ما حدث فى محافظة الدقهلية من مضاعفات للأطفال بعد جراحة استئصال اللوزتين هو فضيحة تثبت أن أكبر بيزنس فى مصر هو عمليات اللوز التى تجرى دون أى ضرورة طبية. والمفروض أن إزالة اللوز لها بروتوكول واضح وضرورات طبية معروفة ومحددة، وليست جهجهوناً أو فوضى، وخرافات إزالتها لزيادة الوزن ونمو الطفل كلام فارغ وهلاوس وضلالات. اللوز لها وظيفة مناعية دفاعية مهمة، وإزالتها لا بد أن تكون بحذر، وبعد تكرار الالتهاب بشكل متكرر وبتشخيص صحيح ودقيق وليست من مجرد مرة واحدة. والأوكازيونات التى تعلق على عيادات الأطباء «تخفيض ٥٠٪ وشيل لوزك» تمثل جريمة لا بد أن تصيبنا بالعار والخجل!!

فى الأرياف يصبح منظر الأطفال كالدجاج المعلق فى المجزر الآلى، طابور طويل من الأهالى أمام عيادة الطبيب، كل منهم يمسك طفله من قفاه انتظاراً للوعد المقدس والتخفيضات المغرية من بوتيك الجراح النابغة! كل شىء فى الطب له بروتوكول محدد تضعه جمعيات دولية واجتماعات أساتذة دورية، توضح فيها كل خطوات العلاج وضروراته وكيف ننتقل من خطوة إلى أخرى، من الزائدة الدودية حتى السرطان والأمراض النفسية.. هذا هو العلم وذلك هو الطب، لكن تلك البازارات التى تتعامل مع الطب بسلوك الموالد وحفلات الزار فهى أخطر من أوكار المخدرات، ببساطة.

وفى نقاط سريعة أرجو ألا تكون مخلة، وللتوعية العامة، هذه بعض المعلومات عن اللوزتين ومتى تجرى العملية، ساعدنى فى تجميعها الصديق د. عمرو البدراوى:

• اللوزتان لهما دور مناعى مهم فى الأطفال.

• لا بد من وجود سبب قوى لاستئصال اللوزتين كالحمى الروماتزمية مثلاً.

• بروتوكول الجمعية الأمريكية هو: تُجرى الجراحة إذا تكررت ٣ مرات فى ٣ شهور أو ٧ مرات فى السنة.

• لا بد من إجراء كافة التحاليل اللازمة قبل العملية واختبار سيولة الدم.

• يجب عدم إجراء العملية أثناء وجود التهابات بالحلق.

• لا بد من إجراء العملية بمستشفى مجهز وليس بالعيادة.

• يلزم وجود طبيب تخدير متمرس.

• أهمية وجود حجرة إفاقة مجهزة.

• ممنوع مغادرة المستشفى دون إذن الجرّاح.

• تناول مضاد حيوى لمدة أسبوع بعد العملية.

نحن مقدمون على جيل بلا لوز!! والسبب مافيا استئصال اللوز وأوكازيونات الحواة والجلا جلا.