( الباب الثانى ) ( الخلفاء الفاسقون وصلاتهم الشيطانية )
الدين الشيطانى للخلفاء الفاسقين

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٤ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الدين الشيطانى للخلفاء الفاسقين

( الباب الثانى ) ( الخلفاء الفاسقون وصلاتهم الشيطانية )

مقدمة: لمجرد التذكرة :

1 ـ الخلفاء الفاسقون نعنى بهم اتباعهم والخارجين عليهم .

2 ـ دينهم يناقض الاسلام خصوصا فى السلام والتقوى .

3 ـ إلاههم الأكبر هو المال ، وللحصول عليه يؤدون الصلاة ويؤمنون بالاستحلال ؛ إستحلال الدماء والأموال والأعراض وإحتلال البلاد.

4 ـ نعطى لمحة سريعة :

أولا : مقارنة بين دين الرحمن ودينهم الشيطانى

فى حرب الردة :

1 ـ ابو بكر حاربهم لأنهم طالبهم بدفع الصدقات فرفضوا ، فقال كلمته المشهورة التى ارودها الطبرى : ( لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه).

2 ـ عرفنا أن الله جل وعلا جعل تقديم الصدقة والانفاق عملا تطوعيا لا إلزام فيه ، بل منع النبى محمدا من قبول نفقات المنافقين. المنافقون كانوا لا يعترفون بذنوبهم بل يصممون عليها يتخذون الحلف الكاذب برب العزة وسيلة. ( المنافقون 1 : 6 ) . وهناك صحابة مؤمنون إعترفوا بذنوبهم فأمرهم رب العزة جل وعلا  أن يقدموا صدقة تطهرهم مقابل أن يستغفر لهم النبى ( التوبة 102 : 104 ).  

3 ـ وعرفنا أن العرب دخلوا أفواجا فى الاسلام السلوكى بمعنى السلام والأمن ، وأن إختيارهم السلام ونبذ الحرب وإحترام العهود والمواثيق تعنى إقامتهم الصلاة وإيتاءهم الزكاة سلوكيا وظاهريا . وهذا هو الذى للبشر الحكم عليه . أما من حيث الايمان القلبى وتزكية النفس بالتقوى ( أى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة قلبيا ) فهذا مرجعه لرب العزة جل وعلا يحكم به على البشر جميعا. بالتالى فإن العرب الذين دخلوا فى الاسلام السلوكى أفواجا فوجئوا بنظام حكم جديد يتسلط عليهم ويأمرهم بدفع الصدقات له ، وكانوا من قبل يتولون هم جمع الصدقات وتوزيعها. لذا رفضوا فأعلن ابو بكر الحرب عليهم .

4 ـ عرفنا أن الاسلام القلبى وما فيه من عبادات ليس فيه إلزام فى دولة الاسلام القائمة على الحرية المطلقة فى الدين وأنه لا إكراه فى الدين ، لأن الحساب فى حق الله جل ( فى الدين ) وعلا مؤجل الى ( يوم الدين ) . وعرفنا انه كان من الصحابة الموصوفين بالذين آمنوا من كان يعبد الأنصاب مع تكرار الأمر الالهى لهم بالإيمان القلبى . بالتالى فإن أبا بكر صادر هذه الحرية الدينية ، خصوصا فى موضوع الصدقات.

فى الفتوحات :

1 ـ عرفنا ان الله جل وعلا دعا المؤمنين فى الدخول فى السلم كافة وألّا يتبعوا خطوات الشيطان ( البقرة 208 ) وأنه جل وعلا حصر القتال فى الدفاع فقط وأن يكون قصاصا بالمثل ( البقرة 190 : 194 ) وأنه جل وعلا أمر بمعاملة من لا يعتدى على المسلمين بالبر والقسط ( الممتحنة 8 )، وأن من ينكث العهود السلمية كل مرة فعلى النبى أن يتعامل معهم بإستقامة ( الانفال 56 : 58 ) ، وأنه جل وعلا حرّم القتال والظلم فى الأشهر الحُرُم وإعتبر النسىء زيادة فى الكفر ( التوبة 36 : 37 )، والنسىء يعنى إستحلال شهر من الأشهر الحرم وتأجيله الى شهر آخر .

2 ـ أبو بكر فى دينه الشيطانى فعل عكس ذلك . بعد أن أخمد حركات الردة بصعوبة رأى ومعه قريش أنه لا بد من شغل الأعراب المرتدين بحرب خارجية تفاجأ بها الحكام من حوله . هذا يستدعى دينا جديدا بدأ أبو بكر بتطبيقه عمليا بالحديد والنار ، وهو أن يصف الأقوام الأخرين بالكفر ويستحل دماءهم واموالهم وأعرضهم ويحتل بلادهم . يقف على أبوابهم مستعدا للهجوم ، ويخيّرهم ــ أو بمعنى أصحّ ــ يرغمهم على قبول الاسلام او الجزية او الحرب . هو يعلم أنه يتعامل مع أمم قوية لا ترضى بهذه الإهانة ، وقد إعتادت الاستهانة بالعرب ، بالتالى فلا بد من ان يدافعوا عن أوطانهم وكرامتهم. أى لا بد من الحرب ، وهى حرب بين عرب  ( جوعى متلهفين على الثروة ويعتبرون حربهم دينا كما أفهمهم ابو بكر وقريش ) وبين أمم مترفة يحكمها مستبدون فاسدون.  

3 ـ لذا كانت تأدية الصلاة فى مواقيتها وبكيفيتها أمرا ضروريا لإقناع العرب أنهم على الحق وأن الآخر هو كافر يستحلون دمه وماله وعرضه وبلاده.

4 ـ ونستشهد ببعض ما جاء فى الطبرى :

4 / 1 : يقول الطبرى عن حملة خالد : ( .. أن أبا بكر رحمه الله وجه خالد بن الوليد إلى أرض الكوفة وفيها المثنى بن حارثة الشيباني فسار في (المحرم) سنة اثنتي عشرة فجعل طريقه البصرة وفيها قطبة بن قتادة السدوسي ) أى سار خالد يغزو باسم ابى بكر فى شهر حرام هو شهر المحرم . واستمرت الحروب لا تعرف توقفا فى الشهور الحُرُم . والهدف هو إلاههم الأعظم : المال والكنوز .

4 / 2 : يذكر الطبرى أنه قبيل موقعة القادسية عام 14 قابل وفد من العرب كسرى ( فأذن لهم وأحضر الترجمان وقال له: سلهم ما جاء بكم وما دعاكم إلى غزونا والولوع ببلادنا؟ أمن أجل أننا تشاغلنا عنكم اجترأتم علينا؟  فقال لهم النعمان بن مقرن إن شئتم أجبت عنكم ومن شاء آثرته فقالوا بل تكلم ..فتكلم النعمان فقال إن الله رحمنا فأرسل إلينا رسولا يدلنا على الخير ويأمرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه ووعدنا على إجابته خيرالدنيا والآخرة فلم يدع إلى ذلك قبيلة إلا صاروا فرقتين فرقة تقاربه وفرقة تباعده ولا يدخل معه في دينه إلا الخواص فمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث ثم أمر أن ينبذ إلى من خالفه من العرب وبدأ بهم وفعل فدخلوا معه جميعا على وجهين مكره عليه فاغتبط وطائع أتاه فازداد فعرفنا جميعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق ثم أمرنا أن نبدأ بمن يلينا من الأمم فندعوهم إلى الإنصاف فنحن ندعوكم إلى ديننا وهو دين حسن الحسن وقبح القبيح كله فإن أبيتم فأمر من الشر هو أهون من آخر شر منه الجزاء فإن أبيتم فالمناجزة فإن أجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله وأقمناكم عليه على أن تحكموا بأحكامه ونرجع عنكم وشأنكم وبلادكم وإن اتقيتمونا بالجزاء قبلنا ومنعناكم وإلا قاتلناكم قال فتكلم يزدجرد فقال إني لا أعلم في الأرض أمة كانت أشقى ولا أقل عددا ولا أسوأ ذات بين منكم قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي فيكفونناكم لا تغزون فارس ولا تطمعون أن تقوموا لهم فإن كان عدد لحق فلا يغرنكم منا وإن كان الجهد دعاكم فرضنا لكم قوتا إلى خصبكم وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكا يرفق بكم فأسكت القوم فقام المغيرة بن زرارة بن النباش الأسيدي فقال أيها الملك إن هؤلاء رؤوس العرب ووجوههم وهم أشراف يستحيون من الأشراف وإنما يكرم الأشراف الأشراف ويعظم حقوق هذا الرجل كلامنا فتكلم النعمان فقال إن الله رحمنا فأرسل إلينا رسولا يدلنا على الخير ويأمرنا به ويعرفنا الشر وينهانا عنه ووعدنا على إجابته خيرالدنيا والآخرة فلم يدع إلى ذلك قبيلة إلا صاروا فرقتين فرقة تقاربه وفرقة تباعده ولا يدخل معه في دينه إلا الخواص فمكث بذلك ما شاء الله أن يمكث ثم أمر أن ينبذ إلى من خالفه من العرب وبدأ بهم وفعل فدخلوا معه جميعا على وجهين مكره عليه فاغتبط وطائع أتاه فازداد فعرفنا جميعا فضل ما جاء به على الذي كنا عليه من العداوة والضيق ثم أمرنا أن نبدأ بمن يلينا من الأمم فندعوهم إلى الإنصاف فنحن ندعوكم إلى ديننا وهو دين حسن الحسن وقبح القبيح كله فإن أبيتم فأمر من الشر هو أهون من آخر شر منه الجزاء فإن أبيتم فالمناجزة فإن أجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله وأقمناكم عليه على أن تحكموا بأحكامه ونرجع عنكم وشأنكم وبلادكم وإن اتقيتمونا بالجزاء قبلنا ومنعناكم وإلا قاتلناكم قال فتكلم يزدجرد فقال إني لا أعلم في الأرض أمة كانت أشقى ولا أقل عددا ولا أسوأ ذات بين منكم قد كنا نوكل بكم قرى الضواحي فيكفونناكم لا تغزون فارس ولا تطمعون أن تقوموا لهم فإن كان عدد لحق فلا يغرنكم منا وإن كان الجهد دعاكم فرضنا لكم قوتا إلى خصبكم وأكرمنا وجوهكم وكسوناكم وملكنا عليكم ملكا يرفق بكم فأسكت القوم فقام المغيرة بن زرارة بن النباش الأسيدي فقال أيها الملك إن هؤلاء رؤوس العرب ووجوههم وهم أشراف يستحيون من الأشراف وإنما يكرم الأشراف الأشراف ويعظم حقوق الأشراف الأشراف ويفخم الأشراف الأشراف وليس كل ما أرسلوا به جمعوه لك ولا كل ما تكلمت به أجابوك عليه وقد أحسنوا ولا يحسن بمثلهم إلا ذلك فجاوبني لأكون الذي أبلغك ويشهدون على ذلك إنك قد وصفتنا صفة لم تكن بها عالما فأما ما ذكرت من سوء الحال فما كان أسوأ حالا منا وأما جوعنا فلم يكن يشبه الجوع كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات فنرى ذلك طعامنا وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل وأشعار الغنم ديننا أن يقتل بعضنا بعضا ويغير بعضنا على بعض وإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامنا فكانت حالنا قبل اليوم على ما ذكرت لك فبعث الله إلينا رجلا معروفا نعرف نسبه ونعرف وجهه ومولده فأرضه خير أرضنا وحسبه خير أحسابنا وبيته أعظم بيوتنا وقبيلته خير قبائلنا وهو بنفسه كان خيرنا في الحال التي كان فيها أصدقنا وأحلمنا فدعانا إلى أمر فلم يجبه أحد قبل ترب كان له وكان الخليفة من بعده فقال وقلنا وصدق وكذبنا وزاد ونقصنا فلم يقل شيئا إلا كان فقذف الله في قلوبنا التصديق له واتباعه فصار فيما بيننا وبين رب العالمين فما قال لنا فهو قول الله وما أمرنا فهو أمر الله فقال لنا إن ربكم يقول إني أنا الله وحدي لا شريك لي كنت إذ لم يكن شيء وكل شيء هالك إلا وجهي وأنا خلقت كل شيء وإلي يصير كل شيء وإن رحمتي أدركتكم فبعثت إليكم هذا الرجل لأدلكم على السبيل التي بها أنجيكم بعد الموت من عذابي ولأحلكم داري دار السلام فنشهد عليه أنه جاء بالحق من عند الحق وقال من تابعكم على هذا فله مالكم وعليه ما عليكم ومن أبى فاعرضوا عليه الجزية ثم امنعوه مما تمنعون منه انفسكم ومن أبى فقاتلوه فأنا الحكم بينكم فمن قتل منكم أدخلته جنتي ومن بقي منكم أعقبته النصر على من ناوأه فاختر إن شئت الجزية عن يد وأنت صاغر وإن شئت فالسيف أو تسلم فتنجي نفسك  )

آثرنا نقل هذا النّص بكامله ، ومنه نفهم الآتى :

4 / 1  ـ إحتقار كسرى للعرب ودهشته من غزوهم بلاده ، ووصفه لهم بالجوع .

4 / 2  ـ كذبهم بأن الله جل وعلا قال ( .. وإن رحمتي أدركتكم فبعثت إليكم هذا الرجل لأدلكم على السبيل التي بها أنجيكم بعد الموت من عذابي ولأحلكم داري دار السلام فنشهد عليه أنه جاء بالحق من عند الحق وقال من تابعكم على هذا فله مالكم وعليه ما عليكم ومن أبى فاعرضوا عليه الجزية ثم امنعوه مما تمنعون منه انفسكم ومن أبى فقاتلوه فأنا الحكم بينكم فمن قتل منكم أدخلته جنتي ومن بقي منكم أعقبته النصر على من ناوأه )

4 / 3 ـ تخيير كسرى بين ( الاسلام ) أو ( الجزية ) أو ( الحرب ) . (فاختر إن شئت الجزية عن يد وأنت صاغر وإن شئت فالسيف أو تسلم فتنجي نفسك ).!. والنتيجة معروفة مقدما.

5 ـ أى نحن أمام دين شيطانى جديد يناقض الاسلام ، ويطبقه بالحديد والنار. والإله الأعظم فيه هو الثروة والمال . يقول الطبرى عن ( الدهاقين ) أى الذين كانوا يجمعون الأموال لكسرى: (  كان الدهاقين يتربصون بخالد وينظرون ما يصنع أهل الحيرة فلما استقام ما بين أهل الحيرة وبين خالد واستقاموا له أتته دهاقين ...  فصالحوه على ما بين الفلاليج إلى هرمز جرد على ألفي ألف ..وأن للمسلمين ما كان لآل كسرى .. وضرب خالد رواقه في عسكره وكتب لهم كتابا : " بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من خالد بن الوليد لزاذ بن بهيش وصلوبا بن نسطونا : لكم الذمة وعليكم الجزية وأنتم ضامنون لمن نقبتم عليه من أهل البهقباذ الأسفل والأوسط ...  على ألفي ألف ثقيل في كل سنة ... ) .

 ثانيا : مقارنة بين المنافقين الذين فضحهم سلوكهم والذين مردوا على النفاق :  

1 ـ المنافقون الظاهرون كانوا ساذجين عكس الماكرين الذين مردوا على النفاق وكتموا كفرهم وخدعوا النبى محمدا فكانوا الأقرب اليه فتولوا الأمر بعد موته ، وأحدثوا تغييرا هائلا على مستوى العالم ، ذكرهم التاريخ ولكن فى ميزان القرآن هم أكابر المجرمين ، وحق عليهم قول الرحمن جل وعلا : ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢٣﴾ الانعام )

2 ـ المنافقون الظاهرون لم يحملوا سلاحا ، وإكتفوا بالإيذاء القولى للنبى والامتناع عن القتال الدفاعى وعن التطوع بالصدقات . ومع أن من يموت منهم على نفاقه فمصيره فى الدرك الأسفل إلا إن من يتوب منهم توبة مقبولة سيكون ( مع المؤمنين ) . قال جل وعلا : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴿١٤٥﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖوَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٤٦﴾ النساء ). أما الذين مردوا على النفاق فقد أخبر رب العزة جل وعلا ــ وهو علّام الغيوب ــ أنهم لن يتوبوا وأنهم سيرتكبون جرائم يستحقون عليها العذاب الدنيوى مرتين ثم ينتظرهم فى الآخرة عذاب عظيم . قال جل وعلا عنهم : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ﴿١٠١﴾ التوبة ).

3 ـ إذا كان المنافقون الظاهرون المسالمون فى الدرك الأسفل من النار ، فما هو مصير الخلفاء الفاسقين وأنصارهم ومعارضيهم الخارجين عليهم ، وقد بلغ بغيهم غايته ثم ألصقوا هذا البغى بالاسلام دين السلام والعدل والحرية والرحمة ؟

ثالثا : مقارنة بين الخلفاء الفاسقين والعرب الجاهليين

1 ـ العرب فى الجاهلية كانت تنشب بينهم الغارات طلبا للسلب والنهب والسبى . وعدا ذلك إشتهر ما يعرف ب ( أيام العرب ) وهى حروبهم المحلية ، ومنها : ( داحس والغبراء بين عبس وذبيان ) ( البسوس بين بكر وتغلب  ) ( حليمة بين الغساسنة والمناذرة ) ( الفجار قريش وكنانة ضدغطفان وهوازن ). كانت حروبا ( علمانية ) بلا مزاعم دينية . ولهذا كانت تنتهى ويتم نسيانها . ثم كان ضحاياها بضع آلاف .

2 ـ حروب الخلفاء الفاسقين كانت عالمية ، وبها حازوا الكنوز والثروات وكونوا إمبراطوية ضخمة إمتدت ما بين حدود الصين الى جنوب فرنسا ، تضخّم عدد ضحاياهم من القتلى والسبى والاسترقاق ليصل الى ملايين . ووصل سفك الدماء الى الداخل فى حروب أهلية .

3 ـ لم يكن الخلفاء الفاسقون أول من أسس أمبراطوريات بالاحتلال والقتل والظلم ، ولكنهم يفترقون عن غيرهم بزعمهم أن هذا هو الاسلام . ترتب على هذا :

3 / 1 : تشويه الاسلام .

3/ 2 :الإستمرار فى هذا الظلم بعد أن إكتسب أرضية دينية وتكونت على أساسه أديان أرضية . المحمديون كرروا ويكررون ما فعله الخلفاء الفاسقون .

3 / 3 : الخلفاء الفاسقون هم شرُّ مكانا من المنافقين الذين هم فى الدرك الأسفل من النار. ومع ذلك فقد أصبحوا آلهة مقدسة لدى المحمديين، بدليل الرهبة التى يشعر بها القارىء حين نصفهم بالخلفاء الفاسقين . هذا مع أننا نستشهد بتاريخهم المكتوب ونحتكم فيه الى القرآن الكريم.

3 / 4 : فى دينهم الشيطانى حافظوا على ( تأدية الصلاة ) لتكون مبررا لهم ووسيلتهم فى إرتكاب الإستحلال والبغى والعدوان والإغتصاب والاسترقاق والسلب والنهب .  

اجمالي القراءات 7299