من المتفق عليه بين سائر المسلمين هو فضل شخصيتين كبيرتين يعدون محورا في التاريخ الإسلامي، ولا خلاف في ذلك بين السنة والشيعة والأطياف الأخرى المنشقة والمخالفة، هذين العَلَمين لم يستقرا في أنفس المتعبدين المسلمين كمجرد شخوص زائلة بل علامات فكرية ومذهبية كبرى صنعت عقائد وفقه خاص لكل محبيهم، إنهما الإمامين "علي بن أبي طالب وابنه الحُسين"
ولأن شيئا حدث جمع هذين الرمزين في دائرة واحدة تعني المظلومية والحكمة ونصرة العدل، هذا الشئ أنهما ماتا مقتولين غدرا، الأول بخارجي والثاني بأموي، صنع ذلك في أنفس محبيهم بُغضا لهذين الاتجاهين الذين عُرِفا في الأوساط الشيعية بالمذاهب، فالأموية ليست مجرد خلافة سياسية في العقل الشيعي، هذا مذهب مستقل تماما عن مذهب أهل السنة والجماعة، بل يقرون الاحترام لكثير من رموز وأعلام السنة كالشافعي وأبي حنيفة ومالك..وبعض أئمة الحديث كالنسائي والطبري، وفي اعتقادهم أن أئمة السنة كُذِب عليهم في عصر المتوكل ونُحِلت لهم عشرات الكتب المصاغة باتجاهات أموية وناصبية بعد ذلك..
هذا المدخل مهم وضروري لتبيان أن الذي يجمع السنة والشيعة أكثر مما يفرقهم، فهم يعبدون ربا واحدا ويتبعون نبيا واحدا ويصلون لقِبلة واحدة بصلاه واحدة، حتى أركان الدين لديهم متطابقة عدا فروق بسيطة هي التي أحدثت فارقا سياسيا بين المذهبين أسست عليه بعد ذلك فروق عقائدية وفقهية..
ومن تلك الفروق السياسية يوم "عاشوراء" الذي استفضت قبل ذلك بتوضيح ماهيته في دراسة قبل 5 سنوات بعنوان "حقيقة صيام يوم عاشوراء في الإسلام"..ووصلنا إلى نتيجتين:
الأولى: أن عاشوراء هو يوم كيبور اليهودي قبل إلغاء النسئ، فكان العاشر من محرم يأتي دائما ليوافق عيد الغفران ليحتفل به العرب واليهود حتى قبل مجئ الإسلام ، ثم بعد إلغاء النسئ واستقلال المسلمين بتقويم قمري جديد – بعد موت الرسول - اختلف اليومان فأصبح العاشر من محرم يأتي في توقيتات مختلفة من العام.
الثانية : أن تقديس هذا اليوم واعتباره يوم فرح تُعقَد فيه الأطعمة والاحتفالات هي بتأثير أموي نزولا لأعراف العرب قبل الإسلام من جهة واحتفالا بقتلهم للإمام الحسين من جهة أخرى، وعليه فسائر الأحاديث المنسوبة للنبي في عاشوراء هي مختلقة بعد موقعة كربلاء..فالنبي لو أراد صيام عيد الغفران لسمّاه باسمه، وعده من المشتركات على ديانة إبراهيم..
هنا نكتفي بمناقشة هذا الباب من الثبوت التاريخي أو أصداء عاشوراء النصية في الأحاديث، ولكن سنناقش جانبا مهما وهو "فلسفة عاشوراء" بتوضيح جوانب تخص الحكمة من وراء هذا اليوم سواء من جانب استخراجه من اليهودية أو من جانب كربلاء التي يتفق كل المسلمين دون استثناء عن فداحة ما حصل فيها، وكذلك من جانب التقليد الأعمى والتقديس غير المبرر لرموز ذلك اليوم حتى وصلت الأمور لتأليه الحسين نفسه واختراع أحاديث بفضله وكرامته رغم عدم الحاجة لتلك الاختراعات التي أضرت شخصية مهمة نرى عظمتها في السطور التالية..
بادئ ذي بدء عندما يُذكر يوم عاشوراء يتصور الذهن فورا مشاهد الدم واللطم والتطبير على الرأس والظهور والصدور، هذا أحدث في مخيلة العالم مشهد بشع يقترن سنويا باحتفالات عاشوراء التي تحولت من مناسبة يعلو فيها صوت العقل والحكمة والعدل إلى مناسبة أخرى مختلفة يعلوها الدم والحقد والانتقام..وقد ارتبطت هذه المشاهد بطوائف شيعية تفعل ذلك سنويا حتى التصقت تلك المشاهد البشعة بهم وخلقت نفورا على المستوى العقلي والإنساني.
أعلم أن كثير من علماء الشيعة يُحرّمون التطبير ولا يتفقون مع تلك المشاهد المؤذية، ولكن أزعم أن عليهم جهدا كبيرا للتخلص من تلك الآفة سواء بفتاوى حاسمة وقاسية ، أو بقوانين رادعة تحمي قدسية الشارع وحق الناس في أن يروا منظراً جميلا بدلاً من هذا القُبح المصطنع، فالتضحية من أجل الآخرين تعني البناء وليس الهدم، وكم من دماء سُفكت في هذا اليوم كان المرضى أحوج لها في المستشفيات، وكم من قُبحٍ نشر الرعب والحقد والانتقام بين العامة..
تقوم فلسفة عاشوراء عند السنة أنه يوماً روحانيا يُعيد المسلم إلى فطرته بتتبع هدي الأنبياء، فهم يقلدون موسى دون إدراك عدم وجود مسمى عاشوراء يهودي، وأن ما قصدوه هو عيد الغفران الشهير بيوم كيبور، وقد حدث ذلك نتيجة لتراكمات سياسية واجتماعية وفكرية نقلت المسلمين من دين إلى دين مختلف بمسمى واحد، ففي عصر الرسول والخلفاء الأربعة كانوا على دين القرآن، ثم تحولوا لدين الحكام في العصر الأموي، ثم لدين الأئمة والمذاهب المختلفة في العصر العباسي، رغم أنهم في الأخير يطلقون على كل تلك التحولات اسم واحد هو "دين إسلامي"..!
هنا يغلب طابع السعادة على الاحتفال بعاشوراء عند السنة، رغم أن هناك طابعا آخر للحزن تمثل في موقعة كربلاء واستشهاد الحسين، وسبب غلبة طابع السعادة هو نشر ذلك اليوم والاهتمام به في العصر الأموي الذي أخفى معالم أهل البيت وطاردهم حتى أصبح كل هاشمي هدف للقتل أو الاعتقال، وقد ذكر الأصفهاني 152 إماما هاشميا منهم في كتابه "مقاتل الطالبيين" بدأها بجعفر بن أبي طالب وأخيه عليّ وأنهاه بأحمد بن عيسى حفيد الإمام علي في حروب النفس الزكية مع المنصور.
كذلك يغلب طابع التقليد وعدم التفكر في طبيعة ومآلات هذا اليوم عند السنة، فهم يصوموه ويحتفلون به تصديقا للأحاديث والروايات في مذهبهم، ولأن صيامه اختياريا صنع طُمأنينة في نفس السني الذي رأى بُعدا أخلاقيا في صيامه، فالإنسان عندما يصبح مخيرا يطمئن لما يُخيّر له بخلاف الفرض الذي يفعله غالبا وهو مضطر حتى يُنزع الفرض من معناه ويتحول لمجرد طقوس، وهنا أزعم أن صيام عاشوراء عند كثير من السنة يحدث بإخلاص واجتهاد وفهم لطبيعته التقليدية عن الفروض، يعزز ذلك بعادات العرب وبعض السنة الذين ألفوا الاحتفال بهذا اليوم، فتحول عاشوراء لديهم من مجرد مناسبة دينية إلى مظهر احتفالي يخاطب كينونة الفرد منهم ليصبح جالبا للسعادة المفقودة.
هذه النزعة الاختيارية المحببة هي التي نقلت بعض الطقوس الاختيارية لمرتبة الفروض والمقدسات بحكم الألفة، لأن الإنسان إذا ألف شيئا أحبه، فيما يُعرف بسلطة العادة..حتى أنه يمكننا رؤية ذلك في تحول بعض الشعائر والسنن والأقوال المألوفة في عرف المسلمين إلى ثوابت دينية يُكفر الناس من أجلها، وقد تحولت بعض هذه السنن والشعائر والأقوال لثوابت كأحداث القبر والنهاية وعلامات الساعة ..انتقلت لتصبح ثوابت بنفس الطريقة التي انتقلت بها عاشوراء هي الأخرى لتصبح ثابتا دينيا ومعلما يميز السني من الشيعي، بل صنع ذلك خلافا بين السنيين أنفسهم للمزايدات أيهم أكثر سنية بالسعادة وأقلهم حزنا بالتشيع..
إن محاولة تفسير عاشوراء عند السنة لمجرد أنه صيام موسى أقره النبي ، هو تفسير جزئي يتجاهل عاملين ، الأول: هو التأثير السياسي لمقتل الحسين في ذلك اليوم..الثاني: حكم العادة بألفة الصيام الذي قد يحدث بأصل مكذوب لا يمت للنبي بصلة، والثانية هذه خلط شائع عند المسلمين بين الدين والعادة، فكلما ألفوا شيئا وأحبوه يتحول عن طبيعته إلى مقدس ديني واجتماعي، أي أن السني إذا نظر في عاداته التي تخلى عنها قبل 20 عاما مثلا ربما يتخلى عن صوم عاشوراء إذا رأى أن نصوص فضل عاشوراء ليست نبوية ، بل خليط مزدوج من التأثيرين اليهودي والأموي..
أما عند الشيعة فينظرون لعاشوراء بوجهين، الأول: سياسي ملئ بقيم الثورة والعدل ، وقد غلب هذا الوجه على أئمتهم في الظاهر وعلى عوامهم في الظاهر والباطن معا، وسر الخلاف أن الأئمة يرون عاشوراء كسرا لمبدأ الإمامة النصية التي فرضت على المسلمين اتباع ذرية الإمام علي وفاطمة الزهراء، وهذا هو الوجه الثاني المسيطر علة ذهنية علماء الشيعة، ومن هذا الوجه ينتفض بعض الحداثيين المعاصرين ضد رؤية الشيعة لعاشوراء واتهام تلك الرؤية أنها ثائرة على التسلط الأموي فقط لكن مقرين بالتسلط الهاشمي لوحدة النظام السياسي وهو (الحكم بالوراثة)
لذلك لا أنصح شيعيا بمجادلة علماني أو حداثي يؤمن بالديمقراطية لإثبات صحة وجهة نظره في عاشوراء من الجانب الثاني، قد يصلح الجانب الأول لمخاطبته عقل الإنسان ومصالحه..هذا شئ جيد، من منا ضد العدل ويرفض الثورة على الطغاه، وأما تصدير فكرة "الحسين ثائرا" مجردة فقد يحويها اعتبارات وإشكالات تتطلب النظر في صدق دعوى الأمويين بأنه كان "خروجا" يتساوى مع خروج الأزارقة والصفرية، وأحسب أن هذا الانطباع بصدق الدعوة الأموية تسبب فيه بعض الشيعة بتصدير فكرة الخروج للإمامة النصية فقط..وهي محل اجتهاد من الفقهاء وعلم الكلام والفلاسفة، أي أن احتكار السلطة نصيا في ذرية ما هو خلط الديني بالدنيوي، لأن السلطة من شئون الدنيا والدين من أمر السماء.
ما يخدم الشيعة أكثر في تصورهم لعاشوراء هي فداحة الجريمة بقتل العشرات من العزل والأبرياء والأطفال دفعة واحدة، والأنكى أنهم أقرباء..جميعهم إما أخوة أو أبناء وأعمام، منهم طفل للحسين رضيع بعمر 6 شهور ، هذه إبادة جماعية ضد نسل الإمام عليّ بغض النظر عن صدق تصور بعض المسلمين لطهارة هذا النسل..ليس موضع نقاش، فالقرآن أقر بنصوص قد تقبل التأويل بتلك الطهارة، وفتح الباب لطهارة آخرين سلوكيا، وفي يقيني استقر هذا المعنى بأن التطهر قد يشمل سلوكيات أخرى بالصدقات والعدل في الطلاق ورفض الشذوذ الجنسي لقوم لوط ولقوله تعالى.. "ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم "..[المائدة : 41] والمعنى أن الناجين من الفتنة الدنيوية والدينية هم من المطهرين.
لكن ولأن الجريمة فادحة أتفهم شعور الشيعة بالألم..ليسوا وحدهم، كل إنسان يجب أن يتألم، وأتذكر في طفولتي كيف كان الشيخ كشك في خطبه الحماسية يبكي على الحسين في كربلاء ، هذا إمام سني سلفي إخواني..ولكنه يبكي على الحسين وفداحة ما حصل في تلك الوقعة، إنه التاريخ يُحيي نفسه دائما ويثبت أن الجريمة لا تذهب بانقضائها بل تظل علاماتها وأخبارها محط غضب واستنكار من الأجيال اللاحقة، وفي ظني لو علم "يزيد بن معاوية" أن كربلاء ستشق المسلمين وتؤدي لنهاية دولته الأموية وقطع نسل الأمويين بالسفاح ما أقدم على فعلته، أو يبكي هو على الحسين ويعود إلى الناس بصورة المذنب التائب..
لكن لا أتفهم أن يؤذي الشيعة أنفسهم من أجل الحسين، هذا حدث منتهي عموما قبل 1400 عام، وإسالة الدماء من أجله الآن والضرب والجلد هو نوع من الحَمَق، أحدهم قال لي: أن النبي يعقوب بكى على ابنه يوسف حتى ابيضت عيناه فما الذي يمنع من بكاء المسلمين على الحسين؟.. قلت: هذا فقد ولده بعين حياته، شعور إنساني وليس ديني، فيعقوب لم يرض لأبنائه الأذى رغم شكه في قتلهم ليوسف ، كذلك هو لم يقصد أن تبيض عيناه إنما حصل ذلك لكثرة بكائه، بينما الشيعة (يتعمدون) أذيتهم بالضرب والجرح بالسكاكين..
وربما لا يعلم بعض الشيعة أن جلدهم لذاتهم وجُرحهم لأنفسهم شعيرة وطقوس منتشرة في غالبية الأديان، في المسيحية فداء وحُبا للمسيح، وفي الهندوسية يمشون على جمراتٍ من نار ويجلدون أنفسهم في الشارع إرضاءً لآلهتهم ، ثم لماذا لا يسأل شيعة العرب أنفسهم أن مشاهد الدم هذه لا توجد في إيران الذين يكتفون بضربات خفيفة على صدورهم دون خلع للملابس وشق رؤوسهم بالأمواس؟..هذا خطأ أيضا لكنه أخف من صور الذبح والدم التي ملأت شوارع العرب من هذا الفعل القبيح إنسانيا..
ناهيك أن الشعور بالحزن ليس بضرب وجلد النفس في الشوارع، الحزن هذا عمل قلبي وشعور فطري داخلي، أما ما يحدث في الشوارع كل عام ينشر النفاق والمزايدات الدينية، ما الذي يمنعك من البكاء في المسجد أو البيت بدلا من اللطم في الشوارع؟..أليس بتحويل البيوت لمكان استذكار وحب للحسين فضيلة لتلك البيوت بتأسيسها على التضحية؟..حتى لو هَوَت نفسك الضرب وشعرت بشئ من السادية فلماذا لا تضرب نفسك في بيتك خفاءً بدلا من الفضيحة في العلن؟!
أحسب أن الحُزن الحقيقي غائب عن المُطبّرين، فالحزين هو شخص حكيم رأى في بواطن الأمور كثرة الشرور فبقي منزويا عن المجتمع قليل الاختلاط، تتحول حكمته هذه لانتحار إذا بالغ في حُزنه ليصل لحد الاكتئاب، إنما الذي يجري في الشوارع هو احتفال حقيقي وليس حزن ..حتى لو ظهر بشكل حزن ودموع لا تختلف كثيرا عن دموع وداع زعيم كوريا الشمالية من قبل الجماهير المجبورة..بمعنى أن الكثرة الباكية والموقف الباكي يفرض أحيانا بُكاءً مصطنعا عند البعض يتناول عاشوراء كأنها مناسبة اجتماعية واحتفالا بلقاء الأصدقاء والجيران ليس إلا.
إنما في هذا الحزن الشيعي والإنساني عموما بارقة أمل، أن التعاطف مع المظلوم يضئ النفس بالحكمة وحب العدل، فإذا ما حَكَم الإنسان أمرا كان أكثر حذرا ألا يقع في جريمة يزيد، وهذه حسنة كبيرة تختبئ بين ظلال السيوف الجارحة لأظهر ورؤوس المُطبّرين، ويبقى الإشكال في تحويل هذه الطاقة الجارحة لطاقة بناء وعدل وفهم..أحسب أن كثيرا من الشيعة يتغاضون عنها لصالح فعل مجرد يُنزع عن معناه بمرور الزمن، أي بكثرة تطبير الشيعي وجرحه لنفسه وحرصه أن يتكرر ذلك كل عام قد يتحول هذا الفعل منه مستقبلا لحب ذات الفعل مجردا عن معناه الديني والعقلي والإنساني، هنا لم تصبح عاشوراء ثورة ضد الظلم بل طاقة سلبية يصبح فيها الإنسان كائن همجي..
أظن أن تدمير الإسلام يبدأ من هنا، بتحويل الطقوس والمناسبات الدينية الجيدة لطاقة سلبية، مثلما تَحوّل عيد الأضحى عند سائر المسلمين لطقوس ذبح ودماء لا تختلف كثيرا عن مشاهد التطبير الشيعية، رغم أن الذبح خصيصة قرآنية للحجاج فقط وليس للعوام، لكن باختلاف الدين الإسلامي – كما قلنا في المقدمة – وانتقاله لأكثر من معنى حصل التزييف والتحريف الذي أصبح فيه ذبح الخراف والأغنام طقس ديني لملايين المسلمين ، رغم أن هذا الذبح قد يفوق حاجة المسلمين للحوم مما يهدر ثروة حيوانية كبيرة تُسبب أزمات معيشية بعد ذلك، علاوة على مشاهد الذبح الجماعية المنقولة على الفضائيات المُعززة لثقافة العنف وألفة الدم ومشاهد القسوة.
أخيرا: إن الفضل الأول لعاشوراء أخلاقي وإنساني وعقلي لا خلاف في ذلك، رجل شجاع تحدى سلطة باطشة فَضّل أن يُقتل عن ألا يركع لخصمه..هذه شجاعة نادرة يجب أن تُسجل للحُسين إنسانيا وتطوف بسيرته الجيدة بين الأمم، لكن هذا الفضل أضاعه المسلمون بشتى فرقهم، فالسنة أضاعوه بإهماله وتحويله لصيام يهودي، والشيعة أضاعوه بتحويله لمشاعر حقد وانتقام وجلد للذات..أما الثورة والعدل فهي أبعد من الفرقتين عن استذكار معنى الخروج الحُسيني، وما كان هذا ليحصل سوى بآفة التقليد والاستسلام للحكام وكراهية التجديد والنظر في الموروث الديني.