لأن الخلفاء الفاسقين جعلوا الوحشية فى القتل دينا ..فقد إستمرت بعدهم
مقدمة :
1 ـ لا بد أن يستمر القتل الوحشى طالما جعله الخلفاء الفاسقون دينا. إرتد سلاح القتل الوحشى الى صدور صحابة الفتوحات من القرشيين والأعراب فيما يعرف بالفتنة الكبرى ، وإستمرت الفتوحات والفتن الكبرى أو الحروب الأهلية فى تاريخ الخلفاء الأمويين والعباسيين والفاطميين والعثمانيين ، وفى عصرنا اعاد الوهابيون السعدويون هذا القتل الوحشى فى إقامة دولتهم الأولى والثانية والثالثة الراهنة ، وإنتشرت الوهابية بين المحمديين ترتكب هذه الوحشية فى القتل على أنه فريضة وعبادة إسلامية أسموها الجهاد الاسلامى وفى حديث إفتره جعلوا هذا الجهاد ( ذروة الأمر وسنامه ) أى أرفع العبادات فى دينهم الأرضى الشيطانى الذى نسبوه الى الاسلام زورا وبهتانا. وفى عصرنا شهدنا ما تفعله داعش ، وهى الانتاج الراهن للوهابية.
2 ـ وحتى لا يضيع منا الخيط نذكّر : أن روّاد هذه التطرف فى الكفر هم الخلفاء الفاسقين الذين وصفوهم بالراشدين ظلما ، وان دينهم الشيطانى إعتمد على ( صلاة شيطانية ) تحثهم على هذا القتل الوحشى للحصول على المال ، وهو إلاههم الأعظم.
3ـ وتاريخ الأمويين ومن جاء بعدهم يعُجُّ بألاف الأحداث عن هذا القتل الوحشى سواء فى غزو الآخرين أو فى حروب أهلية ، وكلها فى سبيل الشيطان أو فى سبيل معبودهم الأكبر ( المال) .
4 ـ نكتفى بمثال واحد حدث عام 98 فى خلافة سليمان بن عبد الملك الأموى حين أعاد القائد يزيد بن المهلب فتح ( جرجان ) وكيف إنتقم من أهلها إنتقاما يفوق ما فعله خالد بن الوليد فى قتله لأسرى (أليس ) العراقية التى عرضنا لها آنفا . فيما فعله يزيد بن المهلب مع أهل جرجان نذكر بعض تفصيلات من روايات الطبرى ورواية ابن الأثير فى تاريخ ( الكامل ) ثم رواية ابن الجوزى فى تاريخه ( المنتظم ) . وفى النهاية نعلق عليها :
أولا : مقتطفات من روايات الطبرى
عام 98
1 ـ ( وفي هذه السنة فتح يزيد جرجان الفتح الآخر بعد غدرهم بجنده ونقضهم العهد .. ثم إن يزيد لما صالح أهل طبرستان قصد لجرجان فأعطى الله عهدا لئن ظفر بهم ألا يقلع عنهم ولايرفع عنهم السيف حتى يطحن بدماءهم ويختبز من ذلك الطحين ويأكل منه . .. وأقبل يزيد حتى نزل عليها وهم متحصنون فيها وحولها غياض ( أى غابات ) يعرف لها إلا طريق واحد ، فأقام بذلك سبعة أشهر لا يقدر منهم على شيء ولا يعرف لهم مأتى إلا من وجه واحد فكانوا يخرجون في الأيام فيقاتلونه ويرجعون إلى حصنهم .. فخرج رجل من عسكره من طيىء يتصيد فأبصر ( وعلا ) ( أى غزال جبلى ) يرقي في الجبل، فاتبعه، وقال لمن معه : "قفوا مكانكم ". ووقل في الجبل يقتص الأثر فما شعر بشيء حتى هجم على عسكرهم فرجع يريد أصحابه ..فانطلق به ابنا زحر حتى أدخلاه على يزيد فأعلمه .. فأمر له بأربعة آلاف ، وندب الناس فانتدب ألف وأربعمائة ، فقال : " الطريق لا يحمل هذه الجماعة لالتفاف الغياض ( أى الغابات ) ، فاختار منهم ثلاثمائة ، فوجههم واستعمل عليهم جهم بن زحر . .. وقال يزيد للرجل الذي ندب الناس معه : " متى تصل إليهم ؟ " قال : " عند العصر فيما بين الصلاتين " قال : " امضوا على بركة الله فإني سأجهد على مناهضتهم غدا عند صلاة الظهر. " . فساروا فلما قارب انتصاف النهار من غد أمر يزيد الناس أن يشعلوا النار في حطب كان جمعه في حصاره إياهم ، فصيره آكاما فأضرموه نارا ، فلم تزل الشمس حتى صار حول عسكره أمثال الجبال من النيران . ونظر العدو إلى النار فهالهم ما رأوا من كثرتها ، فخرجوا إليهم . وأمر يزيد الناس حين زالت الشمس فصلوا فجمعوا بين الصلاتين ، ثم زحفوا إليهم ، فاقتتلوا ، وسار الآخرون بقية يومهم والغد فهجموا على عسكر الترك قبيل العصر وهم آمنون من ذلك الوجه ، ويزيد يقاتل من هذا الوجه، فما شعروا إلا بالتكبير من ورائهم ، فانقطعوا جميعا إلى حصنهم، وركبهم المسلمون فأعطوا بأيديهم ، ونزلوا على حكم يزيد ، فسبى ذراريهم ، وقتل مقاتلتهم ، وصلبهم فرسخين عن يمين الطريق ويساره ، وقاد منهم اثني عشر ألفا إلى الأندرهز وادي جرجان وقال من طلبهم بثأر فليقتل فكان الرجل من المسلمين يقتل الأربعة والخمسة في الوادي ، وأجرى الماء في الوادي على الدم، وعليه أرحاء ( رحى للطحن ) ليطحن بدمائهم ، ولتبر يمينه ، فطحن واختبز . ( أى عمل منه خبزا ) .
2 ـ رواية أخرى : (دعا يزيد جهم بن زحر فبعث معه أربعمائة رجل حتى أخذوا في المكان الذي دلوا عليه وقد أمرهم يزيد فقال إذا وصلتم إلى المدينة فانتظروا حتى إذا كان في السحر فكبروا ثم انطلقوا نحو باب المدينة فإنكم تجدوني وقد نهضت بجميع الناس إلى بابها فلما دخل ابن زحر المدينة أمهل حتى إذا كانت الساعة التي أمره يزيد أن ينهض فيها مشى بأصحابه فأخذ لا يستقبل من أحراسهم أحدا إلا قتله وكبر ففزع أهل المدينة فزعا لم يدخلهم مثله قط فيما مضى فلم يرعهم إلا والمسلمون معهم في مدينتهم يكبرون فدهشوا فألقى الله في قلوبهم الرعب وأقبلوا لا يدرون أين يتوجهون غير أن عصابة منهم ليسوا بالكثير قد أقبلوا نحو جهم بن زحر فقاتلوا ساعة فدقت يد جهم وصبر لهم هو وأصحابه فلم يلبثوهم أن قتلوهم إلا قليلا وسمع يزيد بن المهلب التكبير فوثب في الناس إلى الباب فوجدوهم قد شغلهم جهم بن زحر عن الباب فلم يجد عليه من يمنعه ولا من يدفع عنه كبير دفع ففتح الباب ودخلها من ساعته فأخرج من كان فيها من المقاتلة فنصب لهم الجذوع فرسخين عن يمين الطريق ويساره فصلبهم أربعة فراسخ وسبى أهلها وأصاب ما كان فيها )
3 ( وكتب يزيد إلى سليمان بن عبد الملك : " أما بعد فإن الله قد فتح لأمير المؤمنين فتحا عظيما ، وصنع للمسلمين أحسن الصنع ، فلربنا الحمد على نعمه وإحسانه ، أظهر في خلافة أمير المؤمنين على جرجان وطبرستان ، وقد أعيا ذلك سابور ذا الأكتاف وكسرى بن قباذ وكمري بن هرمز وأعيا الفاروق عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ومن بعدهما من خلفاء الله ، حتى فتح الله ذلك لأمير المؤمنين كرامة من الله له وزيادة في نعمه عليه . وقد صار عندي من خمس ما أفاء الله على المسلمين بعد أن صار إلى كل ذي حق حقه من الفيء والغنيمة ستة آلاف ألف وأنا حامل ذلك إلى أمير المؤمنين إن شاء الله . ) إنتهى .
ثانيا : فى ( الكامل ) لابن الأثير :
( ذكر فتح جرجان الفتح الثاني: قد ذكرنا فتح جرجان وقهستان وغدر أهل جرجان، فلما صالح يزيد أصبهبذ طبرستان سار إلى جرجان ، وعاهد الله تعالى لئن ظفر بهم لا يرفع السيف حتى يطحن بدمائهم ويأكل من ذلك الطحين. فأتاها وحصر أهلها بحصن .. فحصرهم يزيد فيها سبعة أشهر وهم يخرجون إليه في الأيام فيقاتلونه ويرجعون.بينا هم على ذلك إذ خرج رجل من عجم خراسان يتصيد، وقيل: رجل من طيء، فأبصر ( وعلاً ) في الجبل ، ولم يشعر حتى هجم على عسكرهم .. فأتى يزيد فأخبره، فضمن له يزيد دية إن دلهم على الحصن، فانتخب معه ثلاثمائة رجل واستعمل عليهم ابنه خالد بن يزيد وقال له: إن غلبت على الحياة فلا تغلبن على الموت، وإياك أن أراك عندي مهزوماً. وضم إليه جهم بن زحر، وقال للرجل: متى تصلون؟ قال: غداً العصر. قال يزيد سأجهد على مناهضتهم عند الظهر... فساروا فلما كان الغد وقت الظهر أحرق يزيد كل حطب كان عندهم، فصار مثل الجبال من النيران، فنظر العدو إلى النيران فهالهم ذلك فخرجوا إليهم، وتقدم يزيد إليهم فاقتتلوا، وهجم أصحاب يزيد الذين ساروا على عسكر الترك قبل العصر وهم آمنون من ذلك الوجه، ويزيد يقاتلهم من هذا الوجه، فما شعروا إلا بالتكبير من ورائهم، فانقطعوا جميعاً إلى حصنهم، وركبهم المسلمون فأعطوا بأيديهم ونزلوا على حكم يزيد، فسبى ذراريهم وقتل مقاتلهم وصلبهم فرسخين إلى يمين الطريق ويساره وقاد منهم اثني عشر ألفاً إلى وادي جرجان وقال: من طلبهم بثأر فليقتل. فكان الرجل من المسلمين يقتل الأربعة والخمسة، وأجرى الماء على الدم وعليه أرحاء ليطحن بدمائهم ليبر يمينه، فطحن وخبز وأكل، وقيل: قتل منهم أربعين ألفاً. .... وقيل: بل قال يزيد لأصحابه لما ساروا: إذا وصلتم إلى المدينة انتظروا فإذا كان السحر كبروا واقصدوا الباب فستجدونني قد نهضت بالناس إليه. فلما دخل ابن زحر المدينة أمهل حتى كانت الساعة التي أمره يزيد أن ينهض فيها فكبر، ففزع أهل الحصن، وكان أصحاب يزيد لا يلقون أحداً إلا قتلوه، ودهش الترك فبقوا لا يدرون أين يتوجهون، وسمع يزيد التكبير فسار في الناس إلى الباب فلم يجد عنده أحدأ يمنعه وهم مشغولون بالمسلمين، فدخل الحصن من ساعته وأخرج من فيه وصلبهم فرسخين من يمين الطريق ويساره، فصلبهم أربعة فراسخ، وسبى أهلها وغنم ما فيها، وكتب إلى سليمان بالفتح يعظمه ويخبره أنه قد حصل عنده الخمس ستمائة ألف ألف.. )
ثالثا : تاريخ ( المنتظم ) لابن الجوزى ) حوادث عام 98 هجرية :
(وفيها: غزا يزيد بن المهلب جرجان وطبرستان فى مائة الف مقاتل سوى الموالى والمتطوعين. وجاء فنزل بدهستان فحاصرها ومنع عنهم المواد فبعث إليه ملكهم: إني أريد أن أصالحك على أن تؤمنني على نفسي وأهل بيتي ومالي وأدفع إليك المدينة وما فيها وأهلها.فصالحه ووفى له ودخل المدينة ، وأخذ ما كان فيها من الأموال والكنوز ومن السبي ما لا يحصى ، وقتل أربع عشر ألف تركي صبرًا، وكتب بذلك إلى سليمان بن عبد الملك.ثم خرج حتى أتى جرجان و قد كانو يصالحون أهل الكوفة على مائة ألف ومائتي ألف وثلاثمائة ألف وقد كانوا صالحوا سعيد بن العاص ثم امتنعوا وكفروا، فلم يأت بعد سعيد إليهم أحد ، ومنعوا ذلك الطريق فلم يسلكه أحد إلا على وجل وخوف منهم. فلما أتاهم يزيد استقبلوه بالصلح فاستخلف رجلا ....... ثم إنهم غدروا بجنده فقتلوا منهم ، ونقضوا العهد ، فأعطى الله عهدًا لئن ظفر بهم لا يرفع عنهم السيف حتى يطحن بدمائهم ويختبز من ذلك الطحين ويأكل ، فنزل عليها سبعة أشهر لا يقدر منهم على شيء ولا يعرف لها مأتى إلا من وجه واحد ، فكانوا يخرجون فيقاتلونهم ويرجعون إلى حصنهم ، فدله رجل على طريق آخر يشرف عليهم ، فبعث معه جندًا ، ونهض هو لقتالهم ، فركبهم المسلمون فأعطوا بأيديهم ، ونزلوا على حكمه ، فسبى ذراريهم وقتل مقاتليهم وصلبهم على الشجر عن يمين الطريق ويساره . وقاد منهم اثني عشر ألفًا إلى الوادي فقتلوا فيه فأجرى فيه دماءهم وأجرى فيه الماء وعليه أرحاء فحطن واختبز وأكل..... وكتب يزيد إلى سليمان: بسم الله الرحمن الرحيم.أما بعد فإن الله تعالى ذكره قد فتح لأمير المؤمنين فتحًا عظيمًاوصنع للمسلمين أحسن الصنع فلربنا الحمد على نعمه وإحسانه واظهر في خلافة أمير المؤمنين على جرجان وطبرستان وقد أعيا ذلك سابور ذا الأكتاف وكسرى بن قباد وكسرى بنهزمز وأعيا الفاروق عمر بن الخطاب وذا النورين ومن بعدهما حتى فتح الله سبحانه ذلك لأمير المؤمنين كرامة الله عز وجل له وزيادة في نعمه عليه وقد صار عندي من خمس ما أفاء الله عز وجل على المسلمين بعد أن صار إلى كل ذي حق حقه من الفيء والغنيمة سبعة آلاف ألف وأنا حامل هذا لأمير المؤمنين إن شاء الله. )
رابعا : التعليق
1 ـ هذه روايات تختلف فى بعض التفاصيل ، ولكن الأساس فيها واحد ، وهو عن إعادة ( فتح ) جرجان فى خلافة سليمان بن عبد الملك ، وهى الآن جورجيا وما حولها . سكان هذه البلاد لم يعتدوا على المسلمين ـ بل إن الخلفاء الفاسقين هم الذين واصلوا الغزو و الاستيلاء على تلك البلاد والهجوم عليهم فى عقر دارهم بالاثم والعدوان.
2 ـ القائد هنا هو يزيد بن المهلب بن أبى صفرة ، وهو الذى حاصر دولة دهستان ومنع عنها الطعام فاضطر الملك الى الاستسلام والنجاة بنفسه فدخل يزيد بن المهلب المدينة واستولى على ما فيها من أموال وكنوز واسترق ما لا يحصى من أهلها ، وقتل منهم 14 الف انسان ( صبرا ) أى يلقيه فى سجن محكم بلا طعام ولا شراب الى ان يموت بعد ما نتخيله من ألم يعجز الصبر عن تحمله ، وهى من الطرق الوحشية فى القتل ، حيث أن أرحم طرق القتل هو أسرعها وليس أبطأها..وكتب القائد ( المظفر ) الى الخليفة يفتخر بما فعل..
3 ـ وهاجم يزيد جرجان أو ما يعرف الان بجورجيا ، وقد كانت خاضعة للأمويين من قبل ولكنهم ثاروا على الاحتلال طالبين الحرية ، أو بتعبير الراوى ( إمتنعوا وكفروا ) فذهب يزيد لاخضاعهم بجيشه فاستقبلوه بالصلح ، فلما ولى عنهم بمعظم جيشه عادوا للثورة أو بتعبير الراوى ( غدروا بجنده فقتلوا منهم ونقضوا العهد ) فاقسم يزيد بن بن المهلب بعهد الله تعالى (عهدًا لئن ظفر بهم لا يرفع عنهم السيف حتى يطحن بدمائهم ويختبز من ذلك الطحين ويأكل ) فحاصرهم سبعة اشهر الى أن اقتحم المدينة وفعل باهلها شنائع بربرية ، أو بتعبير الراوى (فسبى ذراريهم وقتل مقاتليهم وصلبهم على الشجر عن يمين الطريق ويساره وقاد منهم اثني عشر ألفًا إلى الوادي فقتلوا فيه فأجرى فيه دماءهم وأجرى فيه الماء وعليه أرحاء فحطن واختبز وأكل) أى شرب دماءهم..!!
4 ـ كل هذه الوحشية يغلفها الدين الشيطانى للخلفاء الفاسقين ، والذى يتمسح زورا وبهتانا برب العالمين . ونستشهد بما جاء فى الروايات :
4 / 1 : إستعمال إسم الله جل وعلا فى إرتكاب هذه الشنائع :
4 / 1 / 1 : ( وفي هذه السنة فتح يزيد جرجان الفتح الآخر بعد غدرهم بجنده ونقضهم العهد .. ثم إن يزيد لما صالح أهل طبرستان قصد لجرجان فأعطى الله عهدا لئن ظفر بهم ألا يقلع عنهم ولايرفع عنهم السيف حتى يطحن بدماءهم ويختبز من ذلك الطحين ويأكل منه ) ( وعاهد الله تعالى لئن ظفر بهم لا يرفع السيف حتى يطحن بدمائهم ويأكل من ذلك الطحين. ) . أى يعاهد الله على أن يفعل بهم هذا. هو يعاهد الشيطان . وليس رب العزة أرحم الراحمين والذى من ضمن أسمائه الحسنى ( السلام ).
4 / 1 / 2 : ( قال : " امضوا على بركة الله فإني سأجهد على مناهضتهم غدا عند صلاة الظهر)
4 / 1 / 3 : ( فألقى الله في قلوبهم الرعب ) هنا إستخدام حقير لاسم رب العزة جل وعلا .
4 / 1 / 4 : على أن خطاب يزيد بن المهلب الى سليمان بن عبد الملك فى رواية الطبرى يستحق وقفة : ( وكتب يزيد إلى سليمان بن عبد الملك : " أما بعد فإن الله قد فتح لأمير المؤمنين فتحا عظيما ، وصنع للمسلمين أحسن الصنع ، فلربنا الحمد على نعمه وإحسانه ، أظهر في خلافة أمير المؤمنين على جرجان وطبرستان ، وقد أعيا ذلك سابور ذا الأكتاف وكسرى بن قباذ وكمري بن هرمز وأعيا الفاروق عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ومن بعدهما من خلفاء الله ، حتى فتح الله ذلك لأمير المؤمنين كرامة من الله له وزيادة في نعمه عليه . وقد صار عندي من خمس ما أفاء الله على المسلمين بعد أن صار إلى كل ذي حق حقه من الفيء والغنيمة ستة آلاف ألف وأنا حامل ذلك إلى أمير المؤمنين إن شاء الله . ) . نلاحظ هنا أنه :
4 / 1 / 4 / 1 : ينسب الفتح لرب العزة جل وعلا : ( فإن الله قد فتح لأمير المؤمنين فتحا عظيما ، وصنع للمسلمين أحسن الصنع ، فلربنا الحمد على نعمه وإحسانه ) ( حتى فتح الله ذلك لأمير المؤمنين كرامة من الله له وزيادة في نعمه عليه )
4 / 1 / 4 / 2 : يجعل الخلفاء الفاسقين ( خلفاء الله ) : (وأعيا الفاروق عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان ومن بعدهما من خلفاء الله ، ).
4 / 1 / 4 / 3 : يجعل المال السُّحت الحرام من رب العزة جل وعلا : (وقد صار عندي من خمس ما أفاء الله على المسلمين بعد أن صار إلى كل ذي حق حقه من الفيء والغنيمة ستة آلاف ألف وأنا حامل ذلك إلى أمير المؤمنين إن شاء الله )
4 / 2 : الصلاة الشيطانية : كانت فى تفصيلات البغى الآثم :
4 / 2 / 1 : ( وقال يزيد للرجل الذي ندب الناس معه : " متى تصل إليهم ؟ " قال : " عند العصر فيما بين الصلاتين " قال : " امضوا على بركة الله فإني سأجهد على مناهضتهم غدا عند صلاة الظهر. " .
4 / 2 / 2 : ( ... وأمر يزيد الناس حين زالت الشمس فصلوا فجمعوا بين الصلاتين ..)
4 / 3 : التكبير :
4 / 3 / 1 : قال لهم : (فإذا كان السحر كبروا واقصدوا الباب فستجدونني قد نهضت بالناس إليه. فلما دخل ابن زحر المدينة أمهل حتى كانت الساعة التي أمره يزيد أن ينهض فيها فكبر، ففزع أهل الحصن.. )
4 / 3 / 2 : ( وكان أصحاب يزيد لا يلقون أحداً إلا قتلوه، ودهش الترك ، فبقوا لا يدرون أين يتوجهون، وسمع يزيد التكبير فسار في الناس).
أخيرا :
قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى ۙالشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَىٰ لَهُمْ ﴿٢٥﴾ محمد )
1 ـ الشيطان أنساهم أن الجهاد فى الاسلام لرد الاعتداء و الدفاع فقط وليس للهجوم على من لا يعتدى عليك.
2 ـ الشيطان أنساهم أن الله تعالى لا يحب المعتدين . قال جل وعلا : (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) ( البقرة 190 )
3 ـ الشيطان زين لهم سوء عملهم فرأوه حسنا . قال جل وعلا : (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) فاطر 8 ) ُ
4 ـ الشيطان أضلهم أكثر فأقنعهم أن ينسبوا جرائمهم لرب العزة الله جل وعلا .
5 ـ تخيل :
5 / 1 : هذا يحدث لبلدك فاذا قمت بثورة على الطغيان ــ وهو ما يجب عليك ــ اعتبر الاخرون ذلك كفرا و غدرا.
5 / 2 : أن يعتبر الاخرون اغتصاب نسائك واسترقاق أهلك وقتلهم وشرب دمائهم جهادا ، وهم يعتبرون دفاعك عن شرفك وكرامتك كفرا و غدرا.
6 ـ الى هذا الحد ينقلب الحق باطلا و الباطل حقا. والى هذا الحد ننسب جرائمنا لله تعالى ـ ونظلم رب الناس بعد أن ظلمنا الناس وقتلنا الناس وشربنا دماء الناس.
7 ـ واذا كتبنا هنا لانصاف الاسلام من المسلمين فان بعضهم يحتج لأنه لا يطيق أن ينتقد أحد السلف الصالح ( المجاهد ) مع أننا نستشهد بواقع تاريخنا المكتوب الذى يعد إقرارا صريحا.
8 ـ ومن عادتنا السيئة أننا نكيل بمكيالين. نهاجم الاستعمار والامبريالية ونقدس ونؤله الخلفاء الفاسقين المحتلين .
9 ـ بل و نفعل ذلك مع الله سبحانه وتعالى . ندافع عن الذين ظلموا رب العزة و نسبوا له جرائمهم. واذا كتب باحث يحاول إنصاف رب العزة والاسلام مما فعله المسلمون أصبح متهما بالخروج عن الاسلام. ..الى هذا الحد شوّهوا الاسلام .!
10 ـ بسيطة.. يوم الدين آت .. ولا مفر منه ولا مهرب.