطمت الاسلام و قيمه الحضارية عبر تحويله الى مجرد دين ارهابي يقوم على القتل و نهب خيرات الاوطان و سبي النساء و البنات أي اغتصابهن بلغة العصر تحت ذريعة ايات ملك اليمين بمعنى ان تيار اهل القران له قراءة واقعية للتاريخ الاسلامي تتماشى مع قيم الحركة الامازيغية ببلادنا الى حد كبير باعتبارها تطالب باعادة كتابة تاريخ المغرب على اسس علمية بعيدا عن خرافات ما يسمى بالحركة الوطنية و عن خرافات التيارات المسماة بالاسلامية في المغرب ....

الى صلب الموضوع             

انني في الحقيقة استغرب من بعض الامازيغيين المحسوبين على الحركة الامازيغية السياسية باعتبارهم قد اتهمني بانني من الدواعش الامازيغيين لمجرد كتابة مقالي الاخير حول اتجاهي الامازيغي الاسلامي كفكرة بعيدة كل البعد عن كل تيارات الاسلام السياسي و الجهادي من قبيل داعش و القاعدة الخ.

 كانني مكتب علي الى يوم القيامة ان استقبل الاتهامات من مختلف الانواع و الاشكال فمنذ 18 سنة اتهمتني ايديولوجية التخلف القروي بالجنون لانني كنت اعاني من مشاكلي العميقة معها حتى دخلت الى الجحيم في سياق الافراح برجوع ابواي من الحج حيث شعرت بألم عميق في قلبي ...

 و منذ عامان اتهمي ذوي الفكر السلفي انني ملحد باعتباري دافعت عن افكاري المخالفة لمنهج السلف الصالح كما يسمى حيث شعرت بغضب شديد بصفتي امازيغي مسلم  ...

لكنني لا أبالي بهذا الاتهام الجديد على الاطلاق لانني لم ادعو قط في جميع مقالاتي الى اقامة الخلافة الاسلامية ببلادنا او الى تطبيق الشريعة الاسلامية الخ من هذه الخرافات الحقيرة بصريح العبارة حيث ان الذين اتهموني بانني من الدواعش الامازيغيين لا يدركون اهداف اتجاهي الامازيغي الاسلامي على المدى القريب و على المدى المتوسط و على المدى البعيد لان المخزن هو يسطر على الدين الاسلامي سيطرة فضيعة تمنعه ان يتفاعل مع هوية هذه الارض الاصلية و تمنعه من الغوص في  تاريخنا الحقيقي بكل ابعاده المختلفة مثل الشعوب الاسلامية ذات هويات عجمية كايران و تركيا و باكستان الخ..

 انني اعني بالاتجاه الامازيغي الاسلامي باختصار شديد هو النضال  من اجل تغيير اسس هوية المغرب الاسلامية الحالية من العروبة و الاسلام الى الامازيغية و الاسلام و الى محاربة ايديولوجية الظهير البربري و بالاضافة الى نقاط اعادة تاهيل حقلنا الديني الموجودة في كتابي ..

و بهذه المناسبة الطيبة سأتناول موضوع الدولة البرغواطية حيث ان هذا التناول المختصر لهذه الدولة المنسية يعتبر شرف عظيم بالنسبة لي للمرة الثانية .

انني ساعتمد  على كتاب نموذج المقاومة المغربية في دولة برغواطة الامازيغية للاستاذ و المناضل الامازيغي الكبير الحسين جهادي اباعمران الذي خدم الامازيغية دينيا اكثر من وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية بذاتها و اموالها الهائلة منذ سنة 1956 الى يومنا هذا حيث ترجم هذا الرجل الجليل السيرة النبوية و صحيح البخاري الخ من كتب السلف الى اللغة الامازيغية..

 و قام بترجمة معاني القران الكريم الى اللغة الامازيغية كعمل ضخم كان من المفروض ان تقوم به هذه الوزارة الغنية منذ سنة 1956 بمعنى ان الاستاذ جهادي ناضل في زمن احتقار الامازيغية بشموليتها في اطار الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي ...

ان هدفي من هذا الموضوع المتواضع هو الاظهار ان اجدادنا قد اسلموا قبل الغزو الاموي كما نسميه كالحركة الامازيغية و الاظهار كذلك ان الدولة البرغواطية هي اول دولة امازيغية اسلامية مستقلة عن المشرق العربي أي لنا حضارية امازيغية اسلامية مستقلة منذ قرون طويلة  .............

يقول الاستاذ جهادي في كتابه القيم عن قبيلة الركراكة الامازيغية تذكر المصادر ان الطبقة الاولى منهم كانوا مع روح الله عسى و امنوا بما جاء به و انهم من الحواريين لكن عندما سمعوا ببعثة رسولنا الاكرم عليه الصلاة و السلام سافر 7 منهم الى المدينة المنورة قصد لقاءه حيث تم هذا اللقاء التاريخي بين الامازيغيين و رسولنا الاكرم الذي خاطبهم بلسانهم الامازيغي كما قاله الاستاذ جهادي في كتابه و ورد  هذا الطرح في كتاب مفاخر البربري أي اذا صح هذا الطرح تاريخيا بان الرسول الاكرم قد خاطبهم بلسانهم الامازيغي ستكون ضربة مؤلمة لجل تيارات الاسلام السياسي ببلادنا و كذا لحقلنا الديني الرسمي لكن من سيؤكد هذا الطرح الان او  بعد 30 سنة قادمة ؟ لان النزعة العروبية السلفية هي الغالبة في تاريخنا الاسلامي على صعيد شمال افريقيا ...

يقول الاستاذ جهادي في كتابه القيم لقد خلدت الركراكة حدث التجمع لقراءة الرسالة النبوية و التفرق في البلاد لنشر تعاليمها باجتماع الطوائف بعين المكان و قد أطلعني الاستاذ محمد الصويري على نسخة موقعة من طرف عدول يفوق عددهم 20 عدلا تدافع عن صحابية الركراكة لكن هناك من ينكر الصحابة من الامازيغيين ....

يقول الاستاذ جهادي ان الركراكة من برغواطة  امنوا بالرسالات اليهودية و المسيحية و الاسلامية أي حسب ما فهمت من كلام الاستاذ جهادي فان الامازيغيين اسلموا قبل وفاة الرسول لكنهم لم توصلوا بالقران كاملا الا بعد وقت طويل لان القران الكريم تم جمعه في عصر الخليفة عثمان بن عفان حسب قول الاستاذ جهادي  لكن السؤال المطروح لماذا طمست السلطة هذه المعلومات التاريخية و الاكيدة؟

 و الجواب في اعتقادي لان السلطة في المغرب لا تريد التوغل في التاريخ القديم  و خصوصا متى اسلم الامازيغيين بحكم ان  الرواية الرسمية تقول اسلم البربر على يد الفاتحين العرب أي بمعنى اخر ان العرب لهم الفضل في ادخال الاسلام الى المغرب و ليس العكس  ...

 اما بخصوص الدولة البرغواطية فان الكلام عنها هو طويل للغاية حيث لن استطيع  الاحاطة بكل جوانبها الان و انما ساعطي بعض الاشارات الجوهرية بالنسبة لي حيث يقول الاستاذ جهادي من الصعب تحديد بداية هذه الدولة ما لم يهتم البحث التاريخي و اصعب من ذلك قبول من يؤرخ لظهور هذه الدولة الى عهد صالح بن طريف و ذلك لربط ظهورها بالردة و الكفر و بالخوارج و المذاهب الشرقية مع العلم ان من تنبأ فيهم بمحاكاة ظهور الرسول الاكرم بمكة و هناك من يرجع رحلة العلماء الركراكة الامازيغيين الاحرار ذوي الديانة المسيحية الى بداية ظهور الرسول و غايتهم هي الاطلاع على رايه في عسى و مريم عليهما السلام و ذلك ما وقع بين ملك الحبشة المسيحي و بين هجرة المسلمين الاوائل اليه من مكة باذن من رسولنا الاكرم.........

يقول الاستاذ جهادي في التشريع داخل الدولة البرغواطية ان ما قامت به دولة برغواطة ليس صدفة او طفرة او تهدئة لكن ذلك ثورة جذرية و عميقة شاملة فهي ليست دنيوية مادية فقط لكنها دينية روحية و صوفية و فلسفية كذلك  حيث اكدت المراجع عن المصادر ان لبرغواطة تشريعهم المحلي  الواسع به تسير دولتهم عرفيا و دينيا و مدنيا و عسكريا و اقتصاديا و اخلاقيا و تشريعهم بالاضافة الى ما تشبعت دولة برغواطة مما توصلت  من الديانات اليهودية و المسيحية و الاسلامية ..

و يقول الاستاذ جهادي في ثقافة الدولة البرغواطية نستنتج مما أمدنا به المراجع ان برغواطة كان عندها العلم العظيم حيث ان ازرف او العرف الامازيغي هو كفيل بتسيير المجتمع بكامله لان قوانين العرف الامازيغي هي مرنة تتماشى مع الزمان و مع المكان و مع الاحداث أي ان الدولة البرغواطية كانت نموذجا للتطور و للعلمانية حسب اعتقادي لان  الاستاذ جهادي لم يشير قط ان برغواطة كانت تطبق الشريعة الاسلامية على الاطلاق و انما كانت تطبق العلمانية  الاصيلة كما اسميها شخصيا ....

يقول الاستاذ جهادي في دولة برغواطة بين القوة و الضعف قد حاول البعض ان يحاصر هذه الدولة في مجال ضيق احتقارا لشانها فحاصروا مجالها في اقليم تامسنا وحدها و الحق ان مجال هذه الدولة في اوج قوتها يشمل او على الاصح يخضع لها معظم المغرب الاقصى حاليا بما فيه سجلماسة و ماسة  و طرق القوافل التجارية نحو الصحراء الكبرى و في الجنوب قبل دخول المذاهب الشرقية .

اما في الشمال فقد اورد البكري قائلا ان قبائل برغواطة الذين يدينون لهم و هم على ملتهم  جراوة و زواغة  و البرانس و بنو ابي ناصر الخ ...

و بمرور الزمان صارت سلطة دولة برغواطة تتقلص و تنحصر في السهول غرب سلسلة جبال الاطلس حيث يرجع سبب ذلك التقلص الى امتداد هذه الدولة ل 460 سنة أي انها عاصرت الادارسة و المرابطين و الموحدين و دولة بني مرين و الى رفض ما تفرضه من ضرائب على سكان الجبال لدعم قوتها الدفاعية الخ من هذه العوامل  ..

يقول الاستاذ جهادي في عاصمة دولة برغواطة الكبرى ان انفا أي الدار البيضاء حاليا كانت العاصمة الكبرى لهذه الدولة حيث باكتشاف هذا الاسم أي انفا و اكتشاف الاثر و الموقع و باكتشاف المواقع برزت مفاتيح كثيرة لفك الالغاز فصار كل شبر الموطن ينادي ها هنا الحقيقة و ها هنا الدليل و ها هنا التاريخ حيث ليست كلمة انفا وحدها في موطن برغواطة بل هناك اعلام امازيغية حتى الان منها اسيف مزيك أي واد لمالح في غرب المدينة و اخر في شرقها و هناك مرس السلطان في وسط المدينة الخ من هذه الاعلام الامازيغية الكثيرة في عاصمة المغرب الاقتصادية الدار البيضاء التي ولدت فيها سنة 1983 و ولد فيها الاستاذ جهادي كذلك سنة 1943 .......

يقول الاستاذ جهادي في اسباب ثورة الامازيغيين ضد ولاة بني امية حيث ان الحق و ان هذا الظلم و هذه الاهانة و هذا الاستغلال  لم تختص به ولاة امبراطورية بني امية الذين سلطوا جيوشهم على شمال افريقيا و ها هي دولة بني عباس تسير على نفس التقليد حيث يقول احدهم ان افريقية أي تونس الحالية كانت تخرج من طاعة العباسيين في معظم عهد المنصور ....

و تجدر الاشارة الى ان المقاومة الامازيغية المستمرة ضد ظلم ولاة بني امية ليس ضد الاسلام بمعنى السلم و المسالمة لكن العرب يعتبرون هذه المقاومة ردة البربر عن الاسلام فشحن المؤرخين كتبهم كفتوى لغزو وطن الامازيغ قصد قتال الكفار و اغتصاب نساءهم كما يقول علماء السلف حسب رايي كالمهدي مالك  حيث اذا كان العرب اتهموا الدولة البرغواطية بالكفر و بانهم خلقوا قران اخر  الخ من هذه الاكاذيب فماذا فعل العرب انفسهم للاسلام منذ عهد دولة بني امية الى الان ؟ سواء السلب و النهب و جعل الاسلام دينا إرهابيا يدعو الى قتل الابرياء و يدعو الى مصادرة أي فكر تنويري و تكفيره حتى هرب الناس الى الديانات الاخرى و الى الالحاد ............................................................

الملاحظات العامة                                           

 اشير هنا ان الاستاذ جهادي قد صرح في حوار صحفي مع الاستاذ مصطفى عنترة سنة 2004 بان برغواطة قد ترجمت القران الكريم الى الامازيغية في القرن الثاني للهجرة حيث هو موجود في تركيا حسب هذا التصريح لان المؤرخين ذوي النزعة المشرقية اتهموا هذه الدولة الامازيغية الاسلامية بانها خلقت قران اخر و تشريع جاهلي علما ان هذه الدولة اعتمدت على المذهب الخارجي أي الشيعي حسب اعتقادي المتواضع بحكم ان بني امية قتلوا احفاد الرسول و استباحوا المدينة المنورة على اخرها حسب راي الاستاذ صبحي منصور أي ان الدولة الاموية ترفع شعار الاسلام في الظاهر لكنها في الباطن ترفع شعار النخوة العروبية و الجاهلية القرشية .

ان الامازيغيين قد اسلموا على يد رسولنا الاكرم بدون الحاجة الى فتح اسلامي مزعوم لان رواية رحلة رجال الركراكة الاحرار الى المدينة المنورة قصد لقاء نبي الاسلام عليه الصلاة و السلام حقيقة تاريخية تم اخفاءها منذ سنة 1956 الى الان عن عامة المغاربة للكثير من الاسباب مثلا تقوية ايديولوجية الظهير البربري  لتبقى العروبة هي السيدة الوحيدة في وطن الامازيغ و  لتبقى الامازيغية مجرد جاهلية حقيرة بلا حقوق سياسية او دينية على الاطلاق للاسف الشديد .

ان الدولة البرغواطية هي اول دولة امازيغية اسلامية في المغرب لان الرواية الرسمية تقول ان دولة الادارسة هي اول دولة اسلامية في المغرب حيث يقول الاستاذ جهادي  ان مولى ادريس الذي هرب به من وقعة فخ متنكر في زي خادم له حتى اوصله الى اهله فاقنعهم كرمز لاغلاق الباب امام تجييش الشرق جيوشا باسم الجهاد الى شمال افريقيا حيث فعلا نجحت الخطة بهذه السرعة حيث قد بايعت امارة اوربا ادريس الاول فارادوا ان يباهوا به الشرق و الدليل على ذلك حسب راي الاستاذ جهادي هو استمرار مبايعة ادريس الاول الشكلية أي حسب ما فهمته من كلام الاستاذ جهادي فان الامازيغيين المسلمين احتاجوا الى ادريس الاول باعتباره من اهل البيت لاغلاق الباب امام مطامع بني عباس لغزو المغرب خصوصا ان هارون الرشيد يعشق الجواري الجميلات ..

و بالاضافة الى ان الاعراب يحبون احتلال الاوطان باسم الاسلام كما  فعل الاسبان عندما احتلوا دول الامريكية الجنوبية باسم المسيحية ......

قد قال الاستاذ جهادي كلام في الصميم حيث يقول اما اطلاق شمولية حكم ادريس الاول على المغرب كله فذلك لا يخلو من مبالغة مغلفة بالامال و الغاية منها هي إشعار المشرق بان بيعة مولى ادريس الاول كانت عامة للمغرب لكن في الواقع فان دولة الادارسة لم تتجاوز مساحتها مستوى احدى الامارات المعاصرة  لها في شمال افريقيا اذ حوصرت اقتصاديا و ميدانا  من جميع الجهات حيث قد شاع انها حاولت مد نفوذها الى  نحو برغواطة لكن ذلك محدود كما نص عليه المؤرخين بمعنى ان الدولة البرغواطية هي اول دولة امازيغية اسلامية بالمغرب و اما دولة  الادارسة فهي مجرد امارة صغيرة لكن متى سيدرس هذا التاريخ  في مدارسنا المغربية؟؟

اذن ان اتجاهي الامازيغي الاسلامي ليس شيء غريب على حركتنا الامازيغية ببعدها الثقافي و السياسي لدرجة ان الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي قد اعتمد في نظامه الداخلي على التراث السياسي للدولة الموحدية حسب قول الاستاذ الخنبوبي في تكريم الاستاذ الدغرني بمدينة تيزنيت مؤخرا .......

المهدي مالك                                  

اجمالي القراءات 4519