التكفير وسيلتهم فى إستحلال الدماء والأموال والأعراض
( التكفير ) فى الدين الشيطانى للخلفاء الفاسقين

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٩ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

( التكفير ) فى الدين الشيطانى للخلفاء الفاسقين 

التكفير وسيلتهم فى إستحلال الدماء والأموال والأعراض

أولا :

 1 ـ حرّم الله جل وعلا قتل النفس إلا بالحق : جاء هذا ضمن الوصايا العشر (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿١٥١﴾الأنعام  )، وتكرر فى قوله جل وعلا :  (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ﴿٣٣﴾الاسراء )

2 ـ أى لا يجوز قتل النفس إلا بالحق ، أى بالتشريع القرآنى الحق ، والله جل وعلا وصف القرآن الكريم بأنه الحق فى تنزيله وفى مضمونه ، قال جل وعلا : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴿١٠٥﴾ الاسراء ). وطبقا للتشريع الاسلامى فالمبرر الوحيد لقتل النفس هو القصاص . وهو فى حالتين :

2 / 1 : عقوبة القاتل ، وحتى هنا يمكن تفادى القتل قصاصا بتقديم الدية فى حالات تكون الدية بديلا عن القصاص جاء هذا فى قوله جل وعلا : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٧٨﴾ البقرة )  هو تخفيف عما فرضه رب العزة جل وعلا على بنى اسرائيل : (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) (٤٥﴾ المائدة ).

2 / 2 : فى القتال الدفاعى ، وهنا يكون رد الإعتداء بمثله قصاصا دون تطرف ، فهذا ما يجب أن يراعيه المسلمون المتقون ، قال جل وعلا : ( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴿١٩٤﴾  البقرة )

3 ـ وحتى فيما يسمى بالانتحار هو حرام فى الاسلام إلا إذا كان عن إضطرار قال جل وعلا : (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴿٢٩﴾ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرًا ﴿٣٠﴾ النساء  ).

ثانيا : أحوال البشر فى قتل النفس :

1 ـ المؤمنون عباد الرحمن يؤمنون بحُرمة قتل النفس . قال جل وعلا ضمن صفاتهم : (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾الفرقان ) . صفات عباد الرحمن تنطبق على الصحابة المسالمين السابقين عملا وتقوى ، والذين لم يذكرهم التاريخ .

2 ـ المجرمون العاديون يقتلون الآخرين ويقتلون حتى أنفسهم فى سبيل المال. وهم نوعان :

2 / 1 : صغار المجرمين من عصابات الإجرام ، تقتل الآخرين وتقاتل البوليس وتتقاتل فيما بينها. ويضحى أفرادها بحياتهم سعيا للمال والنفوذ الذى يأتى بالمال. ضحاياهم بالمئات والالآف .

2 / 2 : أكابر المجرمين ، وهم الحكام المستبدون الذين يعلون فى الأرض بالفساد والعدوان والمؤامرات ، وإذا وصل أحدهم للحكم يضطر للإستمرار فى القتل والتعذيب ليحمى نفسه وسلطانه . هم أكابر المجرمين الذين قال جل وعلا عنهم : (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ الانعام ). نهاية مكرهم خسارة العرش بالقتل أو بالموت أو بالعزل ، ثم عذاب خالد فى السعير. أى هم لا يمكرون إلا بأنفسهم . أكابر المجرمين نوعان :

2 / 2 / 1 : مستبد يقنع بدولته ووطنه . مثل السادات ومبارك وأغلبية المستبدين قديما وحديثا . ضحاياهم من القتلى فى أوطانهم بمئات الألوف وربما بالملايين مثل الخمير الحمر ومستبد بروما الآن الذى يقتل المسلمين الروهينجا.

2 / 2/ 2 : مستبد لا يقنع بدولته وإنما يقيم إمبراطورية بالحروب الهجومية وإحتلال أوطان الآخرين . ضحاياهم بالملايين . هؤلاء المستبدون أكابر المجرمين أيضا نوعان :

2 / 2 / 2 / 1 : أباطرة علمانيون لا يزعمون أن ما يفعلونه دين ، ينطبق هذا على تحتمس الثالث ورمسيس الثانى وقيصر وجنكيزخان وهولاكو ، وهتلر وستالين وموسولينى .

2 / 2 / 2/ 2 : أباطرة يزعمون الخلافة الاسلامية عن الرسول عليه السلام ، ويزعمون أن ما يفعلونه هو دين الرحمن . وحروبهم مؤسسة على دين شيطانى يقوم بتكفير الآخر وإستحلال دمه وماله وبلده وعرضه . وحتى تكون حروبهم مبررة دينيا فلا بد من تأدية ( الصلاة ) . القتال هنا ليس فى سبيل الله جل وعلا بل فى سبيل (المال ) ، وفى سبيل هذا المال يتقربون بالصلاة ( الاسلامية ) من حيث الشكل ، يرجون أن ينصرهم الله على الآخر الذى يعتدون عليه. وبهذا جعلوا رب العزة ( وسيلة ) تقربهم زلفى لمعبودهم الأكبر ، وهو المال ، والنفوذ الذى يأتى بالمال.

2 / 2/ 2/ 3 : هؤلاء إعتبروا المسالمين الذين لم يعتدوا عليهم كفرة يجب غزوهم وإحتلال بلادهم وقتل أبطالهم المدافعين عن الوطن وأهله ، وإستحلال سلبهم ونهبهم وسبى نسائهم وذراريهم. ثم ينسبون هذا لرب العزة جل وعلا.

ثالثا : فى الدين الشيطانى للخلفاء الفاسقين

1 ـ الله جل وعلا جعل الاعتداء الباغى كفرا ، وجعل للبشر تحديد هذا بحسب السلوك الظاهر للغازى المعتدى الباغى . وأيضا فالشعب المُسالم هو الذى لم يعتد ولم يبدأ حربا على شعب مسالم. ولكن الخلفاء الفاسقين قلبوا الوضع ، هم الكفرة المعتدون الباغون ليس فقط على البشر ولكن على رب العزة الذى تمسحوا بدينه وشرعه وإسمه ليرتكبوا هذه الشناعات.

2 ـ تأدية الصلاة ( الاسلامية من حيث الشكل ) تغلّف تاريخ الخلفاء الفاسقين وخصومهم الخوارج . وهذا ما سنتعرض له لاحقا بالتفصيل . ولكن لأن الصلاة وسيلتهم فى عبادة معبودهم الأعظم ( المال ) فسنتوقف هنا مع معبودهم الأعظم وكيف صاغوا له عمليا  عقيدة قتالية وعبادة من الصلاة والتكبير ( الله أكبر )، مما جعل الخلفاء الفاسقين ينتصرون ويرتكبون مذابح هائلة ويحوزون على الملايين من الكنوز ومئات الألوف من السبى . 

3 ـ مجال البحث هو الفتوحات فى عصر الخلفاء الفاسقين أبى بكر وعمر وعثمان . والمصدر الأساس هو تاريخ الطبرى وما نقله عنه ابن الأثير فى تاريخه ( الكامل ) ، وفيه قام ابن الأثير بإنتقاء رواية واحدة من روايات الطبرى فى الموضوع الواحد وتخفّف من ذكر الاسنادات التى ذكرها الطبرى. والإشارات تأتى بين تفصيلات وسطور الروايات عن ( التكفير ) و ( الصلاة ) و ( التكبير ) و ( السبى والسلب ) . لذا تخفيفا على القارىء لن نذكر تفصيلات الرواية بكاملها ، ونكتفى بذكر ما جاء بين سطورها ما يخص الموضوع. ومن يشاء يمكنه الرجوع الى تاريخ الطبرى وتاريخ ابن الأثير ليتأكد مما ننقله .

4 ـ نبدأ بالتكفير وما يعنيه من إستحلال قتال من لم يقاتل العرب وخلفائهم الفاسقين . ننقل النصوص التاريخية ونتمنى أن يتعقلها القارىء :

رابعا : المدافعون عن بلادهم ضد الغزو العربى هم كافرون مشركون :

1 ( كان عمر إذا اجتمع إليه جيش من المسلمين أمر عليهم أميراً من أهل العلم والفقه، فاجتمع إليه جيش من المسلمين، فبعث عليهم سلمة بن قيس الأشجعي. فقال: سر باسم الله، قاتل في سبيل الله من كفر بالله، فإذا لقيتم عدوكم فادعوهم إلى الإسلام، فإن أجابوا وأقاموا بدارهم فعليهم الزكاة وليس لهم من الفيء نصيب، وإن ساروا معكم فلهم مثل الذي لكم وعليهم مثل الذي عليكم، وإن أبوا فادعوهم إلى الجزية، فإن أجابوا فاقبلوا منهم وإن أبوا فقاتلوهم.. ).

هنا تشريع يضعه (عمر ) فى قتال من لم يقاتلهم . عمر يجعله ب ( إسم الله ) وفى سبيل الله . ويتهم من لم يعتد عليهم بالكفر . وقبل الهجوم عليه يدعونهم الى الاسلام وإلا دفع الزكاة وإلا فالجزية وإن أبوا فالقتال. هذا تشريع الخلفاء الفاسقين المناقض للقرآن الكريم . طبقا للقرآن فمن حق أصحاب البلاد أن يقاتلوا دفاعا عن بلادهم وأنفسهم من هذا الإعتداء ( الكافر ).

2 ـ أى كان وصف أصحاب البلاد بالمشركين لاستحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم وإحتلال بلادهم . ونعطى أمثلة من بين سطور الروايات :

 2 / 1 :( وأتاهم الخبر أن الهرمزان قد لحق بتستر، فساروا نحوه وسار النعمان أيضاً وسار حرقوص وسلمى وحرملة وجزء فاجتمعوا على تستر وبها الهرمزان وجنوده من أهل فارس والجبال والأهواز في الخنادق، وأمدهم عمر بأبي موسى وجعله على أهل البصرة، وعلى الجميع أبو سبر، فحاصروهم أشهراً وأكثروا فيهم القتل..  وزاحفهم المشركون أيام تستر ثمانين زحفاً يكون لهم مرة ومرة عليهم.  ). أكثر المعتدون البُغاة القتل فى الأبطال المدافعين عن وطنهم . وأولئك الأبطال المدافعون عن وطنهم وأهاليهم موصوفون بالشرك.  

2 / 2 : ( ذكر خبر بيروذ من الأهواز:...   وتقدم المهاجر فقاتل قتالاً شديداً حتى قتل. ووهن الله المشركين حتى تحصنوا في قلة وذلة...)

2 / 3 : ( ذكر فتح همذان والماهين وغيرهما:لما انهزم المشركون دخل من سلم منهم همذان وحاصرهم نعيم بن مقرن والقعقاع بن عمرو... )

2 / 4 : ( ولما عبر يزدجرد النهر مهزوماً أنجده خاقان في الترك وأهل فرغانة والصغد، فرجع يزدجرد وخاقان إلى خراسان فنزلا بلخ، ورجع أهل الكوفة إلى الأحنف بمرو الروذ، ونزل المشركون عليه بمرو أيضاً.). هرب يزدجر بعد أن هزمه العرب المعتدون ووفد اليه أتباعه ( المشركون ).!!

خامسا : البُغاة يسمون أنفسهم بالمسلمين ، والمعتدى عليهم هم المشركون .

1 ـ ( فجمع عمر الناس واستشارهم، وقال لهم: هذا يوم له ما بعده، وقد هممت أن أسير فيمن قبلي ومن قدرت عليه فأنزل منزلاً وسطاً بين هذين المصرين ثم أستنفرهم وأكون لهم ردءاً حتى يفتح الله عليهم ويقضي ما أحب، فإن فتح الله عليهم صبيتهم في بلدانهم.... فقام عثمان فقال: أرى يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم، وإلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم، ثم تسير أنت بأهل الحرمين إلى الكوفة والبصرة فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين.. ). هنا وصف الأخرين بالمشركين ووصف أنفسهم بالمسلمين.

2 ـ ( ذكر يوم عماس: .. ثم أصبحوا اليوم الثالث وهم على مواقفهم، وبين الصفين من قتلى المسلمين ألفان من جريحٍ وميتٍ، ومن المشركين عشرة آلاف، فجعل المسلمون ينقلون قتلاهم إلى المقابر والجرحى إلى النساء، وكان النساء والصبيان يحفرون القبور، وكان على الشهداء حاجب بن زيد. وأما قتلى المشركين فبين الصفين لم ينقلوا، وكان ذلك مما قوى المسلمين...ثم حمل على المشركين يقاتلهم حتى خرق صفهم إلى العتيق ثم عاد.وكان المشركون قد باتوا يعملون توابيتهم حتى أعادوها وأصبحوا على مواقفهم.. فحمل وضرب فيهم حتى ستره الغبار وحمل أصحابه فأفرج المشركون عنه بعدما صرعوه.. فبقي الفيل جريحاً متحيراً بين الصفين كلما جاء صف المسلمين وخزوه وإذا أتى صف المشركين نخسوه. وولى الفيل،.... وكتب سعد إلى عمر بالفتح وبعدة من قتلوا وبعدة من أصيب من المسلمين، وسمى من يعرف مع سعد بن عميلة الفزاري. وكان عمر يسأل الركبان من حين يصبح إلى انتصاف النهار عن أهل القادسية ثم يرجع إلى أهله ومنزله، قال: فلما لقي البشير سأله من أين؟ فأخبره، قال: يا عبد الله حدثني. قال: هزم الله المشركين. ). هنا يتردد وصفهم لأنفسهم بالمسلمين ووصف المعتدى عليهم بالمشركين .

3 ـ وقعة أليس.. على الفرات  : .. واقتتلوا قتالاً شديداً والمشركون يزيدهم ثبوتاً توقعهم قدوم بهمن جاذويه، فصابروا المسلمين، فقال خالد: اللهم إن هزمتهم فعلي أن لا أستبقي منهم من أقدر عليه حتى أجري من دمائهم نهرهم. ) . وصف شجعان بلد أليس بالمشركين ، ووصف المعتدون أنفسهم بالمسلمين .وخالد المعتدى عليهم بجيشه يقسم لو هزمهم سيجعل نهرهم يجرى بدمائهم . جريمتهم أنهم أبطال يدافعون عن بلادهم. 

4 ـ ( وفيها بعث عمر إليها عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وكان شجاعاً من أشراف الصحابة ومن وجوه الأنصار حليف لبني الحبلى، وأمده بأبي موسى، وجعل على مجنبتيه عبد الله بن ورقاء الرياحي وعصمة بن عبد الله، فساروا إلى نهاوند... وسار عبد الله فيمن كان معه ومن تبعه من جند النعمان بنهاوند، نحو أصبهان، وعلى جندها الاستندار، وعلى مقدمته شهربراز بن جاذويه، شيخ كبير، في جمع عظيم، فالتقى المسلمون ومقدمة المشركين برستاق لأصبهان، فاقتتلوا قتالاً شديداً ..). ما علاقة أصفهان الفارسية بالعرب فى جزيرتهم ؟ وما الذى جاء بجيوش العرب الى هذه المنطقة ؟. اللهم سوى الغزو والبغى. ثم يسمى العرب البُغاة أنفسهم مسلمين ويصفون من يعتدون عليهم بالمشركين.

5 ـ (فإذا هم بالقعقاع بن عمرو وقد أخذ به، فانهزم المشركون عن المجال يمنة ويسرة فهلكوا فيما أعدوا من الحسك، فعقرت دوابهم وعادوا رجالة واتبعهم المسلمون فلم يفلت منهم إلا من لا يعد، وقتل يومئذٍ منهم مائة ألف، فجللت القتلى المجال وما بين يديه وما خلفه فسميت جلولاء بما جللها من قتلاهم، فهي جلولاء الوقيعة.). قتل العرب المعتدون مائة ألف من المدافعين عن وطنهم ، وهذا بعد أن جعلوهم مشركين.

6 ـ ( ذكر فتح ماسبذان:  فأرسل إليهم ضرار بن الخطاب في جيش، فالتقوا بسهل ماسبذان فاقتتلوا، فأسرع المسلمون في المشركين، وأخذ ضرار آذين أسيراً فضرب رقبته. ). نفس الوصف للمعتدين بأنهم مسلمون ، والمدافعين بأنهم مشركون ، وقد قتلوا قائد الجيش بعد أن أسروه .

7 ـ ( فلما التقى المسلمون والمقوقس بعين الشمس واقتتلوا جال المسلمون، فذمرهم عمرو، فقال له رجل من اليمن: إنا لم نخلق من حديد. فقال له عمرو: اسكت، إنما أنت كلب. قال: فأنت أمير الكلاب. فنادى عمرو بأصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، فأجابوه، فقال: تقدموا فبكم ينصر الله المسلمين، فتقدموا وفيهم أبو بردة وأبو برزة وتبعهم الناس، وفتح الله على المسلمين وظفروا وهزموا المشركين ). هؤلاء لم يهاجموا العرب فى جزيرتهم ولكن عمرو بن العاص وعمر بن الخطاب يعتبرونهم مشركين ويعتبرون أنفسهم مسلمين .

 8 ـ ( ذكر خبر سلمة بن قيس الأشجعي والأكراد:قال: فساروا حتى لقوا عدواً من الأكراد المشركين فدعوهم إلى الإسلام أو الجزية، فلم يجيبوا، فقاتلوهم فهزموهم وقتلوا المقاتلة وسبوا الذرية فقسمه بينهم، ورأى سلمة جوهراً في سفط فاسترضى عنه المسلمين وبعث به إلى عمر.) . الأكراد هم مشركون مع أنهم لم يسبق لهم الإعتداء على العرب فى جزيرتهم. وجعلوا أنفسهم مسلمين .!.

9 :( فما كانت بين المسلمين والفرس وقعة أبقى رمة منها، بقيت عظام القتلى دهراً طويلاً، وكانوا يحرزون القتلى مائة ألف، وسمي ذلك اليوم الأعشار...  وقتل المشركون فيما بين السكون اليوم وضفة الفرات وتبعهم المسلمون إلى الليل ومن الغد إلى الليل.) . هذا تقدير لعدد القتلى من الأبطال المدافعين عن وطنهم وأهاليهم ، وهم مشركون بينما يسمى المجرمون الكفار أنفسهم مسلمين .!!

10 : ( والفرس بالخيار لا يخرجون إلا إذا أرادوا الخروج، فخاف المسلمون أن يطول أمرهم، حتى إذا كان ذات يوم في جمعة من الجمع تجمع أهل الرأي من المسلمين وقالوا: نراهم علينا بالخيار. وأتوا النعمان ... فتكلم النعمان فقال: قد ترون المشركين واعتصامهم بخنادقهم ومدنهم وأنهم لا يخرجون إلينا إلا إذا شاؤوا ولا يقدر المسلمون على إخراجهم، وقد ترون الذي فيه المسلمون من التضايق، فما الرأي الذي به نستخرجهم إلى المناجزة وترك التطويل؟.) البُغاة هم المسلمون. والضحايا عندهم مشركون .
11 :  ( فاقتتلوا. فلما أظلم الليل عليهم انهزم المشركون وذهبوا ولزمهم المسلمون وعمي عليهم قصدهم فتركوه وأخذوا نحو اللهب الذي كانوا دونه بأسبيذهان فوقعوا فيه، فكان الواحد منهم يقع فيقع عليه ستة بعضهم على بعضهم في قياد واحد فيقتلون جميعاً، وجعل يعقرهم حسك الحديد، فمات منهم في اللهب مائة ألف أو يزيدون سوى من قتل في المعركة.). البُغاة قتلوا من ( المشركين ) أى الأبطال المدافعين عن وطنهم وأهاليهم أكثر من مائة ألف .
12 : ( ذكر فتح قزوين وزنجان:... ثم غزا قزوين، فلما بلغ أهلها الخبر أرسلوا إلى الديلم يطلبون النصرة فوعدوهم، ووصل المسلمون إليهم فخرجوا لقتالهم والديلم وقوفٌ على الجبل لا يمدون يداً، فلما رأى أهل قزوين ذلك طلبوا الصلح على صلح أبهر؛ وقال بعض المسلمين:

قد علم الديلم إذ تحارب ** حين أتى في جيشه ابن عازب

بأن ظن المشركين كاذب    فكم قطعنا في دجى الغياهب ).

قبائل الديلم واهل قزوين لم يكن لهم علم بالعرب أصلا ، ولكنهم مشركون ،بينما المعتدون الذين هاجموهم وقطعوا آلاف الأميال هم مسلمون !!

13 : نفس الحال :

13 / 1 :( ودخل المشركون همذان والمسلمون في آثارهم فنزلوا عليها وأخذوا ما حولها. )

13 / 2 :( ذكر فتح كرمان:ثم قصد سهيل بن عدي كرمان، ولحقه أيضاً عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وعلى مقدمة سهيل بن عدي النسير بن عمرو العجلي وحشد لهم أهل كرمان واستعانوا عليهم بالقفص، فاقتتلوا في أداني أرضهم، ففض الله تعالى المشركين وأخذ المسلمون عليهم الطريق...)

13 / 3 : ( وكان أهل إصطخر حيث أخذوا الطريق على المسلمين، فجمعوا أهل فارس عليهم فجاؤوا من كل جهة فالتقوا هم وأبو سبرة بعد طاووس وقد توافت إلى المسلمين أمدادهم، وعلى المشركين شهرك، فاقتتلوا ففتح الله على المسلمين وقتل المشركين وأصاب المسلمون منهم ما شاؤوا.. ).

13/ 4 : ( فاقتتلوا ففتح الله على المسلمين وقتل المشركين وأصاب المسلمون منهم ما شاؤوا.. ).

13 / 5 : ( ودخل المسلمون وألقى المشركون بأيديهم ونادوا: الصلح الصلح. فأجابهم إلى ذلك المسلمون بعدما دخلوها عنوةً، واقتسموا ما أصابوا.)

13 / 6 : (  .. فخرج إليه المغيرة بن شعبة فلقيهم بالمرغاب فاقتتلوا. فقال نساء المسلمين: لو لحقنا بهم فكنا معهم، فاتخذن من خمرهن رايات وسرن إلى المسلمين. فلما رأى المشركون الرايات ظنوا أن مدداً للمسلمين قد أقبل فانهزموا وظفر بهم المسلمون. وكتب إلى عمر بالفتح .. )

13 / 7 :( ذكر يوم أرماث:لما عبر الفرس العتيق جلس رستم على سريره ...   وبقيت القنطرة بين خيلين من خيول المسلمين وخيول المشركين، وكان صف المشركين على شفير العتيق، وكان صف المسلمين مع حائط قديس والخندق، فكان المسلمون والمشركون بين الخندق والعتيق، ومع الفرس ثلاثون ألف مسلسل وثلاثون فيلاً تقاتل..وقيل: إن هلالاً لما قصد رستم رماه رستم بنشابة أثبت قدمه بالركاب، فحمل عليه هلال فضربه فقتله ثم احتز وعلقه ونادى: قتلت رستم! فانهزم قلب المشركين.).

13 / 8 : ( وسار أبو موسى إلى البصرة من السوس وصار مكانه على أهل البصرة بالسوس المقترب بن ربيعة، واجتمع الأعاجم بنهاوند.... فتقطعت السلاسل وتكسرت الأغلاق وتفتحت الأبواب ودخل المسلمون وألقى المشركون بأيديهم ونادوا: الصلح الصلح. فأجابهم إلى ذلك المسلمون بعدما دخلوها عنوةً، واقتسموا ما أصابوا.).

 خامسا : الذين يثورون على الاحتلال العربى كفرة مشركون مرتدون

بعض أصحاب البلاد التى خضعت للعرب ما لبث أن ثارت لتستعيد حريتها ، وهذا حق مشروع فى تشريع الرحمن . ولكن العرب إعتبروه كفرا . وتردد هذا فى روايات كثيرة ، نقتطف منها :

  1 :  (ذكر فتح همذان ثانيا .. قد تقدم مسير نعيم بن مقرن إلى همذان وفتحها على يده ويد القعقاع بن عمرو، فلما رجعا عنها كفر أهلها مع خسروشنوم .) . كفر أهلها بمعنى ثورتهم على الاحتلال العربى.

  2 : بعد هروب كسرى يزدجر ، تقول الرواية : ( وأقام يزدجرد ببلد الترك، فلم يزل مقيماً زمن عمر كله إلى أن كفر أهل خراسان زمن عثمان وكان يكاتبهم ويكاتبونه. ) . كفر أهل خراسان يعنى ثاروا على إحتلال العرب.

  3 :  ( فلما وقعت الفتنة بعد معاوية كفر الشاه وغلب على آمل ) . هذا حاكم فارسى أذعن للغزو العربى فلما تقاتل على ومعاوية ثار فأصبح عندهم كافرا . 

اجمالي القراءات 5021