فى دينهم الشيطانى : الخلفاء الفاسقون إستخدموا إسم رب العزة جل وعلا للقتال فى سبيل المال إلاههم الأعظم

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٠١ - أكتوبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

فى دينهم الشيطانى : الخلفاء الفاسقون إستخدموا إسم رب العزة جل وعلا للقتال فى سبيل المال إلاههم الأعظم  

 مقدمة :

1 ـ نضطر الى القول بأن الخلفاء الفاسقين ( أبو بكر وعمر وعثمان) إستخدموا إسم رب العزة جل وعلا فى إستحلال الدماء والأموال والأعراض ، أى جعلوا رب العزة جل وعلا وسيلة للحصول على المال إلاههم الأعظم . هناك أكابر المجرمين من الغزاة والمحتلين الذين رفعوا شعارات دنيوية شتى ، ولكن هؤلاء الخلفاء الفاسقين جعلوا رب العزة جل وعلا وسيلة للحصول على المال إلاههم الأعظم  .

2 ـ فارق هائل بينهم وبين المؤمنين الموصوفين فى قوله جل وعلا : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ  ) ٢﴾الأنفال ) (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) 35 ) الحج). هؤلاء الكفرة الفجرة كانوا يذكرون إسم الله جل وعلا فى أفظع عصيان لله جل وعلا ، بل يعتبرون هذا دينا وعبادة . هو فعلا دين ولكنه دين شيطانى ، وهى فعلا عبادة ولكنها عبادة شيطانية ، ولكن يزينونها زورا وبهتانا بإسم الله العظيم .

3 ـ تلاعب الشيطان بالعرب والقرشيين وقت نزول القرآن الكريم ، فجعلهم :

3 / 1 : ينسبون وقوعهم فى الفاحشة الى أوامر رب العزة جل وعلا. ذكر هذا رب العزة وردّ عليه. قال جل وعلا : (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٧﴾ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّـهُ أَمَرَنَا بِهَا  قُلْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٢٨﴾ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) ﴿٢٩﴾ الاعراف )

3 / 2 : ينسبون عبادتهم للملائكة الى مشيئة الرحمن جل وعلا ، قال جل وعلا عنهم : ( وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَاهُم ۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿٢٠﴾ الزخرف )

3 / 3 : ينسبون وقوعهم فى الشرك وتحريم الحلال الى مشيئة الرحمن ، قال جل وعلا : ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) ﴿٣٥﴾ النحل ). أى هى عادة سيئة فعلها الذين كفروا من قبلها ، وسيفعلها الذين كفروا من بعدهم سيقولون نفس الإفك ، لذا قال جل وعلا بصيغة المستقبل : ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿١٤٨﴾ الانعام ). قالتها قريش وقالها من سبقهم وسيقولها من سيأتى بعدهم لأنهم أولياء الشيطان ، يشاءون الوقوع فى الشرك والكفر ثم ينسبون هذا الى مشيئة الرحمن جل وعلا . هذا مع إنه تكرر فى القرآن الكريم أن الانسان هو الذى يختار الهدى أو يختار الضلال (الاسراء 107) ( الكهف 29 )  ، والله جل وعلا يزيد الضال ضلالا ويزيد المهتدى هدى، ( مريم  75 : 76) ( محمد 17)( البقرة 10)( العنكبوت 68 : 69 ) وهذا بمجرد أن يشاء فتأتى مشيئة الله تؤكد ما شاءه الانسان لنفسه : ( الانسان 29 : 30 ) ( التكوير 26 ـ ).

4 ـ الشيطان جعل الخلفاء الفاسقين الغُزاة البُغاة ينسبون هذا البغى الى رب العزة جل وعلا الذى حرّم الظلم والعدوان والبغى وأمر بالعدل والقسط . قال جل وعلا : (إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ النحل ). وعظهم رب العزة لعلهم يتذكرون ، فلم يتذكروا بل فى تطرف فى الكفر إستخدموا إسم الله جل وعلا فى بغيهم وعدوانهم وظلمهم. أى جعلوا رب العزة جل وعلا وسيلة لتحقيق مطامعهم فى المال : إلاههم الأكبر. عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

5 ـ ونستشهد ببعض ما جاء فى الروايات التاريخية عن إستخدامهم رب العزة جل وعلا فى بغيهم وعدوانهم :  

أولا : البغى بإسم الله ( تعالى عن ذلك علوا كبيرا )

1 ـ ( كان عمر إذا اجتمع إليه جيش من المسلمين أمر عليهم أميراً من أهل العلم والفقه، فاجتمع إليه جيش من المسلمين، فبعث عليهم سلمة بن قيس الأشجعي. فقال: سر باسم الله، قاتل في سبيل الله من كفر بالله، ). ( لاحظ : سر باسم الله، قاتل في سبيل الله من كفر بالله. ).!

2 ـ  القسم بإسم الله على قتل الجميع : فى وقعة أليس.. على الفرات  : (.. واقتتلوا قتالاً شديداً والمشركون يزيدهم ثبوتاً توقعهم قدوم بهمن جاذويه، فصابروا المسلمين، فقال خالد: اللهم إن هزمتهم فعلي أن لا أستبقي منهم من أقدر عليه حتى أجري من دمائهم نهرهم. ) نذر لله إن إنتصر على المدافعين عن وطنهم أن يقتلهم جميعأ .

ثانيا : النصر الباغى على ضحاياهم ينسبونه الى الله جل وعلا

1 ـ ( فجمع عمر الناس واستشارهم، وقال لهم: هذا يوم له ما بعده، وقد هممت أن أسير فيمن قبلي ومن قدرت عليه فأنزل منزلاً وسطاً بين هذين المصرين ثم أستنفرهم وأكون لهم ردءاً حتى يفتح الله عليهم ويقضي ما أحب، فإن فتح الله عليهم صبيتهم في بلدانهم.) ( لاحظ: حتى يفتح الله عليهم ويقضي ما أحب، فإن فتح الله عليهم صبيتهم في بلدانهم ).!
2 ـ فى مصر :  ( فلما التقى المسلمون والمقوقس بعين الشمس واقتتلوا ... فنادى عمرو بأصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، فأجابوه، فقال: تقدموا فبكم ينصر الله المسلمين، ) لاحظ (فبكم ينصر الله المسلمين )

3 ـ ( ثم مضى حتى قدم جلولاء فحاصرهم في خنادقهم وأحاط بهم.. وأمد سعد المسلمين، وخرجت الفرس .. فاقتتلوا، فأرسل الله عليهم الريح حتى أظلمت عليهم البلاد فتحاجزوا فسقط فرسانهم في الخندق.. ) لاحظ : (فأرسل الله عليهم الريح )

4 ـ ( وكان أهل إصطخر حيث أخذوا الطريق على المسلمين...وقد توافت إلى المسلمين أمدادهم، وعلى المشركين شهرك، فاقتتلوا ففتح الله على المسلمين وقتل المشركين وأصاب المسلمون منهم ما شاؤوا.. ) لاحظ : (  ففتح الله على المسلمين  )

5 ـ ( فخرج عمر من الغد يتوقع الأخبار. قال: فأتيته فقال: ما وراءك؟ فقلت: خيراً يا أمير المؤمنين. فتح الله عليك وأعظم الفتح،) (فتح الله عليك وأعظم الفتح)

6 ـ  سعد بن أبى وقاص كان مريضا فلم يشارك فى قتال القادسية بنفسه فقال شاعر يهجوه :  ( نقاتل حتى أنزل الله نصره ** وسعدٌ بباب القادسية معصم ) لاحظ : (أنزل الله نصره )

7 ـ بزعمهم : الله جل وعلا هو الذى يهزم الضحايا المُعتدى عليهم :

7 / 1 : ( فتقدموا وفيهم أبو بردة وأبو برزة وتبعهم الناس، وفتح الله على المسلمين وظفروا وهزموا المشركين..)

7 / 2 : ( وكان عمر يسأل الركبان من حين يصبح إلى انتصاف النهار عن أهل القادسية ثم يرجع إلى أهله ومنزله، قال: فلما لقي البشير سأله من أين؟ فأخبره، قال: يا عبد الله حدثني. قال: هزم الله المشركين.)

7 / 3 : ( ذكر فتح كرمان: ..فاقتتلوا في أداني أرضهم، ففض الله تعالى المشركين وأخذ المسلمون عليهم الطريق. )

7 / 4 :( ذكر خبر بيروذ من الأهواز: .. وعزم أبو موسى على الناس فأفطروا، وتقدم المهاجر فقاتل قتالاً شديداً حتى قتل. ووهن الله المشركين حتى تحصنوا في قلة وذلة )

7 / 5 :( فتح  البصرة  .. وألقى الله الرعب في قلوب الفرس فخرجوا عن المدينة وحملوا ما خف وعبروا الماء وأخلوا المدينة ودخلها المسلمون فأصابوا متاعاً وسلاحاً وسبياً فاقتسموه وأخرج الخمس منه،)

7 / 6 : (  ثم قاتلوهم، فهزمهم الله وأصاب المسلمون مغانمهم، وأصابوا في الغنائم سفطاً فيه جوهر،)

7 / 7 : احدهم يقسم على الله أن يهزم المُعتدى عليهم : ( ... فحاصروهم أشهراً وأكثروا فيهم القتل،  ... واشتد القتال قال المسلمون: يا براء أقسم على ربك ليهزمنهم لنا. قال: اللهم اهزمهم لنا ... وكان مجاب الدعوة، فهزموهم حتى أدخلوهم خنادقهم ثم اقتحموها عليهم ثم دخلوا مدينتهم وأحاط بها المسلمون.)
7/ 8 :(..فالتقى النعمان والهرمزان بأربك فاقتتلوا قتالاً شديداً، ثم إن الله، عز وجل، هزم الهرمزان )

7 / 9 : قال أحدهم عن قتل النعمان بن مقرن أحد قادة البغى : ( فلما انهزم المشركون أتيته، ومعي إداوة فيها ماء، فغسلت عن وجهه التراب فقال: ما فعل الناس؟ فقلت: فتح الله عليهم. قال: الحمد لله! ومات.)
ثالثا :  القاتل المجرم ( النعمان بن مقرن ) جعلوه شهيدا

 ( وقال لهم: إني مكبر ثلاثاً فإذا كبرت الثالثة فإني حامل فاحملوا، وإن قتلت فالأمير بعدي حذيفة، فإن قتل ففلان، حتى عد سبعة آخرهم المغيرة. ثم قال: اللهم أعزز دينك، وانصر عبادك، واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك.وقيل: بل قال: اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام واقبضني شهيداً. فبكى الناس. .. فلما أقر الله عين النعمان بالفتح استجاب له فقتل شهيداً، زلق به فرسه فصرع. وقيل: بل رمي بسهم في خاصرته فقتله...) ( ودخل المشركون همذان والمسلمون في آثارهم فنزلوا عليها وأخذوا ما حولها. فلما رأى ذلك خسروشنوم استأمنهم، ولما تم الظفر للمسلمين جعلوا يسألون عن أميرهم النعمان بن مقرن، فقال لهم أخوه معقل: هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح وختم له بالشهادة فاتبعوا حذيفة.)

رابعا : يسلبون وينهبون باسم الرحمن

إسلاميا : الفىء هو ما يفىء الى بيت المال بغير قتال . ( الحشر 6 ) . أما عند الخلفاء الفاسقين فالفىء هو ما يسلبون وما ينهبون وما يسبون من النساء والذرية . وينسبون هذا لرب العزة جل وعلا. ونستشهد ببعض الأمثلة :
1 ـ ( .ذكر فتح الري :.. فانهزموا فقتلوا مقتلة عدوا بالقصب فيها، وأفاء الله على المسلمين بالري نحواً مما في المدائن )  

2 ـ  ( فأوثقوه واقتسموا ما أفاء الله عليهم، فكان سهم الفارس ثلاثة آلاف، وسهم الراجل ألفاً. )
 خامسا : الحث على البغى والعدوان باسم الرحمن جل وعلا

1 ـ بالدعاء :(  وبات سعد بليلة لم يبت بمثلها، ورأى العرب والعجم أمراً لم يروا مثله قط، وانقطعت الأخبار والأصوات عن سعد ورستم، وأقبل سعد على الدعاء، )

2 ـ بالوعظ : ( وأعلم الناس أنه قد استخلف خالداً وإنما يأمرهم خالد، فسمعوا وأطاعوا، وخطب الناس يومئذٍ، وهو يوم الاثنين من المحرم سنة أربع عشرة، وحثهم على الجهاد وذكرهم ما وعدهم الله من فتح البلاد وما نال من كان قبلهم من المسلمين من الفرس، وكذلك فعل أمير كل قوم، )

3 ـ بقراءة القرآن : ( .. وأمر سعد الناس بقراءة سورة الجهاد، وهي الأنفال، فلما قرئت هشت قلوب الناس وعيونهم وعرفوا السكينة مع قراءتها. )

سادسا : الحث على البغى والعدوان بالتكبير ( الله أكبر )

( الله أكبر ) يقولها المؤمن فى صلاته خشوعا، بينما قالها ويقولها الكافرون البغاة وهم يرتكبون مجازرهم . بدأ هذا بالخلفاء الفاسقين ولا يزال مستمرا .

1 ـ ( .ذكر يوم عماس : ... فحين رآهم كبر وكبر المسلمون وتقدموا وتكتبت الكتائب واختلفوا الضرب والطعن والمدد متتابع، فما جاء آخر أصحاب القعقاع حتى انتهى إليهم هاشم فأخبر بما صنع القعقاع، فعبى أصحابه سبعين سبعين، وكان فيهم قيس بن هبيرة ابن عبد يغوث المعروف بقيس بن المكشوح المرادي، ولم يكن من أهل الأيام إنما كان باليرموك، .....فانتدب مع هاشم حتى إذا خالط القلب كبر وكبر المسلمون )  ( وجعل القعقاع كلما طلعت قطعة من أصحابه كبر وكبر المسلمون ويحمل ويحملون، )

2 ـ ( فدخلوا في السرب والناس من خارج. فلما دخلوا المدينة كبروا فيها وكبر المسلمون من خارج وفتحت الأبواب فاجتلدوا فيها .. )

3 ـ فى موقعة القادسية :

3 / 1 (فلما فرغ القراء منها قال سعد: الزموا مواقفكم حتى تصلوا الظهر، فإذا صليتم فإني مكبر تكبيرة فكبروا واستعدوا، فإذا سمعتم الثانية فكبروا والبسوا عدتكم. ثم إذا كبرت الثالثة فكبروا ولينشط فرسانكم الناس، فإذا كبرت الرابعة فازحفوا جميعاً حتى تخالطوا عدوكم وقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله. فلما كبر سعد الثالثة برز أهل النجدات فأنشبوا القتال،... والمسلمون ينتظرون التكبيرة الرابعة من سعد، فاجتمعت حلبة فارس على أسد ومعهم تلك الفيلة فثبتوا لهم، وكبر سعد الرابعة وزحف إليهم المسلمون ).
3 / 2  ـ ( ولما اشتد القتال، وكان أبو محجن قد حبس وقيد فهو في القصر فصعد حين أمسى إلى سعد يستعفيه ويستقيله فزبره ورده فنزل، فأتى فقال لسلمى زوج سعد: هل لك أن تخلي عني وتعيريني البلقاء؟ فلله علي إن سلمني الله أن أرجع إليك حتى أضع رجلي في قيدي ..فرقت له سلمى وأطلقته وأعطته البلقاء فرس سعد، فركبها حتى إذا كان بحيال الميمنة كبّر ثم حمل على ميسرة الفرس .. وتعجب الناس منه وهم لا يعرفونه )

4 ـ  فى فتح حمص : ( ...  فناهدهم المسلمون فكبروا تكبيرة فانهدم كثير من دور حمص وزلزلت حيطانهم فتصدعت، فكبروا ثانية فأصابهم أعظم من ذلك، )

5 ـ  ( فأدخلهم الزينبي المدينة ولا يشعر القوم وبيتهم نعيم بياتاً فشغلهم عن مدينتهم، فاقتتلوا وصبروا له حتى سمعوا التكبير من ورائهم فانهزموا فقتلوا مقتلة عدوا بالقصب فيها. )

خامسا : المرتدون عماد جيوش البغى

1 ـ إرتدوا رفضا لجمع ابى بكر المال. ثم أجبرتهم قريش على العودة ، مقابل أن تتوجه قوتهم الحربية للغزو الخارجى فى سبيل إلاههم الأعظم ، وهو المال. وكان قادة المرتدين ضمن قادة الغزو . ونستشهد بهذه الرواية : ( وسار هاشم من المدائن بعد قسمة الغنيمة في اثني عشر ألفاً، منهم وجوه المهاجرين والأنصار وأعلام العرب ممن كان ارتد ومن لم يرتد، ...)

2 ـ طليحة بن عبيد الله كان من زعمار حركة الردة وزعم النبوة ، ثم دخل فى طاعة قريش ،   . وكان عمرو بن معد يكرب فارس المرتدين ، وكذا كان الأشعث بن قيس .  وترددت إسماؤهم فى روايات الغزو ، منها :

2 : 1 : ( . ومضى طليحة وعمرو ابن معد يكرب. فلما كان آخر الليل رجع عمرو، فقالوا: ما رجعك؟ قال: سرنا يوماً وليلةً ولم نر شيئاً وخفت أن يؤخذ علينا الطريق فرجعت. ومضى طليحة ولم يحفل بهما حتى انتهى إلى نهاوند. وبين موضع المسلمين الذي هم به ونهاوند بضعة وعشرون فرسخاً. فقال الناس: ارتد طليحة الثانية. فعلم كلام القوم ورجع. فلما رأوه كبروا. فقال: ما شأنكم؟ فأعلموه بالذي خافوا عليه. )

2 / 2 :( .ذكر ليلة الهرير وقتل رستم:..وأخذ طليحة وراء العسكر وكبر ثلاث تكبيرات ثم ذهب وقد ارتاع أهل فارس ..)

2 / 3 :( ... فأرسل إليهم عبد الله: إذا سمعتم تكبيرنا فاعلموا أنا أخذنا أبواب الخندق فخذوا الأبواب التي تلي دجلة وكبروا واقتلوا من قدرتم عليه.وخرج إلى طليحة عظيم منهم، فقتله طليحة،)

2 / 4 :(  ..ثم زحف الرؤساء ورحا الحرب تدور على القعقاع، وتقدم حنظلة بن الربيع وأمراء الأعشار وطليحة وغالب وحمال وأهل النجدات، ولما كبر الثالثة لحق الناس بعضهم بعضاً وخالطوا القوم )

2 / 5 :(..وخرج فارسي فطلب البراز، فبرز إليه عمرو بن معدي كرب، فأخذه وجلد به الأرض، فذبحه وأخذ سواريه ومنطقته. )

2 / 6 ( وحملت الفيلة عليهم ففرقت بين الكتائب، فنفرت الخيل، وكانت الفرس قد قصدت بجيلة بسبعة عشر فيلاً، فنفرت خيل بجيلة، فكادت بجيلة تهلك لنفار خيلها عنها وعمن معها، وأرسل سعد إلى بني أسد أن دافعوا عن بجيلة وعمن معها من الناس. فخرج طليحة بن خويلد وحمال بن مالك في كتائبهما فباشروا الفيلة حتى عدلها ركبانها. وخرج إلى طليحة عظيم منهم، فقتله طليحة، )

2 / 7 :( وقام الأشعث بن قيس في كندة حين استصرخهم سعد فقال: يا معشر كندة لله در بني أسد أي فري يفرون واي هذٍّ يهذون عن موقفهم، أغنى كل قوم ما يليهم، وأنتم تنتظرون من يكفيكم، أشهد ما أحسنتم أسوة قومكم من العرب. )

2 / 8 : ( ..  وتكلم عمرو بن معد يكرب فقال: ناهدهم وكابرهم ولا تخفهم، ..وقال طليحة: أرى أن نبعث خيلاً لينشبوا القتال فإذا اختلطوا بهم رجعوا إلينا استطراداً فإنا لم نستطرد لهم في طول ما قاتلناهم، فإذا رأوا ذلك طمعوا وخرجوا فقاتلناهم حتى يقضي الله فيهم وفينا ما أحب.)

سادسا : كل شىء فى بغيهم ينسبونه لله جل وعلا ، ومنه :

1 ـ الاسراف فى القتل الباغى يجعلونه بمشيئة الله جل وعلا عن ذلك علوا كبيرا : (... وفتح المسلمون جور ثم إصطخر وقتلوا ما شاء الله، ..)

2ـ إحتمال النصر أو الهزيمة :

2 / 1 : ( ذكر فتح قزوين وزنجان:لما سير المغيرة جريراً إلى همذان ففتحها سير البراء بن عازب في جيش إلى قزوين وأمره أن يسير إليها فإن فتحها الله على يده غزا الديلم منها )

2 / 2 : كتب عمر الى سعد بن أبى وقاص : ( .. وإن هزم الله الفرس فاجعل القعقاع بين السواد والجبل، وليكن الجند اثني عشر ألفاً.  )

3 ـ استمرار القتال بمشيئة الله : ( وأنشب النعمان القتال بعد حط الأثقال، فاقتتلوا يوم الأربعاء ويوم الخميس والحرب بينهم سجالٌ وإنهم انجحروا في خنادقهم يوم الجمعة، وحصرهم المسلمون وأقاموا عليهم ما شاء الله..)

4 ـ فى الحصار : ( .ذكر فتح فسا ودارابجرد:وقصد سارية بن زنيم الدئلي فسا ودار ابجرد حتى انتهى إلى عسكرهم فنزل عليهم وحاصرهم ما شاء الله..)

5 ـ وحتى صبرهم فى القتال الباغى : ( وأفرغ الله الصبر عليهم إفراغاً .. )

6 ـ وحتى الرأى الحربى يجعلونه وحيا إلاهيا : ( وكان يوم عماس من أوله إلى آخره شديداً، العرب والعجم فيه سواء، ولا تكون بينهم نقطة إلا أبلغوها يزدجر بالأصوات، فيبعث إليهم أهل النجدات ممن عنده، فلولا أن الله ألهم القعقاع ما فعل في اليومين وإلا كسر ذلك المسلمين.).

أخيرا :

تطور هذا فى العصر الأموى ، إذ آمن الأمويون بأن الله جل وعلا هو الذى يقوم بالبغى والعدوان . وبرروا بهذا كل فظائعهم . يرتكبون البغى ويقولون هذه مشيئة الله . وعرضنا لهذا بالتقصيل فى بحث عن فلسفة الجبرية فى الدولة الأموية. 

اجمالي القراءات 5429