انتشرت بمدينة الرياض السعودية عبوات مفترضة لماء زمزم، توزعها عمالة آسيوية كُتب عليها “مقري عليها”؛ بهدف استغلال البسطاء والمرضى الباحثين عن الشفاء.. وبحسب صحيفة “الوطن” السعودية، أمس الأول الجمعة، فإن عبوات ماء زمزم المزعومة يروجها مجهولون بدعوى أن شيوخًا بعينهم فتحوا علب الماء المعقمة والمختومة من المصنع بمكة المكرمة ثم قرأوا عليها الرقية الشرعية، لكن بسؤال الباعة عن هوية هؤلاء الشيوخ أو أرقام الاتصال بهم لا تحصل على إجابة !.
وإلى جانب هذه العبوات، تنتشر عبوات وصفائح أخرى تحمل اسم “تلبينة السنة النبوية”، وهي عبارة عن قهوة شعير إضافة إلى عبوات العسل وزيت زيتون، في استغلال صارخ لظروف بعض المرضى وحاجتهم إلى التداوي بأسعار مضاعفة.
وحول حقيقة تلك العبوات وقدرتها على شفاء المرضى، يقول الصيدلي خالد الرميح، إن هناك استغلالاً للعاطفة الدينية في تسويق منتجات عديدة، مضيفًا: “ما إن توقف سيارتك في سوق أو موقف أو مطعم أو شارع عام لقضاء حاجة ثم تعود إليها، حتى تجد عليها ما يضيق به صدرك من الإعلانات الدعائية التي يتفنن أصحابها في ربطها بالدين”.
ويتساءل: “لماذا هذا الاستغلال العاطفي من قبل مروجي هذه المنتجات؟ وأين الرقابة؟ وأين الوعي الاجتماعي؟ ولماذا لا تكون هناك توعية إعلامية مكثفة في وسائل الإعلام المختلفة؟”، مشيرًا إلى أن المروجين يستغلون حاجة المرضى في ظل غياب الرقابة الدائمة.
وقال ناصر عبد الله الجريد -وهو سعودي يعالج بالرقية الشرعية- إنه اطلع على المنتجات، ورأى عمالة من بنجلاديش يوزعونها على محلات العطارة والمحامص بدون تصريح ودون وضع بيانات الشيخ الراقي على الكرتون أو العبوات مجهولة المصدر.
واقترح أن تتولى مثل هذه الأمور جهات رقابية متخصصة، وأن يُسمح للشيخ بوضع بياناته، مثل اسمه وهاتفه ومكانه، وأن تباع في مواقع مخصصة لذلك الغرض. وتابع: “لا ندعو إلى المنع، لكن نريد التنظيم؛ حتى لا نتيح الفرصة للتلاعب بعقول الناس وأخذ أموالهم بغير حق.”.