الواجب تعليمه للأطفال

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ١٧ - أغسطس - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الواجب تعليمه للأطفال والواجب عدم تعليمه لهم:
اعتبر روسو أن تدريس اللغات للأطفال فى الصغر أمر خاطىء إلا ان يكون الطفل عبقرى فقال :
"وقد يدهشكم أنى اعتبر دراسة اللغات من بين تلك المواد التى لا نفع فيها للطفل ولكن تذكروا أنى لا أتكلم إلا عن دراسات فترة الطفولة الأولى ومهما قيل فى هذا الشأن لا أعتقد أنه إلى سن الثانية عشرة أو الخامسة عشرة يمكن لأى طفل أن يتعلم لغتين تعليما حقيقيا اللهم إلا إذا كان عبقريا"ص117
وهى وجهة نظر صحيحة تماما فلا ينبغى شغل الطفل بتعلم اللغات حتى يصل لرشده لأنه لن يحتاج اللغة الأخرى إلا إذا سافر لبلد يتكلمها وهو لن يسافر قبل أن يصل سن الرشد لأنه مسئول من والديه أو أقاربه الآخرين حتى يعقل
وعن تجربة فتعلم اللغات فيما يسمى بمدارس مصر الابتدائية تجربة فاشلة فالتلاميذ أصبح معظمهم لا يجيد اللغة الأم ولا اللغة الأخرى وحتى عندما كان النظام يقوم على تعليم اللغات فى سن الثالثة عشر فإن معظم الدارسين لها قد نسوها بمجرد ترك الدراسة لأنهم لا يحتاجونها فى حياتهم الوظيفية
ووضح روسو أن الدراسات التى يدرسها الأطفال لابد أن تكون مرئية فقال :
إنى أنادى بأن نشغل الأطفال بدراسات لا تحتاج إلا على النظر بالعين لو أن لهذه الدراسات وجودا ولكنى فيما أعلم لا أعتقد أن مثل هذه الدراسات وجدت حتى الآن ص119
ووجهة نظره سليمة جزئيا فالدراسات تعتمد على الحواس كلها وليس على حاسة النظر وحدها فدراسة اللغة الأم تحتاج للأذن واللسان ودراسة الظواهر الطبيعية بعض منها يحتاج للمس مع النظر وبعض منها يحتاج للشم مع النظر وقد ناقض نفسه فجعل الحواس مشتركة فى العملية التعليمية فقال:
" لست أرى أن تتبع الطريقة المقلوبة فى تعليم الهندسة بعرض منطوق النظرية ثم البحث بعد ذلك عن إثباتها ومن المرغوب فيه أيضا تنمية الملاحظة أثناء اللعب عن طريق العين والأذن والأصوات لتقدير المسافات ص144
لاحظ قوله عن طريق العين والأذن والأصوات
ووضح روسو أن تدريس التاريخ للأطفال هو مضيعة للوقت لأن الأطفال لن يفهموا المغزى من حوادثه فقال :
"وإنه لخطأ سخيف أن يفرض على الأطفال دراسة التاريخ على زعم أن التاريخ فى متناول إدراكهم لأنه ليس إلا مجموعة من الوقائع والحوادث ولكن ما الذى يعنونه بكلمة الحوادث هل يعتقدون أن العلاقات التى تعين الحوادث التاريخية سهلة الإدراك وأن الأفكار التى تتكون عن هذه الحوادث يسهل تكونها فى ذهن الطفل حقا وهل يعتقدون أن المعرفة الحقيقية للحوادث يمكن أن تنفصل عن معرفة أسبابها ومعرفة نتائجها وإن كنتم حقا لا ترون فى أفعال الناس إلا الحركات الخارجية المادية الصرفة ففيم دراستكم للتاريخ إنه إذن يكون خاليا "ص120
وروسو يبين أن التاريخ ناقص ومعيب وحتى المؤرخون لا يفهمون المغزى منه بقولهك
"إن التاريخ على العموم ناقص معيب لأنه لا يسجل إلا الوقائع المحسوسة البارزة التى يمكن إثباتها بالأسماء والأماكن والتواريخ أما الأسباب الكامنة لتلك الوقائع فتظل مجهولة خافية إننا قد نجد فى معركة رابحة أو خاسرة سبب قيام ثورة وتكون هذه الثورة فى الحقيقة أمرا لا مناص من حدوثه حتى قبل تلك الموقعة إن الحرب ليست إلا مظهرا معبرا عن أحداث قررتها أسباب معنوية يندر أن يفطن إليها المؤرخون ص185
وكرر مقولته بأن أساطير التاريخ لا تجدى فى تعليم الصغار فقال :
"إن الأساطير قد تجدى فى تعليم الكبار أما الأطفال فلابد لهم من الحقيقة العارية فإذا غطيناها لهم بقناع رقيق لم يجشموا أنفسهم عناء إماطته ص124
وبين روسو أن كتاب الأساطير مخطئون عندما يكتبون العبرة من الأسطورة وإنما المطلوب ترك القارىء أو السامع يستخلصها بنفسه شغلا لتفكيره وهو قوله:
ولا يفوتنى أن أندد هنا بالقواعد الأخلاقية التى تختتم بها معظم الأساطير المنظومة فالحاسة الأخلاقية تتربى عند التلميذ بأن يستخلص هو العبرة بنفسه من الحادثة التى أوردتها الأسطورة أما إيراد العبرة بألفاظها فى ختام الأسطورة فبلاهة كأنما العبرة ليست متضمنة بما فيه الكفاية فى صلب الأسطورة نفسها إن سر التربية كله فى أن ندع للتلميذ لذة تعليم نفسه عن طريق الموضوعات والوقائع فهذا هو ما يربى عنده ملكة التفكير والتمييز والقياس والضمير ص189
ووجهة نظر روسو صحيحة فالأطفال لا يدركون المغزى من التاريخ ومنه الأساطير وهم يدرسونه للأسف من وجهة نظر واحدة وهى وجهة نظر المعلم أو الدولة التى وضعت المنهج ومن ثم يجب ألا يدرسوه لمجرد الحفظ بلا فهم
وبين روسو أن تعليم التلميذ القراءة والكتابة دون حاجة هى مضيعة للوقت وهو قوله:
ولا أظن اميل سيعرف ما معنى كلمة كتاب قبل الثانية عشر وقد يقال أن من الواجب تعليمه القراءة على الأقل وأنا أوافق على هذا وأرى أن يتعلم القراءة حين تكون القراءة مجدية له أما وهى لا تفيده قبل تلك السن إلا السأم والضيق فليس هذا أوانها ولكن تدريجيا يمكن تعليمه القراءة بواسطة الباعث الشخصى أى بمناسبة ما يصله من دعوات للنزهات أو للعشاء وهى دعوات قصيرة يحسن أن نساعده على حل رموزها وبذلك يتعرف على رسم الكلمات ويتعلم بذلك الرسم والقراءة ص127
بالطبع وجهة النظر هذه ليست سليمة فالقراءة ينبغى تعليمها للأطفال فى سن السابعة أو السادسة لأنهم يحتاجونها فى عصرنا مثلا لقراءة أسعار البضائع وأنواعها وهم يشترونها كما يحتاجونها لمعرفة أسماء الشوارع فى بلدهم والأهم فى الإسلام هو أنهم يحتاجونها كى يصلوا لأن الصلاة هى قراءة للقرآن
ومن ثم فالحاجة لتعلم القراءة قد تختلف من دين لأخر أو من حكم لحكم أخر
وبين روسو أن المعلم عليه ان يختار لتلميذه الكتب المفيدة وهى نادرة والأحسن فى رايه تعليمه قراءة أى فهم الطبيعةوهى المخلوقات التى يعيش وسطها وهو قوله:
"ولئن كان قليل القراءة فى كتبنا على خلاف سواه من الأطفال فهو يحسن القراءة فى كتاب الطبيعة وعقله ليس فى لسانه بل فى دماغه ص147
وبين روسو أن الكتب المختارة لتعليم التلميذ يجب أن تكون كتبا تدرس عمليا العلم ككتاب روبنسون كروزو فقال :
"إن الكتب ضارة لأنها تعلمه أن يخوض بالكلام فيما لا يعرف ولن أترك بيد اميل إلا كتاب روبنسون كرزو لأنه صورة رجل عمل بمفرده على حفظ حياته فهو جدير أن يرتفع بإميل فوق مستوى المزاعم المنقولة عن الغير ويعلمه الحكم السليم الصائب على العلاقات بين الأشياء ص163
ويأتينا روسو بمقولة عدم إكراه الفتى والفتاة على تعلم القراءة فيقول:
ولئن كنت أنادى بعدم إجبار الفتى على تعلم القراءة فمن باب أولى أنادى بعدم إكراه الفتاة على ذلك قبل أن تقتنع وتحس بما القراءة من نفع لديها ثم ما وجه الضرورة فى تعليم الفتاة القراءة والكتابة فى سن مبكرة؟ص250
ومقولة التعلم بالاقتناع عند الأطفال مقولة خاطئة لو طبقت فإن كثير من الأطفال سيكونون جهلاء بالقراءة لأن الطفل لا يعى مصلحته ومن ثم فغن فشل الإقناع فالواجب تعليمه بالإجبار
ويبين أن كل الفتيات يتعبن فى تعلم القراءة فيقول:
"إن كل الفتيات تقريبا يجدن غضاضة وعناء فى تعلم القراءة والكتابة ص248
وهى مقولة خاطئة فهناك فتيات كثيرات لا يتعبن فى التعلم إن جاز قول كلمة التعب على القراءة لأن الكل بالفعل يتعب فى التعلم ومن خلال الخبرة فى المدارس فإن الفتيات أكثر استجابة من الفتيان لتعلم القراءة والكتابة
وبالطبع هذه ليست وجهة نظر سليمة فالتلميذ بحاجة للتعلم النظرى خاصة أن البيئة المحيطة به لا تحتوى على كل النباتات والحيوانات والجمادات وحتى أجناس البشر ومن ثم يجب تعليمه بعض المعلومات النظرية فمثلا إن فى مجتمع سكانه بيض يجب ان يعلم بوجود السمر والسود والصفر والحمر ومثلا كل المعادن لا تتواجد فى بيئته ومع هذا يجب تعليمه ألوانها أو صفاتها لأنه قد يصادفها فى حياته العملية مستقبلا
وبين روسو أن الغرض من القراءة هو الفهم وليس الحفظ كما بين أن على المعلم أن يجعل التلميذ يحل المسائل بمفرده ولا يتدخل إلا عند عجزه فقال :
إن الطفل الذى يقرأ لا يفكر فهو يقرأ فحسب إنه لا يتعلم حقا بل هو يحفظ ألفاظا فحسب ص152
ويبين روسو أن تعلم الكلام وهو اللغة عند الفتيات أفضل من الفتيان وينبغى أن يفرق المعلم فى تعليمه اللغة وهى الكلام للفتاة والفتى حسب عادة الرجال وعادة النساء فقال:
"والفتيات أسرع على تعلم الكلام من الفتيان واشد منهم طلاقة بل إن الفتيات قد يتهمن بالثرثرة وهذا طبيعى وأقرب إلى المزية منه إلى النقص فللفم والعينين وظيفة واحدة عند الفتاة ولئن كان الرجل يقول ما يعرفه فإن المرأة تقول ما يثير الاعجاب فالرجل بحاجة إلى المعرفة كى يتكلم أما المرأة فبحاجة إلى الذوق كى تتكلم أى أن الرجل يتكلم فيما يراه نافعا أما المرأة فتتحرى ما يطيب للناس سماعه ص259
وبين روسو أن الطفل لابد أن يتعلم الرسم من الطبيعة كما وضح أن دراسة الهندسة لابد أن تكون عملية بالقياس وليس دراسة نظرية كما هو المطبق منذ عصور وهو قوله:
"ويجب أن يتعلم اميل الرسم ولن اجعل معلمه فى هذا الفن سوى الطبيعة ولم يكن النموذج الذى ينقل عنه سوى موضوعاتها أما دراسة الهندسة فستكون عن طريق القياس الدقيق للأشياء والأشكال ثم عليه بعد ذلك أن يبحث عن العلاقات التى بينها لست أرى أن تتبع الطريقة المقلوبة فى تعليم الهندسة بعرض منطوق النظرية ثم البحث بعد ذلك عن إثباتها ومن المرغوب فيه أيضا تنمية الملاحظة أثناء اللعب عن طريق العين والأذن والأصوات لتقدير المسافات ص144
بالطبع تعلم رسم نماذج لما يراه التلميذ فى الطبيعة ليست عملية مفيدة إلا قليلا والرجل يعتمد التعليم العملى ومن ثم فتعلم الرسم يكون للفوائد مثل الرسم الهندسى ومثل رسم الآلات ومثل رسم الأجهزة فى الجسم وأما مجرد نقل النباتات والحيوانات والناس والجمادات للورق فليس له فائدة تعليمية إلا أن نقول لطفل لم يرى حيوانا أو نباتا أن هذا نبات كذا أو حيوان كذا
وأما دراسة الهندسة عمليا فهى وجهة نظر صحيحة تماما فمنطوق النظرية وبرهانها لا يستخدمهم أحد فى الحياة إلا نادرا جدا فى الحياة العملية
ووضح روسو أن تدريس العلوم علوم المخلوقات يكون من خلال تنبيه التلاميذ للظواهر وجعله يفهمها بمفرده فقال:
"ويكفى أن نوجه أنظار التلميذ بعد اكتشافه لحركة الشمس الدائرية ولشكل الأرض الكروى كى يكتشف أن جميع الحركات الظاهرية للأجرام السماوية قائمة على هذا المبدأ بعينه ولما كانت الشمس تدور حول الأرض على شكل دائرة ص154
ووضح روسو أن تعلم الحساب للفتيات أحسن من القراءة من خلال التعلم بالحافز المادى فقال :
"أما تعلم الحساب فقد يكون ألزم للفتاة من تعلم القراءة والكتابة لحاجتها على ذلك الفن قبل تعلم القراءة والكتابة وإذا رفضنا أن نعطى الصغيرة الفاكهة إلا جزاء على عملية حسابية شفوية بسيطة فسرعان ما تتعلم الحساب واعرف فتاة صغيرة تعلمت الكتابة قبل القراءة وبدأت تكتب بخيوط الإبرة قبل أن تكتب بالقلم واستعملت أشكال الحروف فى التطريز ص250
وبين روسو أن أشغال الإبرة يجب تعليمها للبنات فى الصغر فيقول:
أما أشغال الإبرة فإنهن يتعلمنها عن طيب خاطر دائما لأنهن منذ الطفولة يتخيلن أنفسهن كبيرات ولأن هذا الفن يساعدهن على إتقان التزين والأناقة ص249
وبين أن أشغال الإبرة تفضى لتعلم البنات الرسم:
"وهذا التدرج الاختيارى التلقائى ينتهى بسهولة إلى فن الرسم فليس الرسم غريبا عن أناقة الملبس والزينة ولست أعنى الرسم من حيث هو فن شامل يحاكى الطبيعة بل أقصد أنواع الرسم المتصلة مباشرة بزينة الثياب والأناقة بحيث تستطيع الفتاة أن تنهض يوما بتصميم زينة ثيابها بنفسها إن لم تجد نموذجا تحت يدها ص249
ويبين روسو أن تعليم الرقص والغناء والفن الجميل أمر واجب للفتيات حتى يسعدن الأزواج به فيما بعد وكذلك الأطفال بقوله:
وأنا أعلم أن أهل التشدد من المربين لا يريدون منا ألا نعلم الفتيات غناء أو رقصا أو أى فن من الفنون الجميلة التى تساعد على الفتنة وإنى لأعجب لمن نعلم هذه الفنون إن لم نعلمها للفتيات أن علمها للفتيان إذن وأى الجنسين أحرى باكتساب هذه المواهب وتنميتها ؟ لعلهم يرون الا نعلم تلك الفنون لأحد إطلاقا فالأغانى غير الدينية فى نظرهم جريمة أما الرقص فبدعة من الشيطان ولا ينبغى فى رأيهم أن يكون للفتاة ما يلهيها أو يسليها اللهم إلا العمل والصلاة ويا لها من حياة بهيجة لابنة العاشرة"ص257
وبالقطع وجهة النظر هذه سليمة نوعا ما فتعليم الرقص والغناء للفتيات حسب الشرع عندنا واجب وهو أن تعلمه نساء للفتيات وفى أماكن مغلقة عليهن ويبين روسو عدم فرض دراسة تلك الفنون إلا على الفتيات الراغبات فيه وهو قوله:
"وعلى كل حال يجب ألا نفرض الدروس والمعلمين على الفتيات بل ندع الفتاة تطلب تلك الدروس عند شعورها باحتياجها إليها ويجب أكثر من ذلك ألا ندفع الفتاة فى طريق التعلم دفعا بل نتركها لميلها الفطرى وأما أن تقرر الدرس فليس بذى أهمية أن يكون المعلم رجلا أو امرأة ص258
والخطأ هنا كون معلم الفتيات الرقص رجل فهذا يتنافى مع قوله تعالى "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
وبين روسو أن تدريس الدين للفتاة يكون قبل الفتى بقوله:
"ولئن كان الأطفال الذكور بعيدين عن تكوين فكرة صائبة عن الدين فمن باب أولى تكون هذه الفكرة فوق مستوى عقول الفتيات ولهذا أوصى بمفاتحة الفتاة فى الدين قبل الفتى لأننا لو انتظرنا على أن تتهيأ عقليتها لإدراك هذه ألأمور السامية فربما انتظرنا إلى الأبد ولم تتح لنا فرصة مفاتحتها فى موضوع الدين ص260
ومقولة تعليم الدين دون فهم من الفتيان والفتيات تتعارض مع مقولة التعليم بالإقناع فى قوله:
"وعلى كل حال يجب ألا نفرض الدروس والمعلمين على الفتيات بل ندع الفتاة تطلب تلك الدروس عند شعورها باحتياجها إليها ويجب أكثر من ذلك ألا ندفع الفتاة فى طريق التعلم دفعا بل نتركها لميلها الفطرى وأما أن تقرر الدرس فليس بذى أهمية أن يكون المعلم رجلا أو امرأة ص258
ويبين روسو أن تعليم الدين للفتيات الصغيرات يكون دون تركيز وإنما يكون عن طريق القدوة وهى الفعل أمامهن حتى يتعلمن بقوله:
"فلكى نعلم الدين للفتيات الصغيرات يجب ألا نجعل الديانة موضوعا للضيق أو الكآبة أو واجبا ثقيلا مفروضا ولهذا لا تعلمونهن إطلاقا شيئا عن ظهر قلب حتى ولا الصلوات ويكفى أن تؤدوا صلواتكم أمامهن بانتظام من غير أن تجبروهن على الاشتراك فيها ولتكن تلك الصلوات قصيرة كما أوصانا بذلك السيد المسيح ويكفى أن تكون محفوفة بالوقار من غير تصنع فهذا كله ما يطالبنا به المولى أما الألفاظ فليست من الأهمية كما نتوهم" ص262
ويبين أن الواجب تعليمهن الأخلاقيات وليس الموضوعات المذهبية فقال:
"ويجب تحاشى الموضوعات المذهبية الجافة والخفية التى لا تعنى إلا ألفاظا بغير مفهومات ولنوجه العناية الكبرى للتعليم الدينى للبنت على المبادىء الدينية المتصلة بالأخلاق عن قرب فليس أنفع للأطفال من الجنسين وللفتيات على وجه الخصوص من تعلم المبادىء التى تجعلهم يحسنون السلوك ويفعلون الخير
لا تجعلوا من بناتكم فقيهات فى العلوم الإلهية أو مجادلات جدلات فلا تعلموهن من أمور السماء إلا ما يفيد فى الحكمة البشرية والفضيلة الدنيوية علموهن وعودوهن الشعور الدائم بأنهن تحت أنظار الله فهو شاهد دائم على أمالهن وأفكارهن وملذاتهن وعودوهن ان يصنعن الخير لأن الله يحب الخير وأن يتحملن الألم بغير تململ لأنه سبحانه سيعوضهن عن ذلك الألم ويجزيهن خيرا وإن يكن فى كل يوم من أيام حياتهن على النحو الذى يحببن أن يظهرن به أمام مجده"ص269
ويبين روسو أن طريقة تعليم الأخلاقيات تكون بطريقة غير مباشرة أى ليس عن طريق الأمر والنهى المباشرين فقال:
وليس معنى تعليمها مبادىء الأخلاق أن يكون ذلك بطريق آراء مجردة وصيغ علمية فالحقائق المجردة ليست مما يوافق طبيعة المرأة بل ينبغى أن تكون جميع دراسات المرأة متصلة بالعمل مباشرة ص272
وبين روسو أنه لابد أن يعلم تلميذه مهنة أى وظيفة يتعيش منها لأن كل أفراد المجتمع لابد ان يعملوا فى وظيفة لأن المتبطلين ومنهم الأغنياء هم مجرد لصوص وقطاع طرق وهو قوله:
"إن من يأكل خبز البطالة الذى لم يكسبه بعمله يسرق ذلك الخبز والثرى الذى يتقاضى من المجتمع ما يعفيه من كل عمل لا يختلف فى نظرى إطلاقا عن قاطع الطريق الذى يعيش على حساب السابلة ص168
وروسو يفضل العمل اليدوى على غيره لتلميذه وهو قوله:
"فالعمل إذن واجب لا مناص منه للشخص الاجتماعى وكل مواطن من أهل البطالة غنيا كان أو فقيرا وقويا كان أو ضعيفا فهو لص والعمل اليدوى هو أقرب الأعمال البشرية إلى حالة الطبيعة وخير طبقة من حيث الاستقلال عن عوادى الزمن هى طبقة الصناع فالصانع غير مرتبط إلا بعمله فهو حر فى حين نجد الزارع عبدا لأن الزارع يتمسك بحقله ومحصول ذلك الحقل تحت رحمة غيره فالعدو أو ألكمي راو الجار القوى أو حجز قضائى يمكن ان يحرمه من ذلك الحقل ويمكن النيل من الزارع عن طريق حقله بآلاف الوسائل أما الصانع فمتى آنس مضايقة فسرعان مال يعد حقائبه ويأخذ ذراعيه معه ويرحل ومع هذا فالزارعة هى المهنة الأولى للإنسان وهى أشرف المهن وأنفعها وهى لهذا أسمى مهنة يمكن أن يمارسها ألإنسان ولئن لم أقل لميل تعلم الزراعة فما ذلك إلا لأنه يعرفها فقد خبر جميع الأشغال الزراعية وبدأ بها تعلمه وإليها يعود بين الحين والحين ص169
وهو هنا يبين أن التعليم العملى الأولى هو تعلم ما فى الطبيعة فإن تعلم ما فى الطبيعة وجب تعليمه مهنة يعيش منها ويؤسس أسرة
والخطأ فى الفقرة هو أن الزراعة أشرف المهن وأنفعها وبالقطع كل المهن المفيدة شريفة وهى لا تتفاضل فيما بينها لأن المجتمع يحتاج لكل المهن النافعة بالقدر نفسه
وكلام روسو يعتبر سليما فى المجتمعات التى عاش فيها لأنها مجتمعات قائمة على الظلم وهو يريد أن يجنب تلميذه أضرار ذلك الظلم من خلال العمل اليدوى
ويبين روسو أن التلميذ نتيجة نموه الجسمى وبلوغه لابد أن يتساءل عن الشهوة الجنسية ومن ثم على المعلم أن يخبره بما يريد بعد أن كان يخفى معلومات الشهوة عنه لأنه من الفضل أن يتعلمها من المعلم بدلا من أن يتعلمها من ألصحاب أو الناس السوء وهو قوله:
تذكر أن طريقة قيادة شخص بالغ تناقض تماما كل ما فعلته فى قيادته وهو طفل فلا تتردد إطلاقا فى إطلاعه على تلك الأسرار الخطيرة التى طالما اجتهدت فى اخفائها عنه فما دام من الواجب أن يعرفها فلا ينبغى أن يعرفها من أحد سواك ولا من نفسه بل منك أنت وما دام قد تعين عليه أن يقاتل فمن الخير أن تجنبه المفاجآت السيئة وأن تعرفه بحقيقة عدوه إن العادة جرت بأن يعرف الشبان هذه الحقائق الحيوية من أصحابهم لا من أساتذتهم ومؤدبيهم فلماذا يحدث ذلك ولماذا يختار الشاب خلصاءه بعيدا عن دائرة مؤدبيه إن السبب هو استبداد أولئك المؤدبين فلو لم يجبره استبدادهم على التخفى والتستر لما تخفى أو تستر أما اميل فلا حاجة إلى الالتجاء إلى صديق سواى فقد تعود أن يفتح لى قلبه بكل حرية وأن يقول لى ما يحسه بسرور وليس لدى ما أخشاه من هذه الجهة بيد أنى لاحظت عليه الخجل والتحفظ سأدرك أن غريزته بدأت فى التيقظ أو الثوران وان فكرة الشر تقترن بالغريزة لديه وهذا إيذان بأن الوقت قد أزف وأننى ما لم أعجل بتنوير ذهنه نشد المعرفة بعيدا عنى ورغم أنفى ص221
وبين روسو أن الطفل قبل البلوغ قد يتساءل عن الشهوة الجنسية قبل البلوغ وعند هذا يجب إلزامهم الصمت إلا فى حالات الإلحاح المستمر فينبغى تعريفهم به فى حالة من الجد وليس المزاح وهو قوله
"من المستحسن أن نؤخر ما استطعنا فضولهم فى هذا الخصوص وإذا وجهوا إلينا أسئلة فمن المستحسن أن نلزمهم الصمت خيرا من أن نكذب عليهم أما إذا قررنا تنوير الأطفال فى هذه المسائل فليكن كلامنا معهم مصطبغا بطابع الجد ولا ينبغى إطلاقا أن نتخذ سذاجتهم فيها وجهلهم بها موضوعا للمزاح فإن المزاح فى هذه الأمور يمهد للتهتك والإباحية فيما بعد ص178
ويبين روسو أن عليه كمربى أن يفتح قلب تلميذه على اختيار فتاة للزواج تشابهه فى صفاته حتى يبعده عن الفسق من خلال المواعظ الحسنة وهو قوله:
إن قلبك أيها الشاب بحاجة إلى رفيقة فهيا بنا ننشد تلك التى تلائمك وربما لم يكن العثور عليها سهلا فالفضيلة الحقة نادرة دائما فلنبحث بأناة ولابد أن نعثر على ضالتنا فى النهاية أو على الأقل على أقرب فتاة إليها شبها وأظن هذا كافيا لفتح قلب الفتى لحياة المجتمع وسوف يكون من السهل لإقناعه بحسن السلوك والابتعاد عن الفسوق لا بالوعظ السقيم والارشاد العقيم بل بالمناقشة العقلية فما من شاب يرضى أن تكون أمه أو أخته هدفا للفسق الذى يريد أن يقترفه مع نساء آخرين ص224
ووضح روسو أن الحجر على الفتيات غير المتزوجات فى البيوت خطأ وأن الواجبات هو أن يحجر على المتزوجات فيترك للفتيات الذهاب للحفلات من أجل المرح وهو قوله :
" إن العادة فى فرنسا أن تعيش الفتيات فى الديور وان تنطلق النساء المتزوجات فى عرض الدنيا وطولها أما الأقدمون فكان الأمر لديهم على العكس بل كانت الفتيات يتمعن بحفلات عامة مرحة كثيرة العدد والنساء يعشن منطويات فى البيوت وهذا النظام أقرب للعقل وأحفظ للأخلاق ص273
وإن كان روسو يقصد الذهاب للمنتزهات وحفلات السبوع والزواج ما شابه فهو أمر مفيد للفتيات
وبين روسو أنه سيعرف فتاه على صفات الفتاة التى يتزوجها وأهمها الحياء والاحتشام وهو قوله:
إنها ذات حياء فى ملبسها وهى متبرجة فى الوقت عينه فلئن كانت لا تبدى مفاتنها بمعنى أنها لا تكشف عنها بل تغطيها وتسترها إلا أنها تسترها بصورة تساعد المخيلة على إبداع تصورها فحينما يراها المرء يقول هذه فتاة حيية رزان ولكنه ما لبث بجوارها أن جالت نظرته وقلبه فى شخصها لا يستطيع عن ذلك حولا فكأنما كل هذه الأزياء لم توضع على جسدها إلا لكى تنزع قطعة قطعة بعين الخيال ص277
وبين الأطعمة التى تأكلها الخطيبة وهى صوفى وأنها قادرة عن الاستغناء عن الترف فى أى وقت فقال:
"وصوفى تأكل مستخرجات الألبان وتحب المسكرات ولكنها لا تقبل كثيرا على أكل اللحوم ولم تذق فى حياتها كلها طعم النبيذ أو الخمور وما تأكل منه تأكل باعتدال والحقيقة أن جنسها أقل حاجة من جنسنا على تجديد قواه لأن جنس النساء اقل إهدارا لقوته منا وهى فى كل شىء ذات ذوق واعتدال وتعرف كيف تستغنى عن أى شىء تحت ضغط الظروف منن غير أن تجد فى ذلك عناء ص280
وبين أن الفتاة تستطيع تجميل بيتها بأقل ألأشياء إن هى تعلمت الفنون الجميلة بقوله:
"وبمراقبة اميل وتقليده استطاعت صوفى أن تتقدم فى فن الرسم محتذية به وكذلك تقدمت فى جميع الفنون الأخرى وتذكر والداها يسارهما القديم عندما وجدا الفنون الجميلة تحيط بهما روائعهما وجمل الحب دارهما فالحب وحده يستطيع ان يجمل من غير نفقات ولا عناء ما لا تستطيع الثروة الطائلة بكل متاعبها ص303
ووضح روسو أن على والدى الفتاة تعليمها واجباتها فى تلك السن بقوله:
"ونظرا لنضوج تفكيرها الذى يجعلها فى حكم ابنة العشرين مع أنها فى الخامسة عشر فلا يمكن ان تعتبر طفلة حتى فى نظر والديها ولذا بصراها بواجبات الشباب التى ينبغى أن تدركها الفتاة فى مثل مرحلتها من العمر وغنى أعتقد أنهما قالا لها شيئا من هذا القبيل ص283
وبين روسو أن الفتى عليه أن يتزوج فتاة من طبقته أو أقل منها وليس أعلى فقال:
إنى أكرر ما قلته مرارا من أن الرجل لا يليق به أن يتزوج من طبقة أعلى منه بل يحسن أن يختار من هم دونه قليلا أو على شاكلته ومن المهم جدا مراعاة الكفاءة من حيث الثقافة والعقلية فإن المرأة الجاهلة السقيمة الفكر لا تصلح أن تكون مربية لأطفالها ولا شريكة لزوج ذى عقل وفطنة ولكن لا أحبذ أن تكون المرأة من صاحبات النبوغ ص285
وهى فكرة صائبة فى مجتمعات الظلم وأما فى مجتمع الإسلام فلا يوجد شىء يسمى الكفاءة فالمطلوب فقط هو إسلام الزوج والزوجة
وبين أن مجتمع الناس يختلف عن مجتمع الحيوانات التى يشيع فيها تعدد الزوجات بينما الناس يشيع فيهم وحدانية الزوجة فقال :
إن جميع الملاحظات فى مملكة الحيوانات تدل على ثورات الغيرة الجامحة لدى الذكور على الإناث أما لدى الإنسان فليس الأمر كذلك فما دام الزواج قائما على أساس الوحدانية لا تعدد الزوجات فالثورة الجنونية للغيرة من جانب الذكور من غير مبرر قوى لا معنى لها ص307
وبين أن الواجب هو كون أخلاقيات المرأة أفضل لأن النساء لا يفكرن باستمرار ويجب أن تكون التفكيرات فى القوانين العامة وعن نظام العالم فقال :
والتفكير ليس غريبا على النساء ولكن لا ينبغى لهن عدم التعمق فى العلوم العقلية فها هى صوفى تدرك كل شىء ولكنها لا تعى فى ذاكرتها شيئا كثيرا وأعظم ما تحرزه تقدم فى الأخلاق والأمور المتصلة بالذوق أما الطبيعة فلا تحفظ منها إلا فكرة يسيرة عن القوانين العامة وعن نظام العالم وأحيانا أثناء نزهاتها كان يتأملان أعاجيب الطبيعة فيتجه قلباهما البريئان نحو الخالق ص304
وطالب روسو تلميذه بالتمسك بالدين وأن يعود أى يتوب للدين كلما أخطأ فقال :
"وارتد إلى دين آبائك واخلص له ولا تنحرف عنه فلباب الأديان جميعها واحد ودين آبائك أحفل الأديان بالخلق الطاهر وأقربها للعقل أما نفقات السفر فسأدبرها لك ولا تخجل من العودة إلى أهلك فالضلال هو المخجل أما إصلاح الخطأ والرجوع عنه فليس مما يحمر له الوجه وأنت فى سن يغتفر لها الطيش وإن رجعت على ضميرك بصدق تبخرت أمامك جميع الحوائل ص217
والخطأ هنا أن لباب الأديان واحد وهو ما يخالف اختلافات الأديان وتنازعها فهناك أديان توحيدية تعبد إله واحد وهنالك أديان تعبد آلهة متعددة وهناك أديان بلا آلهة
ووضح روسو أن الذكر والأنثى مختلفان فقال :
"إنهما من حيث الجانب المشترك بينهما متساويان أما من حيث جانب التباين فلا وجه للمقارنة بينهما وحين يجتمع الجنسان يسهم كل منهما فى الأمور العامة ولكن ليس بنفس الأسلوب ومن هذا التباين يتولد أول اختلاف فى الصلات الخلقية فيما بينهما فأحد الجنسين ينبغى أن يكون ايجابيا قويا والآخر يجب أن يكون سلبيا ضعيفا ولذا يجب ان يكون أحدهما مريدا قادرا فعالا فى حين يكفى أن يبدى الجنس الأخر مقاومة يسيرة ص235
والخطأ فى الفقرة هى كون الرجل إيجابى والمرأة سلبية أو هذا قوى وتلك ضعيفة وهى مقولة خاطئة فالسلبية والإيجابية تكون فى الاثنين ولذا قال تعالى " إن الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى"
وبين روسو أنه لابد من وجود قيادة هى قيادة الرجل للمرأة فقال :
ولئن كانت المرأة مجعولة كى تروق للرجل وكى تخضع له فيجب أن تسعى للفوز برضاه بدلا من أن تتحداه فعنفوانها الخاص بها قائم فى مفاتنها وبتلك المفاتن يجب أن ترغمه على شحذ قوته واستخدامها وخير وسيلة لايقاد جذوة تلك القوة هى استثارتها بالمقاومة فعندئذ تتحد الكرامة مع الرغبة ويكون انتصار إحداهما نصرا مؤزرا للأخرى وبذلك يتولد الهجوم والدفاع وجسارة أحد الجنسين وجرأة الأخر ذلك الخجل أو الخفر الذى زودت به الطبيعة الجنس الضعيف كى يسترق به الجنس القوى عن الكائن الأعظم أراد فى كل أفعاله تكريم النوع البشرى حينما أعطى الرجل ميولا لا حد لها وأعطاه فى الوقت عينه القانون الذى ينظمها بحيث يكون حرا وخاضعا لذات نفسه وهذا القانون هو العقل وأما المرأة فقد منحها رغبات غير محدودة وشفع تلك الرغبات بالحياء والخفر كى يلجمها ص236
والفقرة تحتوى على نفس الخطأ السابق فى الفقرة قبلها كما يحتوى على إضافة وهى أن خفر وهو حياء المرأة مطلوب
وهو يبين مقولة خاطئة وهو خضوع المرأة لظلم زوجها فقال:
"إن الرقة هى أول وأهم مزايا المرأة فقد خلقت المرأة لإطاعة كائن ناقص هو الرجل وكثيرا ما يكون طافحا بالرذائل ودائما ما يكون حافلا بالعيوب فيجب أن تتعلم منذ البداية كي تخضع للغبن والظلم وكيف تتحمل أخطاء زوجها بغير تذمر فمن أجلها هى لا من أجله يجب أن تربى على الرقة والدماثة ص252
وبالقطع تحمل الأخطاء من الزوجين واجب من باب الرحمة ولكن تحمل من جانب واحد هو كفر من الاثنين الظالم والمظلوم كما قال تعالى "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
ووضح روسو إن تكوين الأطفال يتوقف على حسن تكوين الأمهات فقال:
"إن تكوين الأطفال يتوقف على حسن تكوين الأمهات فعناية النساء هى الأساس الذى تقوم عليه التربية الأولى للرجال وعلى النساء كذلك تتوقف أخلاق الرجال وعواطفهم وأذواقهم وطباعهم ومسراتهم ولذاتهم بل وسعادتهم نفسها ولهذا يجب أن تكون تربية النساء برمتها مرتبطة بالرجال فإن واجبات النساء فى جميع الأزمان هى إرضاء الرجال ونفعهم وتحرى محبتهم وتكريمهم وتربيتهم صغارا ورعايتهم كبارا وإرشادهم بالمشورة والتسرية عنهم وتهوين الحياة عليهم وهذه الواجبات هى ما يجب تلقينه للنساء منذ طفولتهن الأولى وكلما ابتعدنا عن هذا المبدأ انحرفنا عن هدف تربيتهن وذلك يعنى أن ما يلقن لهن لن يجدى عليهن فى جلب السعادة لهن ولنا ص244

اجمالي القراءات 4875