ليس الجسد البشرى حُرّا ولكنها النفس البشرية

آحمد صبحي منصور في الأحد ١٩ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

ليس الجسد البشرى حُرّا ولكنها النفس البشرية  

الانسان نفس أساسا والجسد مجرد ثوب .

إستكمال مقالات كتاب ( لكل نفس بشرية جسدان )

مقدمة :

1 ـ سائق سيارة قادها ودهس بها الناس فى الشارع . السيارة ليست الفاعل بل السائق. قائد سيارة الاسعاف أسرع لينقذ الناس ، سيارة الاسعاف ليست الفاعل للخير بل السائق . هو نفس الحال مع النفس البشرية ، هى التى تقود سيارة جسدها ، هى التى تستخدم جسدها فى الطاعة أو المعصية ، فى الهداية أو الضلال. النفس البشرية هى مركز الإختيار للهداية أو الضلال .

2 ـ التطبيق العملى للحرية التى تتمتع بها النفس البشرية أن الأكثرية من البشر ضالون . الأكثرية لا تؤمن بالله جل وعلا وحده ، ولا تؤمن به إلا إذا كان معه إله أو آلهة أخرى،أوبالتعبير القرآنى (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ يوسف ) . المحمديون يزعمون الايمان بالقرآن ولكنهم أبرز مثل ، فهم يقدسون آلاف الآلهة السنية والشيعية والصوفية . هذا وهم يقولون ( لا إله إلا الله ).! . أنفسهم إختارت الضلالة.!

3 ـ وقال جل وعلا :( وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَـٰكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٣﴾ وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ) السجدة:13 ). يعنى لو شاء الله جل وعلا لخلق الأنفس مجبولة على الهداية . لكنه جل وعلا شاء أن تكون الأنفس حرة ، ومسئولة عن حريتها . وهو جل وعلا يعلم أن النتيجة أن معظم البشر ومعظم الجن سيسيئون إستعمال هذه الحرية وستمتلىء بهم جهنم . 

4 ـ الحرية تعنى المسئولية ، والنفس التى تسىء إستعمال حريتها ستلقى جزاءها خلودا فى النار يوم القيامة.  يزيد من عُمق الإختبار أن يوم القيامة مؤجل وليس الآن. تخيل لو أن العقاب الالهى فى هذه الدنيا فقط  وان الذى يعصى يلقى العذاب الان أمام الناس ؟ . لن يعصى أحد . ولكن عصيان الأنفس البشرية يكمن فى عدم إيمانها باليوم الآخر ، أو أن تزيف يوما للقيامة يجعلها تدخل الجنة بالشفاعات . وتجارة الشفاعات وبيع صكوك الغفران هى الأكثر ربحا لدى المحمديين والمسيحيين والبوذيين وغيرهم.

نعطى مزيدا من التفصيل :

أولا :  نوعا الهداية :  هناك نوعان من الأمر والقضاء :

  1 : مرتبط بالخلق ، وهو حتمى النفاذ ، ولا حرية للبشر فيه لأنه مرتبط بقوله جل وعلا ( كن ) : ( فيكون ).

  1 / 1 : فى حمل مريم بالمسيح نقرأ هذا الحوار بينها وبين الروح جبريل : (  قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾ آل عمران ) .

  1 / 2 :  ويقول جل وعلا : ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ۚ بَلَىٰ وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴿٨١﴾ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾ يس )

  1 / 3 : ويقول جل وعلا : ( هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٦٨﴾ غافر ).

2 :  ( أمر وقضاء ) بالتشريع . والبشر لهم الحرية فى الطاعة أو فى المعصية ، وينتظرهم حساب يوم القيامة. يقول جل وعلا فى هذا الأمر التشريعى :

2 / 1 : ( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّـهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴿٥٨﴾ النساء )

2 / 2 : ( إنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ النحل )

2 / 3 : ( قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ۖ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۚ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿٢٩﴾ الاعراف )

2 / 4 : (  وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾ الاسراء ).

أيضا هناك نوعان من الهداية

1 ـ هداية مرتبطة بالخلق ليس فيها حرية للمخلوقات . قال جل وعلا :

1 / ! :( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ ﴿٢﴾ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ ﴿٣﴾ الاعلى )

1 / 2 : ( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ ﴿٥٠﴾ طه )

نرى هذه الهداية المرتبطة بالخلق فى جسد الانسان ، فالحيوان المنوى يتسابق مع غيره للوصول الى البويضة. وأجهزة الجسد المختلفة من القلب والرئتين والجهاز الهضمى والتنفسى والدورى يعمل بهدى إلاهى وبلا حرية . الحيوانات تتصرف بهدى الله جل وعلا ، ويسمون هذا ( غريزة ). هنا لا فارق بين النمل والنحل والطيور وحيوانات البر والبحر . هذه هى الهداية الإجبارية المرتبطة بخلق وحياة الكائنات ، بها تتغذى وبها تتكاثر وتتحرك وتتصارع.

2 ـ هداية مرتبطة بالشرع للنفس البشرية فيها حرية المشيئة .  

ثانيا : التداخل بين الهداية الإجبارية والهداية التشريعية الايمانية

1 ـ تحمل النفس جسدها تقوده وتسير به وتفعل به الطاعة والمعصية ، ولكن ليس لها سيطرة على أجهزة هذا الجسد ، فلا تستطيع أن تصدر أمرا للقلب بأن يُسرع من نبضاته ، ولا تستطيع أن تأمر الأذن بأن تسمع أعلى من المدى المسموح لها به ، ولا يمكنها أن توقف عمل البنكرياس أو الطحال أو الكبد أو الخصيتين أو الحيض ..الخ. كما لا يكنها منع المرض الذى يأتى ضمن الحتميات المقدرة والتى لا سبيل لتفاديها ولا حساب عليها.

2 ـ هنا يكون التداخل بين الهداية الإجبارية لأعضاء الجسد والهداية الايمانية للنفس . فالله جل وعلا فى تشريعه للنفس البشرية لا يكلفها إلا وسعها، اى ما فى وسعها أن تعمله بجسدها. بمعنى أن أصحاب الإعاقة ( الأعرج والعمى ) لا حرج عليهم ، كما إن المرض من الأعذار المبيحة للفطر فى رمضان وفى الطهارة وفى مناسك الحج وفى الجهاد بإعتباره عذرا . والنفس التى تراعى الهداية الايمانية هى التى تقدّر متى تتحمل والى متى .!

ثالثا : يهدى من يشاء  

1 ـ يسىء بعضهم بما تكرر فى القرآن من أن الله جل وعلا يضل من يشاء ويهدى من يشاء . وقد ورد هذا فى آيات كثيرة منها قوله جل وعلا : ( فَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٨﴾ فاطر )(  قُل لِّلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ  يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٤٢﴾ البقرة ) (  وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾ البقرة ) ( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ )   ﴿٢٧٢﴾ البقرة )( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾ القصص ) . يظنون إن الله جل وعلا هو الذى يضل وهو الذى يهدى وتلك هى مشيئته . هذا مخالف لعدل الرحمن كيف يضل بشرا ثم يعاقبهم يوم القيامة. وهذا ايضا مخالف للمفهوم اللسان العربى ، لأن ( المشيئة ) ترجع ليس لله جل وعلا بل للإنسان . والمعنى إن الله يضل من يشاء الضلال ويهدى من يشاء الهداية . وإذا أعدنا قراءة الآيات السابقة بهذا المفهوم نجد إتساقا فى المعنى.

2 ـ ويؤكد هذا أن مشيئة الله جل وعلا تأتى تالية مؤكدة لمشيئة الانسان ، فإذا إهتدت نفس الانسان زادها الله جل وعلا هدى وإذا شاءت الضلالة زادها الله جل وعلا ضلالا . نقرأ فى هذا قوله جل وعلا :

2 / 1 : ( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴿١٠﴾ البقرة )

 2 / 2 : ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴿١٧﴾ محمد )( وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ) ﴿٧٦﴾ مريم ) (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾ العنكبوت )

3 ـ واقع الأمر أنه بمجرد أن يشاء الانسان الاستقامة تلحقه مشيئة الرحمن تؤكد هدايته ، قال جل وعلا:(إنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿٢٩﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿٣٠﴾ الانسان ) ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾ التكوير )

4 ـ ينطبق هذا على حرية النفس فى إرادة فى التغيير .

4 / 1 :هناك شعوب تستسلم للمستبد راضيية بالذل وبالخنوع والخضوع. الله جل وعلا يعترف بهذا المستبد ملكا شرعيا عليهم طالما هم رضوا به ملكا عليهم . ونعطى أمثلة :

4 / 1 / 1 : قال جل وعلا : (  أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٢٥٨﴾ البقرة ) . هنا ملك كافر يزعم الألوهية ولكن لأن قومه إرتضوه ملكا فقد قال جل وعنه : (أَنْ آتَاهُ اللَّـهُ الْمُلْكَ )

4 / 1 / 2 : قال جل وعلا : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿٧٩﴾ الكهف ). هنا ملك ظالم يغتصب السفن، ومع هذا يصفه رب العزة بأنه ( ملك )، أى يعترف به ملكا لأن قومه إرتضوه ملكا.

4 / 1 / 3 : ولا ننسى إن رب العزة جل وعلا ارسل موسى الى فرعون وليس للمصريين ، لأن المصريين كانوا ــ ولا يزالون ـ مركوبا للفرعون.

4 / 2 : وهناك شعوب تقوم بتغيير ما فى نفسيتها من خنوع وخضوع الى العزة والكرامة ، وتستعد لتحمل ثمن الحرية . إرادتهم بتغيير ما بأنفسهم تعززها إرادة الرحمن جل وعلا ، قال جال وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ  ) الرعد:11 ).

4 / 3 : والله جل وعلا جعل اللجوء الى الحديد مشروعا فى إقامة القسط طالما لا يقيم المستبد العدل الذى نزلت به كل الكتب الالهية ، قال جل وعلا : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴿٢٥﴾ الحديد  ). الكتب الالهية فيها تشريع العدل والقسط ، وتطبيقها وتفعيلها يستلزم تغيير الأنفس لتخضع للخالق جل وعلا ، وليس لبشر مخلوق يظلمها ويستعبدها ويذلّها .

رابعا : حرية النفس

من هنا جاء التأكيد على حرية النفس ، وذلك بصيغ متنوعة:

1 ـ حرية الايمان والكفر، قال جل وعلا : ( قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ  ) ﴿٢٩﴾الكهف ) (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗوَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٧﴾ ) الزمر )

2 ـ تحريم الإكراه فى الدين ، فى كل ما يخص الدين ، الدخول فيه والخروج منه وممارسة شعائره . قال جل وعلا : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) ﴿٢٥٦﴾ البقرة )

3 ـ حرية المعصية حتى لو كانت فى الإلحاد فى كتابه الكريم ، قال جل وعلا : ( إنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖإِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٤٠﴾ فصلت )

4 ـ تقرير حرية المشركين فى المعصية والانتظار الى يوم القيامة للفصل بين البشر ، قال جل وعلا : ( قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ) الزمر )( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿١٣٥﴾ الانعام ) ( وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ﴿١٢١﴾ وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴿١٢٢﴾ هود )  ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿٣٩﴾ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٤٠﴾ الزمر ).

اجمالي القراءات 5078